زراعة القوقعة.. هاجس يؤرق الأسرة

حذرت من اختيار أطفال غير مطابقين لإجرائها.. سمية المطوع:

كتبت - منال عباس

ستقدم سمية المطوع في الجلسة الأولى اليوم ورقة عمل حول زراعة القوقعة بين الحقيقة والواقع ، ستقدم من خلالها نبذة عن دولة قطر بدأت دولة قطر اعتماد هذة العملية واجرائها في مؤسسة حمد الطبية في صيف (1999- 2000) وقد كان للطالبات الصم بمدرسة التربية السمعية نصيب في الاختيار ضمن الاطفال الذين أجروا العملية حيث إن المدرسة هي المؤسسة الوحيدة التي ترعى الفتيات الصم في الدولة ومع هؤلاء الطالبات بدأ اهتمامنا كفريق عمل بهذة العملية الجراحية، وقالت المطوع إن هذة التجربة تعتبر جديدة بالنسبة لنا وللجميع ولم تكن لدينا فكرة وافية عنها بدأنا بتشكيل فريق عمل بالمدرسة يسعى لجمع المعلومات حول العملية ويحاول التعرف عليها وعلى جميع نواحيها السلبية والايجابية، ونتيجة لعدم وجود اي مدرسة أو مركز يرعى هؤلاء الاطفال زارعي القوقعة بعد إجراء الزراعة تم الحاقهم بمدرسة التربية السمعية من جديد لرعايتهم واحتضانهم وهي مدرسة خاصة بتقديم خدمات تاهيلية وتعليمية للصم فقط ، لذا وجدنا انفسنا مسئولين عن هذه الفئة الزارعة للقوقعة وحاولنا عزلهم وتخصيص فصل دراسي خاص بهم لتقديم خدمات تعليمية وتأهيلية تناسبهم ..حيث إنهم يحتاجوون لجهد كبير في تأسيس اللغة لديهم وتنمية مهارات السمع والنطق وخصوصا ان اعمارهم الزمنيه لا تتوافق مع عمر الاذن الجديدة (الغرسة الاكترونية).

واستمر العمل معهم على هذا الوضع لمدة اربع سنوات قامت المدرسة خلالها باجتهادات داخلية بوضع خطة تعليمية وتأهيلية مناسبة بقدر المستطاع تغطي احتياجات هؤلاء الاطفال التأهيلية والتعليمية وكل ذلك معتمدين فيه على مجهودات فردية واجتهادية من قبل المدرسة ، ونظرا لعدم وجود خطة تأهيلية وتعليمية مقننة خاصة بهذة الفئة أسهم ذلك في تأخر عملية تأهيلهم مقارنة مع عمرهم الزمني حيث كان العمر التعليمي للأطفال يتقدم بينما العملية التأهيلية تسير ببطء شديد خاصة أن معظم الاطفال قد أجريت لهم العملية في سن ما بين خمس سنوات الى تسع سنوات، حيث كانت نسبة العمليات الفاشلة في سنة 2004 (6) حالات من مجموع (18) طفل زارع للقوقعة أي الثلث تقريباً، واستمر فريق العمل في الاطلاع والتواصل مع هذة التجربة سواء من خلال الأهل ومعاناتهم أو من خلال الفريق الطبي ، حيث في سنة 2007 تفاقمت مشاكل الأطفال التعليمية والصحية وأصبحت الأسر تعاني معاناه حقيقية كان لا بعد من إيجاد حل لها قدر المستطاع لذا كان الهم الأكبر إيجاد برنامج تأهيلي مقنن خاص بزارعي القوقعة وبدأ الاطلاع على تجارب الدول المجاورة والدول العربية..

وتتضمن الورقة التي ستستعرضها المطوع صباح اليوم سلبيات التجربة التي تتجسد في عدم توافر فريق متكامل لزارعة القوقعة ،تم اختيار اطفال لا تنطبق عليهم شروط الزارعة فشلت عملياتهم لاحقا وأصبحوا ضحايا للعملية وهم لا ذنب لهم ، وعدم وعي الأهل بأهمية التأهيل في مرحلة ما بعد العملية واعتقادهم ان عملية الزراعة ستؤدي الى اخراج طفلهم من عالم الصم الى عالم الناطقين دون ادنى مجهود منهم ادى الى نتائج عكسية واحباطات كبيرة لدى اسر الاطفال زارعي القوقعة ، وعدم وجود مدارس ومراكز لتأهيل الاطفال زارعي القوقعة في مرحلة ما بعد الزراعة ادى الى تأخر الاطفال عقليا عن عمرهم الزمني ، وارتفاع كلفة صيانة الجهاز وعدم وجود ورش محلية ادى الى عدم استفادة الاطفال زارعي القوقعه من اجهزتهم لشهور طويلة في حال تعطلها.

http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19