بسم الله الرحمن الرحيم





حمدًا لله تترا تترا
وصلاةٌ وسلامٌ تعلو محمدًا


لك الحمد يا ربنا أن بلغتنا هذا الشهر العظيم ذي الخير الكريم
حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه



مرت علينا أيام هذا الشهر بخيراتها وكراماتها
فمنا من أحسنت ضيافتها : فـ صامت حق الصيام و قامت أحسن قيام
ومنا من غفلت عن خيرها فيا خيبتها ويا خسرانها
وبينهما خلقٌ كثير بين إحسان وإساءة .. و تذكُّر و غفلة ..

ويجدر بنا كـ أخوات متحابات في الله

أن نُذكَّر ونعظ
وننصح ونُرشد

لعل التقية منا تزداد تقوى
والمفرطة منا تصحو وتتبع الذكرى





بينما نحن في أواسط نفحات هذا الشهر
قد نمر بشيءٍ من الفتور ونوع من التقصير
ولاعجب من ذلك

لكن علينا أن لا نستسلم لما نواجهه من فتور
بل يجب أن ننتبه منه ونتيقظ ونكون على بصيرة به وبكيفية التعامل معه خلال شهر من أعظم الشهور

فلنتدارس الآن ونتذاكر كيف نتغلب على فتورنا ونقوي أنفسنا لتكمل الصالحات وتتم الخيرات
لئلا نكون ممن تحمّس في بداية أيام الشهر ثم تكاسل في بقيته





[ 1 ]

لعل من أوجب الواجبات للتغلب على الفتور وتلك التكاسلات

هو تذكر قول الله تعالى :

{ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ }

فماهي إلا أوقات تمضي وأيام تنقضي وتُطوى معها أعمالنا فيها :/
فـ حسنات تتضاعف
أو سيئـات تُطبع







[ 2 ]

أيـامٌ ثميـنة

هي ليست كأي أيام السنة كما تعلمون
بل لها من المزايا ما يعظمها ويشرفها
حيث

تفتح أبواب الجنان !
و
تغلق أبواب النيران !
و
تصفد الشياطيـن !

فمـا أجلّها من مزايا حُقَّ على العاقلة أن تجمع جهدها فيها
وكُلُّ العتاب على من فرطت وغفلت ولهت فيها

إنها فقط في هذا الشهر لا في غيره
شهر واحد بين شهور السنة

فكيف يعقل أن نفرط في ساعة من ساعاته ؟!

بهذا ذكري نفسكِ وأيقظيها

فـ يا نفس قومي واجتهدي
فالخيرات لكِ إن أنتِ أحسنتِ
وأبواب الجنة مفتوحة أمامكِ
والنيـران قد أغلقت لأجلكِ
بل صُفد أعداؤكِ فهيا اغتنمي
خيرًا عظيمًا هو الآن بين يديكِ





[ 3 ]

(( رغم أنف
عبد دخل عليه رمضان فلم يغفر له ))

قالها صلى الله عليه وسلم

رغم أنف
معناه ذل
وقيل : كره وخزي
وأصله لصق أنفه بالرغام ، وهو تراب مختلط برمل
وقيل : الرغم كل ما أصاب الأنف مما يؤذيه

هل ترضين لنفسكِ ذلك ؟

فـ هيا اجتهدي واسألي الله أن لا ينسلخ رمضان إلا وقد غُفِر لكِ ذنبكِ
ويـالحظكِ حينئذ !
فمن لا يرجو أن تغفر سيئاته وذنوب وتقصيره مع ربه
حقًا هو خيرٌ عظيم ومزية جليلة لهذا الشهر
يا خيبة من غفلت عنها وفرطت فيها

لذا لا تتركي أيام هذا الشهر ولياليه تمضي دون استغفار
وطلب المغفرة والعفو من ربكِ





[ 4 ]

{ ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة }
حسن

[.. العتق من النـار ..]

من مِنا لا تحتاجه ؟!
ومن منا قد أمنت عذاب ربها وناره ؟!!

تفكري في { النار } لتستشعري شدة حاجتكِ إلى { العتق من النار }

إنكِ حين تتذكرين أن الله يعتق رقاب عباده من النار في كل ليلة
فإنكِ ستجتهدين[ كل ليلة ] لتكوني من عتقاء الله فيها
فما يُدريكِ أنكِ لم تُكتبي من العتقاء من النار فيما مضى ؟

فاجتهدي فيما بقي لتسألي ربكِ أن يعتق رقبتكِ ورقاب أهلكِ ووالديكِ من النار

نسأل الله أن نكون ممن كتبهم من عتقائه
يآرب






[ 5 ]

قد يكون آخر رمضان يمر عليكِ

مـا أدرآكِ ؟!

ما يدريكِ أن هذا الشهر هو آخر رمضان ستدركينه في حياتكِ
:"(
ومن منا تأمن حياتها وعمرها
آجالنا بـ علم الله ...





[ 6 ]

العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات


قال ابن تيمية رحمه الله :
[ العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات ]

ويقول الحسن البصري :
[ أحسن فيما بقي يُغفر لك مامضى ]

فإن كنتِ مُقصِّرة فيما مضى : فلا تفوتي ما بقي لكِ

وإن كنتِ وُفقتِ من الله للصالحات فواصلي واستزيدي ..





أختي .. هي نصيحة حآرة من قلبي

تيقظي .. تيقظي .. والله إنكِ في شهرٍ تُحسدين على بلوغكِ إياه
فكم من الأموات في قبورهم يتمنون أن يكونوا مكانكِ وفي زمانكِ
فاحمدي الله أولاً وأخيرًا
واجتهدي في الطاعات والتقرب بالصالحات
وإيـاكِ والتسويف والتمني و الكسل
فما يدريكِ أنه آخر رمضان لكِ ..!
بل ما يدريكِ أن اليوم / الليلة آخر زمن تدركينه من حياتكِ ..!





فهيا
نحو
[ الله ]
طاعةً وتقربًا وإخلاصًا ومحبةً وذلاً ودعاءً

ليكن نهاركِ صيام يرضي الرحمن
وليلكِ قيام وقراءة قرآن

وأوقاتكِ عامرة بذكر الله
واحتسبي كل عمل لوجه الله

فبـ الاحتساب تعظم الحسنات وعلى قدر النوايا تكون الأجور


نسأل الله أن يتقبل منا ما مضى من صيام وقيام
وأن يعيننا ويقوينا على ما بقي من هذا الشهر
لعلنا نكون من الفائزين فيه الغانمين بخير الله ووعده بالمغفرة والعتق من النار

آميـ اللهم ـن
م.ن.ق.و.ل للافاده