صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 56
  1. #21
    عضو جديد الصورة الرمزية الوسيم
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    العــين
    المشاركات
    51

    افتراضي









    المقدمـــــــــة :-

    يعتبر الشباب من أهم شرائح المجتمع وعماد الأمة ومكمن
    طاقتها المبدعة وقوتها الواعدة. ومشكلات الشباب محور
    المشكلات الاجتماعية، وحلها هو المدخل إلى حل مشكلات .
    المجتمع وبنائه وتقدمه. وإفساد المجتمع والوطن وتخريب الدين
    يبدأ من إفساد فئة الشباب وحرفهم عن الطريق القويم بشتى
    الطرق والأساليب والمغريات.


    مفهوم الجريمة و المجرم و الضحية:

    كان هناك اتجاه دائم إلى الربط بين مفهوم الجريمة و مفهوم المرض على أساس أن السلوك الإجرامي سلوك مريض وليس سلوكا صحيا أو سويا. و هذا الربط أدى إلى نتائج غير دقيقة في تفسير الجريمة و وضع سياسة للوقاية و الجزاء بل أنه يؤدي و يشجع المجتمع على البحث عن ميكروب الجريمة هذه، مثلها مثل ما يبحث الطبيب عن ميكروب المرض و هو أبعد الأشياء عن الحقيقة إذ ليس هناك ميكروب مسئول عن المجرم و الجريمة فالمجرم في النهاية هو صناعة المجتمع الذي يعيش فيه. و يترتب على ذلك أنه ليس هناك مصل معين للوقاية من الجريمة فلا هو ميكروب و لا هو سبب وحيد آخر مسئول عن الجريمة.

    و نجد إن كل الآراء التي اتجهت إلى محاولة تفسير الجريمة و إرجاعها إلى سبب واحد مثل الجهل أو الفقر أو الاضطرابات النفسية أو سوء الحالة الأسرية أو القدوة السيئة أو الإعلام السىء..الخ جميعها قد باءت بالفشل و الاعتقاد العام بين الباحثين الآن أن ظاهرة الجريمة مرتبطة بجذور متعددة تتفاعل في بيئة معينة و ظروف معينة لا يمكن حصرها يتولد عنها السلوك الإجرامي في النهاية.

    و من ناحية أخرى فإن وصف الجريمة بالوباء هو وصف صادق على انتشار الجريمة فنجد في الواقع أن وباء الجريمة قد انتشر انتشاراً ذريعاً في العصر الحديث و تلونت ملامحه أكثر من أي وقت مضى و تضاعف عدد المجني عليهم حتى أصبحوا يزيدون أضعافا عن ضحايا أي وباء. و هو ما يعرض المجتمع كله كيانه و سعادته و مصيره للخطر و التدهور.

    إن مفهوم الجريمة مفهوم عريض جدا و متعدد و إن كان أول ما نسمع كلمة الجريمة نميل إلى التفكير بالجرائم التقليدية و الضحايا التقليدية مثل ضحايا السرقات و القتل و الاغتصاب..الخ من الجرائم التي أطلق عليها بعض العلماء الجرائم الطبيعية أي التي توجد في كل مجتمع و في كل زمان و مكان إلا أن أفق الجريمة و المجرمين و الضحايا قد اتسع كثيرا بتعقد المجتمع البشري فهي أصبحت أكثر خطورة و تعقيدا و أكثر عقلانية أي نشاطا محسوباً و مقصوداً أكثر منها مصادفة و نزوة مثل: العصابات الدولية القوية المسيطرة.

    مفهوم الجريمة:

    تعريف الجريمة من المنظور الاجتماعي أنها:

    هي كل فعل يتعارض مع ما هو نافع للجماعة و ما هو عدل في نظرها. أو هي إنتهاك العرف السائد مما يستوجب توقيع الجزاء على منتهكيه. أو هي انتهاك و خرق للقواعد و المعايير الاخلاقية للجماعة. و هذا التعريف تبناه الاخصائيون الانثروبولوجيون في تعريفهم للجريمة في المجتمعات البدائية التي لا يوجد بها قانون مكتوب.

    و على هذه فإن عناصر أو أركان الجريمة من هذا المنظور هي:

    •قيمة تقدرها و تؤمن بها جماعة من الناس.
    •صراع ثقافي يوجد في فئة أخرى من تلك الجماعة لدرجة أن أفرادها لا يقدرون هذه القيمة و لا يحترمونها و بالتالي يصبحون مصدر قلق و خطر على الجماعة الأولى.
    •موقف عدواني نحو الضغط مطبقاً من جانب هؤلاء الذين يقدرون تلك القيمة و يحترمونها تجاه هؤلاء الذين يتغاضون عنها و لا يقدرونها.

    تعريف الجريمة من المنظور النفسي:

    هي إشباع لغريزة انسانية بطريقه شاذه لا يقوم به الفرد العادي في إرضاء الغريزة نفسها و هذا الشذوذ في الإشباع يصاحبة علة أو أكثر في الصحة النفسية و صادف وقت إرتكاب الجريمة إنهيار في القيم و الغرائز السامية. أو الجريمة هي نتاج للصراع بين غريزة الذات أي نزعة التفوق و الشعور الاجتماعي.

    تعريف الجريمة من المنظور القانوني:

    الجريمة هي كل عمل يعاقب علية بموجب القانون. أو ذلك الفعل الذي نص القانون على تحريمة و وضع جزاء على من ارتكبه.

    مفهوم المجرم:

    تعريف المجرم من المنظور الاجتماعي:

    هو الشخص الذي لا يلتزم و لا يخضع لقانون الدولة و يحاول إنتهاكه. و هو الشخص الذي يعتبر نغسة مجرماً و يعتبرة المجتمع مجرماً كذلك.

    تعريف المجرم من المنظور النفسي:

    و هم الاشخاص الذين يعانون من اضطرابات او انحرافات في الاشخصية او السمه. و هي ناجمة عن النمو و الارتقاء و الانفصال اللاسوي و للعلاقات الغير مرضية و المعبة بين (الهو و الأنا و الأنا العليا) و هي الاسباب الرئيسية لسلوكهم الاخرامي هذا.

    ايضاً المجرم هو من يعاني قصوراً في التوفيق بين غرائزه و ميولة الفطرية و بين مقتضيات البيئة الخارجية التي يعيش فيها.

    تعريف المجرم من المنظور القانوني:

    هو الشخص الذي ينتهك القانون الجنائي الذي تقررة السلطة التشريعية التي يعيش في ظلها. و من ثم هو الذي يرتكب جرم ما و يعد جريمة في نظر القانون فقط و لا يعتبر مجرماً إذا ما قام بفعل جرم ما و لا يحبذه المجتمع.

    و في وجهة نظر القانون فلفظ مجرم لا يطلق على الشخص المرتكب الجريمة إلا بعد التحقيق فيها و صدور الحكم فيها و إلا فهو يعتبر متهماً فقط. نجد ايضاً أنه توجد معايير تقرر جواز معاملة مرتكب الجريمة كمجرم منها:

    •السن: يجب أن يكون سن مرتكب الجريمة مناسباً فهناك بعض البلاد التي تحدد سن ال7 لتعاقبه حيث أن قبل ذلك يكون الطفل غير واعي و لا يعرف الصح من الخطاء و بعض البلاد التي نجدها تحدد سن المسؤلية الجنائية بقانون وضعي او في الدستور. و بغض النظر على القوانين الجنائية نجد أن مرتكبي الجريمة من الاطفال يعاقبون بطريقة إنشائية أو تودعهم مركز للأحداث بما يعود عليهم بالفائدة و المصلحة.

    •يجب أن تكون الأفعال الإجرامية أيضاً إختيارية و ارتكبت دون أي ضغوط أو إكراه و الإكراه الذي يجب أن يكون واضحاً و متصل اتصالاً مباشراً بالفعل الاجرامي المعين. فمثلاً أن تأثير الأباء او اصدقاء السوء الغير مباشر و القديم على مرتكب الجريمة لا يعترف بها على أنها ضغوط.

    •يجب أن يكون الفعل مصنفاً قانوناً كضرر للدولة و ليس ضرر خاص أو خطاء ما لأن عادة يقوم الناس بمعالجة بعض الأمور بنفسهم فيما بينهم و التي يمكن أن تتطور و تصبح مشكلة كبيرة و يتضرر فيها العديد من الاشخاص و الممتلكات و التي كان يمكن إجتنابها برفع دعوى خاصى للمحكمة او للشرطة ليقوموا هم بمعالجتها.

    مفهوم الضحية:

    الضحية هم كل ما أصابهم شراً أو أذى نتيجة لخطاء أو عدوان أو حادث.

    الضحايا أنواع و تختلف هذه الأنواع باختلاف الجرائم التي يرتكبها المجرمون. فهناك ..

    ضحايا القتل العمد
    ضحايا القتل الخطأ
    ضحايا الإيذاء
    ضحايا السرقات
    ضحايا النصب
    ضحايا الاغتصاب لكلا الجنسين
    ضحايا الإدمان
    ضحايا العنف ضد النساء
    ضحايا العنف من الأطفال
    ضحايا الحوادث المختلفة من مواصلات
    ضحايا السقوط من علو
    ضحايا الانتحار
    ضحايا الفقر
    ضحايا الحروب

    والجرائم المرضية قليلة العدد نسبياً. فالذين يرتكبونها على وجه الخصوص هم:

    1- المصابون بالصرع، في فترة الخلط العقلي التي تلي الأزمة الصرعية، والفعل، ذو العنف الأقصى، ينبعث فجأة؛ فثمة أشخاص، لا يعرفهم الفاعل على الغالب، يكونون موضع الهجوم والضرب بأية أداة؛ وليس لدى المريض بعد الأزمة أي ذكر لما حدث؛
    2- الفصاميون الشباب؛ فقتل الإنسان عبث، عنيف وغير متوقع؛ والموجود الأعز، الام، هو الضحية في بعض الأحيان؛
    3- المصابون بالذهان الهذاني (البارانويا) والهذيان الذين يتوصلون، جراء استنتاجات خاطئة، إلى جعل الغير مسؤولاً عن تعاساتهم وآلامهم؛ إنهم يعتقدون أنهم مضطهدون ويعزمون على استبعاد المضطهد المزعوم قتلاً؛ وهذا المضطهد المزعوم يمكنه أن يكون شخصاً حيادياً بل شخصاً عطوفاً من محيطهم، فجريمتهم فعل من أفعال الإنصاف في ناظريهم.


    الشباب والإسلام

    مما لاشك فيه أن الإسلام يعي هذه الحقيقة ومدى خطورتها على الأمة والدين لذلك اهتم بقطاع الشباب، وتوجهت التربية الإسلامية إلى عقولهم ونفوسهم وعواطفهم من أجل رعايتهم وتربيتهم تربية صالحة، وتلبية حاجاتهم ورغباتهم المادية والنفسية المشروعة، ووقايتهم من الفساد والانحراف. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلّم أن مقام الشاب الصالح عند الله تعالى يعادل مقام الإمام العادل يوم القيامة في حديثه عن السبعة الذين يظلهم الله في ظلّه ، منهم " إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله .." (1).

    ظاهرة الجنوح والانحراف عند الشباب تعتبر من أبرز المشكلات التي تعاني منها المجتمعات في العالم. بما تخلّفه من تأثيرات نفسية واجتماعية على شخصية الشاب وما تتركه من آثار سلبية وخطيرة على المجتمع في مجالات الجريمة والسرقة وانتشار المخدرات والفساد والانحلال الخلقي. وتجد المؤسسات الاجتماعية والدينية نفسها مضطرة للتصدي لهذه الانحرافات وقمعها وتحمل مسؤولية معالجة أسبابها والوقاية منها .

    أسباب الجريمة
    في كل بلاد العالم تقع جرائم كثيرة و متعددة و متنوعة، فشخص يقتل و آخر يغتصب فتاة من فتيات المجتمع و ثالث يسرق اموال الناس و رابع يحرق مجمعا تجاريا و هكذا. ان سبب الجرائم يعود الى امور كثيرة منها الفقر و الجوع، فاذا كان الانسان فقيرا لا يملك قوت يومه يرتكب جريمة السرقة و ينهب اموال الناس، و اذا كان يعشق فتاة و هي لا ترضى بهذا الحب الحرام ولا تخضع ولا تستسلم له و هو غير ملتزم بالدين و الخلق و القانون و الاعراف يعتدي عليها او يقتلها نتيجة لعدم التزامه بما ذكرنا، او يقدم على ارتكاب جريمة ما بسبب حالة الفراغ و البطالة و عدم وجود عمل له او يبطش و يفتك و يعيث في الارض فسادا لامتلاكه روح الشباب و القوة او يقوم بأعمال تنافي العفة و الحياء لامكاناته المالية الواسعة. وصدق الشاعر في قوله:
    ان الفراغ و الشباب و الجدة ***مفسدة للمرء اي مفسدة
    و لذا نرى ان الاسلام منعنا من اتباع الشهوات و الغرائز الحيوانية و الانسياق وراء الملذات و شجع من يكبح جماح غرائز نفسه الامارة بالسوء «و اما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى»، و كذلك اوجب الاسلام العمل في سبيل تحصيل لقمة العيش و الحياة السعيدة و لعن البطالين الذين يتكلون على الغير «ملعون ملعون من القى كلّه على الناس» و عالج مشكلة الفراغ و ملأه بما ينسجم مع طبيعة و فطرة الانسان و حذر من العواقب الوخيمة للفراغ الذي يسبب المشاكل و المصائب، و كذلك نرى ان الاسلام يوجه الشباب نحو الابتعاد عن الجرائم و يهيىء لهم مناخا مناسبا نظيفا لكي يعيشوا في اجوائه الطاهرة و يبتعدوا عن المعاصي و الفواحش و ارتكاب المحرمات و ايذاء الناس، و منع تكديس الاموال و عدم تحريكها و انفاقها في سبيل الله و اوجب فيها الزكاة و مساعدة الفقراء و المحرومين حتى لا يصرفها في الحرام او ينفقها في امور مضرة به و بالمجتمع او يسيء استخدامها و يتلفها في امور تافهة محرمة كالقمار او شرب الخمور او صرفها على النساء المنحرفات و الممثلات و المغنيات.
    و السبب الآخر لارتكاب الجريمة هو تقليد الغرب المتحلل و مشاهدة الافلام الارهابية التي تعرض مشاهد الجريمة و الارهاب و كيفية السطو على البنوك و قتل الناس و مشاهدة الافلام الخلاعية و الخيانة الزوجية حيث يتعلم ضعاف النفوس طريقة ارتكاب الجريمة و الخيانة و الفساد و الفحشاء و المنكرات. فيجب تطهير القنوات من هذه الافلام الغربية و ملؤها بأفلام مفيدة و مربية للناس و مبينة لهم طريق السعادة و النجاح و صراط الخير و الهداية و الصلاح.


    الجنوح والانحراف وعوامله :

    يوضح علم الاجتماع أن الجنوح نموذج من السلوك الاجتماعي, يقوم المنحرف من خلاله بتصرفات مخالفة للقوانين الاجتماعية والأعراف والقيم السائدة في المجتمع, ويسيء به إلى نفسه وأسرته ومجتمعه. يبدأ الجنوح غالباً عند الأحداث الذين تتراوح أعمارهم بين 12 - 18 سنة، وهي بداية فترة المراهقة التي تعتبر من أخطر مراحل العمر في حياة الإنسان. وتؤكد الدراسات النفسية والاجتماعية على أهمية دور التربية الصالحة للشاب منذ الطفولة في كنف الأسرة ثم المدرسة، فإذا تلقى الشاب منذ صغره رعاية وتربية جيدة ينشأ إنساناً صالحاً، وإن كانت تربيته سيئة تظهر لديه ظواهر الانحرافات في وقت مبكر.

    تتعدّد عوامل وأسباب جنوح الأحداث وانحراف سلوكهم الاجتماعي، منها:

    ـ عوامل اجتماعية:

    بعض الأسر تدفع بأبنائها إلى سوق العمل لساعات طويلة خلال اليوم, فيغيبون عن البيت أو المدرسة بعيداً عن الرعاية والمتابعة، مما يفتح أمام الأطفال أبواباً واسعة للانحراف والقيام بالأعمال والسلوكيات الطائشة والمتهورة والانغماس في الشذوذ الأخلاقي والاجتماعي، فالطفل يتأثر بسهولة بالبيئة المحيطة به، وينجرّ وراء رفاق السوء إذا لم يلق الرعاية والمتابعة المستمرة.

    وقد بينت الدراسات أن الجنوح جمعي وليس فرديا. فالشاب لا يقوم بتنفيذ أعمال منحرفة كالسرقة والنشل وعمليات التهريب وغيرها بمفرده، بل بعمليات جماعية شبه منظمة على شكل عصابات أو شلّة بالتعاون مع أقرانه. من هنا تأتي أهمية الرفقة الصالحة للشاب واختياره لأصحابه من أهل الصفات الحميدة.

    ومن أسباب الانحراف الإدمان على السكر وتعاطي المخدرات من قبل ربّ الأسرة. كما أن الهروب والتسرّب من المدرسة ومن البيت, وعدم شغل أوقات فراغه بنشاطات وفعاليات مفيدة (رياضية - أدبية - ثقافية - ... الخ ), يؤدي إلى ظهور الشذوذ والانحراف النفسي والأخلاقي والخروج على قيم المجتمع عند الشاب .

    ـ عوامل بيئية:

    منها تفكّك الأسرة والنزاعات الدائمة بين الوالدين, أو فقدان الأب في الأسرة، أو وجود زوجة الأب الذي يؤدي هذا إلى إهمال الأولاد. وممارسة القمع والقسوة تدفع الناشئة من الشباب إلى الهروب المستمر من البيت واللجوء إلى الشوارع والزوايا السيئة، فيتعلّم منها بسهولة العادات والقيم غير الأخلاقية.

    ـ عوامل نفسية:

    كثيراً ما تؤدي مشاعر الإحباط واليأس وخيبة الأمل, نتيجة الفقر والعوز والحاجة في الأسرة إلى انحراف الشباب واتباع السلوكيات السيئة، مثل السرقة لشراء ما يسد حاجته من الملابس والألعاب ووسائل الترفيه، وأحياناً شح ّ الوالدين وبخلهما وتقتيرهما بالمصروف على أبنائهما. فالشاب ضمن هذه الأجواء الأسرية سيعاني من الحرمان المادي والعاطفي والرعاية والحب والحنان والعطف والتربية الحسنة. وهي من الضرورات النفسية الأساسية التي يجب أن تتوفر في الأسرة , لينشأ الشاب نشأة صالحة, تقيه مخاطر الجنوح والشذوذ الاجتماعي .
    وتتنوع مظاهر الجنوح عند الشاب فيبدي عدائية مفرطة تجاه محيطه الأسري ووسطه الاجتماعي على شكل تجاوزات مستمرة وتمرد وعصيان للأوامر والتوجيهات. ويقوم بالاعتداء على حقوق وأملاك الآخرين . ويفتعل العراك والنزاعات مع أقرانه ويلحق الأذى بهم. وتبلغ عدوانيته حدّ تحطيم ممتلكات غيره, وإشعال النار في المنزل . ومن أهم نتائج الجنوح الإخفاق في المدرسة. لأنه يؤدي إلى إهمال الشاب لواجباته المدرسية ويدفعه إلى التحايل والكذب والتعويض عن هذا الفشل باتباع أساليب غير مشروعة لإثبات وجوده في المجتمع . ويشيع بين الشباب الجانحين ظاهرة الإدمان على التدخين والكحول والمخدرات . ويتميز الجانحون بضياع رغباتهم وعدم وضوح غاياتهم في الحياة وعدم قدرتهم على تحديد ما يريدون .

    الوقاية والعلاج :

    لمعالجة هذه المشكلة من خلال تضافر جهود المؤسّسات الاجتماعية والتربوية (الأسرة - المدرسة - المسجد - ... ) لأن هذه المؤسّسات بالأساس تتحمل مسؤولية انحراف وجنوح الأولاد منذ البداية . فالأسرة المهملة التي تعاني من الأزمات والمشكلات, والمدرسة التي يسود فيها ظاهرة التعليم بالقوة والصرامة والعنف .

    ومعالجة مظاهر الانحراف عند الشباب يحتاج إلى تكوين رؤيا شاملة وعميقة. وفق معايير وأسس, تستند على أصول التربية الإسلامية , وتحليلات علم النفس التربوي الحديثة, لفهم مشكلات الشباب ومعاناتهم ومعرفة دوافعهم للانحراف. ودفعهم للالتزام بالانضباط السلوكي والقوانين والأنظمة, ومعايير القيم الاجتماعية والدينية ولتحقيق هذه الأهداف, يجب تحقيق التفاعل البنّاء مع الشباب وكسب ثقتهم ومحبتهم , وإبعادهم عن مشاعر وأجواء العنف والخوف والقلق والتوتر والنفور والضياع . وإلا فإن أسلوب الترهيب والعقاب لا يشكل سوى حلّ آنيٍّ مؤقتٍ, يختفي ويتلاشى باختفاء مؤثراته .

    أما القناعة والتجاوب الذاتي, فتشكل ضمانة لاستمرار التزام الشاب وتطوير وترسيخ دافعية الانضباط الإيجابي لديه. فيكتسب من خلالها سلوكاً جديداً, موافقاً لقيم المجتمع وأخلاقه . والتربية الإسلامية تقوم بالأساس على مبدأ الحوار والإقناع والأسلوب الحسن ، من قوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " (2). وللأسرة دور أساسي في تكوين شخصية الشاب النفسية والسلوكية من خلال التربية الصالحة وغرس المفاهيم والقيم الحسنة وتقديم الرعاية والحب والاهتمام والتوجيه اللازم . وإلا فإن أوضاع ومشكلات الأسرة ، خاصة الفقر والبطالة والانحلال الخلقي والنزاعات داخل الأسرة, تؤدي إلى ضياع الشباب وانحرافهم وشذوذهم والتمرد على القانون الاجتماعي . دفاعاً عن الذات, ضد ما يشعرون به من ظلم اجتماعي وقهر وحرمان .

    ـ الوقاية من الانحراف أهم وسائل معالجة ظاهرة جنوح الأحداث عن طريق الفهم الواعي الثقافي والاجتماعي والديني واعتبار الأبوة والأمومة رسالة مقدسة ومسؤولية عظيمة يجب أن تؤديها الأسرة على أكمل وجه . وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيته " (3).

    كما يجب على المؤسسات التربوية والاجتماعية والدينية , الاهتمام جيداً بعالم الشباب ورعايتهم وتطوير ثقافتهم وشغل أوقات فراغهم بنشاطات متعددة (رحلات - نوادي - جمعيات - رياضة - أدب - علوم - بحث - فنون ... الخ ) مما يتلاءم مع ميولهم ويشبع حاجاتهم ورغباتهم المشروعة. فاستئصال أسباب الجنوح منذ البداية هو الأساس في معالجة هذه الظاهرة لتأمين حياة أفضل للشباب , في أحضان أسرة صالحة ومستوى معيشي جيد وتكوين أسرة عاملة ومتعلمة ومسئولة, تشكل ضمانة له من الانحراف.

    فالوقاية من انحراف الشباب, تحتاج إلى إجراءات حازمة لمعالجتها من جذورها وذلك بتحسين الأوضاع المعيشية للأسر الفقيرة وانتفاء الحاجة إلى العمل المبكر . وفرض التعليم الإلزامي في المرحلة التعليمية الأساسية.وتوفير ظروف صحية وسليمة لمتابعتهم الدراسة وإيجاد اهتمامات قيميّة سامية وغايات نبيلة يعملون من أجل تحقيقها .

















    الخاتمة

    ثمة كلمة لا بد منها تخاطب عقول الشباب . وهي أن قوة إيمان الشاب
    ورسوخ العقيدة الإسلامية في نفسه ووعيه هي الأساس في تحديد
    مساراته واتجاهاته في الحياة. ووقايته من الانحرافات والشذوذ والبقاء على
    الطريق الصحيح والصمود أمام مغريات الحياة وعواصفها ومواجهة المخطّطات
    المشبوهة التي تستهدف تخريب عقول الشباب وإفسادهم من أجل تقويض
    المجتمع الإسلامي وانحلاله وهدم أسسه .

    فالإيمان يمدّ الشاب بالقوة اللاّزمة على الصمود والمواجهة والتحمل والصبر
    على المكاره ومقاومة الشهوات وحب المتع الدنيوية والجري وراءها ، بهدف
    الحصول على مرضاة الله تعالى والفوز بوعده وجزائه للصابرين , وتجنب
    معصية الله تعالى وارتكاب المحرّمات والخوف من عقابه تعالى . وليكن شعار
    الشاب المسلم قوله تعالى : (ومن يتقِ الله يجعلْ له مخرجاً ويرزقْه من حيث
    لا يحتسب) (4).

    اسأل الله سبحانه و تعالى ان يبعدنا عن المعاصي و الذنوب و الآثام و ان يوفقنا لتحرير انفسنا من الشهوات و ان يرحم شهداءنا الابرار ويفك قيد اسرانا و يحفظ بلدنا من كل سوء و مكروه بحق محمد و آله الطاهرين الهداة الميامين آمين يا رب العالمين.





    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ :
    (1) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما .
    (2) سورة النحل الآية/ 125/ .
    (3) رواه مسلم في صحيحه .
    (4) سورة الطلاق الآية /2/ .




    المراجع:

    www.uae.ii5ii.com

    www.annabaa.org/nbanews/61/319.htm


    كتاب أكادمية شرطة دبي ( المؤلف محمود علي حمودة)


    مع تحياتي

    الوسيم

  2. #22
    عضو محظــور
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    UAE
    المشاركات
    5,764

    افتراضي

    --------------------------------------------------------------------------------
    س/ ماهي أهم العوامل النفسية التي تؤدي إلى تشكيل جماعة الرفاق ؟

    1- الشعور بالتوافق والتكيف مع البيئة المحيطة.
    2- تلبية الاحتياجات النفسية والاجتماعية لديهم .
    3- تعتبر جماعة الرفاق ساحة غنية للخبرات والتجارب وصقل القدرات وإخراج كثير من الطاقات الكامنة بهم.
    4- المدرسة من أكثر الأماكن التي يحتك فيها الطفل بكثير من الأقران بشكل يومي ومنتظم؛ وبالتالي فهي تعد مجالا ممتازا لتدريب الأبناء على تكوين الصداقات وانتقاء الرفقة والأصحاب .

    س/ ماهي الاتجاهات والقيم الايجابية والسلبية التي يكتسبها الفرد من جماعة الرفاق ؟

    * الاتجاهات الايجابية :
    1- تحافظ على معنى احترام الذات والثقة في النفس.
    2- تخفف خبراتها من التوتر والقلق.
    3- تفعل الجهد والإنجاز-وتصبح قوة هامة في النجاح في الدراسة والحياة.
    4- تحتل مركزاً هاماً كحلقة وسطى بين الطمأنينة والأمن في الأسرة.
    5- حب الآخرين :فذلك من تمام الإيمان* ويقرب الإنسان من الله .
    6- أن صديق الإنسان مرآته* فحسبما يختار من أصدقاء سيكون* وهو ما يؤكده قول النبي صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله".
    7- - زيادة السعادة بينهم : فالأعمال الجماعية (كأنشطة الكشافة* الرياضة ومجموعات الصحافة والمكتبة والمسرح والتمثيل وغيرها) تمد الطفل بالكثير من الخبرات والمهارات وتوفر فرصة التعرف على كثير من الأشخاص وبالتالي تكوين الكثير من الصداقات.
    8- التعاون : فالأطفال المتعاونين والذين يتسمون بالمرح وروح الود والتعاون ويشعرون من حولهم بالاستئناس معهم يكونون محبوبين وثقتهم بأنفسهم كبيرة.
    9-- تسهم في التنشئة الاجتماعية.

    * الاتجاهات السلبية :
    1- كثرة الشكوى والتذمر ومعاملة الآخرين بشكل غير لطيف: فهذه أمور غير مقبولة من الله تعالى* كما أنها تنفر الناس من الإنسان.
    2- الأطفال الأنانيين الذين لا يحبون مشاركة الآخرين الأنشطة الجماعية هم غالبا غير محبوبين
    3- الدعوة إلى المشاغبة : وذلك بالتخريب والسرقة وعدم الحضور إلى المدرسة .



    س/ ماهي طبيعة العلاقة بين الأسرة وجماعة الرفاق ؟

    لا بد أن يتأكد الوالدان أن قلة الاتصال بالأصدقاء والتعامل مع الآخرين يعيق النمو الشخصي للأبناء ويفقدهم التوافق مع من حولهم؛ لأن العلاقات هي أساس النجاح في الانتماء للجماعة والقيام بالأدوار الاجتماعية الفعالة التي تزيد من اكتساب الأطفال السلوكيات الاجتماعية والثقة بالنفس.والأطفال يتأثرون بالنجاح الذي يحققونه في حياتهم المدرسية ومحيطهم الاجتماعي؛ فالنجاح يجعل الطفل أكثر حظا عند زملائه* وبما أن الأعمال الناجحة تحدث غالبا في مجموعات فإن أولئك الذين ينضمون إلى جماعة الرفاق الذين يزداد احتمال اكتسابهم للثقة بالنفس والسلوكيات الاجتماعية أكثر ممن ينسحبون وينعزلون عن أترابهم".

    س/ما هي مظاهر الإحساس بالأمن التي تحققها جماعة الرفاق للفرد ؟

    1-قد يتعرض الصغار للإيذاء من أحد الوالدين أو من كليهما. فيدفع الفرد إلى اللجوء إلى جماعة الرفاق حتى يتوفر له الأمن الذي فقده من الأسرة .
    2- قد لا يكون الآباء موفقين في حياتهم الأسرية* وتزداد المشاكل والتفرق بين الأبوين*وقد تحدث وتثار مشاكلهم أمام الأبناء ( وفي هذا ما يوضح جوانب الفشل في الحياة الأسرية للأبناء* واتسام سلوكهم فيما يعد بالعدوانية(. * وهنا تقوم جماعة الرفاق الصالحة بتخفيف المشكلة عليه وعدم إعطائها أكثر من اللازم .
    3-حدوث صراع بين الآباء في أسلوب تربية الصغار.
    4-القسوة والصرامة والشدة من جانب الآباء في تنشئة الفرد وعدم إظهار مشاعر العطف والحنو تجاه الأبناء. ومن هنا يأتي دور جماعة الرفاق بإظهار العطف نحو الفرد والوقوف إلى جانبه .

    س/ ماهو دور الأسرة في إشباع الحاجة إلى الأمن كبديل عن جماعة الرفاق ؟

    1- البسمة الودود والاستبشار
    2- استخدام الهدايا البسيطة من حلوى أو العاب .
    3- لا بد من توعية الفرد من قبل أسرته بعدم الحديث مع الأفراد بشكل مباشر عن الرغبة في مصادقتهم لئلا يسبب ذلك لهم تعاليا أو نفورا أو كلمات قد تجرح الفرد إن كانت تحمل معنى الرفض
    4- لابد من تعليم الطفل مبادئ التعامل الناجح مع الأقران بحيث لا يسمح بأن يعتدي أحد عليه ولا يبادر بالعنف في الوقت ذاته.
    5- حينما يشكو الطفل من خصام أحد الأصدقاء -وهي شكوى تتكرر كثيرا وربما يوميا- خصوصا إن كان بدون سبب واضح سوى الإغاظة والمضايقة* فلا بد من احتواء الطفل وتوجيهه مسبقا أو عند حدوث هذا الموقف*
    6- لا بد من تعليم الطفل ردود الأفعال المناسبة.. لو أخطأ كيف يعتذر* ولو أخطأ أحد في حقه كيف يدافع عن حقه* وكيف يتعامل بلا عدوان ولا ضعف* وإلى من يلجأ لفض المشكلات في التعاملات اليومية... وهكذا .

    تؤثر جماعة الرفاق على التنشئة الاجتماعية لدى المراهق وعلى هويته من خلال السماح له باستكشاف اهتماماته الشخصية والأمور التي يريد التأكد منها في الوقت الذي يحصل فيه على الاحساس بالانتماء والاستمرار مع مجموعة من الأصدقاء
    وعلى الرغم من أن جماعة الرفاق تعتبر هامة بالنسبة للمراهق الطبيعي، فإنه قد يكون هناك تكاليف لكون الشخص عضواً في جماعة رفاق، فيشير أدب البحث إلى مدى واسع من المشكلات المحتملة مثل إساءة استخدام المواد وسـلوكات المخاطرة والانحـراف واتـجاهـات المواعدة.
    يتطلب الانتماء لمجموعة الاذعان لاهتماماتها ورغباتها والتي ليس بالضرورة أن تعبر عن تفضيل الشخص المحدد، فإن إساءة استخدام المواد والسلوكات الخطرة لدى الكثير من الشباب قد تمثل جهوداً من أجل الإذعان لمعايير الجماعة، ومن أجل الـتعبيـر عن الالتزام والإخلاص لأعـضاء الجـماعـة الآخـرين وما يؤمنون به من قيم ومعايير.
    يسعى الفرد أيضاً نتيجة لضغط الرفاق لتحقيق الشعبية Popularity، فالضغط والإلحاح الذي يمارس على الفرد من أجل القيام بأمور معينة يجعل الآخرين ينظرون إليه على أنه صـاحب شعبية وذلك لأن كـلاً مـن ضغط الرفاق والحاجة للشعبية عاملان مهمان من أجل أن يحقق الفرد قبولاً في جماعة الرفاق، لذلك فإن ضغط الرفاق والشعبية أمران مرتبطان ببعضهما. وبتحديد أكثر، فإن ضغط الرفاق يعود إلى مواقف أكثر تحديداً يشعر الأشخاص خلالها بأنه تم الضغط عليهم للقيام بها، بينما الحاجة لأن تكون شعبياً تعود إلى مجموعة أوسع من المواقف التي قد يكون الفرد قد تعرض فيها للضغط أو لم يتعرض للسلوك أو التفكير بطريقة معينة.
    تساعد جماعة الرفاق المراهق على خلق معايير تتعلق بالسلوك من أجل أن يكون هذا السلوك مقبولاً لدى جماعة الرفاق. ولمّا كان المراهق يقضي وقتاً طويلاً مع الأصدقاء، وباعتبار صورة الجسد واحدة من القضايا المهمة في التنشئة الاجتماعية والاستجمام ولأن المراهق يبحث عن استحسان الرفاق والاذعان للجماعة فإن ذلك سوف يؤثـر في خـيارات الحفاظ على الصورة المثالية للجسد لديـه
    ويشير "ليفاين" وزملاؤه (Levine et al. 1994-p40) بأن تأثير الرفاق يسهم في اضطرابات الأكل، فالمراهقات يتعلمن اتجاهات محددة مثل أهمية النحافة وسلوكات مثل الحمية والتقيؤ لفقدان الوزن من خلال الرفاق، حيث يتم ذلك بعدة طرق كتقديم مثال أو التشجيع أو من خلال الإغاظة في كونها لم تحقق معايير الجماعة. ويشير "باكستون" وزملاؤه بأن صداقات المراهقات تكون من نفس الجنس وتكون صورة الجسد مأخوذة بعين الاعتبار عند قبول المراهقة في جماعة الرفاق. ويضيف بأن رفيقات المراهقات اللواتي يقمن بسلوكات فقدان وزن مفرطة يمارسن عليهن ضغطاً كبيراً للقيام بذلك، حيث أشارت المراهقات اللواتي يعانين من الشره بأنهن تعرضن للضغط من قبل رفيقاتهن من أجل الانخراط بنوبات أكل والقيام بنوبات تطهير منها. كما يؤكد "ولتمان وايميري" أن الرضا عن الجسد يرتبط بتأثير الأقران البالغ في تشكيل صورة الجسد، الأمر الذي يدفع الفتيات لمحاولة السيطرة على أوزانهن رغبةً منهن لإرضاء الآخرين، فيصبحن غير واعيات للمؤشرات والحاجات الداخلية بما في ذلك حالة الجوع لديهن، وتشير الدلائل إلى أن مريضات الشره يعانين من قلق اجتماعي وإدراكات مشوهة حول قراءة الآخرين لمظهرهن الخارجي كبديلٍ عن المعايير الداخلية.
    وفي دراسة قام بها "كراندل" حول تأثير الرفاق في تطوير اضطرابات الأكل، وجد بأن النساء اللواتي عبرن بأن عدداً من صديقاتهن يقمن بالحمية قد أظهرن أعراضاً لاضطرابات الأكل بشكل أكبر بالمقارنة مع النساء اللواتي ليس لديهن مثل تلك الصديقات. كما وجـد بـأن الإغـاظة من قبـل الرفـاق ترتبـط بعدم الرضـا عن الجـسد والأكـل المقيد كما تنبأت اتجاهات الأصدقاء حول الحمية وصورة الجسد باضطرابات الأكل.
    التعديل الأخير تم بواسطة |[خواآاطر]| ; 30-01-2010 الساعة 05:52 PM

  3. #23
    عضو نشيط الصورة الرمزية ملكة الغراشيب
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    UAE
    المشاركات
    158

    Fasal2 بحث عن التنشئة الاجتماعية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    المقدمة :
    يعتبر موضوع التنشئة الأجتماعية من المواضيع الهامة التي تناولها الباحثون في مجال علم النفس و الإجتماع ، سواء من ناحية المضامين أو الأساليب، نظرا لأهمية هذا الموضوع في إعداد الأجيال القادمة التي ستحافظ على استمرارية وجود المجتمع ماديا و معنويا ، و التنشئة الإجتماعية لها دور كبير في بناء شخصية الفرد و نمائه ليصبح فردا قادرا على تحدي مصاعب الحياة .
    و التنشئة الإجتماعية هي العملية التي يتم من خلالها نقل تراث المجتمع إلى أفراده ، و بالتالي تمكنهم من المشاركة في الحياة الإجتماعية، وفقا لهذا التعريف تعد التنشئة الإجتماعية عملية أساسية في حياة الفرد يتم من خلالها تحويل الفرد من كائن بيولوجي إلى مواطن له أدواره و مكانة معينة ، ويحمل قيم و معايير المجتمع ولغته . و في بحثي هذا سأتطرق للحديث عن التنشئة الإجتماعية في هذه النقاط :
    1- ماهي التنشئة الإجتماعية .
    2- أهداف التنشئة الإجتماعية .
    3- آليات التنشئة الإجتماعية .
    4-صفات وخصائص التنشئة الإجتماعية .
    5-شروط التنشئة الإجتماعية
    6- العوامل المؤثرة في التنشة الإجتماعية
    7-مؤسسات التنشئة الإجتماعية
    التنشئة الاجتماعية:
    هي عملية يكتسب الأطفال من خلالها الحكم الخلقي والضبط الذاتي اللازم لهم حتى يصبحوا أعضاء راشدين مسئولين في مجتمعهم. ( حسين رشوان، 1997، ص153 )
    وهي عملية تعلم وتعليم وتربية، تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف إلى إكساب الفرد (طفلاً فمراهقاً فراشداً فشيخاً) سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة، تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها، وتكسبه الطابع الاجتماعي، وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية.
    وتسهم أطراف عديدة في عملية التنشئة الاجتماعية كالأسرة و المدرسة و المسجد والرفاق و غيرها إلا أن أهمها الأسرة بلا شك كونها المجتمع الإنساني الأول الذي يعيش فيه الطفل، والذي تنفرد في تشكيل شخصية الطفل لسنوات عديدة من حياته تعتبر حاسمة في بناء شخصيته. ( حامد زهران، 1977، ص213 )






    أهداف التنشئة الاجتماعية:
    ـ غرس عوامل ضبط داخلية للسلوك وتلك التي يحتويها الضمير و تصبح جزءاً أساسياً، لذا فإن مكونات الضمير إذا كانت من الأنواع الإيجابية فإن هذا الضمير يوصف بأنه حي، وأفضل أسلوب لإقامة نسق الضمير في ذات الطفل أن يكون الأبوين قدوة لأبنائهما حيث ينبغي ألا يأتي أحدهما أو كلاهما بنمط سلوكي مخالف للقيم الدينية و الآداب الاجتماعية.
    ـ توفير الجو الاجتماعي السليم الصالح و اللازم لعملية التنشئة الاجتماعية حيث يتوفر الجو الاجتماعي للطفل من وجوده في أسرة مكتملة تضم الأب والأم والأخوة حيث يلعب كل منهما دوراً في حياة الطفل.
    ـ تحقيق النضج النفسي حيث لا يكفي لكي تكون الأسرة سليمة متمتعة بالصحة النفسية أن تكون العلاقات السائدة بين هذه العناصر متزنة سليمة و إلا تعثر الطفل في نموه النفسي، والواقع أن الأسرة تنجح في تحقيق النضج النفسي للطفل إذا ما نجحت في توفير العناصر التالية:
    ـ تفهم الوالدين وإدراكهما الحقيقي في معاملة الطفل وإدراك الوالدين ووعيهما بحاجات الطفل السيكولوجية والعاطفية المرتبطة بنموه وتطور نمو فكرته عن نفسه وعن علاقته بغيره من الناس وإدراك الوالدين لرغبات الطفل ودوافعه التي تكون وراء سلوكه وقد يعجز عن التعبير عنها. (إقبال بشير وآخرون،1997: ص63 )
    ـ تعليم الطفل المهارات التي تمكنه من الاندماج في المجتمع، والتعاون مع أعضاءه والاشتراك في نواحي النشاط المختلفة وتعليمه أدواره، ما له وما عليه، وطريقة التنسيق بينهما وبين تصرفاته في مختلف المواقف، وتعليمه كيف يكون عضواً نافعاً في المجتمع وتقويم وضبط سلوكه.
    آليات التنشئة الاجتماعية:
    تستخدم الأسرة آليات متعددة لتحقيق وظائفها في التنشئة الاجتماعية، وهذه الآليات تدور حول مفهوم التعلم الاجتماعي الذي يعتبر الآلية المركزية للتنشئة الاجتماعية في كل المجتمعات مهما اختلفت نظرياتها وأساليبها في التنشئة، ومهما تعددت وتنوعت مضامينها في التربية.
    و للتنشئة خمس آليات هي:
    * التقليد / فالطفل يقلد والديه ومعلميه وبعض الشخصيات الإعلامية أو بعض رفاقه.
    * الملاحظة / يتم التعلم فيها من خلال الملاحظة لنموذج سلوكي وتقليده حرفياً.
    * التوحد / يقصد به التقليد اللاشعوري وغير المقصود لسلوك النموذج.
    * الضبط / تنظيم سلوك الفرد بما يتفق ويتوافق مع ثقافة المجتمع ومعاييره.
    * الثواب والعقاب / استخدام الثواب في تعلم السلوك المرغوب، والعقاب لكف السلوك غير المرغوب.( خلدون النقيب، 1985: ص62 )

    صفات وخصائص التنشئة الاجتماعية:
    - تعتبر التنشئة الاجتماعية عملية تعلم اجتماعي يتعلم فيها الفرد عن طريق التفاعل الاجتماعي أدواره الاجتماعية والمعايير الاجتماعية التي تحدد هذه الأدوار، ويكتسب الاتجاهات والأنماط السلوكية التي ترتقيها الجماعة ويوافق عليها المجتمع.
    - عملية نمو يتحول خلالها الفرد من طفل يعتمد على غيره متمركز حول ذاته، لا يهدف من حياته إلا إشباع الحاجات الفسيولوجية إلى فرد ناجح يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية وتحولها مع ما يتفق مع القيم والمعايير الاجتماعية.
    - أنها عملية مستمرة تبدأ بالحياة ولا تنتهي إلا بانتهائها.
    - تختلف من مجتمع إلى آخر بالدرجة ولكنها لا تختلف بالنوع.
    - التنشئة الاجتماعية لا تعني صب أفراد المجتمع في بوتقة واحدة بل تعني اكتساب كل فرد شخصية اجتماعية متميزة قادرة على التحرك والنمو الاجتماعي في إطار ثقافي معين على ضوء عوامل وراثية وبيئية. ( عبد الله الحولي، 1982: ص18 )
    ومن خصائص التنشئة أيضاً أنها تاريخية: أي ممتدة عبر التاريخ، وإنسانية يتميز بها الإنسان دون الحيوان، وتلقائية أي ليست من صنع فرد أو مجموعة من الأفراد بل هي من صنع المجتمع وهي نسبية أي تخضع لأثر الزمان والمكان، وجبرية أي يجبر الأفراد على إتباعها، وهي عامة أي منتشرة في جميع المجتمعات.
    شروط التنشئة الاجتماعية:
    1ـ وجود مجتمع: الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الجماعة فهو منذ أن يولد يمر بجماعات مختلفة فينتقل من جماعة إلى أخرى محققاً بذلك إشباع حاجاته المختلفة، والمجتمع يمثل المحيط الذي ينشأ فيه الطفل اجتماعياً وثقافياً، وبذلك تتحقق التنشئة الاجتماعية من خلال نقل الثقافة والمشاركة في تكوين العلاقات مع باقي أفراد الأسرة بهدف تحقيق تماسك المجتمع.
    وللمجتمع عدة معايير وملامح مميزة له وتتمثل: بالمعايير والمكانة والمؤسسات والثقافة.
    2ـ توفر بيئة بيولوجية سليمة: توفير البيئة البيولوجية السليمة للطفل يمثل أساس جوهري وذلك لأن عملية التنشئة الاجتماعية تكون شبه مستحيلة إذا كان الطفل معتلاً أو معتوهاً، خاصة وأن هذه المشكلة ستبقى ملازمة ودائمة تميزه عن غيره، وبالرغم من ذلك فإن المجتمع ملزم بتوفير كافة الوسائل التي من شأنها تسهيل عملية التنشئة الاجتماعية لهذه الفئة من الناس، فمن الواضح أن الطبيعة البيولوجية للإنسان تكون وتشكل الجسم، وهي بذلك لها أثر كبير في التنشئة الاجتماعية ولا يمكن عزل العوامل البيولوجية عن الواقع الاجتماعي.
    3ـ توفر الطابع الإنساني: وهو أن يكون الطفل أو الفرد ذو طبيعة إنسانية سليمة، وقادراً على أن يقيم علاقات وجدانية مع الآخرين، وهذا الشئ الذي يميز الإنسان عن غيره من الحيوانات وتتألف الطبيعة الإنسانية من العواطف، وتعتبر المشاركة هي أكثر العواطف أهمية، وهي تدخل في عواطف أخرى كالحب والكراهية والطموح والشعور بالخطأ والصواب، والعواطف الموجودة في العقل الإنساني تكتسب عن طريق المشاركة، وتزول بفعل الانطواء وهنا يأتي دور التنشئة الاجتماعية في دفع الإنسان إلى المشاركة الفعالة في واقعه الاجتماعي المحيط به.
    العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية:
    العائلة هي أول عالم اجتماعي يواجهه الطفل، وأفراد الأسرة هم مرآة لكل طفل لكي يرى نفسه والأسرة بالتأكيد لها دور كبير في التنشئة الاجتماعية، ولكنها ليست الوحيدة في لعب هذا الدور ولكن هناك الحضانة والمدرسة ووسائل الإعلام والمؤسسات المختلفة التي أخذت هذه الوظيفة من الأسرة، لذلك قد تعددت العوامل التي كان لها دور كبير في التنشئة الاجتماعية سواء كانت عوامل داخلية أم خارجية، وسوف نعرض هذه العوامل من واقع مجتمعنا الفلسطيني الذي نعيشه:
    أولاً: العوامل الداخلية:
    1- الدين: يؤثر الدين بصورة كبيرة في عملية التنشئة الاجتماعية وذلك بسبب اختلاف الأديان والطباع التي تنبع من كل دين، لذلك يحرص كل دين على تنشئة أفراده حسب المبادئ والأفكار التي يؤمن بها.
    2- الأسرة: هي الوحدة الاجتماعية التي تهدف إلى المحافظة على النوع الإنساني فهي أول ما يقابل الإنسان، وهي التي تساهم بشكل أساسي في تكوين شخصية الطفل من خلال التفاعل والعلاقات بين الأفراد، لذلك فهي أولى العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية، ويؤثر حجم الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية وخاصة في أساليب ممارستها حيث أن تناقص حجم الأسرة يعتبر عاملاً من عوامل زيادة الرعاية المبذولة للطفل.
    3- نوع العلاقات الأسرية: تؤثر العلاقات الأسرية في عملية التنشئة الاجتماعية حيث أن السعادة الزوجية تؤدي إلى تماسك الأسرة مما يخلق جواً يساعد على نمو الطفل بطريقة متكاملة.
    4- الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها الأسرة: تعد الطبقة التي تنتمي إليها الأسرة عاملاً مهماً في نمو الفرد، حيث تصبغ وتشكل وتضبط النظم التي تساهم في تشكيل شخصية الطفل، فالأسرة تعتبر أهم محور في نقل الثقافة والقيم للطفل التي تصبح جزءاً جوهرياً فيما بعد.
    5- الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة: لقد أكدت العديد من الدراسات أن هناك ارتباط إيجابي بين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للطفل وبين الفرص التي تقدم لنمو الطفل، والوضع الاقتصادي من أحد العوامل المسئولة عن شخصية الطفل ونموه الاجتماعي.
    6- المستوى التعليمي والثقافي للأسرة: يؤثر ذلك من حيث مدى إدراك الأسرة لحاجات الطفل وكيفية إشباعها والأساليب التربوية المناسبة للتعامل مع الطفل.
    7- نوع الطفل (ذكر أو أنثى) وترتيبه في الأسرة: حيث أن أدوار الذكر تختلف عن أدوار الأنثى فالطفل الذكر ينمى في داخله المسئولية والقيادة والاعتماد على النفس، في حين أن الأنثى في المجتمعات الشرقية خاصة لا تنمى فيها هذه الأدوار، كما أن ترتيب الطفل في الأسرة كأول الأطفال أو الأخير أو الوسط له علاقة بعملية التنشئة الاجتماعية سواء بالتدليل أو عدم خبرة الأسرة بالتنشئة وغير ذلك من العوامل. ( عبد الخالق عفيفي،1987: ص27 )
    ثانياً: العوامل الخارجية:
    1- المؤسسات التعليمية: وتتمثل في دور الحضانة والمدارس والجامعات ومراكز التأهيل المختلفة.
    2- جماعة الرفاق: حيث الأصدقاء من المدرسة أو الجامعة أو النادي أو الجيران وقاطني نفس المكان وجماعات الفكر والعقيدة والتنظيمات المختلفة.
    3- دور العبادة:مثل المساجد والكنائس وأماكن العبادة المختلفة.
    4- ثقافة المجتمع: لكل مجتمع ثقافته الخاصة المميزة له والتي تكون لها صلة وثيقة بشخصيات من يحتضنه من الأفراد، لذلك فثقافة المجتمع تؤثر بشكل أساسي في التنشئة وفي صنع الشخصية القومية.
    5- الوضع السياسي والاقتصادي للمجتمع: حيث أنه كلما كان المجتمع أكثر هدوءاً واستقراراً ولديه الكفاية الاقتصادية كلما ساهم ذلك بشكل إيجابي في التنشئة الاجتماعية، وكلما اكتنفته الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي كان العكس هو الصحيح.
    6- وسائل الإعلام: لعل أخطر ما يهدد التنشئة الاجتماعية الآن هو الغزو الثقافي الذي يتعرض له الأطفال من خلال وسائل الإعلام المختلفة وخاصة التليفزيون، حيث يقوم بتشويه العديد من القيم التي اكتسبها الأطفال إضافة إلى تعليمهم العديد من القيم الأخرى الدخيلة على الثقافة الفلسطينية وانتهاء عصر جدات زمان وحكاياتهن إلى عصر الحكاوي عن طريق الرسوم المتحركة.
    مؤسسات التنشئة الاجتماعية:
    تتم عملية التنشئة عن طريق مؤسسات اجتماعية متعددة تعمل وكالات للتنشئة نيابة عن المجتمع أهمها الأسرة والمدرسة ودور العبادة، وجماعة الرفاق، ووسائل الإعلام، ودور كل مؤسسة كما يلي:
    - الأسرة: هي الممثلة الأولى للثقافة، وأقوى الجماعات تأثيراً في سلوك الفرد، وهي المدرسة الاجتماعية الأولى للطفل، والعامل الأول في صبغ سلوك الطفل بصبغة اجتماعية، فتشرف على توجيه سلوكه، وتكوين شخصيته.
    - المدرسة: هي المؤسسة الاجتماعية الرسمية التي تقوم بوظيفة التربية، ونقل الثقافة المتطورة وتوفير الظروف المناسبة لنمو الطفل جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً، وتعلم المزيد من المعايير الاجتماعية، والأدوار الاجتماعية.
    - دور العبادة: تعمل دور العبادة على تعليم الفرد والجماعة التعاليم والمعايير الدينية التي تمد الفرد بإطار سلوكي معياري، وتنمية الصغير وتوحيد السلوك الاجتماعي، والتقريب بين الطبقات وترجمة التعاليم الدينية إلى سلوك عملي.
    - جماعة الأقران: يتلخص دورها في تكوين معايير اجتماعية جديدة وتنمية اتجاهات نفسية جديدة والمساعدة في تحقيق الاستقلال، وإتاحة الفرصة للتجريب، وإشباع حاجات الفرد للمكانة والانتماء.
    - وسائل الإعلام: يتلخص دورها في نشر المعلومات المتنوعة، وإشباع الحاجات النفسية المختلفة ودعم الاتجاهات النفسية وتعزيز القيم والمعتقدات أو تعديلها، والتوافق في المواقف الجديدة.

    المصادر والمراجع
    http://www.3iny3ink.com/forum/t101554.html

    ط§ظ„طھظ†ط´ط¦ط© ط§ظ„ط§ط¬طھظ…ط§ط¹ظٹط©

    ( اقول اتمنى ينال اعجابك بس عاد انت حط الخاتمة و التوصيات والمقترحات )
    التعديل الأخير تم بواسطة |[خواآاطر]| ; 30-01-2010 الساعة 06:37 PM

  4. #24
    عضو محظــور
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    UAE
    المشاركات
    5,764

    افتراضي بحث عن السفر الى الخارج و تأثيره على الشباب

    بحث عن السفر الى الخارج و تأثيره على الشباب


    مع بدء الاجازة الصيفية في كل عام، تطفو قضية السفر على السطح، ويبدأ الكثيرون في شد الرحال الى الخارج.
    ومن بين هؤلاء المسافرين، نجد ان فئة الشباب أو المراهقين تشكل نسبة كبيرة ومعظم هؤلاء قد لا تتوفر لهم مصاريف السفر من تذاكر واقامة في الخارج وجولات سياحية.. الخ ويلجأون الى اهاليهم او لبيع مقتنياتهم الشخصية من سيارة وخلافه لتأمين نفقات السفر. وتكمن خطورة سفر هؤلاء المراهقين في انهم لا يزالون في مقتبل العمر وبدون تجربة تذكر في الحياة ومن هنا، فانه يسهل خداعهم واغواؤهم للوقوع في الحرام والمحظور.
    والشىء الاكثر خطورة في سفر هؤلاء الشباب من صغار السن هو احتمال تعرضهم الى عمليات غسل دماغ من قبل اشخاص محترفين لتحويلهم الى ارهابيين وبدلا من ان يكونوا مصدر فخر لبلادهم
    يتحولون الى وبال عليها وقنابل موقوتة لاشاعة الموت والخراب.
    ومن هنا، يجب على اولياء الامور ان يكونوا حذرين للغاية من سفر ابنائهم المراهقين للخارج
    تحسبا من وقوع ما لا تحمد عقباه.
    المشاركون في قضية النقاش لهذا الاسبوع حول سفر المراهقين كانت لهم آراء قيمة، فلنطالعها سويا في السطور التالية:
    ***
    سلبيات وإيجابيات
    *هدى السعيد: السفر للخارج له سلبيات ومنها التعرض للاخطار، والايجابيات هي تغيير الروتين لكن يكون السفر للخارج خطرا على الشباب بوجه خاص لانهم معرضون للأمراض ومعرضين للاختطاف والسرقة خصوصا المراهقين ويحبذ لو يسافر معهم احد.
    *أم فواز: لا شك ان سفر المراهقين للخارج دون ان يكون لديهم وعي ثقافي يشكل خطراً عليهم. بعض الاباء يترك الحرية المطلقة للأولاد بينما كل شيء ممنوع على البنات!!
    هذه السلوكيات المتناقضة هي التي تشجع المراهقين على الوقوع في أمور لا تحمد عقباها الحل هوالتوعية والتربية والحوار بين الأب والأبناء المراهقين وأفضل شيء هوالسفر مع الأسرة لان من شأنه تقوية الأواصر بين أفراد الأسرة.
    ****
    عواقبه وخيمة
    *عبده أحمد الجعفري إمام جامع السهلي بالرياض: اخواني في الله، بلادنا ولله الحمد بلاد طيبة ومباركة والناس يأتون إلينا يأتون لزيارة مكة والمدينة. السفر الى خارج هذه البلاد المباركة في رأيي خطر ويؤدي الى أمور لا تحمد عقباها وخاصة سفر المراهقين.
    لماذا المراهق يسافر الى هناك قبل ان ينضج ولا يزال في بدايات الشباب. المراهق من السهل خداعه ومن السهل سرقته ومن السهل ان يقع في مطبات خطيرة لانه لا يفكر في العواقب ولا يفكر إلا في ارضاء غريزته.
    سفر المراهق مؤداه خطير لماذا يسافر ويترك جوبلاده الطيب والنقي.
    انني اخاطب الاباء من منبر مجلة الجزيرة ان يهتموا بابنائهم المراهقين الذين لا يزالون في فترة الشباب. وهذه الفترة لابد ان تستغل في امر طيب يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (سبع يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم شاب نشأ في طاعة الله).
    الشاب الذي ينشأ في حب الله ورسوله ينشأ نشأة طيبة ويكون عوناً لأبيه وامه ويساعد اخوانه ويكون سببا في رقي مجتمعه.
    اذا نشأ هذا الشاب على حب السفر وعلى حب النزهات وعلى حب المخاطر وغيرها ارى انه لن يستفاد منه مستقبلا بل سيكون عالة على المجتمع ناهيك عما يجره من ويلات عندما يتعرف على اناس لا يعرفون الدين ولا يعرفون الأخلاق.
    أرى ان هؤلاء الشباب لابد ان يعلموا عاقبة سفرهم الى الخارج وان العاقبة وخيمة. فكم من اناس ذهبوا الى هناك وهم في سن المراهقة فقدوا انفسهم وفقدوا اموالهم وفقدوا شبابهم وفقدوا حياتهم يأتون الينا وقد تحملوا بالامراض والاوزار والذنوب وغيرها.
    والكثير من الشباب لا يخبرون اباءهم وامهاتم بسفرهم لخارج المملكة ويزعمون امام اهلهم انهم مسافرون الى ابها أوالى الباحة وهم في واقع الامر يكذبون لان الاب أوالأم لوعرفا حقيقة وجهتهم لمنعوهم.
    أخي الشاب، اخي المراهق لتنفق اموالك في هذه البلاد.
    والحمد لله هنا الأمن والامان هنا الراحة والطمأنينة وأقولها بملء فمي ان الراحة في هذه البلاد في مساكنها في متنزهاتها. بين اهلها وبين ناسها تجد الطيبة.
    لماذا يترك الشباب كل هذه النعم ويتجهون للخارج حيث النساء السافرات اللائي لا يفكرن الا في المال؟!
    في بلادنا مراكز صيفية ومحاضرات وندوات في بلادنا اماكن ترفيهية.
    اطالب ان نعيد النظر مرة اخرى في السفر للخارج.
    ****
    دور الاسرة
    *محمد بن عبدالعزيز اليحيى كاتب وناقد وإعلامي: اعتقد اننا لوتحدثنا بشفافية وشفافية اكثر من اللازم عن سفر المراهقين للخارج ماذا نقول عن المغزى والمخاطر؟ ليس هناك مغزى لهدف طيب اولهدف يتعلق بمستقبل لواستثنيا ما نسبته 1% تقريبا من المراهقين الذين يكون سفرهم بموافقة الأهل اما للدراسة اوللعلاج انما السواد الاعظم من اؤلئك المراهقين الذين يسافرون للخارج هدفهم اشباع الرغبات والشهوات في كل ما هوممنوع وما هو مرفوض في مجتمع مسلم محافظ كمجتمعنا السعودي.
    هذا المراهق يجد هناك ما يساعده على اشباع رغباته فكلما دفعت كلما وجدت ما تريده! هذا الموضوع كان لوزارة الداخلية الموقرة وقفة طيبة وجميلة سابقة لمنع سفر من هم دون الثامنة عشرة سنة تقريبا.
    هذا القرار رغم جهود وزارة الداخلية إلا ان هناك كثيرا من الاباء يسعون بشتى الطرق لكسر هذا القرار والسماح لابنائهم بالسفر.
    ما نرجوه من وزارة الداخلية الموقرة ان يكون سن من يسمح لهم للسفر للخارج اكثر من عشرين سنة ونتمنى ان لا يسمح للسفر إلا لمن هم في سن الثالثة والعشرين سنة الا من يثبت انه ذاهب للعلاج اوالدراسة بعد التأكد من ذلك من خلال الاوراق اللازمة.
    هناك من المراهقين من يسيء للبلاد بتصرفات هوجاء وبالوقوع في أمور اعتقد اننا في غنى عنها لو اصبح كل اب حريصا على ابنائه وعلى تربيتهم تربية إسلامية. وفيما يتعلق بالمخاطر الناتجة عن سفر المراهقين، فانني اعتقد ان الكل يدرك المخاطر لعل من أبرزها الوقوع في المخدرات هذا الداء الفتاك الذي يصعب ان يتم الخلاص منه إلا إذا شاءت إرادة الله. السفر للخارج خطر خطر خطر اذا لم ننتبه لابنائنا وإذا لم نسع لان نمنعهم إلا في حالات العلاج اوالدراسة.
    السفر اصبح اسطوانة او اغنية يرددها كثيرون ويسعون لها في كل وقت او صيف بحجة السفر والاستمتاع وهي اسطوانة مشروخة لان السياحة اوالسفر اوالمتعة موجودة في بلادنا ولله الحمد.
    وإذا تكاتفت جهود الجهات المسؤولة وتم ايجاد سياحة حقيقية ومنتنزهات واسعار معقولة فان ذلك باذن الله سيجعلنا نستغني عن سفر الكثيرين للخارج ولكن هناك فئات كما قلنا وآباء يخربون بيوتهم بأيديهم بسماحهم لابنائهم بالسفر بمفردهم وتكون النتيجة سقوط ابنائهم ضحية للارهاب اوالمخدرات!
    ****
    دور الفضائيات
    *بدرية صالح: ما ان يشتد الصيف حتى تبدأ الموجات البشرية في مغادرة الوطن. والهجرة السنوية التي يقوم بها الناس هي حق للجميع ولكن للسفر وجهان، وجه حسن وآخر سيئ. كما ان السفر الى الخارج قد يحدث في غفلة عن الاباء.
    ولعل الترويج عن السفر في الفضائيات أو الانترنت قد اظهر بلادا بعينها بشكل يستهوي نفوس تلك الموجات من فئة المراهقين خاصة.
    وبالاضافة الى الخسارة المادية، يتعرض المراهق الى امراض جسدية وسلوكية واخلاقية، ويتحول، مع الاسف، الى امعة ينساق وراء الاخرين دون أي تفكير وعندما تنتهي تلك الهالة الزائفة وتتحول الى عتمة حينها تبدأ رحلة الندم التي يتجرع مرارتها في كل وقت. وهنالك شباب لهم بصمات لا تنسى فهم يشدون رحالهم الى الدعوة الى الله باخلاق حسنة وتمسكهم بثوابت عقيدتهم ويمارسون الترويح عن النفس بالطرق المشروعة ليحققوا فوائد السفر التي جاءت في الاثر.
    ***
    الارتقاء بسياحة الداخل
    *سارة القحطاني: قضية سفر المراهقين للخارج يمكننا ان نتخلص منها برفع مستوى السياحة في السعودية واضافة بعض المنتديات للشباب من أجل تزجية وقت الفراغ.
    ****
    ثلاث نصائح
    *مي منصور الدخيل: انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة سفر المراهقين الى الخارج والمغزى من ذلك هوكسر حاجز الروتين اليومي والملل الذي يسيطر عليهم بعد عام دراسي من الجهد والمثابرة ولكن يحصل عند سفرهم للخارج بعض المخاطر والعوائق وذلك جهلم لبعض الأمور لحداثة سنهم واحتمال الوقوع في المحرمات اوبتناول المخدرات والمسكرات التي تؤثر على عقولهم.
    وما ينبغي على اولياء الأمور مراعاته هومنع سفر ابنائهم للخارج بمفردهم وانما الذهاب معهم اومع عائلاتهم والعمل على توجيه النصح والارشاد لهم واختيار الرفقة الصالحة والبعد عن رفاق السوء.
    ****
    مخاطر متعددة
    *إبراهيم الشايع: سفر المراهقين للخارج فيه مخاطر أمنيا ودينيا وصحيا.
    أما عن الجانب الديني فقد يتأثرون بالجوانب الفكرية والتي تتسم بالغلوفي الدين واتباع البدع وعن الجوانب الصحية فقد يتعرضون لعصابات المخدرات ويصبحون مدمنين عليها وقد يقعون في مستنقعات الرذيلة ويتعرضون لامراض أمثال الايدز والهربس. وأمنيا.. قد يقع المراهقون المسافرون للخارج في فكر الارهاب ثم يرجعون ويرون بلادهم برؤية أخرى كمن درس في الغرب ثم عاد بفكر آخر.
    ****
    سلبياته أكثر
    *فايز مشوح العنزي: كل شاب او مراهق له مقصد يختلف عن غيره ولكن اغلب الذين يذهبون للخارج يذهبون للترويح عن النفس بالدرجة الأولى ومن بعدها تأتي الدراسة والتجارة وغيرها من الأمور. فكل مراهق يسافر للخارج لا بد ان يكون على قدر من المسؤولية لان المراهق يتأثر بثقافة البلد المسافر اليه وهذا سوف يؤثر عليه من كل النواحي الدينية والاجتماعية والثقافية. وقد يؤدي سفر المراهق الى ما لا تحمد عقباه خاصة اذا كانت وجهته الى دول غير اسلامية. وفي النهاية اعتقد ان سلبيات المراهق للسفر للخارج أكثر من الإيجابيات.
    ****
    سياحة مهلكة
    *حسن سالم السهيمي: بما أن للسفر فوائد سبعا كما قيل لدى الأعراب وبما ان كثرة السفر تزيد العاقل حكمة والسفيه غفلة كما يقول المثل الانجليزي لابد ان ندرك نحن شباب الامة ان الامة تحتاج لكل دقيقة من حياتنا.
    ولمن يسافرون لمتعة الحرام تذكروا وضع الغرب بسبب اباحتهم للحرام ولكن لا تنسوا ان الهوى في الغالب غالب على العقل لذا سياحة بالداخل أمنة خير من سياحة بالخارج مهلكة!!.
    ****
    مشكلة معقدة
    *سعود العبدلي: هي مأساة ام مصيبة ربما تعجز الكلمات عن وصفها وربما يعجز قلمي عن ذكر وحصر اضرار السفر للخارج.
    لماذا؟ في احدى المرات كنت اتحدث الى احد الاصدقاء وكان يروي قصة رحلته الصيف الماضي الى احدى الدول. وكان يتكلم بشغف عن هذه الرحلة. ذهب بـ10آلاف ولم يعد الا بخمسائة وهوسعيد بما اضاع وكأنه قد حقق انجازا!!
    لهذا المشكلة معقدة بصورة اكثر مما تتخيل فلا توجد برامج توعوية داخل السفارات بمخاطر ما يواجه المراهقين من هذا السفر هذا بالاضافة الى غياب البرامج التلفزونية بصورة مستمرة وغياب المحاضرات في الجامعات وما نلاحظه توقف الانشطة الرياضية ولا يستمر منها الا القليل. ربما تكون هذه اسباب المشكلة ومن هذا المنبر ادعوالشباب الى عدم نسيان واجبهم تجاه دينهم ووطنهم وامل من الجهات المعنية تدارك الازمة والاحساس بالمسؤولية.
    ر. السبيعي: سفر المراهقين للخارج له مخاطر وخيمة ومغزاه هو اتباع هوى النفس في الغالب والاطلاع على الدول من حيث التطور والسياحة والانفتاح ومضار السفر الى الخارج اكثر من فوائده فيجب علينا كمجتمع ان نسعى جاهدين على توعية المسافرين للخارج من المراهقين خاصة.
    ****
    شرور الفتن
    *ناصح السبيعي: سفر للشباب للخارج فيه مفسدة للخلق اذا كانوا وحدهم اما اذا كانوا بصحبة الأهل فلا بأس في ذلك ولكن لماذا يسافرون عن المملكة العربية السعودية بمناخها المتنوع ؟ أؤكد ان المال الذي يصرف في الخارج أضعاف أضعاف الذي يصرف داخل الوطن وأتمنى للشباب السلامة من شرور الفتن خارج المملكة.
    ****
    سياحة غير بريئة
    *سعد عيد المنصور: ان 90% من المراهقين المسافرين لبلاد الغرب قد ذهبوا لسياحة غير بريئة أما البقية فقد ذهبوا لسياحة بريئة اوللدراسة. والكثيرون قد يقعون في المحظور ويعودون لبلدانهم وقد اصيبوا بالامراض من اجل متعة زائلة وكما يقال: لا خير في متعة يتبعها ألم.
    ةفاطمة المنصور: أرى ان سفر الشباب الى الخارج وفي سن المراهقة خطر جدا على المراهقين. الاباء عليهم الاهتمام بابنائهم والمحافظة عليهم خاصة وهم في هذه السن.
    ****
    غياب النصيحة
    *محمد الصويغ: في نهاية كل عام دراسي وبعد استلام النتائج نرى المراهق يقوم بالتخطيط للسفر مع رفاقه الى خارج المملكة وعند ذلك يكمن هنا الخطر على حياة المراهق ويهدده لانه لا يعلم ما مدى تاثير السفر خارج المملكة ولا يجد من يقوم بنصحه عندما يرتكب خطأ لان السفر قد يجره للمهالك وأيضاً لاشياء قد تكون خافية عليه وهولا يعلمها ويؤثر ذلك على مستقبله في الحياة وعلى مستواه الدراسي.
    *منور العنزي: سفر المراهقين خارج المملكة الهدف الأساسي منه للأسف ارتكاب الموبقات وليس للسياحة والمناظر الجميلة والطبيعة الساحرة كما يدعي بعض الشباب عندما يريد السفر خارج المملكة. وللأسف هذا ناتج عن غياب الوازع الديني وهذا هو السبب الأول وثانياً التربية.

    .....المراجع .....
    http://www.al-jazirah.com/magazine/12072005/mntda26.htm
    http://www.uae4cam.com/vb/showthread.php?t=17122




    منقوول

  5. #25
    عضو محظــور
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    UAE
    المشاركات
    5,764

    افتراضي تقرير جاهز عن الجريمة

    المقدمة :

    يعتبر الشباب من أهم شرائح المجتمع وعماد الأمة ومكمن
    طاقتها المبدعة وقوتها الواعدة. ومشكلات الشباب محور
    المشكلات الاجتماعية، وحلها هو المدخل إلى حلّ مشكلات
    المجتمع وبنائه وتقدمه. وإفساد المجتمع والوطن وتخريب الدين
    يبدأ من إفساد فئة الشباب وحرفهم عن الطريق القويم بشتى
    الطرق والأساليب والمغريات.


    مفهوم الجريمة و المجرم و الضحية:

    كان هناك اتجاه دائم إلى الربط بين مفهوم الجريمة و مفهوم المرض على أساس أن السلوك الإجرامي سلوك مريض وليس سلوكا صحيا أو سويا. و هذا الربط أدى إلى نتائج غير دقيقة في تفسير الجريمة و وضع سياسة للوقاية و الجزاء بل أنه يؤدي و يشجع المجتمع على البحث عن ميكروب الجريمة هذه، مثلها مثل ما يبحث الطبيب عن ميكروب المرض و هو أبعد الأشياء عن الحقيقة إذ ليس هناك ميكروب مسئول عن المجرم و الجريمة فالمجرم في النهاية هو صناعة المجتمع الذي يعيش فيه. و يترتب على ذلك أنه ليس هناك مصل معين للوقاية من الجريمة فلا هو ميكروب و لا هو سبب وحيد آخر مسئول عن الجريمة.

    و نجد إن كل الآراء التي اتجهت إلى محاولة تفسير الجريمة و إرجاعها إلى سبب واحد مثل الجهل أو الفقر أو الاضطرابات النفسية أو سوء الحالة الأسرية أو القدوة السيئة أو الإعلام السىء..الخ جميعها قد باءت بالفشل و الاعتقاد العام بين الباحثين الآن أن ظاهرة الجريمة مرتبطة بجذور متعددة تتفاعل في بيئة معينة و ظروف معينة لا يمكن حصرها يتولد عنها السلوك الإجرامي في النهاية.

    و من ناحية أخرى فإن وصف الجريمة بالوباء هو وصف صادق على انتشار الجريمة فنجد في الواقع أن وباء الجريمة قد انتشر انتشاراً ذريعاً في العصر الحديث و تلونت ملامحه أكثر من أي وقت مضى و تضاعف عدد المجني عليهم حتى أصبحوا يزيدون أضعافا عن ضحايا أي وباء. و هو ما يعرض المجتمع كله كيانه و سعادته و مصيره للخطر و التدهور.

    إن مفهوم الجريمة مفهوم عريض جدا و متعدد و إن كان أول ما نسمع كلمة الجريمة نميل إلى التفكير بالجرائم التقليدية و الضحايا التقليدية مثل ضحايا السرقات و القتل و الاغتصاب..الخ من الجرائم التي أطلق عليها بعض العلماء الجرائم الطبيعية أي التي توجد في كل مجتمع و في كل زمان و مكان إلا أن أفق الجريمة و المجرمين و الضحايا قد اتسع كثيرا بتعقد المجتمع البشري فهي أصبحت أكثر خطورة و تعقيدا و أكثر عقلانية أي نشاطا محسوباً و مقصوداً أكثر منها مصادفة و نزوة مثل: العصابات الدولية القوية المسيطرة.

    مفهوم الجريمة:

    تعريف الجريمة من المنظور الاجتماعي أنها:

    هي كل فعل يتعارض مع ما هو نافع للجماعة و ما هو عدل في نظرها. أو هي إنتهاك العرف السائد مما يستوجب توقيع الجزاء على منتهكيه. أو هي انتهاك و خرق للقواعد و المعايير الاخلاقية للجماعة. و هذا التعريف تبناه الاخصائيون الانثروبولوجيون في تعريفهم للجريمة في المجتمعات البدائية التي لا يوجد بها قانون مكتوب.

    و على هذه فإن عناصر أو أركان الجريمة من هذا المنظور هي:

    •قيمة تقدرها و تؤمن بها جماعة من الناس.
    •صراع ثقافي يوجد في فئة أخرى من تلك الجماعة لدرجة أن أفرادها لا يقدرون هذه القيمة و لا يحترمونها و بالتالي يصبحون مصدر قلق و خطر على الجماعة الأولى.
    •موقف عدواني نحو الضغط مطبقاً من جانب هؤلاء الذين يقدرون تلك القيمة و يحترمونها تجاه هؤلاء الذين يتغاضون عنها و لا يقدرونها.

    تعريف الجريمة من المنظور النفسي:

    هي إشباع لغريزة انسانية بطريقه شاذه لا يقوم به الفرد العادي في إرضاء الغريزة نفسها و هذا الشذوذ في الإشباع يصاحبة علة أو أكثر في الصحة النفسية و صادف وقت إرتكاب الجريمة إنهيار في القيم و الغرائز السامية. أو الجريمة هي نتاج للصراع بين غريزة الذات أي نزعة التفوق و الشعور الاجتماعي.

    تعريف الجريمة من المنظور القانوني:

    الجريمة هي كل عمل يعاقب علية بموجب القانون. أو ذلك الفعل الذي نص القانون على تحريمة و وضع جزاء على من ارتكبه.

    مفهوم المجرم:

    تعريف المجرم من المنظور الاجتماعي:

    هو الشخص الذي لا يلتزم و لا يخضع لقانون الدولة و يحاول إنتهاكه. و هو الشخص الذي يعتبر نغسة مجرماً و يعتبرة المجتمع مجرماً كذلك.

    تعريف المجرم من المنظور النفسي:

    و هم الاشخاص الذين يعانون من اضطرابات او انحرافات في الاشخصية او السمه. و هي ناجمة عن النمو و الارتقاء و الانفصال اللاسوي و للعلاقات الغير مرضية و المعبة بين (الهو و الأنا و الأنا العليا) و هي الاسباب الرئيسية لسلوكهم الاخرامي هذا.

    ايضاً المجرم هو من يعاني قصوراً في التوفيق بين غرائزه و ميولة الفطرية و بين مقتضيات البيئة الخارجية التي يعيش فيها.

    تعريف المجرم من المنظور القانوني:

    هو الشخص الذي ينتهك القانون الجنائي الذي تقررة السلطة التشريعية التي يعيش في ظلها. و من ثم هو الذي يرتكب جرم ما و يعد جريمة في نظر القانون فقط و لا يعتبر مجرماً إذا ما قام بفعل جرم ما و لا يحبذه المجتمع.

    و في وجهة نظر القانون فلفظ مجرم لا يطلق على الشخص المرتكب الجريمة إلا بعد التحقيق فيها و صدور الحكم فيها و إلا فهو يعتبر متهماً فقط. نجد ايضاً أنه توجد معايير تقرر جواز معاملة مرتكب الجريمة كمجرم منها:

    •السن: يجب أن يكون سن مرتكب الجريمة مناسباً فهناك بعض البلاد التي تحدد سن ال7 لتعاقبه حيث أن قبل ذلك يكون الطفل غير واعي و لا يعرف الصح من الخطاء و بعض البلاد التي نجدها تحدد سن المسؤلية الجنائية بقانون وضعي او في الدستور. و بغض النظر على القوانين الجنائية نجد أن مرتكبي الجريمة من الاطفال يعاقبون بطريقة إنشائية أو تودعهم مركز للأحداث بما يعود عليهم بالفائدة و المصلحة.

    •يجب أن تكون الأفعال الإجرامية أيضاً إختيارية و ارتكبت دون أي ضغوط أو إكراه و الإكراه الذي يجب أن يكون واضحاً و متصل اتصالاً مباشراً بالفعل الاجرامي المعين. فمثلاً أن تأثير الأباء او اصدقاء السوء الغير مباشر و القديم على مرتكب الجريمة لا يعترف بها على أنها ضغوط.

    •يجب أن يكون الفعل مصنفاً قانوناً كضرر للدولة و ليس ضرر خاص أو خطاء ما لأن عادة يقوم الناس بمعالجة بعض الأمور بنفسهم فيما بينهم و التي يمكن أن تتطور و تصبح مشكلة كبيرة و يتضرر فيها العديد من الاشخاص و الممتلكات و التي كان يمكن إجتنابها برفع دعوى خاصى للمحكمة او للشرطة ليقوموا هم بمعالجتها.

    مفهوم الضحية:

    الضحية هم كل ما أصابهم شراً أو أذى نتيجة لخطاء أو عدوان أو حادث.

    الضحايا أنواع و تختلف هذه الأنواع باختلاف الجرائم التي يرتكبها المجرمون. فهناك ..

    ضحايا القتل العمد
    ضحايا القتل الخطأ
    ضحايا الإيذاء
    ضحايا السرقات
    ضحايا النصب
    ضحايا الاغتصاب لكلا الجنسين
    ضحايا الإدمان
    ضحايا العنف ضد النساء
    ضحايا العنف من الأطفال
    ضحايا الحوادث المختلفة من مواصلات
    ضحايا السقوط من علو
    ضحايا الانتحار
    ضحايا الفقر
    ضحايا الحروب

    والجرائم المرضية قليلة العدد نسبياً. فالذين يرتكبونها على وجه الخصوص هم:

    1- المصابون بالصرع، في فترة الخلط العقلي التي تلي الأزمة الصرعية، والفعل، ذو العنف الأقصى، ينبعث فجأة؛ فثمة أشخاص، لا يعرفهم الفاعل على الغالب، يكونون موضع الهجوم والضرب بأية أداة؛ وليس لدى المريض بعد الأزمة أي ذكر لما حدث؛
    2- الفصاميون الشباب؛ فقتل الإنسان عبث، عنيف وغير متوقع؛ والموجود الأعز، الام، هو الضحية في بعض الأحيان؛
    3- المصابون بالذهان الهذاني (البارانويا) والهذيان الذين يتوصلون، جراء استنتاجات خاطئة، إلى جعل الغير مسؤولاً عن تعاساتهم وآلامهم؛ إنهم يعتقدون أنهم مضطهدون ويعزمون على استبعاد المضطهد المزعوم قتلاً؛ وهذا المضطهد المزعوم يمكنه أن يكون شخصاً حيادياً بل شخصاً عطوفاً من محيطهم، فجريمتهم فعل من أفعال الإنصاف في ناظريهم.


    الشباب والإسلام

    مما لاشك فيه أن الإسلام يعي هذه الحقيقة ومدى خطورتها على الأمة والدين لذلك اهتم بقطاع الشباب، وتوجهت التربية الإسلامية إلى عقولهم ونفوسهم وعواطفهم من أجل رعايتهم وتربيتهم تربية صالحة، وتلبية حاجاتهم ورغباتهم المادية والنفسية المشروعة، ووقايتهم من الفساد والانحراف. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلّم أن مقام الشاب الصالح عند الله تعالى يعادل مقام الإمام العادل يوم القيامة في حديثه عن السبعة الذين يظلهم الله في ظلّه ، منهم " إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله .." (1).

    ظاهرة الجنوح والانحراف عند الشباب تعتبر من أبرز المشكلات التي تعاني منها المجتمعات في العالم. بما تخلّفه من تأثيرات نفسية واجتماعية على شخصية الشاب وما تتركه من آثار سلبية وخطيرة على المجتمع في مجالات الجريمة والسرقة وانتشار المخدرات والفساد والانحلال الخلقي. وتجد المؤسسات الاجتماعية والدينية نفسها مضطرة للتصدي لهذه الانحرافات وقمعها وتحمل مسؤولية معالجة أسبابها والوقاية منها .

    أسباب الجريمة
    في كل بلاد العالم تقع جرائم كثيرة و متعددة و متنوعة، فشخص يقتل و آخر يغتصب فتاة من فتيات المجتمع و ثالث يسرق اموال الناس و رابع يحرق مجمعا تجاريا و هكذا. ان سبب الجرائم يعود الى امور كثيرة منها الفقر و الجوع، فاذا كان الانسان فقيرا لا يملك قوت يومه يرتكب جريمة السرقة و ينهب اموال الناس، و اذا كان يعشق فتاة و هي لا ترضى بهذا الحب الحرام ولا تخضع ولا تستسلم له و هو غير ملتزم بالدين و الخلق و القانون و الاعراف يعتدي عليها او يقتلها نتيجة لعدم التزامه بما ذكرنا، او يقدم على ارتكاب جريمة ما بسبب حالة الفراغ و البطالة و عدم وجود عمل له او يبطش و يفتك و يعيث في الارض فسادا لامتلاكه روح الشباب و القوة او يقوم بأعمال تنافي العفة و الحياء لامكاناته المالية الواسعة. وصدق الشاعر في قوله:
    ان الفراغ و الشباب و الجدة ***مفسدة للمرء اي مفسدة
    و لذا نرى ان الاسلام منعنا من اتباع الشهوات و الغرائز الحيوانية و الانسياق وراء الملذات و شجع من يكبح جماح غرائز نفسه الامارة بالسوء «و اما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى»، و كذلك اوجب الاسلام العمل في سبيل تحصيل لقمة العيش و الحياة السعيدة و لعن البطالين الذين يتكلون على الغير «ملعون ملعون من القى كلّه على الناس» و عالج مشكلة الفراغ و ملأه بما ينسجم مع طبيعة و فطرة الانسان و حذر من العواقب الوخيمة للفراغ الذي يسبب المشاكل و المصائب، و كذلك نرى ان الاسلام يوجه الشباب نحو الابتعاد عن الجرائم و يهيىء لهم مناخا مناسبا نظيفا لكي يعيشوا في اجوائه الطاهرة و يبتعدوا عن المعاصي و الفواحش و ارتكاب المحرمات و ايذاء الناس، و منع تكديس الاموال و عدم تحريكها و انفاقها في سبيل الله و اوجب فيها الزكاة و مساعدة الفقراء و المحرومين حتى لا يصرفها في الحرام او ينفقها في امور مضرة به و بالمجتمع او يسيء استخدامها و يتلفها في امور تافهة محرمة كالقمار او شرب الخمور او صرفها على النساء المنحرفات و الممثلات و المغنيات.
    و السبب الآخر لارتكاب الجريمة هو تقليد الغرب المتحلل و مشاهدة الافلام الارهابية التي تعرض مشاهد الجريمة و الارهاب و كيفية السطو على البنوك و قتل الناس و مشاهدة الافلام الخلاعية و الخيانة الزوجية حيث يتعلم ضعاف النفوس طريقة ارتكاب الجريمة و الخيانة و الفساد و الفحشاء و المنكرات. فيجب تطهير القنوات من هذه الافلام الغربية و ملؤها بأفلام مفيدة و مربية للناس و مبينة لهم طريق السعادة و النجاح و صراط الخير و الهداية و الصلاح.


    الجنوح والانحراف وعوامله :

    يوضح علم الاجتماع أن الجنوح نموذج من السلوك الاجتماعي, يقوم المنحرف من خلاله بتصرفات مخالفة للقوانين الاجتماعية والأعراف والقيم السائدة في المجتمع, ويسيء به إلى نفسه وأسرته ومجتمعه. يبدأ الجنوح غالباً عند الأحداث الذين تتراوح أعمارهم بين 12 - 18 سنة، وهي بداية فترة المراهقة التي تعتبر من أخطر مراحل العمر في حياة الإنسان. وتؤكد الدراسات النفسية والاجتماعية على أهمية دور التربية الصالحة للشاب منذ الطفولة في كنف الأسرة ثم المدرسة، فإذا تلقى الشاب منذ صغره رعاية وتربية جيدة ينشأ إنساناً صالحاً، وإن كانت تربيته سيئة تظهر لديه ظواهر الانحرافات في وقت مبكر.

    تتعدّد عوامل وأسباب جنوح الأحداث وانحراف سلوكهم الاجتماعي، منها:

    ـ عوامل اجتماعية:

    بعض الأسر تدفع بأبنائها إلى سوق العمل لساعات طويلة خلال اليوم, فيغيبون عن البيت أو المدرسة بعيداً عن الرعاية والمتابعة، مما يفتح أمام الأطفال أبواباً واسعة للانحراف والقيام بالأعمال والسلوكيات الطائشة والمتهورة والانغماس في الشذوذ الأخلاقي والاجتماعي، فالطفل يتأثر بسهولة بالبيئة المحيطة به، وينجرّ وراء رفاق السوء إذا لم يلق الرعاية والمتابعة المستمرة.

    وقد بينت الدراسات أن الجنوح جمعي وليس فرديا. فالشاب لا يقوم بتنفيذ أعمال منحرفة كالسرقة والنشل وعمليات التهريب وغيرها بمفرده، بل بعمليات جماعية شبه منظمة على شكل عصابات أو شلّة بالتعاون مع أقرانه. من هنا تأتي أهمية الرفقة الصالحة للشاب واختياره لأصحابه من أهل الصفات الحميدة.

    ومن أسباب الانحراف الإدمان على السكر وتعاطي المخدرات من قبل ربّ الأسرة. كما أن الهروب والتسرّب من المدرسة ومن البيت, وعدم شغل أوقات فراغه بنشاطات وفعاليات مفيدة (رياضية - أدبية - ثقافية - ... الخ ), يؤدي إلى ظهور الشذوذ والانحراف النفسي والأخلاقي والخروج على قيم المجتمع عند الشاب .

    ـ عوامل بيئية:

    منها تفكّك الأسرة والنزاعات الدائمة بين الوالدين, أو فقدان الأب في الأسرة، أو وجود زوجة الأب الذي يؤدي هذا إلى إهمال الأولاد. وممارسة القمع والقسوة تدفع الناشئة من الشباب إلى الهروب المستمر من البيت واللجوء إلى الشوارع والزوايا السيئة، فيتعلّم منها بسهولة العادات والقيم غير الأخلاقية.

    ـ عوامل نفسية:

    كثيراً ما تؤدي مشاعر الإحباط واليأس وخيبة الأمل, نتيجة الفقر والعوز والحاجة في الأسرة إلى انحراف الشباب واتباع السلوكيات السيئة، مثل السرقة لشراء ما يسد حاجته من الملابس والألعاب ووسائل الترفيه، وأحياناً شح ّ الوالدين وبخلهما وتقتيرهما بالمصروف على أبنائهما. فالشاب ضمن هذه الأجواء الأسرية سيعاني من الحرمان المادي والعاطفي والرعاية والحب والحنان والعطف والتربية الحسنة. وهي من الضرورات النفسية الأساسية التي يجب أن تتوفر في الأسرة , لينشأ الشاب نشأة صالحة, تقيه مخاطر الجنوح والشذوذ الاجتماعي .
    وتتنوع مظاهر الجنوح عند الشاب فيبدي عدائية مفرطة تجاه محيطه الأسري ووسطه الاجتماعي على شكل تجاوزات مستمرة وتمرد وعصيان للأوامر والتوجيهات. ويقوم بالاعتداء على حقوق وأملاك الآخرين . ويفتعل العراك والنزاعات مع أقرانه ويلحق الأذى بهم. وتبلغ عدوانيته حدّ تحطيم ممتلكات غيره, وإشعال النار في المنزل . ومن أهم نتائج الجنوح الإخفاق في المدرسة. لأنه يؤدي إلى إهمال الشاب لواجباته المدرسية ويدفعه إلى التحايل والكذب والتعويض عن هذا الفشل باتباع أساليب غير مشروعة لإثبات وجوده في المجتمع . ويشيع بين الشباب الجانحين ظاهرة الإدمان على التدخين والكحول والمخدرات . ويتميز الجانحون بضياع رغباتهم وعدم وضوح غاياتهم في الحياة وعدم قدرتهم على تحديد ما يريدون .

    الوقاية والعلاج :

    لمعالجة هذه المشكلة من خلال تضافر جهود المؤسّسات الاجتماعية والتربوية (الأسرة - المدرسة - المسجد - ... ) لأن هذه المؤسّسات بالأساس تتحمل مسؤولية انحراف وجنوح الأولاد منذ البداية . فالأسرة المهملة التي تعاني من الأزمات والمشكلات, والمدرسة التي يسود فيها ظاهرة التعليم بالقوة والصرامة والعنف .

    ومعالجة مظاهر الانحراف عند الشباب يحتاج إلى تكوين رؤيا شاملة وعميقة. وفق معايير وأسس, تستند على أصول التربية الإسلامية , وتحليلات علم النفس التربوي الحديثة, لفهم مشكلات الشباب ومعاناتهم ومعرفة دوافعهم للانحراف. ودفعهم للالتزام بالانضباط السلوكي والقوانين والأنظمة, ومعايير القيم الاجتماعية والدينية ولتحقيق هذه الأهداف, يجب تحقيق التفاعل البنّاء مع الشباب وكسب ثقتهم ومحبتهم , وإبعادهم عن مشاعر وأجواء العنف والخوف والقلق والتوتر والنفور والضياع . وإلا فإن أسلوب الترهيب والعقاب لا يشكل سوى حلّ آنيٍّ مؤقتٍ, يختفي ويتلاشى باختفاء مؤثراته .

    أما القناعة والتجاوب الذاتي, فتشكل ضمانة لاستمرار التزام الشاب وتطوير وترسيخ دافعية الانضباط الإيجابي لديه. فيكتسب من خلالها سلوكاً جديداً, موافقاً لقيم المجتمع وأخلاقه . والتربية الإسلامية تقوم بالأساس على مبدأ الحوار والإقناع والأسلوب الحسن ، من قوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " (2). وللأسرة دور أساسي في تكوين شخصية الشاب النفسية والسلوكية من خلال التربية الصالحة وغرس المفاهيم والقيم الحسنة وتقديم الرعاية والحب والاهتمام والتوجيه اللازم . وإلا فإن أوضاع ومشكلات الأسرة ، خاصة الفقر والبطالة والانحلال الخلقي والنزاعات داخل الأسرة, تؤدي إلى ضياع الشباب وانحرافهم وشذوذهم والتمرد على القانون الاجتماعي . دفاعاً عن الذات, ضد ما يشعرون به من ظلم اجتماعي وقهر وحرمان .

    ـ الوقاية من الانحراف أهم وسائل معالجة ظاهرة جنوح الأحداث عن طريق الفهم الواعي الثقافي والاجتماعي والديني واعتبار الأبوة والأمومة رسالة مقدسة ومسؤولية عظيمة يجب أن تؤديها الأسرة على أكمل وجه . وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيته " (3).

    كما يجب على المؤسسات التربوية والاجتماعية والدينية , الاهتمام جيداً بعالم الشباب ورعايتهم وتطوير ثقافتهم وشغل أوقات فراغهم بنشاطات متعددة (رحلات - نوادي - جمعيات - رياضة - أدب - علوم - بحث - فنون ... الخ ) مما يتلاءم مع ميولهم ويشبع حاجاتهم ورغباتهم المشروعة. فاستئصال أسباب الجنوح منذ البداية هو الأساس في معالجة هذه الظاهرة لتأمين حياة أفضل للشباب , في أحضان أسرة صالحة ومستوى معيشي جيد وتكوين أسرة عاملة ومتعلمة ومسئولة, تشكل ضمانة له من الانحراف.

    فالوقاية من انحراف الشباب, تحتاج إلى إجراءات حازمة لمعالجتها من جذورها وذلك بتحسين الأوضاع المعيشية للأسر الفقيرة وانتفاء الحاجة إلى العمل المبكر . وفرض التعليم الإلزامي في المرحلة التعليمية الأساسية.وتوفير ظروف صحية وسليمة لمتابعتهم الدراسة وإيجاد اهتمامات قيميّة سامية وغايات نبيلة يعملون من أجل تحقيقها .


    الخاتمة

    ثمة كلمة لا بد منها تخاطب عقول الشباب . وهي أن قوة إيمان الشاب
    ورسوخ العقيدة الإسلامية في نفسه ووعيه هي الأساس في تحديد
    مساراته واتجاهاته في الحياة. ووقايته من الانحرافات والشذوذ والبقاء على
    الطريق الصحيح والصمود أمام مغريات الحياة وعواصفها ومواجهة المخطّطات
    المشبوهة التي تستهدف تخريب عقول الشباب وإفسادهم من أجل تقويض
    المجتمع الإسلامي وانحلاله وهدم أسسه .

    فالإيمان يمدّ الشاب بالقوة اللاّزمة على الصمود والمواجهة والتحمل والصبر
    على المكاره ومقاومة الشهوات وحب المتع الدنيوية والجري وراءها ، بهدف
    الحصول على مرضاة الله تعالى والفوز بوعده وجزائه للصابرين , وتجنب
    معصية الله تعالى وارتكاب المحرّمات والخوف من عقابه تعالى . وليكن شعار
    الشاب المسلم قوله تعالى : (ومن يتقِ الله يجعلْ له مخرجاً ويرزقْه من حيث
    لا يحتسب) (4).

    اسأل الله سبحانه و تعالى ان يبعدنا عن المعاصي و الذنوب و الآثام و ان يوفقنا لتحرير انفسنا من الشهوات و ان يرحم شهداءنا الابرار ويفك قيد اسرانا و يحفظ بلدنا من كل سوء و مكروه بحق محمد و آله الطاهرين الهداة الميامين آمين يا رب العالمين.





    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ :
    (1) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما .
    (2) سورة النحل الآية/ 125/ .
    (3) رواه مسلم في صحيحه .
    (4) سورة الطلاق الآية /2/ .




    المراجع:

    www.uae.ii5ii.com

    www.annabaa.org/nbanews/61/319.htm


    كتاب أكادمية شرطة دبي ( المؤلف محمود علي حمودة)



    منقوول

  6. #26
    عضو محظــور
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    UAE
    المشاركات
    5,764

    افتراضي تقرير عن مفهوم الأسرة ووظائفها

    مفهوم الأسرة ووظائفها


    إن الأسرة إحدى العوامل الأساسية في بناء الكيان التربوي وإيجاد عملية التطبيع الاجتماعي، وتشكيل شخصية الطفل، وإكسابه العادات التي تبقى ملازمة له طول حياته، فهي البذرة الأولى في تكوين النمو الفردي وبناء الشخصية، فإن الطفل في أغلب أحواله مقلّد لأبويه في عاداتهم وسلوكهم فهي أوضح قصداً، وأدق تنظيماً، وأكثر إحكاماً من سائر العوامل التربوية ونعرض فيما يلي لأهميتها، وبعض وظائفها، وواجباتها وعمّا أثر عن الإسلام فيها، كما نعرض لما منيت به الأسرة في هذه العصور من الانحراف وعدم القيام بمسؤولياتها. (الأسرة: في علم الاجتماع رابطة اجتماعية تتكون من زوج زوجة وأطفالهما، وتشمل الجدود والأحفاد، وبعض الأقارب على أن يكونوا مشتركين في معيشة واحدة، جاء ذلك في علم الاجتماع: ص92. ويرى البعض أن الزواج الذي لا تصحبه ذرية لا يكون أسرة، جاء ذلك في الأسرة والمجتمع: ص15-16)

    أهمية الأسرة
    وليس من شك أن الأسرة لها الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك الفردي، وبعث الحياة، والطمأنينة في نفس الطفل، فمنها يتعلم اللغة ويكتسب بعض القيم، والاتجاهات، وقد ساهمت الأسرة بطريق مباشر في بناء الحضارة الإنسانية، وإقامة العلاقات التعاونية بين الناس، ولها يرجع الفضل في تعلّم الإنسان لأصول الاجتماع، وقواعد الآداب والأخلاق، كما أنها السبب في حفظ كثير من الحِرف والصناعات التي توارثها الأبناء عن آبائهم..

    ومن الغريب أن الجمهورية التي نادى بها أفلاطون، والتي تمجّد الدولة، وتضعها في المنزلة الأولى قد تنكرت للأسرة، وأدت إلى الاعتقاد بأنها عقبة في سبيل الإخلاص والولاء للدولة، فليس المنزل - مع ما له من القيمة العظمى لدينا - سوى لعنة وشر في نظر أفلاطون، وإذا كان من بين أمثالنا أن بيت الرجل هو حصنه الأمين، فإن أفلاطون ينادي: اهدموا هذه الجدران القائمة فإنها لا تحتضن إلا إحساساً محدوداً بالحياة المنزلية. (آراء أفلاطون وأرسطو في فلسفة الأخلاق والسلوك: ص143)

    واجبات الأسرة
    إن الأسرة مسؤولة عن نشأة أطفالها نشأة سليمة متسمة بالاتزان، والبعد عن الانحراف، وعليها واجبات، ملزمة برعايتها، وهي:

    - أولاً: أن تشيع في البيت الاستقرار، والودّ والطمأنينة، وإن تُبعد عنه جميع ألوان العنف والكراهية، والبغض، فإن أغلب الأطفال المنحرفين والذين تعودوا على الإجرام في كبرهم، كان ناشئاً ذلك على الأكثر من عدم الاستقرار العائلي الذي منيت به الأسرة، يقول بعض المربين: ونحن لو عدنا إلى مجتمعنا الذي نعيش فيه فزرنا السجون، ودور البغاء ومستشفيات الأمراض العقلية، ثم دخلنا المدارس، وأحصينا الراسبين من الطلاب والمشاكسين منهم والمتطرفين في السياسة، والذاهبين بها إلى أبعد الحدود، ثم درسنا من نعرفهم من هؤلاء لوجدنا أن معظمهم حرموا من الاستقرار العائلي، ولم يجد معظمهم بيتاً هادئاً فيه أب يحدب عليهم، وأم تدرك معنى الشفقة، فلا تفرط في الدلال، ولا تفرط في القسوة، وفساد البيت أوجد هذه الحالة من الفوضى الاجتماعية، وأوجد هذا الجيل الجديد الحائر الذي لا يعرف هدفاً، ولا يعرف له مستقراً. (البيت والمدرسة: ص27-28)

    إن إشاعة الود والعطف بين الأبناء له أثره البالغ في تكوينهم تكويناً سليماً، فإذا لم يرع الآباء ذلك فإن أطفالهم يصابون بعقد نفسية تسبب لهم كثيراً من المشاكل في حياتهم ولا تثمر وسائل النصح والإرشاد التي يسدونها لأبنائهم ما لم تكن هناك مودة صادقة بين أفراد الأسرة، وقد ثبت في علم النفس أن أشد العقد خطورة، وأكثرها تمهيداً للاضطرابات الشخصية هي التي تكون في مرحلة الطفولة الباكرة خاصة من صلة الطفل بأبويه، كما أن تفاهم الأسرة وشيوع المودة فيما بينهما مما يساعد على نموه الفكري، وازدهار شخصيته. (الأمراض النفسية والعقلية: ص ب)

    يقول الدكتور (جلاس ثوم): ومهما تبلغ مسؤولية الوالدين في إرشاد الطفل، وتدريبه، وتوجيهه من أهمية فإنها لا ينبغي أن تطغى على موقف أساسي آخر ينبغي أن يتخذوه ذلك هو أن يخلقوا من البيت جواً من المحبة تسوده الرعاية، ويشيع فيه العطف والعدالة، فإذا عجز الآباء عن خلق هذا الجو الذي يضيء فيه سنن التكوين التي تقيم حياته، حرموه بذلك من عنصر لا يمكن تعويضه على أي وجه من الوجوه فيما بعد، فمع أن للدين والمجتمع والمدرسة أثرها في تدريب الطفل وتهذيبه إلا أن أحداً منها لا يعنى بتلك العواطف الرقيقة الرائعة التي لا يمكن أن تقوم إلا في الدار، ولا ينتشر عبيرها إلا بين أحضان الأسرة. (مشكلات الأطفال اليومية: ص48)

    إن السعادة العائلية تبعث الطمأنينة في نفس الطفل، وتساعده على تحمل المشاق، وصعوبات الحياة، يقول سلامة موسى: (إن السعادة العائلية للأطفال تبعث الطمأنينة، في نفوسهم بعد ذلك حتى إذا مات أبوهم بقيت هذه الطمأنينة، وقد وجد عند إجلاء الأطفال من لندن مدة الغارات في الحروب الأخيرة أن الذين سعدوا منهم بوسط عائلي حسن تحملوا الغربة أكثر مما تحمّلها الذين لم يسعدوا بمثل هذا الوسط، ذلك لأن الوسط العائلي الحسن بعث الطمأنينة في الأطفال، فواجهوا الغربة مطمئنين، ولكن الوسط العائلي القلق الذي نشأوا فيه يزداد بالغربة. وإذا أعطينا الطفل ـ مدة طفولته في العائلة ـ الحب والطمأنينة أعطى هو مثل ذلك. (عقلي وعقلك)


    - ثانياً: أن تشرف الأسرة على تربية أطفالها، وقد نصّ علماء الاجتماع على ضرورة ذلك وأكدوا أن الأسرة مسؤولة عن عمليات التنشئة الاجتماعية التي يتعلم الطفل من خلالها خبرات الثقافة، وقواعدها في صورة تؤهله فيما بعد لمزيد من الاكتساب، وتمكّنه من المشاركة التفاعلية مع غيره من أعضاء المجتمع. (علم الاجتماع: ص487)

    كما أكد علماء التربية على أهمية تعاهد الآباء لأبنائهم بالعطف والحنان، والحدب عليهم، والرأفة بهم حفظاً وصيانةً لهم من الكآبة والقلق، وقد ذكرت مؤسسة اليونسكو في هيئة الأمم المتحدة تقريراً مهماً عن المؤثرات التي تحدث للطفل من حرمانه من عطف أبيه وقد جاء فيه:

    (إن حرمان الطفل من أبيه ـ وقتياً كان أم دائمياً ـ يثير فيه كآبة وقلقاً مقرونين بشعور الإثم والضغينة، ومزاجاً عاتياً متمرداً، وخوراً في النفس، وفقداناً لحس العطف العائلي، فالأطفال المنكوبون بحرمانهم من آبائهم ينزعون إلى البحث في عالم الخيال عن شيء يستعيضون به عما فقدوه في عالم الحقيقة، وكثيراً ما يكوّنون في مخيّلتهم صورة الأب مغواراً أو الأم من الحور... وقد لوحظ في (معاهد الأطفال) أنه إذا كانت صحة الطفل البدنية، ونموه العضلي، وضبط دوافعه الإرادية تتفتح، وتزدهر بصورة متناسقة في تلك المعاهد، فإن انفصاله عن والديه قد يؤدي من جهة أخرى إلى ظهور بعض المعايب كصعوبة النطق، وتمكن العادات السيئة منه وصعوبة نمو حسه العاطفي). (أثر الأسرة والمجتمع في الأحداث الذين هم دون الثالثة عشر: ص37)

    إن أفضل طريق لحفظ الأبناء مصاحبتهم، ورقابتهم، ويرى المربون المحدثون (أن أفضل ميراث يتركه الأب لأطفاله هو بضع دقائق من وقته كل يوم). (مجلة المختار عدد أبريل لسنة 1956 تحت عنوان أقوال مأثورة)

    ويرى بعض علماء الاجتماع والباحثون في إجرام الأحداث (أن أفضل السبل للقضاء على انحراف الأحداث هو أن نلقط الآباء من الشوارع ليلاً). (مجلة الهلال عدد مايو لسنة 1957: ص18)

    وإذا قام الأب بواجبه من مراقبة أبنائه، ومصاحبتهم فإنه من دون شك يجد ابنه صورة جديدة منه فيها كل خصائصه، ومميزاته، وانطباعاته وعلى الآباء أن يتركوا مجالس اللهو ويعكفوا على مراقبة أبنائهم حتى لا يدب فيهم التسيب، والانحلال يقول شوقي:

    ليس اليتيم من انتهى أبواه من هـــــمّ الحــــــياة وخــــلّفاه ذليلا
    إن اليتــــيم هـــو الذي تلقى له أماً تخـــــلت أو أبــــــــاً مشغولا

    - ثالثاً: يرى بعض المربين أن من واجبات الآباء والأمهات تجاه أطفالهم هو تطبيق ما يلي:

    1ـ ينبغي أن يتفق الأب والأم على معايير السلوك، وإن يؤيد كل منهما الآخر فيما يتخذاه من قرارات نحو أولادهما.

    2ـ ينبغي أن يكون وجود الطفل مع الأب بعد عودته من عمله جزءاً من نظام حياته اليومي، فحتى صغار الأطفال يكونون في حاجة إلى الشعور بالانتماء، وهم يكسبون هذا الشعور من مساهمتهم في حياة الأسرة.

    3ـ ينبغي أن يعلم الأطفال أن الأب يحتاج إلى بعض الوقت يخلو منه إلى نفسه كي يقرأ أو يستريح، أو يمارس هوايته.

    4ـ تحتاج البنت إلى أب يجعلها تشعر بأنوثتها، وأنها من الخير أن تكون امرأة تتمتع بالفضيلة والعفاف والاستقامة.

    5ـ يحتاج الولد إلى أب ذي رجولة وقوة على أن يكون في الوقت نفسه عطوفاً، حسن الإدراك، فالأب المسرف في الصلابة والتزمت قد يدفع ابنه إلى الارتماء في أحضان أمه ناشداً الحماية وإلى تقليد أساليبها النسائية. (كيف تكون أباً ناجحاً، ص39، و67، 85)

    هذه بعض الأمور التي يجب رعايتها، والاهتمام بها فإن وفق الآباء إلى القيام بها تحققت التربية لصالحة التي تنتج أطفالاً يكونون في مستقبلهم ذخيرة للأمة وعزاءً لآبائهم.

    إن للطفل خصائصه الذاتية من الصفاء والبراءة، وسلامة العاطفة وبساطة الفكر فعلى الأبوين أن يفتحا عينيه على الفضائل وإن يغرسا في نفسه النزعات الخيّرة ليكن لهما قرة عين في حياتهما.

    وظائف الأسرة
    وللأسرة وظائف حيوية مسؤولة عن رعايتها، والقيام بها، وهذه بعضها:

    1ـ إنها تنتج الأطفال، وتمدّهم بالبيئة الصالحة لتحقق حاجاتهم البيولوجية والاجتماعية، وليست وظيفة الأسرة مقتصرة على إنتاج الأطفال فإن الاقتصار عليها يمحو الفوارق الطبيعية بين الإنسان والحيوان.
    2ـ إنها تعدّهم للمشاركة في حياة المجتمع، والتعرف على قيمة وعاداته.

    3ـ إنها تمدّهم بالوسائل التي تهيئ لهم تكوين ذواتهم داخل المجتمع.

    4ـ مسؤوليتها عن توفير الاستقرار والأمن والحماية والحنو على الأطفال مدة طفولتهم فإنها أقدر الهيئات في المجتمع على القيام بذلك لأنها تتلقى الطفل في حال صغره، ولا تستطيع أية مؤسسة عامة أن تسد مسد الأسرة في هذه الشؤون. (المجتمع الإنساني: ص59-60)

    5ـ على الأسرة يقع قسط كبير من واجب التربية الخلقية والوجدانية والدينية في جميع مراحل الطفولة.. ففي الأمم التي تحارب مدارسها الرسمية الدين بطريق مباشر أو غير مباشر كالشيوعية، وفي الأمم التي تسير معاهدها الدراسية على نظام الحياد في شؤون الدين والأخلاق كفرنسا وغيرها يقع عبء التعليم الديني على الأسرة... فبفضل الحياة في الأسرة تتكون لدى الفرد الروح الدينية وسائر العواطف الأسرية التي تؤهله للحياة في المجتمع والبيت. (الأسرة والمجتمع: ص20-21)

    إن فترة الطفولة تحتاج إلى مزيد من العناية والإمداد بجميع الوسائل التي تؤدي إلى نموه الجسمي والنفسي، وإن من أوهى الآراء القول بأن الوظيفة الوحيدة للأسرة إمدادها للأبناء بالمال اللازم لهم، فإن هذا القول قد تجاهل العوامل النفسية المختلفة التي لابدّ منها لتكوين الفرد الإنساني كالحنان والعطف، والأمن والطمأنينة فإنها لازمة لنمو الطفل النفسي، ويجب أن تتوفر له قبل كل شيء. (الأسرة التربوية الاجتماعية: ص69-71).

    لقد أكد علماء النفس والتربية أن للأسرة أكبر الأثر في تشكيل شخصية الطفل، وتتضح أهميتها إذا ما تذكرنا المبدأ البيولوجي الذي ينص على ازدياد القابلية للتشكيل أو ازدياد المطاوعة كلما كان الكائن صغيراً. بل يمكن تعميم هذا المبدأ على القدرات السيكولوجية في المستويات المتطورة المختلفة.

    إنا ما يواجهه الطفل من مؤثرات في سنّه المبكر يستند إلى الأسرة فإنها العامل الرئيسي لحياته، والمصدر الأول لخبراته، كما أنها المظهر الأصيل لاستقراره، وعلى هذا فاستقرار شخصية الطفل وارتقائه يعتمد كل الاعتماد على ما يسود للأسرة من علاقات مختلفة كماً ونوعاً... إن من اكتشافات علم التحليل أن قيم الأولاد الدينية والخلقية إنما تنمو في محيط العائلة. (كيف تساعد أبناءك في المدرسة: ص193)

    هذه بعض الوظائف المهمة التي تقوم بها الأسرة في ميادينها التربوية.

    http://www.al-rasool.net/13/13d/pages/9.htm




    منقول

  7. #27
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    uae
    المشاركات
    19

    تقـــرير عن الاســره .. وأن شــاء الله يعيبكم ^_*

    اسم الطـــالبة :


    الصـــف :

    2 / أ / 4

    إشــــراف المعلـــمة :

    .............

    المـــــادة :

    عــــلم اجتـــــــماع






    المقـــــــدمـــهــ:

    في البيت وفي البيت وحده يجد أفراد الأسرة ضالتهم في البحث عن الطمأنينة والاستقرار والراحة والدفء التي ربما يفتقدونها في مكان آخر، وفي حقيقة الأمر أن الأسرة هي أول وأهم المؤسسات الإنسانية التي يمكنها تحقيق ذلك والتي تقوم على أكتاف شخصين هما الرجل والمرأة، دافعهما في ذلك أمر ذاتي يجد أنه في أعماقها ومن هنا جاء تشريع الزواج فالزواج علاقة إنسانية مثل بقية العلاقات الإنسانية التي تربط إنساناً بآخر بيد أنها تختلف عن العلاقات الإنسانية الأخرى بأنها أشد حميمية من حيث الخصوصيات التي تنفرد بها حركة الحياة بين الزوجين وتختلف عنها أيضاً بأنها تثمر ولادة أجيال وهم الأولاد الذين يرتبط وجودهم ويتأثر بهذه العلاقة إيجاباً وسلباً.


    سبب اختياري للموضوع:لاني احببت التعرف الى مفهوم الاسره بشكل عام وماهي أهميتها وهل لها وظائف..وأتمنى أن ينال اعجابكم..




    الموضوع:

    مفهوم الاسره ووظائفها:

    إن الأسرة إحدى العوامل الأساسية في بناء الكيان التربوي وإيجاد عملية التطبيع الاجتماعي، وتشكيل شخصية الطفل، وإكسابه العادات التي تبقى ملازمة له طول حياته، فهي البذرة الأولى في تكوين النمو الفردي وبناء الشخصية، فإن الطفل في أغلب أحواله مقلّد لأبويه في عاداتهم وسلوكهم فهي أوضح قصداً، وأدق تنظيماً، وأكثر إحكاماً من سائر العوامل التربوية ونعرض فيما يلي لأهميتها، وبعض وظائفها، وواجباتها وعمّا أثر عن الإسلام فيها، كما نعرض لما منيت به الأسرة في هذه العصور من الانحراف وعدم القيام بمسؤولياتها. (الأسرة: في علم الاجتماع رابطة اجتماعية تتكون من زوج زوجة وأطفالهما، وتشمل الجدود والأحفاد، وبعض الأقارب على أن يكونوا مشتركين في معيشة واحدة، جاء ذلك في علم الاجتماع ويرى البعض أن الزواج الذي لا تصحبه ذرية لا يكون أسرة،

    أهمية الأسرة:

    وليس من شك أن الأسرة لها الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك الفردي، وبعث الحياة، والطمأنينة في نفس الطفل، فمنها يتعلم اللغة ويكتسب بعض القيم، والاتجاهات، وقد ساهمت الأسرة بطريق مباشر في بناء الحضارة الإنسانية، وإقامة العلاقات التعاونية بين الناس، ولها يرجع الفضل في تعلّم الإنسان لأصول الاجتماع، وقواعد الآداب والأخلاق، كما أنها السبب في حفظ كثير من الحِرف والصناعات التي توارثها الأبناء عن آبائهم..

    ومن الغريب أن الجمهورية التي نادى بها أفلاطون، والتي تمجّد الدولة، وتضعها في المنزلة الأولى قد تنكرت للأسرة، وأدت إلى الاعتقاد بأنها عقبة في سبيل الإخلاص والولاء للدولة، فليس المنزل - مع ما له من القيمة العظمى لدينا - سوى لعنة وشر في نظر أفلاطون، وإذا كان من بين أمثالنا أن بيت الرجل هو حصنه الأمين، فإن أفلاطون ينادي: اهدموا هذه الجدران القائمة فإنها لا تحتضن إلا إحساساً محدوداً بالحياة المنزلية. (آراء أفلاطون وأرسطو في فلسفة الأخلاق والسلوك..

    واجبات الأسرة:
    إن الأسرة مسؤولة عن نشأة أطفالها نشأة سليمة متسمة بالاتزان، والبعد عن الانحراف، وعليها واجبات، ملزمة برعايتها، وهي:

    - أولاً: أن تشيع في البيت الاستقرار، والودّ والطمأنينة، وإن تُبعد عنه جميع ألوان العنف والكراهية، والبغض، فإن أغلب الأطفال المنحرفين والذين تعودوا على الإجرام في كبرهم، كان ناشئاً ذلك على الأكثر من عدم الاستقرار العائلي الذي منيت به الأسرة، يقول بعض المربين: ونحن لو عدنا إلى مجتمعنا الذي نعيش فيه فزرنا السجون، ودور البغاء ومستشفيات الأمراض العقلية، ثم دخلنا المدارس، وأحصينا الراسبين من الطلاب والمشاكسين منهم والمتطرفين في السياسة، والذاهبين بها إلى أبعد الحدود، ثم درسنا من نعرفهم من هؤلاء لوجدنا أن معظمهم حرموا من الاستقرار العائلي، ولم يجد معظمهم بيتاً هادئاً فيه أب يحدب عليهم، وأم تدرك معنى الشفقة، فلا تفرط في الدلال، ولا تفرط في القسوة، وفساد البيت أوجد هذه الحالة من الفوضى الاجتماعية، وأوجد هذا الجيل الجديد الحائر الذي لا يعرف هدفاً، ولا يعرف له مستقراً.

    إن إشاعة الود والعطف بين الأبناء له أثره البالغ في تكوينهم تكويناً سليماً، فإذا لم يرع الآباء ذلك فإن أطفالهم يصابون بعقد نفسية تسبب لهم كثيراً من المشاكل في حياتهم ولا تثمر وسائل النصح والإرشاد التي يسدونها لأبنائهم ما لم تكن هناك مودة صادقة بين أفراد الأسرة، وقد ثبت في علم النفس أن أشد العقد خطورة، وأكثرها تمهيداً للاضطرابات الشخصية هي التي تكون في مرحلة الطفولة الباكرة خاصة من صلة الطفل بأبويه، كما أن تفاهم الأسرة وشيوع المودة فيما بينهما مما يساعد على نموه الفكري، وازدهار شخصيته. (الأمراض النفسية والعقلية

    يقول الدكتور (جلاس ثوم): ومهما تبلغ مسؤولية الوالدين في إرشاد الطفل، وتدريبه، وتوجيهه من أهمية فإنها لا ينبغي أن تطغى على موقف أساسي آخر ينبغي أن يتخذوه ذلك هو أن يخلقوا من البيت جواً من المحبة تسوده الرعاية، ويشيع فيه العطف والعدالة، فإذا عجز الآباء عن خلق هذا الجو الذي يضيء فيه سنن التكوين التي تقيم حياته، حرموه بذلك من عنصر لا يمكن تعويضه على أي وجه من الوجوه فيما بعد، فمع أن للدين والمجتمع والمدرسة أثرها في تدريب الطفل وتهذيبه إلا أن أحداً منها لا يعنى بتلك العواطف الرقيقة الرائعة التي لا يمكن أن تقوم إلا في الدار، ولا ينتشر عبيرها إلا بين أحضان الأسرة. (مشكلات الأطفال اليومية: ص48)

    إن السعادة العائلية تبعث الطمأنينة في نفس الطفل، وتساعده على تحمل المشاق، وصعوبات الحياة، يقول سلامة موسى: (إن السعادة العائلية للأطفال تبعث الطمأنينة، في نفوسهم بعد ذلك حتى إذا مات أبوهم بقيت هذه الطمأنينة، وقد وجد عند إجلاء الأطفال من لندن مدة الغارات في الحروب الأخيرة أن الذين سعدوا منهم بوسط عائلي حسن تحملوا الغربة أكثر مما تحمّلها الذين لم يسعدوا بمثل هذا الوسط، ذلك لأن الوسط العائلي الحسن بعث الطمأنينة في الأطفال، فواجهوا الغربة مطمئنين، ولكن الوسط العائلي القلق الذي نشأوا فيه يزداد بالغربة. وإذا أعطينا الطفل ـ مدة طفولته في العائلة ـ الحب والطمأنينة أعطى هو مثل ذلك. (عقلي وعقلك…


    - ثانياً: أن تشرف الأسرة على تربية أطفالها، وقد نصّ علماء الاجتماع على ضرورة ذلك وأكدوا أن الأسرة مسؤولة عن عمليات التنشئة الاجتماعية التي يتعلم الطفل من خلالها خبرات الثقافة، وقواعدها في صورة تؤهله فيما بعد لمزيد من الاكتساب، وتمكّنه من المشاركة التفاعلية مع غيره من أعضاء المجتمع. (

    كما أكد علماء التربية على أهمية تعاهد الآباء لأبنائهم بالعطف والحنان، والحدب عليهم، والرأفة بهم حفظاً وصيانةً لهم من الكآبة والقلق، وقد ذكرت مؤسسة اليونسكو في هيئة الأمم المتحدة تقريراً مهماً عن المؤثرات التي تحدث للطفل من حرمانه من عطف أبيه وقد جاء فيه:

    (إن حرمان الطفل من أبيه ـ وقتياً كان أم دائمياً ـ يثير فيه كآبة وقلقاً مقرونين بشعور الإثم والضغينة، ومزاجاً عاتياً متمرداً، وخوراً في النفس، وفقداناً لحس العطف العائلي، فالأطفال المنكوبون بحرمانهم من آبائهم ينزعون إلى البحث في عالم الخيال عن شيء يستعيضون به عما فقدوه في عالم الحقيقة، وكثيراً ما يكوّنون في مخيّلتهم صورة الأب مغواراً أو الأم من الحور... وقد لوحظ في (معاهد الأطفال) أنه إذا كانت صحة الطفل البدنية، ونموه العضلي، وضبط دوافعه الإرادية تتفتح، وتزدهر بصورة متناسقة في تلك المعاهد، فإن انفصاله عن والديه قد يؤدي من جهة أخرى إلى ظهور بعض المعايب كصعوبة النطق، وتمكن العادات السيئة منه وصعوبة نمو حسه العاطفي). (أثر الأسرة والمجتمع في الأحداث الذين هم دون الثالثة عشر

    إن أفضل طريق لحفظ الأبناء مصاحبتهم، ورقابتهم، ويرى المربون المحدثون (أن أفضل ميراث يتركه الأب لأطفاله هو بضع دقائق من وقته كل يوم). (مجلة المختار عدد أبريل لسنة 1956 تحت عنوان أقوال مأثورة)

    ويرى بعض علماء الاجتماع والباحثون في إجرام الأحداث (أن أفضل السبل للقضاء على انحراف الأحداث هو أن نلقط الآباء من الشوارع ليلاً). (مجلة الهلال عدد مايو لسنة 1957

    وإذا قام الأب بواجبه من مراقبة أبنائه، ومصاحبتهم فإنه من دون شك يجد ابنه صورة جديدة منه فيها كل خصائصه، ومميزاته، وانطباعاته وعلى الآباء أن يتركوا مجالس اللهو ويعكفوا على مراقبة أبنائهم حتى لا يدب فيهم التسيب، والانحلال يقول شوقي:

    ليس اليتيم من انتهى أبواه من هـــــمّ الحــــــياة وخــــلّفاه ذليلا
    إن اليتــــيم هـــو الذي تلقى له أماً تخـــــلت أو أبــــــــاً مشغولا

    - ثالثاً: يرى بعض المربين أن من واجبات الآباء والأمهات تجاه أطفالهم هو تطبيق ما يلي:

    1ـ ينبغي أن يتفق الأب والأم على معايير السلوك، وإن يؤيد كل منهما الآخر فيما يتخذاه من قرارات نحو أولادهما.

    2ـ ينبغي أن يكون وجود الطفل مع الأب بعد عودته من عمله جزءاً من نظام حياته اليومي، فحتى صغار الأطفال يكونون في حاجة إلى الشعور بالانتماء، وهم يكسبون هذا الشعور من مساهمتهم في حياة الأسرة.

    3ـ ينبغي أن يعلم الأطفال أن الأب يحتاج إلى بعض الوقت يخلو منه إلى نفسه كي يقرأ أو يستريح، أو يمارس هوايته.

    4ـ تحتاج البنت إلى أب يجعلها تشعر بأنوثتها، وأنها من الخير أن تكون امرأة تتمتع بالفضيلة والعفاف والاستقامة.

    5ـ يحتاج الولد إلى أب ذي رجولة وقوة على أن يكون في الوقت نفسه عطوفاً، حسن الإدراك، فالأب المسرف في الصلابة والتزمت قد يدفع ابنه إلى الارتماء في أحضان أمه ناشداً الحماية وإلى تقليد أساليبها النسائية. (كيف تكون أباً ناجحاً..
    هذه بعض الأمور التي يجب رعايتها، والاهتمام بها فإن وفق الآباء إلى القيام بها تحققت التربية لصالحة التي تنتج أطفالاً يكونون في مستقبلهم ذخيرة للأمة وعزاءً لآبائهم.

    إن للطفل خصائصه الذاتية من الصفاء والبراءة، وسلامة العاطفة وبساطة الفكر فعلى الأبوين أن يفتحا عينيه على الفضائل وإن يغرسا في نفسه النزعات الخيّرة ليكن لهما قرة عين في حياتهما.


    وظائف الأسرة:

    وللأسرة وظائف حيوية مسؤولة عن رعايتها، والقيام بها، وهذه بعضها:

    1ـ إنها تنتج الأطفال، وتمدّهم بالبيئة الصالحة لتحقق حاجاتهم البيولوجية والاجتماعية، وليست وظيفة الأسرة مقتصرة على إنتاج الأطفال فإن الاقتصار عليها يمحو الفوارق الطبيعية بين الإنسان والحيوان.
    2ـ إنها تعدّهم للمشاركة في حياة المجتمع، والتعرف على قيمة وعاداته.

    3ـ إنها تمدّهم بالوسائل التي تهيئ لهم تكوين ذواتهم داخل المجتمع.

    4ـ مسؤوليتها عن توفير الاستقرار والأمن والحماية والحنو على الأطفال مدة طفولتهم فإنها أقدر الهيئات في المجتمع على القيام بذلك لأنها تتلقى الطفل في حال صغره، ولا تستطيع أية مؤسسة عامة أن تسد مسد الأسرة في هذه الشؤون. (المجتمع الإنساني

    5ـ على الأسرة يقع قسط كبير من واجب التربية الخلقية والوجدانية والدينية في جميع مراحل الطفولة.. ففي الأمم التي تحارب مدارسها الرسمية الدين بطريق مباشر أو غير مباشر كالشيوعية، وفي الأمم التي تسير معاهدها الدراسية على نظام الحياد في شؤون الدين والأخلاق كفرنسا وغيرها يقع عبء التعليم الديني على الأسرة... فبفضل الحياة في الأسرة تتكون لدى الفرد الروح الدينية وسائر العواطف الأسرية التي تؤهله للحياة
    في المجتمع والبيت. (الأسرة والمجتمع

    إن فترة الطفولة تحتاج إلى مزيد من العناية والإمداد بجميع الوسائل التي تؤدي إلى نموه الجسمي والنفسي، وإن من أوهى الآراء القول بأن الوظيفة الوحيدة للأسرة إمدادها للأبناء بالمال اللازم لهم، فإن هذا القول قد تجاهل العوامل النفسية المختلفة التي لابدّ منها لتكوين الفرد الإنساني كالحنان والعطف، والأمن والطمأنينة فإنها لازمة لنمو الطفل النفسي، ويجب أن تتوفر له قبل كل شيء. (الأسرة التربوية الاجتماعية)

    لقد أكد علماء النفس والتربية أن للأسرة أكبر الأثر في تشكيل شخصية الطفل، وتتضح أهميتها إذا ما تذكرنا المبدأ البيولوجي الذي ينص على ازدياد القابلية للتشكيل أو ازدياد المطاوعة كلما كان الكائن صغيراً. بل يمكن تعميم هذا المبدأ على القدرات السيكولوجية في المستويات المتطورة المختلفة.

    إنا ما يواجهه الطفل من مؤثرات في سنّه المبكر يستند إلى الأسرة فإنها العامل الرئيسي لحياته، والمصدر الأول لخبراته، كما أنها المظهر الأصيل لاستقراره، وعلى هذا فاستقرار شخصية الطفل وارتقائه يعتمد كل الاعتماد على ما يسود للأسرة من علاقات مختلفة كماً ونوعاً... إن من اكتشافات علم التحليل أن قيم الأولاد الدينية والخلقية إنما تنمو في محيط العائلة. (كيف تساعد أبناءك في المدرسة..
    هذه بعض الوظائف المهمة التي تقوم بها الأسرة في ميادينها التربوي



    الخاتمــــه:


    وأخيرا فلقد تحدثنا عن الاسره وأهميتها بشكل كبير وتعرفنا على الواجبات والوظائف..والاسر تنقسم الى أنواع ولكن الاسره النموذجيه هي التي يكون في صلاحها صلاح المجتمع..
    وأتمنى أنه قد نال استحسانكم واستفدوا منه..




    المصـــــادر:

    - المواقع الالكترونية:

    - http://sez.ae/vb/showthread.php?t=30661

    - http://www.ourpetclu

















    الـفـهـرس


    1. المقـــــدمــــه

    2. العـــــــــــرض


    أ‌. مفهـــوم الأسرة
    ب‌. أهمــــية الأسرة
    ت‌. واجبـــات الأسرة
    ث‌. وظـــائف الأسرة

    3. الخــــــاتمــــــة

    4.المـــــــــــــراجــع




    ولا تبخلـــون عليــــــنا بالدعـــاء

  8. #28
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    الامارات
    المشاركات
    8

    افتراضي

    وهاذا هو الموضوع ان شاء الله يعجبكم
    الحركة الثقافية
    الثقافة في روح الأمة وهي المرأة التي تعكس مظاهر التقدم في المجتمع لذلك حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها على أن تكون نهضتها متوازنة في جانبيها المادي والمعنوي إذا لا خير في نهضة مادية تقفز بالإنسان إلى حياة عصرية مادية وتغفل العقل والروح .
    وفي محاولة لرصد تاريخ الحركة الثقافية في الإمارات يمكن القول أنه لولا بعض التعليم الذي حظيت به المنطقة بقدر معقول على أيدي البعثات العربية لقامت الدولة دون أن تجد من بين أبنائها متعلماً واحداً لم تشهد الدولة في الماضي أياً من أشكال الفنون الحديثة إلا بعض الرقصات الشعبية والمواويل البحرية والشعر الشعبي الذي كان يعبر أصدق تعبير عن واقع الإنسان ومعاناته وحياته في هذه البقعة .
    أما الأشكال الفنون الأخرى كالمسرح والقصة والرواية والتشكيل فلم يظهر منها كما يقول الكاتب عبد الحميد أحمد إلا أعمال نادرة ومتقطعة بجهود الاتصالات الفردية مع الخارج وفي وقت لاحق حيث بدأت الأمية تقل والعزلة تتكسر جدرانها القاسية مع الزمن المتطور الذي دفع بوسائل الاتصال الحديثة إلى المنطقة وسمح للطائرات وسفن المسافرين بالهبوط والرسو وللكتب أن تتداولها الأيدي .
    أما الدكتور أحمد أمين المدني فيقول :
    إن تطور وسائل النقل والمواصلات في الثلاثينات بعد أن كانت صعبة وبطيئة قد أحدث أثار كبيرة في الحياة الثقافية بالإمارات وأقل ما يقال فيها أنها وسعت دوائر الثقافية وأصبح بإمكان الإصدارات التي تحمل نتاج الفكر العربي في السياسة والأدب والاجتماع والعلوم أن تصل إلى الإمارات من مصادرها في أيام معدودة .
    ومن بعض الصحف التي كانت تصل إلى أبناء الإمارات العروة الوثقى لجمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والمنار لرشيد رضا والرسالة لأحمد حسن الزيات والمنتدى المقدسية والثقافية المصرية والمختار الأمريكية وكثير من الصحف المصرية والعراقية التي كانت تصل إلى الإمارات عن طريق البحرين .
    كما يذكر أنه بجانب هذه النتاجات الفكرية كان هناك عامل ثقافي مهم ساعد كثيراً في نقل إيقاع الحياة الجديدة متخطياً الأسوار العالية المحيطة بالإمارات إلا وهو ( الراديو) فقد مكن هذا الجهاز الصغير الشعراء من متابعة التطورات الثقافية والسياسية في العالم العربي وبالإضافة إلى النمو الثقافي الذي أحدثته العوامل السابقة وعامل التعليم فقد نزلت الإمارات طبقات من جنسيات مختلفة عربية وهندية وفارسية شاركت في حياتها المادية والثقافة بجانب هذا هاجرت إلى الإمارات في الثلاثينات والأربعينات جماعات من دول مجلس التعاون لدوافع اقتصادية وكانت حياتهم تتأثر بالحياة الأدبية في مواطنهم تحت تأثير المدارس الحديثة ومعرفتهم بالأنظمة الدستورية الحديثة التي علمتهم وأوقفتهم على نماذج الحياة الحديثة في العالم المتمدن فاستفاد أبناء الإمارات من هجرة عدد من المثقفين واللاجئين السياسيين العرب إليها أبان الثلاثينات والأربعينات فأثر وجودهم في عقول الكثيرين وانعكست أثار هذه العوامل على المظاهر الثقافية الإماراتية وتبلورت في شعر أدبائها فتراهم يدعون فيه إلى التقدم ويحثون أبناء شعبهم على التحرر من الجمود والتخلف. وظهر في الإمارات شباب يدعون للنهضة والأخذ بأسباب الحياة الحديثة وتحطيم قيود التخلف ونادوا بالإصلاح الشامل ونشط شباب من الشارقة ودبي وأصدروا نشرة كانت تكتب باليد سميت صوت (( العصافير )) تنتقد الأوضاع المحلية بأسلوب لاذع وتهاجم الوجود الأجنبي . ومن رموز الحياة الأدبية والثقافية في تلك الآونة يذكر الدكتور المدني المرحوم إبراهيم المدفع مؤسس المكتبة التميمية والشاعر سالم العويس والشاعر مبارك العقيلي وعبد الله الصانع وعلي رشيد وهؤلاء ممن أرسوا مداميك النهضة الثقافية في تلك الفترة الزمنية وأشار الدكتور المدني إلى أن المرأة في تلك الفترة لم تكن بعيدة عن الحياة الثقافية فهي لم تكتف بتعليم مبادئ العلوم المتوفرة آنذاك للنساء وهي قراءة القرآن بل تعلمت الكتابة ومارست فنون الشعر .
    وتعتبر الستينات وجزء من الخمسينات بدية التأسيس الثقافي والفكري للسبعينات التي شهدت قيام الدولة حيث بدأت مجموعات من شباب الإمارات في الاهتمام بالثقافة فتأسست الأندية الرياضية مثلاً ليس لتهتم بالرياضة وحدها وإنما بالنواحي الثقافية أيضاً فكل أندية وأخر الستينات في دبي خاصة كان فيها لجان ثقافية نشيطة وفاعلة وكان لهذه اللجان نشاطات مثل صحف الحائط ومن ثم نشرات تطبع على الاستانسل ومكتبات ومحاولات مسرحية وغنائية وغير ذلك . وتشكل المسيرة الثقافية الحالية في دولة الإمارات عنصراً رئيسياً لوحدة الإنسان فالوحدة هي الأصل والقوة والفرقة هي الضعف ومن هنا نرى المؤسسات الثقافية تنير أركان الدولة وتشد من تماسكها عن طريق التسلح بالوعي والعلم والمعرفة . وأول هذه المؤسسات الثقافية الرئيسية وزارة الإعلام والثقافة التي يقع على عاتقها رعاية المواهب الشابة والمبدعة تساندها وتدعنها بوسائل عديدة ومختلفة إضافة إلى ذلك وهو الأهم الحفاظ على القيمة التراثية للإنسان في هذا البلد الطموح وحماية تقاليده وعاداته التي تميزه وتقوى ملامح شخصيته الوطنية ويقابل هذا الخط خط الانفتاح على الثقافات العربية والأجنبية أو محاولة الاندماج بالثقافة العربية التي تجسد ملامح كثيرة من ملامح الثقافة العربية في الإمارات فالثقافة واحدة لأنها تنطلق من جذر واحد وعقيدة واحدة وتهدف إلى مستقبل أما الانفتاح على الثقافات الأجنبية فيكون بالقدر الذي يغذي الثقافة ولا يتغذى عليها بالقدر الذي يقويها ولا يضعفها وهو انفتاح إنساني بحت يتدفق عند الشعور بالمساس بقضية الشخصية الوطنية . وعلى الصعيد الثقافي تقوم وسائل الإعلام المحلية بجهودها المختلفة لتنشيط وتعزيز وتطوير الحركة الثقافية من خلال الندوات والمحاضرات والأمسيات الأدبية واللقاءات مع الشخصيات الفكرية العربية .
    وقد حدد الدكتور عبد الله النويس في كتابة ( الإعلام والتنمية الوطنية ) هذه الجهود بإقامة المواسم الثقافية ونشر الإنتاج المحلي وتسجيه وتوزيعه وتنظيم مجالس الشعراء وتنظيم القوافل الثقافية وتعتبر الصحافة في الإمارات أحد أبرز روافد تنمية الحركة الثقافية ولعبت دوراً مهماً في هذا المجال لتطويرها فقد فتحت هذه الصحف المجال واسعاً أمام القراء والشباب للكتابة فكثرت أعمالهم الأدبية وآراؤهم وأفكارهم وظهرت صفحات خاصة تحمل مسميات كتابات جيل البراعم وظهرت أصوات جديدة وكل هذه الأبواب ساهمت في ظهور أسماء أدباء وكتاب محليين جدد مثل خالد محمد أحمد ومحمد يوسف ومحمد عبيد غباش وتريم عمران وعبد الله عمران وغانم غباش ومحمد المر وحبيب الصايغ وعلي الشرهان وعلي جاسم وعلي أبو الريش ومحمد الحربي وسعيد حارب وظبية خميس وغيرهم .
    كما يقدم التلفزيون برامج ذات أهمية ثقافية استقطبت اهتمام الجمهور .
    ولو بحثنا عن أهم القضايا والآمال من ناحية وأكثر الهموم الفكرية من ناحية أخرى والتي شغلت وتشغل المؤسسات الثقافي%

    اتمني ان يعجبكم الموضوع
    التعديل الأخير تم بواسطة |[خواآاطر]| ; 30-01-2010 الساعة 03:12 PM

  9. #29
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    9

    افتراضي

    تفضلـي


    http://www.study4uae.com/vb/study4uae126/article39296/

    السموحـه

  10. #30
    عضو متألق
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    UAE وافتخر والله
    المشاركات
    921

    افتراضي

    ع العموم اختي تفضلي مفهوم التنمية الاجتماعيه وان شاء الله تستفيدين منه وحطيه في اول صفحة عاد انتي رتبيه كيف تبينه
    التنمية الاجتماعية » مفهوم التنمية الاجتماعية .
    - عدد القراءات: » 3853 - تاريخ النشر : » الأربعاء 27- 8- 1427 هـ طباعة

    تعد التنمية بمفهومها العام عملية واعية موجهة لصياغة بناء حضاري اجتماعي متكامل يؤكد فيه المجتمع هويته وذاتيته وإبداعه، والتنمية بهذا المفهوم تقوم أساساً على مبدأ المشاركة الجماعية الفاعلة والإيجابية بدءاً بالتخطيط واتخاذ القرار ومروراً بالتنفيذ وتحمل المسئوليات وانتهاء بالانتفاع من مردودات وثمرات مشاريع التنمية وبرامجها، وبهذا تكون التنمية تخطيطاً وتوظيفاً أمثل لجهود الكل من أجل صالح الكل مع التركيز على صالح القطاعات والفئات الاجتماعية التي تحتاج أكثر من سواها لتطوير قدراتها وزيادة كفاءاتها وتحسين أوضاعها.

    وبذلك تكون التنمية الاجتماعية وسيلة ومنهجاً يقوم على أسس عملية مدروسة لرفع مستوى الحياة وإحداث تغيير في طرق التفكير والعمل والمعيشة في المجتمعات المحلية النامية ( ريفية و حضرية ) مع الاستفادة من إمكانيات تلك المجتمعات المادية وطاقاتها البشرية بأسلوب يوائم حاجات المجتمع وتقاليده وقيمه الحضارية والمدنية.

    ولقد تولت حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - قصارى جهدها نحو تنمية المجتمعات المحلية مستهدفة في ذلك رفع شأن المواطن وتحسين أحواله الاقتصادية والاجتماعية، والارتقاء بمستواه المعيشي.

    حيث شهد مجتمع المملكة العربية السعودية في بداية النهضة الحديثة وخاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين تركيزاً على التنمية الاقتصادية بوصفها الطريق إلى تأسيس الدولة العصرية وتسخير الإمكانات والاهتمام ببناء القاعدة الاقتصادية والتطور في جميع الميادين آخذين في الحسبان أن التنمية الشاملة والفاعلة هي تلك التي لا يمكن لها أن تتحقق إلا بنجاح التنمية الاقتصادية مع التنمية الاجتماعية جنباً إلى جنب فبدأت تبرز تجليات هذا المفهوم المتكامل للتنمية من خلال مشروعات وبرامج عديدة لعل من أبرزها مراكز التنمية والخدمة الاجتماعية ولجان التنمية الاجتماعية المحلية.
    والله ولي التوفيق والنجاح وان شاء الله راح ادور ع معلومات ثانيه لج والسموحه ع القصور
    وهذا المرجع
    مفهوم التنمية الاجتماعية .
    التعديل الأخير تم بواسطة الحن الشجي ; 08-02-2009 الساعة 04:04 PM سبب آخر: اضافة المراجع

صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •