بس باقي الفهرس
]دولة الإمارات العربية المتحدة
وزارة التربية والتعليم
منطقة أبوظبي التعليمية
مدرسة للتعليم الثانوي
بحثي بعنــوان:-




عمل الطالبة:
الصف:الحادي عشر العلمي.
المادة:التربية الإسلامية.
مقدم للمعلم الفاضلة:
العام الدراسي:2013-2012


بسم الله الرحمن الرحيم
المقــــدمـــة:-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأئمة والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين....
حديثنا اليوم عن شخصية إيمانية فذة ورد ذكرها في التاريخ ولها مكانة عظيمة في الإسلام ذخر بها التاريخ ولها مواقف عديدة في مجابهة الشرك والمشركين، ضحى بنفسه، وشرى نفسه في سبيل نشر الإسلام وهداية المسلمين...
ألا وهو...الإمام الشافعي " رحمه الله تعالى "
اللهم ارزق الأمة الإسلامية رجلا عظيما مثل هذا الرجل يهديهم إلى الهدى ويخرجهم من الظلمات إلى النور ...
..اللهم آمين..
سيكون حديثنا اليوم في هذا البحث عن هذه الشخصية وأبرز أدوارها في نشر الإسلام...
الموضــــــــــــــــــــــوع:-
الإمام الشافعي " رحمه الله تعالى"
اسمه ونسبه:


الإمام الشافعي هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب، بن عبيد بن يزيد، بن هاشم بن المطلب، ابن عبد مناف على ما تروي الغالبية من مؤرخي الرجال، فهو بذلك قرشي، وشافع بن السائب هو الذي ينتسب إليه الشافعي لقي النبي صلى الله عليه وسلم ، واسر ابوه السائب يوم بدر في جملة من أسر وفدى نفسه ثم اسلم . ويلتقي نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.أما أمه فهي يمانية من الازد وكنيتها أم هبية الأزدية وقيل من قبيلة الأسد وهي قبيلة عربية لكنها ليست قرشية.



مولده ونشأته:

قيل أن ولادة الشافعي كانت في عسقلان وقيل بمنى لكن الأصح أن ولادته كانت في غزة عام 150 هجرية وهو نفس العام الذي توفى فيه أبو حنيفة .
كان أبوه قد هاجر من مكة إلى غزة بفلسطين بحثا عن الرزق لكنه مات بعد ولادة محمد بمدة قصيرة فنشأ
محمد يتيما فقيرا . والشافعي وإن كان قد ولد من نسب شريف، ولكنه عاش يتيما عيشة الفقراء إلى أن استقام عوده، وقد حرصت والدته على تثقيفه فحفظ القرآن الكريم بسهولة نادرة، ثم اتجه إلى حفظ الأحاديث فاستمع إلى المحدثين وحفظ الحديث بالسمع ثم كتبه على الخزف أحيانا وعلى الجلود أحيانا أخرى.حسن صوته:

ولما بلغ سنتين قررت امه العودة وابنها إلى مكة لاسباب عديدة منها حتى لايضيع نسبه ، ولكي ينشأ على ما ينشأ عليه اقرانه ، فأتم حفظ القران وعمره سبع سنين . عرف الشافعي بشجو صوته في القراءة ، قال ابن نصر : كنا اذا اردنا ان نبكي قال بعضنا لبعض : قوموا إلى هذا الفتى المطلبي يقرأ القران ، فاذا أتيناه (يصلي في الحرم ) استفتح القران حتى يتساقط الناس ويكثر عجيجهم بالبكاء من حسن صوته فاذا راى ذلك امسك من القراءة .
أهم صفاته:فان الشافعي مشهورا بتواضعه وخضوعه للحق وتشهد له بذلك دروسه ومعاشرته
لاقرانه وتلاميذه وللناس . كما ان العلماء من اهل الفقه والاصول والحديث واللغة اتفقوا على امانة الشافعي وعدالته وزهده وورعه وتقواه وعلو قدره ، وكان مع جلالته في العلم مناظرا حسن المناظرة ، امينا لها طالبا للحق لا يبغي صيتا وشهرة حتى اثرت عنه هذه الكلمة : " ماناظرت احدا الا ولم أبال يبين الله الحق على لسانه او لساني " . وبلغ من اكبار احمد بن حنبل لشيخه الشافعي أنه قال حين سأله ابنه عبد الله : أي رجل كان الشافعي ، فأني رأيتك تكثر الدعاء له ؟ قال : " كان الشافعي كالشمس للنهار وكالعافية للناس ، فانظر هل لهذين من خلف او عنهما من عوض " .
وكان الشافعي رحمه الله فقيه النفس ، موفور العقل ، صحيح النظر والتفكر ، عابدا ذاكرا .



تعلمه للغة العربية:

ولحق بقبيلة هذيل العربية لتعلم اللغة والفصاحة . وكانت هذيل افصح العرب ، وقد أقام في البادية مدة طويلة استغرقت عشر سنوات كما ذكر ابن كثير في إحدى الروايات، جعلته يتخذ من عادات أهل البادية ما يراه حسنا ولقد كانت لهذه الملازمة اثر في فصاحته وبلاغة ما يكتب، وقد لفتت هذه البراعة أنصار معاصريه من العلماء بعد أن شب وكبر ، حتى الأصمعي وهو من أئمة اللغة المعدودين يقول : ( صححت أشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن إدريس ) وبلغ من اجتهاده في طلب العلم أن أجازه شيخه مسلم بن خالد الزنجي بالفتيا وهو لا يزال صغير .

أهم دليل على فصاحته:
لقد كان الشافعي فصيح اللسان بليغا حجة في لغة العرب عاش فترة من صباه في بني هذيل فكان لذلك اثر واضحا على فصاحته وتضلعه في اللغة والادب والنحو ، اضافة الى دراسته المتواصله واطلاعه الواسع حتى اصبح يرجع اليه في اللغة والنحو .فكما مر بنا سابقا فقد قال الاصمعي صححت اشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن ادريس . وقال احمد بن حنبل : كان الشافعي من افصح الناس ، وكان مالك تعجبه قراءته لانه كان فصيحا .وقال احمد بن حنبل : ما مس أحد محبرة ولا قلما الا وللشافعي في عنقه منة . وقال ايوب بن سويد : خذوا عن الشافع اللغة .
ويعتبر معظم شعر الامام الشافعي في شعر التأمل ، والسمات الغالبة على هذا الشعر هي ( التجريد والتعميم وضغط التعبير ) وهي سمات كلاسيكية ، اذ ان مادتها فكرية في المقام الاول ، وتجلياتها الفنية هي المقابلات والمفارقات التي تجعل من الكلام ما يشبه الامثال السائرة او الحكم التي يتداولها الناس ومن ذلك :
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر *** والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف *** وتستقر بأقـصى قـاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها *** وليس يكسف الا الشمس والقمر
وأبيات تدل على تذلله لله عز وجل:
بموقف ذلي دون عزتك العظمى *** بمخفي سـر لا أحيــط به علما
باطراق رأسـي باعترافي بذلتي *** بمد يدي استمطر الجود والرحمى
بأسمائك الحسنى التي بعض وصفها *** لعزتها يستغرق النثر والنظما
أذقنا شراب الانس يا من اذا سقى *** محبا شرابا لا يضام ولا يظما

تعلمه في الصغر:
حفظ الشافعي وهو ابن ثلاث عشرة سنة تقريبا كتاب الموطأ للإمام مالك ورحلت به أمه إلى المدينة ليتلقى العلم عند الإمام مالك . ولازم الشافعي الإمام مالك ست عشرة سنة حتى توفى الإمام مالك (179 هجرية ) وبنفس الوقت تعلم على يد إبراهيم بن سعد الأنصاري ، ومحمد بن سعيد بن فديك وغيرهم . وبعد وفاة الإمام مالك (179 هجرية ) سافر الشافعي إلى نجران واليا عليها ورغم عدالته فقد وشى البعض به إلى الخليفة هارون الرشيدفتم استدعائه إلى دار الخلافة سنة (184هجرية ) وهناك دافع عن موقفه بحجة دامغة وظهر للخليفة براءة الشافعي مما نسب إليه وأطلق سراحه .


رحلته في طلب العلم ببغداد:
وأثناء وجوده في بغداد أتصل بمحمد بن الحسن الشيباني تلميذ ابي حنيفة وقرأ كتبه وتعرف على علم اهلالرأي ثم عاد بعدها إلى مكة وأقام فيها نحوا من تسع سنوات لينشر مذهبه من خلال حلقات العلم التي يزدحم فيها طلبة العلم في الحرم المكي ومن خلال لقاءه بالعلماء أثناء مواسم الحج . وتتلمذ عليه في هذه الفترة الإمام احمد بن حنبل .
ثم عاد مرة أخرى إلى بغداد سنة ( 195 هجرية ) ، وكان له بها مجلس علم يحضره العلماء ويقصده الطلاب من كل مكان . مكث الشافعي سنتين في بغداد ألف خلالها كتابه (الرسالة ) ونشر فيها مذهبه القديم ولازمه خلال هذه الفترة أربعة من كبار أصحابه وهم احمد بن حنبل ، وأبو ثور ، والزعفراني ، والكرابيسي . ثم عاد الإمام الشافعي إلى مكة ومكث بها فترة قصيرة غادرها بعد ذلك إلى بغداد سنة (198هجرية ) وأقام في بغداد فترة قصيرة ثم غادر بغداد إلى مصر .

رحلته في مصر:

قدم مصر سنة ( 199 هجرية ) تسبقه شهرته وكان في صحبته تلاميذه الربيع بن سليمان المرادي ، وعبدالله بن الزبير الحميدي ، فنزل بالفسطاط ضيفا على عبد الله بن عبد الحكم وكان من اصحاب مالك . ثم بدأ بالقاء دروسه في جامع عمرو بن العاص فمال اليه الناس وجذبت فصاحته وعلمه كثيرا من إتباع الإمامين أبي حنيفة ومالك . وبقي في مصر خمس سنوات قضاها كلها في التأليف والتدريس والمناظرة والرد على الخصوم . وفي مصر وضع الشافعي مذهبه الجديد وهو الأحكام والفتاوى التي استنبطها بمصر وخالف في بعضها فقهه الذي وضعه في العراق ، وصنف في مصر كتبه الخالدة التي رواها عنه تلاميذه .

كيفية ظهور شخصيته:

تَطرَّق احمد تمام في كتابه (الشافعي ملامح وآثار ) كيفية ظهور شخصية الشافعي ومنهجه في الفقه. هذا المنهج الذي هو مزيج من فقه الحجاز وفقه العراق ، هذا المنهج الذي أنضجه عقل متوهج ، عالم بالقران والسنة ، بصير بالعربية وآدابها خبير بأحوال الناس وقضاياهم ، قوي الرأي والقياس .
فلو عدنا إلى القرن الثاني الميلادي لوجدنا انه ظهر في هذا القرن مدرستين أساسيتين في الفقه الإسلامي هما مدرسة الرأي ، ومدرسة الحديث ، نشأت المدرسة الأولى في العراق وهي امتداد لفقه عبد الله بن مسعود الذي أقام هناك ، وحمل أصحابه علمه وقاموا بنشره . وكان ابن مسعود متأثرا بمنهج عمر بن الخطاب في الأخذ بالرأي والبحث في عِلَلِ الأحكام حين لا يوجد نص من كتاب الله أو سنة رسوله
r.


أشهر تلاميذه:
ومن أشهر تلامذة ابن مسعود الذين أخذوا عنه : علقمة بن قيس النخعي ، والأسود بن يزيد النخعي ، ومسروق بن الاجدع الهمداني ، وشريح القاضي ، وهؤلاء كانوا من ابرز فقهاء القرن الأول الهجري.




عودة الشافعي مرة أخرى لبغداد:

عاد الشافعي إلى بغداد للمرة الثانية عام 195هـ، فألف لأول مرة كتاب " الرسالة " الذي وضع فيه الأساس لعلم أصول الفقه وشرائط الاستدلال بالقرآن والسنة والإجماع والقياس وبيان الناسخ والمنسوخ، ومراتب العموم والخصوم، كما حققه الرازي في مناقب الشافعي، والخطيب في تاريخ بغداد. ثم اعتزم السفر إلى مصر فوصل إليها عام 199 هـ .
تعبده لله عز وجل:وكان رحمه الله محبا للعلم حتى انه قال : " طلب العلم افضل من صلاة التطوع " ومع ذلك روى عنه الربيع بن سليمان تلميذه أنه كان يحي الليل صلاة الى ان مات رحمه الله ، وكان يختم في كل ليلة ختمة .
وروى الذهبي في السير عن الربيع بن سليمان قال : كان الشافعي قد جزأ الليل ، فثلثه الاول يكتب ، والثاني يصلي ، والثالث ينام . وقال الذهبي افعاله الثلاثة بالنية ، والحق ما قاله الذهبي ، فان النيات صنعة العلماء ، والعلم اذا أثمر العمل وضع صاحبه على طريق النجاة ،وما أحوج امتنا اليوم الى العلماء العاملين الصادقين العابدين الذين تفزع اليهم الامة في الازمات وما اكثرها ولا حول ولا قوة
الا بالله .


أهم أقوال الشافعي:· أخرج ابن عبد البر عن الربيع قال : سمعت الشافعي يقول " الإيمان قول وعمل واعتقاد بالقلب ألا ترى قول الله عز وجل : [وما كان الله ليضيع إيمانكم ] يعني صلاتكم إلى بيت المقدس فسمى الصلاة إيمانا وهي قول وعمل وعقد "· قال الشافعي : ولو كان هذا الإيمان كله واحدا لا نقصان فيه ولا زيادة - لم يكن لأحد فيه فضل واستوي الناس وبطل التفضيل ولكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة وبالزيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله (في الجنة ) وبالنقصان من الإيمان دخل المفرطون النار .· قال الشافعي : إن الله جل وعز سابق بين عباده كما سوبق بين الخيل يوم الرهان ثم أنهم على درجاتهم من سبق عليه فجعل كل امرئ على درجة سبقه لا ينقصه فيه حقه ولا يقدم مسبوق على سابق ولا مفضول على فاضل وبذلك فضل أول هذه الأمة على آخرها ولو لم يكن لمن سبق إلى الإيمان فضل على من أبطأ عنه – للحق آخر هذه الأمة بأولها. وفاته:
وظل الامام الشافعي في مصر ولم يغادرها يلقي دروسه ويحيط به تلامذته حتى لقي ربه في (30 رجب 204 هجرية ) ومن اروع ما رثي به من الشعر قصيدة لمحمد بن دريد يقول في مطلعها :
ألم تر آثار أبن ادريس بعده *** دلائلها في المشـكلات لوامع




الخـــــاتمـــة:-

وفي النهاية لا نقول إلا رحم الله الإمام الشافعي وجزاه الله عنا كل خير لأنه نفعنا بعلمه الغزير وساعدنا على فهم ديننا الحنيف الذي يحاربه الكثير والكثير من المشركين بالتشكيك فيه هيه ولولا هؤلاء العلماء وجهدهم للتوصل إلى حلول كثيرة حول التطور وتغير الحضارات لضاع شباب الإسلام من كثرة المفسدات وندعوا الله سبحانه وتعالى أن يرزق الأمة الإسلامية ...........مثل الإمام الشافعي ـ رحمه الله تعالى ـ .
أهم المراجع:-

*احمد تمام ـ الشافعي ملامح وآثار في ذكرى وفاته.
*د.محمد عبد الرحمن الخميس .
*محمد خميس ـ الإمام الشافعي …….شاعرا .
*موسوعة المورد الحديثة.
*الهيئة المصرية للكتاب ـ ديوان الإمام الشافعي.
* كتاب طريق الإسلام ـ قيام الشافعي .

*مواقع متعددة من الإنترنت .