النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    الاماارت
    المشاركات
    15

    Talab2 آبا تقرير عن علامات الساعه الكبري

    السلاام عليييكم ..


    شحالكم خواني .

    مم

    اريد مساعده ..

    أبغي تقريرررر عن علامات الساعه الكبررى ..

    ^ دخخييلكم ضرووري التسلييم يوم الاثنييين .

    وانا هب مسوويه شي ... كان عندي تقاارير ثانيه ..

    دخييلكم اي أحد عنده يعطيني ..يعني لو سمحتوا .


    ووو


    أبغي يكون معااه المصاادر ..

    اذا كاانت اضم كتب وووو موقع الكترووني ..

    دخيييييييلكم ..


    <

    اللي عنده لايبخل ع خته الصغيروونه ..


    وربي لاهاانكوو

  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    الاماارت
    المشاركات
    15

    افتراضي

    ?????????????????????????????????????????

  3. #3
    عضو جديد الصورة الرمزية تلميذه حبك
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    23

    افتراضي

    علامات الساعة الكبرى
    معاهدة الروم

    في البداية يكون المسلمين في حلف (معاهدة) مع الروم نقاتل عدو من ورائنا ونغلبه وبعدها يصدر غدر من أهل الروم ويكون قتال بين المسلمين والروم . في هذه الأيام تكون الأرض قد ملئت بالظلم والجور والعدوان ويبعث الله تعالى رجل إلى الأرض من آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم (يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : أسمه كاسمي وأسم أبيه كاسم أبي , يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً(


    خروج المهدي


    المهدي المنتظر
    المهدي المنتظر عند أهل السنة والجماعة يخرج في آخر الزمان من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، يؤيده الله بالدين ، يملك سبع سنين ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، تنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط ، تخرج الأرض نباتها وتمطر السماء قطرها ويعطى المال بلا عدد .
    اسمه كاسم الرسول صلى الله عليه وسلم ، واسم أبيه كاسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون اسمه : محمد بن عبد الله .
    وهو من ذرية فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهم .
    صفته كما في الأحاديث : أجلى الجبهة (أي خفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين والذي انحسر الشعر عن جبهته) ، وأقنى الأنف (أي طول ورقة أرنبته مع حدب وسطه) .
    يخرج المهدي من قبل المشرق ، فقد جاء في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ، ثم لا يصير إلى واحد منهم ، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ، ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال : فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فإنه خليفة الله المهدي) [رواه ابن ماجه والحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، وقال ابن كثير : هذا إسناد قوي صحيح ، وقال الألباني : الحديث صحيح دون قوله : فإن فيها خليفة الله المهدي] .
    قال ابن كثير : "والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة ، يقتتل عنده ليأخذوه ثلاثة من أولاد الخلفاء ، حتى يكون آخر الزمان فيخرج المهدي" أهـ .
    وقد دلت السنة المطهرة على ظهوره ، فمن الأحاديث : عن أبي سعيد بن الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (يخرج آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعاً أو ثمانياً ـ يعني حججاً ـ ) [رواه الحاكم وقال : حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وقال الألباني : هذا سند صحيح رجاله ثقات] .
    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف بين الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحاً ، فقال له رجل : ما صحاحاً ؟ قال : بالسوية بين الناس ، قال : ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى ويسعهم عدله حتى يأمر منادياً فيقول : من له في مال حاجة ؟ فما يقوم من الناس إلا رجل ، فيقول : ائت السدان ـ يعني الخازن ـ فقل له إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً ، فيقول له : احث حتى إذا حجره وأبرزه ندم فيقول : كنت أجشع أمة محمد صلى الله عليه وسلم نفساً ؟ أو عجز عني ما وسعهم ؟ قال : فيرده فلا يقبل منه فيقال له : إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه ، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو يسع سنين ثم لا خير في العيش بعده أو قال : ثم لا خير في الحياة بعده) [رواه أحمد قال الهيثمي : ورجاله ثقات] .
    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يملك سبع سنين) [رواه أبو داود والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم ، وقال ابن القيم عن سند أبي داود : جيد] .
    وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي) [رواه أبو داود وقال الألباني : صحيح] .
    وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعال صل لنا فيقول : إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة) [رواه مسلم] .
    وعن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة) [رواه أحمد وقال الألباني : صحيح] ، قال ابن كثير : "أي يتوب عليه ويوفقه ويلهمه ويرشده بعد أن لم يكن كذلك" أهـ .
    هذا هو المهدي عند أهل السنة والجماعة .
    المهدي عند الرافضة الإمامية : هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر من ولد الحسين بن علي ـ لا من ولد الحسن ـ الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار ، الذي يورث العصا ويختم القضا ، دخل سرداب سامراء طفلاً صغيراً من أكثر من خمسمائة سنة فلم تره بعد ذلك عين ولم يحس فيه بخبر ولا أثر ، وهم ينتظرونه كل يوم ويقفون بالخيل على باب السرداب ، ويصيحون به أن يخرج إليهم : اخرج يامولانا أخرج يا مولانا ، ثم يرجعون بالخيبة والحرمان ، فهذا دأبهم ودأبه .
    المهدي عند اليهود : كذلك اليهود لهم المسيح المنتظر ، وله صفات في كتبهم .
    المهدي عند المهدية : يزعم مؤسسها محمد أحمد المهدي أنه المهدي المنتظر ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في اليقظة ومعه الخلفاء الراشدون والأقطاب والخضر وأمسك بيده وأجلسه على كرسيه وقال : أنت المهدي المنتظر ومن شك في مهديتك فقد كفر .
    المهدي عند البابية والبهائية : يعتقدون أن الباب والبهاء هما إلهان مرة ورسولان أخرى ومهديان ثالثة .





    خروج الدجال

    المسِيحُ: بفتح الميم وكسر السين المهملة المخففة وبالحاء وعليه جميع روايات البخاري ومسلم.
    وكلمة المسيح تطلق على الدجّال وتطلق على عيسى بن مريم عليه السلام.وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما بقوله في الدجال "مسيح الضلالة" فدل على أن عيسى "مسيح الهدى"
    فإذا أريد بها الدجال قُيّدت به فيقال "المسيح الدجال" فإذا أطلقت فقيل "المسيح" فهو عيسى بن مريم عليه السلام.
    وسُمّي الدجال مسيحاً إما لأنه ممسوح العين اليمنى طافئة لا شعاع فيها، ممسوح الحاجب الأيمن، أو لأنه يسيح في الأرض كلها.
    وكذلك عيسى بن مريم عليه السلام كان يسيح في الأرض أو لأنه كان يمسح ذوي العاهات بيده فيبرئهم الله( ).
    أما لفظ الدّجال: فبفتح أوله والتشديد من "الدّجل" وهو لغة التغطية، وذلك لأنه يغطي الحق بباطله.
    والمسيح الدجال ليس هو أول دجال ولكنه آخر الدجاجلة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالاً كذاباً"( ).
    تحقيق أن الدجال هو أول العلامات الكبرى للساعة:
    ظهور المسيح الدجال هو أول العلامات العشر الكبرى للساعة والتي ضمها حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم سنصدّر به الباب القادم بإذن الله تعالى وهو "علامات الساعة الكبرى".
    وقد ذهب قوم من أهل الأخيار إلى القول بأن طلوع الشمس من مغربها هو أولُ العلامات الكبرى مستندين في ذلك إلى الحديث الصحيح المروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: قال: "إن أول الآيات خروجاً طلوعُ الشمس من مغربها وخروج الدّابة على الناس ضحىً فأيتّهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً"
    قال الحافظ بن حجر: (إن مدة لُبث الدجّال إلى أن يقتله عيسى ثم لُبث عيسى وخروج يأجوج ومأجوج كل ذلك سابق على طلوع الشمس من المغرب، فالذي يترجّحُ من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض وينتهي ذلك بموت عيسى بن مريم، وأنّ طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة) اهـ.
    لابد أن يكون ظهور الدجال ونزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج علامات سابقة على طلوع الشمس من مغربها لأن عيسى سيعيش بعد مقتل الدجال وهلاك يأجوج ومأجوج سبع سنين كما جاء في صحيح مسلم أو أربعين سنة كما جاء في رواية صحيحة عند أبي داود عن أبي هريرة، ثم بعد ذلك تظهر أول العلامات التي تتابع بعدها باقي العلامات كأنها حبات عقد انقطع سلكه فانفرطت حباته أي توالت سراعاً. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خرزات منظومات في سلك فانقطع السلك فيتبع بعضها بعضاً"( ).
    الفصل الثاني
    وصف المسيح الدجال
    وصف المسيح الدجال
    - الدجال رجل من بني آدم يهودي ممسوخ الخلقة شيطاني النشأة والنزعة شيطاني الشكل والصورة. تحيط به الشياطين ويتبعه سبعون ألفاً من اليهود عليهم الطيالسة (الطرحة أو الغترة).
    - أما عن أبويه فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يمكث أبوا الدجال ثلاثين سنة لا يولد لهما ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيء وأقله منفعة، تنام عينه ولا ينام قلبه". ثم نعت أبويه فقال: (أبوه رجل طويل مضطرب اللحم طويل الأنف كأن أنفه منقار، وأمه امرأة فرضاخيّة عظيمة الثديين"( ).
    - وأما عن شكله وصورته فقد بينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بياناً شافياً كافياً، لا يدع معه شكاً ولا تردداً في التعرف عليهن ففيه علامات تظهر من بعدي

