تقرير عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان



برحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الإمارات العربية المتحدة عن عمر ناهز السادسة والثمانين أسدل الستار على حياة قائد عربي سعى منذ تسلمه السلطة للم الشمل العربي وخصوصا في منطقة الخليج.

كلل الشيخ زايد جهوده هذه بإعلان قيام اتحاد بين إمارات أبو ظبي ودبي وعجمان والفجيرة والشارقة وأم القوين ورأس الخيمة عام 1972. كما لعب دورا هاما في تشكيل مجلس التعاون الخليجي الذي بدأ عمله رسميا في أبو ظبي عام 1981.

ومنذ نشأة دولة الإمارات العربية المتحدة عمل الشيخ زايد على الاستفادة من عائدات النفط لتمويل المشاريع التنموية في أنحاء البلاد وازداد خلال فترة حكمه العمران والتقدم في كافة المجالات في الدولة.
نشأته
ولد الشيخ زايد في أبو ظبي عام 1918 وكان أصغر أخوته الأربع الذكور وسمى باسم جده الأكبر الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، الذي كانت فترة حكمه أطول فترة في تاريخ إمارة أبو ظبي ،حيث حكمها بين عامي 1855 و1909.

بعد وفاة والده الشيخ سلطان عام 1927، وتولي شقيقه الأكبر الشيخ شخبوط الحكم انتقل الشيخ زايد إلى واحة العين، التي تبعد حوالي 160 كم عن أبو ظبي حيث قضى فيها فترة شبابه و تلقى تعليمه الديني.

كانت الإمارات السبع آنذاك تحت النفوذ البريطاني منذ عام 1820، وكانت أبو ظبي آنذاك فقيرة وكان اقتصادها يعتمد على صيد السمك واللؤلؤ.


وفي بداية ثلاثينات القرن الماضي حضرت أولى شركات التنقيب عن النفط وعين الشيخ زايد حينها مرشدا لهذه الفرق في صحراء الإمارات. عين بعد ذلك حاكما للعين عام 1946 ثم في عام 1953.

وعند اكتشاف النفط في أبو ظبي عام 1958 بدأت الظروف الاقتصادية تتحسن وافتتح أول حقل بحري (أم شيف) لإنتاج النفط عام 1962 وتلاه حقل آخر بري في (باب).

فترة حكمه
في 9 أغسطس/آب عام 1966 أصبح الشيخ زايد حاكما لإمارة أبو ظبي بعد تنازل شقيقه الشيخ شخبوط عن الحكم له.
بعد تقلده الحكم، أنشأ الشيخ زايد هيكلا لحكومة رسمية وطور بها إدارات لأداء مهام خاصة، وأعطى أولوية لبناء المرافق السكنية والمدارس والخدمات الصحية وإنشاء مطارا وميناء بحريا وشق الطرق وبنا جسرا يربط أبو ظبي بالبر الرئيسي.

كما أنفقت الموارد المالية على زراعة الأشجار في العين وتحويل أبو ظبي إلى مدينة خضراء.

عندما أعلنت بريطانيا عزمها على إنهاء وجودها العسكري في الخليج في يناير/كانون الثاني 1968، كان الشيخ زايد أول من دعا إلى الوحدة.

وأدرك حينها أنه لكي تزدهر إمارة أبو ظبي، فلابد من تعاون القبائل المجاورة، لذا كانت أول خطوة يقوم بها إنهاء النزاعات الحدودية مع إمارة دبي ، حيث انتهي الأمر بتوقيع اتفاقية في 27 فبراير/شباط عام 1968 بتشكيل اتحاد من تسع إمارات (أبو ظبي، عجمان، دبي، الفجيرة، رأس الخيمة، الشارقة، وأم القوين، قطر والبحرين).


لكن الاتفاقية لم تر النور وتعرقلت كثيرا وحاول الشيخ زايد لمدة ثلاث سنوات إصلاح ذات البين دون فائدة، حيث سعت قطر والبحرين للاستقلال الكامل كما رفضت رأس الخيمة الانضمام للاتحاد.


وفي الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971 تكون اتحاد من ست إمارات (أبو ظبي، عجمان، دبي، الفجيرة، الشارقة، أم القوين) وعرف باسم الإمارات العربية المتحدة.


وقد انتخب الشيخ زايد رئيسا للاتحاد والشيخ راشد آل مكتوم نائبا للرئيس. وقد انضمت رأس الخيمة بعد فترة وجيزة إلى الاتحاد الذي أعلن رسميا في 11 فبراير/شباط عام 1972.


ظل الشيخ زايد رئيسا لدولة الإمارات طوال هذه المدة، وازدهرت الدولة في عهده إلى حد كبير. حيث زاد عدد السكان من 250000 عام 1971 إلى حوالي 3.3 مليون نسمة عام 2001 وازداد معه العمران والتقدم في كافة المجالات.

سياسته الخارجية

كان الشيخ زايد دائم التأكيد على حل مشكلة الجزر الإماراتية التي احتلتها إيران من خلال الطرق السلمية، من خلال المفاوضات المباشرة أو التحكيم الدولي.

وقبيل الاحتلال الأميركي للعراق في إبريل/ نيسان عام 2003 كان الشيخ زايد قد تقدم باقتراح إلى قمة جامعة الدول العربية التي انعقدت في شرم الشيخ، يقضي بتخلي الرئيس صدام حسين عن السلطة وخروجه آمنا مع عائلته خارج العراق.

ولم يجد هذا الاقتراح طريقه إلى جدول أعمال القمة وأثار سخط الجانب العراقي ولقي ردود فعل متفاوتة في الساحة العربية.

تدهورت صحة الشيخ زايد في السنوات الأخيرة وتوالت رحلاته العلاجية إلى الولايات المتحدة. وأجريت له عملية جراحية بالعمود الفقري عام 1996 وأخرى لزرع كلية عام 2000 تكللتا بالنجاح.
رحم الله الشيخ زايد واسكنه فسيح جنانه في الفردوس الاعلى
نآجركم حزنكم وندعو الله ان يلهم آل الشيخ والشعب الإماراتي الصبر والسلوان