صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234
النتائج 31 إلى 35 من 35
  1. #31
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    راك
    المشاركات
    345

    افتراضي

    محمد البساطي



    الأستاذ الدكتور متولى محمد البساطى من أبناء مدينة ميت أبو غالب بمحافظة دمياط و أحد أهم أعلامها و عميد كلية اللغة العربية بالمنصورة بجامعة الازهر الشريف ووكيل كلية اللغة العربية بالمنصورة سابقا .

    ولد الاستاذ الدكتور متولى البساطى في 11 اغسطس سنة 1944 و توفى في يوم الجمعة 15 يونيو 2007 و هو في الثالثة و الستين من العمر

    حصل على الشهادة الثانوية من معهد دمياط الازهرى سنة 1965 و حصل على شهادة الليسانس من كلية اللغة العربية بالقاهرة بجامعة الازهر سنة 1970 و الماجستير سنة 1972 و حصل على شهادة الكتوراه سنة 1979 . و قد عمل مدرسا بوزارة التعليم من سنة 1970 إلى سنة 1978 ثم عين معيدا بكلية اللغة العربية بالمنصورة و اصبح مدرسا مساعدا بكلية اللغة العربية ، جامعة الازهر سنة 1979 و حصل على درجة أستاذ سنة 1987

    و عمل استاذا بكلية التربية بجامعة المللك فيصل بالمملكة العربية السعودية و ساهم في تأسيس قسم اللغة العربية و تولى رئاسة قسم اللغة العربية بكلية التربية بجامعة الملك فيصل و أشرف على العديد من رسائل الماجستير و الدكتوراه بجامعتى الازهر و الملك فيصل .

    عضو أحد اللجان العلمية بجامعة الازهر وعضو رابطة الادب الاسلامى و له بحوث و مقالات بمجلات كلية اللغة العربية و الهلال و الازهر و الارشاد اليمنية . له العديد من المؤلفات المنشورة مثل :

    1- القصة في الأدب العربى 2- مع الشعراء المعاصرين 3- المرأة في الشعر السعودى المعاصر . 4- دراسات حول كتاب طوق الحمامة لابن حزم 5- فنون أدبية في البيان النبوى 6- في قواعد اللغة العربية ( بالاشتراك ) 7- نصوص من العصر الحديث . 8- في مرآة الشعر الجاهلى 9- في النقد الادبى الحديث . 10- فن المقال بين النظرية و التطبيق . بالاضافة للعديد من المؤلفات الاخرى .


    يذكر ان الاستاذ الدكتور رحمه الله كان له عظيم الائر على كلية اللغة العربية أثناء توليه منصب وكيل و من بعدها عميدا للكلية من الناحية الادارية

    فقد تم في عهده ادخال نظام المعلومات للكلية و انشاء وحدة للحاسب . و قام بانشاء سنترال اتصالات مركزية بالكلية بعد ان كانت تعانى من تهالك السنترال القديم الذى يعود بالعمر إلى السبعينات و تحديث الابنية و الاهتمام بتجميل الكلية و اظهارها بما يليق بمكانتها .




    محمد البساطي .. أبن بلدة (الجمالية) المطلة على بحيرة المنزلة .. صاحب العشرين عملاً ما بين الروايات و المجموعات القصصية بدأ مشواره عام 1967 برواية (التاجر و النقاش) ليبدأ مشواره الإبداعي الذي توج برائعته (الخالدية) مروراً ب"المقهى الزجاجي" (1978)، "الأيام الصعبة" (1978)، "بيوت وراء الاشجار" (1993)، "صخب البحيرة" (فازت بجائزة احسن رواية لعام 1994)، "ويأتي الفطار"، "ليال اخرى"...، وغيرها.

    كما صدرت له كذلك عدة مجموعات قصصية مهمة، ومنها:
    "حديث من الطابق الثالث" (1970)، "احلام رجال قصار العمر" (1979)، "هذا ما كان" (1987)، "منحنى النهر" (1990)، "ضوء ضعيف لا يكشف شيئاً" (1993)، "ساعة مغرب" (1996)...، الخ.

    فاز (البساطي) عام 2001 بجائزة "سلطان العويس" في الرواية والقصة مناصفة مع السوري زكريا تامر.

    يراه بعض النقاد بأنه الذي جعل من القرية الصغيرة أسطورة .. فمعظم أعماله تدور في جو الريف الساحر الذي يجذب القارئ اليه ليعش و يتعايش في تلكم العالم الغني الساحر الذي يشده له (البساطي) بأسلوبه السهل الممتنع .. ليصدمك بسلبيات مجتمعنا من خلال التفاصيل الدقيقة لحيوات أبطاله المهمشين في الحياه الذين لا يهمهم سطوة السلطة أو تغيرات العالم من حولهم ..

    تسرد الرواية قصة قرية (الخالدية) .. قرية صغيرة بالوجه القبلي مشطورة لنصفين متناقضين .. البر القديم – منشأ المدينة - بطبقاته المطحونة و أناسه المقهورين المعبئين بالغضب من حال البر الثاني الذي تسود فيه الفيلات والقصور ذات الحدائق الضخمة حيث يعيش اغنياء المدينة .. يفصل بينهما النهر كأغلب مدن الصعيد .. و يقطع النهر الكوبري الذي يصل الضفتين ببعضهما .. يمكن فتحه بحجة مرور السفن الشراعية على الرغم من أن ارتفاع الكوبري يسمح بمرورها .. السبب الحقيقي هو عزل الضفتين وقت الاضطرابات .. فصل الطبقتين عن بعضهما مما يسهل مهمة الأمن ليريح المأمور بطل الرواية و التي تسير الأحداث مع سيره ..

    الجديد هنا هو أن القرية بكل تفاصيلها الدقيقة من صنع الخيال ! .. خيال بطل الرواية الحقيقي .. الموظف في ارشيف وزارة الداخلية الذي يعيش وحيدا ويتقن تزوير توقيعات مسؤولي الوزارة ويستغل قدراته هذه في عملية تزوير هي الاكبر في عالم التزوير حيث يقيم من خلالها بلدة بكاملها ويضع في داخلها مخفرا للشرطة ! .. و قد استوحى (البساطي) تلك الفكرة من الحادثة الشهيرة التي قام فيها محاسب ببناء مبنى أعتمد مركزاً للشرطة داخل أحدى القرى ليستمر أعواماً داخل القرية و الكل يظنه مركز شرطة حقيقي و يتعامل مع الموجودين فيه و كأنهم ضباط ..

    يقوم البطل الحقيقي هنا بعمل (ماكيت) للبلدة الوهمية في غرفته بالصلصال .. يصنع شوارعها و مبانيها و أناسها ليتخيل حوارات أهل القرية و مشاكلهم و حسناتهم و سيئاتهم من خلال مخاطبته لمأمور مركز الشرطة الذي يتقمص شخصيته حتى يمكنه حبك خدعته لتصبح أذونات الصرف المزيفة منطقية الأسباب ..

    تعرض الرواية حيوات أهل المدينة المتناقضة .. من السيدة (نجوى) بالبرالثاني ذات الغناء الفاحش و الجمال الارستقراطي و التي تمارس نشاط خطف الفتيات القرويات لتحويلهن لعاهرات و التي يسهل المأمور لها مصالحها حسب بنود صداقتهما، (الحاج صبحي) تاجر الأدوات الصحية و الزبون الدائم لمدام (نجوى) و صاحب جلسات المزاج، الفتاه المتزوجة التي يحبها المأمور و يحاول التقرب لها و إبعاد زوجها بالقوة لو أمكن، زوجة المأمور التي أتى ذكرها قليلاً و التي لا تسكن (الخالدية) و كيف تشمئز من الطريقة التي يمارس بها زوجها الجنس معها، معاونين المباحث الذين يختلسون بعض ضبطيات (الحشيش) لأنفسهم أو لتحقيق مصالحهم .. سكان البر الثاني المستعدين لترك قصورهم إذا بلغهم المأمور بثورة أهل البر القديم التي يترقبها و يخشي حدوثها ..

    و من خارج العالم الفانتازي الوهمي هناك (يونس) .. الموظف البسيط رقيق الحال و التي تعمل زوجته كخادمة و الذي أختاره البطل لصرف ايرادات مركز الشرطة الوهمي حتى لا يكون في وجه المدفع .. و الذي تتطور شخصيته من البحث عن أقل القليل لإطعام أولاده ليبرز الحيوان الشهواني بداخله مع الراتب المغري الذي يعطيه له البطل ليبدأ التدخين و خيانة زوجته لتدمر النقود حياته باكتشاف زوجته بخيانتها له ..

    يمر البطل في تلك الرواية بمرحلة النفور تدريجياً .. مما يظهر واضحاً من سير الأحداث في (الخالدية) المتناغم و غير المتطابق مع تطورات نفسيته عن طريق المأمور الذي أصبح و كأنه قرينه .. لتبدأ الهلاوس و يبدأ عالم (الخالدية) الذي صنعه ينقلب عليه من خلال اقحام الواقع بالخيال ليراه المأمور ليلكمه في أنفه ليصحو و أنفه غارق بدمه بالفعل ! .. يرى حياة (يونس) تدمر أمامه بسبب النقود، المرأة العجوز التي رمى لها ظرف النقود من شباك منزلها بالدور الأرضي لتشترى بالنقود خمراً و تقف لتسب جيرانها بصوت عالِ لتقع على الأرض ميتة في النهاية في مشهد مؤثر أجيد توظيفه بشدة ..

    تصل ذروة تيمة (تمرد المسخ على صانعه) في نهاية الرواية .. ليقتل المأمور بطل الرواية لتجسسه عليه في غرفة نومه بعد أن نال فتاته التي رغب فيها منذ خطا بقدميه أرض القرية .. بعد أن فشل البطل في إبقاء كفتي الميزان متساويتين بين رغبته في نصرة الفقراء الذي هو منهم و ممارسه السلطة التي لم يعشها في الحقيقة من خلال تقمصه لشخصية المأمور .. لتنتهي حياته و تطفأ أنوار (الماكيت) لتعلن نهاية (الخالدية) ..


    في المجمل تحمل الرواية كعادة (البساطي) هموم من يعيشون على هامش الحياه .. تعرض التواطؤ الذي يحدث في جميع أطوار العيش .. و أن الفساد ليس له مصدر معين لأن الجميع متواطئين فيه .. المساحة الرمادية التي تغطي برمزها رموزاً أعمق .. و تعتبر "خالدية" (البساطي) في رأي العديد من النقاد فتحاً جديداً و باباً لم يُطرق من قبل في الأدب العربي من ناحية توظيف الفانتازيا بجو محلي بحت نجح في تحويله إلى حالة عامة

    المصدر:
    موسوعة ويكبيديا

  2. #32
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    راك
    المشاركات
    345

    افتراضي

    سميح القاسم


    سيرة ذاتية
    سميحالقاسم
    يعد سميح القاسم واحداً من أبرز شعراء فلسطين، وقد ولد لعائلة درزية فلسطينية في مدينة الزرقاء الأردنية عام 1929، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ويتفرّغ لعمله الأدبي.
    سجن القاسم أكثر من مرة كما وضع رهن الإقامة الجبرية بسبب أشعاره ومواقفه السياسية.
    • شاعر مكثر يتناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينيين، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي.
    • كتب سميح القاسم أيضاً عدداً من الروايات، ومن بين اهتماماته الحالية إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.
    مؤلفاته
    أعماله الشعرية:
    1. مواكب الشمس (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1958م).
    2. أغاني الدروب (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1964م).
    3. دمي على كتفي (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1968م).
    4. دخان البراكين (شركة المكتبة الشعبية، الناصرة، 1968م)
    5. سقوط الأقنعة (منشورات دار الآداب، بيروت، 1969م)
    6. ويكون أن يأتي طائر الرعد (دار الجليل للطباعة والنشر، عكا، 1969م).
    7. رحلة السراديب الموحشة / شعر (دار العودة، بيروت، 1969م).
    8. طلب انتساب للحزب / شعر (دار العودة، بيروت، 1970م).
    9. ديوان سميح القاسم (دار العودة، بيروت، 1970م).
    10. قرآن الموت والياسمين (مكتبة المحتسب، القدس، 1971م)
    11. الموت الكبير (دار الآداب، بيروت، 1972م)
    12. وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم (منشورات صلاح الدين، القدس، 1971م).
    13. ديوان الحماسة / ج 1 (منشورات الأسوار، عكا، 1978م).
    14. ديوان الحماسة / ج 2 (منشورات الأسوار، عكا، 1979م)
    15. أحبك كما يشتهي الموت (منشورات أبو رحمون، عكا، 1980م).
    16. ديوان الحماسة / ج 3 (منشورات الأسوار، عكا، 1081م)
    17. الجانب المعتم من التفاحة، الجانب المضيء من القلب (دار الفارابي، بيروت، 1981م)
    18. جهات الروح (منشورات عربسك، حيفا، 1983م)
    19. قرابين (مركز لندن للطباعة والنشر، لندن، 1983م).
    20. برسونا نون غراتا : شخص غير مرغوب فيه (دار العماد، حيفا، 1986م)
    21. لا أستأذن أحداً (رياض الريس للكتب والنشر، لندن، 1988م)
    22. سبحة للسجلات (دار الأسوار، عكا، 1989م)
    23. أخذة الأميرة يبوس (دار النورس، القدس، 1990م)
    24. الكتب السبعة / شعر (دار الجديد، بيروت، 1994م)
    25. أرض مراوغة. حرير كاسد. لا بأس (منشورات إبداع، الناصرة، 1995م)
    26. سأخرج من صورتي ذات يوم (مؤسسة الأسوار، عكا، 2000م)
    السربيات:
    1. إرَم (نادي النهضة في أم الفحم، مطبعة الاتحاد، حيفا، 1965م)
    2. إسكندرون في رحلة الخارج ورحلة الداخل (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1970م)
    3. مراثي سميح القاسم (دار الأداب، بيروت، 1973م).
    4. إلهي إلهي لماذا قتلتني؟ (مطبعة الاتحاد، حيفا، 1974م)
    5. ثالث أكسيد الكربون (منشورات عربسك، حيفا، 1976م).
    6. الصحراء (منشورات الأسوار، عكا، 1984م)
    7. خذلتني الصحارى (مطبعة فينوس، الناصرة، 1998م)
    8. كلمة الفقيد في مهرجان تأبينه (مؤسسة الأسوار، عكا، 2000م)
    أعماله المسرحية:
    1. قرقاش (المكتبة الشعبية، الناصرة، 1970م)
    2. المغتصبة ومسرحيّات أخرى (دار الكاتب، القدس، 1978م)
    الحكايات:
    1. إلى الجحيم أيها الليلك (منشورات صلاح الدين، القدس، 1977م)
    2. الصورة الأخيرة في الألبوم (دار الكاتب، عكا، 1980م)
    أعماله الأخرى:
    1. عن الموقف والفن / نثر (دار العودة، بيروت، 1970م)
    2. من فمك أدينك / نثر (الناصرة، 1974م)
    3. كولاج / تعبيرات (منشورات عربسك، حيفا، 1983م)
    4. رماد الوردة، دخان الأغنية / نثر (منشورات كل شيء، شفاعمرو، 1990م)
    5. حسرة الزلزال / نثر (مؤسسة الأسوار، عكا، 2000م)
    الأبحاث:
    1. مطالع من أنطولوجيا الشعر الفلسطيني في ألف عام / بحث وتوثيق (منشورات عربسك، حيفا، 1990م)
    الرسائل:
    2. الرسائل/ بالاشتراك مع محمود درويش (منشورات عربسك، حيفا، 1989م)
    تجربة الشاعر

    سميح القاسم:
    زمن الحجارة .. دراسة في شعر الانتفاضة

    في (قصيدة الانتفاضة) للشاعر سميح القاسم، نقرأ خطاباً حماسياً ساخناً، يحاول به الشاعر ان يستوعب حدث الانتفاضة، من خلال اخضاعه لحالة التصادم بين الطرفين. وقد توافر القاسم في خطابه على حس ثوري متحد، حرص ان يكون بنفس درجة الانتفاضة، من حيث قوة الموقف وسرعة الحركة وسعة الآثار.

    عندما نقرأ شعر القاسم في مراحله التاريخية المختلفة، وصولا الى (قصيدة الانتفاضة)، فاننا نكتشف بانه كان يسعى لتقديم اطروحة شعرية عن الثورة. ولم يؤسس هذه الاطروحة بشكل منفرد وبنظرة خاصة منطلقة من رغبة في الخروج على واقعه المرير.. او على أمنية داخلية متعلقة بحالة النصر، انما استند في ذلك على رؤية قومية تميز بها.. وتحرك من قاعدتها وعلى ضوئها في التعبير عن اطروحته الثورية التي أخذت الكثير من تفكيره واستقراءاته، وهذا ما يتضح من خلال ثبات المضامين الشعرية التي كتبها في فترات زمنية مختلفة.. حيث نجد بقاء الفكرة والموقف على ما هما عليه، دون تغير في الاسس، رغم تبدل الصورة التي تستوعب كلا منهما او كليهما. مما يشير الى عمق التصور الذي كونه الشاعر حول مسيرته.. والى ايمانه بخط التحرك الذي سلكه منذ البداية.

    في بعض الفترات كانت ثمة مواقف تبدو مظلمة، حيث يسيطر احساس الانكسار على الشاعر بدرجة ملحوظة، عندما يتحدث عن واقعه، ويتنقل عبر نقاطه على مشاهد المأساة والحزن والألم. لكن اعترافاته بالهزيمة، لا تشكل انهياراً ذاتياً يجعله يسقط في حالة اليأس التام، فتتلاشى طموحاته واحلامه.. وتموت في داخله اطروحته الراسمة طريق الغد.

    ان ذلك لم يحدث بهذه الصورة المخيفة.. وان ما ظهر من نتاج الشاعر في هذا الخصوص، انما مشاعر مشتركة بين كل ابناء البلاد العربية والاسلامية، تولدت عبر حقب تاريخية متلاصقة، نتيجة مواقف الهزيمة التي صنعها الحكام. ولم يعد بامكان أي انسان على هذه الخارطة المترامية، الا ان يبوح بهذه المشاعر التي تزدحم في قلبه ويعجز عن حبسها.

    لقد كان القاسم يصف الواقع العربي.. يتحدث عن التردي الذي احاط به كأنسان ينتمي لفلسطين ولغير فلسطين. وكان في حديثه عن الألم يحاول ان يسحب بطريقة سرية مسمار الامان ليفجر العبوة.

    وهو في هذا الاتجاه الذي يتناول فيه مظاهر الهزيمة والضعف في الواقع العربي، يقدم مظهرين متقابلين لحالة القضية الفلسطينية. وكأنه يريد ان يعلن مظلومية فلسطين على أكبر مساحة مرئية، ليثير ما يستطيع اثارته من مشاعر التعاطف، ومن ثم التفاعل معها، حتى لا تضيع في النسيان، ولتظل شاخصة أمام الأعين وحية في الضمائر.

    في المشهد الأول، يقارن بين اليهود وشعب فلسطين.. بين التاريخ والحاضر. حيث يتحدث عن التيه اليهودي الذي استقر فيما بعد في فلسطين، بينما تشرد شعبها في الارض وصار هو الغريب. يقول في قصيدة (غرباء):
    سنوات التيهِ في سيناء كانت أربعين
    ثم عادَ الآخرون
    ورحلنا.. يوم عاد الآخرون
    فالى أين؟.. وحتامَ سنبقى تائهين
    وسنبقى غرباء؟
    وفي قصيدة (بوابة الدموع) يقدم المشهد الثاني الذي تتحرك مفرداته داخل فلسطين بشكل رئيس:
    أحبابنا.. خلف الحدود
    ينتظرون حبةً من قمحهم
    وقطرةً من زيتهم.. ويسألون
    كيف حال بيتنا التريك
    وكيف وجه الأرض.. هل يعرفنا اذا نعود؟!
    يا ويلنا..

    امَ شعب لاجىء شريد
    يا ويلنا.. من عيشةِ العبيد
    فهل نعود؟ هل نعود؟
    انه في المشهدين ينتهي الى تساؤلات حائرة، خالية من الجواب.. تساؤلات حول المكان والزمان والمصير، وهي أقسى مفردات الضياع والغربة، واشدها ألماً، واكثرها ضغطاً على الاعصاب.

    ين نحدق فيما رسمه الشاعر، لا نملك الا ان نسلم ـ للوهلة الاولى على الأقلـ ان المأساة قد أخذت كل قلبه ومشاعره.. فسقط حائراً أو يائساً، فلم يكتشف وجهة الغربة ومحطاتها القادمة، ولم يقدّر مدتها الزمنية، ولا يستطيع ان يتكهن بالمصير. فوقف ازاء مجاهيل مظلمة.

    ان بالامكان ان نقرر بصورة نهائية سقوط القاسم ضحيةً لليأس، معتمدين على الوثيقتين اللتين كتبهما بنفسه. لكن سعة المشروع الثوري الذي بلوره بتعب ودقة خلال فترة زمنية طويلة من النتاج الشعري، تجعلنا نتريث.. ونبحث في الرؤية الحقيقية التي اعتمدها في رسم اشكاله اليائسة.

    لا نتردد في القول: ان الشاعر كان من الضروري ان يلجأ الى هذا الاسلوب.. ان يسلط اضواءه على جوانب المأساة الفلسطينية.. ان يظهرها للعيان بكل ما تعينه قواه. لأن ما حدث لفلسطين ليس شيئاً عادياً، ولأن فلسطين تحتاج الى تعامل حسي مرهف مع قضيتها، والى عين جوّاله في مناطق الألم، وأذن سماعة لكل آهة حزن.. انها تحتاج الى هذا وذاك حتى يمكن ان تبقى فلسطين حية في الوجدان الانساني، قضية غير قابلة للتمييع، خصوصاً وأنها مستهدفة عربياً ودولياً.. ومحاطة بقدر كبير من محاولات الاستيعاب والانهاء بالطرق المستحبة رسمياً المحرمة جماهيرياً.

    لابد لأي شاعر يكتب عن فلسطين ان يحترم هذا القانون.. ان يحترم الألم الفلسطيني، من أجل ان يثبت شهادته بان فلسطين ما زالت كما هي مأساة متحركة وجرحاً ندياً نازفاً. وقد فعل ذلك كل الذين كتبوا عن فلسطين. لكن الاختلاف حصل في النسبة، فمنهم من وقف عند الجوانب الحزينة حتى صارت ابرز ملامح شعره.. ومنهم من مرّ سريعاً فترك خلفه لمسة.

    ولسنا بصدد تحديد المواقع، لنضع القاسم مكانياً على هذا السلم الطويل، لكننا نجد انه التزم بالقانون الاسبق، وثبّت في الذاكرة حالة فلسطين وشعبها في اوقات الهزيمة المرة وفي سنوات المحنة الخطيرة التي تعرضت لها وما تزال.

    لقد كان ذلك منذ زمن يقرب من ربع قرن، ثم عاد اليه لشاعر في فترات لاحقة من أجل ان يركز في الذاكرة ما قد تزيله السنوات.

    يتألف المشروع الشعري في الثورة لسميح القاسم من ثلاثة اجزاء متميزة. يشمل الأول الدائرة الشخصية وايمانها العميق بقيم وثوابت يلتزم بها الشاعر.. ويتحرك الجزء الثاني على العلاقة الترابطية الوثيقة بين الماضي والحاضر، حيث يؤكد الشاعر القيمة التراثية الكبيرة للتاريخ ودوره الدافع للاحداث ضمن عملية صنع الحاضر، وذلك وفق منظور قومي صرف. ويشغل هذا الجزء المساحة الاكبر من المشروع.. اما الجزء الثالث فانه يتركز حول حتمية الانتصار في المستقبل، والذي جاءت الانتفاضة لتحتل موقع المستقبل الذي انتظره وبشّر به في الجزئين السابقين.

    في البداية.. يثبت الشاعر قناعاته الخاصة وايمانه بالقيم المعنوية الموضوعية التي يتعامل معها بنفس حتمي، دون ان يضع احتمالا للمراجعة او اعادة النظر، بل انه يمنحها صفة القانون، ويفسر على ضوئها الاسباب ويقدم نتائج يراها منطقية للمواقف والقضايا. فنراه يتعامل مع الحياة على انها تتحدد على اساس الموقف النضالي. حيث يعتبر ان النضال هو المقياس الكبير لاستمراريتها، وبدونه تتلاشى الحياة وتنتهي، لأنها تفقد صفتها المتحركة وتتحول الى مجرد اشارات بليدة خالية المعنى.

    في قصيدة (لأننا) المكونة من رباعية واحدة، يفسر الشاعر احساسه بالموت نتيجة تفتت عناصر الحياة وابرازها عنصر النضال:
    أحسُ أننا نموت
    لأننا.. لانتقن النضال
    لأننا نعيد دون كيشوت
    لأننا.. لهفي على الرجال.

    انه ينظر الى حياته على انها ماضية في التلاشي لضعف الممارسة النضالية، وبروز عناصر سلبية اخرى تتعارض مع حقيقة النضال وروحيته العالية.

    ان الموقف يمتلك قيمة حيوية كبيرة، بحيث يشمل الحياة على اتساعها وتعدد ادوارها، بل انه يتسع ليتجاوز دائرة الحياة نفسها، باعتباره يمثل قضية مستقلة لا تخضع لقوانين الزمن والحياة.

    في قصيدة (الذي قتل في المنفى كتب لي) يتضح من العنوان ان الموت لم ينه دور المقتول، بل يستمر مع الآخرين الذين يعرفهم. مما يعني بقاء عناصر الحياة في داخله، وان الموت الذي فرضه الاعداء على السجين كان شكلياً، لأنه دون الاستلاب الروحي لشخصية المناضل.

    في القصيدة يتحدث الشاعر عن قيمة التحدي، فيجعلها تمثل قيمة حية غير قابلة للحذف، رغم كل المحاولات المعادية. حيث تتزايد اساليب التعذيب حتى يموت السجين، لكنه يظل محافظاً على موقف التحدي المتمثل في (جبينه المرفوع).

    قتلوني ذات يوم
    يا أحبائي.. لكن..

    ظل مرفوعاً الى الغربِ.. جبيني.

    ان الموقف عنده أهم من الحياة، لأنه سيبقى محركاً لها، صانعاً مواقف اخرى في الطريق النضالي. فلقد توقف التعذيب وانتهت ممارسات الاعداء لحظة موت السجين جسدياً.. لكن موقفه ظل مستمراً شاخصاً في الحياة.

    ويقدم الشاعر في قصيدة (رسالة من المعتقل) قناعات اضافية تسير في نفس الخط. فاذا كان في المرة الاولى قد اعتبر ان الموقف النضالي أهم من الحياة، فانه هنا يعزز الرؤية السابقة، حيث يعتبر ان الاجواء النضالية هي الوسط الذي تولد فيه الحياة.

    وعلى هذا فان السجن الذي يشكل المحطة الطبيعية للمناضلين يتحول الى ساحة للولادة، وليس كما اعتادت النظرة العامة ان ترى فيه منطقة الموت والنهاية التعيسة للداخلين اليه. بل ان السجن حسب تصور الشاعر سيواجه التهديد امام الانبعاث الثوري الذي يولد في داخله.

    لكني أومن يا أماه
    أومن.. أن روعة الحياة
    تولد في معتقلي
    أومن أن زائري الأخير.. لن يكون
    خفاش ليل.. مدلجاً. بلا عيون
    لا بدّ.. ان يزورني النهار
    وينحني السجان في انبهار
    ويرتمي.. ويرتمي معتقلي
    مهدماً.. لهيبة النهار!!
    انها ليست أمنيات تتفاعل في نفس السجين كعزاء يومي يكرر الفاظه مع نفسه حتى لا يسقط في اليأس ويفقد معنى الحياة، كما فقد الحرية.. انها ليست كذلك، انما هي رؤية ايجابية منطلقة من قناعة الشاعر بحتمية التحول الكبير الذي سيفرض ذات يوم على الواقع، فيغير ملامح الحياة الكئيبة، مستبدلا اياها بالمظاهر المشرقة. انها حتمية انتصار الاستضعاف الذي سينهي عصر الطواغيت.

    لقد ترك الواقع العربي بافرازاته المتردية عبر حقب زمنية متلاحقة، شعوراً انهزامياً في داخل الانسان، بحيث ان التخلص من آثار الهزيمة النفسية اصبح مشكلة كبيرة قائمة في الساحة، وللدرجة التي أحيطت بها محاولات الخلاص بالتشكيك والانتقاص. لأن اي محاولة لا تستطيع ان تتجاوز ركام التردي الهائل الذي نظرت اليه الأعين على انه باق لايمكن تجاوزه من خلال التوافر على احساس حماس او رغبة اصلاح.. لأن مثل هذه الأحاسيسس والرغبات تعبّأ بها الانسان العربي بعد كل نكسة وقبل هزيمة، فلم يرّ تغيراً محسوساً، انما وجد نفسه يسير في خط تراجعي مخيف. فكانت النتيجة ان فقد الثقة بامكانية الانتقال الى واقع أفضل في ظل الركود العام الذي يحكم محيطه السياسي والاجتماعي والفكري. وقد تسربت الشكوك الى نفسه، فخف عنده احساس القوة والثقة بالنفس، أو تلاشى هذا الاحساس في بعض الاوساط.

    ان أخطر ما في الهزيمة النفسية، تحولها الى حالة عامة تسيطر على تفكير المجتمع. ففي ذلك اقرار بانعدام امكانية النصر، ما لم تحدث نقلة نوعية هائلة في الواقع العربي، فتقلب التصورات والرؤى، وتشكل من جديد قناعات بديلة بنفس ايجابي متطلع.

    لم تكن هذه الاوضاع القاسية بعيدة عن الشاعر، فلقد عانى منها بحكم تبعيته لهذا الواقع وتأثره بحركته ومعادلاته، فتسربت اليه الشكوك وآثار الاحزان، مما اضعفت عنده بعض الشيء ايمانه بحتمية الانتصار كقضية فلسطينية. لكن منطلقاته الثابتة الصادرة من قناعاته السابقة، استطاعت ان تحافظ على معنوياته، فنظر الى ان مسألة حتمية بالنسبة للانسان.. حيث تعامل مع الجانب الاوسع للحتمية.. مع الجانب الانساني الكبير الذي لا يتحجم بدائرة الساحة العربية وخصوصيتها القومية، بل يشمل عالم الانسان كله، وعند ذاك اطمأن الى وقوع النصر ذات يوم.

    م الشكّ.. ورغم الأحزان
    أسمع.. أسمعُ.. وقع خطى الفجرِ
    رغم الشكّ.. ورغم الأحزانِ
    لن أعدم ايماني
    في أنّ الشمسّ ستشرقُ
    شمس الانسانِ
    ناشرة ألوية النصرِ
    "اكثر من معركة "
    ان اطمئنان الشاعر لحتمية الانتصار، لا يعني تجمده في حدود واقعه واوضاعه وحالته الآنية. انه لا يفهم الحتمية على انها حركة تنطلق بدوافع خفية خارجة عن دائرة الفعل النضالي، انما ينظر اليها على انها مترابطة سببياً مع هذا الفعل.. فهو سببها وهي نتيجته. وعلى هذا فهو لا يعيش حالة اضطراب او فوضى داخلية، فالرؤية واضحة لعينيه.

    ونفسي ـ رغم دهر البين
    رغم الريح والمنفى
    ورغم مرارة التش
    تدرك.. تدرك الدربا!!..

    "صقر قريش"
    تحتل هذه الرؤية للطريق، موقع الايمان الثابت في نفس الشاعر لذلك فهو يتحرك في خطواته من نظرة يقينية تقود الى النصر المؤكد، بعد ان يوفر مقومات الخطوة المتجهة نحو الهدف.. انه يؤمن بالقدرة على صناعة المجد من خلال الفعل الثوري والممارسة النضالية. ففي قصيدة (بابل) يتحدث بحماس ثوري مرتفع النبرة، مؤكداً ايمانه بالنصر:
    وأنا أومن بالحق الذي
    مجده يؤخذ قسراً واغتصابا
    وأنا أومن أني باعثٌ
    في غدي الشمسُ التي صارت ترابا
    فاصبري يا لطخةَ العار التي
    خطها الأمسُ على وجهي كتابا
    وانظري النار التي في اضلعي
    تهزمُ الليل وتجتاح الضبابا
    يستكمل الشاعر الجزء الأول من اطروحتهِ الثورية، بتحديد موقفه من الاحداث والضغوط المضادة. على اعتبار ان تحديد الموقف الشخصي يتصل في محصلته بالجو العام للتحرك النضالي، فيثري الخطوة، ويعمق الشعور بالانتصار. فلا يمكن تجريد الموقف من الصمود والارادة الصلبة على الاستمرار في النهج الثوري.. والا فان قيمته ستتلاشى دفعة واحدة وتنهار البنية النضالية عند لحظة المساومة الاولى او عند نقطه التخلي عن المقاومة، حيث تفقد المواقف الثورية عناصرها الجوهرية وتصبح مواقف اخرى غير نضالية.

    وعلى هذا الاساس فان الصمود الشخصي ليس حالة فردية معزولة منحصرة في نطاق الانسان الصامد، انما هي مظهر لحالة واسعة تتسع لكل الحركة الثورية.

    لذلك يصرخ الشاعر بقوة في قصيدة (خطاب في سوق البطالة).. صرخة حارة. ورغم ارتفاع نبرتها، الا انه يشعر بان صوته ما يزال خافتاً، او أنه يريد ان يسمعه كل شيء. فيؤكد موقفه الذي يكرره أربع مرات، بانه لن يساوم وسيبقى يقاوم لآخر لحظه.

    بما أفقدُـ ما شئتـ معاشي
    ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي
    ربما أعمل حجاراً.. وعتالا.. وكناس شوارع
    ربما أبحث في روثِ المواشي، عن حبوب
    ربما أخمد... عرياناً.. وجائع..

    ياعدو الشمس.. لكن.. لن اساوم
    والى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم!!
    هنا ينهي سميح القاسم الجزء الأول من مشروعه الثوري الشعري، ليبدأ الثاني.

    يشغل الجزء الثاني المساحة الأكبر من مشروع القاسم، حيث يقف وقفات عديدة ليطرح رؤاه وتصوراته عن الماضي والقيمة الحية للتاريخ. وقد بذل الشاعر جهداً كبيراً في تأكيد ارتباطه بالتاريخ واتصاله الوثيق بشخصيته. وهي محاولة واضحة لتأكيد قوميته العربية، وعمق الاحساس القومي في نفسه وذهنه.

    ورغم طغيان الاتجاه القومي في العديد من قصائده، الا ان الشاعر يسيطر عليه شعور قوي بانه لم يقدم هويته بالشكل المطلوب. وقد دفعه ذلك الى اعلان هويته على هيئة صرخة عالية مباشرة في قصيدة (هكذا) حيث وضع (13) تشبيهة كمقدمة للنتيجة التي اراد اعلانها امام العالم، على انها صفة تميزه بشكل أساس:
    هكذا تنبض في قلبي العروبه
    ولعلنا لا نجد غير سميح القاسم من الشعراء الفلسطينيين أو العرب قد حرص بهذه
    الدرجة على اظهار قوميته وبيان تفاعله العضوي معها. لكنه مع ما بذله من جهد متعب في هذا الخصوص لم يوصل ما يريد الى المستمع أو القارىء. فلقد جعل (العروبة) مثل أي مفردة أخرى يعتز ويؤمن بها.. ولم يظهرها بالصورة التي اراد لها ان تكون، حيث نلاحظ ان متبنياته الأخرى تبدو اكثر التصاقاً به من العروبة. فالنضال مثلا احتل مواقع اكثر عمقاً في نفسه من العروبة، لأنه اعطاه بعداً اكبر من الحياة.. واعتبر الموقف النضالي أبقى من الحياة. كما ان تعلقه بالنصر بدا اكثر ثباتاً في ذهنية الشاعر من العروبة حيث تعامل معه على انه مسألة حتمية لا تقبل المناقشة، وهي درجة نهائية في الايمان، لكن العروبة لم تصل عنده الى هذا المستوى.

    ولا نريد من وراء هذا الحديث ان نشك في ايمان الشاعر القومي لكن الملاحظة التي نسجلها، انه لم يوظف مقدرته الشعرية في بيان فكرته بالشكل المطلوب.. او انه حاول ذلك فخانته المقدرة.

    واذا كان الشاعر قد اخفق في هذه المحاولة بعض الشيء، فان استخداماته غير المباشرة في اظهار قوميته كانت ناجحة الى حد بعيد. فقد استطاع ان يرسم صورة حادة الالوان واضحة المعاني لشخصيته القومية.

    عبثاً تحفر الرياح جبيني
    عبثاً ينهشُ اللهيب نخاعي
    هذه نبرتي وهذي ذراعي
    وثيابي.. واحرفي.. ومتاعي
    أنا باق.. باق أنا حيث أمضي
    لم أبدل ملامحي بقناعَ
    "من المدينة"
    انه هنا يعرّف بثبات شخصيته العربية من خلال اعلانه المتحدي ببقاء ملامحها القومية على ما هي عليه دون ان يحذف منها شيئاً، مع ان المؤثرات التي يتعرض لها هائلة جبارة. لكن احساسه القومي اكبر منها وأقدر، فحفظ عناصر شخصيته كاملة.

    وفي قصيدة (لن) ذات العنوان الرافض، يتمكن الشاعر باسلوب مركب من المباشرة وغير المباشرة ان يعطي انطباعاً دقيقاً بقوة، ارتباطه القومي عن طريق انشداده للتاريخ والدم.

    قسماً.. جذرنا لن يموتا!
    قسماً.. دمّنا لن يُطلاّ!!
    ان تأكيده المتواصل على الاساس القومي، له مبرراته المنطقية من وجهة نظر الشاعر. فالقومية تمثل القاعدة الاساسية لمشروعه الشعري في الثورة، وهذا ما جعل المضامين القومية تحتل المساحة الأكبر من المشروع. بل ان هذا الجزء كان قومياً صرفاً في محتواه الفكري والسياسي. وهذا ما يتضح من خلال تشديده على قيمة التاريخ، باعتباره العنصر الأكبر في الهيكل القومي.

    لقد حرص الشاعر على التمسك بتاريخه، لانه يجد فيه مصدراً رئيساً لبلوغ المستقبل. فهو لا يريد ان يتخذ موقفاً معزولا عن الماضي، لانه لا يريده ان يكون فاقد العمق، فيأتي فاقد التأثير.. انه يريد الموقف مكملا للخط التاريخي، متمماً لخطوات الماضي، حتى يستطيع ان يتجسد على الواقع حدثاً وموقفاً.

    ما ان التاريخ يعبر عن قوة محركة للفعل الثوري، تدفع به الى الانطلاق والنمو والتكامل، ضمن ارادة ثابتة متصلة بين الماضي والحاضر.

    م أسلافي القدامى لم يزل يقطر مني
    وصهيل الخيل ما زال، وتقريع السيوف
    وأنا أحملُ شمساً في يميني وأطوف
    في مغاليق الدجى.. جرحاً يغني!!
    "ما زال".

    ان الشاعر يبين قوة التاريخ في التحريك، لأنه يحتل موقع الدافع الذاتي نتيجة تد اخله في الشخصية المعاصرة، كأحد عناصرها ومكوناتها الحية، مما يجعل الممارسة
    الثورية موقفاً مستنداً على خلفية تاريخية، وليس صادراً من فراغ او بتأثير ردة فعل لحدث طارىء.. انها ممارسة واعية ضمن التسلسل الحضاري الممتد من القديم الى الحالي ثم القادم.

    وفق هذه النظرة، لا يجد الشاعر نفسه منفصلا عن الماضي، انه ينظر اليها على انها شخصية واحدة كانت قبل قرون، وما تزال حية في الواقع، على اساس ان الشخصية القومية تتحرك على خط واحد، فهي حالة مستمرة متواصلة. وعلى هذا لا يرى الشاعر ثمة فاصلة أو فواصل بين فترات التاريخ، لأن الفصل لا يمكن ان يحدث مع الدور الواحد للشخصية الواحدة.. وهو بذلك يعبّر عن وحدة الابعاد الزمنية بلحاظها التاريخي.

    في قصيدة (في القرن العشرين) يتحدث القاسم عن جانب من مشاهد التاريخ، أيام كان المسلم العربي يريد السلام لكن الظروف كانت تضطره لحمل السلاح.

    نا قبل قرون
    لم أتعود أن أكره
    لكني مكره
    أن أشرع رمحاً لا يعيى
    في وجه التنين.

    م يقدم صورة اكثر ثورية في الواقع الحاضر، لكن جذورها تظل مرتبطة بالزمن السابق وبالتحديد في اجزائه المتراضية:
    أنا قبل قرون
    ما كنت سوى شاعر
    في حلقات الصوفيين
    لكني بركات ثائر
    في القرن العشرين!!
    ان الشاعر في اعتماده الاسلوب الثوري في دوره المعاصر لا يتجرد عن خلفيته التاريخية، ولا ينظر الى أيامه السابقة التي كان فيها مجرد صوفي معزول عن الحياة، على انها فترة ضياع أو عبث او استرخاء يجب ان يتمرد عليها يطمرها في النسيان. كما انه لم يعتبر تحوله البركاني الثائر، ولادة جديدة، رغم توافر المبررات الموضوعية لهذه الولادة، من خلال الموقف الضخم الذي اتخذه والذي يختلف كلياً عن الجو السائد في الفترة الماضية.

    لم يلجأ الشاعر الى أيّ من ذلك، انما طرح نفسه على انه الشخص الذي كان مسترضياً بالأمس ثم تحول الى ثائر بحكم الظروف المعاصرة المحيطة به والتي تتطلب موقفاً نضالياً بحجم المرحلة.

    ويقف بنا الشاعر في قصيدة (ايها الحراس أراه حياً واقتلوني) ازاء صورة اخرى من الصور الكثيرة التي رسمها، محاولا تدعيم فكرته في قدرة التاريخ على اتخاذ الموقف المطلوب، باعتباره يمتد الى الحاضر ويؤثر فيه:
    لجوادنا العربي، يصلهُ في معاركه الطويلة
    ويقول: يا نار الأعاجم
    أفنى.. ولا يرتد عرفي
    أفنى.. ولكن لستُ أغدر فارسي، وأخون سيفي
    أنا لم أزل في وجهكِ المجدورِ يا نار الاعاجم
    شعباً يدافع عن حشاشتهِ.. وتاريخاً يقاوم!
    ان المفردات التراثية لم تتجمد في اطار زمن محدد، ويختفي فعلها ودورها.. انما هي متجددة في أدوار متواصلة تتحرك على الارضية المعاصرة فتتفاعل مع اجوائها وظروفها، لتتخذ موقفاً ثورياً في زمن التحدي.

    ويصل الشاعر الى درجة عالية من التفاعل مع تاريخه كقيمة حضارية كبرى، في قصيدة (الحاصد الأول) حيث يقول:
    حفرتُ اسمي على القمه
    حفرتُ اسمي وتاريخي
    فقبّل نعل شمروخي
    ورواد اختي النجمه
    لكن تفاعله مع التاريخ لا يمنعه من تسجيل ملاحظاته الموضوعية. اذ ان تعامله القومي مع التاريخ لا يعني ان يحول نقاط الهزيمة الى نصر وان يظهر مناطق التراجع على انها محطات تقدم واندفاع. فالحقيقة التاريخية واقعة حدثت في مقطع من الزمن، ولها اسبابها وظروفها التي يتحمل اصحابها مسؤوليتهم التاريخية سواء في الفشل او النجاح.

    ان احترام التاريخ والارتباط به كأساس حضاري يختلف عن نظرة القداسة التي لا ترى فيه شائبه حتى في اجزائه المتراضية. ان الايمان بالتاريخ على انه محفز قوي في دفع العملية الثورية وفي استكمال المسيرة الحضارية بشكل عام، يستدعي التعامل مع وقائعه موضوعياً، بصرف النظر عن الجوانب العاطفية التي تتحرك في داخل الانسان وتحاول ان تخفي المقاطع الحزينة تحت الضوء الساطع لمواقف المجد والبطولة.

    وعلى هذا فان الشاعر يقف في اماكن عديدة يتحدث عن الانتكاسات المرة التي حدثت في التاريخ، ويحمّل الآباءـ الذين يرمزون كما يبدو من السياق الى الحكام العربـ مسؤولية ما تمر به الساحة العربية من تدهور مخيف.

    يا اخوتي
    آباؤنا لم يغرسوا غير الاسطير السقيمة
    واليتم.. والرؤيا العقيمه
    فلنجن من غرس الجهالة والخيانة والجريمة
    فلنجن من خبز التمزق.. نكبة الجوع العضالِ
    يا اخوتي السمر الجياع الحالمين ببعض رايه
    يا اخوتي المتشردين ويا قصيدتي الشقيه
    ما زال عند الطيبين، من الرثاء لنا بقية
    ما زال في تاريخنا سطر.. لخاتمة الروايه
    "اطفال سنة 1948"
    لا يلغي الشاعر الدور الذي تلعبه الأجيال. فما تزال امامهم فرصة تاريخية، فالهزيمة التي صنعتها الحكومات ليست قدراً أبدياً تخضع له الشعوب على امتداد الزمن.. ان للاجيال جولة لا بد ان تكتب ذات يوم.

    لقد تحسس الشاعر قساوة الهزيمة، فاراد ان يحجم دور الحكام الذين صنعوها، حتى لا يسيء انتماؤهم القومي، للتاريخ. لذلك لجأ في قصيدة (التعاويذ المضادة للطائرات) الى اعلان البراءة منهم، وتفززه من انتسابهم للامة:
    انني أصرخ من قعر جحيمي
    يا وحولا لصقت في نعلِ تاريخي العظيم
    انني أحكم بالموت عليكِ
    لكن سميح القاسم بسحبه الهوية القومية من الحكام العرب، تعامل مع التاريخ بطريقة مقدسة، ومنحه قدسية دون شعور منه، فابتعد عن الموضوعية التي تبناها سابقاً ولاحقاً في تقييم المسيرة التاريخية. ولعل محاولته لشن اكبر حملة تشنيع ضد الحكام، هي التي ابعدته عن الموضوعية.

    ان التاريخ عبارة عن مواقف يضعها الاشخاص، لذلك لا يمكن حذف الشخص من الهيكل التاريخي، لفعله السيئ او جريمته البشعة أو حرفه لمسيرة الامة.. لأنه بما فعله من مواقف يكون قد صنع جزء من التاريخ. وقد ابتلي التاريخ الاسلامي بالكثير من هؤلاء الذين ارتبطت بهم كوارث سياسية واجتماعية مروعة انهت مراحل المجد العريض. ومع ذلك لا يمكن اعتبارهم طارئين على التاريخ، لأن معنى ذلك ان نشطب على فصول طويلة من تاريخنا.

    لقد خالف القاسم قناعته بشأن التاريخ.. ويظل ذلك المقطع من قصيدته غريباً على نمط تفكيره العام، حيث نجده في قصيدة (ثورة مغني الربابة) يتحدث عن مجد الفتوحات الاسلامية في الشرق والغرب، ثم يتحدث عن التراجع الذي اصاب حركة الفتح الاسلامي، فتحول النصر الى هزيمة. مما يد فع الشاعر ان يوجه خطابه للأمة مستثيراً همتها لاعادة مجدها القديم:
    يا أمتي.. قومي امنحي هذه الربابه
    غيرَ البراعة في الخطابه
    لحناً جديداً
    امنحي الأجيال.. أمجاداً جديده
    ولعل القناعة الواضحة التي يقدمها الشاعر في مجال تقييمه للتاريخ يلخصها في قصيدة (في ذكرى المعتصم) ففي مقطع (الوحدة الكبرى) ينظر الى التاريخ الاسلامي على انه ضم الموقفين السلبي والايجابي معاً:
    كفى لن نقبل العذرا!
    وملءُ مدارج التاريخِ
    أفواج من الشهداء
    وملءُ مدارجِ التاريخِ
    خيلٌ خانها الفرسان
    وفرسان بلا خيل
    ورايات بلا شجعان.

    ويقدم سميح القاسم نظرة اخرى حول رؤيته للتاريخ، تقوم على اساس ايمانه بالتطور الزمني. فهو يرى الماضي بوسائله وقوانينه لا يصلح ان يُعتمد في الحاضر.. انه فترة انتهت ولابد من التعامل مع الحاضر بتصورات جديدة تنسجم مع واقع الحياة الجديد.

    والحقيقة، ان هذه النظرة لا تمثل تمرداً على الماضي، ولا هي محاولة للتجرد منه، بل هي تعكس رؤيته الحضارية للماضي، باعتباره جزء من المسيرة التاريخية الممتدة عبر الزمان بابعاده المتدرجة. فالماضي قوة دافعة أوصلت الاجيال الى الحاضر. وفي منطقة الحاضر لا يصح ان يبقى الماضي ساري المفعول، لأن في ذلك تجميداً لحركة التطور. كما ان الحاضر له دوره الخاص الذي يصنع خلاله شكل المستقبل، ثم يتحول هو الآخر الى زمن ماض. وهكذا تتعاقب الادوار في مسيرتها التاريخية الطبيعية.

    يوضح الشاعر هذه التصورات في قصيدة (الميلاد)، حيث يتحدث فيها عن حجم الانجاز الذي حققه الأب عبر قرون طويلة، لكن دوره لم يعد ينسجم مع متطلبات العصر.

    وداعاً يا أبي الغالي.. وداعاً يا صديق الأمس
    فأن أكفّ أصحابي تدق الباب
    وصوت الآله الحسناء يدعونا
    لنبدأ رحلة الأجيال.. قبل الشمس.

    بما يوحي استخدام دالة (الآلة) بان الشاعر انطلق في تصوره لطبيعة الدور المعاصر من خلال الجوانب التقنية الحديثة، متأثراً بخلفيته الماركسية التي تعطي للآلة دورها المؤثر. لكن الذي نفهمه ان دالة (الآلة) أوسع من ذلك حسب السياق العام للقصيدة.. واستناداً الى متبنياتهِ الثابتة بشأن التاريخ. اذ لم تتأثر نظرته للتاريخ بالفهم الماركسي، بل تختلف عنه من وجوه عديدة، تساوي الاختلاف بين القومية والماركسية. لقد ظلت نظرته للتاريخ نظرة قومية واضحة ولم تخضع للتفسير الماركسي.

    ما ان (الآلة) هي أقرب الى الاستخدام الرأسمالي منها الى الماركسي، حسبما جاء في القصيدة.

    ونعود الى القول، ان حكم الشاعر بنهاية دور الماضي ليس تمرداً على التاريخ. فهو في قصيدة (ذكرى المعتصم) يؤكد ارتباطه بماضيه، مسجلا لنفسه شهادة تزكية، ومقدماً دليل اثبات على تمسكه به، لئلا يُظلم فهمه:
    وإن نداء أجدادي
    وراء خطابي يدفعني
    وريح الحزن والاشواق تحملني
    الى فردوسي الغالي.

    ويلخص قناعته بشأن تعدد الادوار التاريخية بشكل مكثف في قصيدة (ذكرى المعتصم) أيضاً، حيث يعبر الشاعر بوضوح عن الترابط بين ابعاد الزمن الثلاث، لتتشكل منها مسيرة متكاملة تشمل الماضي والحاضر في طريقها للمستقبل.

    فان طريقنا الممتد
    الى أروع ما في الغد
    يجوبُ مفاوز الميراث من مولدنا الماضي
    ويصعد.. عبر انقاضِ
    يقبّل كل نصب المجد بين مقابر الاجداد
    ويتركها.. بلا ميعاد!
    لقد حرص الشاعر على اظهار القوة المحركة التي يختزنها الماضي في داخله، ولم يجعل عناصرها مقتصرة على جوانب المجد التي حفل بها، انما يعتبر حتى أجزاء المحنة، تمتلك قوة التأثير الدافعة نحو العمل النضالي. وهو بذلك يعطي التاريخ دوراً مؤثراً في الحاضر، بكل احداثه ومواقفه المفرحة والمحزنة.

    في قصيدة (مازال) بعد ان يبين سميح امتداد الماضي في شخصيته، يحول المآسي التي ورثها منه الى منطلقات ثورية كبيرة:
    نكبة التيه التي أودت بنا
    فطرقنا في الدجى باباً فبابا
    عمقّت سكينها في جرحنا
    وجرت في دمنا سُماً وصابا
    وتهاوينا على انقاضنا
    فخرابٌ ضمّ في البؤس خرابا
    انه يعطي للتاريخ دوراً داعماً للعملية الثورية، ويعتبره المصدر الاساس في الانماء الثوري.

    ويكثف الشاعر قدراً كبيراً من المعاني المتعلقة بمسألة التعامل الايجابي مع محطات الانتكاسة في التاريخ، في قصيدة (حدث في الخامس من حزيران). حيث ينظر الى تلك الانتكاسة المروعة التي قتلت الثقة بالنفس عند قطاع كبير من الشعوب العربية والاسلامية، والقت ضلالا مخيفة على الواقع العربي، تحولت بسرعة الى حقائق سياسية مؤثرة على معادلة الصراع العربيـ الاسرائيلي.. ينظر الشاعر الى هذه الانتكاسة على انها لحظة ولادة جديدة للانسان العربي، لأن الهزيمة خلفت فيه رغبة التمرد الواعي على الواقع المتخلف، فولدت في اعماقه الثورة.

    يذكر القارئ
    أو لا يذكر القارئ
    لكني، لكي يفهم كل الناس ما قلت،
    أعيد:
    نحن، في الخامس،
    من شهر حزيران،
    ولدنا من جديد!!
    ان الذي يدفعه الى اعلان هذه النتيجة الخطيرة، قناعته بان الهزيمة لم تقتل مقومات الثورة.. وان الخسارة قد حدثت في موازين القوى ولم تصب مكونات الجسم العربي. واذا كانت الهزيمة قد سلبت الكثير من الواقع، فانها في المقابل خلقت الارادة الثورية داخل الانسان، والتي يمكن ان تحرك الاجزاء المتبقية عنده والمتوزعة على التاريخ والارض والهوية، كما حددها في قصيدة (اعلنها)، حيث يؤكد الشاعر فيها قوميته، ويعتبر
    ان عناصر القومية مادامت باقية، فان الثورة هي نتيجة حتمية ستحدث ذات يوم:
    مادامت لي من أرضي أشبار!
    مادامت لي زيتونة..

    ليمونه..!!
    بئر.. وشجيرة صُبّار..

    ما دامت لي ذكرى
    مكتبة صغرى
    صورة جدّ مرحوم.. وجدار
    مادامت في بلدي كلمات عربيه..

    وأغان شعبية!
    مادامت مخطوطة أشعار
    وحكايا عنترة العبسي..

    وحروب الدعوة في أرض الرومان وفي أرض الفرس
    مادامت لي عيناي
    مادامت لي شفتاي
    ويداي!
    مادامت لي.. نفسي!
    أعلنها.. حرباً شعواء
    باسم الأحرار الشرفاء
    عمّالا.. طلاباً.. شعراء
    أعلنها.. وليشبع من خبز العار
    الجوفُ الجبناء.. واعداء الشمسِ
    بعد ان يطمئن الشاعر الى امكانية الثورة.. وبعد ان يثبت عناصرها ومستلزماتها، يقف ليوجه خطابه المتحدي لاعدائه:
    يا منشئين على خرائب منزلي
    تحت الخرائب نقمةٌ تتقلبُ
    إن كان جذعي للفؤس ضحيةً
    جذري إله في الثرى يتأهبُ
    هذا أنا! عريان إلا من غد
    أرتاح في أفيائه أو أصلبُ
    ولأجل عينيه وأعين اخوتي
    أمشي.. واعطي الدرب ما يتطلبُ
    الى هنا يكون قد انتهى الجزء الثاني من المشروع الثوري الذي نستخلصه من نتاج سميح القاسم.. انه هنا يقف ازاء انطلاقه ثورية ممتدة من الماضي.. متحركة في الحاضر.. متجهة نحو المستقبل.

    آخر الاجزاء في هذا المشروع هو الفعل النضالي المستمر والعملية الثورية المتواصلة التي تحدث الشاعر عنها سابقاً. وهي تتمثل موضوعياً وزمنياً بالانتفاضة الفلسطينى. وهذا ما جعل الشاعر يصعد خطابه الحماسي الى اقصى ما يستطيع بلوغه من درجات في (قصيدة الانتفاضة).

    في القصيدة نلاحظ عودة المضامين الثورية التي تحدث بها في نتاجه الشعري السابق. فهو يجد في ثورة الحجارة نقطة الوصول الى الرحلة المطلوبة التي بنى من أجل بلوغها مقدمات طويلة شغلت معظم مشروعه النضالي.

    ويواصل الشاعر خطابه الثوري المتحدي الغاضب مؤكداً فيه نظرته الاستشرافية للمستقبل، بان نهاية الاعداء مسألة حتمية، وهي وشيكة الوقوع.. وان نقطة النهاية هذه، هي بداية البداية للمسيرة الثورية المتصاعدة، حيث تتوافر على مقومات متجددة تشمل الانسان والارض، مما يمنح الموقف قوة اضافية على المواصلة.

    يصيح كل حجر مغتصب
    تصرخ كل ساحة من غضب
    الموت.. لا الركوع
    موت.. ولا ركوع
    ولا تتوقف العملية عند هذا الحد، بل تتواصل الاضافات الداعمة، حيث يدخل المواجهة الجريح والذبيح والثاكل والميتم.. يتقدمون الى جانب الحجارة وابواب جنين ونابلس، من أجل ان تظل الثورة مستمرة كموقف تاريخي كبير.

    لقد كنا نتوقع ان نجد المضامين القومية بمفرداتها البارزة متوزعة على مقاطع القصيدة، كما فعل الشاعر بكثرة في قصائده الكثيرة. لكن يبدو ان اندفاعه الشعري بنبرته الحماسية لم تعطه فرصة التطرق الى المفاهيم القومية. أو لعه وجد ان المضامين السابقة قد لخصها او تجاوزها رماة الحجارة.

    نماذج من أعماله
    أغاني الدروب

    من رُؤى الأثلام في موسمٍ خصبِ ومن الخَيْبةِ في مأساةِ جدْبِ
    من نجومٍ سهرت في عرشها مؤنساتٍ في الدّجى قصةَ حبِّ
    من جنون اللّيل..من هدأتهِ من دم الشّمس على قطنة سُحْبِ
    من بحار هدرتْ..من جدولٍ تاهَ..لم يحفل به أيُّ مَصَبِّ
    من ذؤابات وعت أجنحةً جرفتها الريح في كل مهبِ
    من فراش هامَ في زهر وعشبِ ونسورٍ عشقت مسرحَ شُهب

    *** ***

    من دُمى الأطفال.. من ضحكاتهم من دموع طهّرتها روحُ رَبِّ

    من زنود نسّقَتْ فردوسها دعوةً فضلى على أنقاض حرب

    من قلوب شعشعت أشواقها شُعلاً تعبرُ من رحب لرحب

    من عيون سمّمت أحداقها فوهةُ البركان في نظره رعب

    من جراحاتٍ يضرّي حقدَهـا ما ابتلى شعبٌ على أنقاض شعب

    من دمي.. من ألمي.. من ثورتي من رؤاي الخضرِ.. من روعة حبّي

    من حياتي أنتِ.. من أغوارها يا أغانيَّ ! فرودي كل درب

    جيل المأساة



    هنا.. في قرارتنا الجائعهْ هنا.. حفرت كهفها الفاجعهْ

    هنا.. في معالمنا الدارساتِ هنا.. في محاجرنا الدامعهْ

    نَبوخَذُ نصّرُ والفاتحون وأشلاء رايتنا الضائعهْ

    *** ***

    فباسمكَ يا نسلَنا المرتجى وباسمكِ يا زوجنا الضارعه

    نردُّ الزمان إلى رشده و نبصق في كأسه السابعه

    ونرفع في الأفق فجر الدماء ونلهمه شمسنا الطالعه !


    المصادر
    1- موسوعة ويكبيديا
    2- الطلائع العدد 265 تاريخ 6/12/1977

  3. #33
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    هنآ
    المشاركات
    15

    يبتلكم تقرير عن الترابط الاسري وان شاء الله تستفيدون

    وزارة التربية والتعليم والشباب.
    منطقة رأس الخيمة التعليمية.
    مدرسة .........................




    عنوان التقرير :

    * الترابط الأسري*



    ........................
    .....................
    ...............








    المقــــــدمة:بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام ع إلى اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
    أود أن أخبركم بأنني تناولت في تقريري هذا عن الترابط الأسري..
    اعتمدت في الحصول على المعلومات الموجودة في عدة وسائل منها الكتب والإنترنت.
    وحاولت بذل كل ما بوسعي وجهدي بالتزام بالموضوعية وألتزم المنهج العلمي في تناول الأفكار والآراء وحرصت كل الحرص على صياغة تقريري بطريقة سهلة وموجزة ومرضية.
    وواجهت بعض الصعوبات التي لابد منها عند كتابة التقرير ومنها كيفية الحصول على مصادر المعلومات وترتيبها بشكل متقن..
    ومن خلال تقريري تناولت عدة أفكار منها:
    # مفهوم الأسرة ووظائفها.
    #أهمية الأسرة.
    #مفهوم الترابط الأسري.
    # الترابط في الأسرة الواحدة.
    #عوامل الترابط الأسري.
    #ما أهمية اجتماع العائلة الأسبوعي؟
    # الترابط الأسري ضروري لعلاج اضطرابات الشخصية الحدية.
    #الآثار المترتبة على الترابط الأسري.



    الموضـــوع:
    * مفهوم الأسرة ووظائفها:
    الأسرة: هي الخلية الحية في كيان المجتمع البشرى يحيط بها تيارات مختلفة من فساد وانحلال وانهيار وهذا يهدد المجتمع كله. وهى تتكون من الأب والأم والأولاد أو الزوج والزوجة فقط. وكل فرد في الأسرة له دور فعال في كيان الأسرة حيث يؤثر فيها ويتأثر بها... والأبوة اليقظة والقلب المفتوح حماية للأبناء وبناء لمستقبلهم فإحساس الأبناء بالحب يحميهم من أي انفعال عاطفي طائش ربما يعرضهم للهلاك. فالأبناء دوماً في حاجة للالتزام والانضباط.
    من أهم وظائف الأسرة:-
    & الأسرة هي البيئة التي يشبع الطفل من بداية مولده ومطالب الحيوية الأساسية وخصوصا في بداية حياته .
    &كما إنها أيضا البيئة النفسية التي يشبع الطفل من خلالها جميع حاجاته النفسية والعقلية. فهي التي تشبع له حاجة الحب والعطف والحنان من الأسرة.
    &الأسرة هي المجتمع الصغير المسؤول عن تنظيم وسائل إشباع الحاجات الاجتماعية وفقا لقواعد المجتمع الكبير وقوانينه.
    & تساعد على تكوين المهارات والمعارف والاتجاهات الاجتماعية من أمثلتها:الكلام وحسن السلوك .
    &بتقليد الطفل الكبار في الأسرة ، واكتسابه منهم العادات والتقاليد والآداب و الأخلاق. فانه يتكون لدية أساليب الأخلاق والدين.
    &إذا كانت الأسرة بيئة إسلامية وكان المجتمع مسلما إسلاما صحيحا فإنه ذالك ينشىء للطفل وتنشئه نشئه إسلامية صحيحة.
    # أهمية الأسرة:
    وليس من شك أن الأسرة لها الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك الفردي، وبعث الحياة، والطمأنينة في نفس الطفل، فمنها يتعلم اللغة ويكتسب بعض القيم، والاتجاهات، وقد ساهمت الأسرة بطريق مباشر في بناء الحضارة الإنسانية، وإقامة العلاقات التعاونية بين الناس، ولها يرجع الفضل في تعلّم الإنسان لأصول الاجتماع، وقواعد الآداب والأخلاق، كما أنها السبب في حفظ كثير من الحِرف والصناعات التي توارثها الأبناء عن آبائهم.
    #الترابط الأسري:
    لا يخفى ما للترابط الأسري من دور في ترابط المجتمع، وحتى يتحقق الترابط الأسري في معناه الحقيقي؛ فلا بد من توافر العناصر الأساسية والمساعدة على قيام هذا الأمر.
    وحيث أن الحديث متعلق بالأسرة بوجه خاص.
    فالعنصر الأساسي في الموضوع ،المسؤول عن تحقيق هذا النوع من الترابط (( هو الوالدان ))
    واللذان إن نجحا في تحقيق وسائل الترابط وتوفيرها لأبنائهما؛فإن المطلوب حينها يتحقق.
    ولعل العامل الأساس لتحقيق هذا الترابط؛ معرفة الأب والأم بحقيقة الأسرة وماهيتها.
    وهذا يستلزم ما هو جزء مما يسمى بثقافة ما قبل الزواج.
    هذا بالإضافة إلى مسألة العادات المتبعة من قبل المجتمع في مجال الارتباط بالغير، والتي تحمل في جملتها ما هو إيجابي وسلبي.

    #مفهوم الترابط الأسري:
    لا بد قبل كل شيء أن نتحدث عن الترابط الأسري من باب ضرورته كعنصر من عناصر الصلاح الاجتماعي عبر صلاح الأسرة ونجاحها في إقامة سياج عائلي يحمي الأفراد كبارا وصغارا في حومته وحوزته، فالترابط الأسري ليس مسألة كمالية تتحكم فيها أهواؤنا أو الظروف المحيطة بل هي ضرورة من ضرورات الحياة التي نعيشها بغض النظر عن العقيدة التي نؤمن بها أو نعتقدها.
    فدور الأبوة يختلف عن دور الأمومة وكذلك دور البنوة يختلف عنهما كليهما من هنا ينبغي النظر إلى معطيات كل دور لا من خلال زاوية إجمالية بل ينبغي النظر لكل معطى من معطيات كل فرد من أفراد الأسرة على أنه مسألة تفصيلية تمثل ذلك العضو ومقدرته على النتاج والعطاء فالمهم تشغيل الفاعلية عند أفراد الأسرة دون النظر إلى نوعية نتاجهم أقلا في المرحلة الأولى من تكوين حس المسؤولية في سبيل إقامة الترابط الأسري القوي.
    الترابط في داخل الأسرة: هو نواة حسنة للترابط بين الأهل و الأقارب و الأرحام كما أن الترابط الأسري بين الأرحام هو البذرة السخية التي يمكن أن يعتمد عليها لتكون هي أساس ترابط المجتمع.
    وبهذه الكلمة، نحن في تكويننا كبشر لايمكن أن نكون ( فردى ) في حياتنا نحن خلقنا أن نكون
    ( شعب جماعي ) والترابط الأسري لايكون إلا بالجماعة وبالحب وبالتواصل .
    أيضا نقول بأن الترابط الأسري: هو الأساس لبناء مجتمع يتقيد بدين الله عز وجل ونمو أفكار أبناء هذا المجتمع الراقي الذي سوف يتقلب على جميع ما يحصل له من معوقات تعيق هذا المجتمع.
    # الترابط في الأسرة الواحدة.
    &من الطبيعي أن أهم أسباب الترابط يعتمد على الوالدين ومدى ثقافتهم في التعامل مع أبنائهم ومدى استعدادهم النفسي لذلك.
    &كما آن مسألة غياب الوالدين بصورة متكررة عن المنزل أكان ذلك لعمل آو غيره كالزيارات الطويل يقلص من الفترة الزمنية الضرورية لتواجد أفراد الأسرة معاً والأمر نفسه ينطبق على الأبناء حين يقل تواجدهم مع الأسرة بسبب كثرة السهرات خارجاً أوقلب نظام النوم مثلا فيتعذر اجتماعهم في الأوقات الملائمة لذلك.
    & الجلسة المسائية المستمرة بين الوالدين وأبنائهم من وقت العشاء إلى ما قبل النوم تعد في نظري هامة جدا للتواصل بين الوالدين والأبناء .
    #عوامل الترابط الأسري:
    للترابط الأسري عوامله كثيرة منها :
    & صلة الرحم والأقارب والأصدقاء والذين لهم حق علينا بصلتهم مهما حدثت بيننا وبينهم من خلافات ومشاكل ويجب أن يجتمع جميع أفراد الأسرة ولو مرة واحدة في الأسبوع على الأقل حتى يكون هنالك تفاهم وترابط بين بعضهم البعض.
    &النية الخالصة والحب في الله يؤدي إلى اجتماع الأسرة من أجل مبدأ واحد وهو صلة الأرحام.
    &العزاء والزواج والعزائم وغيرها من عوامل الترابط الأسري في الأسرة والمجتمع ...
    # الترابط الأسري ضروري لعلاج اضطرابات الشخصية الحدية.
    أكدت استشارية نفسية كويتية أهمية بناء الثقة بالنفس والترابط الأسري لعلاج المتعرضين للإساءة في الطفولة والذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية،و كشفت دراسة ألمانية حديثة أن نشأة الأطفال بين والديهم في جو أسري مفعم بالحب والرعاية تعد من العوامل الرئيسية لطفولة سعيدة.
    ويجب تنبيه أولياء الأمور بضرورة منح العطف والحب والحنان لأبنائهم مع استخدام أفضل الوسائل التربوية للتعامل معهم لتكون وسيلة للحد من ارتفاع عدد المصابين باضطرابات الشخصية .

    #الآثار المترتبة على الترابط الأسري.
    &تقوية الترابط بين الآباء وأبناؤهم.
    &منع التفكك الأسري وانحراف الأبناء.
    & حرية التعبير عن الرأي.
    &التعاون وانتشار المحبة بين الإخوة والأخوات.
    الخاتــــمة:ختاما أرى أن الترابط الأسري ينبع من ذات الشخص فكل شخص توجد فيه هذه الميزة لكن هنا يأتي دور العقل؛ليصقل هذه الصفة،فعقل الشخص نفسه هو الشي الذي يدبر نوعيه الترابط الأسري.
    فكلما كان الشخص ذو عقليه ناضجة تكون الرابطة الأسرية في أحسن حال ،فالشخص هو من ينمي هذه الرابطة بينه وبين أفراد أسرته.
    وإننا بحاجة إلى ابتكارات أسرية لزيادة «الترابط الأسري»، سواء أكانت هذه الابتكارات في الطعام أو في هندسة البيت وتصميمه، أو الرحلات السياحية أو الاستفادة من إجازات آخر الأسبوع، أو حتى بلبس ملابس موحدة للأسرة الواحدة، وقد شاهدت ذلك في إحدى الأسر في يوم من أيام العيد، كما وإن أهم ما يميز المجتمع الكويتي وجود «دواوين» عائلية تجمع الأسرة الواحدة في الأفراح والأحزان، وهذه فكرة طيبة «للترابط الأسري»، وهكذا هي الابتكارات في كل زمان ومكان، من أجل استقرار الأسرة وسعادتها، وفي ذلك غيظ للشيطان وأعوانه الذين يهدفون إلى تفكيك الأسرة.
    هذا وبعد أن إكمالي كتابة التقرير أحمد الله سبحانه وتعالى على توفيقه وإعانته لي وإظهاره بهذه الصورة المتواضعة المشرفة وكلي أمل ورجاء بالتوفيق واعتذر عن التقصير في تقريري...
    المراجـــــــع:
    & د. محمد الهواري، الترابط الأسري، www.al.aslam.com، موقع وزارة السعودية، 2006، ص 4.
    & قرارات المجمع الفقهي الإسلامي – رابطة العالم الإسلامي – المملكة العربية السعودية –
    ص 355، 356.
    & نعمه علي حسين –الترابط الاسري، ص39.
    & http://www.iugaza.edu.ps/ara/researc.../conf_articles

    ان شاء تستفيدون

  4. #34
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    هنآ
    المشاركات
    15

    اللي يبا تقرير عن الدكتورة حصة لوتاه

    وزارة التربية والتعليم والشباب.
    منطقة رأس الخيمة التعليمية.
    مدرسة ........................




    عنوان التقرير :



    حصــة لــوتاه












    عمل الطالبة:.....................
    الصف:الثاني عشر\أدبي\1
    بإشراف المعلمة:................زز
    المادة: اللغة العربية







    المقدمة

    الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أفضل خلقه محمد صلى الله عليه و سلم, و بعد :

    سأتحدث في تقريري هذا عن:
    شخصية مشهورة من شخصيات دولة الإمارات العربية المتحدة التي حصلت على حب واحترام شعب الإمارات بالإضافة إلى دول عربية وأجنبية كثيرة.

    من خلال تقرير واجهت بعض الصعوبات في ترتيب الأفكار والحصول على المصادر.

    وتناولت في تقريري عدة أفكار منها:
    1.نبذه عن الدكتورة حصة لوتاه.
    2.كتابات الدكتورة حصة لوتاه.
    3.الجوائز التي حصلت عليها الدكتورة حصة لوتاه.
    4.أعمال الدكتورة حصة لوتاه.
    5.رأي الدكتورة حصة لوتاه في بعض المشكلات المعاصرة











    الموضوع


    أولا نبذه عن الدكتورة حصة لوتاه).
    تحمل الدكتورة حصة درجة دكتوراه في الفلسفة-اتصال جماهيري فرع دراسات أنثوية-سينما من جامعة أوهايو في الولايات المتحدة عام 1999، وماجستير آداب-إعلام وتنمية فرعي-دراسات الشرق الأوسط من مدرسة الدراسات الدولية-كلية الاتصال الجماهيري من جامعة أوهايو في الولايات المتحدة عام 1995، وبكالوريوس فنون جميلة -صناعة الفيلم- من معهد سان فرانسيسكو للفنون الجميلة في الولايات المتحدة عام 1985.
    ثانياكتابات الدكتورة حصة لوتاه).
    كتبت الدكتورة حصة العديد من الدراسات والبحوث منها: "التكنولوجيا وسؤال الثقافة"، ورقة قدمت للحلقة الدراسية المنعقدة في أيام الشارقة الثقافية عام 2000. و"التكنولوجيا الحديثة، هل تحافظ على التراث أم تمسخه؟ ورقة قدمت للمؤتمر السنوي لمركز زايد للتراث والتاريخ، العين، 1999. "جدلية التجلي والخفاء: استخدام التأويل في قراءة الصورة المرئية للمرأة"، بحث منشور ضمن أعمال ندوة "التأويل في الفكر التراثي والمعاصر: آفاقه وتطبيقاته"، 2004. ألفت العديد من الدراسات والبحوث حول الإعلام والثقافة والتراث والتكنولوجيا ،،،ولها بالإنجليزية: "The Position of the Feminine in Islam" - A paper presented to the Gebser International Conference, West Virginia Nov. 1998, and "Teaching Post-colonialism with Lawrence of Arabia"- A paper presented to the SCA annual Conference, San Antonio, Texas 1995.
    ثالثا الجوائز التي حصلت عليها الدكتورة حصة لوتاه).
    حصلت الدكتورة حصة على جائزة الشيخ راشد للتفوق العلمي عن درجة الدكتوراه، وجائزة الشيخ راشد للتفوق العلمي عن درجة الماجستير. نالت الدكتورة حصة لوتاه العديد من الجوائز من ضمنها جائزة تقديرية من الاتحاد النسائي..

    **جائزة الشيخ راشد للتفوق


    رابعا: (أعمال الدكتورة حصة لوتاه).
    تعمل الدكتورة حصة لوتاه أستاذا مساعداً في قسم الاتصال الجماهيري بجامعة الإمارات منذ عام 1999 . عملت في مجال الإخراج التلفزيوني في تلفزيون دبي، والصحافة المكتوبة في صحيفة الخليج الإماراتية،، وهي عضو في المجلس الوطني للإعلام في دولة الإمارات، وعضو مؤسس لجمعية الإمارات لحقوق الإنسان. . وقد عملت الدكتورة حصة منسقاً لبرنامج الاتصال الجماهيري خلال الفترة 2003-2004، ورئيساً لقسم الاتصال الجماهيري خلال الفترة 2000-2004، وأستاذاً مساعداً في جامعة الإمارات منذ عام 2000 وحتى الآن. وقد سبق أن عملت معيدة في جامعة الإمارات خلال الفترة 1990-2000، ومخرجة في تلفزيون دبي خلال الفترة 1983-1990، وصحفية في جريدة الخليج عام 1980.
    وقد شاركت في تأسيس أول جمعية نسائية في الإمارات (ساحل عُمان سابقاً) "جمعية نهضة المرأة العُمانية" في عام 1965، وفي تأسيس الاتحاد النسائي العام لدولة الإمارات، وهي عضو مؤسس في جمعية حقوق الإنسان في الإمارات، وشاركت في العديد من الندوات والمحاضرات والمؤتمرات في داخل الدولة وفي خارجها بالإضافة إلى مقابلات تلفزيونية وإذاعية.
    خامسا رأي الدكتورة حصة لوتاه في بعض المشكلات المعاصرة).
    ((فكّ الارتباط بين الشرف والجريمة))
    د. حصة لوتاه: أعتقد بادئ ذي بدء هناك نقطتان أساسيات يجب البداية والحديث فيهم، أولاً يجب فك الارتباط ما بين كلمة جريمة وشرف، لأنه لا توجد جريمة..مهند الخطيب: مصطلح متناقض يعني كلمتين نعم.د. حصة لوتاه: مصطلح فيه تناقض كبير وأيضاً فيه نوع من إضفاء جانب أخلاقي على.. على.مهند الخطيب: الجريمة.د. حصة لوتاه: الجريمة.مهند الخطيب: نعم.د. حصة لوتاه: وهذه المسألة يجب أن يُفكّ الارتباط فيها. مهند الخطيب: وكأن هناك جريمة مشرّفة..د. حصة لوتاه: لأن الجريمة هي جريمة.مهند الخطيب: وجريمة غير مشرّفة. د. حصة لوتاه: نعم، يعني يجب أن تقع هذه المسألة تحت مسمى الاعتداء على النساء بغضّ النظر عن نوعية الاعتداء, لكن أيضاً نقطة ثانية يمكن الأخ ناهض تحدث فيها وأتصور أنها مهمة أنه يمكن لو نظرنا إلى المسألة بدقة وخصوصاً كباحثين أو كأكاديميين ربما لا نستطيع أن نسمي هذه المسألة ظاهرة لأن الظاهرة تتطلب شروطاً في وجودها، لكن أيضاً وجود الحوادث أو مثل هذه الحوادث يتطلّب منا أن نكون واعين لحدوثها وأيضاً قادرين على تحليلها وإعطاء يعني تحليل كافٍ ومناسب للأسباب وللظروف وإلى آخره..مهند الخطيب: نعم، ولكن هناك يعني الأرقام تشير إلى وجود 5 آلاف ضحية لهذه الظاهرة أو لهذه.. يعني لهذا النمط من التصرف يعني تبقى ظاهرة مش موجودة في الكثير من المجتمعات المتحضّرة.د. حصة لوتاه: نعم. لكن في المجتمعات المتحضّرة على سبيل المثال، إذا أخذنا في الولايات المتحدة هناك جرائم كثيرة تقع ضد النساء يعني يجب ربط المسألة بهذه المسألة لأن لها علاقة بالقوة هي القضية، يعني أنت لما تتكلم عن جريمة شرف مثلاً في المجتمع العربي.. ولو أنا استخدمت المصطلح برغم عدم اتفاقي معاه أو ما يسمى بجرائم الشرف، إذا أخذنا هذا نجد أنه مثلاً اللي عادةً يرتكب الجريمة رجل على الرغم من أن مرتكبي الحدث نفسه يعني أن الرجال يقيمون علاقات عديدة مع النساء صح ولاّ لأ؟مهند الخطيب: آه. د. حصة لوتاه: لكن لم نسمع بيوم من الأيام إنه..مهند الخطيب: امرأة قتلت زوجها لأنها وجدته مع امرأة.. د. حصة لوتاه: امرأة قتلت زوجها أو أخاها أو ابن عمها.. مهند الخطيب: نعم.د. حصة لوتاه: لأن المسألة فيها علاقة قوة..مهند الخطيب: نعم..



    الخاتمة

    وفي الختام إن الدكتورة حصة لوتاه من أعظم الشخصيات الإماراتية التي شاركت في الكثير من المحاضرات والندوات والبرامج الثقافية الاجتماعية وغير ذلك..
    وكان لها دور فعال في تقدم وتطور إماراتنا الغالية،وبحصولها على الجوائز العديدة فقد نالت احترام وحب الجميع..
    وأرجو من الله أن يوفقني في كتابة تقريري وان تكون معلوماتي واضحة وبسيطة..



    المراجع


    # مجلة “البيئة والتنمية” عدد أيلول/سبتمبر 2008).
    #www.study4uae.com
    #"تقدير حصة المضاربة باسـتخدام تحليـل الحساسية في البنك الإسلامي" مـجلة المحاسبة والإدارة والتأمين - تجارة القاهرة 1986.
    #http://www.mhryemen.org/images/confe...teature_ar.doc

  5. #35
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    راك
    المشاركات
    345

    افتراضي

    مصطفى صادق الرافعي


    1298هـ-1356 هـ


    ولد مصطفىِ صادق الرافعي سنة 1298 هـ ببلدة (بهتيم) بمحافظة القليوبية بمصر وبها قضى شطراَ من صباه والتحق بمدرستها الابتدائية.

    ثم نقل أبوه إلى المنصورة فانتقل في صحبته، وفي المنصورة التحق بالابتدائية التي تخرج منها سنة 1315هـ ثم أصيب بالمرض الذي أضعف من صوته وأفضى بسمعه إلى الصمم فانقطع عن الدراسة وأقبل على مكتبة أبيه التي كانت تزخر بصنوف الكتب وكان أبوه من علماء الأزهر، ولذا كان مجلسه عامراً بالعلماء والأدباء ومكتبته زاخرة بنفائس الكتب ومن هذه المصادر الثلاثة: (أبو الرافعي الشيخ عبد الرازق، ومكتبته، ومرتادو مجلسه من العلماء) استقى الرافعي علمه وتحصيله.
    أسرته
    اسمه كما هو معروف لنا مصطفى صادق الرافعي, و اصله من مدينة طرابلس في لبنان و مازالت اسرة الرافعى موجودة في طرابلس حتى الآن, أما الفرع الذى جاء إلى مصر من اسرة الرافعى فأن الذى اسسه هو الشيخ محمد الطاهر الرافعى الذى وفد إلى مصر سنة 1827, ليكون قاضيا للمذهب الحنفي أى مذهب أبي حنيفة النعمان و قد جاء الشيخ بأمر من السلطان العثمانى ليتولى قضاء المذهب الحنفي و كانت مصر حتى ذلك الحين ولاية عثمانية.

    المهم ان الشيخ محمد طاهر الرافعى كان أول من وفد إلى مصر من أسرة الرافعى المعروفة في طرابلس لبنان و يقال ان نسب اسرة الرافعى يمتد إلى عمر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب امير المؤمنين و قد جاء بعد الشيخ محمد طاهر الرافعى عدد كبير من اخوته و أبناء عمه, و بلغ عدد أفراد أسرة الرافعى في مصر حين وفاة مصطفى صادق الرافعى سنة 1937 ما يزيد على ستمائة.

    كمل يقول الأستاذ محمد سعيد العريان في كتابه "حياة الرافعى". و كان العمل الرئيسى لرجال أسرة الرافعى هو القضاء الشرعى حتى وصل الامر إلى الحد الذى اجتمع فيع من آل الرافعى اربعون قاضيا في مختلف المحاكم الشرعية المصرية في وقت واحد و أوشكت وظائف القضاء و الفتوى ان تكون مقصورة على آل الرافعى و قد تنبه اللورد كرومر إلى هذه الملاحظة فأثبتها في بعض تقاريره إلى وزارة الخارجية الإنجليزية, لإنها كانت ظاهرة ملفتة للنظر و تحتاج إلى تفكير و تأمل.

    و كان والد الرافعى هو الشيخ عبد الرازق الرافعى الذى تولى منصب القضاء الشرعى في كثير من اقاليم مصر و كان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية.

    أما والدة الرافعى فكانت سورية الاصل كأبيه و كان ابوها الشيخ الطوخى تاجرا تسير قوافله بالتجارة بين مصر و الشام و اصله من حلب و كانت اقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية و كان له فيها ضيعة.
    حياته
    ولد الاستاذ مصطفى صادق الرافعى في يناير سنة 1880 و آثرت امه ان تكون ولادته في بيت ابيها. دخل الرافعى المدرسة الابتدائية و نال شهادتها ثم اصيب بمرض يقال انه التيفود اقعده عدة شهور في سريره و خرج من هذا المرض مصابا في اذنيه و ظل المرض يزيد عليه عاما بعد عام حتى وصل إلى الثلاثين من عمره و قد فقد سمعه بصورة نهائية. و لم يحصل الرافعى في تعليمه النظامى على أكثر من الشهادة الابتدائية. و معنى ذلك ان الرافعى كان مثل العقاد في تعليمه, فكلاهما لم يحصل على شهادة غير الشهادة الابتدائية. كذلك كان الرافعى مثل طه حسين صاحب عاهة دائمة هى فقدان البصر عند طه حسين و فقدان السمع عند الرافعى. و مع ذلك فقد كان الرافعى مثل زميليه العقاد و طه حسين من اصحاب الارادة الحازمة القوية فلم يعبأ بالعقبات التى وضعتها الحياة في طريقه, و انما اشتد عزمه و أخذ نفسه بالجد و الاجتهاد, و عام نفسه بنفسه حتى استطاع ان يكتسب ثقافة رفيعة وضعته في الصف الاول من ادباء عصره و مفكريه.

    و قد تزوج الرافعى في الرابعة و العشرين من اخت صديقه الاديب الاستاذ عبد الرحمن البرقوقى صاحب مجلة البيان و صاحب أفضل شرح لديوان المتنبى, و انجب الرافعى من زواجه عشرة أبناء.

    اضطره المرض إلى ترك التعليم الرسمي، واستعاض عنه بمكتبة أبيه الزاخرة، إذ عكف عليها حتى استوعبها وأحاط بما فيها. عمل في عام 1899 ككاتب محكمة في محكمة طخا، ثم انتقل إلى محكمة طنطا الشرعية، ثم إلى المحكمة الأهلية، وبقي فيها حتى لقي وجه ربه الكريم.

    في يوم الاثنين العاشر من مايو لعام 1937 استيقظ فيلسوف القرآن لصلاة الفجر، ثم جلس يتلو القرآن، فشعر بحرقة في معدته، تناول لها دواء، ثم عاد إلى مصلاه، ومضت ساعة، ثم نهض وسار، فلما كان بالبهو سقط على الأرض، ولما هب له أهل الدار، وجدوه قد فاضت روحه الطيبة إلى بارئها، وحمل جثمانه ودفن بعد صلاة الظهر إلى جوار أبويه في مقبرة العائلة في طنطا. مات مصطفى صادق الرافعي عن عمر يناهز 57 عاماً.

    ثم نقل الشيخ عبد الرازق إلى طنطا قاضياً بمحكمتها فانتقل معه ابنه مصطفى وبها عين كاتبا في المحكمة، وكان مثال الإخلاص والنشاط في عمله الذي لم يصرفه عن الإقبال على القراءة والكتابة وبقي بها حتى أحيل إلى التقاعد وكان قد رشح من رئيس التشريفات (نجيب باشا) لأن يكون شاعر الملك يمدحه في المناسبات فبقي كذلك حتى حل الإبراشي باشا محل نجيب باشا فاختلف مع الرافعي لأسباب غير معلومة ولذا هيأ الإبراشى المجال لعبد الله عفيفي كي يكون منافسا للرافعي فانقطع الرافعي عن مدح الملك، وانتخب عضوًا للمجمع العلمي بدمشق.

    وكان منزله ومكتبته، ومقهى [ لمنوس ] أمكنة يرتادها تلامذة الرافعي ومحبوه وكان يتلقى أسئلتهم ويجيب عليها بصدر رحب، كما كان يبتهج بهؤلاء ويأنس بهم إلى أن توفي رحمه اللّه سنة 1356هـ.


    أدبه:

    يعد الرافعي في زمانه حامل لواء الأصالة في الأدب، ورافع راية البلاغة فيه، ثم إنه الرجل الذي وقف قلمه وبيانه في سبيل الدفاع عن القرآن ولغة القرآن، ولذا وجدنا الصراع يشتد بينه وبن أولئك الذين استراحوا للفكر الغربي وأقبلوا عليه حتى وإن كان حربا على أمتهم ودينهم ولغتهم.

    ولقد بدأ الرافعي حياته الأدبية شاعرَاَ وأصدر إذ ذاك ثلاثة دواوين أعجب بها أهل زمانه فأطلقوا عليه [شاعر الهوى والشباب] ووجد الرافعي أن الشعر لا يحقق له طموحاته فأقبل على النثر ولم يعد يهتم بالشعر إلا لماما.

    ولقد كانت صلة الرافعي بالصحف مبكرة حيث أقبل عليها يودع صفحاتها مقالاته وبحوثه التي كان يطرق بها كل ميدان من ميادين الحياة، فيعالج قضايا المجتمع كالفقر والجهل وزواج الشيب بالشابات، ويركز على القضايا ذات الصبغة الإسلامية كمسألة السفور مثلاً.

    ويقف بقلمه في وجو أعداء الإسلام الذين تكاثروا في ميدان الطعن فيه سواء منهم من كان من الغربيين، أومن مستغربي العرب، ويجعل من بيانه حصنا يصد عن اللغة العربية سهام المغرضين، ولقد عرف هؤلاء فيه قوته وصلابته فأرادوا استمالته إلى نهجهم من طريق إغرائه بالإمامة في الأدب في العصر الحديث.

    ومن ذلك ما ورد في مقالة جبران التي صدها الرافعي في كتابه (تحت راية القرآن) أو (المعركة بين القديم والجديد) ولقد بدأ الرافعي حياته الأدبية بالهجوم على أرباب المراتب العالية في الأدب مثل البارودي والمنفلوطي فلما صار في المقدمة من أهل هذا الفن عاد واعترف بأن عمله ذلك كان من نزق الشباب، وهذا دليل على صدق الرافعي مع نفسه والناس.

    ولم يكد منهج الرافعي يشتهر في الناس حتى أقبلوا عليه، وأقبلت معهم الصحف والمجلات وكان طبيعياً أن يجد من بعض مزامنيه من يقف في وجهه إما كرها لنهجه، وإما خوفاً من مزاحمته، وإما لأسباب أخرى ليس هذا مجال بسطها.

    وكان من أهم أولئك عباس محمود العقاد والدكتور طه حسين وكان العقاد أكثرهم صلفاً في نقده ولذا خصه الرافعي بكتاب سماه [على السفود].

    كما أودع كتاب [تحت راية القرآن] أو (المعركة بين القديم والجديد) ردوده على طه حسين وآخرين، وقد تتلمذ عليه كثير من الأدباء مثل حسنين مخلوف ومحمد سعيد العريان وآخرون كثير كانوا يراسلونه ويقصدونه في طنطا فيجلسون إليه ويأخذون عنه رحمه الله رحمة واسعة.

    ويختلف أسلوب الرافعي اختلافاً واضحاً:

    أ- فهو في وحي القلم، وتاريخ آداب العرب، سهل طبيعي تَسير معه فيه فلا تجد عناءً في فهم لغته وأسلوبه وإدراك مقاصده ومراميه.

    ب- وهو في السحاب الأحمر ورسائل الأحزان مثلا أسلوب عصي شموس لا ينقاد لك إلا بعد أناة وتأمل وإطالة نظر ولعل مرد ذلك إلى أنه في النوع الأول كان يكتب متلمساً طريق فهم الآخرين. أما في الثاني فكان يكتب لنفسه صفحات أراد منها أن تكون صوراً للبلاغة وواحات للبيان اللغوي الجزل الذي لا يمتلك ناصيته إلا مثل قلم الرافعي رحمه الله.
    أعماله
    له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و(تاريخ آداب العرب -ط)، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط)، (حديث القمر -ط)، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها. يذكر انه الف النشيد الرسمي التونسي الذي لا يزال معمولا به إلى يومنا هذا وهو النشيد المعروف بحماة الحمى.
    نظم الرافعي الشعر في بدايات شبابه، قبل بلوغه العشرين من عمره،
    وأصدر ديوانه الأول في عام 1903 الذي كان له صدى عظيماً بين كبار شعراء مصر،
    إذ كتب فيه البارودي والكاظمي وحافظ ابراهيم شعراً،
    كما أرسل له الشيخ محمد عبده وزعيم مصر مصطفى كامل له مهنئين وبمستقبل باهر متنبئين

    انقطع لتأليف كتاب تاريخ آداب العرب من منتصف عام 1909 إلى نهاية عام 1910 ليدخل به مسابقة الجامعة المصرية في تاريخ الأدب العربي، ثم طبعه على حسابه الخاص في عام 1911، وفي عام 1912 أصدر جزءه الثاني وعنونه إعجاز القرآن والبلاغة النبوية.


    إصداره للجزء الثاني جعل الناس يعرفون ويتذوقون قدرة الرافعي على البلاغة وفنونها، وكتب له زعيم الأمة سعد زغلول مهنئاً إياه، ومعترفاً له بعلمه الغزير وأسلوبه منقطع النظير. آل الرافعي بعدها على نفسه أن يكون حارس الدين الإسلامي وحاميه، والمدافع عنه ضد أسباب الزيغ والفتنة والضلال، وانبرى يهاجم كل من تطاول على الدين الإسلامي واللغة العربية، وكل من اجترأ وسخر ونال منهما.


    رحل في عام 1912 إلى لبنان، حيث ألف كتابه حديث القمر، وصف فيه مشاعر الشباب وعواطفهم وخواطر العشاق في أسلوب رمزي على ضرب من النثر الشعري البارع.


    بعد وقوع الحرب العالمية الأولى، ونزوع المستعمر إلى تحويل كل خيرات البلاد لهذه الحرب، ما ترك أهلها ضحايا للجوع والفقر، ما جعل أرقام هؤلاء تزيد عن ضحايا الحرب ذاتها. نظر الرافعي حوله فرأى بؤساً متعدد الألوان، مختلف الصور والأشكال، فانعكس ذلك كله في كتابه كتاب المساكين. في عام 1924 أخرج كتاب رسائل الأحزان، عن خواطر في الحب، ثم أتبعه بكتاب السحاب الأحمر والذي تحدث فيه عن فلسفة البغض وطيش الحب. تلى ذلك كتابه أوراق الورد أسمعنا فيه حنين العاشق المهجور، ومنية المتمني وذكريات السالي، وفن الأديب وشعر الشاعر.


    وجد الرافعي دعوة التجديد قناعاً للنيل من اللغة العربية مصورة في أرفع أساليبها (الشعر الجاهلي) وباباً يقصد منه الطعن في القرآن الكريم والتشكيك في إعجازه، ومدخلاً يلتمس فيه الزراية بالأمة منذ كان للعرب شعراً وبياناً. لذا ما أنفتأ يقاوم هذه الدعوة، جهاداً تحت راية القران، يبتغي به وجه الله تعالى، فجمع في كتابه
    تحت راية القرآن كل ما كتب عن المعارك التي دارت بين القديم وكل ما هو جديد، ما جعله أفضل الكتب العربية في النقد ومكافحة الرأي بالرأي، ما جعله أعلى كتبه مكانة بعد رائعته وحي القلم.


    في عام 1934 بدأ الرافعي يكتب كل أسبوع مقالة أو قصة، ليتم نشرها أسبوعياً في مجلة الرسالة، والتي أجمع الأدباء والنقاد على أن ما نشرته الرسالة لهو أبدع ما كتب في الأدب العربي الحديث والقديم، جمع أكثرها في كتاب وحي القلم.
    وقد كان للرافعي مقام كبير بين أدباء عصره، وهذه جمل


    من أقوالهم فيه:

    يقول محمد عبده : أسأل الله أن يجعل للحق من لسانك سيفاً يمحق الباطل وأن يقيمك في الأواخر مقام حسان مع الأوائل.

    وقال: سعد زغلول عن كتابه إعجاز القرآن ' بيان كأنه تنزيل من التنزيل أو قبس من نور الذكر الحكيم'.

    أما العقاد فقال : إنه ليتفق لهذا الكاتب من أساليب البيان ما لا يتفق مثله لكاتب من كتاب العربية في صدر أيامها

    وقال عنه أحمد زكي باشا الملقب بشيخ العروبة: لقد جعلت لنا شكسبير كما للإنجليز شكسبير وهيجو كما للفرنسيين هيجو وجوته كما للألمان جوته.

    وقد جمعت معظم مقالات الرافعى في كتاب من ثلاثة أجزاء بعنوان " وحى القلم " وفيما يلي قائمة بمؤلفات الرافعى :

    1 _ رسائل الأحزان 2 _ السحاب الأحمر

    3 _ أوراق الورد 4 _ حديث القمر

    5 _ المساكين 6 _ على السفود

    7 _ تاريخ آداب العرب في ثلاثة أجزاء

    8 _ معجزة القرآن والبلاغة النبوية وهو الجزء الثاني من كتاب " تاريخ آداب العرب "

    9_ ديوان الرافعى في ثلاثة أجزاء

    10 _ديوان شعر بعنوان "النظرات "

    11 _تحت راية القرآن

    12 _وحى القلم في ثلاثة أجزاء

    وتعد مقالاته في كتاب " وحي القلم "نموذجا أصيلا لفن الكتابة النثرية عنده تظهر فيه أبرز خصائص أسلوبه الأدبي أشرنا إلى جانب منها في بداية المقال يقول الدكتور "شوقي ضيف " وأكبر الظن أنه قد اتضحت لنا شخصية الرافعى في مقالته وأدبه بكل خصائصها الروحية والعقلية واللغوية ، فقد كان يؤمن بمثل الإسلام والعروبة والوطنية 0 وكان يحس كل ما حوله من طبيعة وغير طبيعة ، وقد استطاع أن يملك ناصية اللغة ،قد استطاع أن يملك ناصية اللغة وأن يصرف ألفاظها في يده كما يشاء .أعانته في ذلك كله عزلة ضربها الصمم من حوله،فإذا هو يخلص لعالمه الباطني ،يغوص فيه على المعاني الدقيقة فيبرزها و%u
    التعديل الأخير تم بواسطة ALONSO ; 14-10-2008 الساعة 09:20 PM

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •