علامات الساعة الكبرى
معاهدة الروم

في البداية يكون المسلمين في حلف (معاهدة) مع الروم نقاتل عدو من ورائنا ونغلبه وبعدها يصدر غدر من أهل الروم ويكون قتال بين المسلمين والروم . في هذه الأيام تكون الأرض قد ملئت بالظلم والجور والعدوان ويبعث الله تعالى رجل إلى الأرض من آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم (يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : أسمه كاسمي وأسم أبيه كاسم أبي , يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً(


خروج المهدي


المهدي المنتظر
المهدي المنتظر عند أهل السنة والجماعة يخرج في آخر الزمان من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، يؤيده الله بالدين ، يملك سبع سنين ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، تنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط ، تخرج الأرض نباتها وتمطر السماء قطرها ويعطى المال بلا عدد .
اسمه كاسم الرسول صلى الله عليه وسلم ، واسم أبيه كاسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون اسمه : محمد بن عبد الله .
وهو من ذرية فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهم .
صفته كما في الأحاديث : أجلى الجبهة (أي خفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين والذي انحسر الشعر عن جبهته) ، وأقنى الأنف (أي طول ورقة أرنبته مع حدب وسطه) .
يخرج المهدي من قبل المشرق ، فقد جاء في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ، ثم لا يصير إلى واحد منهم ، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ، ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال : فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فإنه خليفة الله المهدي) [رواه ابن ماجه والحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، وقال ابن كثير : هذا إسناد قوي صحيح ، وقال الألباني : الحديث صحيح دون قوله : فإن فيها خليفة الله المهدي] .
قال ابن كثير : "والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة ، يقتتل عنده ليأخذوه ثلاثة من أولاد الخلفاء ، حتى يكون آخر الزمان فيخرج المهدي" أهـ .
وقد دلت السنة المطهرة على ظهوره ، فمن الأحاديث : عن أبي سعيد بن الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (يخرج آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعاً أو ثمانياً ـ يعني حججاً ـ ) [رواه الحاكم وقال : حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وقال الألباني : هذا سند صحيح رجاله ثقات] .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف بين الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحاً ، فقال له رجل : ما صحاحاً ؟ قال : بالسوية بين الناس ، قال : ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى ويسعهم عدله حتى يأمر منادياً فيقول : من له في مال حاجة ؟ فما يقوم من الناس إلا رجل ، فيقول : ائت السدان ـ يعني الخازن ـ فقل له إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً ، فيقول له : احث حتى إذا حجره وأبرزه ندم فيقول : كنت أجشع أمة محمد صلى الله عليه وسلم نفساً ؟ أو عجز عني ما وسعهم ؟ قال : فيرده فلا يقبل منه فيقال له : إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه ، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو يسع سنين ثم لا خير في العيش بعده أو قال : ثم لا خير في الحياة بعده) [رواه أحمد قال الهيثمي : ورجاله ثقات] .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يملك سبع سنين) [رواه أبو داود والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم ، وقال ابن القيم عن سند أبي داود : جيد] .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي) [رواه أبو داود وقال الألباني : صحيح] .
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعال صل لنا فيقول : إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة) [رواه مسلم] .
وعن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة) [رواه أحمد وقال الألباني : صحيح] ، قال ابن كثير : "أي يتوب عليه ويوفقه ويلهمه ويرشده بعد أن لم يكن كذلك" أهـ .
هذا هو المهدي عند أهل السنة والجماعة .
المهدي عند الرافضة الإمامية : هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر من ولد الحسين بن علي ـ لا من ولد الحسن ـ الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار ، الذي يورث العصا ويختم القضا ، دخل سرداب سامراء طفلاً صغيراً من أكثر من خمسمائة سنة فلم تره بعد ذلك عين ولم يحس فيه بخبر ولا أثر ، وهم ينتظرونه كل يوم ويقفون بالخيل على باب السرداب ، ويصيحون به أن يخرج إليهم : اخرج يامولانا أخرج يا مولانا ، ثم يرجعون بالخيبة والحرمان ، فهذا دأبهم ودأبه .
المهدي عند اليهود : كذلك اليهود لهم المسيح المنتظر ، وله صفات في كتبهم .
المهدي عند المهدية : يزعم مؤسسها محمد أحمد المهدي أنه المهدي المنتظر ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في اليقظة ومعه الخلفاء الراشدون والأقطاب والخضر وأمسك بيده وأجلسه على كرسيه وقال : أنت المهدي المنتظر ومن شك في مهديتك فقد كفر .
المهدي عند البابية والبهائية : يعتقدون أن الباب والبهاء هما إلهان مرة ورسولان أخرى ومهديان ثالثة .





خروج الدجال

المسِيحُ: بفتح الميم وكسر السين المهملة المخففة وبالحاء وعليه جميع روايات البخاري ومسلم.
وكلمة المسيح تطلق على الدجّال وتطلق على عيسى بن مريم عليه السلام.وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما بقوله في الدجال "مسيح الضلالة" فدل على أن عيسى "مسيح الهدى"
فإذا أريد بها الدجال قُيّدت به فيقال "المسيح الدجال" فإذا أطلقت فقيل "المسيح" فهو عيسى بن مريم عليه السلام.
وسُمّي الدجال مسيحاً إما لأنه ممسوح العين اليمنى طافئة لا شعاع فيها، ممسوح الحاجب الأيمن، أو لأنه يسيح في الأرض كلها.
وكذلك عيسى بن مريم عليه السلام كان يسيح في الأرض أو لأنه كان يمسح ذوي العاهات بيده فيبرئهم الله( ).
أما لفظ الدّجال: فبفتح أوله والتشديد من "الدّجل" وهو لغة التغطية، وذلك لأنه يغطي الحق بباطله.
والمسيح الدجال ليس هو أول دجال ولكنه آخر الدجاجلة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالاً كذاباً"( ).
تحقيق أن الدجال هو أول العلامات الكبرى للساعة:
ظهور المسيح الدجال هو أول العلامات العشر الكبرى للساعة والتي ضمها حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم سنصدّر به الباب القادم بإذن الله تعالى وهو "علامات الساعة الكبرى".
وقد ذهب قوم من أهل الأخيار إلى القول بأن طلوع الشمس من مغربها هو أولُ العلامات الكبرى مستندين في ذلك إلى الحديث الصحيح المروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: قال: "إن أول الآيات خروجاً طلوعُ الشمس من مغربها وخروج الدّابة على الناس ضحىً فأيتّهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً"
قال الحافظ بن حجر: (إن مدة لُبث الدجّال إلى أن يقتله عيسى ثم لُبث عيسى وخروج يأجوج ومأجوج كل ذلك سابق على طلوع الشمس من المغرب، فالذي يترجّحُ من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض وينتهي ذلك بموت عيسى بن مريم، وأنّ طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة) اهـ.
لابد أن يكون ظهور الدجال ونزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج علامات سابقة على طلوع الشمس من مغربها لأن عيسى سيعيش بعد مقتل الدجال وهلاك يأجوج ومأجوج سبع سنين كما جاء في صحيح مسلم أو أربعين سنة كما جاء في رواية صحيحة عند أبي داود عن أبي هريرة، ثم بعد ذلك تظهر أول العلامات التي تتابع بعدها باقي العلامات كأنها حبات عقد انقطع سلكه فانفرطت حباته أي توالت سراعاً. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خرزات منظومات في سلك فانقطع السلك فيتبع بعضها بعضاً"( ).
الفصل الثاني
وصف المسيح الدجال
وصف المسيح الدجال
- الدجال رجل من بني آدم يهودي ممسوخ الخلقة شيطاني النشأة والنزعة شيطاني الشكل والصورة. تحيط به الشياطين ويتبعه سبعون ألفاً من اليهود عليهم الطيالسة (الطرحة أو الغترة).
- أما عن أبويه فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يمكث أبوا الدجال ثلاثين سنة لا يولد لهما ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيء وأقله منفعة، تنام عينه ولا ينام قلبه". ثم نعت أبويه فقال: (أبوه رجل طويل مضطرب اللحم طويل الأنف كأن أنفه منقار، وأمه امرأة فرضاخيّة عظيمة الثديين"( ).
- وأما عن شكله وصورته فقد بينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بياناً شافياً كافياً، لا يدع معه شكاً ولا تردداً في التعرف عليهن ففيه علامات تظهر من بعدي

وعلامات تظهر من قريب.
- فإذا نظرت إليه قادماً من بعيد رأيت رجلاً قصيراً ضخم الجثة جداً، آدم (أسمر) أحمر (أدمته صافية قد احمرّت وجنته عظيم الرأس كأن رأسه أصلة( )، جعد الشعر قطط (شديد الجعودة) كأنه مضروب بالماء والرمل، جُفال جُفال، (حُبُك، حُبُك) ( ) كأن شعره أغصان شجرة( )، أفحج (تدانت صدور قدميه وتباعدت عقباها).
- فإذا اقتربت منه رأيت شَبَهاً شيطانياً فشق وجهه الأيمن ممسوح لا عين فيه ولا حاجب، وعينه اليسرى متقدةٌ خضراء كأنها كوكب دري، كأنها زجاجة خضراء ناتئة (بارزة)، جاحظة متدلية على وجنته كأنها عنبة طافية أو نُخامة في جدار.
فهو إذن أعور العينين، اليمنى ممسوحة طافئة لا شعاع فيها واليسرى ناتئة طافية جاحظة متدلية على وجنته( ).
وكان يمكن أن يكتفى بهذا الوصف الدقيق ولكن الله جلّت قدرته شاء أن يستبين لنا أمره فلا يخفى طرفة عين فوصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغ وصف وبينه بياناً شافياً فقال صلى الله عليه وسلم: "مكتوب بين عينيه "كافر" تهجاها رسول الله: "ك. ف. ر" يقرؤها كل مؤمن قارئ وغير قارئ". ولأ أظنه يخفى بعد ذلك على أحد( ).
بعض الأحاديث التي وردت بصفة الدجال:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… فإذا هو رجلٌ جسيمٌ أحمرُ جعد الرأس أعورُ العين"( ).
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… إن المسيح الدجال رجلٌ قصير أفحج جعد أعور مطموس العين"( ).
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… إن رأس الدجال من ورائه حبك حبك"( ).
4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… إن الدجال ممسوح العين اليسرى"( ).
5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية"( ).
6- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… ألا وإنّه أعور وإنّ ربكم ليس بأعور مكتوبٌ بين عينيه "كافر" يقرؤه كل مؤمن"( ) وفي رواية "مكتوب بين عينيه "ك. ف.ر." "( ).
مكان الدجال (أين هو الآن)
المسيح الدجال حي الآن يُرزق ولكنه محبوس إلى أجل مُسمّى في دَيْرٍ بجزيرة. أين هذا الدير؟ ومن الذي حبس الدجال؟ وهل الدجال هو ابن الصياد اليهودي؟
نورد أولاً حديث (قصة الجسّاسة) الذي يرويه مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس قالت: سمعت مُنادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينادي الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله" فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله" صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: ليلزم كل إنسان مصلاة ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأنّ تميماً الدّاري كان رجلاً نصرانياً فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال. حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهراً في البحر ثم أرفؤا ألى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلبٌ كثير الشعر لا يدرون ما قُبُله من دُبُره من كثرة الشعر فقالوا ويلك ما أنت فقالت: أنا الجسّاسة قالوا: وما الجساسة: قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنّه إلى خبركم بالأشواق. قال لما سمّت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة. قال فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان خلقاً وأشده وثاقاٌ مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم قالوا: نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهراً ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابةٌ أهلب كثير الشعر لا يدرى ما قُبُله من دُبُره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنتِ فقالت أنا الجسّاسة قلنا وما الجسّاسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعاً وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة. فقال: أخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر؟ قال أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا: نعم قال أما إنه يوشك أن لا يثمر. قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية؟ قلنا عن أي شأنها تستخبر قال: هل فيها ماء: قالوا: هي كثيرة الماء. قال: أما إنّ ماءها يوشك أن يذهب. قال أخبروني عن عين زغر. قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها قال: أخبروني عن نبي الأميّين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا نعم قال أما إن ذاك خيرٌ لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان عليّ كلتاهما كُلما أردت أن أدخل واحدة أو واحداً منها استقبلني ملكٌ بيده السيف صلتاً يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها قالت: قال رسول الله": وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة. ألا هل كنت حدثتكم ذلك فقال الناس فقال الناس: نعم فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبلا لمشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق. قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"( ).
أولاً: هل الدجال الذي رآه تميم الداري هو ابن صياد اليهودي؟
ابن صياد هذا غلام يهودي كان يسكن المدينة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيه صفات المسيح الدجال وكان كاهناً ودجالاً من الدجاجلة واشتبه أمره على الصحابة بل على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يوح إليه فيه شيء.
قال النووي: (قال العلماء: قصة ابن صياد مُشكلةٌ وأمره مشتبه لكن لا شك أنه دجّال من الدجاجلة، والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوح إليه في أمره بشيء، بل قال لعمر لما أراد قتله: "لا خير لك في قتله"( ).
ولذلك نحن نتوقف في هذه المسألة ونكِلُ علم ذلك إلى الله تعالى ونقول أنه من العلم الذي لا يضر الجهل به فهو لا ينبني عليه عمل.
وعلى أي تقدير أو احتمال أن يكون الدجال هو ابن صياد أو غيره، فإن الدجال محبوس الآن في مكانه.
ثانياً: من الذي حبسه؟
قيل الذي حبسه الملائكة وقيل سليمان عليه السلام وليس معنا دليل صحيح نعتمد عليه في ذلك، المهم أنه قد حبس بدير، قد أُحكم وثاقه وشددت أغلاله إلى أن يأتي الوعد الموعود.
ثالثاً: أين مكان الدير المحبوس فيه؟
هو من قِبَلِ المشرق جزماً، في إقليم "خراسان" تحديداً من قرية "يهودية أصبهان". (أي على الحدود الروسية الإيرانية اليوم) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان"( ). وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة"( ).
ولن نعلق على حديث "قصة الجساسة" فهو واضح ولكن نأخذ منه:
1- أن الدجال موجود الآن حيٌ منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم: وأنه موثق وثاقاً شديداً.
2- وإن كان مكانه معروفاً جزماً فإنه لا يستطيع أحد أن يصل إليه أو يطلق سراحه لأن له وقتاً مقدراً قد كتبه الله فلا يتقدم عنه ساعة ولا يتأخر.
3- أن خروج الدجال سيسبقه علامات يعرفها هو، منها جفاف بحيرة الطبريّة ونخل بيسان وغيرهما كما سنبينه إن شاء الله تعالى.
4- أن المعقل من الدجال مكة والمدينة فهما محرمتان عليه أن يدخلهما وكذلك بيت المقدس كما جاء في آثار أخرى.
5- كانت رؤية الدجال وحديثه مع تميم الداري سبباً في إسلامه رضي الله عنه.

الفصل الرابع
موعد خروج الدجال وسببه وعلامته
موعد خروج الدجال وسببه وعلامته
جعل الله تعالى فكَّ قيود الدجال وخروجه من سجنه علامة على قرب نهاية الدنيا فهو أول العلامات الكبرى ظهوراً، وجعل الله جل وعلا لخروجه سبباً وعلامة وموعداً.
أولاً: سبب خروج الدجال:
يخرج الدجال اللعين من غضبة يغضبها، وقد جاء ذلك في أثر صحيح عن حفصة أم المؤمنين قالت: (إنما يخرج الدجّال من غضبة يغضبها) ( ).
وهي غضبة لم تكن لتفك قيوده وتطلقه من حبسه وإلا فهو غضبان منذ أن قيد وحبس في هذا الدير ولذلك جاء في بعض روايات حديث الجسّاسة السابق: (فزفر ثلاث زفرات) ( ). فتلك الغضبة ما هي إلا علامة جعلها الله سبباً لخروجه، كما جعل سبب خروج يأجوج ومأجوج أن يقولوا للسد الذي حبسهم بداخله ذو القرنين "غداً نفتحه إن شاء الله" فيلهموا أن يقولوا إن شاء الله فيكون ذلك سبباً لخروجهم.
ثانياً: موعد خروجه:
يخرج الدجال كما قدمنا بعد فتح المسلمين القسطنطينية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال"( ).
فخروج الدجال يكون بعد ظهور المهدي وخوضه بعض الحروب في الجزيرة العربية وفارس والروم والقسطنطينية والتي ستستغرق بضعة أشهر كما بينا في الباب الثالث.
ثالثاً: علامة خروج الدجال:
ستكون أحداث تسبق خروج الدجال وتكون علامة على خروج هذا اللعين:
1) تقع معركة (هرمجدون) ويكون على إثرها جفاف نهر ال%