السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الصيام
لغةًّ: هو الإمساك والكفُ عن الشيء كما قال تعالى حكاية عن مريم عليها السلام: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً} [سورة مريم: 26]، أي: إمساكاً عن الكلام والصيام.
شرعاً: الإمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية، أما حكمة مشروعية الصيام: فهي كثيرة ولله الحمد.
فما من عبادة شرعها الله لعبادة إلا لحكمة بالغة عَلِمَها من علمها وجَهِلَها من جهلها وليس جهلُنا بحكمة شيء من العبادات دليلاً على أنه لا حكمة لها بل هو دليلٌ على عجزنا نحن إدراك حكمة الله سبحانه، وتعالى القائل: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [سورة الإسراء: 85].
ومِنْ ثَمَّ فإن من أعظم حكم الصيام أنه سبب للتقوى كما قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ([4]).
والتقوى
هي وصية الله للأولين والآخرين من خلقه، وهي كما عرفها ابن مسعود: "أن يطاع الله فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر".
وعرفها طلق بن حبيب بقوله: "التقوى هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخافُ عقابَ الله".
والصومُ من أعظم العبادات
التي تهيئ النفوسَ لتقوى الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ لأن الصوم أمرٌ موكولٌ إلى نفس الصائمِ، وضميره، إذ لا رقيب عليه إلا الله.
ومن هنا قال الله تعالى في الحديث القدسي: «كلُ عمل ابنِ أدمَ له، إلا الصومِ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنَّةٌ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يُرْفُثْ، ولا يَصْخَب، فإن شاتمه أَحَدٌ أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم، والذي نفس محمدٍ بيده، لخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فَرِحّ بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه» ([5]).
ومن حكمة العظيمة
تربيةُ النفس بكفها عن شهواتها والحدَّ من كبريائها حتى تخضع للحقِ وتلين للخلق.
ومن حِكمِه البليغة تذكيرُ الأغنياء الذين يرفلُون في نعم الله جل وعلا بأن لهم إخواناً لا يتضورون جوعاً في نهار رمضان فحسب بل في جميع أيام العام..!!
بل ومنهم من يموت جوعاً. ومِنْ ثِمَّ يتحركُ أصحابُ القلوبِ الحيةِ والنفوسِ الأبية للبذل والإنفاق والعطاء.
أما فوائدُ الصيام الصحية فلا يجهلُها أحد، فما أعظمَ حكمةَ اللهِ وأبلغَها وصدق الله إذ يقول: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير} ([6]).
همسهـــ ((اذا استاهل التقييم )) قيمووني
منقوول