اليزيدي: أولياء أمور المعاقين غائبون عن التغيرات المصاحبة للمراهقة

اكدت د. وفاء اليزيدي ان الاطفال وذويهم ومقدمي الرعاية سوف يكون لهم صوت اقوى في كيفية تصميم الخدمات وتقديمها وذلك لتطوير الخدمات المجتمعية لهذه الفئة عن طريق اقامة مجلس ذي قاعدة عريضة للوالدين الراعيين للاطفال وتحديد دور رسمي في التخطيط وعمليات التنفيذ لهذه المخططات وتطوير مهارات وقدرات الاطفال والشباب وآبائهم ومقدمي الرعاية للمشاركة وتطوير قدرات العاملين للعمل في شراكة مع الاطفال والشباب ووالديهم ومقدمي الرعاية.

واشارت إلى اهمية مرحلة المراهقة التي ستتناولها خلال محاضرتها لما لها من علاقة هامة بسلوك الاطفال غير المعاقين او المعاقين، لما تمثله هذه المرحلة من تغيرات فسيولوجية في سلوك الطفل بسبب غياب الكثير من أولياء الامور عن كيفية التعامل مع اطفالهم في سن المراهقة.

وتناولت د.وفاء المحاضرة قائلة: اهمية دور الاسرة في التعامل مع مرحلة المراهقة،فان من المؤكد أن دور الآباء والأمهات هام جداً في كيفية التعامل مع مرحلة المراهقة وما بعدها بالنسبة لجميع الأبناء، لكن هذا الدور يكون أكبر وأهم بكثير في حال وجود ابن أو ابنة من ذوي الإعاقة الذهنية.

واشارت إلى ان هذا الدور يتطلب من الاهل الصبر والتأني وعدم تضخيم أي سلوك يصدر عن هؤلاء الأبناء، بل التفكير الهادئ والرزين، واتخاذ الخطوات المناسبة للوصول إلى الأهداف التالية:

زيادة تقبّل المجتمع لهؤلاء الأبناء، وتجنب رفضهم بسبب أي سلوك، تنمية تقديرهم لذاتهم، وتعليمهم طرقا مناسبة للتعبير عن أنفسهم، كإكسابهم المهارات الاجتماعية المناسبة التي تؤهلهم للحياة الطبيعية قدر الإمكان لتكوين علاقات إنسانية سليمة تجنب استغلالهم والاعتداء الجنسي وغير الجنسي عليهم.

واكدت اليزيدي ان هناك إحدى الدراسات التي تؤكد أن المعاق يمر ذهنياً بمراحل النمو الطبيعي نفسها التي يمر بها الأفراد غير المعاقين، وإن كان المعاقون يمرون بهذه المراحل أبطأ وأحياناً أسرع من غيرهم، وبالتالي فإنهم يمرون أيضاً بمرحلة البلوغ الجنسي في الغالب، كما أن لهم الاحتياجات نفسها التي للآخرين.

وبالنظر لضعف إدراك هؤلاء الأفراد المعاقين ذهنياً للقيم والمعايير التي تحكم السلوك الاجتماعي، فإن الكثير منهم قد لا يميزون بين السلوك المقبول اجتماعياً وغير المقبول، وبالتالي فقد نجدهم يتبعون أنماطا سلوكية (عاطفية - جنسية) تتعزز نتيجة لردود أفعال يظهرها بعض المحيطين بالطفل المعاق الذي يتميز بشكل عام بسهولة عن قيادة الآخرين، فيكون هدفاً سهلاً لاستغلاله جنسياً، وهو الأمر الذي قد يحدث في بعض الأحيان إن لم نحسن تنشئة أطفالنا المعاقين وتربيتهم.

وعن النصائح لتجنب الاستغلال الجنسي للمعاقين التي اكدتها الدراسة قالت : اهمية عدم تعويد الطفل على الحضن الزائد الذي من الممكن أن يتعود عليه وخاصة في فترة المراهقة، مراقبة البرامج والإعلانات التليفزيونية التي يشاهدها وتوجيهه إلى البرامج التعليمية الخاصة بالأطفال وشغل أوقات فراغه واستغلال الطاقة الموجودة لديه بما يعود عليه بالفائدة،تعويده منذ الصغر على الملابس الفضفاضة وخاصة الملابس الداخلية والبنطلون والنوم في غرفة منفصلة عن أبويه، وعدم السماح له بالذهاب إلى الفراش دون حاجته للنوم،التحلي باليقظة والحذر والانتباه لعدم تغيبه طويلا وتحذيره من احتمال تعرضه لمثل هذه المشاكل وتدريبه على كيفية حماية نفسه.

وعلى سبيل المثال تنبيهه بأن لا يذهب مع شخص غريب إلى مكان منعزل، وعدم السماح لأحد أن يقوم بتجريده من ملابسه، أو قبول أي هدية أو مغريات يقدمها له غرباء، وعلى الأهل أيضا تنشئة أبنائهم المعاقين مثل إخوانهم وأخواتهم غير المعاقين.

اما عن التوحد تحدثت الدكتورة وفاء قائلة: التوحد هو خلل وظيفي يصيب المخ، ولم يتوصل العلم بعد لمعرفة سبب الإصابة به وهو من أصعب الإعاقات التطورية التي تصيب الطفل والتي تظهر في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل،من أعراض الإصابة بالتوحد: القصور والتأخر في التفاعل الاجتماعي والنمو الإدراكي والتواصل وضعف الاهتمامات والتخيل، ويعتبر ثالث إعاقة تطورية في نسبة الإصابة.

ويعتبر التوحد من الاضطرابات السلوكية وخصوصًا الاضطرابات الانفعالية التي يصاحبها سوء التوافق بين الأفراد الذين يصابون به.

كما تناولت مرحلة البلوغ وما يظهر على المتوحدين فيها وفي هذه المرحلة تظهر بوادر المشقة في كيفية التعامل مع المتغيرات التي تصاحب هذه المرحلة وهي ظاهرة تحتاج منا إلى نوع من التعامل المختلف عما كانوا يعاملون به في مرحلة الطفولة،ففي مرحلة البلوغ أو المراهقة تظهر عليهم مظاهر تحتاج منا إلى فهمها وكيفية التعامل معها بجدية وفهم عميقين.

ومن أهم ما يظهر على التوحديين في مرحلة البلوغ: الاستقلالية، وزيادة الإدراك، غريزة الجنس. وهذه المظاهر تصاحب أطفال التوحد عندما يصلون إلى سن المراهقة والبلوغ.

وخلال مرحلة البلوغ يبدأ الطفل في نمو سريع حيث تظهر تغيرات بدنية تتمثل في طول القامة وظهور السمات الجنسية الثانوية، ويتم البلوغ خلال المرحلة العمرية من 10 سنوات إلى 14 سنة، قد كانت هناك بعض الدراسات القليلة عن أفراد التوحد. ففي عام 1979 وجد «ديمبر» أن المراهقين من أفراد التوحد لم يكن لديهم دافعية لممارسة الجنس، وأنه كانت هناك مشكلات جنسية بين مجموعة من الأفراد البالغين المصابين بالتوحد.

وفيما يتعلق بالعلاقات الجنسية مع الجنس الآخر قالت اليزيدي: إن أفراد التوحد يختلفون عن الأفراد العاديين، إذ إن هناك قلة نادرة منهم لديهم خبرات في هذا الشأن، حيث إن الكثير من أفراد التوحد خلال فترة المراهقة يبقون منهمكين في ذواتهم، ومن ثم فإنهم يعزفون عن إيجاد علاقات اجتماعية للنمو الاجتماعي عن الجنسين بين أفراد التوحد. وأظهرت تجارب الآباء والأمهات مع أبنائهم التوحديين في هذه المرحلة أنهم ليس لديهم الاستطاعة في ضبط أبنائهم في هذه المرحلة، وهنا تبدأ المعاناة في كيفية ضبطه لأنه أصبح رجلاً ولديه رغبات وانفعالات جديدة لم تكن لديه في السابق.

وفي نهاية حديثها اعربت عن سعادتها بالنقاش الذي يدور بين المحاضرين وأولياء امور ذوي الاعاقة، وقالت: رسالة حب نهديها إلى من حمل رسالة ولاء وإخلاص لأطفالنا ذوي الاعاقة نهديها لمن تعامل معهم بروح الحب والوفاء.

رسالة حب لمن أعطاهم من وقته وجهده وبذل ما بوسعه لهم.. فسيعطيه الله أكثر مما أعطاهم من وقته.. فهم يستحقون منا كل الولاء والحب والعطاء.. نحن معكم.. وبكم دائمًا نسعى لنسعدكم.

http://www.al-watan.com/data/2009XXX...p?val=local3_2