تخوفت الأسر وأولياء الأمور من انعكاس الإجازة الصيفية خلال شهر رمضان المبارك على القيم التي يجب ان تغرس في الأجيال وطلبة المدارس بتحويل الشهر الكريم إلى شهر الكسل والنوم أثناء النهار وقضاء الليل بمشاهدة التلفاز أو بوسائل الترفيه المختلفة في ظل عدم وجود برامج وفعاليات رمضانية توعوية وتعليمية تستهدف استغلال وقت الفراغ .

أشار أولياء الأمور إلى أن قرار تأجيل الدراسة لما بعد رمضان يحدث لأول مرة الا انه لم تصاحبه فرص وخيارات متعددة من برامج وفعاليات لمساعدتهم في توجيه ابنائهم نحو استغلال وقت الفراغ في حين برزت استعدادات الأماكن الترفيهية برفع أقصى جهودها لجذب الزبائن بمختلف أعمارهم .

أشار عبد الله حميد “رب أسرة” إلى ان الأماكن الترفيهية التجارية استنفرت جميع وسائل الترفيه بتقديم مختلف المغريات لاجتذاب اكبر عدد من الزبائن في حين لم تعلن أي وزارة أو دائرة حكومية فعالياتها لاجتذاب الطلبة والاستفادة من أوقات الفراغ رغم ان قرار تأجيل الدارسة إلى ما بعد رمضان يحدث لاول مرة مؤكدا ان بعض الوسائل التي تستخدمها المقاهي والفنادق لجذب الزبائن مرفوضة من المجتمع إلا ان الجهات المعنية تترك لتلك الجهات “الحبل على الغارب”، ولا حيلة لولي الأمر لمنع أبنائه من الذهاب لتلك الأماكن .

وأكد ان رمضان الماضي يختلف عن أيام رمضان الحالية حيث كان الأولاد يلعبون الألعاب الشعبية القديمة فيما ينضمون إلى الأندية التي أنشأت من ستينات القرن الماضي في حين كان البنات يجتمعن مع أمهاتهن وجداتهن للاستماع إلى القصص أما حاليا فاختلف رمضان وأصبح الشغل الشاغل للشباب في كيفية تمضيته عبر تلك الخيم التي تجمع الشباب بمختلف أعمارهم موضحا ان الوزارات بمختلف خدماتها يمكن ان تستغل تجمع الشباب في أماكنهم لتنظم حملاتها التثقيفية أو التوعوية وخاصة فيما يخص وزارة الصحة للتعريف بالأوبئة المنتشرة أو وزارة التعليم في حملات تثقيفية تجذب الشباب بدلا من الاعتماد على التعليم النمطي التقليدي .

أشار جمعة الرمسي “تربوي” إلى أن مختلف الوزارات لها دور كبير حالياً في استغلال الاجازة لافاده الطلبة وخاصة على وزارة التربية والتعليم التي تحمل عبء تنشئة الاجيال، فمن الأولويات التي تقع عليها فتح المراكز التأهيلية ما قبل المدرسة وخاصة للمراحل التأسيسية من عمر 6 سنوات إلى 12 عاما بدلا من الجلوس في المنزل بلا استفادة تذكر غير مشاهدة التلفاز كما ان إدراجهم بتلك المراكز يغرس فيهم أهمية استغلال الوقت منذ الصغر .

وأوضح ان المراكز الصيفية لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لا تستوعب جميع الطلبة فلابد من تكاتف جهود جميع الوزارات وخاصة المراكز الاجتماعية التابعة للوزارة الشؤون الاجتماعية في حين يجب على الوزارات والجهات الحكومية وحتى الشركات الخاصة القيام بأدوار اجتماعية كإقامة ملعب رياضي أو تنظيم فعاليات تصب في صالح الطلبة .

الدكتور محمد جكة المنصوري “رب أسرة” قال ان الطلبة يختلفون في قضاء أوقاتهم في الإجازة الصيفية حسب أعمارهم العمرية اذ يندرج الأغلبية ضمن فئتين احدهما تقضي معظم أوقاتهم داخل المنزل باللعب في الألعاب الالكترونية أو مشاهدة التلفاز أما الفئة الاخرى الكبيرة نوعا ما فمعظم أوقاتها تقضيها خارج المنزل، مما يخلق تحدياً للأسرة في رمضان الحالي في كيفية صرف أبنائهم الطلبة لأنشطة وفعاليات تفيدهم في استغلال وقت الفراغ .

وأوضح ان الفعاليات الرسمية التي تنظم لا تخرج من نطاق التقليدية والتي لا تستهوي الشباب أو تجذبهم فيما ان معظم الجهات المنظمة لفعاليات رمضانية يقتصر فيها التنظيم لأنشطة رياضية لفئة محددة من الشباب في حين تنعدم الأنشطة المخصصة للبنات بمختلف فئاتهن العمرية مما يجعلهن ينصرفن للمراكز التسويقية لقضاء وقت الفراغ .

إبراهيم بوقفل أشار إلى ان الإجازة الصيفية في طوال شهر رمضان لابد ان تستغل بما يفيد الطلبة إذ من المستحسن لو فتحت جميع المساجد أبوابها لاستقبال الطلبة لتحفيظ القران الكريم ولو لساعة محددة يوميا منها يستفيد الطالب ومنها ينظم وقته بما يفيده مستقبلا .

عائشة الشامسي “تربوية” أشارت إلى وزارة التربية والتعليم لابد ان يكون لها دور في الإجازات الصيفية عن طريق الفعاليات والأنشطة اللامنهجية للتمكن من غرس القيم وتوجه النشأ نحو تربية سليمة وفق أساليب محددة لغرس القيم كمفاهيم التطوع وأهمية استغلال الوقت .

وأكدت أن شهر رمضان شهر مناسب جدا لغرس الكثير من القيم واهمها قيم المواطنة الصالحة من خلال الفعاليات التي يمكن ان تنظم فيه مشيرة إلى ان الأسرة خلال الشهر المبارك تواجه عبء كبير في تحمل مسؤولية استغلال الوقت لأبنائها مما يتوجب عليها وضع خطط فردية تحاول من خلالها السيطرة على الوقت وعدم ترك الحبل على الغارب للأبناء سواء كان لمشاهدة التلفاز أو الخروج من المنزل للترفيه .

وقال حسن محمد مراد إن الأسر تتخوف حاليا من انتشار وباء انفلونزا الخنازير لذلك سيحرص على عدم السماح لأبنائه بالخروج من المنزل واستغلال الشهر الفضيل بتقوية الوازع الديني وتحبيبهم بالعادات التي توثق العلاقة بين الأبناء وأسرهم من خلال الزيارات العائلية وإشراكهم في الأعمال والمهمات اليومية .

واعترفت فاطمة جبر “تربوية وولية أمر” أن منطقتها تفتقر لمركز تحفيظ قرآن، في حين تفتقر الامارة عموماً إلى مراكز صيفية مؤهلة لاستغلال وقت الفراغ بعناية خاصة بطرح البرامج والفعاليات المختلفة للطلبة