دولة الإمآرات العربية المتحده
منطقة الفجيرة التعليميه




بحث بعنوان


أدب الحوار





المقدمة







الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنآ محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
للحوار أهميه كبيرة، فهو من وسائل الاتصال الفعال ؛ حيث يتعاون المتحاورون علىمعرفة الحقيقة والتوصلإليها؛ ليكشف كل طرف منهم ما خفي على صاحبهمنها، و يعكس الحوار الواقعالحضاري والثقافي للأمموالشعوب، حيث تعلو مرتبته وقيمته وفقاًللقيمةالإنسانية ..
وبهذآ سنتكلم في هذآ التقرير عن بعض آدآب الحوآر الوآجب علينآ اتبآعهآآ ..











































(1)

الموضوع



تعريف آلحـوار :

الحوار لغة: من الحوار ، وهو الرجوع., ويتحاورون: أي يتراجعونالكلام.,,
اصطلاحاً: مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين مختلفين.,

.................................................. .................................................. ................ (1)

غآية الحوار :

الغاية من الحوار إقامةُ الحجة ، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي . فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها ، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها ، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق . يقول الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ ، وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه ، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ ) .
هذه هي الغاية الأصلية ، وهي جليَّة بيِّنة ، وثَمَّت غايات وأهداف فرعية أو مُمهِّدة لهذا الغاية منها :
- إيجاد حلٍّ وسط يُرضي الأطراف .
- التعرُّف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى ، وهو هدف تمهيدي هام .
- البحث والتنقيب ، من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرُّؤى والتصورات المتاحة ، من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وأمْكَنَ ، ولو في حوارات تالية .
.................................................. .................................................. ................ (2)

آدآب الحوار :

[ الأدب الأول ]

1
_ التزام القول الحسن ، وتجنب منهج التحديوالإفحام:

{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن }(الاسراء}53) }
{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً }(البقرة ) )83)

إن هذه القاعدة الإلهيةتوجهنا نحو التزام حسن الكلام وتجنب الفاحش منه ، والقول الحسن يتأتى من خلال :
أ ـ التعبير بلغة بسيطة غير ملتبسة ولا غامضة، ومن أحسن الكلام ما يعبر عنحقيقة ما في قلبك دون ستر للحقيقة وبثوب لفظي لطيف.
ب ـ الرفق في الكلام: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طـه:44].
جـ ـ التأدب في الخطاب: {... وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا…} [الأنعام: 152]، {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنا} [البقرة: 83].
د ـ طرح اللغو, واللغو فضل الكلام وما لا طائل تحته، فلا يخوض المحاور فيما لا يثري المحاورة، قالتعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون:3]. وفي الحديثالشريف: [[طوبى لمن أمسك الفضل من لسانه]]. والابتعاد عما لا يفيد في الحوار يحفظهيبة المحاور، ويحفظ وقته، وأوقات الآخرين.


(3)
هـ ـ توضيح المضمون باستخدام ما يفهممن التعابير دون تقعّر أو تكلف، وفي الحديث الصحيح: [[هلك المتنطعون]] وكذلك: [[إنأبغضكم إليّ وأبعدكم عني مجلسًا الثرثارون
والمتفيهقون والمتشدقون]]
من هنانفهم أن المحاور العاقل طالب الحق ، ينأى بنفسه عن أسلوب الطعن والتجريح والهزءوالسخرية ، وألوان الاحتقار والإثارة والاستفزاز .
ومن لطائف التوجيهات الإلهيةلنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ، الانصراف عن التعنيف في الردّ علىأهل الباطل ، حيث قال الله لنبيه : { وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُبِمَا تَعْمَلُونَ) (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَاكُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } (الحج : 68- 69 ) .
وقوله : { وَإِنَّا أَوْإِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ }(سـبأ:24) . مع أن بطلانهم ظاهر، وحجتهم داحضة .
ويلحق بهذا الأصل : تجنب أسلوب التحدي والتعسف في الحديث ،ويعتمد إيقاع الخصم في الإحراج ، ولو كانت الحجة بينه والدليل دامغاً .. فإن كسبالقلوب مقدم على كسب المواقف . وقد تُفْحِم الخصم ولكنك لا تقنعه ، وقد تُسْكِتهبحجة ولكنك لا تكسب تسليمه وإذعانه ، وأسلوب التحدي يمنع التسليم ، ولو وُجِدَتالقناعة العقلية . والحرص على القلوب واستلال السخائم أهم وأولى عند المنصف العاقلمن استكثار الأعداء واستكفاء الإناء . وإنك لتعلم أن إغلاظ القول ، ورفع الصوت ،وانتفاخ الأوداج ، لا يولِّد إلا غيظاً وحقداً وحَنَقاً .
ومن أجل هذا فليحرصالمحاور ؛ ألا يرفع صوته أكثر من الحاجة فهذا رعونة وإيذاء للنفس وللغير ، ورفعالصوت لا يقوّي حجة ولا يجلب دليلاً ولا يقيم برهاناً ؛ بل إن صاحب الصوت العالي لميَعْلُ صوته – في الغالب – إلا لضعف حجته وقلة بضاعته ، فيستر عجزه بالصراخ ويواريضعفه بالعويل . وهدوء الصوت عنوان العقل والاتزان ، والفكر المنظم والنقد الموضوعي، والثقة الواثقة .
على أن الإنسان قد يحتاج إلى التغيير من نبرات صوته حسباستدعاء المقام ونوع الأسلوب ، لينسجم الصوت مع المقام والأسلوب ، استفهامياً كان ،أو تقريرياً أو إنكارياً أو تعجبياً ، أو غير ذلك . مما يدفع الملل والسآمة ،ويُعين على إيصال الفكرة ، ويجدد التنبيه لدى المشاركين والمتابعين .
على أنهناك بعض الحالات الاستثنائية التي يسوغ فيها اللجوء إلى الإفحام وإسكات الطرفالآخر ؛ وذلك فيما إذا استطال وتجاوز الحد ، وطغى وظلم وعادى الحق ، وكابر مكابرةبيِّنة ، وفي مثل هذا جاءت الآية الكريمة :
{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَالْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } (العنكبوت: 46) .
{لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِإِلَّا مَنْ ظُلِم } (النساء: من الآية148)

ففي حالات الظلم والبغي والتجاوز، قد يُسمح بالهجوم الحادّ المركز على الخصم وإحراجه ، وتسفيه رأيه ؛ لأنه يمثلالباطل ، وحَسَنٌ أن يرى الناس الباطل مهزوماً مدحوراً..


[ الأدب الثـآني ]

-2 الالتزام بوقت محدد في الكلام :

ينبغي أن يستقر في ذهن المُحاور ألا يستأثربالكلام ، ويستطيل في الحديث ، ويسترسل بما يخرج به عن حدود اللباقة والأدب والذوقالرفيع .
يقول ابن عقيل في كتابه فن الجدل : ( وليتناوبا الكلام مناوبة لامناهبة ، بحيث ينصت المعترض للمُستَدِلّ حتى يفرغ من تقريره للدليل ، ثمالمُستدِلُّ للمعترض حتى يُقرر اعتراضه ، ولا يقطع أحد منها على الآخر كلامه وإنفهم مقصوده من بعضه (
وقال : ( وبعض الناس يفعل هذا تنبيهاً للحاضرين علىفطنته وذكائه وليس في ذلك فضيلة إذ المعاني بعضها مرتبط ببعض وبعضها دليل على بعض ،وليس ذلك علم غيب ، أو زجراً صادقاً ، أو استخراج ضمير حتى يفتخر به ).

والطول والاعتدال في الحديث يختلف من ظرف إلى ظرف ومن حال إلى حال ، فالندواتوالمؤتمرات تُحدَّد فيها فرص الكلام من قبل رئيس الجلسة ومدير الندوة ، فينبغيالإلتزام بذلك .



(4)

والندوات واللقاءات في المعسكرات والمنتزهات قد تقبل الإطالةأكثر من غيرها ، لتهيؤ المستمعين . وقد يختلف ظرف المسجد عن الجامعة أو دور التعليمالأخرى .



ومن المفيد أن تعلم ؛ أن أغلب أسباب الإطالة في الكلام ومقاطعةأحاديث الرجال يرجع إلى ما يلي :
1- إعجاب المرء بنفسه .
2- حبّ الشهرةوالثناء .
3- ظنّ المتحدث أن ما يأتي به جديد على الناس .
4- قِلَّة المبالاةبالناس في علمهم ووقتهم وظرفهم .
والذي يبدوا أن واحداً منها إذا استقر في نفوسالسامعين كافٍ في صرفهم ،وصدودهم ، مللهم ، واستثقالهم لمحدِّثهم .
وأنت خبيربأن للسامع حدّاً من القدرة على التركيز والمتابعة إذا تجاوزها أصابه الملل ،وانتابه الشُّرود الذّهني . ويذكر بعضهم أن هذا الحد لا يتجاوز خمس عشرة دقيقة .
ومن الخير للمتحدث أن يُنهي حديثه والناس متشوفة للمتابعة ، مستمتعة بالفائدة . هذا خير له من أن تنتظر الناس انتهاءه وقفل حديثه ، فالله المستعان ..

[ الأدب الثـآلث ]

3 حسن الاستماع وأدب الإنصات وتجنب المقاطعة :

إن رأس الأدب حُسن الاستماع ، واللباقة في الإصغاء ، وعدم قطع حديث المُحاور . ، وتقول العرب: رأس الأدب كُله الفهم والتفهم والإصغاء إلى المتكلم.
وإنّ منالخطأ أن تحصر همَّك في التفكير فيما ستقوله ، ولا تُلقي بالاً لمُحدثك ومُحاورك ،وقد قال الحسن بن علي لابنه ، رضي الله عنهم أجمعين : )( يا بنيّ إذا جالستالعلماء ؛ فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ، وتعلًم حُسْنَ الاستماع كماتتعلم حسن الكلام ، ولا تقطع على أحد حديثاً – وإن طال – حتى يُمسك(
ويقولابن المقفع :
(تَعلَّمْ حُسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام ؛ ومن حسنالاستماع : إمهال المتكلم حتى ينقضي حديثه . وقلة التلفت إلى الجواب . والإقبالبالوجه . والنظر إلى المتكلم . والوعي لما يقول ..
لا بدّ في الحوار الجيِّد منسماع جيِّد ؛ والحوار بلا حُسْن استماع هو ( حوار طُرْشان ) كما تقول العامة ، كلمن طرفيه منعزل عن الآخر .
إن السماع الجيِّد يتيح القاعدة الأساسية لالتقاءالآراء ، وتحديد نقاط الخلاف وأسبابه . حسن الاستماع يقود إلى فتح القلوب ، واحترامالرجال وراحة النفوس ، تسلم فيه الأعصاب من التوتر والتشنج ، كما يُشْعِرُ بجدّيةالمُحاور ، وتقدير المُخالف ، وأهمية الحوار . ومن ثم يتوجه الجميع إلى تحصيلالفائدة والوصول إلى النتيجة .
ومثل حسن الإستماع حسن الصمت ، والصمت إجراءإيجابي، ومن فوائده:
أ ـ أنه خطوة نحو الكلمة الصائبة لاختيارها.
ب ـ يزيدالعلم ويعلم المرء الحلم.
جـ ـ الصمت بريد السلامة: [[رحم الله امرءًا قال خيرًافغنم أو سكت فسلم]]


[ الأدب الرآبع ]

_4 تقدير الخصم واحترامه :

احترام شخصية المحاور، وملاطفته ، ركيزة قوية من ركائز أدب الحوار، لنتجنبعداوته أو نخفف من حدتها، وألا نستهين به ابتداءً لأن الاستهانة تضعف الحجة وتثيرالخصم. كذلك يجب الانتباه له، وعدم الانصراف عنه أثناء حديثه، وأن نفسح المجال لهلإبداء رأيه.
وهذا يعني أن يتم في مجلس الحوار التأكد على الاحترام المتبادل منالأطراف ، وإعطاء كل ذي حق حقه ، والاعتراف بمنزلته ومقامه ، فيخاطب بالعباراتاللائقة ، والألقاب المستحقة ، والأساليب المهذبة .

(5)

إن تبادل الاحترام يقود إلىقبول الحق ، والبعد عن الهوى ، والانتصار للنفس . أما انتقاص الرجال وتجهيلها فأمرمَعيب مُحرّم .
وما قيل من ضرورة التقدير والاحترام ، لا ينافي النصح ، وتصحيحالأخطاء بأساليبه الرفيعة وطرقه الوقورة . فالتقدير والاحترام غير المَلَقِ الرخيص، والنفاق المرذول ، والمدح الكاذب ، والإقرار على الباطل .
ومما يتعلق بهذهالخصلة الأدبية أن يتوجه النظر وينصرف الفكر إلى القضية المطروحة ليتم تناولهابالبحث والتحليل والنقد والإثبات والنَّقص بعيداً عن صاحبها أو قائلها ، كل ذلك حتىلا يتحول الحوار إلى مبارزة كلامية ؛ طابعها الطعن والتجريح والعدول عن مناقشةالقضايا والأفكار إلى مناقشات التصرفات ، والأشخاص ، والشهادات ، والمؤهلات والسيرالذاتية .




[ الأدب الخآمــس ]

5 حصر المناظرات في مكان محدود :

يذكر أهلالعلم أن المُحاورات والجدل ينبغي أن يكون في خلوات محدودة الحضور ؛ قالوا : وذلكأجمع للفكر والفهم ، وأقرب لصفاء الذهن ، وأسلم لحسن القصد ، وإن في حضور الجمعالغفير ما يحرك دواعي الرياء ، والحرص على الغلبة بالحق أو بالباطل .
وممااستدل به على ذلك قوله تعالى : { قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْتَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا } (سبأ:46).
قالوا : لأن الأجواء الجماهيرية والمجتمعات المتكاثرة تُغطي الحق ، وتُشوِّش الفكر ،والجماهير في الغالب فئات غير مختصة ؛ فهي أقرب إلى الغوغائية والتقليد الأعمى ،فَيَلْتَبسُ الحق .
أما حينما يكون الحديث مثنى وفرادى وأعداداً متقاربة يكونأدعى إلى استجماع الفكر والرأي ، كما أنه أقرب إلى أن يرجع المخطيء إلى الحق ،ويتنازل عما هو فيه من الباطل أو المشتبه .
بخلاف الحال أمام الناس ؛ فقد يعزّعليه التسليم والاعتراف بالخطأ أما مُؤيِّديه أو مُخالفيه .
ولهذا وُجِّه نبينامحمد صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يخاطب قومه بهذا ؛ لأن اتهامهم له كانتاتهامات غوغائية ، كما هي حال الملأ المستكبرين مع الأنبياء السابقين .
وممايوضح ذلك ما ذكرته كتب السير أن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام ، والأخنس بنشريق بن عمرو بن وهب الثقفي ، خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي بالليل في بيته ، فأخذ كل واحد منهم مجلساً يستمع فيه ، وكلٌ لا يعلمبمكان صاحبه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، حتى إذا جمعتهمالطريق تلاوموا ؛وقال بعضهم لبعض لا تعودوا ، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسهشيئاً ،ثم انصرفوا .

حتى إذا كانت الليلة الثانية ، عاد كل رجل منهم إلىمجلسه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعتهم الطريق ، فقالبعضهم لبعض مثل ما قال أول مرة ، ثم انصرفوا . حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كلرجل مجلسه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعتهم الطريق ، فقالبعضهم لبعض : لا نبرح حتى نتعاهد لا نعود . فتعاهدوا على ذلك . ثم تفرقوا . فلماأصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج ، حتى أتى أبا سفيان بن حرب في بيته فقال : أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد ؟ قال : يا أبا ثعلبه ، والله لقدسمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يُراد بها ، وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يُرادبها . قال ألخنس : وأنا والذي حَلَفْتَ به ! . قال : ثم خرج من عنده حتى أتى أباجهل ، فدخل عليه بيته فقال : يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ قال : ماذاسمعت ! تنازعنا نحن وبنو عبدمناف الشرف ؛ أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوافأعطينا ، حتى إذا تجاثينا على الرُّكَب وكنّا كفرسيّ رهان ، قالوا منّا نبي يأتيهالوحي من السماء ! فمتى نُدرك هذا ؟! والله لا نؤمن به ولا نصدقه . قال : فقام عنهالأخنس وتركه .





(6)
[ الأدب السـآدس ]

6ـ المرونة في الحوار وعدم التشنج

فينبغيمقابلة الفكرة بفكرة تصححها أو تكملها، وقبول الاختلاف، والصبر على فكرة المحاورحتى لو اعتقدنا خطأها منذ البداية، وهذا يؤدي إلى التواضع وعدم الاستعلاء على الخصموفكرته.

[ الأدب السـآبع ]

7
ـ الموضوعية في الحوار

ونعني بها اتباع المنهج العلمي، والحجةالصحيحة، وقبول الرأي الآخر إذا كان مقنعًا، والاعتراف للخصم بالسبق في بعض الجوانبالتي لا يسع العاقل إنكارها، والتحاكم إلى المنطق السليم.



[ الأدب الثــآمن ]


8 _ الإخلاص

هذه الخصلة من الأدب متمِّمة لما ذكر من أصل التجرد في طلب الحق ، فعلىالمُحاور ان يوطِّن نفسه ، ويُروِّضها على الإخلاص لله في كل ما يأتي وما يذر فيميدان الحوار وحلبته .

ومن أجلى المظاهر في ذلك : أن يدفع عن نفسه حبالظهور والتميُّز على الأقران ، وإظهار البراعة وعمق الثقافة ، والتعالي علىالنظراء والأنداد . إن قَصْدَ انتزاع الإعجاب والثناء واستجلاب المديح ، مُفسدللأمر صارف عن الغاية .

وسوف يكون فحص النفس دقيقاً وناجحاً لو أن المُحاورتوجه لنفسه بهذه الأسئلة :
-
هل ثمَّت مصلحة ظاهرة تُرجى من هذا النقاش وهذهالمشاركة . ؟
-
هل يقصد تحقيق الشهوة أو اشباع الشهوة في الحديث والمشاركة . ؟
-
وهل يتوخَّى أن يتمخض هذا الحوار والجدل عن نزاع وفتنة ، وفتح أبواب من هذهالألوان حقهَّا أن تسدّ .؟
ومن التحسس الدقيق والنصح الصادق للنفس أن يحذر بعضالتلبيسات النفسية والشيطانية فقد تتوهم بعض النفوس أنها تقصد إحقاق الحق ، وواقعدخيلتها أنها تقف مواقف إنتصارِ ذاتٍ وهوى . ويدخل في باب الاخلاص والتجرد توطينالنفس على الرضا والارتياح إذا ظهر الحق على لسان الآخر ورأيه ، ويعينه على ذلك أنيستيقن أن الآراء والأفكار ومسالك الحق ليست ملكاً لواحد أو طائفة ، والصواب ليسحكراً على واحد بعينه . فهمُّ المخلص ومهمته أن ينتشر الحق في كل مكان ، ومن أيّمكان ، ومن أيّ وعاء ، وعلى أيّ فم .
إن من الخطأ البيِّن في هذا الباب أن تظنأنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولايتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت ..


.................................................. .................................................. ................ (3)








(7)



الخاتمة






الحمدلله رب العالمين والصلآة والسلآم على أشرف المرسلين سيدنـآ محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

عَرفنـآ الآن بأن الحوآر لديه أسس وآدآب أمرنـآ الإسلآم بالإلتزآم بهـآ .. وتعرفنـآ في هذآ التقرير عن بعض هذه الآدآب , و الأخذ بآداب الحوار يجعل للحوار قيمته العلمية ، وانعدامها يقلل من الفائدة المرجوةمنه للمتحاورين .








































(8)
المصادر والمراجع






( 1)عنوآن الكتاب : آداب الحوار ,, اسم المؤلف :فاضل بشناق \\ سنة النشر :1962م



(2)عنوان الكتاب: أدب الحوار; المؤلف: سعد بن ناصر الشتري; الناشر: كنوز إشبيليا; سنة النشر: 1427 – 2006


(3)http://www.kl28.com/books/showbook.php?bID=175&pNo=4#start








































(9)
الفهرس







العنـوآن
رقـم الصَفحَه
تعريف الحـوآر
3
غآيـة الحوآر
3
[ الأدب الأول ]
3_4
[ الأدب الثـاني]
4_5
[ الأدب الثـالث ]
5
[ الأدب آلرآبع ]
5_6
[ الأدب آلخـآمس ]
6
[ الأدب السـآدس ]
7
[ الأدب السـآبع]
7
[ الأدب الثـآمن ]
7