صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 35

العرض المتطور

  1. #1
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    راك
    المشاركات
    345

    Fasal1 جميع تقارير اللغة العربية هنا

    بسم الله الرحمن الرحيم

    حرصا على عدم تكرر الطلبات على التقارير ستجمع كل التقارير هنا


    (وكل من لديه تقرير يضعه هنا )

    للشكر توجد أيقونة الشكر .. كما موضحة فالشكل

    التعديل الأخير تم بواسطة أنغام الصدف ; 12-09-2009 الساعة 11:17 PM

  2. #2
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    راك
    المشاركات
    345

    افتراضي

    الحمد الله جمعت التقارير وبحطهم في الفهرس
    ----------------------------------
    الفهرس

    ------------------------------
    أخوكم (مالك)(f.alonso)
    1- أحمد شوقة 1 __الصفحة 1
    2- أحمد شوقة 2 __الصفحة 1
    3- حافظ ابراهيم __الصفحة 1
    4- علي الطنطاوي __ الصفحة1
    5- محمود سامي البارودي __الصفحة 1
    6- إيليا أبو ماضي 1 __الصفحة 1
    7- إيليا أبو ماضي 2 __الصفحة 1
    8- أبوقاسم الشابي __ الصفحة 1
    9- نازك الملائكة __ الصفحة 1
    10- عباس محمود العقاد __ الصفحة 1
    11- جبران خليل جبران __الصفحة 1
    12- رفاعة الطهطاوي __الصفحة 1
    13- حمد بو شهاب __الصفحة 1
    14- أبو بكر الرازي __الصفحة 1
    15- أحمد أمين __الصفحة 1
    16- أبو فراس الحمداني __الصفحة 1
    17- طه حسين __الصفحة 1
    18- فدوى طوقان __الصفحة 1
    19- محمد حسين هيكل __ الصفحة 1
    20- محمد تيمور __الصفحة 1
    21- مانع سعيد العتيبة __الصفحة 1
    22- مصطفى لطفي المنفلوطي __الصفحة 1
    23- وليم شكسبير __الصفحة 1
    24- الشعر القديم والحديث __الصفحة 1
    25- مدرسة الإحياء والبعث 1 __الصفحة 1
    26- مدرسة الإحياء والبعث2 __الصفحة 1
    27- ادب الإتجاه الإسلامي __الصفحة 1
    28- الخطابة __الصفحة 1
    29- تاريخ الأدب العربي __الصفحة 1
    30- شعراء الإمارات __الصفحة 1
    31- الإستشراق __الصفحة 1
    32- فن المسرحية __الصفحة 1
    33- المسرحية __الصفحة 1
    34- القصة القصيرة __الصفحة 1
    35- المقالة __الصفحة 1
    36- الديوان العربي __الصفحة 1
    37_المعلقات __ الصفحة 2
    38_ آرنست همنغواي (العجوز والبحر) __ الصفحة 3
    39_ آرنست همنغواي (وداعا للسلاح) __ الصفحة 5
    40_ زايد والثورة الزراعية __ الصفحة 5
    41_ نجيب محفوظ __ الصفحة 17
    42_ اسلوب القسم __ الصفحة 27
    43_ الإحتباس الحراري __ الصفحة 33
    44_ محمود درويش __ الصفحة35
    45_ أدب السيرة الذاتية __ الصفحة35
    46_ الخاطرة __ الصفحة36
    47_ محمد البساطي __ الصفحة37
    48_ سميح القاسم __ الصفحة37
    49_ الترابط الأسري __ الصفحة38
    50_ حصة لوتاه __ الصفحة38
    51_ مصطفى صادق الرفاعي __ الصفحة39
    _________________________________________________
    الحمد لله
    أخوكم (مالك) (f.alonso)
    التعديل الأخير تم بواسطة ALONSO ; 14-10-2008 الساعة 09:13 PM

  3. #3
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    راك
    المشاركات
    345

    افتراضي

    التقارير


    أحمد شوقي 1
    أحمد شوقي 2

    حافظ ابراهيم

    علي الطنطاوي

    محمود سامي البارودي




    في المرفقات




    ______________________________
    أخوكم مالك (alonso)
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة ALONSO ; 26-10-2007 الساعة 03:06 AM

  4. #4
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    راك
    المشاركات
    345

    افتراضي

    التقارير


    إيليا أبو ماضي1

    إيليا أبو ماضي 2



    في المرفقات



    _______________________________
    أخوكم (مالك) (f.alonso)
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة ALONSO ; 26-10-2007 الساعة 03:11 AM

  5. #5
    عضو جديد الصورة الرمزية أسير الحزن
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    الامارات
    المشاركات
    48

    افتراضي

    تم دمج المشاركات التي تحتوي على طلبات لتسهل البحث عن التقارير

    المشرفة نبض الود
    التعديل الأخير تم بواسطة أنغام الصدف ; 12-09-2009 الساعة 11:15 PM

  6. #6
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    راك
    المشاركات
    345

    افتراضي

    التقارير
    أبو قاسم الشابي
    نازك الملائكة
    محمود العقاد
    جبران خليل جبران
    رفاعه الطهطاوي


    في المرفقات

    __________________________
    أخوكم (مالك) (F.ALONSO)
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة ALONSO ; 26-10-2007 الساعة 02:50 AM

  7. #7
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    راك
    المشاركات
    345

    افتراضي

    التقارير
    حمد خليفة بو شهاب
    أبو بكر الرازي
    أحمد أمين
    أبو فراس الحمداني
    طه حسين

    في المرفقات


    __________________________
    أخوكم (مالك) (F.ALONSO)
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة ALONSO ; 26-10-2007 الساعة 02:48 AM

  8. #8
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    راك
    المشاركات
    345

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة w.w.w مشاهدة المشاركة
    [B]السلام عليكم
    اريد تقرير عن المعلقات في الشعر الجاهلي من حيث منهج بنائهاو موضوعاتها

    ارجو الرد بسررررررررررررررررررعة الله يخليكم
    شكرا [/B]

    أخوي تقرير المعلقات في المرفقات


    ولو تبا ها الموقع كله عن المعلقات
    اضغط هنا



    -------------------------------------
    أخوك مالك (F.ALONSO)
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  9. #9
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    راك
    المشاركات
    345

    افتراضي

    آرنست همنغواي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة




    ارنست همنجواي» «1899 ـ 1961»

    انه صاحب الرواية التي جاء في مطلعها: «ذات يوم كان هناك رجل عجوز وحيد في قاربه يصيد السمك في خليج ستريم. وعلى مدى اربعة وثمانين يوماً لم يفلح بصيد سمكة واحدة». انها رواية «العجوز والبحر» التي كانت احدى روائعه الى جانب «وداعاً للسلاح» و«ثلوج كلمنجارو» وغيرها.


    هذا الكاتب يعرفه الجميع بـ «بابا همنجواي». لكنه ايضاً هو الجندي الذي ساهم بـ «تحرير» فندق «ريتز» من النازيين وبندقيته بكتفه كي يحتسي بعدها كأساً من «المارتيني». لكنه بكل الاحوال يبقى ذلك الكاتب الذي أمضى سنوات طويلة من حياته وهو يطبع بأصبع واحدة، كتبه على «الآلة الكاتبة» القديمة التي لم تفارقه، خاصة في كوبا التي أمضى فيها اوقاتاً طويلة. «همنجواي» من مواليد «شيكاغو» كان والده طبيباً وامه موسيقية وقاسية الطباع بالوقت نفسه.


    كانت تريد اثناء حملها به ان يكون المولود ابنة... ولذلك البست ارنست لمدة ثلاث سنوات ثياب الفتيات، الامر الذي توقف امامه المحللون النفسيون طويلاً من حيث انعكاساته في أدبه.


    منذ سنوات دراسته الابتدائية لاحظت معلمته مواهبه في الكتابة. وهكذا انخرط عند بلوغه سن السابعة عشرة في العمل الصحفي. ساهم بعد عام فقط في الحرب العالمية الاولى كـ «عنصر اسعاف» لان نظره لم يسمح له بأكثر من ذلك لكنه جُرح في الحرب بعد ان نجا من الموت.. وكانت تجربة الحرب والجرح والمستشفى بمثابة «خميرة» روايته الاولى «وداعاً للسلاح». التي نشرها عام 1929. وكان قد أصدر قبل ذلك كتابين هما «ثلاث قصص وعشرة اشعار» و«من ايامنا»، بالاضافة الى روايته «الحقيقية» الاولى «لاتزال الشمس تشرق»، وهي الرواية التي بدأت شهرته معها. ويعتبر مؤلفا هذا الكتاب بأن هذه الرواية هي أيضاً قصة ذلك «الجيل الضائع» الذي يشكل «همنجواي وفيتزجيرالد» أهم ممثليه. وفي باريس ايضاً اصيب همنجواي بـ «نكبة» كبيرة عندما أضاعت زوجته حقيبة تحتوي على النصوص الاولى التي كان قد كتبها والتي وصفها نفسه بانها «كنز صغير». لقد ضاع عمل عامين كاملين. وكان ذلك الحادث هو بداية قطيعته مع زوجته الاولى التي كان قد ارتبط بها بعد اقامته الاولى في اوروبا.


    وقد كان عام 1929 حاسماً في حياة همنجواي اذ نشر فيه روايته الشهيرة «وداعاً للسلاح» وانتحر والده وطلّق زوجته الاولى وتزوج امرأة اخرى. لكن الحياة استمرت والكتابة كذلك، وفي عام 1935 قام بزيارة لافريقيا هذه المرة حيث مكث ثلاثة اشهر خرج بعدها بكتابه في وصف القارة السوداء واسفار «كينيا» وسط الغابات العذراء، انه كتاب «هضاب افريقيا الخضراء». ثم وفي عام 1938 وبالاعتماد على تجربة الحرب الاسبانية كتب همنجواي عمله المسرحي الوحيد «الطابور الخامس» ثم احدى روائعه ايضا «لمن تقرع الاجراس» التي صدرت عام 1940. تبدأ هذه الرواية بجملة شهيرة تقول: «ليس هناك اي انسان يشكل جزيرة كاملة وحده، وكل انسان هو قطعة من قارة جزء من كل.. ثم ان فقدان اي انسان يزيد من ضآلتي ذلك لانني اتضامن مع الجنس البشري كله. لذلك لا تسأل ابداً: لمن تقرع الاجراس؟ انها تقرع من اجلك».


    عند نهاية الحرب العالمية الثانية كان ارنست همنجواي مراسلاً حربياً في باريس. والجميع لايزالون يذكرون قصة وصوله الى فندق «ريتز» الشهير برفقة «عصابة» من رفاقه المسلحين وحيث ساهموا بـ «تحريره» وأقام فيه همنجواي بعدها لفترة طويلة: لكن شهرة همنجواي بلغت ذروتها مع رواية «العجوز والبحر» عام 1952 والتي كان قد ثم نشرها على حلقات في مجلة «لايف ماجازين» التي تطبع حوالي خمسة ملايين نسخة انذاك والتي كان القرّاء يتسابقون للحصول عليها من اجل متابعة قصة «العجوز والبحر». وقد حصل همنجواي على جائزة «بوليتزر» للرواية عام 1953 من اجل هذا العمل ثم نال من اجل اعماله كلها جائزة نوبل للآداب عام 1954.


    وفي 2 يوليو 1961 أفاقت امريكا على خبر انتحار ارنست همنجواي. وما يرجحه مؤلفا هذا الكتاب هو ان يكون قد ادرك بانه مصاب بمرض «الزهايمر» مما كان يمنعه من امكانية الاستمرار بالكتابة. وتضاءل نظره. كما انه كان قد اصبح في السنوات الأخيرة من حياته مصاباً بنوع من «التوهم» وبأن مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي يلاحقه بسبب ماضيه في اسبانيا. لقد استيقظ ذلك الصباح ووجه رصاصتين لرأسه من احدى بنادق الصيد الكثيرة التي كان يملكها. ومن بعده اصبح شعار الكتاب الامريكيين هو بالنسبة لكل منهم: «اريد ان أكون همنجواي او لا شيء»، وذلك تماماً كما كان فيكتور هوجو، اديب فرنسا الكبير، قد قال عندما بلغ الرابعة عشرة من العمر: «اريد ان اكون شاتوبريان».

  10. #10
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    راك
    المشاركات
    345

    افتراضي

    آرنست همنغواي (وداعا للسلاح)

    ارنست همنغواي



    ولد ارنست همنغواي في عائلة أمريكية من الطبقة الوسطى في أوك بارل OAK PARK ولاية الينويز في 21 تموز/ يوليو 1899. كان أبوه طبيباً، وأمهُ معلمة موسيقى، وبدأ همنغواي المهتم بالرياضة والصيد والذي يتحلى بروح تنافسية شديدة، بالكتابة حينما كان في المرحلة الثانوية من دراسته. وفي عام 1917، وبعد تركه للدارسة قرر أن لا يلتحق بالجامعة وحصل على وظيفة بصفة محرر في صحيفة (النجمة) في مدينة كنساس. وحينما دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى في عام 1917، حاول همنغواي ان يلتحق بالخدمة العسكرية المسلحة، لكنه رفض على أسس طبية حيث كان بصره ضعيفاً فالتحق كسائق سيارة إسعاف مع الصليب الأحمر وأرسل إلى ايطاليا في ابريل / نيسان 1918 .

    وقد كان الذهاب إلى الحرب مبدئياً بالنسبة له لعبة أو مغامرة وبعد عدة سنوات قال همنغواي: " لقد كنت غبياً جداً عندما التحقت بالحرب الأخيرة، وأستطيع ان أتذكر فقط التفكير القائل بأننا كنا الفريق صاحب الأرض والنمساويين كانوا الفريق الزائر" . لقد كانت لديه رغبة بسيطة في ان يكون قريباً من ساحة المعركة. وفي 8 تموز/ يوليو 1918 وفيما كان ينقل شحنة من السجائر والحلوى والبطاقات البريدية إلى الجنود الإيطاليين في فوسالتادي بييفيFOSSALTADI PIAVE أصيب بقذيفة نمساوية انفجرت بالقرب منه، وعلى الرغم من ألمه الشديد في رجليه، نجح في إخلاء جندي مجروح من خلال نيران رشاشة إلى مركز القيادة قبل ان ينهار. وقد منحته الحكومة الإيطالية وساما عن هذا الفعل .وأرسل همنغواي من اجل النقاهة إلى مستشفى الصليب الأحمر الأمريكي المفتتح حديثاً في ميلانو. وهناك التقى بممرضة أمريكية وهي اغنس فون كوروكسي فوقع في حبها وتقدم إليها طالباً الزواج، إلا أن اغنس كانت اكبر من همنغواي الذي كان في التاسعة عشرة من عمره، بسبع سنوات، ووقعت في غرام شخص آخر.
    عاد همنغواي إلى الولايات المتحدة حيث تم استقباله استقبال الابطال في أوك بارك. وبعد فترة من الراحة أصبح مراسلاً صحفياً لصحيفة تورنتو ستار، وفي عام 1921 تزوج من هادلي ريتشاردسون التي سافر معها الى باريس حيث عاشا جزئياً على ممارساته الصحفية وجزئياً على ميراثها، فيما كان يكرس أكبر قدر ممكن من وقته لكتاباته، وولد ابنهما في عام 1923.
    لقد تلقى همنغواي التشجيع من عدد الكتاب الأمريكيين المغتربين حينئذ في باريس، ومن بينهم عزرا باوند (1885-1972) و غرترود شتاين Gertrutde Stein (1874-1946). وكانت باكورة منشوراته كتابا بعنوان (ثلاث قصص وعشر قصائد) (باريس 1923) و(في زماننا) وهي مجموعة قصص قصيرة نشرت في باريس عام 1924 و(هذه العناوين كانت من صنع المحرر وليام بيرد) . ونشرت مجموعة أخرى من القصص القصيرة بعنوان (في زماننا) في نيويورك في عام 1925، وتبعتها رواية هجائية بعنوان (سيول الربيع The Torrents Of Spring) . وأصبح همنغواي محل اهتمام دولي في عام 1926 مع نشر روايته الموسومة (الشمس تشرق أيضاً the Sun Also Rises) والمسماة (مهرجان Fiesta) في النسخة الإنجليزية، وهي قصة حول الأمريكان المغتربين في أوربا بعد الحرب العالمية الأولى، أو جزء مما كان يسمى (الجيل الضائع) الباحث في أراضٍ أجنبية ومن خلال احساسات دخيلة عن طريقة للعيش تحلّ محل المجتمع المستقر الذي دمرته الحرب .
    وفي عام 1927 تم طلاق همنغواي وهادلي فتزوج باولين بيفيفر Pauline Pfeiffer وهي كاثوليكية رومانية. وكان على همنغواي الذي أدعى بأنه قد تم تعميده من قبل قس إيطالي بينما كان راقداً في سريره بسبب الإصابة في الجبهة، ان يبقى كاثوليكياً بالاسم لبقية حياته، على الرغم من أنه قد طلق باولين وتزوج مرتين فيما بعد. وفي مارس/آذار/ 1928 بدأ العمل في باريس في رواية حول الحرب العالمية الأولى واستمر بالكتابة بعد عودته مع باولين إلى الولايات المتحدة في ابريل /نيسان . وفي يونيو/حزيران، عانت باولين من عملية ولادة طويلة وشاقة انتهت بعملية قيصرية، ونجا كل من الأم والطفل من العملية. بيد ان همنغواي استخدم هذه التجربة كأساس لنهاية روايته التي أنهى المسودة الأولى منها في أغسطس/ آب 1928، وخلال الصيف علم أن والده الذي أحبطه المرض، قد انتحر. وأمضى همنغواي اشهرا وهو ينقح بعناية ودقة مخطوطته التي لم تحظَ بأي عنوان حتى ديسمبر/ كانون الأول، ثم اختار (وداعاً للسلاح) وهو عنوان قصيدة للشاعر جورج بيـيل(1558-1597 تقريباً) والتي عثر عليها في كتاب أوكسفورد للشعر الإنجليزي.
    ونشرت رواية ( وداعاً للسلاح ) على شكل سلسلة متتابعة في مجلة سكربنرز في أوائل عام 1929 وظهرت على شكل كتاب في سبتمبر/أيلول. وقد اجتذبت اهتماما كبيرا. وهمنغواي الذي تم تقليص مكانته في أوائل أيامه في باريس بعد ان قام في احدى المناسبات بسرقة حمامة من حديقة عامة، وإخفائها تحت بطانية الطفل حتى يتمكن من الوصول إلى البيت وإعدادها للعشاء، قد أصبح من الآن فصاعداً لديه القليل من الهموم المالية وأصبح بمقدوره أن يكرس نفسه للكتابة. ومع ذلك فقد خصص عوائد (وداعاً للسلاح) لزوجته الأولى وابنها.
    وخلال السنوات اللاحقة كان وقت همنغواي منقسماً بين العيش في فلوريدا والقيام برحلات إلى أوربا وأفريقيا وكان مهتماً على نحو خاص بإسبانيا وبفن مصارعة الثيران الذي كتب عنه رواية (موت في العصر)Death in the Afternoon ِِ (1932) والتي ناقش فيها كذلك فن الكتابة . وتم نشر مجلد من القصص القصيرة بعنوان (الفائزون لا يحصلون على شيء) في عام 1932 أيضاً، وتظهر العبارة المقتبسة للكتاب بوضوح نظرة همنغواي المتشائمة أساساً للحياة، فالفائز لن يحصل على أي شيء، لا راحة باله، ولا متعته، ولا أية أفكار عن المجد وإذا فاز إلى حد بعيد بشكل كاف فانه لن يحصل كذلك على أية مكافأة داخل نفسه.
    وغالباً ما كان يتم نشر اهتمامات همنغواي البعيدة عن الحقل الأدبي وهي مسألة كانت تضايقه أحياناً، وعندما تم تحويل رواية (وداعاً للسلاح) إلى فيلم في عام 1932 من بطولة غاري كوبر وهيلين هيس وأدولف فينجو تكدر همنغواي بسبب النهائية السعيدة في الفيلم ف(كاترين لا تموت في الفيلم) وبسبب وكلاء الصحافة التابعين للشركة المنتجة للفيلم الذين أعطوا دعاية كبيرة لبطولته خلال فترة الحرب وقدرته في الرياضة وخاصة في الملاكمة، وفي محاولة منه لإبطال مفعول مثل هذه الدعاية أدلى همنغواي بتصريح قال فيه انه كان في ايطاليا اثناء جزء صغير من الحرب الأخيرة وذلك فقط لأن الإنسان هناك أقل عرضة للقتل بشكل سيئ الصيت منه في فرنسا... وفي حين يقدر السيد همنغواي محاولة الدعاية لبنائه على شكل شخصية جذابة... فانه يستنكرها ويطلب من الناس في عالم السينما، أن يتركوا حياته الخاصة لحالها . ومع ذلك فأن حياته الخاصة لم تترك لحالها قط مرة أخرى، فقد كان شخصية مبذرة جداً بحيث يتعذر تجاهله ويبدو غالباً أنه يسعى إلى الدعاية لمغامراته.
    وكانت رواية ( تلال أفريقيا الخضر) (1935) هي محصلة تجارب همنغواي في اصطياد اللعبة الكبيرة في شرق أفريقيا. ومنذ رحلاته في مرحلة الطفولة مع أبيه إلى الغابات، كان همنغواي دائماً مهتماً بالصيد وأظهر كذلك اهتماماً بصيد سمك المارلين في كوبا. وبعد بداية الحرب الأهلية الأسبانية في عام 1936 ذهب همنغواي إلى أسبانيا كمراسل مناهض للحرب... ورفض التورط بالمسائل السياسية لليسار خلال فترة الركود الكبير في فترة الثلاثينات من القرن العشرين في الولايات المتحدة قائلاً: بأن (أصعب شيء تقوم به هو كتابة نثر مباشر وصريح وصادق حول الكائنات البشرية... أن أي شخص يحاول ان يتخذ من السياسة منفذاً إنما يغش) ومع ذلك فهو لم يستطع تجاهل سقوط الفاشية في اسبانيا وهو البلد الذي أحبه. ومن هذه التجربة جاءت رواية (لمن تقرع الأجراس) 1940، وهي الرواية الأنجح تجارياً من بين كتبه منذ رواية (وداعاً للسلاح) وفي هذا الوقت طلق همنغواي زوجته الثانية وتزوج من مارثا جيلهورن وهي صحفية كان من قد عمل معها في اسبانيا. وخلال الحرب العالمية الثانية أصبح همنغواي مراسلاً صحفياً مرة أخرى، على الرغم من أنه شارك فقط في نهاية الهجمات فذهب إلى النورماندي بعد الغزوات في حزيران / يونيو 1944 وتم إلحاقه كصحفي بالجيش الأمريكي عندما دخل باريس . وذهب لاحقا الى داخل المانيا خلال المعركة. وبعد الحرب عاد همنغواي إلى كوبا حيث تزوج عام 1945 من زوجته الرابعة ماري ويلتش. وفي عام 1952 نشر رواية (الشيخ والبحر) وهي واحدة من أكثر أعماله استحساناً وفي عام 1954 مُنح همنغواي جائزة نوبل للآداب، وفي أواخر عقد الخمسينات من القرن العشرين تكرر دخول همنغواي الى المستشفى بسبب صحته المتردية ولأنه أصبح عرضة لحالات شديدة ومتزايدة من الاكتئاب العقلي وفي حزيران/يونيو 1961 أقدم على الانتحار .

    المراجع
    1_ موقع المنارة
    2_ موقع ديوان العرب


    وهذا تقرير آخر ل(آرنست همنغواي ) ( وداعا للسلاح)


    البَحر ذلكَ العالمُ الساحر، وتلكَ الميتافيزيقيا الزرقاء الرائعة وهو يغدو بوسعه اللامتناهي والممتد بمثابة الرفاه الروحي مِن كُل القلق والتوترات الأرضية حيثَ تستقرُ المشاعرُ وتَهيج بسماع هدير الماء وطالما تخاطب البحر لتحكي همومها وترسمُ أحلامها عله ينقلها إلى أماكن أخرى وصورت عدة نصوص أدبية ولوحات فنية البحر حتى صار ما يعرف الآن بـ (أدب البحر) واشتهر به الروائي الأمريكي هرما ملفل، (1819-1891) في راويته "موبي ديك" التي جسد فيها صراع الإنسان مع قوى الطبيعة الغامضة في المطاردة الناشبة بين سفينة (الباقوطة) وجماعات حيتان العنبر المتراصة في صفوف المناطق الاستوائية الدافئة.كما اشتهر مواطنه الآخر ارنست همنغواي في ملحمته الشهيرة العجوز والبحر التي سنقف على عدة أشياء منها في ما يأتي خصوصا تلك التي تدور حول الصراع الدائر بَيْنَ العجوز واسماك القرش والسمكة الجبارة والأدب بصفته متعة وضرورة فانه يجمع بين العذوبة والفائدة كما يعتبر سلاحا إضافياً عظيما في الكفاح ضد قوى الطبيعة الغامضة وتعتبر رواية الأديب الأمريكي والروائي العالمي الشهير ارنست همنغواي من اعظم الأعمال الروائية في القرن الماضي وقد حاز همنجواي على أثرها على جائزة نوبل عام 1954 وهو الروائي الأمريكي المولود سنة 1899 وقد كان من طراز فذ ومن الكتاب العملاقة الذين عشقوا الحياة والطبيعة وتمرسوا بالنضال الإنساني على اتساعه وشموله.

    والروائي يحث على الكتابة المباشرة والتصوير الغني والواقعي وهو يقول "يجب أن يكون أسلوب الكاتب مباشرا وشخصيا، وتصويره وتشبيهه ووصفه غنيا وواقعيا، وكلماته بسيطة وحية."

    العجوز والبحر الملحمة الروائية التي حاز بفضلها على جائزة نوبل للآداب وجائزة بوليتز الأمريكية "لأستاذيته في فن الرواية الحديثة ولقوة اسلوبة كما يظهر ذلك بوضوح في قصته الأخيرة العجوز والبحر" كما جاء في تقرير لجنة نوبل.

    الرواية تعتبر من اعظم الروايات وثاني اعظم رواية في أدب البحر التي صورت الصراع بين الإنسان وقوى الطبيعة وجسده في بطلها العجوز "سنتاجو" مع اسماك القرش المتوحشة والسمكة الكبيرة الجبارة.

    فحين قراءتك للرواية التي تميزت بخبرات واقعية بعالم البحر. يظهر لك قوة الإنسان وتصميمه وعزمة على نيل أهدافه والوصول الى ما يصبوا إليه وامكانية انتصاره على قوى الشر والطبيعة وفقا لمقولته المشهورة " الإنسان يمكن هزيمته، لكن لا يمكن قهره " فانّهُ عشب الخليج الأصفر، الذي ينشرُ على وجه الماء إشعاعات فوسفوريّة في الظلام.

    وراحَ العجوزُ يحدّث السمَكة: أيّتها السمَكة، أنى أحبّك واحترمك كثيراً، ولكنّي سأصرعُك حتّى الموت قبل أن ينتهي هذا اليوم.

    وقالَ في حديثهِ:

    لنتعلّقَ بهذا الأمل..

    وأقبلَ طائرٌ صغير من الطيور المُغرّدة، قادماً من الشمال، وحلّقَ على مقربةٍ من سطح الماء، فأدركُ العجوزُ انّ الطائرَ قد بلغَ آيةَ العناء.

    واستراحَ الطائرُ على صدرِ الزورق، مستقرّاً عليه. ثم لم يلبث أن طار مطوفاً حول رأس العجوز.

    ثمّ راقَ لهُ أن يقفَ على الحبل. وسألهُ العجوز:

    ما عمرك ؟.. أو هذه رحلتك الأولى ؟

    وظلّ الطائرُ يتطلّعُ لهُ اذ هو يتكلّم، ثمّ راحَ يقبض بقدميه الرقيقتين على الحبل، فقالَ لهُ العجوز:

    انّه ثابتٌ كلّ الثبات. وما كان لك أيّها العزيز ان تتجشم كلّ هذا العناء في ليلةٍ كهذه، بلا ريح.. ولكن حدّثني.. لماذا تأتي الطيورُ الى هُنا ؟

    وحدّث العجوزُ نفسه:

    ان الصقور تفدُ الى البحر لتلتقي بمثل هذا الطائر.

    ولكنّه لم يقُل هذا الطائرُ شيئاً، لأنّ الطائر لا يفهمُ لغته، و لا بدّ ان يعرف قصة الصقور يوماً ما.

    ثم قالَ للطائر:

    خذ نصيبك من الرّاحة أيّها الطائر الصغير. ثمّ اذهب الى موعدك مع القدَر، كأيّ انسان، او أيّ طائر، أو أيّة سمَكة.

    وراقَ للعجوز أن يثرثر، لأنّ ظهره كانَ قد تصلّب و اشتد به الألم اثناء الليل.

    وعادَ يقولُ للطائر:

    اغرب عن مأواي إذا شئت. و يؤسفني انني لا استطيع نشر الشراع لآخذك فيه مع هذه النسمة الخفيفة التي بدأت تهفو. على انّي أحسّ الآن أن معي صديقاً.."

    كان الظلامُ قد ارخى سدله. إذ أنّ الظلامُ يهبطُ سريعاً بعد الغروب في شهر سبتمبر. و مالَ العجوزُ الى الأمام فاستلقى على لوحةِ حنيّة الزورق قدرَ ما استطاع. وطلعت النجومُ الأولى في السماء.

    ولمحَ العجوزُ بينها نجماً لا يعرفُ اسمه، و ان كان يعرفُ من امره ما يُشير الى انّ هذه الوحدة تقتربُ من نهايتها، ولن يلبثَ ان يجدَ نفسه بين أصحابهِ النائمين.

    وقال العجوز:

    هذه السمكة صاحبتي هي الأخرى. انني لم أرَ أو أسمع بمثلها في حياتي.. ولكن، لا بدّ لي من قتلها.

    من حُسْن الحظ اننا لا نحاولُ قتلَ النجوم. و جعلَ يُفكّرُ محدّثاً نفسه:

    تصوّر.. لو حاولَ الناسُ كلَّ يوم ان يقتلوا القمر ! انّ القمرَ يستطيعُ أن يهربَ و يلوذُ بالنجاة و لكن.. تصوّر، لو بذلَ انسانٌ جهدَ يومه ليقتلَ الشمس.. من حُسن الطالع أنّنا ولدنا هكذا.

    ثمّ عاودهُ الرثاءُ للسمكةِ التي لم تُطعم شيئاً. على أنّ رثائه لم يُخفّف من حدّة شوقه الى قتلها.

    وهمْهمَ قائلاً:

    كم من أفواه النّاس سيأكلُ من لحم هذه السمَكة ؟ و لكن، أهذهِ الأفواه أهل لأكلها ؟.. لا. طبعاً لا..

    انّ هذهِ السَمَكة بعظمَتها و براعة تصرّفها لا تجدُ من هو أهل لأكلها.. انّني لا أحسنُ فهمَ هذه الأمور. ولكن من حسن الطالع أن لا ينبغي لنا أن نحاولَ قتل الشمس و القمر و النجوم. حسبُنا أن نعيشَ على الماءِ و نقتل أخوَتنا الصادقين في الودّ ".

    هكذا يصور همنغواي بتركيز شديد على بطله وموضوعه وهو معبر عن مفهومه العميق للبحر وعالمه وقواه الطبيعية ومجسدا لصراعات الإنسان مع قوى الطبيعة البحرية وتأكيد لقوة الانسان العقلية الكامنة والمتمثلة في روح المقاومة والإمكانية الإنسانية التي ميزته عن باقي المخلوقات.

    فهذا معنى حقيقي يعبر عن قوة الإنسان وصموده ومقاومته وإصراره.فهنالك ايحاء يوميه همنجواي من وراء عرضه لانموذج بطله او بطل الرواية ذلك العجوز القوي الذي تحدى هزائمه وفشله وتحدى كشبر سنة وابا الا ان يصرع تلك القوى التي دارت حوله، وذات الشيء هذا ينطبق على كاتب الرواية همنغواي الذي خارت قواه الروحية وفقد قوة تصميمه ووجد عمره يتقدم وحياته في الكبر دون ابداع بلا معنى فانهى همنجواي هذا منتحرا برصاصة قاتلة بعد آلام عقلية ومعاناة روحية وفكرية عظيمة.

    ففي الرواية عندما ينجح " سنتاجو" في اصطياد سمكته الضخمة تبدأ المعركة المحورية بين ارادة الإنسان وروحه المقاومة وبين قوى الطبيعة الجبارة..

    فلكل مصمم على احراز النصر وانها المعركة بمهارة وذكاء قوة إرادة التي تحدت صورها في مشاهد واقعية متتالية تنقل صور الصراع بين الصياد والسمكة وقوة تصميمه على مواصلة النضال حتى الموت صائحاً في السمكة: "ايتها السمكة.. سأظل معك حتى أموت."..

    ففي المعركة لا تقتصر مقاومة العجوز السمكة وقوى الطبيعة فحسب، بَلْ ويقاوم أيضا جروحه وضعفة وكِـبر سنة ووحدته في ذلك البحر العظيــــم ومتحملا لكل آلام الظهر التي تسببها له السمكة في معركة شد الحبل بينهما "معركة الحياة والموت".

    ويجمع سنتاجو كل قواه وتاريخة البحري ويطعن بحربته السمكة طعنة الموت محققا الانتصار في معركة رهيبة حاولت فيها السمكة ان تصرعه وهي تلفظ انفاسها الاخيرة وتغمر بدمائها الحمراء القانية مياه البحر الزرقاء الداكنة.

    لا ينتهي الصراع الانساني مع قوى الطبيعة بانتصار سنتاجو على سمكته الكبيرة بل يتجدد مع اسماك القرش المتوحشة التي تجمعت حول دماء السمكة النازفة واخذت في مطاردة السمكة المشدودة الموثقة الى الزورق.

    فتنهش اسماك القرش المتوحشة في لحم السمكة وتهدد مصير الزورق والعجوز ايضا. الذي يظل صفاء ذهنه ويبتكر آخر أسلحته بان يثبت السكين على المجاف ويصنع منه حربة يسددها الى جسم القرش وراسه في ضربات متتالية حتى يحطمه.ولكنْ بعدان مزق السمكة وانسابت دماؤها من جديد مجمعة حولها المزيد من اسماك القرش، ولم يعد لدى العجوز مايصلح لسلاح سوى عصا ومجدافين وقضيب الدفة وهراوة راح يضرب بها رؤوس اسماك القرش اثنا انتزاعهما للحم من السمكة فاصابها لكنه لم يقض عليها.

    وتجمعت جحافل القرش لتنبش بقية لحم السمكة غير مبالية بضربات العجوز حتى لقد التهمت هراوته فاستعان بالقضيب الحديدي واخذ يضرب به القرش حتى تحطم ولم يبق الا طرفه الحاد فسدده للقرش مجبرا اياه للفرار ولكن السمكة كانت قد انتهت تماما بين انياب القرش الحادة. وهنا عانى العجوز مرارة الهزيمة وجدف صوب الشاطيء بقاربه وقد تعلق به الهيكل العظمي للسمكة واتجه صوب كوخه وقد حل به التعب واوهن حتى انكفا على وجهه اكثر من خمس مرات في الطريق.

    في الكوخ حنا عليه الصبي وتركه نائما حتى استرد بعض قوته وقرر انه أخيراً هزم السمكة ويقول له الصبي بان السمكة لم تهزمه فيوافق العجوز قائلا: لا.. بل جاءت الهزيمة فيما بعد " ويتفقان على معاودة الابحار من جديد بتشجيع من الصبي رمز الإنسانية المتجددة، ويستخلص الصياد العجوز الدروس من تجربته الاخيرة مع القرش والبحر لتعينه في صراعه المقبل الدائم مع الأسماك وقوى البحر.

    لقد هزم الصياد العجوز "سنتياجو" بعد صراع مجيد مع قوى البحر سحب اغلب جولاته وخسر الجولة الاخيرة. ولكنه لم يهلك ولم يقهر بل صمم على مواصلة الكفاح والنضال والمقاومة. وهذا هو المغزى العميق للحياة الانسانية الذي يوميء اليه همنجواي من خلال تصويره للصراع الدائم المتجدد بين الانسان وقوى الطبيعة والاصرار على الاستمرار وتحقيق الانتصارات ودفع عجلة التقدم الانساني.. وهكذا يبقى الامل الانساني المستمر رغم كل الصعوبات والهزائم والفشل فقد اكدت الرواية بحزم ان الرجال لم يخلقوا للهزيمة.. وقد يهلك الرجل دون ان يهزم فلذا يقول العجوز عن خبراته وقوة عقلة ينبغي لي ان افكر لان التفكير هو كل مايقي لي القوة.. فلا مكان للياس انها لحماقه ان يستولي الياس على الانسان كما اني اعتقد بان الياس خطيئة.

    وهنا لك القارئ العزيز بعضا من حياة الروائي هنمغواي

    تمكن إرنست همنغواي من الإبداع في أعماله لتتبعه طريقة فريدة في الكتابة لقت استحسانا كبيرا من لدن النقاد، وسنتطرق بكل تفصيل لهذا الأسلوب الرائع بعد أن نتعرف على الكاتب وبعض أعماله.

    ولد إرنست همنغواي في 21 يوليو سنة 1899 ببلدة أوك بولاية إلينوا من أم تُدرس الموسيقى ومحبة للأدب "الرفيع" وأب طبيب يحب الصيد ومساعدة زوجته في أشغال البيت. بعد انتهائه من الدراسة الثانوية، قرر همنغواي أن يبحث عن طريقه في الحياة، فرفض الالتحاق بالجامعة وحصل على عمل كمراسل صحافي ناشئ بجريدة "الكانساس سيتي ستار.

    عندما دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب سنة 1917، كانت أمنية إرنست همنغواي الوحيدة هي أن يذهب إلى الجبهة ليشارك في الحرب، لكن خلال الفحص الطبي تم رفض طلبه للالتحاق بالجيش بسبب مشكلة في عينيه، ومع ذلك لم يمنعه الأمر من الالتحاق بكتيبة سيارات الإسعاف.

    بعد ثلاثة أسابيع من العمل مع فرق الإسعاف أصيب همنغواي بجروح من جراء شظايا قنبلة بإحدى المدن الإيطالية سنة 1918، فقضى ستة أشهر في المستشفى قبل أن تستقبله بلدته استقبال الأبطال، بعد أن عرف الجميع أنه أنقذ صديقا له أصيب بجروح بليغة خلال إحدى المعارك.

    لكن رجوع همنغواي إلى بلدته لم يمكنه من الاستقرار والاندماج مرة ثانية في الحياة الاجتماعية بهذه البلدة الصغيرة، وبعد بضع سنوات، مرض والده فانتحر، فوبخ إرنست أمه وحملها موت أبيه.

    وفي سنة 1920 تزوج همنغواي من سيدة تدعى هادلي ريتشاردسون ثم رحل إلى باريس حيث عاش من بعض مالها ومن إيراداته من المقالات التي كان يبيع للجرائد، وهناك بدأت مسيرته لكي يصبح كاتبا وروائيا، فتعرف على مشاهير الأدب والثقافة كجيرترود ستين، وشروود أندرسون، وإزرا باوند، وسكوت فيتزجيرالد وغيرهم من الأدباء والفنانين الأمريكيين المقيمين بفرنسا، وقد وجد لديهم كل مساندة وتشجيع وتقدير لكتاباته مما جعل أندرسون وفيتزجيرالد يساعدانه على نشر مجموعته القصصية "في وقتنا" بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1925، لكن في سنة 1926 نشر روايته "الشمس تسطع أيضا" وبرز همنغواي كأحد الروائيين المتميزين بأسلوب رائع جميل.

    بعد ذلك استمرت كتبه في التألق والانتشار ولقت قصصه القصيرة حفاوة أكثر من رواياته، وقد كان السبب، حسب بعض النقاد، تأثر قصصه بتقنية الأسلوب الصحافي المتميز بالوصف المباشر والحوار بأقل ما يمكن من تعليق القاص على الأحداث وتفسيره لها. وفي سنة 1929 ظهرت رواية "وداعا للسلاح" وهي رواية تظهر أن نسيج الحياة هو في الحقيقة مزيج من الموت والعنف أكثر مما تمثله تهديدات الحرب في هذه الحياة.

    سافر همنغواي كثيرا بعد نجاح روايته الأولى وعمل كمراسل حرب في إسبانيا خلال الحرب الأهلية وكذلك على الجبهة خلال الحرب العالمية الثانية، وقد كان يكتب لعدة مجلات واسعة الانتشار، وبدأ يتطرق إلى قضية جديدة، وهي قضية كاتب يحاول الحفاظ على موهبته ضد تهديدات "الحياة" كالنجاح والمال والشهرة، وقد طبعت هذه القضية أعماله خلال الثلاثينات، ولعل أعظم مثال على ذلك روايته "ثلوج كيليمانجارو" التي نشرت سنة 1936، كما ظهرت نفس القضية في روايته الشهيرة "العجوز والبحر" التي نشرت سنة 1952 في مجلة لايف الواسعة الانتشار وحصل بها على جائزة بوليتزر سنة 1953.

    لكن حب همنغواي لإسبانيا وتعاطفه مع أهل الريف كانت القضية التي تبناها قبل وفاته وكانت موضوع روايته "لمن تدق الأجراس" التي نشرها سنة 1940. ثم تابع أسفاره إلى أن وقعت له حادثة بسبب سقوط طائرة خفيفة كان على متنها، فأدخل إلى المستشفى عدة مرات للمعالجة إلى أن وضع حدا لنفسه في ظروف غامضة سنة 1961.

    لقد بقيت شهرة همنغواي التي حققها في العشرينات من هذا القرن حية طول حياته بل وحتى بعد مماته، ويجمع العديد من النقاد والباحثين الذين درسوا أعمال همنغواي على أن أجمل ما كتب همنغواي كان في بداية حياته الأدبية، وأن إضافاته إلى الإبداع الأدبي كانت بدون أي شك قصصه القصيرة، لكن روايته "العجوز والبحر" تعتبر من أنجح ما عرفته الساحة الأدبية خلال القرن العشرين والتي حصل بها على جائزة نوبل للآداب سنة 1954. وتعتبر أعمال همنغواي من أبرز الأعمال الأدبية الأمريكية في ذلك العهد.

    وقد كتب الكثير عن الأسلوب المتميز والفريد لإرنست همنغواي، الذي كان بسيطا وواضح المعالم بعيدا عن التنميق و"الزخرفة"، حيث كان يحكي قصصه بأسلوب صحافي مباشر.

    كان عمر همنغواي متوسطا عندما نشر رواياته الأولى، لكن مع السنين تمكن من إتقان أدواته التعبيرية مما جعله يدخل على كتاباته بعض التحسينات، وقد اعتبر بمثابة قوة جديدة في الآداب المكتوب باللغة الإنجليزية، وطبعا لم يخيب ظن نقاده حيث امتدحه تقرير جائزة نوبل التي حصل عليها سنة 1954 في الكلمة التالية: "تحكمه القوي في الأسلوب القصصي الحديث".

    لم يكن أسلوب همنغواي عفويا، بل كان نتيجة الممارسة الطويلة للكتابة الصحافية، حيث تعلم كيف يكتب تقارير عن أحداث حديثة، ثم يقوم بصقلها من تراكمات ما علق بذهنه من قراءاته المكثفة للرواد من الأدباء ودراسة أسلوبهم، بعد ذلك كان يعيد كتابة ما خططه عدة مرات حتى يقتنع أنه كتب حقا عملا جيدا.

    ويكون من المفيد أن نترك الكلمة لإرنست همنغواي ليعطينا بنفسه فكرة عن أسلوبه وطريقته في الكتابة، كما جاء في أحد المقالات التي نشرت له في إحدى المجلات الأمريكية.

    يقول همنغواي: "أهيئ أغلب أعمالي في ذهني، ولا أبدأ أبدا في الكتابة قبل أن تكون أفكاري منظمة. وكثيرا ما أقوم بتلاوة نصوص من الحوار بالطريقة التي ستكون عليه عند كتابتها، إني أومن بأن الأذن هي أحسن مراقب وحكم. ولا أكتب أي جملة على الورق قبل أن أتيقن بأن الطريقة التي تم التعبير عنها ستكون مفهومة وواضحة تمام الوضوح للجميع".

    هذا باختصار هو إرنست همنغواي، وهذه هي طريقته في الكتابة، وهذا هو أسلوبه الفريد الذي اكتسبه من خبرته في الصحافة، والذي كان له أكبر الأثر في الأدب القصصي الأمريكي وأكسبه شهرة عالمية تعدت حدود جميع القارات، فهكذا هو الكاتب الحقيقي الذي تمنحه كتابته الشهرة وليس يبحث عن الشهرة لا سباب حبها..

    المصادر:-

    ـ احمد محمد عطية ( أدب البحر)، مجلة الأقلام العراقية السنة الثانية العدد الثاني تشرين الثاني 1977.

    ـ ارنست همنغواي، العجوز والبحر ترجمة د. زياد زكريا.

    ـ خالد ترمانيني.ارنست همنجواي.


    ________________________________-
    أخوك (مالك) (F.ALONSO)

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •