الشيخة حصة: أناشد الأعلى للتعليم عدم إنهاء خدمات الاخصائيين النفسيين

متابعة ـ إيثار عزالدين

أكدت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني المقرر الخاص المعني بالاعاقة لدى الامم المتحدة سابقا على ان المسيرة القطرية حافلة بالكثير من الانجازات والنجاحات والعطاءات فيما يتعلق بمجال مناصرة حقوق الاشخاص من ذوي الاعاقة والنهوض بأوضاعهم، حيث أشادت سعادتها بما بذلته القيادة القطرية من جهود حثيثة في المشاركة في اعداد وصياغة المسودة الخاصة ببنود الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الاعاقة، مشيرة الى تكلل هذه الجهود بالنجاح عندما وقعت دولة قطر على الاتفاقية في عام 2007 ومن ثم عندما قامت بالتصديق عليها في عام 2008، معتبرة أن تعيين الدكتورة آمنة السويدي كعضو في لجنة الرصد التابعة للاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص من ذوي الاعاقة هو نصر اضافي يحسب في رصيد ما حققته دولة قطر من انجازات ونجاحات في مجال النهوض بأوضاع وشؤون الاشخاص من ذوي الاعاقة.

كما ثمنت سعادة الشيخة حصة الدور الكبير والخطير الذي يلعبه مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال تقديم خدمات نوعية متميزة عالية الجودة والمستوى للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في قطر، معتبرة مركز الشفلح هو أحد العلامات البارزة في المسيرة القطرية نحو مناصرة الاشخاص ذوي الاعاقة وتعزيز حقوقهم.

وقد انتقدت سعادة الشيخة حصة وبشدة العجز الذي تعاني منه بعض مؤسسات وقطاعات الدولة المعنية بتقديم خدمات للأشخاص ذوي الاعاقة، متسائلة عن السبب الكامن وراء هذا العجز والتدني في الخدمات على الرغم من وجود الارادة السياسية القوية والتوجيهات السديدة من قبل سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند صاحبة المبادرة الاولى في تشكيل نقطة التحول الاهم في مسار الخدمات المقدمة للاشخاص ذوي الاعاقة في قطر وتوافر الموارد والامكانات المادية اللازمة وايضا المناخ الذي يسمح بتقديم أفضل الخدمات للاشخاص ذوي الاعاقة في قطر.

وقد جاءت هذه التصريحات خلال مشاركة سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني المقرر الخاص المعني بالاعاقة لدى الامم المتحدة سابقا في اللقاء التحاوري الذي نظمة معهد النور للمكفوفين في تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم امس بفندق ومنتجع فريج شرق بهدف مناقشة الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة بين التصديق والتطبيق، حيث تم اللقاء بحضور عدد كبير من اولياء امور للاشخاص ذوي الاعاقة، هذا الى جانب نخبة من المثقفين والمهتمين والخبراء بالدولة، اذ حضر اللقاء كل من الدكتور سيف بن علي الحجري نائب رئيس مجلس ادارة مركز الشفلح للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمشرف العام لمعهد النور للمكفوفين وسعادة الامين العام للمجلس الاعلى لشؤون الاسرة الاستاذة نور المالكي وسعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير ادارة الرعاية الصحية الاولية بالمجلس الاعلى للصحة ونجاة العبدالله مدير ادارة التنمية الاسرية ومدير ادارة الضمان الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية والدكتورة حياة خليل نظر المدير العام لمعهد النور للمكفوفين وسميرة القاسمي نائب المدير العام لمركز الشفلح للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والدكتورة آمنة السويدي استشاري التربية الخاصة بوزارة الشؤون الاجتماعية وعلي السناري رئيس مجلس ادارة المركز الثقافي الاجتماعي للصم وامير الملا المدير التنفيذي للجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة وخالد الشعيبي رئيس قسم الاعلام والعلاقات العامة وخدمة المجتمع بمعهد النور للمكفوفين، بالاضافة الى عدد من المدرسين والاخصائيين والعاملين في مؤسسات ومراكز الدولة المعنية بتقديم الخدمات للاشخاص ذوي الاعاقة.

وقالت سعادة الشيخة حصة ان هذا اللقاء هو الاول من نوعه بالنسبة لها بعد انتهاء فترة ولايتها كمقرر خاص للاعاقة لدى الامم المتحدة، مؤكدة على انها سوف تعمل على تجنيد وتسخير كل ما تمتلكه من خبرات وافكار لمناصرة الاشخاص ذوي الاعاقة وتعزيز حقوقهم في دولة قطر بشكل خاص وباقي دول العالم بشكل عام، حيث تعتبر سعادة الشيخة حصة نفسها من اشد المناصرين والناشطين في مجال النهوض بأوضاع الاشخاص من ذوي الاعاقة، اذ ترى انها قد اصبحت الان وبعد انتهاء فترة ولايتها كمقرر خاص معني بالاعاقة لدى الامم المتحدة اكثر تفرغا لتكثيف نشاطها في مجال المناداة والمطالبة بحقوق الاشخاص المعاقين.

وقد ناشدت سعادة الشيخة حصة المجلس الاعلى للتعليم ضرورة اعادة النظر فيما اتخذه المجلس من قرار مؤخرا حول الاستغناء عن خدمات جميع الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين العاملين في المدارس التابعة للمجلس الاعلى للتعليم، حيث قام المجلس الاعلى للتعليم في وقت سابق بإنهاء خدماتهم وذلك على اعتبار انه لا اهمية لوجودهم داخل المدارس وان دور المجلس الاعلى للتعليم يتعلق بالجانب التعليمي وليس الارشاد والتوجيه الاجتماعي والنفسي، معتبرة سعادتها ان هذا القرار قد صدر بناء على سوء فهم كبير من قبل القائمين على المجلس الاعلى للتعليم، مؤكدة على الدور الكبير الذي يلعب الاخصائي النفسي في المدارس وهو دور لايمكن تجاهله بأي حال من الاحوال ولاسيما في ظل المطالبة بتطبيق مبدأ الدمج في المدارس وحاجة الطلاب من ذوي الاعاقة لوجود الاخصائي النفسي والاجتماعي معهم داخل المدرسة بشكل دائم ومستمر.

كما شددت سعادة الشيخة حصة خلال حديثها في اللقاء التحاوري مع اولياء الامور على اهمية البدء في تطبيق مبدأ الدمج والاستراتيجيات الخاصة به، مؤكدة على ان الدمج هو احد الحقوق التي كفلها الدستور القطري للاشخاص من ذوي الاعاقات فهو منبثق من منطلق حقوقي، كما نبهت سعادتها الى ضرورة البدء في العمل على تعميم ثقافة الدمج بدءا من اعلى الهرم وصناع القرار في الدولة ومرورا بذوي الاختصاص والخبرة وانتهاء بافراد الشعب كافة.

وقد طالبت سعادة الشيخة حصة بالاسراع في خلق آلية مناسبة لرصد ومراقبة وتقييم مدى التزام اجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة بتطبيق وتفعيل بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة والعمل بها.

كما دعت سعادة الشيخة حصة جميع مؤسسات الدولة المعنية لتقديم خدمات للاشخاص المعاقين الى الاسراع في الانتقال من مرحلة التشخيص المستمر والنقد الدائم الى مرحلة العمل على التوصل لحلول مناسبة ترضي جميع الاطراف وتعيد الحقوق الى اصحابها، مشيرة الى اهمية تبني مسألة رفع الوعي المجتمعي بثقافة الاعاقة وبحقوق الاشخاص المعوقين.

وقد اكدت سعادة الشيخة حصة على اهمية الاعتراف بان مستوى خدمات الرعاية المنزلية بدولة قطر ضعيف جدا ولا يرقى لطموح اي منا وانه بحاجة الى اعادة النظر فيه من قبل القائمين عليه وذلك سواء فيما يتعلق بخدمات الرعاية المنزلية المقدمة لكبار السن او المقدمة للاشخاص من ذوي الاعاقات.

وحول تصنيف الاسر وانواعها من حيث تعاملها مع وجود حالة طفل معاق لديها، قالت سعادة الشيخة حصة ان هنالك 3 انواع للاسر من ناحية تعاملها مع وجود طفل معاق لديها، النوع الاول:هي تلك الاسر التي تتمركز حول الطفل المعاق وتجعله محور اهتمامها، بحيث تنسى او تتناسى جميع قضاياها ومشاكلها الاخرى وتركز فقط مع هذا الطفل المعاق، لدرجة ان بعض هذه الاسر تقوم باستغلال وضعية هذا الطفل لتوظيفها في تحقيق اهداف نفعية ومكاسب اخرى.

اما النوع الثاني فهو له علاقة بتلك الاسر التي تنكر وجود حالة طفل معاق لديها وتحاول جاهدة اخفاءه عن عيون الناس، حيث يتعاملون معة كوصمة عار لابد من انكارها واخفاءها.

والنوع الثالث والاخير هو الاسر المتزنة والتي تتعامل مع مسألة وجود طفل معاق لديها بشكل متوازن وعاقل دون اختلال.

كما تحدثت سعادة الشيخة حصة خلال اللقاء عن ابرز التحديات والعقبات التي تعوق تفعيل وتنفيذ بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص من ذوي الاعاقة، حيث حددتها في النقاط التالية:

التحدي الاول: يتجسد في درجة الوعي المجتمعي بقضايا الاشخاص المعاقين والنظرة السائدة للشخص المعاق والتي تكسوها مشاعر الشفقة والرثاء.

التحدي الثاني: ويتمثل في مسألة تنسيق بين الجهود المبذولة من قبل مؤسسات الدولة المختلفة، مشيرة الى اهمية وجود آلية معينة ومحددة للتنسيق وان لاتترك الامور لتدار بعشوائية.

التحدي الثالث: يتعلق بالمستوى المتدني الخدمات التأهيلية المقدمة للاشخاص ذوي الاعاقة، حيث اعتبرت سعادتها الخدمات التأهيلية بانها عملية متكاملة وبحاجة الى جهود الاسرة والمجتمع كذلك للتدخل الطبي المناسب في الوقت المناسب.

التحدي الرابع: ويتبلور في قضية الدمج التي هي بحاجة لمزيد من الجهود والتنسيق والمتابعة والتهيئة من كافة اجهزة وقطاعات الدولة ومؤسساتها، هذا الى جانب التسهيلات البيئية اللازمة.

وبدوره طالب الدكتور سيف الحجري نائب رئيس مجلس ادارة مركز الشفلح للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمشرف العام لمعهد النور للمكفوفين بضرورة وجود مرجعية واضحة وصريحة مهمتها وضع الاستراتيجيات ورسم السياسات وسن القوانين الملزمة والرقابة والمتابعة فيما يتعلق بالتعامل مع قضايا ومطالب الاشخاص من ذوي الاعاقات.

ومن جانبه دعا سعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير ادارة الرعاية الصحية الاولية بالمجلس الاعلى للصحة الى مزيد من التفاؤل بغد مشرق ومستقبل افضل للاشخاص ذوي الاعاقات في دولة قطر، مع تجنب النظرة التشاؤمية والنظر الى النصف الفارغ من الكوب.

اما نجاة العبدالله مدير ادارة التنمية الاسرية ومدير ادارة الضمان الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية فقد اقترحت على اولياء امور الاشخاص من ذوي الاعاقة عدم التردد في طلب المساعدة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، حيث اكدت على ان الوزارة على اتم الاستعداد لتلبية اي طلب من قبل اولياء امور الاشخاص من ذوي الاعاقات.

فيما طالب امير الملا المدير التنفيذي للجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة بانشاء مركز تأهيلي متخصص في دولة قطر لاستقبال ذوي الاعاقات المختلفة من ضحايا حوادث الطرق والذين تتزايد اعدادهم يوما بعد يوم.

اما خالد الشعيبي رئيس قسم العلاقات العامة وخدمة المجتمع بمعهد النور للمكفوفين فقد اعلن انه قد تم مؤخرا توظيف (20) شخصا من خريجي معهد النور في وزارة الداخلية، مشيرا الى انه جار العمل حاليا على توظيف دفعات جديدة في قطاعات اخرى من الدولة وذلك من منطلق اهتمام المعهد بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل.

من ناحيتها دعت سميرة القاسمي نائب المدير العام لمركز الشفلح للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وزير الدولة للشؤون الداخلية بتسهيل وصول المختصين للمركز من الدول المختلفة، حيث يعاني الشفلح من نقطة وقف الفيز عند تقدمه بطلب جلب خبراء ومختصين من الخارج الامر الذي تسبب في تفاقم مشكلة قوائم الانتظار لعدم وجود اخصائيين لاستقبال الاطفال الجدد، الا انها قد طمأنت الاهالي بأن مشكلة قوائم الانتظار قد تم العمل على حلها الى حد كبير حيث انخفض عدد الطلاب المسجلين على قوائم الانتظار من 600 طالب الى 200طالب فقط ومازال العمل جاريا لتخفيض هذا العدد.

ومن جهتها طالبت الدكتورة آمنة السويدي استشاري التربية الخاصة بوزارة الشؤون الاجتماعية بضرورة انشاء لجنة وطنية قطرية متخصصة في رعاية الاشخاص من ذوي الاعاقة ومعنية بقضاياهم ومطالبهم.

وقد تناولت سعادة الشيخة حصة خلال حديثها في اللقاء عددا من الانجازات التي استطاعت تحقيقها على المستوى المحلي والدولي خلال فترة عملها كمقرر خاص معني بشؤون الاعاقة لدى الامم المتحدة، حيث تحدثت عن المسح العالمي الذي نفذه مكتبها خلال فترة ولايتها والذي شمل 192 دولة حول العالم عن مدى التزام هذه الدول بتطبيق بنود ومواد الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، حيث سجل هذا المسح اعلى نسبة مشاركة على مستوى العالم والتي تعدت الـ55%، اذ شارك في المسح بشكل فعلي حوالي 114 دولة اجنبية وعربية، كما تطرقت سعادة الشيخة حصة خلال حديثها عن ابرز انجازاتها الى الحملات الهادفة لرفع الوعي المجتمعي حول تقبل الاشخاص ذوي الاعاقة والطرق المثلى في التعامل معهم والتي قام مكتبها بتنفيذها على مدى الستة اعوام السابقة وكذلك الحملات الخاصة بالحروب باعتبارها اكبر مسبب للاعاقات على مستوى العالم، كما اشارت سعادتها الى مشاركتها في الاعداد للمسودة النهائية الخاصة بالقانون القطري لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة وذلك بالتعاون مع المجلس الاعلى لشؤون الاسرة، حيث يجري حاليا العمل على تحويل مواد هذه المسودة الى لوائح تنفيذية تعمل في ضوء الوثائق الدولية.

http://www.al-watan.com/data/2009120...p?val=local8_1