كثيرٌ من الناس يبغضون غيرَهم بلا سبب وجيه، أو داعٍ يدفعهم للبغض ولهجران أعز أصدقائهم، فتُولد في نفوسهم حُبّ الكراهية على الآخرين، وكره الحب لغيرهم، فيظلون سجيني البغض والكراهية طوال حياتهم، فلو حانتِ الفرصةُ للانتقامِ أو للثأرِ أو ما شابه ذلك، لاستغلوها في أحقرِ الوسائل والخطط للتّخلصِ منهم، لأستحلفكم بالله –عز وجل-، هل يوجد سببٌ مُقنِعٌ في هذه الدنيا يدفع بني البشر للحرب والقتال فيما بينهم؟.
لقد خلق اللهُ –سبحانه وتعالى- الكونَ بما في ذلك السماوات والأراضي بنسبٍ شديدة الدقة، فلا تستطيع يدُ الإنسان أنْ تشابه هذا العمل من حيث هذه الدقة اللا متناهية، لكنَّ الإنسانَ هذا العبد الصغير قام بتخريبِ الكون المُعجَز ولم يقمْ بالمحافظة عليه، بل أطال طغيانَه في الأرض وجبروته، فصار يأكل لحم هذا، ويسفك دم هذا، ثم لم يشبعْ من هذه الأفعال الموحشة، لكنّه فَرَد قوّتَه على جميع المخلوقات ولم ينسَ أخاه الإنسان، فأصبح مُدمِّراً للحياة على وجه الأرض، وحينما تأتي الفرصة لإيقافه، يجمع جنودَه وجيشَه لمحاربة أضداده، فتنشأ حربٌ دُوَليّة بين أممِ البشرِ جمعاء، فتتولّد الكراهية والبغض وحب التدمير والتخريب، فذاك يبرر: لقد سرق منّي أَرْضي. وآخر يقول: لقد أطال يدَه على عِرْضي. فهذا، وهؤلاء، وذلك، بل كل واحد، يقول: عليّ قتله فهذا فَرْضي.
فأية حياة هذه يصل فيها الناس لقتل غيرهم لأسبابٍ تافهةٍ؟. لكنّ الأعجوبة هنا، أنهم بعدما يقتلون روحاً، يندمون ويتذكرون بأنّ فوقهم ربًّا يراهم ولا يروه، فهل يُعقل هذا؟، ليت كلامي يصل إلى الأذهان التي تحرّك الحواس؛ لنرى غداً مُشرقاً ولو ليومٍ، حتى يتم تسجيله على طبق من ذهب، فاشرحوا صدوركم وأفئدتكم تجاه إخوانكم البشر، فلا تنظروا لجنسية ذاك، ولا إلى دينه؛ فقد خلقنا اللهُ –سبحانه وتعالى- بشراً نملك عقولاً، لذلك من اليوم فصاعداً ارفعوا شعاراً خالداً في حياتكم: لا للكره، لا للبغض، لا للقتال.