( 4 )
( عندما بكي المدير )
مديرنا رجل طيب جداً وإداري بالفطرة
يهابه الطلاب والمعلمون حباً فيه وليس خوفاً منه
أحد الطلاب قل أدبه مع أحد المعلمين كبار السن والذي كان في سنته الأخيرة في المدرسة
وقف خلف المعلم وأشار بيده بطريقة مضحكة على المعلم فشاهده المعلم وضربه بيده على يده بقوة
هذا الطالب كان معروفاً بين طلاب صفه بالمشاكسة والشراسة وهو في الصف الثامن في حين أنه يجب أن يكون في الصف العاشر مع زملائه الذين نجحوا سابقاً
ولكنه يومها يبدو أن ضربة المعلم كانت قوية فأثرت على يده فأمسك يده وأخذ يتألم
لم يصدقه أحد حتى زملاؤه ظنوه يمثل وإن ألمه مجرد تمثيلية للخروج من المدرسة
أرسله المعلم إلى الإدارة وهناك أخذ من الكلام الساخن واللوم والعتاب من الأخصائي على فعلته تلك مع المعلم
ومن ثم أخذوه إلى المدير ولم يحكوا له أن المعلم ضربه فقط حكوا له أنه فعل كذا وكذا بالمعلم ، فأخذ كلمتين من المدير فدمعت عينا الطالب ...
عندما دمعت عيناه شعر المدير بتأنيب الضمير ، لأنه يعرف شراسة هذا الطالب وأنه لن يبكي هكذا لمجرد العتاب
وشعر أنه ربما تعرض لظلم ما
لذا سأله عن يده ولماذا يمسكها فقص له الطالب القصة
فأمر المدير أن يرسلوه سريعاً إلى العيادة ليتأكدوا من وضع يده
مع إن أغلب الحاضرين رؤوا أنه يكذب ويمثل إلا أن المدير اصر على موقفه
عاد الطالب بعد ساعة بيد وضعها في الجبس وتقرير بكسر ساعده
عندما قرأ المدير التقرير أخذ الطالب في حضنه كأروع ما يكون الأب وأخذ يقبل رأسه
وعندما إلتفت إلى الخلف وكنت واقفاً خلفه شاهدت دمعتين تسقطان من عينيه حاول إخفاءهما سريعاً " بغترته "
ولكنها تركت أثراً عميقاً في نفسي ونفس الطالب المضروب
كان موقف عائلة الطالب موقفاً جداً عظيماً عندما علمت بكسر يد ولدها
أثبتت هذه العائلة عظمة أخلاق العائلة الإماراتية
بل هم من جاؤوا واعتذروا للمعلم
سبحان الله لقد تغير الولد إلى الأحسن