السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بين أيديكم خاطرة قد كتبتها، لكن لا تفهموني بشكل خاطئ، لكنني أحب أن أكتب في مواضيع شتى، لا في موضوع واحد، فاليوم موضوعنا عن الحب.



هِـيَ و أَنَْـتِ


اتركي حبَّنا وانسيني، فلا تتذكري أية ثانية فيه؛ إنّي أعشق غيرَك من سنتين قد مضتْ، عشق قيس لليلى، عشق سكّير للخمْرِ، عشق سهّير لليلة، عشق الإنس للبدْرِ.

إنّها شمسٌ تمشي على أرضٍ خضراء التي نمت من أجلها، وعيونها الزرقاوات تذبْن قلبي بكل أنسجته وخلاياه، فلا تراني إلا ناظراً لها، ولا أستطيع أن أنظرَ لغيرها، حتى لو تزلزلت الأرض من تحتي.

كلامها المعسول يقطر حلاوةً بكلِّ كلمةٍ تنطق بها، إنّها حلاوةٌ على حلاوة، فكيف تنخفض نسبة مرضى السّكّرِّي بوجودها؟.
بها أسهر ليالٍ طويلة متكررة، واحدة تلو الأخرى، فأقول هذا ليل مضى وذهب، فيأتي آخرٌ مثله لا يمرُّ إلا بعد مضي سنين طويلة، فلا يمرُّ ليلٌ وأقول قد انتهى، إلا أتى مثل قبله، وأظلُّ ساهراً مفكِّراً بها.

أمّا أنتِ، فإنّي أفضِّل الموت من أن أراكِ لثانية واحدة، وأتمنى أن يأتيَ غيري الذي يريحني منكِ، حتى يُرضي بالي وضميري.
وجهك لا تهتمين بهِ، وصوتك الخشن لم أسمع مثله، إنّه صوتُ امرأة عجوز على حافة قبرها، ألا تخرجين من حياتي إلى الأبد.

هداياك لم تكن من قلبي، ولم أكنْ راضياً على إهدائك إيّاها، لكن الذّوقَ والأدبَ أجبراني على إهدائك لا أكثر، فكنتُ من داخلي أضْمر لكِ الشرَّ والضّرَّ، مع ضحك وابتسامات خبيثة عليكِ.

اذهبي من حياتي، فانطلقي لحياةٍ أخرى، تجدي فيها شابًّا غيري يريحني منكِ؛ لأنَّ حبلَ الوصال قد انقطع بيننا، والمقطوع لا يعود كالزجاج المكسور، حيث إنّ قلبي مالَ لغيركِ فلا تحزني من الحقيقة المُرَّةِ، وأنا متأكد إنّي قسوتُ عليكِ بكلامي هذا، فلا تبكي ولا تترحي.

حياتي، إنّي كذبتُ عليكِ في هذه الكلمات الأليمة، فكل الذي قرأتيه من نسج أكاذيبي التي تدلُّ على حبي الأبدي لكِ، فوقتما أرى بنتاً غيرَكِ تمرُّ من أمامي، لن تكونَ أحلى منكِ، فلا يوجد بنتٌ تضاهي جمالك لا في الحقيقة ولا في الخيال.




كتبها: همام syriahom