النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    uae
    المشاركات
    18

    افتراضي جود وكرم الاخلاق

    حَبَّبَ الإسلامُ إلى بَنِيهِ أن تكون نفوسهم سخيَّة، وأيديهم نديَّة؛ ذلك أنه دين يقوم على الإنفاق والبذل، فمن أهمِّ صفات المؤمنين أنهم {يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً} [البقرة: 274]

    ومن ثَمَّ فالمسلم مطالب أن يجعل في ماله متَّسعًا للفقراء والمحتاجين، فدعوة الإسلام إلى الجود والإنفاق مستفيضة مطَّردة، وحربه على البخل والشحِّ موصولة مُتَّقدة؛ لأنه لا بُدَّ لاستتباب السكينة، وضمان السعادة أن يعطف القوي على الضعيف، وأن يرفق المكثر بالمقلِّ. وفي الإسلام شرائع محكمة لتحقيق هذا التكافل بين أبناء الأُمَّة؛ منها: تنشئة النفوس على فعل الخير وإسداء المعروف للناس، والوعد بالجزاء الجزيل على هذا البذل، والتحذير الشديد من معرَّة البخل وعواقبه الذميمة.

    بل إن الإنفاق يقي المنفق نفسَه شرَّ أحقاد مَنْ يُعطيهم، ويمسح عن قلوبهم آثار الحسد والبغضاء، فإنَّ مَشَاهِد الفقراء المحتاجين تستثير في نفس المؤمن مشاعرَ العطف، فلا يهدأ له بال، ولا تقرُّ له نفس حتى يذهب عنهم ما بهم من حاجة؛ ومِن ثَم كانت دعوة الإسلام مستمرَّة إلى التنافس في فعل الخير والإنفاق على الفقراء والمساكين وذوي الحاجة.

    ولأن الإنسان مجبول على حُبِّ المال بَيَّن الإسلام أن الفوز بخيري الدنيا والآخرة لا يتمُّ إلاَّ إذا نجح الإنسان في قمع دوافع البخل في نفسه؛ حتى يعوِّدها الكرم والسخاء.


    والبذل الواسع في إخلاصٍ ورحمة يغسل الذنوب ويمسح الخطايا، فهو الذي يُعِيدُ إلى الإنسان نقاءَهُ، ويلفُّه في ستار الغفران والرضا، وقد قالr: "صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ"[1]. وما من شيء أشق على الشيطان، وأبطل لكيده، وأقتل لوساوسه من إخراج الصدقات؛ ولذلك يقذف في النفوس الوهْن حتى يثبطها عن البذل، قال تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268].

    وقد يظنُّ الناس أنَّ السخاءَ يُنقص الثروة، والحقُّ أنَّ الكرم طريق السعة وسبب النماء؛ وفي الحديث القدسي: "يَا عَبْدِي، أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ"[2]. وقال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39].

    وربما يحرص المرء على المال لأنه يريد ترك أولاده في ثراءٍ، وفي الحديث: "... أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ"[3]. ولكن ينبغي ألاَّ يتمَّ هذا على حساب دينه وخُلُقه، فلا ينبغي لإنسان أن يتأخَّر عن بذلٍ في سبيل الله؛ ليدَّخر الكثير لولده، وإلا فثَمَّ إساءة في شُكر النِّعم.


    على أن الإسلام يوصي بأن يكرم المرءُ نفسَه، ثم أهل بيته، ثم ذوي رحمه، ثم سائر الناس. وليس من الدِّينِ أن يضع المرءُ ماله في مصرفٍ آخر تاركًا أهله في فاقة؛ فالإسلام يرتِّب النفقات المشروعة الترتيب المثمر الصالح. قال رسول اللهr: "الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الْقَرَابَةِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ"[4].

    هذا هو مفهوم الجود والكرم في الإسلام، فما أعظمه من مفهوم!

  2. #2
    مشرفة الصف العاشر الصورة الرمزية 7αуαтι υαє
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    بــيــتــنــا
    المشاركات
    2,773

    افتراضي

    شكرا على الموضوع الرائع
    مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
    بالتوفيق انشاء اللهــ ..

  3. #3
    عضو نشيط الصورة الرمزية عهود الغفلي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    الامارات
    المشاركات
    189

    افتراضي

    شكرا و الله موضوع مفيد و حلو

  4. #4
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    uae
    المشاركات
    18

    افتراضي

    مشكووووووووووووره إختي moon egypt
    تحياتي لك

  5. #5
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    uae
    المشاركات
    18

    افتراضي

    شكرا شكرا إختي عهود الغفلي
    تمنياتي بالتوفيق

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •