يُعدّ شماغ الرجل ثقافة خليجية لها تاريخ كبير بين العرب، ويُقصد بالشماغ غطاء رأس الرجل، هذا الغطاء عادة ما يكون من القماش المزخرف بزخرفة مستطيلة أو مربعة الشكل المنسوج عادة من الكتان أو القطن والتي يتم ثنيها لتأخذ شكلًا مثلثًا، كما أن النقش الذي تحمله في الغالب كان مستوحًا من شكل الشباك المستخدمة في الصيد أو مستوحاة من سنابل القمح، وتأتي هذه النقشة باللون الأحمر كما هو متعارف عليه في السعودية ودول الخليج، وكذا باللون الأسود كما هو الحال في سوريا والعراق وفلسطين. ويعرف الشماغ بمسميات أخرى كالغترة والمشدة والقضاضة والحَطّة أو الكوفية كما هو معروف الآن فيما يخص الكوفية الفلسطينية، وهذا الاختلاف في التسمية يأتي من اختلاف الأقطار وما تعارف عليه أهل كل قطر منها.
لا شك أن الرجل العربيّ تحديدًا يهتم دائما بالأصالة ويذهب دومًا للتمسك بالثقافة والتقاليد العربية التي ورثها عن أجداده فإنه يجد في ذلك عروبته واكتمال رجولته. فحتى وإن تخللت الملابس العصرية يوم الرجل العربيّ، إلا أنه يحرص دائمًا على ارتداء الزي الرسميّ التقليديّ في كثير من المناسبات العامة والأعياد. هذا التقليد تم استقاؤه كما قلنا من عادة العرب سلفًا في ارتداء غطاء للرأس، سواء قصدوا بذلك الحماية من الشمس وحرارتها أو الحماية من غبار الصحراء إذا ما تلثّم به الرجل
أو حتى حماية من البرد القارص في الشتاء، أو كزينة وعلامة للرجل العربيّ لا يكتمل زيّه إلا بها. لقد تتبع الباحثون تاريخ هذا الشماغ حتى وصلوا إلى حضارة ما بين النهرين ووجدوا لهذا الاسم أصولًا في اللغة السومرية وهو (أش ماخ) وكان يعني حينها أيضًا غطاء الرأس. وكالعادة هناك دائمًا من يرغب في التشكيك في الأصالة، فينسبون ظهور الشماغ للاحتلال البريطاني حين قدم للجزيرة العربية، وهي نسبة غير صحيحة إذ تواجد الشماغ قبل مجيئهم بوقت طويل، قد تصح نسبة تطوير زخرفة الشماغ ولونه الأحمر لهم، لكن الشماغ في ذاته واستخدامه هي عادة عربية أصيلة تنبع من ثقافة أجداده وتوارثتها الأجيال كما ذكرنا
شماغ يناسب الطقس الحار، ودرجات الحرارة المرتفعة، ويأتي هذا الشماغ مصنوعًا من الكتان أو من القطن وهي أقمشة بطبيعتها مناسبة لدرجات الحرارة العالية، ولا بد من مراعاة غسلها منفردة لأن هذه الأقمشة قد تظهر بها البقع سريعًا نظرًا لتخلل اللون الأبيض فيها. شماغ آخر يناسب الطقس البارد، فنجد بعض العرب يتجهون لارتداء الشماغ المصنوع من الصوف. ومع ذلك فإن الشماغ المصنوع من الكتان أو القطن قادر أيضًا على إمداد الرجل العربي بالدفء
في أوقات الطقس البارد. وأيًا ما كان نوع الشماغ فقد تعددت تصميماته وتطورت لتناسب عصرية الزمن الحاضر، بل إن بعض الماركات العالمية أصبحت تهتم بإنتاجها نظرًا لكونها جزء أصيل من ثقافة الزيّ لدى الرجل العربيّ.