-
عضو جديد
أربع بنات .......... بقلم / سيد مصطفى
أربع بنات ...... ـ
انسلخت من صاحبيَّ كعادتي عندما نذهب إلى مراكز التسوق العملاقة ، التي تتفنن في سلب ما يتبقى مع الإنسان من مال ، بطرق لم تخطر لك على بال ، أضيع منهما في كل مرة بالساعات ، وبعد البحث والتحري عني ، وبعد الاتصال بـ 999 و 666 و 555 ، تم العثور عليّ بشحمي ولحمي في ركن الكتب متلبسا بجريمة الإمساك بكتاب ! ، وهذه حسنة الأسواق الكبرى ، تخصص ركنا لا بأس به من أنواع الكتب المختلفة باختلاف المشارب والمطالع ، لعل أحدنا يخطئ ويشتري كتابا يفكر في قراءته بعد حين من الدهر .....ـ
وشدني عنوان رواية معنونة بهذا العنوان ( بنات ..... ) والكلمة الثانية إحدى أكبر عواصم وطننا العربي الكبير ، وهمس أحدهما في أذني ، لا تشتر ِ هذا الكتاب !، فلم أعره اهتماما ، فهو في كل مرة يقول لي ذلك ، ولم أتعظ ، ونظرت نظرة سريعة على المقدمة والفهرس والغلاف الأخير ، فقررت دفع ثمنه مع معارضة رفيقيّ المخلصيْن ، وطبيعي أن أختلف معهما خاصة في القضايا الفكرية ، ونتفق دائما على تناول الطعام ، وأي شيء آخر ، ولكن عند القضايا الفكرية والاقتصادية والسياسية والرياضية فيصل الاختلاف كما يصل بين أعضاء جامعة الدول العربية ، ولا غبار في ذلك فهذا الشبل من ذاك الأسد،
وكنت وقعت في فخ سابق بقراءة رواية كاتب مغوار لا يشق له غبار
ونتج عنها مقال لي بعنوان ( الأدب العفن ) التي أعتز بها أيما اعتزاز ،
والتهمت الرواية التهاما ، وأعتذر عن تسميتها رواية ، لأنها ليست كذلك أبدا ، وإنما يصلح لها اسم
( حكاوي جدة فقدت عقلها في الصغر وهرمت في السن وما بقي لها من عقل )
فكل ما في الأمر أن فتاة عربية من فئة
( مامي ودادي وتيتة وتيزة وأنكل وشنكل وبنجر )
أرادت أن تسرد تسالي بعض رفيقاتها من الفئة الغنية جدا والقليلة جدا في عالمنا العربي ، وهنّ بضع فتيات لا رقيب ولا حسيب عليهن تحاورن على الإنترنت ، فكل شيء لهنّ متاح ومباح ، من مال وسفر وانفتاح دون حدود أو شروط أو صياح ، وألأمر فاح فاح .......!ـ
وهذه التي تدعي أنها كاتبة أو روائية والحق يقال هي لم تدعي ذلك ، ولكن البعض أطلق عليها ذلك ، ولكنها من أي تصنيف أدبي ببعيد ، كبعد إبليس عن الجنة ، وكبعدنا عن الحرية ، وهذه الفتاة قامت بنشر حوارات دارت بينهن ، وكشفت المستور ، الذي ستره الله من عوار ومقال وهوان وسخام ، وصورت لمن قرأ تلك الأشياء التي لا أجد لها اسما أن كل مجتمعاتنا كذلك ! ، وهذا غير صحيح على الإطلاق ، والغريب أنهن تبرأن من ذلك وندمن عليه ، لأن النتائج كانت مؤسفة ومؤلمة ومخزية ، حيث فشلت كل واحدة منهن في الوصول إلى غرضها برغم إتاحة كل الظروف والفرص !!!ـ ( سبحان الله )
وعلتها وعلة أمثالها من المدعين للثقافة والانفتاح المزعوم أنهم بنشر وفضح سلبيات المجتمع نعالج القضايا ....!
وهذه حجة واهية ، صحيح أننا نعاني من سلبيات وعادات وتقاليد وفهم خطأ لبعض أمور الدين ما أنزل الله بها من سلطان ، ولكن ليس العلاج بنشر الفضائح وكشف المستور ، وتصوير مجتمعاتنا بهذه الصور البشعة المنحلة الخربة .
ودليلي على ذلك : ما يفعله الإعلام المأجور الذي ينتج لنا بأموالنا أفلاما بها كل ماهو مذموم وممنوع ومقدوح ومفضوح فهل تغير شيئا ؟
أبدا ، بل أثبتت الدراسات العلمية أن نشر هذا الأمور يشجع على انتشارها
فأقول لهذه الفتاة التي غُرر بها ، ليست الحرية بفعل كل ما يهواه الإنسان وفيه مخالفة لدين أو قانون .
هذا الغرب الذي هو قبلتكم ، يعاقب على مخالفة إشارة المرور ، فلماذا لا تعترضوا أيها العقلاء ؟
هل يستطيع أحد أن يقول أنا حر أقود سيارتي كما يحلو لي ؟
أبدا لا يجرؤ أحد على ذلك ، مع العلم أن السيارة ملكه ، ولا يوجد أحد أمام الإشارة ، ولن يؤذي أحدا ، ومع ذلك لا يستطيع أحد أن يخالف القانون !ـ ، لأنه قانون وضع وشرع لكي يطبق من الجميع .
ولكن قانون الله ، وشرع الله ، وتشريع السماء ، والعرف الصحيح ، والعادات الإيجابية ، كل ذلك نخالفه ، لأنه ليس على هوانا ، بل ويدعو البعض لذلك !ـ
منطق غريب .... أتعجب لمن يتمنطق به !ـ
بقلم
سيد مصطفى
الأربعاء 26-1-2011م
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى