أطفال مخيم الأمل 23 من ذوي متلازمة الشلل الدماغي

يستمتعون برحلات سياحية واستكشافية في إمارة الشارقة




المشاركون يشيدون بالجهود الإنسانية والخدمات التي تقدمها المدينة للأشخاص من ذوي الإعاقة

تتواصل فعاليات مخيم الأمل الثالث والعشرين الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، على أرضها بمنطقة اليرموك تحت شعار "بيئتي أمني وأماني" وذلك بمشاركة وفود دول مجلس التعاون الخليجي ووفد ضيف من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية تم تخصيصه هذه السنة لأطفال متلازمة الشلل الدماغي، بهدف تفعيل مطالبهم الإنسانية التي تعني الكثير لهم ولذويهم والمجتمع عامة وللتأكيد على حقوقهم في الإستفادة من هذه المناسبة والترويح على أنفسهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم الإجتماعية.

وفي هذا السياق خصص صباح اليوم الثلاثاء 18 ديسمبر الجاري زيارة إلى المربى المائي والمتحف البحري بالشارقة، حيث إنطلق موكب مخيم الأمل بعد مراسم الطابور الصباحي ورفع الأعلام بنشاط وحيوية واستعداد كامل لقضاء يوم مميز وحافل بالمفاجآت وكان في إستقبال الوفود المشاركين لدى وصولهم المربى المائي بالشارقة السيد راشد الشامسي رئيس قسم عمليات متاحف الشارقة وأمين مربى الشارقة بالإنابة وسط أجواء ترحيبية مميزة.

وتضمن النشاط السياحي والثقافي جولات استطلاعية داخل مبنى المربى المائي، اطلع فيه الأطفال من ذوي الشلل الدماغي ومرافقوهم والمشاركون في المخيم على مختلف المخلوقات البحرية عن قرب، وأيضا تعرفوا على تاريخ الصيد البحري ومستلزماته التاريخية والأدوات التي كانت تستخدم للصيد وجلب اللؤلؤ في دولة الإمارات والشارقة خاصة، واستمتع أطفال مخيم الأمل 23 بأوقات مميزة وشد انتباههم أنواع الأسماك بألوانها وأشكالها المتنوعة العائمة في الأحواض الزجاجية وهي تجربة فريدة بالنسبة لهم أدخلت الفرح والبهجة في نفوسهم ورفعت من معنوياتهم وكانت حافزا لمتابعة باقي جولتهم الإستكشافية للتعرف على المفجآت المخصصة لهم ضمن برنامج متنوع وهادف من الأنشطة السياحية والترويحية في مخيم الأمن والأمان.

وبهذه المناسبة قال السيد راشد الشامسي:" يشرفنا إستقبال الوفود المشاركة في مخيم الأمل 23 وهو واجب وطني اتجاه فئة الأشخاص من ذوي الإعاقة وحرصنا بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للإتحاد حاكم الشارقة على تجهيز وتسخير الإمكانيات اللازمة لإستقبال فئة ذوي الإعاقة وتسهيل تنقلاتهم داخل مبنى المربى المائي والمتحف البحري ايمانا بحقوقهم الإنسانية والمجتمعية وأيضا لتعزيز الوعي المجتمعي بتقبلهم ودمجهم في المجتمع"

وأضاف أن رسالة مخيم الأمل إنسانية وهادفة في حفظ حقوق الأطفال من ذوي الشلل الدماغي ورسم الإبتسامة على وجوههم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم على التواصل والإندماج المجتمعي، وترسيح ثقافة حضارية في الحفاظ على سلامتهم وأمنهم في مختلف الأماكن والمرافق العامة وفي البيئة التي يتواجدون فيها وأكد أنها مسؤولية تقع على عاتق الجميع لتعزيز الجهود والمشاركة في ضمان حماية الطفل المعاق وتوفير كافة الإمكانيات له ليكون عنصرا فاعلا وقادرا على العيش باستقلالية وكرامة كغيره من أقرانه الأطفال غير المعاقين.

وفي ختام الزيارة قدم الطالب محمد خلفان من ذوي الشلل الدماغي شهادة شكر وتقدير من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تسلمها رئيس قسم عمليات متاحف الشارقة وأمين مربى الشارقة بالإنابة، تقديرا لجهود القائمين في مربى الشارقة للأحياء المائية على تنظيم هذه الزيارة الهادفة والترحيب المتميز بالوفود المشاركين وتوفير كافة التسهيلات لهم تعبيرا عن تعزيز أواصر المحبة والتعاون في كل ما يهم شؤون الأشخاص من ذوي الإعاقة.

بعدها تواصلت الزيارة السياحية إلى السوق المركزي بالشارقة للتعرف واكتشاف كنوزه الفريدة بدءا من الحلي الذهبية والفضية إلى منتجات الحرف اليدوية والفنون والتحف والأقمشة والملابس وغيرها، وقال المرافق بدر بن مبارك من سلطنة عمان جمعية رعاية الأطفال المعاقين:"إن الزيارات السياحية تعكس أهمية المشاركة المجتمعية الفعالة لدعم الأشخاص من ذوي الإعاقة، حيث ساهمت برامج المخيم منذ إنطلاقه في إدخال البهجة على الأطفال المشاركين من ذوي الشلل الدماغي، وما شاهدناه على أرض الواقع يستدعي الفخر لما تقدمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بتوجهها الإنساني في خدمة فئة المعاقين".

ومن جهته أشار المرافق يوسف بن علي المطيري من وزارة الشؤون الإجتماعية بالمملكة العربية السعودية، إلى أن برامج الأنشطة والورش كلها تساهم في رفع الوعي الثقافي والمعرفي والفكري للأطفال المشاركين والأنشطة الخارجية تبعث المرح في نفوسهم وترفع من معنوياتهم وأيضا تعزز من تواصلهم الاجتماعي خاصة أنهم كونوا صداقات واسعة وأظهروا انسجامهم وتفاعلهم مع بعضهم البعض، وأكد أن أهمية تنظيم المخيم تكمن في تحسيس الأطفال من ذوي الشلل الدماغي بأهمية وجودهم وانتمائهم المجتمعي كعناصر فاعلة وقادرة بدون تمييز.

وأوضح الأستاذ محمد فوزي رئيس لجنة الدعم التخصصي دور اللجنة في تقديم البرامج المناسبة لأطفال الشلل الدماغي وقال:" حرصنا خلال التحضيرات الأولية للمخيم على تقييم قدرات الأطفال المشاركين لتخطيط برامج وأنشطة هادفة كما حرصنا على توفير كافة التجهيزات والتسهيلات في السكن الداخلي وعلى أرضية المخيم حفاظا على راحة وسلامة الأطفال"

وأكد أن مشاركتهم في هذه الفعاليات هي جزء كبر من علاجهم النفسي والمعنوي، وناشد رئيس لجنة الدعم التخصصي أفراد المجتمع والأسر وأولياء الأطفال من ذوي الإعاقة بأهمية وضرورة إدماج أطفالهم المعاقين في المجتمع وإشراكهم في الأنشطة الترفيهية والترويحية مع الحرص على سلامتهم لتصحيح الأفكار الخاطئة تجاههم حيث أنهم قادرون على المشاركة ويجب ترك مساحة وحرية الإختيار لهم.

وبهذه التجربة الفريدة أثبت أطفال الشلل الدماغي أن إعاقتهم لا تحد من مشاركتهم في جميع الأنشطة والفعاليات وأعربوا عن سعادتهم بتواجدهم ومشاركتهم في مخيم الأمل 23، ومنذ وصولهم كانت فرحتهم عارمة بكل ما شاهدوه من معالم سياحية وضيافة مثالية في إمارة ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي وفرت لهم كافة الإمكانيات لقضاء أوقات رائعة تبقى ذكرياتها راسخة في نفوسهم.

ووجه رؤساء الوفود من دول مجلس التعاون الخليجي والجزائر الشكر الجزيل لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة اللجنة العليا لإدارة المخيم على إتاحة الفرصة لأطفال متلازمة الشلل الدماغي للمشاركة في مخيم الأمل وأشادوا بجهودها الإنسانية في كل ما تقدمه من خدمات عالية المستوى لفئة المعاقين، كما وجهوا شكرهم لكل من يساهم في تنظيم المخيم الذي جمع ووحد الأطفال من ذوي الشلل الدماغي بفرحة وبهجة تحت راية إنسانية ومجتمعية وبيئة مفعمة بالأمن والأمان.


رحلة متميزة إلى حديقة النوف بالشارقة

أشبال مخيم الأمل يظهرون مواهبهم ويتألقون



وعصر أمس الاثنين 17 ديسمبر الجاري توجهت قافلة الأمل إلى حديقة (النوف) بالشارقة وشاركوا في فعاليات (ضواحي) التي تنظمها دائرة شؤون الضواحي والقرى بالتعاون مع بلدية الشارقة حتى الرابع والعشرين من الجاري، حيث تتضمن هذه الفعاليات عروضاً تراثية تعرف بماضي دولة الإمارات وأبرز العادات والتقاليد التي كانت متبعة، بالإضافة إلى التعرف على أهم المأكولات الشعبية والمشاركة في المسابقات الترفيهية بصحبة أقرانهم من غير المعاقين.

وقد استهل أشبال المخيم زيارتهم بمشاهدة مسرحية (عرائس) تحدثت عن حب الوطن وأهمية الأمن والأمان بالنسبة لجميع شرائح المجتمع، كما عرفت جميع الحاضرين بدلالات ألوان العلم الوطني المشتقة من الشعر العربي الذي يقول: بيض صنائعنا...خضر مرابعنا... سود وقائعنا...حمر مواضينا... فالأبيض يرمز لنبل ما نقوم به من صنائع، أما المرابع الخضراء فهي الأراضي المكسوة بالخير والشجر، والوقائع هي المعارك أي أننا عندما نحارب تكون حروبنا سوداء على رؤوس الظالمين، والمواضي هي السيوف المخضبة بدماء الأعداء.
ثم بعد الاستمتاع بالمسرحية قام المشرفون عليها بإنزال (العرائس) ليلتقطوا الصور التذكارية مع أطفال الشلل الدماغي الذين غمرتهم السعادة وهم يتمايلون على وقع الأغاني المبهجة وسط تصفيق زملائهم من غير المعاقين فكانت هذه الفعالية بحق نموذجاً للدمج السليم والبناء القائم على المحبة والاحترام المتبادلين بين الأشخاص ذوي الإعاقة وغير المعاقين.

ولتكتمل بهجة الدمج والتفاعل بين الأطفال من ذوي الإعاقة وغير المعاقين من زوار الحديقة شارك أشبال المخيم في المسابقات الترفيهية وكان من بينها مسابقة رمي الكرة، واختيار الهدية وغيرها من المسابقات التي ساعد حماس الأطفال فيها والجو الجميل والمكان الأخضر الفسيح على المشاركة أكثر من قبل أطفال الشلل الدماغي الذين لاقوا من زملائهم غير المعاقين كل التشجيع والترحيب.

بعد ذلك حضر أشبال المخيم مشهداً تمثيلياً للعرس الإماراتي التراثي (زهبة العروس)، واستمتعوا بعروض الروله والتقاط الصور التذكارية عند أكشاك المنتجات التراثية، ثم عادوا أدراجهم بعد مغيب الشمس إلى أرض المخيم للاستمتاع بحفل السمر وأجوائه المسلية والمفيدة والممتعة.

الشبل إبراهيم خليل إبراهيم من وفد دولة البحرين عبر عن عميق سعادته بهذه الزيارة إلى حديقة النوف والتي تضمنت العديد من الفعاليات والمسابقات الترفيهية التي أدخلت السعادة والبهجة إلى نفوس الجميع، وقد كان التفاعل مع الزملاء من غير المعاقين رائعأً جدأً وشعرنا وكأننا بين أهلنا وأصدقائنا.

وتوجه إبراهيم بالشكر والتقدير إلى جميع العاملين والمتطوعين في المخيم الذين لا يدخرون جهداً في سبيل إسعاد الأطفال من ذوي الشلل الدماغي والترويح عنهم.
الأستاذ أحمد سلمان عباس من المرافقين ضمن وفد دولة البحرين أكد أن إطلاق العنان لمرح الأطفال من ذوي الشلل الدماغي والترويح عنهم مسعى جميع العاملين في مخيم الأمل وهدفهم الرئيسي، فالمخيم فرصة لا تعوض بالنسبة لهم وعلى ما يبدو أن الجميع يعمل أقصى ما باستطاعته كي تبقى هذه الذكرى راسخة في أذهانهم متى ما استدعوها ارتسمت على محياهم أمارات البهجة والسرور.

وركز الأستاذ أحمد على دور هذه الفعاليات في إظهار مواهب وإبداعات الأطفال من ذوي الشلل الدماغي حيث تكون الأضواء مركزة عليهم وتشجيع الأصدقاء يحثهم على إظهار ما يمتلكونه من مواهب وطاقات فنية وإبداعية تؤكد أحقية هذه الشريحة بالدعم والمساندة من جميع أبناء المجتمع بلا استثناء.

الشبل عبد العزيز علي حمد من وفد دولة الكويت أشاد بالتنظيم المدهش لفعاليات مخيم الأمل والتفاعل الجميل بين المتطوعين والأطفال من ذوي الشلل الدماغي، وهذا إن دل فإنما يدل على حرص إدارة المخيم على توفير كافة مستلزمات المشاركين والسهر على راحتهم واستمتاعهم بكافة فعاليات المخيم.

وتوجه علي بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع المتطوعين في مخيم الأمل الثالث والعشرين (بيئتي أمني وأماني) متمنياً أن يوفقهم الله دائماً إلى ما فيه خير وصالح هذه الشريحة المهمة من أبناء المجتمع.

ومن المقرر أن تستأنف الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء 18 ديسمبر الجاري نشاطات المخيم بنشاط رياضي في نادي الثقة للمعاقين يليه بعد العودة إلى أرض المخيم حفل السمر والترفيه.



مع تحيات قسم الإعلام في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية