ثرثرة ( 1 )
صبــــــاح الخير

====

إنها تمام الخامسة فجراً ، ها هو منبه الهاتف يرن قوياً مدوياً يكاد لإزعاجه يهز أركان الغرفة ، لكن لا مشكلة فمريم جافاها النوم هذه الليلة ـ وامتد هذا الجفاء إلى هذه اللحظة ، ها هي اناملها تبحث عن الهاتف بتثاقل لتخرس وقع ازعاجه ، قائلة : ( الحمدلله على الأقل ما تأخرت على صلاة الفجر ، رب ضارة نافعة ) ، وهاهي وبعد دقائق قضتها مع أذكار الصباح تفتح أبواب خزائنها على مصراعيها لتختار ماذا عساها تلبس اليوم محاولة قتل ملل ليلة طويلة من الأرق ....

7:15 : صديقة ثرثرتنا مريم تقبع داخل سيارتها السوداء الصغيرة ، في أحد المواقف العامة ، وعينيها تطالع أرجاء المكان الخاوي باحثة عن زميلاتها من مدرسة أخرى و اللواتي اتفقن معها على هذا الموعد في هذا المكان تحديداً .......!!!! لكن لا فائدة ( ياربي ليش تأخروا ) ؟! ( مب مشكلة أصبح على اخواني واهلي وصديقاتي باللستة ) .. ومازال الوضع مستمراً
===

7:40 مريم : ألو ، السلام عليكم عائشة أين انتم ، أنتظركن منذ مدة ! انا بالسيارة
عائشة: نعم نعم ، لكن الباص غير موجود ، و بقية الزميلات لم يحضرن بعد انتظري قليلاً .
مريم : طيب بانتظاركن .

7:50 يالهي كم أود أن أنام


8:00 فاطمة ( زميلة مريم في المدرسة ) : مريم أين انتن ؟ هل اقتربتن من الوصول ؟
مريم : لالا.. لم ننطلق بعد !!!
فاطمة : ماذا ؟؟ يفترض أن نبدأ العمل بعد قليل ، أين انت ؟؟
مريم : انا بالسيارة ، انتظرهن ، سيأتين من مدرستهن بالباص ، انا بطريقهن ، افترضت اننا نكسب وقت بهذا الشكل ، تعلمين أن هذه المدرسة أقرب لي من مدرستي الأصلية !!
فاطمة : أعانك الله ، بانتظارك .


8:15 : مريم : السلام عليكم ، عائشة أين أنتن ، هل أمر عليكن بالمدرسة ؟ سئمت من الانتظار ؟؟
عائشة : لالا نحن بالطريق سننطلق الآن ونصلك بغضون دقائق ( اصبري شوي مب مشكلة ) .
مريم : ان شاء الله .

8:40 تصل الحافلة !!! أخيراً لكن لماذا هي كبيرة الامر لايستحق .. لكن لامشكلة المهم انها وصلت

تصعد مريم الحافلة وتسلم على الجميع

عائشة : مريم تخيلي ، مكيف الحافلة لا يعمل !
مريم : ماذا ولكننا سنحتاج إلى 40 دقيقة تقريباً للوصول ( والدنيا صيف ) .
عائشة وهي تضحك ( بقهر ) : تقصدين ساعة ، ( باص حبيبتي هذا ) .

وتمضي الحافلة ........

9:55 دقيقة .. الحمدلله وصلنــــا ( فرحة طفولية عارمة )
مريم تكلم نفسها : ( الحمدلله بنفتك من الحر ) !!!

يصل الجميع إلى قاعة التصحيح التي سبقتهن اليها اخريات وبدأ العمل فعلياً !!! نعم انها امتحانات الثانوية العامة


فاطمة : أهلا مريم الحمدلله على السلامة ..
مريم : سلمك الله حبيبتي ، ماشاء الله وزعتن الأسئلة وبدأتن العمل .
فاطمة : نعم نعم ..
مريم : : هيا إذا لكن كم ظرفاً ينتظرنا ؟؟
فاطمة : 37 ظرف ، كل ظرف يحوي 25 ورقة امتحانية .
مريم : ماشاء الله ( تكلم نفسها : كل هذا وانا ادرس 20 طالبة لا غير ؟ لكن لا مشكلة كله شغل الحمدلله ) .

===

مريم تبدأ العمل بكل نشاط .

بعد خمس دقائق :

مريم : يا جماعة ( مب جنه حر استوى )

الجميع بصوت واحد : ( هيه مكيفات هالقاعة خربانة ما تشتغل.. توج تلاحظين ؟! )
تمت