    وعلامات تظهر من قريب.
    - فإذا نظرت إليه قادماً من بعيد رأيت رجلاً قصيراً ضخم الجثة جداً، آدم (أسمر) أحمر (أدمته صافية قد احمرّت وجنته عظيم الرأس كأن رأسه أصلة( )، جعد الشعر قطط (شديد الجعودة) كأنه مضروب بالماء والرمل، جُفال جُفال، (حُبُك، حُبُك) ( ) كأن شعره أغصان شجرة( )، أفحج (تدانت صدور قدميه وتباعدت عقباها).
    - فإذا اقتربت منه رأيت شَبَهاً شيطانياً فشق وجهه الأيمن ممسوح لا عين فيه ولا حاجب، وعينه اليسرى متقدةٌ خضراء كأنها كوكب دري، كأنها زجاجة خضراء ناتئة (بارزة)، جاحظة متدلية على وجنته كأنها عنبة طافية أو نُخامة في جدار.
    فهو إذن أعور العينين، اليمنى ممسوحة طافئة لا شعاع فيها واليسرى ناتئة طافية جاحظة متدلية على وجنته( ).
    وكان يمكن أن يكتفى بهذا الوصف الدقيق ولكن الله جلّت قدرته شاء أن يستبين لنا أمره فلا يخفى طرفة عين فوصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغ وصف وبينه بياناً شافياً فقال صلى الله عليه وسلم: "مكتوب بين عينيه "كافر" تهجاها رسول الله: "ك. ف. ر" يقرؤها كل مؤمن قارئ وغير قارئ". ولأ أظنه يخفى بعد ذلك على أحد( ).
    بعض الأحاديث التي وردت بصفة الدجال:
    1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… فإذا هو رجلٌ جسيمٌ أحمرُ جعد الرأس أعورُ العين"( ).
    2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… إن المسيح الدجال رجلٌ قصير أفحج جعد أعور مطموس العين"( ).
    3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… إن رأس الدجال من ورائه حبك حبك"( ).
    4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… إن الدجال ممسوح العين اليسرى"( ).
    5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية"( ).
    6- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… ألا وإنّه أعور وإنّ ربكم ليس بأعور مكتوبٌ بين عينيه "كافر" يقرؤه كل مؤمن"( ) وفي رواية "مكتوب بين عينيه "ك. ف.ر." "( ).
    مكان الدجال (أين هو الآن)
    المسيح الدجال حي الآن يُرزق ولكنه محبوس إلى أجل مُسمّى في دَيْرٍ بجزيرة. أين هذا الدير؟ ومن الذي حبس الدجال؟ وهل الدجال هو ابن الصياد اليهودي؟
    نورد أولاً حديث (قصة الجسّاسة) الذي يرويه مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس قالت: سمعت مُنادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينادي الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله" فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله" صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: ليلزم كل إنسان مصلاة ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأنّ تميماً الدّاري كان رجلاً نصرانياً فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال. حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهراً في البحر ثم أرفؤا ألى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلبٌ كثير الشعر لا يدرون ما قُبُله من دُبُره من كثرة الشعر فقالوا ويلك ما أنت فقالت: أنا الجسّاسة قالوا: وما الجساسة: قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنّه إلى خبركم بالأشواق. قال لما سمّت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة. قال فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان خلقاً وأشده وثاقاٌ مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم قالوا: نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهراً ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابةٌ أهلب كثير الشعر لا يدرى ما قُبُله من دُبُره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنتِ فقالت أنا الجسّاسة قلنا وما الجسّاسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعاً وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة. فقال: أخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر؟ قال أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا: نعم قال أما إنه يوشك أن لا يثمر. قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية؟ قلنا عن أي شأنها تستخبر قال: هل فيها ماء: قالوا: هي كثيرة الماء. قال: أما إنّ ماءها يوشك أن يذهب. قال أخبروني عن عين زغر. قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها قال: أخبروني عن نبي الأميّين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا نعم قال أما إن ذاك خيرٌ لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان عليّ كلتاهما كُلما أردت أن أدخل واحدة أو واحداً منها استقبلني ملكٌ بيده السيف صلتاً يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها قالت: قال رسول الله": وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة. ألا هل كنت حدثتكم ذلك فقال الناس فقال الناس: نعم فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبلا لمشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق. قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"( ).
    أولاً: هل الدجال الذي رآه تميم الداري هو ابن صياد اليهودي؟
    ابن صياد هذا غلام يهودي كان يسكن المدينة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيه صفات المسيح الدجال وكان كاهناً ودجالاً من الدجاجلة واشتبه أمره على الصحابة بل على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يوح إليه فيه شيء.
    قال النووي: (قال العلماء: قصة ابن صياد مُشكلةٌ وأمره مشتبه لكن لا شك أنه دجّال من الدجاجلة، والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوح إليه في أمره بشيء، بل قال لعمر لما أراد قتله: "لا خير لك في قتله"( ).
    ولذلك نحن نتوقف في هذه المسألة ونكِلُ علم ذلك إلى الله تعالى ونقول أنه من العلم الذي لا يضر الجهل به فهو لا ينبني عليه عمل.
    وعلى أي تقدير أو احتمال أن يكون الدجال هو ابن صياد أو غيره، فإن الدجال محبوس الآن في مكانه.
    ثانياً: من الذي حبسه؟
    قيل الذي حبسه الملائكة وقيل سليمان عليه السلام وليس معنا دليل صحيح نعتمد عليه في ذلك، المهم أنه قد حبس بدير، قد أُحكم وثاقه وشددت أغلاله إلى أن يأتي الوعد الموعود.
    ثالثاً: أين مكان الدير المحبوس فيه؟
    هو من قِبَلِ المشرق جزماً، في إقليم "خراسان" تحديداً من قرية "يهودية أصبهان". (أي على الحدود الروسية الإيرانية اليوم) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان"( ). وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة"( ).
    ولن نعلق على حديث "قصة الجساسة" فهو واضح ولكن نأخذ منه:
    1- أن الدجال موجود الآن حيٌ منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم: وأنه موثق وثاقاً شديداً.
    2- وإن كان مكانه معروفاً جزماً فإنه لا يستطيع أحد أن يصل إليه أو يطلق سراحه لأن له وقتاً مقدراً قد كتبه الله فلا يتقدم عنه ساعة ولا يتأخر.
    3- أن خروج الدجال سيسبقه علامات يعرفها هو، منها جفاف بحيرة الطبريّة ونخل بيسان وغيرهما كما سنبينه إن شاء الله تعالى.
    4- أن المعقل من الدجال مكة والمدينة فهما محرمتان عليه أن يدخلهما وكذلك بيت المقدس كما جاء في آثار أخرى.
    5- كانت رؤية الدجال وحديثه مع تميم الداري سبباً في إسلامه رضي الله عنه.

    الفصل الرابع
    موعد خروج الدجال وسببه وعلامته
    موعد خروج الدجال وسببه وعلامته
    جعل الله تعالى فكَّ قيود الدجال وخروجه من سجنه علامة على قرب نهاية الدنيا فهو أول العلامات الكبرى ظهوراً، وجعل الله جل وعلا لخروجه سبباً وعلامة وموعداً.
    أولاً: سبب خروج الدجال:
    يخرج الدجال اللعين من غضبة يغضبها، وقد جاء ذلك في أثر صحيح عن حفصة أم المؤمنين قالت: (إنما يخرج الدجّال من غضبة يغضبها) ( ).
    وهي غضبة لم تكن لتفك قيوده وتطلقه من حبسه وإلا فهو غضبان منذ أن قيد وحبس في هذا الدير ولذلك جاء في بعض روايات حديث الجسّاسة السابق: (فزفر ثلاث زفرات) ( ). فتلك الغضبة ما هي إلا علامة جعلها الله سبباً لخروجه، كما جعل سبب خروج يأجوج ومأجوج أن يقولوا للسد الذي حبسهم بداخله ذو القرنين "غداً نفتحه إن شاء الله" فيلهموا أن يقولوا إن شاء الله فيكون ذلك سبباً لخروجهم.
    ثانياً: موعد خروجه:
    يخرج الدجال كما قدمنا بعد فتح المسلمين القسطنطينية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال"( ).
    فخروج الدجال يكون بعد ظهور المهدي وخوضه بعض الحروب في الجزيرة العربية وفارس والروم والقسطنطينية والتي ستستغرق بضعة أشهر كما بينا في الباب الثالث.
    ثالثاً: علامة خروج الدجال:
    ستكون أحداث تسبق خروج الدجال وتكون علامة على خروج هذا اللعين:
    1) تقع معركة (هرمجدون) ويكون على إثرها جفاف نهر الفرات وجفاف بحيرة الطبرية بالشام وكذلك نخل بيسان على الحدود الفلسطينية الأردنية. فإذا نشبت حرب (هرمجدون) العالمية فانتظروا الدجال على إثرها قريباً.
    2) مجئ سنوات الجذب والقحط والجوع والبلاء والغلاء و… قلّة الدين عند الناس يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… وإن قبل خروج الدجّال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله، قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير والتحميد يجري ذلك عليهم مجرى الطعام"( ).
    وقد بدأت بوادر ذلك وتطالعنا الصحف كل يوم بأنباء ملايين من البشر الذين يعانون من المجاعات ويعيشون تحت خط الفقر وأعدادهم في تزايد مستمر، والحديث لا ينقطع عن اجتماعات منظمات الأغذية العالمية والتي يحضرها العديد من رؤساء الدول لمناقشة موضوع المجاعات العالمية القريبة المتوقعة. ولا عجب في ذلك فقد كثر الحديث في هذه الأيام عن حروب ستكون بسبب المياه.
    فعلامة خروج الدجال إذن الفساد العام في الأرض والاضطرابات والفتن والحروب والمجاعات وجفاف الأنهار والبحيرات وتزايد المشاكل والأزمات هذا هو المناخ المناسب لظهور هذا الكائن الشيطاني الذي تكون عامة فتنته في المأكل والمشرب نسأل الله السلامة.

    فتنة الدجال وكيف النجاة منها

    أولاً: فتنة الدجال:
    الدجال هو فتنة آخر الزمان، وهو أعظم فتنة وشر بلاء. وبلغ من عظم فتنته أن أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعوذ منها ضمن أربع دبر كل صلاة لدرجة جعلت بعض علماء السلف – وهم الظاهرية ومن تابعهم – يقولون بوجوب دعاء التعوّذ هذا. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تشهّد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال"( ).
    بل أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما من نبي بعثه الله إلا حذر قومه الدجال.
    قال صلى الله عليه وسلم: "… إني لأنذركموه، وما من نبي إلا قد أنذره قومه، ولقد أنذره نوح قومه ولكن سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه إنه أعورٌ وإن الله ليس بأعور"( ).
    وروى الإمام مسلم عن النواس بن سمعان قال: (ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفّع حتى ظنناه في طائفة النخل"( ).
    - فيا عجباً لقوم يستبعدون هذا الأمر ويظنون أن بينهم وبينه أمداً بعيداً مع أن الأنبياء كلهم حذروا أقوامهم منه وأكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكره حتى ظن الصحابة أنه مختبئ وراء النخل يوشك أن يفجأهم.
    - وفتنة الدجال هي فتنة شُبهات وشهوات، ليست فتنة قهر وجبر وإكراه. ففتنته شيطانية تشبه فتنة الشيطان الذي يقول لأتباعه والمفتونين به يوم القيامة، ما اخبر الله تعالى عنه في القرآن بقوله سبحانه:
    "وقال الشيطان لما قُضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي غني كفرت بما أشركتمونِ من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم" إبراهيم 22.
    وعندما نقول فتنة شيطانية نعني أنها ضعيفة التأثير على المؤمنين فهي لا تعدو أن تكون فتنة إغواء وشهوات وهذا معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فخفض فيه ورفع" أي رفع وعظم من شدة فتنته ومع ذلك فهي حقيرة ضعيفة الأثر وصاحبها حقير هين على الله.
    - فالدجال اللعين بما أوتي من شبهات وخوارق للعادات يستميل إليه ضعاف القلوب والإيمان من المسلمين فضلاً عن المشركين والملاحدة. فهو يخرج على حين جدب وقحط ومجاعات عالمية فيدعي الصلاح ثم يدعي النبوة ثم يدعي الألهية وعندئذ تطمس عينه ويكتب على جبينه كافر وينفر منه كل ذي لب.
    - فيخرج اللعين يلوّح للناس برغيف الخبز وإن معه لجبالاً من الخبز وأنهار الماء، فيفتن به الماديون أصحاب الشهوات وأهل الدنيا الذين لا يبالون من أين يأكلون أمن الحرام أم من الحلال أولئك الذين يقولون: (نحن نتعامل مع الشيطان كي نعيش).
    - ولشدة فتنة الدجال والأحوال القاسية وقت خروجه أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أعظم فتنة وجدت على ظهر الأرض. قال صلى الله عليه وسلم: "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال"( ). وفي رواية: ".. خلق أكبر من الدجال"( ). وفي رواية "… فتنة أكبر من فتنته الدجال"( ). وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن الناس يهربون منه في الجبال خوفاً من فتنته".
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليفرن الناس من الدجال في الجبال"( ).
    ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم – خاصة من لم يتمكن الإيمان من قلبه – من الوقوف في وجه الدجال فقال: "من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات"( ).
    أما من وثق بربه وكمل يقينه بالله فله أن يقف في وجه الدجّال كما سنبين قريباً وليس ذلك بضاره شيئاً.
    - والدجال سيهبط الأرض كلها في أربعين ليلة يسير فيها سيراً حثيثاً كالغيث استدبرته الريح، يدعو الناس إلى نفسه، تحيط به الشياطين تعينه على ضلالته. شأنه شأن الساحر الذي تنقاد له الشياطين كما ضل وكفر، ويزداد انقيادها له وطاعتها لأمره بازدياد في كفره وضلاله فيكون ذلك كالبرطيل أو الرشوة التي تُرضي عنه الشياطين فتطيعه.
    - يهبط الدجال الأرض كلها إلا مكة وطيبة أي المدينة فإنهما محرمتان عليه كلتاهما على كل باب من أبوابهما ملك بيده السيف صلتا يصده عنهما.
    وقد روى الإمام أحمد إمام أهل السنة رضي الله عنه حديثاً جميلاً عجيباً بسنده عن محجن بن الأدرع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: خطب الناس يوماً فقال: "يوم الخلاص، وما يوصم الخلاص؟ ثلاثاً. فقيل له وما يوم الخلاص قال: يجئ الدجال فيصعد أحداً فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه: هل ترون هذا القصر الأبيض( )؟ هذا مسجد أحمد. ثم يأتي المدينة فيجد في كل نقب من أنقابها ملكاً مصلتاً سيفه فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقة ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فلا يبقى منافق فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه فذلك يوم الخلاص"( ).
    ونختم هذا المبحث بإيراد حديث جامع لفتنة الدجال وسيرته لعنه الله:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال وإن الله عز وجل لم يبعث نبياً إلا حذّر أمته الدجال وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم وإن يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم. وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق فيعيث يميناً وشمالاً، يا عبادا لله أيها الناس فاثبتوا فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلي نبي، … يقول: أنا ربكم، ولا ترون ربّكم حتى تموتوا، وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب. وإن من فتنته أنّ معه جنة وناراً فناره جنة وجنته نار فمن ابتلى بناره فليستعذ بالله وليقرأ فواتح الكهف. وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وامه فيقولان يا بني اتبعه فإنه ربك.
    وإنّ من فتنته أن يُسلّط على نفس واجدة فيقتلها ينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه ثم يزعم أن له رباً غيري فيبعثه الله ويقول له الخبيث: من ربك؟ فيقولك ربي الله وأنت عدو الله أنت الدجال والله ما كنت قط أشد بصيرة بك من اليوم.
    وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر، فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه، فلا يبقى لهم سائمة إلا هلكت.
    وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت، وأعظمه، وأمده خواصر وأدره ضروعاً.
    وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه، إلا مكة والمدينة، لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلته، حتى ينزل عند الضريب الأحمر، عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، فتنفي الخبيث منها، كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، قيل: فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل.
    وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح، إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليتقدم عيسى، فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثم يقول له: تقدم فصل، فإنها لك أقيمت، فيصلي بهم إمامهم، فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب فيفتحون ووراءه الدجال، معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلّى وساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء. وينطلق هارباً.. فيدركه عند باب لُدّ الشرقي، فيقتله، فيهزم الله اليهود، فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي، إلا أنطق الله ذلك الشيء، لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة، إلا الغرقدة، فإنها من شجرهم لا تنطق، غلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله.
    فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكماً عدلاً، وإماماً مقسطاً يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاةٍ ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمّة كل ذات حمّة، حتى يدخل الوليد يده في فِي الحية، فلا تضره، وتضر الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور الفضة، تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بالدريهمات.
    وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد، يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله السماء السنة الأولى أن تحبس مطرها، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله، فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء، فلا يبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله، قيل: فما يُعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير، والتحميد، ويجزئ ذلك عليهم مجزأة الطعام"( ).
    وفي بعض الروايات في صحيح مسلم: "… قالوا يا رسول الله ما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوماً. يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامهم. قالوا: يا رسول الله فذلك اليوم كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، أقدروا له".

    ثانياً: النجاة منها:
    الحمد لله رب العالمين، ما أنزل داءً إلا أنزل له شفاءً علمه من علمه وجهله من جهله فمن علمه فليحمد الله ومن جهله فلا يلومن إلا نفسه فقد قصر في تحصيل العلم.
    فمع شدة فتنة الدجال وعظم خطرهن فهو هين على الله، ليس له سلطان على عباد الله المؤمنين ولذلك لما قال المغيرة بن شعبة: "ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر مما سألت. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما ينصبك منه؟ إنه لا يضرك. قال: قلت: يا رسول الله إنهم يقولون أن معه الطعام والشراب. قال: هو أهون على الله من ذلك"( ).
    ففتنة الدجال لا تمكث في الأرض إلا قليلاً (أربعين يوماً) حتى ينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقضي عليها وينهي أمرها.
    وقد علّمنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم كيف النجاة في هذه الفتنة خاصة وأن المؤمنين سيعايشون فتنة الدجال ويعاصرونها.


    نزول عيسى بن مريم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    لقد ذكر الله تبارك المسيح عيسى بن مريم عليه السلام في كتابه العزيز، وبين أنه عبد من عباد الله ورسول منه إلى البشرية في زمانه، وأنه من أولي العزم من الرسل، وفي هذا البحث يتناول أمور عدة منها:

    1- الآيات الكريمة الدالة على رفعه
    2- الآيات الدالة على نزوله
    3- الأحاديث الواردة في نزوله

    أولاً: الآيات في رفع عيسى حياً:
    1. قال تعالى: "إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ "

    اختلف المفسرون في المراد من قوله: (متوفيك) فقالوا:
    1- أي مميتك: قاله ابن عباس كما في تفسير ابن كثير 1/466
    2- توفاه الله ثلاث ساعات من أول النهار حين رفعه اليه
    3- أماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه ثم رفعه: قاله وهب بن منبه

    الآيات الدالة على نزوله:
    1- قوله تعالى: (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ)
    2- قوله تعالى: ( .... تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً ...)
    قال ابن جرير 6/420 ما نصه: قد كلمهم عيسى في المهد، وسيكلمهم إذا قتل الدجال، وهو يومئذ كهل، وهذا القول قاله عامة المفسرين، وقد وردت آثار تدل على رفعه وله ثلاث وثلاثون سنة، وأنه سيمكث في الأرض إذا نزل أربعين سنة.
    2. قوله تعالى:
    1- (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)
    إذا تقرر كما ذكرنا سابقاً، كون الضمير في قوله (قبل موته) لعيسى ، وأنه حين ينزل لا يبقى أحد من أهل الكتاب الموجودين في ذلك الزمان إلا آمن به وصدقه، لأنه يضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام أو السيف.
    2- قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ)
    وفي قراءة صحيحة (لَعَلَم)، أي وأن عيسى لعلم الساعة تعلم بنزوله فلا تشكنَّ فيها، بهذا فسرها الرسول ، إذاً فنزوله من أشراط الساعة.
    ¨ الأحاديث الواردة في نزول عيسى

    1- أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها") هذا لفظ البخاري

    2- أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم. واللفظ للبخاري.

    3- أخرج مسلم عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله يقول: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة.
    4- أخرج أحمد من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري قال: أشرف علينا رسول الله من غرفة ونحن نتذاكر الساعة، فقال: لا تقوم الساعة حتى تروا عشر أيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان والدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، ونزول عيسى ابن مريم، والدجال، وثلاثة خسوف، خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق-او تحشر الناس، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا.
    ¨ حليته وسيرته:
    روى البخاري من حديث عقيل بن خالد أنه احمر جعد عريض الصدر، وفي رواية (آدم كأحسن ما أنت من آدم الدجال سيط الشعر ينطف – يقطر- له لِمّة ، بكسر اللام وتشديد الميم، كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها.
    - ينزل وهو من أمة محمد ، وهو صحابي لأنه اجتمع به ليلة الإسراء وهو أفضل الصحابة، وقد الغز التاج السبكي في ذلك حيث يقول:
    من با تفاق جميع الخلق أفضل من
    خير الصحاب أبي بكر ومن عمر
    ومن علي ومن عثمان وهو فتى
    من أمة المصطفى المختار من مضر
    - أخرج الشيخان والترمذي من حديث أبي هريرة قال في ذكر ليلة أسري به،ولقيت عيسى ونعته فقال: ربعة أحمر، كأنما خرج من ديماس _ أي حمام_

    ¨ أهم صفاته
    1. ينزل واضعاً كفيه على أجنحة ملكين.
    2. ينزل لابساً ثوبين ازاراً ورداء يميل لونهما إلى الصفرة
    3. قامته معتدلة
    4. ابيض مشرب بحمرة
    5. شعر رأسه ناعم مسترسل وقد سرحها فظهر حسنها
    6. ينزل في غاية النظافة
    7. عريض الصدر
    8. شاب ابن ثلاث وثلاثين
    9. شبهه الرسول لأصحابه بعروة بن مسعود ذي البهاء الحسن .




    قال السيوطي في رسالته المسماة
    الإعلام بحكم عيسى :
    أنه يحكم بشرع نبينا لا بشرعه، نص على ذلك العلماء ووردت به الأحاديث وانعقد عليه الإجماع.
    فمن جملة النصوص قول الخطابي في معالم السنن عند ذكر حديث أن عيسى يقتل الخنزير، فيه دليل على وجوب قتل الخنزير وذلك أن عيسى يقتل الخنزير على حكم شريعة نبينا محمد لأن نزوله إنما يكون في آخر الزمان وشريعة الإسلام باقية.


    خروج يأجوج ومأجوج


    يأجوج ومأجوج هم من بني آدم, طائفتان من الترك كما ثبت في الحديث من صحيح البخاري:
    حدثني إسحاق بن نصر: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، فيقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد). قالوا: يا رسول الله، وأينا ذلك الواحد؟ قال: (أبشروا، فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا. ثم قال: والذي نفسي بيده، إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود)
    من هنا نستدل على أن عدد قوم يأجوج ومأجوج تقريبا يساوي 1000 ضعف عدد المسلمين. ومن قال أنهم رجلان فقد تحدث بما لايعلم. بل إنهم قوم لايعدوا من كثرتهم.
    وهم أولاد يافث بن نوح. إذا هم إبناء عم الأتراك (أهل الصين وروسيا واليابان ومنغوليا ومن شابههم)
    ذكروا في القرآن في سورة الكهف آية (93-95)
    لهم نفس وصف الترك المغول (عراض الوجوه, صغار الأعين, سواد الشعر مائل إلى البياض وكأن وجوههم المجان المطرقة, أي التروس المستديرة). كما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
    والزعم الذي يقول منهم الطويل كالنخلة ومنهم القصير ومن له أذنان يتغطى بأحدها ويطيء الأخرى........فلا علم لأحد به وليس عليها دليل)
    إذا يأجوج وماجوج محبوسون خلف سد من قطع الحديد والنحاس المصهور بين جبلين يوجد هذا السد كما ذكر إبن عباس في بلاد الترك مما يلي أرمينيا وأذربيجان. أي على الحدود التركية الروسية قريبا من جبال القوقاز. ولا يستطيع أحد الوصول إليهم أو الظهور على موقعهم.
    يخرجون بعد أن يقتل عيسى عليه السلام الدجال. وفتنتهم عامة وشرهم مستطير لايملك أحد دفعهم ويحصر نبي الله عيسى ومن معه في طور سيناء بأرض مصر. فيدعون الله فيسلط عليهم دود يخرج في اعناقهم فيقتلهم كميتة رجل واحد وتنت الأرض بجيفهم وروائحم فيدعي الله عيسى ومن معه فيرسل الله طيرا تحملهم وتقذف بهم في البحر ثم تهطل الأمطار فتغسل الأرض.
    جاء شرحهم مفصل في الحديث التالي في زيادة الجامع الصغير:
    تفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس كما قال الله عز وجل من كل حدب ينسلون فيغشون الناس وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم ويشربون مياه الأرض حتى إن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه حتى يتركوه يبسا حتى إن من يمر من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول: قد كان ههنا ماء مرة حتى إذا لم يبق من الناس أحد إلا أحد في حصن أو مدينة قال قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم بقي أهل السماء ثم يهز أحدهم حربته ثم يرمي بها إلى السماء فترجع إليه مختضب دما للبلاء والفتنة فبينما هم على ذلك إذ بعث الله عز وجل دودا في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقه فيصبحون موتى لا يسمع لهم حس فيقول المسلمون: ألا رجل يشري لنا نفسه فينطر ما فعل هذا العدو فيتجرد رجل منهم محتسبا نفسه قد أوطنها على أنه مقتول فينزل فيجدهم موتى بعضهم على بعض فينادي يا معشر المسلمين ألا أبشروا إن الله عز وجل قد كفاكم عدوكم فيخرجون من مدائنهم وحصونهم ويسرحون مواشيهم فما يكون لهم مرعى إلا لحومهم فتشكر عنه كأحسن ما شكرت عن شيء من النبات أصابته قط.
    زمن خروجهم: يخرجون في عهد النبي عيسى عليه السلام ويبادوا في عهده.

    نهاية يأجوج ومأجوج وموت عيسى عليه السلام

    بعد أن يلتهوا بمغنمهم ويدعوا عيسى بن مريم والمؤمنون الصادقون , يرسل الله عز وجل على يأجوج ومأجوج دودة أسمها النغف يقتلهم كلهم كقتل نفس واحدة ..
    فيرسل عيسى بن مريم رجلا من خير الناس لينزل من الجبل ليرى ما حدث على الأرض ,
    فينظر ويرجع يبشر عيسى ومن معه أنهم قد ماتوا وأهلكهم الله. فينزل عيسى والمؤمنون إلى الأرض مستبشرين بقتل يأجوج ومأجوج وعندها يدعوا عيسى ربه بأن ينجيه ويخلصه لأنهم قد أنتنوا الأرض كلها , فتأتي طيور عظيمة فتحمل هذه الجثث , وينزل المطر فيغسل الأرض ,
    ثم تنبت الأرض ويحكم عيسى بن مريم حكمه العادل في الأرض , فتنبت الأرض وتكثر الخيرات , ثم يموت عيسى بن مريم .


    خروج الدابة

    علامات يوم القيامة كثيرة ومتباينة ما بين البشارة الحالمة بمجيء ملكوت الله وتأسيسه على الأرض إلى حد الإنذارات المخوفة لكل البشر0 لكن خروج الدابة التي تكلم الناس كانت وما زالت إحدى هذه العلامات المحيرة لعقول الناس على مر التاريخ الإسلامي والتي اجمع علي خروجها كل من القران والسنة المطهرة0
    {ووَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }النمل82
    اختلف المفسرون والعلماء فيما تراءى لهم فى وصفها ونعتها وشكلها ومهمتها فقالوا أنها ستكلم الناس الموجودين حين خروجها باللغة العربية وحتى تنبأوا فيما ستحكيه وتقوله هذه الدابة للناس أى لكفار مكة بأنهم (كانوا بآياتنا لا يوقنون) لا يؤمنون بالقرآن المشتمل على البعث والحساب والعقاب وبخروجها ينقطع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يؤمن كافر كما أوحى الله إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن0
    وأمر هذه المرويات والأقوال التى لا تستند إلى نصوص إلهية مؤكدة لا يترك مجالاً إلا للشك فيما حكوا عن شكلها ورسمها فهذا الإرسال أو الخروج ليس من قبيل التسلية بل لابد له من سبب يقتضى خروجها لحكمة يعلمها الله ومهمة لابد من أدائها على أكمل وجه0 فالله سبحانه وتعالى يأخذ كل الأمور بغاية الجدية فلا يعبث أو يلهو ولا يفعل شيئا من قبيل استعراض القوة أو القدرة وحذرنا الله سبحانه وتعالى من هذه الظنون فقال تعالى :
    {لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء17
    {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ }الأنعام70
    {الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ }الأعراف51
    والإنسان العاقل البصير بل المميز المتبصر فى حقائق الأمور يرى فى خروج الدابة أمرًا ذا بال يستحق التمحيص والسعي وراء حقائق تترى فى آيات القران الكريم وقارئ القرآن الكريم والباحث فى كلماته وآياته وإشاراته ودقة أسراره إنما يتوقف طويلاً عند شرح الشارحين.
    فنتسائل معا لماذا – كما قال المفسرون - هى أو هو حيوان ذو شكل غريب لم تشهده الأرض من قبل ولن تشهده من بعد ، وربما كان سببهم أن يكون ذلك في حد ذاته معجزة للناس 0 ولكن لماذا هى دابة بمعنى انه حيوان يتكلم ؟ وبأية لغة وبأي أسلوب ولغات العالم ولهجاته لا نقول بالآلاف بل نكتفى بالمئات.
    وقبل أن نحاول البحث فى هذه القضية الشائكة بلا شك اسمحوا لي أن أروى لكم حادثة من التاريخ سترسم البسمة على شفاهكم بكل تأكيد ولكن غرضى أن أوضح لكم من خلالها الفرق الشاسع ما بين مناهج تفكير الأجداد الاقدمين وبين طريقة التفكير والحكم على الأمور فى أيامنا هذه0 الحكاية أوردها احد الباحثين فى سجلات المحاكم فى العصور الوسطي ووجد الكثير من هذه الأمور نشرها تحت عنوان كتاب " محاكمة الحيوان فى القرون الوسطي " والقصة تقول أن هناك جماعة من الناس اتهموا ديك ( ذكر الدجاج ) اتهموه بأنه ساحر !!! وارجوا ألا تدهشوا أو تقولوا اننى اسخر من عقول حضراتكم بل هذا صحيح مائة فى المائة المهم أن الديك المتهم قدم للعدالة ووجدت المحكمة الموقرة أن الديك المتهم مذنب بالاشتغال بالسحر والهرطقة فحكمت المحكمة على الديك بالإعدام حرقا كعقوبة كل من يعمل كان بالسحر فى تلك الأيام 0 ولكن الطريف انه جاء فى حيثيات الحكم كما سجل القاضي العالم بمواد القانون وعلوم اللاهوت أنه حكم على الديك بالإعدام حرقا ليكون عبرة لغيرة من الديكه 0 ولابد أن بعضكم الآن يهز رأسه فى سخرية من مثل هذه الأفكار أو هذا الخرف الذي كان سائدا ويجرى مجرى الدم فى عقول الناس فى تلك الأيام 0فاذا ما اتفقنا الآن أن أفكارهم وأحكامهم كانت بالية فاسدة لا يمكن أن يحكمها منطق علمى أو عقل ناضج بل كانت على قدر مفاهيمهم القاصرة فارجوا أن ادعوكم الآن لنناقش هذا الموضوع – أى موضوع خروج الدابة – من جديد دون التقيد بمفاهيم السابقين بل كما يقال بلغة العصر – دون قيد أو شرط مسبق - ونحكم عليه من واقع مفاهيمنا المتحضرة وأفكارنا المنطقية التى استدلت وتفهمت ما وراء الكون والطبيعة , وعلومنا التقنية التى خبرت واكتشفت أسرار عالمنا المعاصر الذى جاب سماوات الفضاء المتناهى فى علوه ونزلت الى أعماق المحيطات المتناهى فى اغواره0
    ولنبدأ بالبديهيات والمسلمات المتعارف عليها فنقول إن كل من دَبَّ على الأرض بروح وحياة فهو دابة ، فالإنسان والحيوان والطير جميعها يعتبر دابة0 ورغم أن العلماء يعتبرون الإنسان حيوان إلا أن الله ميزه ومنحه سمة العقل والفهم والحِجَى وشَرَّفّه على كافة المخلوقات واختار منه الرسل والأنبياء والأوصياء والنقباء والنجباء والأتقياء وبقية سائر البشر على مختلف درجاتهم ومرتباتهم ولهذا اصطفى الرسل منهم واجتباهم.
    وإذا كان خروج الدابة معجزة كما توقعنا – ولنحسن الظن فى مفهوم الاقدمين - فالمعجزة لا تكون إلا مما يستوعبه العقل ويجد القلب له دلالة على القدرة الإلهية لأنها من صنع الله على يد مختاريه من رسله وأنبيائه وخصوصا أن تلك المعجزة تتأتى وتتلازم مع نزول المهدي المنتظر وسيدنا عيسى عليه السلام0
    والقرآن الكريم لم يقل لم يشر أى إشارة من بعيد او قريب عما إذا ما كانت هذه الدابة حيوانًا أو إنسانًا بل قال دابة ليترك للناس أن يفهموا ويعوا لأنه لو كانت كل الكلمات الآلهية سهلة وميسورة لما بقى إنسان لم يؤمن بالرسول اللاحق الجديد منذ آدم إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولأصبح الدخول إلى ملكوت السموات بدون امتحان0
    1. لذلك نعود وننظر ونتمعن فى قول الله تعالى: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. [سورة البقرة:213].

    ويقول أمير المؤمنين على بن أبى طالب كرم الله وجهه : "والله ليمحصن والله ليغربلن". فالامتحان وارد والاختبار لازم وهذه سنّة الله وهو ما حدث مع كل الرسل ومن الأزل وسيحدث أيضًا إلى الأبد. وإلا لما رأينا عند كل ظهور رسول جديد شرذمة قليلة مستضعفة هي التي تؤمن بينما عَيرَ المشركون رسولهم بقولهم ساخرين مستهزئين: فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ. [سورة هود:27].

    ولفظة الدابة فيما جاءت به الآيات البينات أحيانا مطلقة وعامة وان الدابة هى كل ما يدب على وجه الأرض من مخلوقات هوام وطير وحيوان وإنسان فهو دابة قوله تبارك وتعالى: وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . [سورة النور:45]

    وأيضًا قوله سبحانه: وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [سورة هود:6]. إلى هنا كان الكلام عامًا
    واحيانا جاءت محددة وخاصة ومنها ما يشير خاصة إلى روحانية الإنسان.
    وأيضًا ما ورد فى سورة النحل قوله تبارك وتعالى: وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ [سورة النحل:49].
    كما جاء فى قول سيدنا هود مواجهًا المعترضين عليه والكافرين برسالته قوله عزت كلماته:
    إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [سورة هود:56]
    وفى إشارة أكثر وضوحا أن المعنى بالدابة هنا هو الإنسان
    قوله تعالى: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ. [سورة النحل:61].

    والآية فى غاية الدلالة أن المعنى هنا بالدابة هو الإنسان والا فإذا كان الإنسان هو من ظلم وطغى فما ذنب الدواب كالحمير والبغال والآخرين ليأخذهم الله بذنب لم يرتكبوه 0وحيث تؤيد هذه الآية رحمة الله وحنانه على خلقه فى الأرض وأخذ الكل بيد الرحمة قبل النقمة وبالفضل قبل العدل وإنما يعطيهم الفرصة لكى يعرفوا الحق بأنفسهم0
    ونقول إن من الأزل إلى وقت نزول القرآن الكريم على سيدنا أشرف المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم كان الرسل والأنبياء يتوافدون إلى الأرض تباعًا برسالاتهم للبشر أى للناس العقلاء الواعين المتفهمين المتفرسين المقدرين الذين يمكنهم أن يزنوا بالقسطاس المستقيم ويميزوا الحق من الباطل بما يعرض ليهم من كلمات فى كل عصر وزمان ولم نسمع أن دابة من الدواب من الخيل والبغال والحمير والجمال والشاه أو من الهوام والزواحف او من وحش العراء أو حتى من الفراش الناعم الرقيق – قد آمن وانضم إلى زمرة الموحدين الصادقين لأن الرسل لا يأتون إلا للعقلاء من بنى الانسان اى من أولاد آدم كما قال تعالى :
    {يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }الأعراف35
    لهذا ينطق الذكر الحكيم بالنطق البديع موجهًا مفهوم الناس إلى أن الدابة التى عناها وقصد الله ذكرها هى إنسان دون شكل ولكن بأسلوب منطقى لا يفهمه إلا من نقّب وبحث وتعب ليصل إلى الفهم الحقيقى ووجّه القلب والروح بكله وذاته إلى الله بوجه خاضع خاشع منكسر متذلل سليم فتوالت الآيات الإلهية لتكشف بكل جلاء ووضوح هذه المعاني الخفية قوله تبارك وتعالى:
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ [سورة الأنفال:20].
    وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ. إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ. وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ [سورة الأنفال:21، 22، 23].
    ويؤكد ذلك قوله سبحانه وتعالى:
    إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ. [سورة الأنفال:55، 56].

    ولكن هل يعنى ذلك أن تلك الدابة التى ستكلم الناس جميعا هي إنسان عادى مثلنا أم إنسانًا كاملاً مختارًا رسولاً مؤيدًا منزهًا له القدوة والقوة والسلطان والغلبة عل كل من حوله ولو كانوا سكان الأرض جميعًا 0
    ونقترب حثيثا إلى المعنى المجرد الروحي العميق الذى يتكشف على مهل فى آيات الله قوله تباركت أسماؤه:
    حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ . [سورة الجاثية:1: 4].

    وفى الآية الأخيرة وفى خلقكم أى الإنسان وما يبث الله من دابة هي آية لقوم يوقنون أى يوقنون بآيات الله فما هي يا ترى الآية المعنية التي يبثها الله للقوم الموقنون 0
    ونتأمل مرة أخرى آيات القران الكريم فقال تعالى موجها كلماته إلى سيدنا موسى ( ع) :
    {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ }يونس92 وكذلك جعل سيدنا عيسى عليه السلام وأمه مريم العذراء آية
    {قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً }مريم21

    {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء91

    {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }المؤمنون50

    وبناءً على ما قدمناه من آيات بينات وضحت معنى الدابة والدواب فإننا اقول إن الدابة التى تظهر فى آخر الزمان أو فى القيامة أو فى يوم البعث ما هو إلا المهدى أو المسيح

    {رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً }البينة2

    وإنسان كامل معصوم مبعوث من الله الواهب المعطى ليكلم البشرية عامة

    {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ }ق41

    ووهب الكلمة التى بواسطتها يمتاز ويرتفع ويتغلب بها على معارضيه، ووهب التنزيل والوحي الذى يستعلى به على غيره من الناس ومنح الحجة

    {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ }البينة3ا

    التى يدفع بها معارضيه ودفعت إليه كل قوى السماء في هذا الجسم البشرى النقى الشفاف الممرد المعصوم

    الدخان

    وبعدها يحدث حدث أخر , فيرى الناس السماء كلها قد أمتلئت بالدخان , الأرض كلها تغطى بدخان يحجبهم عن الشمس وعن الكواكب وعن السماء. فيبدأ الناس (الضالون) بالبكاء والاستغفار والدعاء , لكن لا ينفعهم.
    وهذا الدخان المذكور اختلف في ماهيته وفي زمن وقوعه، فقيل المراد به ما أصاب قريشا من الشدة والجوع عندما دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم حين لم يستجيبوا له، فأصبحوا يرون السماء كهيئة الدخان.
    جاء في التحرير والتنوير: قال أبو عبيدة وابن قتيبة: الدخان في الآية هو: الغبار الذي يتصاعد من الأرض من جراء الجفاف، وأن الغبار يسميه العرب دخانا، وهو الغبار الذي تثيره الرياح من الأرض الشديدة الجفاف .
    وإلى هذا القول ذهب عبد الله بن مسعود رضي الله عه وتبعه جماعة من السلف فقد قال: رضي الله عنه: خمس قد مضين : اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان. صحيح البخاري.

    حدوث الخسوف

    إن من أعظم ما يميز آخر الزمان، زمن اقتراب الساعة، ودنو أمرها، ظهور الأحداث العظام، المؤذنة باختلال العالم، وانفراط نظامه.

    ومن تلك الأحداث الخسوفات الثلاثة التي أخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها تكون علامة على قرب قيام الساعة، فقد روى مسلم في " صحيحه " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الساعة لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ) .

    الخسوفات بسبب المعاصي والسيئات
    أخبرنا - صلى الله عليه وسلم - أن هذه الخسوفات الثلاثة تكون عقوبة ربانية على ظهور المعاصي وانتشارها، كما جاء في الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( يكون في آخر هذه الآمة خسف ومسخ وقذف، قالت: قلت يا رسول الله: أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا ظهر الخبث ) رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني .

    وعن عمران بن حصين -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله ومتى ذاك ؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور ) رواه الترمذي وصححه الألباني .

    وقد جعل الله عز وجل هذه الآية نذيراً بين يدي الساعة حتى يعود الناس إلى رشدهم، ويعلموا أنهم إن أصروا على ما هم عليه من المعاصي والذنوب فإن ما أعده الله للعاصين يوم القيامة لا طاقة لأحد به .

    أين تقع الخسوفات
    أخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم – أن الخسوفات – والتي هي من علامات الساعة -تقع في أماكن ثلاثة، المكان الأول: جهة الشرق والمراد به مشرق المدينة، ولا شك أن المقصود موضع بالمشرق وليس جميع أرجائه. والمكان الثاني: جزيرة العرب، وليس بالضرورة أن يشمل جميع أرجائها بل ربما أتى على بعض قبائلها، كما جاء في " المسند " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل فيقال من بقي من بني فلان )، والمكان الثالث: جهة الغرب والمراد به غرب المدينة النبوية، والمقصود منه ليس عموم المغرب وإنما موضع منه والله أعلم.

    هل وقعت هذه الخسوفات
    ما زالت الخسوفات تقع منذ بدء الخلق إلى يومنا هذا، فهي لم تنقطع عن الأرض منذ أن خُلِقت، وقد أخبرنا سبحانه عن الخسف كعقوبة عاقب بها من عصى أمره، فقال سبحانه: { فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }(العنكبوت:40). وعليه فينبغي حمل الكلام النبوي عن هذه الخسوفات الثلاثة على معنى خاص، وقدر زائد تختلف به هذه الخسوفات عن مثيلاتها، يقول الحافظ ابن حجر : " وقد وجد الخسف في مواضع، ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدرا زائدا على ما وجد، كأن يكون أعظم مكاناً أو قدراً " .

    كانت تلك وقفة مع أحد أشراط الساعة الكبرى، وهي بمثابة النذير بين يدي الساعة، ليتنبه الغافل فيستعد بعمل ما ينجيه من أهوال ذلك اليوم، وهذا هو الذي يجب أن يحوز اهتمام المسلم، وهو العمل الصالح والبعد عن الفساد العقائدي والأخلاقي، فكما مر معنا في الأحاديث أن سبب وقوع الخسوفات والزلال إنما هي المعاصي بأنواعها، وفي مقدمتها الزنا وشرب الخمر والغناء، وهذا ما نراه عيانا في زمننا هذا، حيث انتشرت هذه المعاصي انتشار النار في الهشيم، وجوهر بها، وعدت من أسباب التمدن والتحضر، فإنا لله وإنا إليه راجعون .



    خروج نار من جهة اليمن

    وهي آخر الأشراط الكبرى ، وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة

    1- مكان خروجها جاءت الروايات بأن خروج هذه النار يكون من اليمن ، من قعرة عدن ، وهذه بعض الأحاديث التي تدل على مكان خروج النار وظهورها
    جاء في حديث حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط الساعة الكبرى قوله صلى الله عليه وسلم ( وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ) رواه مسلم
    وفي رواية لمسلم عن حذيفة أيضا ( ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس )
    وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ستخرج نار من حضرموت أو من بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس ) رواه أحمد والترمذي
    وعن أنس رضي الله عنه أن عبدالله بن سلام لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن مسائل ومنها : ما أول أشراط الساعة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب) رواه البخاري
    والجمع بين ما جاء أن هذه النار هي آخر أشراط الساعة الكبرى وما جاء أنها أول أشراط الساعة : أن آخريتها باعتبار ما ذكر معها من الآيات الواردة في حديث حذيفة. وأوليتها باعتبار أنها أول الآيات التي لا شيء بعدها من أمور الدنيا أصلا ، بل يقع بانتهاء هذه الآيات النفخ في الصور، بخلاف ما ذكر معها من الآيات الواردة في حديث حذيفة فإنه يبقى بعد كل آية منها أشياء من أمور الدنيا
    وأما ما جاء في بعض الروايات أن خروجها من اليمن ، وفي بعضها الآخر أنها تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، فيجاب عن ذلك بأجوبة
    أولا: أن كون خروج النار من قعر عدن لا ينافي حشرها الناس من المشرق إلى المغرب ، وذلك أن ابتداء خروجها من قعر عدن ، فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها ، والمراد بقوله : تحشر الناس من المشرق إلى المغرب ، إرادة تعميم الحشر لا خصوص المشرق والمغرب
    ثانيا: أن النار عندما تنتشر يكون حشرها لأهل المشرق أولا ويؤيد ذلك أن ابتداء الفتن دائما من المشرق، وأما جعل الغاية المغرب ، فلأن الشام بالنسبة للمشرق مغرب
    ثالثا : يحتمل أن تكون النار المذكورة في حديث أنس كناية عن الفتن المنتشرة التي أثارت الشر العظيم والتهبت كما تلتهب النار ، وكان ابتداؤها من قبل المشرق ، حتى خرب معظمه وانحشر الناس من جهة المشرق إلى الشام ومصر، وهما من جهة المغرب . وأما النار في حديث حذيفة فهي نار حقيقية والله أعلم

    2- كيفية حشرها للناس
    عند ظهور هذه النار العظيمة من اليمن ، تنتشر في الأرض وتسوق الناس إلى أرض المحشر ، والذين يحشرونعلى ثلاثة أفواج
    الفوج الأول : راغبون طاعمون كاسون راكبون
    الفوج الثاني : يمشون تارة ويركبون تارة أخرى ، يعتقبون على الب*** الواحد كما سيأتي في الحديث ( اثنان على ب*** وثلاثة على ب***.......... إلى أن قال : وعشرة على ب*** يعتقبونه ) وذلك من قلة الظهر يومئذ
    والفوج الثالث: تحشرهم النار ، فتحيط بهم من ورائهم ، وتسوقهم من كل جانب إلى أرض المحشر ، ومن تخلف أكلته النار

    وهذه بعض الأحاديث التي تبين كيفية حشر هذه النار للناس
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى اللهعليه وسلم قال ( يحشر الناس على ثلاث طرائق : راغبين وراهبين ، واثنان على ب*** وثلاثة على ب*** وأربعة على ب*** ، ويحشر بقيتهم النار تقيل معه حيث قالوا ، وتبيت معهم حيث باتوا ، وتصبح معه حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا ) رواه البخاري ومسلم
    وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تبعث نار على أهل المشرق فتحشرهم إلى المغرب ، تبيت معهم حيث باتوا ، وتقيل معهم حيث قالوا ، يكون لها ما سقط منهم وتخلف وتسوقهم سوق الجمل الكسير ) رواه الطبراني في الكبير والأوسط
    وعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال : قام أبو ذر رضي الله عنه فقال : يا بني غفار ! قولوا ولا تختلفوا، فإن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حدثني ( أن الناس يحشرون ثلاثة أفواج : فوج راكبين ، طاعمين كاسين ، وفوج يمشون ويسعون ، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم وتحشرهم إلى النار . فقال قائل منهم : هذان قد عرفناهما ، فما بال الذين يمشون ويسعون؟ قال : يلقي الله الآفة على الظهر حتى لا يبقى ظهر ، حتى إن الرجل ليكون له الحديقة المعجبة ، فيعطيها بالشارف ذات القتب فلا يقدر عليها ) رواه أحمد
    والشارف هي الناقة المسن الهرمة . والقتب : بكسر القاف وسكون التاء وهو الرحل الذي يوضع على السنام

    أرض المحشر
    يحشر الناس إلى الشام في آخر الزمان وهي أرض المحشر كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة فمنها
    عن ابن عمر رضي الله عنهما في ذكر خروج النار وفيه : قال : قلنا : يا رسول الله ! فماذا تأمرنا ؟ قال : عليكم بالشام
    وعن حكيم بن معاوية البهزي عن أبيه ....... ( فذكر الحديث ) وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ( ها هنا تحشرون، ها هنا تحشرون ، ها هنا تحشرون ( ثلاثا ) ركبانا ومشاة وعلى وجوهكم ) قال ابن أبي بكير : فأشار بيده إلى الشام ، فقال : ( إلى ها هنا تحشرون ) رواه أحمد
    وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : سكعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ستكون هجرة بعد هجرة ، ينحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم ، لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها ، تلفظهم أرضوهم تنذرهم نفس الله ، تحشرهم مع القردة والخنازير ، تبيت معهم إذا باتوا ، وتقيل معهم إذا قالوا ، وتأكل من تخلف ) رواه أحمد
    قال ابن حجر : وفي تفسير ابن عيينة عن ابن عباس : من شك أن المحشر هاهنا- يعني الشام – فليقرأ أول سورة الحشر ، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ اخرجوا . قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى أرض المحشر
    والسبب في كون أرض الشام هي أرض المحشر أن الأمن والإيمان حين تقع في آخر الزمان يكون بالشام

    النفخ في الصور

    إننا أمام حدث من أحداث يوم القيامة ، وهولٍ من أهوالها ، تفزع منه القلوب ، وتوجل منه النفوس ، إنه حدث يقرع أسماع أصحاب القبور ، فينتفضون من قبورهم ، مبهوتين ، شعث الرؤوس ، غُبْر الأبدان ، قد أفزعتهم الصيحة ، وأزعجتهم النفخة ، وقد صوّر القرآن هذا المشهد تصويرا بليغاً ، فقال سبحانه : { ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون } (يّـس:51) ، وقال تعالى : { فإذا نقر في الناقور () فذلك يومئذ يوم عسير }(المدثر:8 - 9) . فهو حدث عظيم ، وأمر جليل ، كيف لا وهو مقدمة وبداية ليوم القيامة ، الذي تشيب فيه الولدان ، و{ تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد }(الحج:2).
    لقد اهتم القرآن الكريم والسنة النبوية ببيان أمر النفخ في الصور وما يتبع ذلك من أحداث ، فمما جاء في السنة أن الصور عبارة عن آلة على شكل قرن ينفخ فيها ، وقد ثبت عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما الصور ؟ ، قال صلى الله عليه وسلم : ( الصور قرن ينفخ فيه ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح ، وقد أوكل الله عز وجل أمر النفخ في الصور لإسرافيل عليه السلام ، وهو من الملائكة العظام ، ومنذ أن أوكل بذلك وهو متهيئ للنفخ فيه ، وكلما اقترب الزمان ازداد تهيؤه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( كيف أنعم ، وقد التقم صاحب القرن القرن ، وحنى جبهته ، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ ، قال المسلمون : فكيف نقول يا رسول الله : قال : قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، توكلنا على الله ربنا ) رواه الترمذي وحسنه.
    وينفخ في الصور نفختان : النفخة الأولى ، وتسمى : نفخة الصعق - الموت - وهي المذكورة في قوله تعالى: { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } (الزمر:68) وبسماع هذه النفخة يموت كل من في السموات والأرض إلا من شاء الله أن يبقيه . قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الناس يصعقون ، فأكون أول من يفيق ، فإذا موسى باطش بجانب العرش ، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي ، أو كان ممن استثنى الله ) رواه البخاري ومسلم.
    وتأتي هذه الصيحة على حين غفلة من الناس وانشغال بالدنيا ، كما قال تعالى : { ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون () فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون }( يّـس:49-50) ، روى الإمام الطبري في تفسيره عن عبد الله بن عمرو، قال: " لينفخن في الصور، والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم، حتى إن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان، فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور، وحتى إن الرجل ليغدو من بيته فلا يرجع حتى ينفخ في الصور ".
    أما النفخة الثانية فهي نفخة البعث ،وهي المذكورة في قوله تعالى: { ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون }(الزمر: 68 )
    وهي صيحة توقظ الأموات مما هم فيه ، ثم يحشرون بعدها إلى أرض المحشر ، وهذه النفخة هي المقصودة بقوله تعالى : { ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون }( يـس:51) .
    أما عن الفترة الزمنية الفاصلة بين النفختين ، فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بين النفختين أربعون ، قالوا : يا أبا هريرة أربعون يوما ، قال : أبيت ، قال : أربعون سنة ، قال : أبيت ، قال : أربعون شهرا ، قال : أبيت ،.. ) رواه البخاري ومسلم . ومعنى قول أبي هريرة رضي الله عنه : أبيت . أي :أمتنع عن تحديد أي أربعين أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، لكونه صلى الله عليه وسلم أطلق لفظ أربعين ولم يحدد . والله أعلم.
    هذا طرف من أخبار ذلك الحدث ، ذكرناه لك - أخي الكريم - ، كي تتأمل في هذا اليوم العظيم ، وما فيه من المخاوف والأهوال ، فتشمر عن ساعد الجد نحو لقاء الله تعالى ، فإنه لا نجاة في ذلك اليوم إلا بالإيمان والعمل الصالح .

  4. #4
    عضو جديد الصورة الرمزية تلميذه حبك
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    23

    افتراضي

    علامات الساعة الكبرى
    معاهدة الروم

    في البداية يكون المسلمين في حلف (معاهدة) مع الروم نقاتل عدو من ورائنا ونغلبه وبعدها يصدر غدر من أهل الروم ويكون قتال بين المسلمين والروم . في هذه الأيام تكون الأرض قد ملئت بالظلم والجور والعدوان ويبعث الله تعالى رجل إلى الأرض من آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم (يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : أسمه كاسمي وأسم أبيه كاسم أبي , يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً(


    خروج المهدي


    المهدي المنتظر
    المهدي المنتظر عند أهل السنة والجماعة يخرج في آخر الزمان من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، يؤيده الله بالدين ، يملك سبع سنين ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، تنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط ، تخرج الأرض نباتها وتمطر السماء قطرها ويعطى المال بلا عدد .
    اسمه كاسم الرسول صلى الله عليه وسلم ، واسم أبيه كاسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون اسمه : محمد بن عبد الله .
    وهو من ذرية فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهم .
    صفته كما في الأحاديث : أجلى الجبهة (أي خفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين والذي انحسر الشعر عن جبهته) ، وأقنى الأنف (أي طول ورقة أرنبته مع حدب وسطه) .
    يخرج المهدي من قبل المشرق ، فقد جاء في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ، ثم لا يصير إلى واحد منهم ، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ، ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال : فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فإنه خليفة الله المهدي) [رواه ابن ماجه والحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، وقال ابن كثير : هذا إسناد قوي صحيح ، وقال الألباني : الحديث صحيح دون قوله : فإن فيها خليفة الله المهدي] .
    قال ابن كثير : "والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة ، يقتتل عنده ليأخذوه ثلاثة من أولاد الخلفاء ، حتى يكون آخر الزمان فيخرج المهدي" أهـ .
    وقد دلت السنة المطهرة على ظهوره ، فمن الأحاديث : عن أبي سعيد بن الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (يخرج آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعاً أو ثمانياً ـ يعني حججاً ـ ) [رواه الحاكم وقال : حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وقال الألباني : هذا سند صحيح رجاله ثقات] .
    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف بين الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحاً ، فقال له رجل : ما صحاحاً ؟ قال : بالسوية بين الناس ، قال : ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى ويسعهم عدله حتى يأمر منادياً فيقول : من له في مال حاجة ؟ فما يقوم من الناس إلا رجل ، فيقول : ائت السدان ـ يعني الخازن ـ فقل له إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً ، فيقول له : احث حتى إذا حجره وأبرزه ندم فيقول : كنت أجشع أمة محمد صلى الله عليه وسلم نفساً ؟ أو عجز عني ما وسعهم ؟ قال : فيرده فلا يقبل منه فيقال له : إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه ، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو يسع سنين ثم لا خير في العيش بعده أو قال : ثم لا خير في الحياة بعده) [رواه أحمد قال الهيثمي : ورجاله ثقات] .
    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يملك سبع سنين) [رواه أبو داود والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم ، وقال ابن القيم عن سند أبي داود : جيد] .
    وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي) [رواه أبو داود وقال الألباني : صحيح] .
    وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعال صل لنا فيقول : إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة) [رواه مسلم] .
    وعن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة) [رواه أحمد وقال الألباني : صحيح] ، قال ابن كثير : "أي يتوب عليه ويوفقه ويلهمه ويرشده بعد أن لم يكن كذلك" أهـ .
    هذا هو المهدي عند أهل السنة والجماعة .
    المهدي عند الرافضة الإمامية : هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر من ولد الحسين بن علي ـ لا من ولد الحسن ـ الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار ، الذي يورث العصا ويختم القضا ، دخل سرداب سامراء طفلاً صغيراً من أكثر من خمسمائة سنة فلم تره بعد ذلك عين ولم يحس فيه بخبر ولا أثر ، وهم ينتظرونه كل يوم ويقفون بالخيل على باب السرداب ، ويصيحون به أن يخرج إليهم : اخرج يامولانا أخرج يا مولانا ، ثم يرجعون بالخيبة والحرمان ، فهذا دأبهم ودأبه .
    المهدي عند اليهود : كذلك اليهود لهم المسيح المنتظر ، وله صفات في كتبهم .
    المهدي عند المهدية : يزعم مؤسسها محمد أحمد المهدي أنه المهدي المنتظر ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في اليقظة ومعه الخلفاء الراشدون والأقطاب والخضر وأمسك بيده وأجلسه على كرسيه وقال : أنت المهدي المنتظر ومن شك في مهديتك فقد كفر .
    المهدي عند البابية والبهائية : يعتقدون أن الباب والبهاء هما إلهان مرة ورسولان أخرى ومهديان ثالثة .





    خروج الدجال

    المسِيحُ: بفتح الميم وكسر السين المهملة المخففة وبالحاء وعليه جميع روايات البخاري ومسلم.
    وكلمة المسيح تطلق على الدجّال وتطلق على عيسى بن مريم عليه السلام.وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما بقوله في الدجال "مسيح الضلالة" فدل على أن عيسى "مسيح الهدى"
    فإذا أريد بها الدجال قُيّدت به فيقال "المسيح الدجال" فإذا أطلقت فقيل "المسيح" فهو عيسى بن مريم عليه السلام.
    وسُمّي الدجال مسيحاً إما لأنه ممسوح العين اليمنى طافئة لا شعاع فيها، ممسوح الحاجب الأيمن، أو لأنه يسيح في الأرض كلها.
    وكذلك عيسى بن مريم عليه السلام كان يسيح في الأرض أو لأنه كان يمسح ذوي العاهات بيده فيبرئهم الله( ).
    أما لفظ الدّجال: فبفتح أوله والتشديد من "الدّجل" وهو لغة التغطية، وذلك لأنه يغطي الحق بباطله.
    والمسيح الدجال ليس هو أول دجال ولكنه آخر الدجاجلة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالاً كذاباً"( ).
    تحقيق أن الدجال هو أول العلامات الكبرى للساعة:
    ظهور المسيح الدجال هو أول العلامات العشر الكبرى للساعة والتي ضمها حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم سنصدّر به الباب القادم بإذن الله تعالى وهو "علامات الساعة الكبرى".
    وقد ذهب قوم من أهل الأخيار إلى القول بأن طلوع الشمس من مغربها هو أولُ العلامات الكبرى مستندين في ذلك إلى الحديث الصحيح المروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: قال: "إن أول الآيات خروجاً طلوعُ الشمس من مغربها وخروج الدّابة على الناس ضحىً فأيتّهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً"
    قال الحافظ بن حجر: (إن مدة لُبث الدجّال إلى أن يقتله عيسى ثم لُبث عيسى وخروج يأجوج ومأجوج كل ذلك سابق على طلوع الشمس من المغرب، فالذي يترجّحُ من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض وينتهي ذلك بموت عيسى بن مريم، وأنّ طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة) اهـ.
    لابد أن يكون ظهور الدجال ونزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج علامات سابقة على طلوع الشمس من مغربها لأن عيسى سيعيش بعد مقتل الدجال وهلاك يأجوج ومأجوج سبع سنين كما جاء في صحيح مسلم أو أربعين سنة كما جاء في رواية صحيحة عند أبي داود عن أبي هريرة، ثم بعد ذلك تظهر أول العلامات التي تتابع بعدها باقي العلامات كأنها حبات عقد انقطع سلكه فانفرطت حباته أي توالت سراعاً. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خرزات منظومات في سلك فانقطع السلك فيتبع بعضها بعضاً"( ).
    الفصل الثاني
    وصف المسيح الدجال
    وصف المسيح الدجال
    - الدجال رجل من بني آدم يهودي ممسوخ الخلقة شيطاني النشأة والنزعة شيطاني الشكل والصورة. تحيط به الشياطين ويتبعه سبعون ألفاً من اليهود عليهم الطيالسة (الطرحة أو الغترة).
    - أما عن أبويه فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يمكث أبوا الدجال ثلاثين سنة لا يولد لهما ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيء وأقله منفعة، تنام عينه ولا ينام قلبه". ثم نعت أبويه فقال: (أبوه رجل طويل مضطرب اللحم طويل الأنف كأن أنفه منقار، وأمه امرأة فرضاخيّة عظيمة الثديين"( ).
    - وأما عن شكله وصورته فقد بينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بياناً شافياً كافياً، لا يدع معه شكاً ولا تردداً في التعرف عليهن ففيه علامات تظهر من بعدي

    وعلامات تظهر من قريب.
    - فإذا نظرت إليه قادماً من بعيد رأيت رجلاً قصيراً ضخم الجثة جداً، آدم (أسمر) أحمر (أدمته صافية قد احمرّت وجنته عظيم الرأس كأن رأسه أصلة( )، جعد الشعر قطط (شديد الجعودة) كأنه مضروب بالماء والرمل، جُفال جُفال، (حُبُك، حُبُك) ( ) كأن شعره أغصان شجرة( )، أفحج (تدانت صدور قدميه وتباعدت عقباها).
    - فإذا اقتربت منه رأيت شَبَهاً شيطانياً فشق وجهه الأيمن ممسوح لا عين فيه ولا حاجب، وعينه اليسرى متقدةٌ خضراء كأنها كوكب دري، كأنها زجاجة خضراء ناتئة (بارزة)، جاحظة متدلية على وجنته كأنها عنبة طافية أو نُخامة في جدار.
    فهو إذن أعور العينين، اليمنى ممسوحة طافئة لا شعاع فيها واليسرى ناتئة طافية جاحظة متدلية على وجنته( ).
    وكان يمكن أن يكتفى بهذا الوصف الدقيق ولكن الله جلّت قدرته شاء أن يستبين لنا أمره فلا يخفى طرفة عين فوصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغ وصف وبينه بياناً شافياً فقال صلى الله عليه وسلم: "مكتوب بين عينيه "كافر" تهجاها رسول الله: "ك. ف. ر" يقرؤها كل مؤمن قارئ وغير قارئ". ولأ أظنه يخفى بعد ذلك على أحد( ).
    بعض الأحاديث التي وردت بصفة الدجال:
    1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… فإذا هو رجلٌ جسيمٌ أحمرُ جعد الرأس أعورُ العين"( ).
    2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… إن المسيح الدجال رجلٌ قصير أفحج جعد أعور مطموس العين"( ).
    3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… إن رأس الدجال من ورائه حبك حبك"( ).
    4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… إن الدجال ممسوح العين اليسرى"( ).
    5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية"( ).
    6- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… ألا وإنّه أعور وإنّ ربكم ليس بأعور مكتوبٌ بين عينيه "كافر" يقرؤه كل مؤمن"( ) وفي رواية "مكتوب بين عينيه "ك. ف.ر." "( ).
    مكان الدجال (أين هو الآن)
    المسيح الدجال حي الآن يُرزق ولكنه محبوس إلى أجل مُسمّى في دَيْرٍ بجزيرة. أين هذا الدير؟ ومن الذي حبس الدجال؟ وهل الدجال هو ابن الصياد اليهودي؟
    نورد أولاً حديث (قصة الجسّاسة) الذي يرويه مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس قالت: سمعت مُنادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينادي الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله" فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله" صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: ليلزم كل إنسان مصلاة ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأنّ تميماً الدّاري كان رجلاً نصرانياً فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال. حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهراً في البحر ثم أرفؤا ألى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلبٌ كثير الشعر لا يدرون ما قُبُله من دُبُره من كثرة الشعر فقالوا ويلك ما أنت فقالت: أنا الجسّاسة قالوا: وما الجساسة: قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنّه إلى خبركم بالأشواق. قال لما سمّت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة. قال فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان خلقاً وأشده وثاقاٌ مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم قالوا: نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهراً ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابةٌ أهلب كثير الشعر لا يدرى ما قُبُله من دُبُره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنتِ فقالت أنا الجسّاسة قلنا وما الجسّاسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعاً وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة. فقال: أخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر؟ قال أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا: نعم قال أما إنه يوشك أن لا يثمر. قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية؟ قلنا عن أي شأنها تستخبر قال: هل فيها ماء: قالوا: هي كثيرة الماء. قال: أما إنّ ماءها يوشك أن يذهب. قال أخبروني عن عين زغر. قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها قال: أخبروني عن نبي الأميّين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا نعم قال أما إن ذاك خيرٌ لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان عليّ كلتاهما كُلما أردت أن أدخل واحدة أو واحداً منها استقبلني ملكٌ بيده السيف صلتاً يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها قالت: قال رسول الله": وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة. ألا هل كنت حدثتكم ذلك فقال الناس فقال الناس: نعم فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبلا لمشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق. قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"( ).
    أولاً: هل الدجال الذي رآه تميم الداري هو ابن صياد اليهودي؟
    ابن صياد هذا غلام يهودي كان يسكن المدينة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيه صفات المسيح الدجال وكان كاهناً ودجالاً من الدجاجلة واشتبه أمره على الصحابة بل على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يوح إليه فيه شيء.
    قال النووي: (قال العلماء: قصة ابن صياد مُشكلةٌ وأمره مشتبه لكن لا شك أنه دجّال من الدجاجلة، والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوح إليه في أمره بشيء، بل قال لعمر لما أراد قتله: "لا خير لك في قتله"( ).
    ولذلك نحن نتوقف في هذه المسألة ونكِلُ علم ذلك إلى الله تعالى ونقول أنه من العلم الذي لا يضر الجهل به فهو لا ينبني عليه عمل.
    وعلى أي تقدير أو احتمال أن يكون الدجال هو ابن صياد أو غيره، فإن الدجال محبوس الآن في مكانه.
    ثانياً: من الذي حبسه؟
    قيل الذي حبسه الملائكة وقيل سليمان عليه السلام وليس معنا دليل صحيح نعتمد عليه في ذلك، المهم أنه قد حبس بدير، قد أُحكم وثاقه وشددت أغلاله إلى أن يأتي الوعد الموعود.
    ثالثاً: أين مكان الدير المحبوس فيه؟
    هو من قِبَلِ المشرق جزماً، في إقليم "خراسان" تحديداً من قرية "يهودية أصبهان". (أي على الحدود الروسية الإيرانية اليوم) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان"( ). وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة"( ).
    ولن نعلق على حديث "قصة الجساسة" فهو واضح ولكن نأخذ منه:
    1- أن الدجال موجود الآن حيٌ منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم: وأنه موثق وثاقاً شديداً.
    2- وإن كان مكانه معروفاً جزماً فإنه لا يستطيع أحد أن يصل إليه أو يطلق سراحه لأن له وقتاً مقدراً قد كتبه الله فلا يتقدم عنه ساعة ولا يتأخر.
    3- أن خروج الدجال سيسبقه علامات يعرفها هو، منها جفاف بحيرة الطبريّة ونخل بيسان وغيرهما كما سنبينه إن شاء الله تعالى.
    4- أن المعقل من الدجال مكة والمدينة فهما محرمتان عليه أن يدخلهما وكذلك بيت المقدس كما جاء في آثار أخرى.
    5- كانت رؤية الدجال وحديثه مع تميم الداري سبباً في إسلامه رضي الله عنه.

    الفصل الرابع
    موعد خروج الدجال وسببه وعلامته
    موعد خروج الدجال وسببه وعلامته
    جعل الله تعالى فكَّ قيود الدجال وخروجه من سجنه علامة على قرب نهاية الدنيا فهو أول العلامات الكبرى ظهوراً، وجعل الله جل وعلا لخروجه سبباً وعلامة وموعداً.
    أولاً: سبب خروج الدجال:
    يخرج الدجال اللعين من غضبة يغضبها، وقد جاء ذلك في أثر صحيح عن حفصة أم المؤمنين قالت: (إنما يخرج الدجّال من غضبة يغضبها) ( ).
    وهي غضبة لم تكن لتفك قيوده وتطلقه من حبسه وإلا فهو غضبان منذ أن قيد وحبس في هذا الدير ولذلك جاء في بعض روايات حديث الجسّاسة السابق: (فزفر ثلاث زفرات) ( ). فتلك الغضبة ما هي إلا علامة جعلها الله سبباً لخروجه، كما جعل سبب خروج يأجوج ومأجوج أن يقولوا للسد الذي حبسهم بداخله ذو القرنين "غداً نفتحه إن شاء الله" فيلهموا أن يقولوا إن شاء الله فيكون ذلك سبباً لخروجهم.
    ثانياً: موعد خروجه:
    يخرج الدجال كما قدمنا بعد فتح المسلمين القسطنطينية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال"( ).
    فخروج الدجال يكون بعد ظهور المهدي وخوضه بعض الحروب في الجزيرة العربية وفارس والروم والقسطنطينية والتي ستستغرق بضعة أشهر كما بينا في الباب الثالث.
    ثالثاً: علامة خروج الدجال:
    ستكون أحداث تسبق خروج الدجال وتكون علامة على خروج هذا اللعين:
    1) تقع معركة (هرمجدون) ويكون على إثرها جفاف نهر ال%

  5. #5
    عضو جديد الصورة الرمزية تلميذه حبك
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    23

    افتراضي

    وهذااا تقرير ثاني لو تريدين




    أعظم فتنة تمر بالبشر

    روى مسلم عن حميد بنهلال عن رهط منهم أبو الدهماء وأبوقتادة؛ قالوا: كنا نمر على هشام بن عامر، نأتيعمران بن حصين، فقال ذات يوم: إنكم لتجاوزون إلى رجال ماكانوا بأحضر لرسول الله (ص) مني، ولا اعلم بحديثه مني، سمعت رسول الله (ص) يقول: ما بين خلق آدم إلى قيامالساعة خلق أكبر من الدجال

    علامات خروجه

    أ- قلة العرب : روى أحمدومسلم والترميذي عن أم شريك: أنها سمعت النبي (ص) يقول: ليفرن الناس من الدجال فيالجبال . قالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: هم قليل

    ب_ الملحمة وفتح القسطنطينية: روى أحمد وأبو داود عن معاذ: أن رسول الله (ص) قال: عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتحالقسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال

    ج_ الفتوحات: روى أحمد ومسلموابن ماجة عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتيبة رضي الله عنهما؛ قال: كنا مع الرسول (ص) في غزوة. قال: فأتى النبي (ص) قومٌ من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف، فوافقوهعند أكمةٍ، فإنهم لقيام ورسول الله(ص) قاعد. قال: فقلت لي نفسي : ائتهم، فقم بينهموبينه لا يغتالونه. قال: ثم قلت: لعله نجي معهم، فأتيهم، فقمت بينهم وبينه. قال: فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي. قال: تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله عز وجل،ثم فارس، فيفتحها الله عز وجل، ثم تغزون الروم، فيفتحها الله، ثم تغزون الدجالفيفتحه الله

    د- انحباس القطر والنبات: ستكون بين يدي الدجال ثلاث سنواتعجاف، يلقى الناس فيها شدة وكرباً؛ فلا مطر، ولا نبات، يفزع الناس فيها للتسبيحوالتحميد والتهليل، حتى يجزئ عنهم بدل الطعام والشراب، فبينما هم كذلك؛ إذ تناهىلأسماعهم أن إلهاً ظهر ومعه جبال الخبز وأنهار الماء، فمن أعترف به رباً؛ أطعمهوسقاه، ومن كذبه؛ منعه الطعام والشراب، فالمعصوم عندها من عصمه الله، وتذكر لحظتهاوصايا المصطفى(ص): لن تروا ربكم حتى تموتوا، وأنتم ترون هذا الأفاك الدجال ولمتموتوا بعد.

    مكان خروجه

    روى أحمد والترميذي والحاكم وابن ماجة عنأبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ قال: حدثنا رسول الله(ص)، فقال:" إن الدجال يخرج منأرض بالمشرق، يقال لها: خرسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المُطرقة ". وأولظهور أمره واشتهاره والله أعلم يكون بين الشام والعراق؛ ففي رواية مسلم عن نواس بنسمعان: " إنه خارج خلة بين الشام والعراق "

    أتباعه

    أ- اليهود: روىأحمد ومسلم عن أنس بن مالك: أن الرسول الله(ص) قال: يتبع الدجال من يهود أصبهانسبعون ألفاً، عليهم الطيالسة

    ب- الكفار والمنافقين: روى الشيخان والنسائيعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله(ص): ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال؛إلا مكة والمدينة، وليس نُقب من أنقابها إلا عليها الملائكة حافين تحرسها، فينزلبالسبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، يخرج إليه منها كل كافر ومنافق

    ج_ جهلة الأعراب: ودليل ذلك ما رواه ابن ماجه وابن خزيمة والحاكم والضياءعن أبي أمامة، وفيه: ". . . وإن من الفتنه أن يقول اللأعرابي: أرأيت إن يبعث لكأباك وأمك؛ أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم. فيمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه،فيقولان: يابني! اتبعه؛ فإنه ربك "

    د- من وجوههم كالمجان المطرقة، ولعلهمالترك: عن أحمد والترمذي والحاكم وابن ماجه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه:" إنالدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خرسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة "

    هلاكه

    أ- في بلاد الشام حرسها الله: روى أحمد ومسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله (ص) قال: يأتي المسيح من قبل المشرق، وهمته المدينة، حتى ينزل دُبُرأحد، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام، وهناك يهلك

    ب- قاتله هو عيسى بن مريمعليهما السلام: روى الترمذي عن مجمع بن جارية الأنصاري؛ قال:" سمعت رسول الله (ص) يقول: يقتل ابن مريم الدجال بباب لد " ولن يسلط عليه احد إلا عيسى بن مريم عليهالسلام

    صفاته الخلقية

    أ- أعور العين أو العينين: روى الشيخان عنعبدالله بن عمر رضي الله عنهما؛ قال : قال رسول الله (ص): إن الله لا يخفي عليكم،إن الله تعلى ليس بأعور، وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية

    ب- مكتوب بين عينيه كافر : روى الشيخان عن أنس؛ قال: قال رسول الله(ص) : مامن نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، ومكتوب بينعينيه ( ك ف ر )

    د- قصير، أفحج، جعد، أعور، عينه ليست بناتئة ولا جحراء: روى أحمد وأبو داود عن عبادة بن الصامت عن رسول الله (ص) قال: إني حدثتكم عن الدجالحتى خشيت أن لا تعقلوا أن المسيح الدجال: قصير، افحج، جعد، أعور، مطموس العين، ليستبنائتة ولا جحراء، فإن ألبس عليكم؛ فاعلموا أن ربكم ليس بأعور، وأنكم لن تروا ربكمحتى تموتوا

    ه_ هجان، أزهر، كأن رأسه أصلة: روى أحمد وابن حبان عن ابن عباس: أن رسول الله (ص) قال: الدجال: أعور، هجان، أزهر ( وفي رواية أقمر )؛ كأن رأسهأصلة، أشبه الناس بعبدالعزى بن قطن، فإما هلك الهلك؛ فإن ربكم تعالى ليس بأعور





    يأجوج ومأجوج

    الفتن تتوالى، وما أن يخرج المسلمونمن فتنه ويحمدوا الله على الخلاص منها؛ إذا هم بفتنة جديدة لا تقل خطراً عنسابقتها. فها هم قد انتهوا من الدجال، وقد قتله الله على يدي عيسى بن مريم عليهالسلام، وقد أحاط بعيسى عليه السلام قومٌ وهو يحدثهم عن درجاتهم في الجنة، وقدعصمهم الله من الفتنة الدجال، وقد ابلغنا رسول الله(ص) : أن من نجا من فتنته؛ فقدنجا. وفجأة يطلب إليهم عيسى بوحي من السماء أن يحصنوا أنفسهم بالطور؛ فقد أخرج اللهعباداً لا قبل لأحدهم بقتالهم، وهم يأجوج ومأجوج. ولا تقل فتنتهم عن فتنة الدجالالذي يدعي الألوهية، وهم يدعون قدرتهم على قتل من في السماء تعالى الله عن قولهمعلواً كبيراً

    من البشر من ذرية آدم

    يأجوج ومأجوج من البشر من ذريةآدم؛ خلافاً لمن قال غير ذلك، وذلك لما روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري- واللفظللبخاري-؛ قال: قال النبي (ص): يقول الله عزوجل يوم القيامة: ياآدم! فيقول: لبيكربنا وسعديك، فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار قال: يارب! وما بعث النار؟ قال: من كل ألف- أراه قال- تسع مئة وتسعة وتسعين؛ فحينئذ تضعالحامل حملها، ويشيب الوليد، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد،فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم، فقال النبي(ص) : من يأجوج ومأجوج تسع مئةوتسعة وتسعين ومنكم واحد، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض،أو كشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل أهل الجنة،

    يخرجون على الناس بمشيئة الله تعالى

    روى أحمد وأبو داود والحاكموابن حبان عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله (ص): إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم،حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس؛ قال الذي عليهم: ارجعوا؛ فسنحفرُه غداً، فيعيدهالله أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس؛ حفرو، حتىإذا كادوا يرون شعاع الشمس؛ قال الذي عليهم: ارجعوا؛ فستحفرونه غداً إن شاء اللهتعالى، واستثنوا، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه، ويخرجون على الناس،فينشفون الماء، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجععليها الدم الذي أجفظ فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء، فيبعث اللهنغفاً في أقفائهم فيقتلهم بها

    كيف يقتلهم الله عز وجل

    يرسل عليهمالنغف، فيأخذ بأعناقهم، فيموتون موت الجراد، يركب بعضهم بعضاً

    الدواب ترعيلحومهم وتسمن عليها

    ففي حديث أبي سعيد الخدري وفيه: . . . فيحرج الناس،ويُخلون سبيل مواشيهم، فما يكون لهم رعيٌ إلا لحومهم، فتشكر عليها كأحسن ما شكرتعلى نبات قط

    مقتلهم عند جبل بيت المقدس

    ففي حديث النواس بن سمعانوفيه: . . . ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل بيت المقدس . . . .

    أسلحتهم وقود للمسلمين

    روى ابن ماجه والترمذي نحوه عن النواس: سيوقدالمسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين

    المطر الغزيرلإزالة آثارهم

    ففي حديث النواس، وفيه: . . . ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابهالأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر؛ إلا ملأه زهمُهم ونتنهم(دسمهم ورائحتهمالكريهة)، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيراً كأعناق البخت( نوع من الجمال)، فتحملهم، فتطرحهم حيث يشاء الله، ثم يرسل الله مطراً لا يُكن منهبيت مدر(هو الطين الصلب) ولا وبر، فيغسل الأرض، حتى يجعلها كالزلفة(المرآة فيصفائها ونظافتها)

    طيب العيش وبركته بعد الخلاص منهم

    ففي حديثالنواس، وفيه: . . . ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك؛ فيومئذ تأكل العصابةمن الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل(اللبن)، حتى إن اللقحة(قريبة العهدبالولادة) من الإبل لتكفي الفئام( الجماعة الكثيرة) من الناس، واللقحة من البقرلتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ(الجماعة من الأقارب) منالناس





    دابة الأرض

    ما إن يفوق الناس من هول فتنة أوآية إلا وهم يفاجؤون بما هو أمر وأدهى: قُتل الدجال، فتنفسوا الصعداء، فإذا بنبأعظيم يأجوج ومأجوج، فخلصهم الله من شرهم. وإن كان ما سبق من آيات معتاداً لهم؛ فقدبأتي زمن ما هو غير معتاد: دابة تخرج من الأرض؛ تكلم الناس، وتسمهم على خراطيمهم؛لقد أصبحت الساعة قريباً جداً منهم؛ فقد بدأ أيضاً في هذا الوقت تغير العالم العلويبطلوع الشمس من مغربها. هذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس وتركهم أوامرالله وتبديلهم الدين الحق، يُخرج الله لهم دابة من الأرض- قيل: من مكة-، فتكلمالناس

    الإيمان عند خروجها لا ينفع

    والدابة أحد ثلاث آيات لا ينفعالإيمان عند معاينتها، بل ينفع الإيمان من أدركته واحدةً من الثلاث مؤمناً عاملاً. روى مسلم والترمذي عن أبي هريرة؛ قال : قال رسول الله (ص) : ثلاث إذا خرجن لا ينفعنفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبلُ أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس منمغربها، والدجال، ودابة الأرض

    وقت خروجها

    تخرج الدابة عل الناس ضحىوفي وقت طلوع الشمس من مغربها، وأيهما كانت قبل الأخرى؛ فالأخرى في أثرها قريباً

    وسمها للناس على خراطيمهم

    روى أحمد والبخاري وغيرهما عن أبي أمامةيرفعه للنبي (ص)؛ قال: " تخرج الدابة، فتسم الناس على خراطيمهم، ثم يعمرن فيكم، حتىيشتري الرجل الدابة، فيقال: ممن اشتريت، فيقول: من رجل المخاطم ". وأما طبيعة هذاالوسم، وكيف يكون؛ فلا أعلم بذلك حديثاً صحيحاً.





    الخسفوالمسخ والقذف

    الخسف والمسخ والقذف كائن في هذه الأمة

    روى ابن ماجهعن سهل بن سعد: أن رسول الله (ص) قال: يكون في آخر الزمان الخسف والقذف والمسخ

    متى يكون وفيمن يكون

    أ- عند ظهور الخبث: روى الترمذي عن عائشة؛قالت: قال رسول الله(ص): يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذفٌ. قالت: يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم؛ إذا كثر الخبث

    ب_ عند ظهور المعازفوالقينات واستحلال الخمور وشربها: روى ابن ماجه وابن حبان والطبراني والبيهقي عنأبي مالك الأشعري: أنه سمع رسول الله (ص) يقول: ليشربن أناس من أمتي الخمر ويسمونهابغير اسمها، ويُضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعلُمنهم قردة وخنازير

    ج_ عند ترك قضاء حوائج الناس لأجل اللهو وشرب الخمر: روىالبخاري وأبو داود عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري: سمع النبي (ص) يقول: ليكونن منأمتي أقوامٌ يستحلون الحر(الفرج والمراد: الزنا) والحرير والخمر والمعازف،ولينزلنأقوام إلى جنب العلم(الجبل العالي) يروح عليهم ( هو الراعي) بسارحة(هي الماشي التيتسرح بالغداة لرعيها) لهم، يأتيهم- يعني: الفقير- لحاجه، قيقولوا: ارجع إلينا غداً،فيبيتهم(يهلكهم ليلاً) الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرون قردة وخنازير إلى يوم القيامة

    هـ- فيمن يصر على مسابقة الإمام في الركوع والسجود: روى الشيخان وأصحابالسنن عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال محمد(ص): أما يخشى الذي يرفع رأسه قبلالإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار

    التحذير من سكن البصرة

    روى أبوداود عن أنس: أن رسول الله (ص) قال: يا أنس! إن الناس يُمصرون(يفتحون) أمصاراً، وإنمصراً منها يُقال لها البصرة أو البصيرة، فإن مررت بها أو دخلتها؛ فإياك وسباخهاوكلاءها وسوقها وباب أمرائها، وعليك بضواحيها؛ فإنه يكون بها خسف وقذفورجف(الزلازل) وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير

    الخسف بالجيش الذي يغزوالكعبة

    روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: قال رسول الله (ص): يغزوجيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض؛ يخسف بأولهم وآخرهم. قلت: يا رسول الله! كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: يُخسفُ بأولهم وآخرهم،ثميبعثون على نياتهم







    خروج النار

    النارناران

    أ- نار خرجت وانتهت، وهي التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى: روى الشيخانعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله (ص) قال: لا تقوم الساعة حتى تخرج نارٌ منأرض الحجاز تضيء أعناق الإبل

    ب- نارٌ لم تخرج بعد، وهي آخر الأشراط فيالحياة الدنيا وأول أشراط الآخرة: روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسولالله (ص) قال: يحشرُ الناس على ثلاث طرائق راغبين وراهبين، واثنان على بعير، وثلاثةعلى بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير،ويحشر بقيتهم النار؛ تقيل معهم حيثقالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا





    الريح التي تقبض أرواح المؤمنين

    من أين تُبعث هذهالريح

    روى مسلم والحاكم وغيرهما عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله (ص): إنالله تعالى يبعث ريحاً من اليمن ألين من الحرير؛ فلا تدع أحداً في قلبه مثقال حبهمن إيمان إلا قبضته

    لا يمنع من هذا الريح شيء

    ففي حديث عبدالله بنعمرو: . . . حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل؛ لدخلته عليه؛ حتى تقبضه

    كيفتقبضهم الريح

    ففي حديث النواس بن سمعان: . . . فبينما هم كذلك؛ إذ بعث اللهريحاً طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم

    صفات هذهالريح

    ففي حديث مسلم عند عبدالله بن عمرو: . . . ثم يبعث الله ربحاً كربحالمسك، مسها مس الحرير، فلا تترك نفساً في قلبه مثقال حبةٍ من إيمان؛ إلا قبضته





    تخريب الكعبة

    صاحبها ذو السويقتين(له ساقاندقيقان) من الحبشة

    روى الشيخان والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله(ص) : يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة

    صفاته

    أسودأفحج

    هلكة العرب باستحلالهم للبيت، وتخربه الحبشة، فلا يعمرأبداً

    روى أحمد عن أبي هريرة: أن رسول الله(ص) قال: يبايع لرجل ما بين الركنوالمقام، ولن تستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه؛ فلا يُسأل عن هلكة العرب، ثمتأتي الحبشة، يخربونه خراباً لا يعمر بعده أبداً، وهم الذين يستخرجونكنزه.

  6. #6
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    الاماارت
    المشاركات
    15

    افتراضي

    السلاام عليييكم ..

    مررحباا ختيه ربي لاهااانج ع المعلوماات ..


    مم ..

    بسس بغيييت المصاادرر ..

    يعني انت مااعندج مصادر ..

    لانه المسس تبااهن مع المصاادر والكتب ..

    وله هوه حلوو ويشمل كل شي ..

    بسس ع العمووم ..

    تسلميين ويزاااج الله خييييييييييييير ..... ,,


    ووبيفيدني ان شاااءلله ..

    بسس بغييت اعرف مصادر وكتب هالمعلوماات اذاا عندج ؟؟

    والسموحه

  7. #7
    عضو نشيط الصورة الرمزية xxmaryo0omhxx
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    فــ دار زايد ــي
    المشاركات
    185

    افتراضي

    مي تو
    اريد المصادر والمراجع ...

    الله يخليكم بسرعه ...

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •