( 7 )


وقف حسام الطالب في الصف الثاني عشر أمام مدير المدرسة

طلب منه المدير أن يفتح الرمز السري للهاتف حتى يفتشه أمامه

بكل ثقة تقدم الطالب وفتح رمز الهاتف ثم أرجعه إلى المدير

سأله المدير : هل يحوي هاتفك أية صور خاصة يا حسام ؟

أجاب بالنفي

ثم سأله ثانية : وهل فيه ألغام ؟ ( يقصد صور وأفلام خليعة )

ابتسم حسام بكل ثقة وقال مستحيل يا أستاذ ، أنا لا أتعاطى مع مثل هذه الأمور


كان المدير يعرف خبايا هواتف الشباب وكيف وأين يخبئون البلاوي فخبرته مع الشباب طويلة ويعرف مداخلهم ومخارجهم


لذا ابتسم وهو ينظر بعينين من فوق النظارة إلى حسام وهو يقول : سنرى يا حسام


كانت وقفة حسام وكلامه تدلان على الثقة الزائدة ، ولكن المدير يعرف أن حسام ليس بالطالب النظيف

فهو يتيم ولا تستطيع والدته السيطرة عليه ، لذا جنح قليلاً عن الطريق السوي ولم تنفع معه جميع وسائل التوجيه والتهديد والطرد والعقاب

لذا قال له بكل بحزم : هل تدري يا حسام ماذا سأفعل بك إذا رأيت في هاتفك ألغام ؟

سكت حسام وارتدت بسمته في وجهه إلى كآبة فجأة فهو يعرف شدة المدير وحزمه في وقت الجد


بحث المدير في الهاتف بطريقة جعلت حسام يبلع ريقه وهو ينظر إلى خفة أصابع المدير وهي تنتقل بسرعة إلى حيث الملف الذي يحوي البلاوي


ثم فتح المدير الملف فإذا به أمام بلوتوثات خليعة ورسائل حب
الحب 1 والحب 2 والحب3 والحب4

سأله : هل الحب 1و2و3و4 حبيباتك يا حسام ؟!

اهتز حسام من داخله وقد شعر أن المدير قد وصل إلى الملف المخفي بكل سهولة ويسر وانكشف سره

أخذ جسده النحيل يرتجف بأكمله ويتصبب عرقاً


هل هن حبيباتك يا حسام ؟ قال المدير بصوت قوي اهتز بها حسام وكاد أن يغشي عليه من الخوف


- نعم يا أستاذ

- وكم قلباً عندك لكي تحب كل هؤلاء ؟

- أنا ألعب بهن يا أستاذ وألهو فقط

- هل تنوي أن تتزوج بإحداهن في المستقبل ؟

- وهل أنا مجنون يا أستاذ ؟!

- هل عندك أخوات يا حسام ؟

- نعم يا أستاذ !

- دقة بدقة يا حسام وإن زدت زاد السقا

- لم أفهم يا أستاذ ؟

- يعني البر لايبلى والذنب لا ينسى والديان لايموت أفعل ما شئت كما تدين تدان ، اتق الله يا حسام : من يزنـي بإمـراةٍ بألفـي درهـمٍ في بيتـه يُزنى بغيـر الدرهــم ..


- ولكنني أهاتفهن فقط

- وهل ترضى أن يهاتف أحد الشباب أختك ؟

- تصبب حسام عرقاً وهو ينظر إلى الأرض

- وما هذه الأفلام الخليعة يا حسام ؟

تيقن حسام أنه لامحال مطرود من المدرسة نهائياً فهذه الأفلام دليل إدانة قوية
ولن يتركه المدير حتى يطرده شر طردة فهو يعلم شدته وحزمه في مثل هذه الأمور ، وكاد قلبه يقع على الأرض وهو يفكر في هذا الهاجس وهذه المصيبة التي ألمت به فجأة وهو في السنة الأخيرة من دراسته .


- إن الله يمهل ولا يهمل ، وها قد وقعت في يدي يا حسام
قالها المدير بحزم مما ضاعف من أحزان حسام وزاد ارتجاف قلبه ، وكان خوفه وارتعاش جسده بالكامل واضحاً للعيان


حذف المدير جميع الأفلام والرسائل وفاجأ حسام بقوله :

خذ يا حسام هاتفك وأنا سامحتك وعفوت عنك ولكن تذكر ألا تجعل الله أهون الناظرين إليك
وتذكر يوم الوقوف أمامه
وتذكر أن كثيرون ماتوا وهم في وضع مشاهدة هذه الخبائث ، فلربما زارك ملك الموت وأنت تستمتع بالنظر إلى هذه الصور والأفلام فتكون سوء خاتمتك ..


كانت ردة فعل المدير مفاجأة غير متوقعة من حسام إطلاقاً

كان حسام ينتظر الطرد أو الفصل من المدرسة ، ولكن أن يعفو عنه بهذه السهولة فهذه لم تكن في حسبان حسام نهائياً

لذا سقطت دمعات حارة من عينيه وأخذ يبكي بقوة ثم انطلق إلى المدير وأخذ رأسه وقبله

ثم قال وهو يبكي : أعاهد الله وأعاهدك ألا أعود لمثل هذا أبداً