ملخص الدراسة

• عنوان الدراسة : التنمية المهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام في اليمن في ضوء معايير الجودة الشاملة، رسالة دكتورة، تخصص أصول تربية .
• إعداد الطالب: محمد قاسم علي قحوان .

تعتبر التنمية المهنية أحد أهم الآليات والوسائل التي تعمل علي تحسين المستوي المهني للمعلم ،حيث يتم تدريب المعلم من خلالها علي آليات تقييم أدائه نفسه ذاتياُ، وتقييم أداء الطلاب، وعلي اكتساب العديد من الخبرات المهنية في مجال التدريس.
وبناءً على ذلك اعتبرت مشكلة تدني مستوى أداء المعلمين مشكلة خطيرة تعاني منها أغلب نظم التعليم في المجتمعات النامية . وتعتبر اليمن من تلك المجتمعات التي بحاجة إلى تنمية معلميها تنمية مهنية متميزة بحيث يمكن مواكبة العصر الحديث .
وانطلاقاً من التصورات التي تفرضها متطلبات الجودة في التعليم عامة، وجودة أداء المعلم خاصة في اليمن، فإنه ينبغي الاهتمام بالتنمية المهنية المستمرة لجميع المعلمين، وتوسيع مجالاتها، وتنويع مصادرها،ومساراتها،وأساليبها، فضلاً عن كونها باتت جميعاً من أهم شروط ومعايير تحقيق الجودة الشاملة للنظام التعليمي.
كما أن أي إصلاح أو تطوير تعليمي باتجاه معايير ومتطلبات تحقيق الجودة الشاملة في النظام التعليمي لا يمكن أن يحقق أهدافه، أو يبلغ مقاصده ما لم تشكل التنمية المهنية المستديمة للمعلم بعداً أساسياً من أبعاد الاستراتيجيات وخطط الإصلاح والتطوير التربوي نظراً لأهمية وحيوية الدور الذي تلعبه في تجاوز فجوة الأداء بين الممارسات الحالية للمعلمين الموجودين في الخدمة، وبين الجديد الذي ينبغي أن يقوموا به ليتمكنوا من تحقيق كفاءة وفعالية النظام التعليمي، والتحسين المستمر لمخرجاته، للارتقاء به إلي مستوى معايير الجودة المنشودة.
ومما دفع الباحث إلي إجراء الدراسة أن هناك عدداً من المشكلات التي تواجه معلمي التعليم الثانوي العام فـي اليمن، من أهمها:
1 - ضعف امتلاك المعلمين لطرائق، وأساليب التدريس التربوية الحديثة.
2 - ضعف تمكن المعلمين من استخدام الوسائل التعليمية.
3- عدم إلمام غالبية المعلمين بشروط ومواصفات الجودة الشاملة في العملية التعليمية.
4- نقص وعي المعلمين بأهداف التعليم الثانوي العام.
5- قلة الدافعية لدى المعلم لتطوير نفسه مهنياً.
6- ندرة الدورات التدريبية ، والورش التعليمية.
وفي ضوء ما سبق حدد الباحث مشكلة الدراسة علي النحو التالي :
س1: ما مفهوم التنمية المهنية، وأهدافها، وأساليبها، ومجالاتها لمعلمي التعليم الثانوي العام في اليمن في ضوء معايير الجودة الشاملة؟
س2: ما واقع التنمية المهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام في اليمن في ضوء معايير الجودة الشاملة؟
س3: ما أهم معايير الجودة الشاملة لمعلمي التعليم الثانوي العام في اليمن وانعكاساتها علي التنمية المهنية للمعلمين ؟
س4-هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين التنمية المهنية والمتغيرات: المكان (أمانة العاصمة – محافظة عمران) الجنس: (ذكر –انثى) الوظيفة: (معلم – مدرب) و(الخبرة –المؤهل)؟
س5: ما التوصيات والمقترحات للتنمية المهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام في اليمن في ضوء معايير الجودة الشاملة؟
س6: ما التصور المقترح للتنمية المهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام في اليمن في ضوء معايير الجودة الشاملة؟
وبناء علي ذلك تم تقسيم البحث إلى سبعة فصول، تضمن: الفصل الأول منها تعريفاً بمشكلة البحث، وحدوده، وأهدافه، وأهميته، ومنهجيته، وأدواته، ومصطلحات الدراسة كما قدم الباحث الدراسات السابقة؛ العربية والأجنبية، وقد أشير إلى عناوين الدراسات، وأصحابها، والسنوات والأماكن التي نفذت بها، وأهدافها، وإجراءاتها، ونتائجها، وبعض توصياتها، وتم التعليق على تلك الدراسات.
وفي الفصل الثاني : تم التطرق إلى مفهوم التنمية المهنية وأهدافها، وأهميتها، ونظرياتها، وأساليبها وآلياتها، ومجالاتها، ومعايير الجودة الشاملة، وانعكاساتها علي معلمي التعليم الثانوي العام.
وفي الفصل الثالث : تم تناول واقع وفلسفة وأهداف معلمي التعليم الثانوي العام في اليمن، وأهم المشكلات والتحديات التي تواجههم، وكيفية تقويمهم في ضوء معايير الجودة الشاملة.
وأما الفصل الرابع: فتناول الباحث فيه أهداف الدراسة الميدانية، وفروضها، وأدواتها، ومجتمع الدراسة، وعينة الدراسة، ومراحل تطبيق الاستبيان ، والمعالجات الإحصائية وتحليل ومناقشة للدراسة الميدانية.
وفي الفصل الخامس: قام الباحث بتحليل النتائج العامة للدراسة الميدانية.
وفي الفصل السادس : تم وضع التوصيات والمقترحات والتصور المقترح.

أولاً - ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة الميدانية.
1- فيما يتعلق بالأهداف العامة للتنمية المهنية:-
تبين أن استجابة أفراد العينة عالية نحو الفقرات، وهذا يبين أن المعلمين يرغبون في تحديث معلوماتهم، وتزويدها بالكفايات (القدرات) المهنية اللازمة في عملهم، وأن الأهداف بشكل عام مناسبة للمعلمين، حيث يلاحظ وجود تقارب في استجابة أفراد العينة .
2- فيما يتعلق ببرامج التنمية المهنية:
تبين أن برامج التنمية المهنية- التي تحقق الأهداف التربوية والتي تسهم في صقل شخصية المعلم، وتتيح له المشاركة في الأنشطة المختلفة- سوف تسهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام بشرط أن تكون تلك البرامج مخططة، ومنظمة ومحققة لمعايير الجودة الشاملة، ومناسبة للظروف والامكانات، واقعية وقابله للتنفيذ والتحقق.
3- فيما يتعلق بمجالات التنمية المهنية:
تبين أن المعلمين في أمس الحاجة لتنمية (المجال الأكاديمي )حيث يرى المستجيبون أن معايير الجودة الشاملة التي وردت مهمة لتحقيق التنمية المهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام في ضوء معايير الجودة الشاملة باعتبار أن المجال الأكاديمي يفسح للمعلمين متابعة الجديد في مجال التخصص، وينمي مهارات البحث العلمي لدى المعلم مما يتيح للمعلم المشاركة في الأنشطة المتنوعة.
4- فيما يتعلق بالمجال التربوي المهني:
تبين أن المعلمين يتطلعون إلي تنمية المجال التربوي المهني، ويظهر ذلك من خلال استجابات أفراد العينة، وهذا يؤكد أن معايير الجودة الشاملة الواردة في هذا المجال تسهم بدرجة كبيرة في تحفيز المعلم علي حضور الدورات التدريبية، والمؤتمرات، والندوات، وتنمي لدى المعلم المعارف،والمهارات العلمية الحديثة،وتساعده علي اكتساب استراتيجية تدريس حديثة، وهذا يؤكد أن استجابة أفراد العينة نحو هذا المجال عالية. الأمر الذي جعل المعلمين يتطلعون إلي تنمية المجال التربوي لديهم،وهذا لن يتحقق إلا من خلال التنمية المهنية لهم في ضوء معايير الجودة الشاملة.
5- فيما يتعلق بالمجال الثقافي:
تبين أن الاستجابة عالية، وذلك لأهمية هذا المجال، حيث يعتبر من المجالات المهمة للمعلمين ُحيث فإن عطاء المعلم يرتبط باتساع ثقافته، وإلمامه بقضايا ومشكلات مجتمعه ورسوخ عقيدته،واكتسابه لثقافة الجودة الشاملة واتصافه بالتفكير الإبداعي؛ولذا تعد الثقافة من أهم مجالات التنمية المهنية لمعلم التعليم الثانوي العام في اليمن في ضوء معايير الجودة الشاملة حيث يستطيع المعلم من خلال تنمية المجال الثقافي أن يسهم في تنمية زملائه في العمل؛ وهذا يؤكد علي مدي اهتمام المستجيبين بترسيخ العقيدة الدينية باعتبار أنها محور العناصر الثقافية . خاصة وأن العصر الحالي يشهد انتشار واسع لوسائل الثقافة المتعددة المرئية، والمقروءة، والمسموعة، التي قد تسهم في إضعاف العقيدة الدينية.
6- فيما يتعلق بالمحاضرة:
تبين أن المحاضرة أسلوب مهم من أساليب التنمية المهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام إذا تم مراعاة الجودة الشاملة عند تنفيذها ،فهي تعتمد على أسلوب المحاضر، وسماته الشخصية وقدراته المعرفية. وجودة المحاضرة تستلزم الأخذ بمعايير الجودة الشاملة عند استخدامها، ويرى المستجيبون أن السمات الشخصية، والأسلوب الفني والممتع للمحاضر مهم في تنفيذ المحاضرة .
7-النتائج الخاصة بالندوات التربوية:
تبين أن التخطيط مهم جداً لعقد الندوات التربوية، وهو سبب لنجاحها، وهذا يدل على مدى الوعي لدى المعلمين بأهمية الندوات التربوية، فهي أسلوب مهم يسهم إلى حد كبير في تنمية الخبرات، والمعارف، والمهارات، لدى المعلمين، ويساعد علي تبادل الخبرات بين المشاركين في الندوات التدريبية.
8- فيما يتعلق بالورش التربوية:
تبين أن أفراد العينة مدركون لأهمية التخطيط الجيد في إقامة أي ورش تدريبية أو ندوات، وأن أساس نجاح الأنشطة التدريبية للتنمية المهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام في ضوء معايير الجودة الشاملة هو التخطيط والإعداد الجيد. وربما تعزى استجابة العينة إلي أن الندوات التربوية، والورش التدريبية التي شارك فيها أفراد العينة تفتقد التخطيط الجيد؛ لذلك يأملون في المستقبل أن يكون هناك تخطيط جيد قبل عقد أي ندوة تربوية أو ورش.
9- فيما يتعلق بالتعلم الذاتي:
تبين أن استجابة أفراد العينة هي الموافقة بشدة على تطوير أنفُسهم من خلال القراءة الحرة لأنها أساس توسيع الثقافة، كما أنها تساعد علي الإلمام بأساليب التدريس المتنوعة والعلوم المختلفة، وتعتبر من أفضل الأساليب لتنمية قدرات المعلم ومهاراته المعلم بشكل مستمر؛ ولذلك ينبغي أن يتم توفير المكتبات لجميع مدارس التعليم الثانوي العام و تزويدها بالحاسوب والإنترنت بالإضافة إلى الكتب العلمية القيمة، والمجلات العلمية، والنشرات التربوية؛ لكي يتمكن المعلم من تحقيق تعلم ذاتي في ضوء معايير الجودة الشاملة.

10- فيما يتعلق بالتعلم من بعد:
تبين أن المستجيبين يدركون أن التعاون بين المراكز التدريبية مهم جداً، وذلك لتبادل الأفكار والخبرات باعتبار أن التعاون شئ أساسي لنجاح الأنشطة التربوية، والبرامج التدريبية، كما يرون مناسبة التعلم من بعد لمعلمي التعليم الثانوي العام إذا توفرت الإمكانات، وأما في حالة عدم توفير المكتبات،والحاسوب،والإنترنت، والمجلات، والنشرات التربوية، فإنه من الصعب تحقيق تنمية مهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام
11- فيما يتعلق بالحاسوب والإنترنت:
تبين أن أفراد العينة موافقون وبشدة علي أن توفر الحاسوب،والإنترنت يسهم في تنمية المعلم من خلال إنجاز الأبحاث العلمية، وأنه يمكن الاستفادة من ذلك في الإطلاع علي كل ما هو جديد في جميع المجالات التربوية والعلمية، ويسهم في تنمية المعلم؛حيث يستطيع أن يكتسب أساليب تدريس مختلفة إضافة إلى المعلومات، والخبرات، والمهارات الحديثة، كما تمكنه من تنمية الجانب الثقافي والتربوي والمهني لديه.
12- فيما يتعلق بصفات المدربين:
نجد أن هذا المجال حصل علي أعلى موافقة في الاستبيان بشكل عام لفقرات الاستبيان، واحتلت المرتبة الثانية في جميع فقرات الاستبيان ،وهذا يدل علي أن هناك موافقة عالية لهذا المجال، وأن جميع المستجيبين ينشدون المدرب المؤهل، والمهتم بالتدريب؛ لأن المدرب هو العنصر الأول والمهم في إنجاح جميع الأنشطة التدريبية التربوية، وهذا يشير إلى أن الذين يقومون بالتدريب قد لا يتوفر لديهم التأهيل اللازم؛ لذلك ينشد المستجيبون المدرب المتمتع بالكفاءة العالية، فالمدربون المتوفرون حالياً قد لا يزيد مؤهلهم عن الثانوية العامة.
13- فيما يتعلق بفئات المدربين:
تبين أن المستجيبين من أفراد العينة موافقون وبشدة على أن يكون المدرب من الموجهين؛ لأنهم يتمتعون بمهارات وخبرات عالية أكثر من غيرهم ويليهم في ذلك أساتذة الجامعة، كما يرفضون المستجيبون أن يكون المدربون من رجال التعليم بالمديرية.
14- فيما يتعلق بمكان التدريب:
تبين أن أفراد العينة موافقون وبشدة علي أن تقام الأنشطة التدريبية في المكان القريب من العمل؛ وذلك تجنباً للمشكلات التي تواجههم أثناء إقامة الدورات التدريبية في مكان بعيد من العمل حيث يتكبدون خسائر مالية، ويواجهون صعوبات في المواصلات، والمأكل، والمشرب. ويلاحظ أنهم غير موافقون (يرفضون بشدة) على قيام الدورات التدريبية في مراكز المحافظة وعلى الرغم من أن مراكز المحافظات، تتوفر فيها القاعات المناسبة والمجهزة بالوسائل كالكهرباء وبعض الأجهزة كالتلفزيون والحاسب الآلي، والإنترنت، والبيئة المريحة وغيرها فإنهم يفضلون المكان القريب من عملهم، وإن لم تتوفر لهم كل تلك الخدمات، وبخاصة النساء فهي لا تستطيع حضور الدورات في مكان بعيد وإن حضرت فمن الضروري أن تصطحب معها محرم (قريب)، وفي الغالب يفضلن عدم الحضور.
15- فيما يتعلق بالمكافآت والحوافز:
تبين أن المستجيبين يرغبون في الترقية في العمل لأن ذلك يعود عليهم بالفوائد المادية،والمكانة الاجتماعية وكذلك بإرسالهم في بعثات للدراسة في الخارج.


16- فيما يتعلق بزمن انعقاد الدورات التدريبية:
تبين أن المستجيبين موافقون بشدة على أن تقام أنشطة التنمية المهنية للمعلمين أثناء العطلة الصيفية لتوفر الفراغ لديهم أثنائها، ويرفضون بشدة أن تقام أي أنشطة تدريبية أثناء الدراسة، وذلك لأن أي نشاطات تدريبية أثناء الدراسة تكون على حساب أوقات الطلبة، ويفضل المستجيبون أن تعقد الدورات التدريبية بداية قبل العام الدراسي،لكي يستقبلوا العام الجديد بمهارات وخبرات جديدة.
17- فيما يتعلق بتمويل الدورات التدريبية:
تبين أن المستجيبين موافقون بشدة على أن يكون التمويل الأساسي للدورات التدريبية من وزارة التربية والتعليم باعتبار أنها المسئولة الأولي عن تنميتهم مهنياً باعتبار أن المعلمين موظفون في سلك التربية كما أنهم لا يرغبون في القروض والمنح الخارجية، ربما لأن ذلك يحمل الميزانية بمديونيات تصبح حملاً ثقيلاً على كاهل الأجيال، كما لا يرغبون كثيراً في تمويل الجمعيات الأهلية فقد لا توظف الأموال لتحقيق أهداف التدريب بل تستفيد منها الفئة المنظمة للدورات، ويلاحظ أن الفقرة: (إسهام المدربين) تدل استجابة العينة على رفضهم وبشدة للمساهمة المالية في إقامة أي دورة وهذا قد يرجع إلي ضآلة الرواتب وقد يرجع إلى ضآلة الرواتب التي تعطي لهم فهي غير مجزية ولا تكفي لسد الاحتياجات الضرورية. علماً بأن هذه الفقرة تحتل المرتبة الأخيرة من بين فقرات الاستبيان.
18- فيما يتعلق بمشكلات التنمية المهنية:
تبين أن المشكلات الواردة حقيقية تقف عائق أمام برامج وأهداف التنمية المهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام في اليمن وأنه لا يمكن الحد منها إلا بوضع الحلول المناسبة والممكنة لها.

19- فيما يتعلق بفروق الخبرة:
أ ) لا توجد فروقُ ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد العينة فيما يتعلق بمتغير(الخبرة)نحو أغلب مجالات الاستبيان الآتيةالأهداف العامة للتنمية المهنية- استكمال التأهيل التربوي للمعلمين- تحديث معلومات المعلم- تحقيق النمو المهني المستمر للمعلم- دعم المعلم في علاج المشكلات التربوية- المجال الأكاديمي- المجال التربوي- المجال الثقافي- المحاضرة- الندوات التربوية- الورش التدريبية- التعلم الذاتي- الحاسوب والإنترنت- صفات المدربين- فئات المدربين-مكان التدريب- المكافآت والحوافز- زمن انعقاد الدورات التدريبية- تمويل الدورات التدريبية- مشكلات التنمية المهنية)، حيث إن مستوى الدلالة لم يصل إلى أقل من (0,05) لتلك الأساليب والمجالات، وهذا يعني أن جميع المستجيبين علي اختلاف سنوات الخبرة لديهم الرغبة الحقيقية لتحقيق التنمية المهنية، واستخدام أساليب التنمية المهنية، وتنمية مجالاتها في ضوء معايير الجودة الشاملة، بالإضافة إلى وعيهم بأنه من خلال التنمية المهنية سوف يتمكنون من أداء مهامهم بكفاءة، وأنهم دائماً يتطلعون إلى الأفضل في أعمالهم. ومهما كان لدى المعلمين من خبرة سابقة ينشدون الخبرات، والأساليب الحديثة، ويرغبون في التنمية المهنية المستمرة باعتبار أنها خير وسيلة لتلبية رغبتهم .
ب) توجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد العينة طبقاً لمتغير الخبرة لمجال: (برامج التنمية المهنية) وهذا يدل على أن المستجيبين يختلفون في استجابتهم نحو هذا المجال وربما أن البرامج التي تطبق في الميدان التربوي لا تلبي طموحات وتطلعات المعلمين؛ ولذلك ينبغي إعادة النظر في تلك البرامج لكي تفي بالغرض التربوي لأن والملموس في الميدان التربوي هو أن تطبيق تلك البرامج يصحبه العشوائية، وسوء التخطيط والتنفيذ.
ج) توجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد العينة لأسلوب التنمية المهنية: (التعلم من بعد) ويدل ذلك على أن الخبرة لها تأثير علي هذا الأسلوب وهذا الاختلاف في الاستجابة قد يرجع إلى أن بعض أفراد العينة يدركون أن التعليم من بعد يسهم في تحقيق تنمية مهنية للمعلم وأعتقد أنهم الذين يقطنون في المدن لأن وسائل التعليم من بعد لديهم سهلة ومتوفرة بخلاف الذين يسكنون الريف (سكان القرى).
20-متغير المؤهل:
أ ) لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد العينة يتعلق بمتغير المؤهل نحو المجالات الآتيةالأهداف العامة للتنمية المهنية- استكمال التأهيل التربوي للمعلمين- تحديث معلومات المعلم- تحقيق النمو المهني المستمر للمعلم- دعم المعلم في علاج المشكلات التربوية- برامج التنمية المهنية - المجال التربوي- المجال الثقافي- المحاضرة- الندوات التربوية- الورش التدريبية- التعلم الذاتي- الحاسوب والإنترنت- صفات المدربين- فئات المدربين- المكافآت والحوافز- زمن انعقاد الدورات التدريبية- تمويل الدورات التدريبية- مشكلات التنمية المهنية) حيث تشير الأرقام الإحصائية إلى إن مستوى الدلالة لم يصل إلي أقل من(0,05)، لتلك المجالات.حيث يظهر أنهم موافقون وبشدة على تحقيق التنمية المهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام في جميع مجالاتها في ضوء معايير الجودة الشاملة، و ربما يرجع هذا إلي حاجتهم الماسة للتنمية المهنية، لرفع مستويات أدائهم بجودة عاليه واختلف المستجيبون في ثلاثة مجالات من اثنين وعشرين مجال على النحو الأتي وهي: (المجال الأكاديمي -التعليم من بعد - مكان التدريب).
ب) توجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد العينة لمجال التنمية المهنية: (المجال الأكاديمي) وقد تعزى تلك الفروق إلى أن الحاصلين علي مؤهل بكالوريوس، يرون أن المؤهل له تأثير علي التنمية المهنية بخلاف الحاصلين على مؤهل ثانوية فأدنى فأنهم لا يدركون أهمية المؤهل في تعزيز المجال الأكاديمي للمعلمين.
ج) توجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد العينة لأسلوب التنمية المهنية (التعلم من بعد) لقد اجمع المستجيبون على أن المؤهل، والخبرة ليس لهما تأثير على أسلوب التعليم من بعد .
د ) توجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد العينة لمجال التنمية المهنية (مكان التدريب) فقد اقترح البعض أن يكون مكان التدريب في المكان القريب من عملهم، وهم اغلب المستجيبين، وبعضهم رأى أن يكون التدريب في المكان الذي تتوفر فيه الامكانات.
ثانياً - التوصيات والمقترحات:
بناءً على ما توصلت إلية الدراسة من نتائج نظرياً، وميدانياً فأنها في النهاية توصلت إلى ما يلي:
1- الأخذ بمعايير الجودة الشاملة فيما يتعلق بالتنمية المهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام في اليمن، وذلك لتحقيق تنمية مهنية مستدامة.
2- علي الجهات المعنية التركيز علي تنمية المجالات المهمة للمعلم(المجال التربوي-المجال الأكاديمي-المجال الثقافي)، وذلك لتطوير وتحسين أدائه.
3- ينبغي أن تكون برامج التنمية المهنية مناسبة من حيث الزمان، والمكان، وواقعية، وقابلة للتطبيق.
4- علي الجهات المعنية توفير الوسائل والأساليب الحديثة التي تحقق التنمية الذاتية، والتنمية عن بعد، وأهمها المكتبة الإلكترونية وأجهزة الحاسوب، والإنترنت؛ الوسائل السمعية ،والبصرية الحديثة.
5- يجب التخطيط الجيد والهادف عند عقد الدورات التدريبية، والندوات، والورش التدريبية.
6- ينبغي عند اختيار المدربين أن يكونوا من ذوى والمؤهلات، الخبرات من الموجهين، أو من أساتذة الجامعة.
7- يجب أن تعقد الدورات التدريبية في بداية العام الدراسي، حسب رغبة المشاركين أفراد العينة.
8- ينبغي أن يكون الممول الأساسي لإقامة الدورات التدريبية وزارة التربية والتعليم، باعتبار أنها المسئول الأول عن تنمية المعلمين.
9- علي الجهات المعنية تفادي تلك المشكلات أو الحد منها لأنها تقف عائقاً أمام تحقيق التنمية المهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام في ضوء معايير الجودة الشاملة.
ومن ثم فإن الدراسة تقترح التصور التالي:
وينطلق أهداف التصور المقترح من محاولة تنمية معلمي التعليم الثانوي العام في اليمن في ضوء معايير الجودة الشاملة تنمية مهنية بحيث يصبح قادراً ومتمكناً،وملماً بكل ما هو جديد في التربية .
ومن ثم فإن الدراسة قد انتهت إلى تصور مقترح:
1- تحقيق التنمية المهنية المستمرة للمعلمين:لرفع مستوى أدائهم المهني،وتحسين اتجاهاتهم، وصقل مهاراتهم التعليمية،وزيادة معارفهم،ومقدرتهم على الإبداع والتجديد،ومن ثم الارتقاء بالمستوي العلمي، والمهني، والثقافي للمعلمين بما يحقق طموحهم، واستقرارهم النفسي، ورضاهم المهني تجاه عملهم، وإخلاصهم في أداء رسالتهم، وزيادة فعاليتهم، ورفع كفايتهم الإنتاجية إلى حدها الأقصى، وبما يحقق الجودة الشاملة لهم.
2- تجديد معلومات المعلمين، وتنميتها في ضوء معايير الجودة الشاملة، وتمكينهم من الاطلاع على التطورات الحديثة في تقنيات التعليم، وطرائق التدريس، والمحتوي الدراسي.
3- تبصير المعلمين ببرامج الدولة وخططها لتطوير التعليم، وتمكينهم من دراسة أهداف المجتمع ومشكلاته المعاصرة وتعريفهم بدور المعلم حيالها.
4- الاطلاع على أحدث النظريات التربوية،والنفسية،والطرائق الفاعلة في التدريس، وتقنيات التعليم الحديثة، واستخدام الأساليب الجديدة مثل التعليم المبرمج، والتعليم المصغر، وأسلوب حل المشكلات، والتعلم الذاتي.
5- تقديم المهارات، والمعارف الأساسية لمساعدة المعلمين على العمل بكفاية وفاعلية لتحقيق الأغراض الأساسية للتربية .
كما تم وضع آلية لتنفيذ التصور المقترح ويتمثل فيما يلي:
1- الاهتمام بتدريب المعلمين على أحدث الأجهزة والوسائل التعليمية بحيث يكون المعلم قادراً علي استخدامها أثناء المواقف التربوية .
2- العمل على حل المشكلات التربوية الفنية لكي يتمكن المعلم من أداء رسالته.
3- العمل على إدراج مادة تسمى التنمية المهنية للمعلمين في الجامعات اليمنية وخصوصاً في كليات التربية.
4- العمل على إعادة النظر في فلسفة وأهداف التعليم الثانوي العام بما يتفق مع متطلبات سوق العمل .
5- العمل على تحديد البرامج التدريبية من حيث :محتوي المادة التعليمية، اختيار المدربين المتميزين ، تحديد الفترة الزمنية.
أشرف على هذه الرسالة كلٍِ من الأستاذ الدكتور/ سعيد إبراهيم طعيمة – مدير مركز تطوير التعليم الجامعي السابق – كلية التربية – جامعة عين شمس ، والدكتور/ فكري شحاته أحمد الأستاذ المساعد بقسم أصول التربية –كلية التربية -جامعة عين شمس. والأستاذ الدكتور/ عبدالغني قاسم الشرجبي، كلية التربية-جامعة صنعاء.
.