السلام عليكــــم .. /
إلى أولي الألباب .

تَمَكَّنت سُلطَة الضَّباب المسحور , من رَمي شِباك أهوالِها جَبين الأبرياء , كانَ الانسان حقيقة
والارض حقيقة كما الخُضرَة , أسَرَ الفِكر أساليب سَلام الأجساد , حاكت في ضَمير الأحياء سَطوَة
غيّ نائِمَة في قرار الطّاقات , فاستلبت الوجوديّة بأدهى إنطاقٍ للماوراء , ما أنت أيها الدَّقيقُ
في الحُلم...؟ ما نومك, أكلك , شربك , إلا دَفعٌ لسجنك من غير فائِدَة , تأكلك الأيام , تذريك السّاعات
بلا فَهم تبريريّ , ترى الصّورَة حقيقة ولا تَعلم أنَّ الخبايا في ألوان بصرك محدودة , أزلت قشرَة
الأرض من جذور بساطَتها , وأحتَمتَ نَفسَك في وادٍ مكلوم الأنين , ماذا سَتدفعُ لاستقالتك مِن رَمزيَّة
البقاء ..؟ ومتى سَتكون مُحرِّرا ً عَقلك مِن وُجود لم يَكن أنت , الظَلام يَجتمع , يقرر مصيره دونَك
, يقرر مصيره بك , لتكون سَبب ما جَهلت , فيغدوا واقعا ً ما تَعلَّمت مِنه إلا الإذعان , سَكبوكَ ظلما ً
في قارورة ايحاءٍ باطِلَة , قسَّموكَ كهرمٍ محنَّك الصَّنعة ,فلا تَنسَكب مِن ذاتِكَ إلى دُنوٍّ لا تَعلم مَصيره ,
أبليتَ بنسيانك سَطوتَهم إلى قدوم الباطل الأكبر العتيد, تَفرعَنت أساليبُ إقامَتك للبَياض , وغَدوتَ مَع
الكُلّ الجاهِل ماشيا ً بهرولة لاتعلم مَن أطلق لساقيها الحِراك , يتآكل الوَقت يا ضائِعَ الفِطرَة , يُنتَهز
كَونُكَ الجَميل , تُباعُ الانسانيَّة والخَرابُ أغلى فُتاتٍ يَبقى , والمَصير حُدِّدَ دونَ عقلك , فـ أينَ أنتَ مِن
نَفسكَ يا بريء , أما نَظرتَ فيكَ , حَولَك , أتربتك , عالمكَ الضائع في حفنة أكاذيب , هل حاولت أن
تَنتَزِع الوَهم مِن غِمداللَّيل المُلقى على قلبك...؟ أم أنَّ الاعتياديَة غلبَت سرَّ وُجودك ..؟ قُم واغلِب
شَرَّك المنصاع له , قُم والنّور بين يديكَ يستطير في وَجه مَن حَقنَك بسمّ الأرضيَّة , فأنت أبدَع مِن
سِحر المغناطيسيَّة الزائِفَة , وأوسَع مِن عَبثِ الأبعاد التي لا تَنتَمي لَك , لتَعود الأصل في كَماليَّتك ,
روحك , جسدك , عقلك , كُن خَيرَك ايجابا ً , قُبَّة مَجدِكَ , ذروة وَصلك إلى السَّماء , لاتَحنق أوتُجنَّ مِن
التَّغيير, ستعلم حينها كَم كُنتَ زائِفا ً دونَ علم , وستعلم ما أنت في كلّ نفسٍ تطلقه الرياح , لملم
حاجيّات رأسك القديمَة , وألقها في بَحر اليَقين وأعدها بوضوح شَديد , لتَكون الخلق , لتكون الكَون العَظيم .
|