النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1
    عضو جديد الصورة الرمزية العيــوز
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الدولة
    الامارات العربية المتحدة
    المشاركات
    90

    Talab2 تم\تقرير احسان عباس

    السلام عليكم
    بغيت تقرير عن احسان عباس ضرووري

  2. #2
    مشرفة الصف الثاني عشر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    every where
    المشاركات
    2,715

    افتراضي



    هذا ما وجدته :



    إحسان عباس

    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

    المراجعة الحالية (غير مراجعة)

    اذهب إلى: تصفح, البحث
    هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها.
    وسم هذا القالب منذ: يوليو 2009


    احسان عباس ناقد ومحقق وأديب وشاعر، ولد في فلسطين في قرية عين غزال في حيفا سنة 1920. انهى فيها المرحلة الابتدائية ثم حصل على الاعدادية في صفد، ونال منحة إلى الكلية العربية في القدس، ثم عمل في التدريس سنوات، التحق بعدها بجامعة القاهرة عام 1948 حيث نال البكالوريوس في الادب العربي فالماجستير ثم الدكتوراة.
    كان غزير الإنتاج تأليفا وتحقيقاو ترجمة من لغة إلى لغة؛ فقد ألف ما يزيد 25 مؤلفا بين النقد الادبي والسيرة والتاريخ، وحقق ما يقارب 52 كتابا من أمهات كتب التراث، وله 12 ترجمة من عيون الادب والنقد والتاريخ. كان مقلا في شعر لظروفه الخاصة كونه معلما واستاذا جامعيا، وقد أخذه البحث الجاد والإنتاج النقدي الغزير من ساحة الشعر والتفرغ له.
    ارسى احسان عباس الكثير من التقاليد في حقول البحث والمعرفة؛ إذ كان عقلا منفتحا مستقلا، ولم يركن الدكتور احسان عباس إلى منهج من المناهج الناجزة المعرفة، وانما كان موسوعيا في معرفته المناهج النقدية؛ يستفيد منها في سبك منهجه الخاص المميز.
    ومن دراساته كتاب الحسن البصري، وفن الشعر، وفن السيرة الذي كتبه قبل البدء بكتابة سيرته الذاتية (غربة الراعي)، وكتاب تاريخ النقد الادبي عند العرب، وملامح يونانية في الادب الغربي، واتجاهات الشعر العربي المعاصر وغيرها.
    توفي -رحمه الله- في عمان عام 1-82003م وكان عمره 83 عاما.
    [عدل] مؤلفاته

    1-الحسن البصري- دراسة- القاهرة 1952.
    2-عبد الوهاب البياتي والشعر العراقي الحديث -دراسة- بيروت 1955.
    3-فن الشعر - بيروت 1953.
    4-فن السيرة -بيروت 1956.
    5-أبو حيان التوحيدي -دراسة- بيروت 1956.
    6-الشعر العربي في المهجر الأمريكي -دراسة مع محمد يوسف نجم - بيروت 1957.
    7-الشريف الرضي -دراسة- بيروت 1959.
    8-العرب في صقيلة- دراسة- القاهرة 1959.
    9-تاريخ الأدب الأندلسي- عصر سيادة قرطبة-. ojkjjhf-34-الذيل والتكملة -ج5- بيروت 1965.
    35-الذيل والتكملة -ج6- بيروت 1973. jhbfbgعزّة -بيروت 1971.
    40-وفيات b sdhمن أشعار أهل الأندلس لابن الكتاني -1966.
    44-أمثال العرب للمفضل الضبي -1980.
    45-الذخيرة hbjggfdg49-التذكرة الحمدونية لابن حمدون -بيروت 1983.
    50-ليبيا في كتب التاريخ -بالاشتراك مع د.محمد يوسف نجم -بنغازي 1968.
    51-ليبيا في كتب الجغرافيا والرحلات - بالاشتراك مع د. محمد يوسف نجم -بنغازي 1968.
    52-فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي -5أجزاء- بيروت 73-1977.
    53-الروض المعطار في خبر الأقطار لابن عبد المنعم الحميري- بيروت 1975.
    54-أنساب الأشراف للبلاذري -القسم الرابع -ج1- بيروت 1979.
    55-سرور النفس بمدارك الحواس الخمس للتيفاشي - بيروت 1980.
    56-مرآة الزمان للسبط بن الجوزي -بيروت 1985. وله في مجال الترجمة:
    57-فن الشعر لأرسطو -القاهرة 1950
    58-النقد الأدبي ومدارسه الحديثة لستانلي هايمن -بالاشتراك مع د. محمد يوسف نجم -بيروت 1958- 1960 (جزآن).
    59-دراسات في الأدب العربي لفون جرونباوم بالاشتراك مع كمال اليازجيوأنيس فريحةومحمد يوسف نجم - بيروت 1959.
    60-أرنست همنغوايلكارلوس بيكر -بيروت 1959.
    61-فلسفة الحضارة أو المقال في الإنسان لأرنست كاسيرر -بيروت 1961.
    62-يقظة العرب لجورج أنطونيوس -بالاشتراك مع د.ناصر الدين الأسد- بيروت 1962.
    63-دراسات في حضارة الإسلام للسير هاملتون جب -بالاشتراك مع د. محمد يوسف نجم ود. محمد زايد- بيروت 1964.
    64-مويي ديك -لهيرمان ملفيل -بيروت 1956.
    65- ت.س. اليوت لمائين -بيروت 1965
    وله في مجال الكتب المحررة:
    66-الأعمال الشعرية لكمال ناصر - بيروت 1974.
    67-ديوان إبراهيم طوقان -بيروت 1975.
    68- شذرات من كتب مفقودة- بيروت 1988
    تم الاسترجاع من "http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%A7% D8%B3"



    من : http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%A7% D8%B3

  3. #3
    مشرفة الصف الثاني عشر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    every where
    المشاركات
    2,715

    افتراضي

    د.إحسان عباس

    أحد أبرز الباحثين العرب في مجالي الأدب والتاريخ
    ولد في حيفا (فلسطين) قرية عين غزال عام 1920. تلقى تعليمه الأولي في القرية وفي حيفا وأتم المستوى الثانوي في حيفا وعكا، ثم اختير لاكمال الدراسة في الكلية العربية في القدس (1937-1941) وكانت الشهادة المتوسطة التي نالها تؤهله لأن يكون مدرساً في الثانويات. وتابع تحصيله فنال عام 1946 الليسانس في الأدب العربي من القاهرة فالماجستير عام 1952 والدكتوراه عام 1954. عمل مدرساً في فلسطين والسودان ولبنان.
    عضو جمعية النقد الأدبي.
    مؤلفاته:

    1-الحسن البصري- دراسة- القاهرة 1952.
    2-عبد الوهاب البياتي والشعر العراقي الحديث -دراسة- بيروت 1955.
    3-فن الشعر - بيروت 1953.
    4-فن السيرة -بيروت 1956.
    5-أبو حيان التوحيدي -دراسة- بيروت 1956.
    6-الشعر العربي في المهجر الأمريكي -دراسة مع محمد يوسف نجم -
    بيروت 1957.

    7-الشريف الرضي -دراسة- بيروت 1959.
    8-العرب في صقيلة- دراسة- القاهرة 1959.
    9-تاريخ الأدب الأندلسي- عصر سيادة قرطبة- دراسة- بيروت 1960.
    10-تاريخ ليبيا- دراسة- ليبيا 1967.
    11-بدر شاكر السياب، دراسة في حياته وشعره- دراسة- بيروت 1969.
    12-تاريخ النقد الأدبي عند العرب -دراسة- بيروت 1971.
    13-دراسات في الأدب الأندلسي -دراسة بالاشتراك مع وداد القاضي وألبير مطلق -ليبيا/ تونس 1976.
    14-ملامح يونانية في الأدب العربي -دراسة- بيروت 1977.
    15-اتجاهات الشعر العربي المعاصر -دراسة- الكويت 1978.
    16-من الذي سرق النار؟ -دراسة- بيروت 1980 "جمع وتحرير وتقديم وداد القاضي".
    17-من التراث العربي -دراسة 1988. له في مجال التحقيق:
    18-فريدة القصر للعماد الأصفهاني -قسم مصر بالاشتراك مع أحمد أمين وشوقي ضيف -القاهرة- جزآن 1951-1952.
    19-رسالة في التعزية للمعري -القاهرة 1950.
    20-رسائل ابن حزم الأندلسي -القاهرة 1955.
    21-فصل المقال في شرح كتاب الأمثال للبكري -بالاشتراك مع د. عبد المجيد عابدين -الخرطوم 1958.
    22-جوامع السيرة لابن حزم -بالاشتراك مع د. ناصر الدين الأسد- القاهرة 1958.
    23-التقريب لحد المنطق والمدخل إليه لابن حزم -بيروت 1959.
    24-ديوان ابن حمد يس الصقلي -بيروت 1960.
    25-الرد على ابن النفريلة اليهودي ورسائل أخرى لابن حزم -1960.
    26-ديوان الرصافي البلنسي -بيروت 1961.
    27-ديوان القتال الكلايي- بيروت 1961.
    28-ديوان لبيد بن ربيعة العامري- الكويت 1962.
    29-أخبار وتراجم أندلسية مستخرجة من معجم السفر للسلفي -بيروت 1963.
    30-ديوان الأعمى التطيلي -بيروت 1963.
    31-شعر الخوارج -بيروت 1963.
    23-الكتيبة الكامنة في أعلام المئة الثانية لابن الخطيب - بيروت 1963.
    33-الذيل والتكملة على كتاب الموصول والصلة لابن عبد الملك المراكشي -بيروت 1964.
    34-الذيل والتكملة -ج5- بيروت 1965.
    35-الذيل والتكملة -ج6- بيروت 1973.
    36-نضج الطيب من غصن الأندلس الرطيب -لابن المقري -8أجزاء- بيروت 1968.
    37-طبقات الفقهاء لأبي اسحاق الشيرازي- بيروت 1970.
    38-ديوان الصنوبري -بيروت 1970.
    39-ديوان كثير عزّة -بيروت 1971.
    40-وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لابن خلكان -8مجلدات- بيروت 1968-1972.
    41-عهد أردشير بن بابك -1967.
    42-عبد الحميد بن يحيى الكاتب وما تبقى من رسائله ورسائل سالم أبي العلاء.
    43-التشبيهات من أشعار أهل الأندلس لابن الكتاني -1966.
    44-أمثال العرب للمفضل الضبي -1980.
    45-الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام -8مجلدات -بيروت 74-1979.
    46-رسائل أبي العلاء المعري -بيروت /القاهرة 1982.
    47-الوافي بالوفيات للصلاح الصفدي -ج7- ليسبادن 1970.
    48-كتاب الخراج لأبي يوسف -بيروت 1985.
    49-التذكرة الحمدونية لابن حمدون -بيروت 1983.
    50-ليبيا في كتب التاريخ -بالاشتراك مع د.محمد يوسف نجم -بنغازي 1968.
    51-ليبيا في كتب الجغرافيا والرحلات - بالاشتراك مع د. محمد يوسف نجم -بنغازي 1968.
    52-فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي -5أجزاء- بيروت 73-1977.
    53-الروض المعطار في خبر الأقطار لابن عبد المنعم الحميري- بيروت 1975.
    54-أنساب الأشراف للبلاذري -القسم الرابع -ج1- بيروت 1979.
    55-سرور النفس بمدارك الحواس الخمس للتيفاشي - بيروت 1980.
    56-مرآة الزمان للسبط بن الجوزي -بيروت 1985. وله في مجال الترجمة:
    57-فن الشعر لأرسطو -القاهرة 1950
    58-النقد الأدبي ومدارسه الحديثة لستانلي هايمن -بالاشتراك مع د. محمد يوسف نجم -بيروت 1958- 1960 (جزآن).
    59-دراسات في الأدب العربي لفون جرونباوم بالاشتراك مع كمال اليازجي وأنيس فريحة ومحمد يوسف نجم - بيروت 1959.
    60-أرنست همنغواي لكارلوس بيكر -بيروت 1959.
    61-فلسفة الحضارة أو المقال في الإنسان لأرنست كاسيرر -بيروت 1961.
    62-يقظة العرب لجورج أنطونيوس -بالاشتراك مع د.ناصر الدين الأسد- بيروت 1962.
    63-دراسات في حضارة الإسلام للسير هاملتون جب -بالاشتراك مع د. محمد يوسف نجم ود. محمد زايد- بيروت 1964.
    64-مويي ديك -لهيرمان ملفيل -بيروت 1956.
    65-ت.س. اليوت لمائين -بيروت 1965 وله في مجال الكتب المحررة:
    66-الأعمال الشعرية لكمال ناصر -بيروت 1974.
    67-ديوان ابراهيم طوقان -بيروت 1975.
    68- شذرات من كتب مفقودة- بيروت 1988.


    من : http://www.awu-dam.org/dalil/14ain/dlil006.htm

  4. #4
    مشرفة الصف الثاني عشر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    every where
    المشاركات
    2,715

    افتراضي

    إحسان عباس وأدب السيرة

    حسين محمد بافقيه
    حينما أصدر احسان عباس كتابه «فن السيرة» عام 1956م كان أول ناقد عربي يقف على أصول هذا الفن وقواعده، وأنبأ ذلك الكتاب عن مقدرة فذة وبصيرة نافذة في الكشف عن جذور فني «السيرة»، و«السيرة الذاتية» في التراث العربي والآداب الاوروبية، من خلال أظهر معالمهما، هنا وهناك، في قراءة تقرن التاريخ والتحليل بقران واحد، وتظهر القديم إلى جانب الحديث، في تلك الحقبة من عمر الثقافة العربية التي بدأ ثلة من الأدباء والساسة الالتفات إلى ذينك الفنين، ولا سيما «السيرة الذاتية» التي ذاع شأنها بعد أن أخرج طه حسين كتابه الشهير «الايام»، فتنادى نفر من الأدباء والصحفيين والساسة إلى تدوين مذكراتهم وسيرهم الذاتية.
    ولم تعرف الثقافة العربية الحديثة كتاباً عن «السيرة» قبل كتاب احسان عباس، ولم يكن هناك من اهتمام يذكر بهذا النوع الأدبي، الا ما كان من الفصل الذي خصصه عبدالرحمن بدوي للسيرة الذاتية في كتابه «الموت والعبقرية: 1945م»، والذي أفاد فيه، كثيراً، من نظرات المستشرق الألماني فرنتس روزنتال في هذا الفن لدى المسلمين، والا ما كان من الكتاب الذي أصدره شوقي ضيف عن «الترجمة الشخصية: 1956م»، وان نحا فيه منحى تاريخياً.
    ويأتي اهتمام احسان عباس ب «السيرة» في سياق صلته وزميله محمد يوسف نجم على أن يخرجا سلسلة من الكتب التي تعرف بالفنون الأدبية، فاخرج احسان عباس كتابه «فن الشعر: 1953م»، و«فن السيرة: 1956م»، وأخرج محمد يوسف نجم «فن القصة»، و«فن المقالة»، ثم تعاهد الناقدان على أن يخرجا عدداً من أمهات النقد الانجليزي مترجمة إلى العربية، ومن أهمها «النقد الأدبي ومدارسه الحديثة» لستانلي هايمن، بالاشتراك مع نجم (1958 - 1960م)، ومراجعته للترجمة التي أنجزها محمد يوسف نجم لكتاب «مناهج النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق» لديفيد ديتسش (1967م).
    غير أن اهتمام احسان عباس ب «السيرة» يرجع إلى حقبة قديمة، بل انها ممعنة في القدم، كان ذلك في الصدر الاول من شبابه، ففي عام 1936م وقد كان في السادسة عشرة من عمره، وفي ابان الثورة الفلسطينية التي راح «مختار» قرية «عين غزال» ضحية المنازعات العائلية، فقتل غدراً، وما ان وصل نبأ مقتل «المختار» حتى «خف إلى مكان مقتله بقية أهل البلد صغيراً وكبيراً، وكنت أحد الذين تطوعوا لمشي تلك المسافة الطويلة في أرض وعرة مليئة بالاشواك والقريص. وكان أكثر الناس يبكون وينشجون، وعاد القرويون يحملون جثته إلى القرية، وكنت واحداً من الذين حزنوا كثيراً لفقده، وفاتحت ابنه محمداً لكي يعطيني ما خلفه من مذكرات، لانسج منها سيرة حياته» (غربة الراعي 91).
    وفي عام 1946م قصد احسان عباس مصر للدراسة في جامعتها، وكان يحمل مخطوطة ترجمته عن الانجليزية لكتاب «فن الشعر» لأرسطو، ومخطوطة كتابه «أبو حيان التوحيدي»، الذي لم يرّ النور إلا عام 1956م - ثم اخرج كتابه عن «الحسن البصري: 1952م»، وكلا الكتابين ينمان عن وعي مبكر بالسيرة، وبخاصة سير الزهاد والمتمردين، وهو ما كان ينسجم مع أفكاره في تلك الحقبة، جراء الاحداث التي ألمت ببلدة فلسطين.
    وحينما حلت نكبة فلسطين عام 1948م كان احسان عباس في أثناء دراسته الجامعية يصحبه زوجه وطفلاه، وكما شردت هذه النكبة مئات الاسر الفلسطينية، كانت قد أنزلت بعشرات من الطلبة الفلسطينيين ألواناً من الضياع والدمار والفاقة، لأنهم وجدوا انفسهم فجأة، دون عائل، وانقطع عنهم ما كان يصلهم من وطنهم السليب، فعاش احسان عباس حقبة سوداء، فقد فيها الوطن، وضاع فيها الأهل الذين هجروا من ديارهم، وبات ملاصقاً للفقر والجوع والمسغبة، في تلك المدة من حياته التي اسماها «حقبة الجوع» التي ساقته إلى الولع ب «سير» الزهاد والجوعى، «وكان كل ذلك التوجه نتاج «حقبة الجوع» التي عشتها في القاهرة، وفيها كنت اداوم قراءة سير الزهاد المسلمين وسير رهبان الصحراء المصرية وأحاول أن أرسم لنفسي منهجاً يمنحني القدرة على مصارعة الجوع أو معرفة الوسائل التي تعين على تحمله». (غربة الراعي 213).
    ومن نتاج «حقبة الجوع» هذه، أن اتصل بأستاذه أحمد أمين يقرأ له - وقد عشا بصره - طائفة من الكتب والبحوث والمقالات، وفي سياق «السيرة»، أملى أحمد أمين عليه طرفاً كبيراً من سيرته الذاتية الشهيرة «حياتي» (غربة الراعي 188)، وكان من ثمرة هذه الصحبة ان أنشأ احسان عباس مقالتين عن أستاذه أحمد أمين، احداهما عن كتاب «حياتي»، (مجلة الثقافة، القاهرة، العدد 595، 1950م)، والاخرى «أحمد أمين: طريقته في الكتابة والتأليف» (مجلة الأبحاث، الجامعة الأمريكية في بيروت، العدد 4، 1955م)، وكلتا المقالتين تتصلان اتصالاً ظاهراً بأدب «السيرة الذاتية»، وكان هذان المقالان النقديان توطئة لتوفره، فيما بعد، على اخراج كتابه «فن السيرة: 1956م»، الذي كمنت وراء وضعه له «رغبة ذاتية مخلصة في أن أعرض موضوعاً أحببته وعشت تجارب أصحابه مدة من الزمن». (فن السيرة، ص 4).

    وفي سياق الأعمال ذوات الطابع السيري أخرج احسان عباس جملة من المؤلفات والمحققات، وهي «أبو حيان التوحيدي: 1956م»، و«الشريف الرضي: 1956م»، و«بدر شاكر السياب: 1969م»، و«أخبار وتراجم أندلسية: 1963م»، «ونفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب، للمقري: 1968م»، و«الوافي بالوفيات، للصفدي - الجزء السابع - 1968م»، و«وفيات الأعيان، لابن خلكان: 1968 - 1972م»، و«طبقات الفقهاء، لابي اسحاق الشيرازي: 1970م»، و«فوات الوفيات، لابن شاكر الكتبي: 1973 - 1977م»، و«الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، للشنتريني: 1974 - 1979م»، و«معجم الأدباء لياقوت الحموي: 1993م»، «ومعجم العلماء والشعراء الصقليين: 1994م»، إلى أن يصل إلى سيرته الذاتية «غربة الراعي: 1996م». ويذكر رضوان السيد أن احسان عباس اخبره عن سر اهتمامه بكتب التراجم بقوله: «ان النخبة العالمة في عصور الثقافة العربية الزاهرة، كانت تتأمل ذاتها ودورها أو ادوارها، من خلال تدوين التراجم والطبقات، باعتبار ذلك مرآة لها، وتعبيراً عن مرجعيتها في تحمل العلم وتداوله وتوارثه في بيئات مفتوحة، تستند تراتبيتها إلى التطور والانجاز». ويعقب رضوان السيد على ذلك قائلاً: «والواقع ان هذه الفكرة قديمة لدى احسان عباس؛ فقد ظهرت في كتابه الصغير البالغ الدلالة: فن السيرة، سنة 1956م».
    وإن كان كتاب «فن السيرة» يضع نفسه في سياق سلسلة أدبية قصد منها تعريف القارئ العربي بالفنون والأنواع الأدبية - فانه - وسائر كتب السلسلة - يتجاوز هذه المهمة، فهو كتاب «تأسيسي» في الثقافة العربية الحديثة، لا يقف عند حدود العرض والترجمة والتلخيص، وانما ينهض بجملة من النظرات النقدية، والتأملات الفلسفية العميقة، التي تجعل منه عملاً نقدياً مهماً حافلاً، على قدمه وريادته التاريخية، بالأفكار الجديدة، وأحسبه لا يقل أهمية عن الكتب النقدية الغربية في هذا الفن، ككتب موروا، وجورج ماي، وفيليب لوجون، وتزداد أهميته في التفاته المعمق إلى جذور «السيرة» و«السيرة الذاتية» في التراث العربي، وقفاته النقدية على أهم نتاج هذين الفنين في الأدب العربي المعاصر، ولا سيما كتب «الأيام» لطه حسين؛ و«عبقريات العقاد؛ و«جبران» لميخائيل نعيمة؛ و«حياتي لأحمد أمين؛ و«حياة الرافعي» لمحمد سعيد العريان.. وسواها.
    وضع احسان عباس نصب عينه التوازي بين التاريخ والتحليل، وبرأت دراسته للسيرة من آثار النظرات الاستشرافية التي ذاعت في القرن التاسع عشر، ووجدت، فيما بعد، قبولاً في بعض المحافل العلمية العربية، ومن بينها - في سياق السيرة - ما كتبه عبدالرحمن بدوي في كتابه «الموت والعبقرية» عن «الترجمة الذاتية في العربية» والتي لم يحد فيها عن ذلك التصور «المركزي الغربي» الذي يجعل من «الروح السامي» و«الروح الآري» ضدين لا يلتقيان، ف «الفارق بين الروح السامية والروح الآرية كالفارق بين المخلوط والمزيج في لغة أصحاب الكيمياء. فعناصر الروح الاولى منفصلة عن بعضها البعض، لا تتفاعل ولا يتأثر الواحد منها بالآخر إلابمقدار ضئيل. بينما هي في الروح الثانية مرتبطة كأقوى ما يكون الارتباط، متحدة كأوثق ما يكون الاتحاد. فالزمان بالنسبة إلى الروح الاولى مكون من آنات ولحظات متناثرة ومتنافرة؛ لا تذكر اللاحقة منها السابقة، ولا تشير الحاضرة منها إلى المستقبلة أو لا تكاد. ولكنه عند الروح الآرية كل متصل مستمر، يدعو كل جزء منه الجزء الآخر، ان كان فيه ثمت اجزاء، وبه يهيب. فالماضي مستمر في الحاضر، والمستقبل كامن في هذا الحاضر كذلك، وكأن الزمان كله حاضر مستمر خالد»! (ص 113) وعلى ذلك - فيما يذكر عبدالرحمن بدوي - قامت الترجمة الذاتية لدى «الآريين»، من يونانيين وفرس، وعلى ذلك كان اهتمام «الساميين»، ومنهم العرب، بالترجمة الذاتية نتيجة هذا التأثر ب «الروح الآري»، ولكنه ذلك التأثر الذي لم يخل من «الانفصال» و«الهباء» و«التشظي»!
    كان احسان عباس أكثر احساساً بالتاريخ، وأمس رحماً بحركته وسيره، فبرأ من الأحكام المسبقة، وسلم منهجه من الجدل الفائل حول الاعراق والثقافات والعقول. هكذا تتجاوز التجارب التاريخية للامم، وهكذا ينمو «الحس التاريخي» لديها، ومن ذلك الأثر الذي تركه القرآن في احساس المسلمين بالتاريخ قارناً ذلك ب «العبرة»، لكن ذلك لم يحل، فيما يقرر احسان عباس، دون بناء التاريخ والسير، في اول نشأتهما، على أمور عملية تتصل بسيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتقديم مهاد تاريخي لفعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أثناء تبليغه الرسالة، وجهاده، ومعاملته للاسرى والنساء والأطفال، (ص ص 12 - 13) واقترن ذلك ان عد التاريخ جزءاً من علم «الحديث»، فخضع ل «الاسناد»، كما تنبئ بذلك كتب «السير» و«التراجم» و«الطبقات» (ص ص 14 - 15) ولا سيما سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فبينما وفت السيرة النبوية، في مصادرها الاولى، لدى ابن اسحاق وابن سعد والبلاذري، للحس التاريخي الخبري، انصرفت السير المتأخرة - بأثر من نزعات الزهد والتصوف - إلى «الدلائل»، و«المناقب»، وهو ما انحرف عن المصادر الاولى، إذ «يظهر الرسول في أكثر الروايات المبكرة كما صوره القرآن {قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً}، ثم انصرف الكاتبون في السيرة إلى تدوين دلائل النبوة وشمائل النبي، وبذلك أخذت العناصر التاريخية تتضاءل أمام الغابات الخلقية في كتابة السيرة، واتجه كتاب «الدلائل» من أمثال أبي نعيم والبيهقي، ومؤلفو أعلام النبوة كالسجستاني والمارودي إلى اثبات ما يمكن من المعجزات ونسبتها إلى النبي». (ص 17).
    ولم يختلف شأن السيرة كثيراً، في الآداب الاوروبية عنها في الأدب العربي القديم، إذ مكثت السيرة في الغرب محفوفة بجوانب عظيمة من الضعف والنقص، ولا سيما حينما غدت «السيرة» شأناً من شؤون المتصوفة والقديسين، فليس ثمة إلا مناح من حيوات القديسين وكراماتهم، وخلت من التجارب الإنسانية، التي تضاءلت ازاء العاطفة الدينية التي سيطرت عليها (ص 38) وحينما أطاف بالغرب، وبخاصة فرنسا وانجلترا، عوامل من الثورة والتحولات الاجتماعية التي عصفت بالأفكار، فأعلت من قيم وهوت بأخرى، وبزغ نجم «الطبقة الوسطى» - خف نفر من الكتاب إلى تصوير حياة العظماء، واستهوى هذا النوع من الأدب جمهرة واسعة من القراء. (ص 40) كان ذلك في القرن الثامن عشر للميلاد، ذلك القرن الذي يعد، بحق، عصر الدكتور جونسون ورفيقه بوزول، ف «كلا الرجلين قد أدى لفن السيرة يداً لا تنكر. وواحدهما لا يذكر في تاريخ الأدب منفصلاً عن الآخر. فعن طريق بوزول، بقيت صرة جونسون «الإنسان» حية على الزمان؛ اما جونسون.. هذا الرجل كان بعيد الأثر في تاريخ السيرة، لأن حبه للصراحة والصدق، وثورته على التكلف، والتزوير، والالحاح على أن لا تكون السيرة خطبة رثاء أو تأبين - كل هذه غيرت من نظرة الناس إلى مهمة السيرة». (ص ص 41 - 42).

    - يتبع -



    من:ط¬ط±ظٹط¯ط© ط§ظ„ط±ظٹط§ط¶ : ط¥طXط³ط§ظ† ط¹ط¨ط§ط³ ظˆط£ط¯ط¨ ط§ظ„ط³ظٹط±ط©

  5. #5
    مشرفة الصف الثاني عشر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    every where
    المشاركات
    2,715

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم






    تلخيص كتاب


    تاريخ النقد الادبي عند العرب / احسان عباس






    مقدم للاستاذ الدكتور الفاضل:


    ماجد جعافرة








    اعداد الطالب :


    سمير خالد احمد الغزوي



  6. #6
    مشرفة الصف الثاني عشر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    every where
    المشاركات
    2,715

    افتراضي

    ساحة الأدب العربي تفقد إحسان عباس شيخ النقاد
    عبد الرافع محمد
    فقدت الساحة الأدبية العربية الناقد والمؤرخ والباحث الفلسطيني العلامة إحسان عباس، وقد شيعت في العاصمة الأردنية عمان أمس الأول جنازة فقيد الأدب العربي الذي رحل عن عمر يناهز الثالثة والثمانين بعد معاناة مع المرض استمرت ستة أشهر دخل بسببها في غيبوبة لأيام قبل وفاته.
    المولد والنشأة
    ولد إحسان عباس في قرية عين غزال (حيفا) سنة 1920 وأنهى فيها المرحلة الابتدائية ثم حصل على الإعدادية في صفد، ونال منحة إلى الكلية العربية في القدس. ثم عمل في التدريس سنوات بعدها التحق بجامعة القاهرة عام 1948 حيث نال الليسانس في الأدب العربي فالماجستير ثم الدكتوراه.

    ولم يعد إحسان إلى فلسطين بسبب نكبة 1948 وقيام دولة إسرائيل خاصة أن الاحتلال أزال قريته عن بكرة أبيها، فتشردت عائلته بين الأردن والعراق ولبنان والمهاجر.

    كان عالما موسوعيا بارعا في الأدب والفلسفة والتاريخ تتلمذت عليه أجيال من الأدباء والنقاد وذكره أعلام الأدب العربي مثل العقاد وطه حسين ومحمود شاكر باعتباره طليعة الجيل اللاحق لجيلهم
    درّس إحسان عباس الأدب والتاريخ والحضارة في جامعات عدة منها جامعة الخرطوم والجامعة الأميركية في بيروت والجامعة الأردنية. وحاز أوسمة وجوائز عدة منها جائزة سلطان العويس للدراسات النقدية. كما منحه مجلس الخبراء لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي جائزة العلماء المتميزين في خدمة التراث العربي والإسلامي.
    وكان عباس عالما موسوعيا واسع الاطلاع بارعا في الأدب والفلسفة والتاريخ تتلمذت عليه أجيال وأجيال من الأدباء والنقاد وذكره أعلام الأدب العربي مثل العقاد وطه حسين ومحمود شاكر باعتباره طليعة الجيل اللاحق لجيلهم.
    وقد وصف بأنه شيخ النقاد وسادن التراث وسماه مستشرقون قمر الزمان ووصفه البعض بأنه أهم متخصص في تاريخ الأندلس وآدابها، وقد أنجز على مدار عمره عددا من الكتب التي تؤرخ للأندلس منها "تاريخ الأدب الأندلسي" في جزءين، وحقق أهم المصادر التراثية.
    وقد جمع عباس بين الذائقة الأدبية والدقة العلمية في الأسلوب، ومن حيث الأداة الثقافية كان يجيد اللغة الإنجليزية، وفي الموضوع جمع بين التراث والمعاصرة، وكانت دراسته عن ديوان البياتي "أباريق مهشمة" (1955) من أولى الدراسات التي تصدّت للشعر الحديث والحر ثم توالت كتاباته في هذا المضمار فكتب عن بدر شاكر السياب وشعراء آخرين وتناول الحركة السوريالية وسواها، ومع ذلك فقد كان ضليعا في أدب أبي حيان التوحيدي الذي وصف بأنه صديقه وابن حزم وابن خلكان وفي شعر الشريف الرضيّ ولبيد بن ربيعة وكثيّر عزة والقاضي الفاضل وسواهم ممن لا يحصون.
    نتاجه
    كما كان فقيد الأدب غزير الإنتاج تأليفا وتحقيقا وترجمة من لغة إلى لغة فألف ما يزيد على 25 مؤلفا بين النقد الأدبي والسيرة والتاريخ، وحقق ما يقارب 52 كتابا من أمهات كتب التراث، وله 12 ترجمة من عيون الأدب والنقد والتاريخ.


    كان غزير الإنتاج تأليفا وتحقيقا وترجمة من لغة إلى لغة فألف ما يزيد على 25 مؤلفا بين النقد الأدبي والسيرة والتاريخ، وحقق ما يقارب 52 كتابا من أمهات كتب التراث، وله 12 ترجمة من عيون الأدب والنقد والتاريخ

    ومن مؤلفاته: عبد الوهاب البياتي والشعر العراقي الحديث، وأبو حيان التوحيدي، والشعر العربي في المهجر الأميركي، والشريف الرضي، وبدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره، وتاريخ النقد الأدبي عند العرب، وملامح يونانية في الأدب العربي.
    ومما حققه دواوين لعدد كبير من الشعراء، ورسائل ابن حزم وجوامع السيرة لابن حزم أيضا بالاشتراك مع ناصر الدين الأسد، ونفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب لابن المقري، ووفيات الأعيان لابن خلكان، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام.
    ومن ترجماته: فن الشعر لأرسطو، والنقد الأدبي ومدارسه الحديثة لستانلي هايمن بالاشتراك مع د. محمد يوسف نجم، ودراسات في الأدب العربي لفون جرونباوم بالاشتراك مع آخرين، وأرنست همنغواي لكارلوس بيكر، وفلسفة الحضارة لأرنست كاسيرر، ويقظة العرب لجورج أنطونيوس بالاشتراك مع د.ناصر الدين الأسد، ودراسات في حضارة الإسلام للسير هاملتون جب بالاشتراك مع آخرين.
    وقد كتب الشعر وهو في الخامسة عشرة من عمره، وفي مقتبل عمره التأليفي كتب قصائد بين 1940 و1948 وجمعها في في ديوان "أزهار برية"، وهو في الثمانين من عمره، وقد انتمى شعره الى الحقبة الرومنطيقية العربية، وفي أخريات أعماله سيرته الذاتية البديعة التي وضعها قبل سنوات تحت عنوان "غربة الراعي".
    _____________
    الجزيرة نت

    المصدر:الجزيرة


    من : http://www.aljazeera.net/News/archive/archive?ArchiveId=57822

  7. #7
    مشرفة الصف الثاني عشر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    every where
    المشاركات
    2,715

    افتراضي

    إحسان عباس.. ذكريات أولى ورحلة لاحقة في أسفاره
    العسكر: «غربة الراعي» هي بكلمة واحدة زبد الزبد في تجربة الحياة
    الرياض: محمد السيف
    عاد الدكتور عبد الله العسكر، أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الملك سعود، بذاكرته إلى سنوات دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية، حينما تعرف على الراحل الدكتور إحسان عباس، لأول مرة، وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «عرفتُ الدكتور إحسان عباس لأول مرة عندما كنتُ أطلب العلم في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد لفتتْ أستاذتي الدكتورة وداد القاضي انتباهي إليه، وإلى بعض مؤلفاته الجياد. كان الدكتور إحسان آنذاك منكباً على تحقيق النصوص التراثية الصعبة، وقد استقبل الأكاديميون والمثقفون والأدباء عمله باستحسانٍ كبير. ثم بعد عودتي إلى الرياض تشرفتُ بلقياه والجلوس إليه، وكان الحضور معنا من أساتذة كلية الآداب، وكان الدكتور إحسان يُفكر في إكمال تحقيق كتاب «أنساب الأشراف» بالتعاون مع الدكتورة وداد القاضي، ودار نقاش طويل حول مخطوطات الكتاب، وأذكر عندها كيف لامنا الدكتور إحسان، عن كوننا لا نتجشم المصاعب العلمية، ونرضى بالسهل من دون الصعب، وقد قال ان أسفار التراث العربي ذات الصلة بالجزيرة العربية تعدُ تراثاً ضخماً، وهو تراث في معظمه غير محقق، وليس أولى من السعوديين بتناوله. ثم إزدادت صلتي به، وكان يهديني بعض انتاجه، الذي أجدُ فيه درساً غنياً، ومن كتبه التي لقيتها وطلابي ذات فائدة ومنفعة كتاب: الخراج لأبي يوسف، فقد أخرجه المرحوم وخدمه وتوسع في هوامشه مما جعله مرجعاً لا يستغني عنه طالب علم. أما تحقيقاته للتراث الأندلسي فحدث عنها كما شئت، فقد أبلى الرجلُ فيها بلاءً حسناً، ونشر أمهاتها من كتب الأدب والدين والتاريخ نشراً علمياً متقنا»ً.

    ويضيف العسكر، قائلاً: «أنا أعد الدكتور إحسان من بقية السلف، بقية العمالقة، وهو بلا ريب أحد المثقفين الكبار، الذين يجمعون ثقافة واسعة وموسوعية، ولا يكتفون بالوقوف عند التخصص الدقيق، فهو حقق، وألف، وترجم في التاريخ والسيرة، والطبقات والأعلام والسياسة والعمران والشعر والقصة والرواية والنقد».
    ويمضي العسكر قائلا: «يتميز الدكتور إحسان بكونه رائداً في البحث والتدريس، فهو إلى جانب كونه أستاذاً أكاديمياً له طلابه ومريدوه، اقتحم ميدان الثقافة العربية من أوسع أبوابها، وخرج إلى الناس كل الناس بآرائه السديدة، ولعل من أهم آرائه نظرته إلى التراث العربي، فهو يعدهُ تراثاُ إنسانياً لا تراثاُ قومياً أو جهوياً، وزاوج بين التراث والحداثة مزاوجةً لم أرَ مثلها، مزاوجة مبدعة، وهو ليبرالي الفكر، منحاز للعلم أيما انحياز، ثم هو فوق هذا كله يتصف بكونه إنساني النزعة».
    ويضيف: «عرفت الدكتور إحسان كما عرفه غيري، في حبه الشديد للتواضع الجم، وعدم احتفائه بالظهور والمباهاة، زاهداً في المناصب والحفلات والمناسبات، منكباً على عمله، مخلصاً له، فاتحاً قلبه وبابه لطلابه من مختلف بقاع الأرض، لا يمنُ عليهم، ويلقاهم مبتسماً، وينفحهم عصارة فكره، وحصيلة عمره، ومكتبته المنزلية معروضة لهم». وعن سيرته الذاتية «غربة الراعي» وما اكتشفه فيها قال العسكر: «عندما قرأت سيرته الذاتية، التي سجلها في آخر حياته، لمستُ مدى العجز الذي يعتصر قلبه وفؤاده وجسمه، فمسيرته التي عنونها بـ«غربة الراعي» ليست كالسير المعتادة، إنها مقدمة لنقد الذات، لا لتمجيدها كما اعتدنا في السير، أو في نقد الآخر على حساب الرفع من الذات. إن سيرته هذه تغطي حقبة زمنية أكبر من الحقبة التي عاشها، وهي ثلا ث وثمانون سنة، إنها سجل حافل، وشاهد عصر على أهم القضايا الفكرية والثقافية والسياسية التي عرفها العرب في تاريخهم المعاصر».
    ويضيف: «كتاب «غربة الراعي» ليست كالسير المعروفة، فهي لا تحفل بتسجيل الحوادث التي مرّ بها صاحبها، ولا تهتم بتدوين اليوميات، إنها وبكلمة واحدة: زبدُ الزبد في تجربة الحياة، وأنا أدعو كل مثقف لقراءة «غربة الراعي» فهي سيرة روحية قلما نجدُ مثلها».
    ويختتم العسكر قائلا: «تقول العرب في أمثالها: فرّ من الشرف، يتبعك الشرف، وهذا القول تجسّد في إحسان، لقد فرَّ من كل ما يمتُ للشرف بصلة، لكن الشرف توّجه حياً وميتاً، إنني أفتقدُ الدكتور إحسان وأتذكره كلما وقعت عيناي على كتابٍ من كتبه».




    من http://www.aawsat.com/details.asp?section=19&article=187465&issueno=9027

  8. #8
    عضو جديد الصورة الرمزية العيــوز
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الدولة
    الامارات العربية المتحدة
    المشاركات
    90

    افتراضي

    مشكوورين ع المعلومااات وماتقصروون لا خلا ولا عدم
    بس بغيت تقرير كامل مع المقدمة والموضوع والخاتمة والمصادر لا هنتو

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •