النتائج 1 إلى 2 من 2

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    عضو جديد الصورة الرمزية خالدالمنصوري
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    الإمارات_أم القيوين
    المشاركات
    30

    افتراضي شهر الصيام أم شهر المسلسلات!!

    الحسرة كل الحسرة لمن يتخلَّى عن النفحات الرمضانية، ويكبِّل نفسه بقيود الدنيا، ويَقتل وقتَه وساعاتِ حياته مع باطلٍ ومنكر ولغو يوحي به التوجيهُ العلماني للمجتمع، باقتحام أعماق البيوت من خلال المسلسلات، حيث العري والفضائح المتنوعة، والاستواء على ساحات النشاط السياسي والتجاري والأدبي ، من خلال مبدأٍ شيطاني قاتلٍ، يتمثَّل في فصل هذه الأنشطة عن الأخلاق، وتعريتِها من الفضائل؛ حتى لا يبقى فيها موطنُ قدمٍ لأصحاب القيم والاستقامة، وهذا معترك يزاحِم فيه المؤمنُ ويقاوم، بفضل رصيد رمضان الشعوري والفكري والسلوكي، فيصحِّح المفاهيم، ويقوِّم الاعوجاج، ويجسد النموذج الراقي وهو يقف في وجه طوفان الانحرافات العقدية والسلوكية
    فما له ولتضييع الوقت والذوبان في المشاغل التافهة؟! إنما يستصحب نفحاتِ رمضان؛ لإصلاح نفسه وغيره طول السنة، ويغتنم شبابَه قبل هرمه، وصحتَه قبل مرضه، وحياتَه قبل موته، وغناه قبل فقره، ويسدي الخيرَ للناس، فإذا حدَّثتْه نفسه بشيء من الشح، تساءل: إلى متى وهو يأخذ ولا يُعطي، ويفكِّر في نفسه لا في غيره، ويتعلَّق بالدنيا ويتغافل عن الآخرة؟!

    إنها رحلة شاقة من غير شك، لكن العاقبة كلها خير؛
    { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }
    [النازعات: 40، 41]، ويُساعده في قطع المفاوز، وتجاوز العراقيلِ طولُ صحبةٍ لكتاب الله تلاوةً وتدبُّرًا وتطبيقًا، ومزيدٌ من نوافل الصلاة والصيام والصدقة، ورصيدٌ من الخشوع والدموع في محراب التعبُّد، ومزيدٌ من البذْل والعطاء في دنيا الناس محبةً وخدمة ودعوة، وتحكمًا في اللسان، وأدبًا في الكلام، وحسن معاشرة للأهل والجيران والزملاء والمتعاملين.

    بمثل هذه المعاني يستثمر المسلمُ ثمراتِ رمضان الطيبةَ؛ ليستمرَّ في الطاعة، ويتجنَّب الانقطاع والرجوع إلى نقطة الصفر .
    التعديل الأخير تم بواسطة خالدالمنصوري ; 16-08-2011 الساعة 10:26 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •