بسم الله الرحمن الرحيم

استغرجت لكم موضوع يتكلم عن الهويه ولكن ليست اي هويه انما الهوية الوطنية
..
..
..

قرأت في وقت سابق فلسفة عن المفاهيم و كيف أنها تؤلف و تفرّق بين القلوب فالمفاهيم بين شخص و آخر قد تختلف كمعنى أو كتطبيق... كل على حسب نظرته و تطلعه و ثقافته ... خاصه في المفاهيم المعنويه ... و على سبيل المثال الجمال ... فهناك من يرى الجمال جمال الروح و هناك من يرى الجمال فيما يراه .. إلى آخره و الشخص يعمل و يتصرف و يتحدث و يتطلع في إطار مفهوميته للأمر دولة الإمارات أعلنت عن عام الهوية الوطنيه كمبادرة لتعزيز الهويه و تركيز الطاقات عليها ... و انشغل معظم الكتاب في طرح مافي جعبتهم عن الهوية الوطنيه ... و قامت معظم الجهات الحكوميه بدور معيّن للتفاعل مع هذا التوجه و لكن ... أرى أن هناك مساحة اختلاف كبيره في الفهم أو التطبيق حول الهوية الوطنيه ... و هذا أمر طبيعي في قضية تعتبر فريده في العالم العربي ... فلا وجود لمسألة الهوية الوطنيه كقضيه إلا في فلسطين كونها تقبع تحت الإحتلال! عزيزي ... ما هو مفهوم الهوية الوطنيه بالنسبة لك ؟ لا تستعجل ... خذ 15 دقيقه و اسأل نفسك ما هي الهوية الوطنيه ؟ هل بالضروره أن تنعكس الهوية بشكل ما ؟ ... و ما الذي يعكس هويتي؟ هل للهوية شكل ممكن ممارسته ؟ هل الهوية قيم أم أفعال لا تحصر إجابتك بهذه الأسئله و لا تكتفي بها و استخدم جلد الذات لتحصد الإجابه عن مفهوم الهوية الوطنيه لا تخجل من طرح رأيك بحريه ... و لا تخف من نقد الآخرين ... فهذا مفهومك انت ... تخيّل و كأنك تتحدث لنفسك و تتساءل عن مفهوم الهوية الوطنيه و اطرح هنا حديثك الداخلي عام الهوية الوطنية... أي هوية تحديداً؟!.. إنها لسان عربي وروح عروبية ممتدة في عمق الوطن العربي، وقلب مسلم بأبعاد الإسلام العقدية والحياتية المختلفة والمؤسسة لإنسان له هوية يعتز بها ويفاخر بها الآخرين. فاحترام الإنسان لهويته وتمسكه بها يعني استمرارية واقعية لهذه الهوية على امتداد المستقبل، وحتى مع التحولات التي تحدث مع تيارات عولمية، تبقى الهوية المستمدة من قناعة وممارسة وهدف، هي الشكل الأصيل لبناء المستقبل والاعتناء به.


لكن نحن هنا، في دولة يعتمد اقتصادها على أطياف متعددة من جنسيات قادمة من أصقاع الكون، لابد من توجيه سياسة محددة وبأهداف واستراتيجية واضحة للآخر المغترب أو الوافد الضيف، فكثيراً ما يخالج هذا الآخر شعور متواطئ بالخيانة لوطنه أو لهويته، أو ربما استعار هوية البلد المضيف ليخفت شعوره بالغربة والقلق، لذا كان من الضرورة بمكان أن تكون هوية الوافد الضيف واضحة بالنسبة له وأن يكون مدركاً لهوية هذه الدولة ومحددات ثقافاتها وأطر تفاعلها مع واقعها ومستقبلها، وقبل كل شيء ماضيها البعيد فالإنسان الإماراتي من الاعتزاز والإدراك الواعي، أو اللاواعي، بهويته ودينه ولسانه وتفاصيل أعرافه الاجتماعية المحترمة، شاء أم أبى.
لكن يبقى الآخر الذي يسعى بشكل أو بآخر لطمس هذه الهوية وتحويلها لهوية عالمية، بإمكانها التعايش مع أي جنسية وافدة أخرى، وهنا تكمن الخطورة، فهل نحن في حاجة إلى تقديم تنازلات من هذا النوع الذي يفضي إلى تحويل البلد إلى مجرد واجهة زجاجية تعرض بضائع من كل مكان في العالم وباستحياء وتعرض بقايا من تراثها! بالتأكيد لا! لأن احترام الآخرين لنا وتقديرهم لهذا المكان قائم على قناعاتنا أولاً بأصالتنا، وبأننا ننتمي إلى هوية راسخة كجذور النخيل وفرعها ممتد نحو السماء.

لأن التساهل في أمور خفية يتيح التساهل في أمر الهوية، والتفريط بها يعني الإنذار بأن هناك خللا ما يجري من بين أصابعنا دون أن نشعر بأننا نفقده. فالأمر ليس صراعا بين الـ"نحن" والـ"هم"، إنه المكان بأصوله وتراثه وقصصه وشكل واقعه وتوقعات مستقبله... وهو مرتبط كذلك بمفردات تزيح عن كاهلنا همّ الحفاظ على أشكالنا وملابسنا وأخلاقنا، وبكل المخاوف من أن نفقد فجأة هوية هي عنوان فعلي لهذه الدولة وعلامتها الفارقة بين الدول الأخرى. فنبرة الخوف باتت واضحة وجلية في لغة أهل المكان، فالتأكيد على الهوية لا يعني التنازل عن حق أو انتهاك حق الآخرين، لكنه يعني الحفاظ على الشكل الجميل والأصيل والقادر على البقاء، رغم كل التيارات الصعبة التي تحيط بنا من كل مكان.


فعام الهوية يستدعي التأكيد على تفاصيل غاية في الدقة والصغر، لكنها موغلة في الخطورة والتداعيات، لذلك كان تسمية العام بعام الهوية، يعني أن هناك اهتماماً مشتركاً لابد أن تتضافر فيه الجهود لتثبيت دعائم هذه الهوية ولترسيخ أطرها وشكلها العميق الموغل في النفس، لابد وأن تكون هدفاً وأصلاً في رسم وتثبيت شكلنا العام والخاص، على حد سواء. الهوية الوطنية و الثقافة تعرف الهوية الوطنية على أنها مجموعة من الأفكار المبنية حول مفهوم الأمة المتعدد الجوانب وحول الطرق التي يربط بها الأفراد والجماعات أنفسهم بتلك الأفكار. وتحتوي الهوية الوطنية على مكونات ثابتة وهي البيئة والتاريخ المشترك والدين. أما الثقافة فإن لها تعريفات متعددة، فهي بحسب بعض التقسيمات نوعان: الثقافة الشعبية: وتشمل المأكولات، الترفيه، شكل الملابس... الخ. الثقافة الرفيعة: الأدب، الموسيقى والفنون. ويمكن فهم الثقافة على أنها عبارة عن مجموعة من المعتقدات والقيم والمواقف التي يشترك فيها المجتمع. و تعرّف المعتقدات على أنها معايير يقوم من خلالها أفراد المجتمع بتحديد: ما هو مرغوب وما هو غير مرغوب. ما هو جيد وما هو سيء. ما هو جميل وما هو قبيح. ما هو مقبول وما هو غير مقبول. ولا بد من الإشارة إلى أن الثقافة تولد زخما هائلا عبر الأجيال المتعاقبة، غير أنها تظل قابلة للتغيير. وتكون مواقف الناس وقواعد السلوك الخاصة بهم أكثر عرضة للتغيير من قيمهم أو معتقداتهم والثقافة مكتسبة حيث تنتقل من جيل إلى جيل عبر العائلة، التقاليد الدينية، المدرسة والوسائل الاجتماعية.


اتمنى الاستفاده منه ..