اجلس عند النِّـعـال !!
.
.
.

أهـذا قـدرك ؟

أترضى بهـذا ؟
.
.
.

أيسرّك أن يجلس الناس في مُقدّمـة المجلس

وفي صدرهـ ، وتجلس أنت حيث توضع النِّعال ؟

أهانت عليك نفسك إلى هذهـ الدرجـة ؟


لا تقل لماذا وضعتموني عند الحذاء ؟

ربما كنت أنت من اخترت لنفسك ذلك المكان !

وربما تكون قد وضعت نفسك في ذلك الموضع !


كـيــف ؟
.
.
.

عندما تأخّـرت وقد أخبرناك أن المقاعد محدودة ومحجوزة

عندما حـثثناك على الحضور مُبكّراً

فلا تلمنا ولُـم نفسك


تخيّـل أنك أنت الذي يُقال له هذا القول

هل سترضى بذلك لنفسك ؟


أجـزم بأن الجـواب :

لا . لن أرضاه لنفسي ، فنفسي عليّ عزيزة !



الجلوس عند النعال هو حـال المتخلّفين والمتأخرين

عن الجُمعة والجماعات دون وجود عُـذر


حتى ترى بعضهم ربما أزاح الـنّـعال ليصفّ بين صفوف الأحذية !

وربما كان معه سجادة صغيرة ، وربما رضي لنفسه بالدُّون

قال ابن الجوزي رحمه الله : لا يرضى بالدُّون إلا دنـيء !


فهل رضيت لنفسك أن تتأخّـر حتى يكون مكانك عند النعال ؟

ماذا لو كان ذلك في مجلس من مجالس الناس ؟

إن من تأخّـر أُخِّـر !

وقد رأى صلى الله عليه واله وسلم في أصحابه تأخراً ، فقال لهم :

تقدموا فائتموا بي ، وليأتم بكم من بعدكم ، لا يزال قوم

يتأخرون حتى يؤخرهم الله . رواه مسلم .
.
.
.


إننا لا نرضى لأنفسنا أن نُجعل في المؤخرة فيما يتعلق بأمور دنيانا

فما بالنا نرضى الدنـيّـة في ديننـا ؟!


قال ابن الجوزي رحمه الله :

إن هممت فبادر ، وإن عزمت فثابر ، واعلم أنه لا يدرك

المفاخر من رضي بالصف الآخِر .


إننا لا نرضى بالصف الآخر في الوقوف عند إشارات المرور !

ولا نرضى بالصف الآخر عند ركوب الطائرة

ولا نرضى بالصف الآخر في الدراسة

ولا نرضى بالصف الآخر حتى عند الخـبّـاز أو الفوّال !

فما بالنا نرضى الدنـيّـة في ديننـا ؟!

ونقف في الصفوف الأخيرة

وربما وقفنا فيما وراء الصفوف الأخيرة !
.
.
.


وربما قلنا - مُعللين لأنفسنا - :

يكفي أن ندخل الجنة ، ولو وقفـنا عند الباب !!

عجباً !

وكأننا ضمنا النجاة من النار

وكأننا زُحزحنا عن النار

وكأن لدينا ضمانة بدخول الجنة !

إن صكوك الغفران هي شأن النصارى والرافضة !!

لا شأن أهل السنة

وعالي الهمّـة لا يرضى بغير الجنـة


فيا أخوتي :

لنَجْري ونركض ونسارع ونُسابق إلى منازل الأبرار

فقد جاء الحثّ على ذلك ( وَسَارِعُواْ ) ، ( سَابِقُوا ) ، ( فَلْيَتَنَافَسِ )
.
.
.
وليكن حداؤنا :

ركضـا إلى الله بغـير زاد = إلا التقى وعمل المعاد

والصبر في الله على الجهاد = وكل زاد عرضة النفاد

غير التقى والبر والرشاد



مما حاز على اعجابـي...