مبكراً ..
أهلاً رمضان
للشيخ توفيق الصائغ
من يصدّق أن الفاصل
الذي يحول بيننا وبين الموسم الأجلّ رمضان = ثلاثة أهلة ليس إلاّ
؟!
جمادى الآخرة ، رجب ، شعبان ثم ّ.. ثم رمضان ، ما أسرع الايام
!!
نعم أشهر ثلاثة فقط هى الحاجز الزمني بيننا وبين الشهر الكريم ..
اعتدنا أن نستعدّ متأخرين ، وأن نحاول إدراك ما يمكن إدراكه
مستعجلين .. ما ضرنا لو بدأنا بالتأهب الروحي ، وبالاستعداد العبادي من الآن
..
رمضان .. ما أعظم الشوق إليه ، على أن هذا الشوق لا يختلف من شخص
لشخص أعني أن الذين شهدوا خمسين أو ستين رمضان لم يدب الملل إلى نفوسهم ولم تنطفئ
جذوة الشوق في صدورهم ، بل لا يزيدهم مرّ السنين إلا شوقاً ولهفة ، وحباً والتياعاً
.
سرّ الأسرار رمضان ، شهر الديانة والصيانة والعبادة والتقوى ..
روحانية عامّة ، وشعائر قائمة ، وذكر وصيام ، وبذل وقيام .
من الان
لابد وأن نصطلح مع القرآن كخطوة أولى ، وأقترح كما هى العادة أن نبدأ بقراءة القرآن
مضموماً إليه التفسير ، قراءة فهم وتدبر ، قراءة معانٍ لا حروف
..
القرآن باب كل خير ، وساحة كل بر (
كتاب أنزلناه إليك مبارك ) ( مبارك
فاتبعوه واتقوا ) ، وحسب القارئ والعامل والمتدبر أنه يعيش مع الله
وفي الله وعند بابه وعلى رحابه فيستحق عندها أن يكون من أهل الله ، أنعم به من لقب
وشرف ونسب .
من اليوم نشرع المصاحف في البوت ، ونتغنى بالقرآن ،
ونسابق الزمن ، نضم المصحف ونبكي ونعتذر عن الهجر ، ونتوب من القطيعة ، ونستغفر
الله .
من اليوم نجدد الصلة ، ونبرم العهد ( إن العهد كان مسئولاً ) .
كيف عشنا
في عزلة عنه وهو الروح ؟ ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من
أمرنا ) ؟!! ، بل كيف صحت منا الأرواح والأجساد وهو الشفاء : (
وشفاء لما في الصدور ) ، ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء )
؟!
كيف لم نشعر بالظلام في غيابنا عنه وهو النور : ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين )
؟
من اليوم لابد أن يكون للقرآن وقت لا نخرمه ، وساعة لا يزاحمه فيها
غيره ، حتى إذا جاء رمضان فإذا القلوب بالقرآن ندية ، وبالآي لينة طرية ، عندها فقط
يمكن أن نكون أو نحاول أن نكون كما أراد الله لنا أن نكون ( هدى للناس وبينات من الهدى
والفرقان