كساقيةٍ فوقَ هذا اليبابِ |
تفيضُ بِدهرٍ منَ الصَّمْتْ. |
تُقاسِمُكَ الرِّيْحُ وحشتَها والمَدى |
والعيونَ اللَّواتي اشترينَكَ |
من ألفِ عامْ. |
أتيتَ وقد فَسَدَ المِلْحُ، |
لَمْلَمَتِ الأرضُ أطرافَها للرَّحيلِ |
وبَحْرٌ تَجَرَّعْتَهُ |
مَوْجَةً مَوْجَةً |
باعَ زُرْقَتَهُ في الظلامْ. |
تدورُ وعيناكَ نافِذَتانِ |
تَجوبانِ هذا الفَراغَ، |
وقَلْبُكَ نافِذَةٌ للقَمَرْ. |
أُناديكَ، |
يابَدَويَّاً تَغَرَّبَ في جِلْدِهِ |
لمْ يَعُدْ في الزَّمانِ المُسافِرِ |
مُتَّسَعٌ للبَقاءِ |
ولا مَوْضِعٌ للسَّفَرْ. |
نُخَيْلاتُكَ الباقِياتِ على عَهْدِهِنَّ |
تَحَنَّيْنَ بالحُزْنِ، |
أَقْسَمْنَ ألا يُبايِعْنَ هذا الشتَاءَ |
وأَلاَّ يُغَنِّيْنَ هذا المَطَرْ. |
لِعَيْنَيْكَ بَوْحُ النَّشيدِ المُكابِرِ |
في زمنِ الصَّمْتِ |
يا موغلاً في النَّخيلِ |
وفي العِشْقِ، |
للذارياتِ |
يَجُبْنَ ثُغورَ الصَّباحِ المُرابِطِ |
يَحْمِلْنَ عَرْشَ الرّشيدِ |
على سَعَفِ النَّخْلِ |
بين الفُراتِ ودِجْلَةَ |
يُخْفينَهُ تحتَ أصْفادِ بابِلَ |
كي لايراهُ المَجوسْ. |
فَها هُوَ ذا يَزْدَجَرْدُ |
يُلَوِّحُ بالنَّارِ ثانِيَةً |
والجزيرةُ تَجْتَرُّ حَرْبَ البَسوسْ. |
وهاهُوَ يَضْرِبُ أَسْوارَهُ |
حولَ أسوارِ 'مالكْ'. |
يُلْقي بمَرْساتِهِ فوقَ صَدْرِ الخَليجِ، |
يُلَقِّنُهُ الفارِسِيَّةَ |