‫أنشودة بالحب تلقاك البدور‬‎ - YouTube






طال شوقنا إلى الشهر الكريم، فقد أرهقتنا المعاصي، و أتعبتنا الذنوب، وأثقلتنا الهموم، ونشتاق لشهر تغفر فيه الذنوب، و نحب أن نزداد فيه من الطاعة والمغفرة، ونقبل على التوبة و الإنابة، ونقلع عن الذنوب ونستغفر ونتوب، و هذا يحدث في رمضان أكثر من غيره حيث نتهيأ في شهر التقوى بالإقبال على الطاعات من الصبر والصيام، وقيام الليل، وقراءة القرآن، والصدقة، والاجتهاد في سائر العبادات والبعد عن المعاصي، ونحاول الوصول للمغفرة والعتق من النيران.

لكن كثيرا من الناس لا تصله هذه المعاني، ولا يعرف عن رمضان سوى النوم بالنهار، والسهر بالليل خاصة إذا جاء رمضان في الصيف.

وعدد كبير من محبي الإنترنت يقضي جزءا كبيرا من الوقت خلف شاشات الحاسبات، وينسى أن يوزع الوقت بين الطاعات أو الفرائض و المباحات، فإذا كان الدخول للنت مباحا فلا نسرف بالجلوس على أجهزة الكمبيوتر طويلا وننسى العبادات والطاعات، فلا بد لأولي النهى من التوازن.

وعدد كبير من الناس ـ وللأسف ـ يستعد للسهرات الرمضانية في بعض القاعات خارج المنازل، وبعضهم يترقب الأفلام ويتابع المسلسلات، وقد يتفق بعضهم على متابعة عدد منها، وبعضهم على عدد آخر نظرا لكثرتها، وكثرة عدد القنوات الفضائية التي تتنافس في عرض البرامج والمسلسلات البعيدة عن روح الشهر الكريم، ثم يتم بعد ذلك تبادل البيانات والبحث عن متابعة أفضل المسلسلات، وبعض الناس يقضي الساعات الطوال أمام متابعة الأخبار، والاهتمام بالسياسة والمنازعات والخصومات.

و للأسف لا يهتم أكثر أو غالبية الناس بالتنافس في الطاعات، في شهر الخيرات، والذي ينبغي أن نحرص فيه على التقرب إلى الله تعالى، والبعد عما يغضبه.

و بعض الناس يهتم بحسن الإعداد للأطعمة والمشروبات، والإكثار من شراء الحاجيات، و تحضير المزيد من التموينات، والتفنن في إعداد الوجبات والمأكولات خاصة من النساء والفتيات.

ولكن نظرا لحرص أعداد كبيرة من الناس على الازدياد من الطاعة في شهر القرآن، ومع الجهود الكبيرة التي تبذل من عدة جهات علمية ودعوية، ومع انتشار الصحوة الإسلامية.

فنحن لا ننكر على هؤلاء الذين يهتمون بالغذاء المادي، وينسون الغذاء الروحي، بل ولا ننكر الاهتمام بالوطن والسياسة على حساب الإيمانيات والتنافس في الخيرات، بل الذي نريده هو التوازن بين الجمع بين الروحانيات، والماديات، فمن يهتم بالتموينات نطالبه أن يهتم أيضا بالعبادات، ومن يسهر للمسلسلات نقول له: كن عادلا في الاستفادة من الأوقات، ولا تضيع شهر الحسنات أمام الفضائيات غير المفيدة، فنحن بحاجة للتوازن، فمن يشاهد قنوات تعرض الأفلام و المسلسلات، ندعوه للتوازن بأن يشاهد الفضائيات التي تقدم المفيد والنافع لزيادة الإيمانيات، والاهتمام بالروحانيات.

ومن النصائح المهمة أيضا التي ننصح بها أنفسنا قبل الآخرين إضافة للتوازن وحسن للاستفادة بالوقت.

· التفكير في الثواب الجزيل والفضل الكبير لشهر لصيام، ففي الصيام مغفرة الذنوب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه، فمن منا يكره مغفرة الذنوب؟

· احتساب الأجر واستحضار العزم وإخلاص النية في أن يكون الصيام خالصا لوجه الله تعالى، مع الصبر على مشقة الصيام في أشهر الصيف، والذي يعين على تسهيل المشقة هو التعود من الآن (في شعبان) على الصيام، حتى لو انتصف شعبان.

· نستعد من الآن في شهر شعبان على الصيام، و التدريب عليه مفيد للإقبال على الصيام بهمة ونشاط، وعدم الشعور بالمشقة والكسل، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة فكان يصوم شعبان إلا قليلا"رواه مسلم.

· الحرص على الفقه والعلم، بمزيد من القراءة حول فقه الصيام و تدارس فضائل الشهر الكريم، ويمكن حضور درس علم في المساجد، أو الاستماع لمحاضرات نافعة في بعض الفضائيات النافعة أو الدينية.

· التأهب من الآن بأداء ركعات قيام الليل، ولو بعد صلاة سنة العشاء مباشرة، أو في جوف الليل، أي وقت السحر قبل الفجر؛ حتى نستعد لصلاة التراويح بهمة ونشاط، وننال الأجر والثواب، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه.

· الاتفاق مع الأهل والأولاد لحسن الاستعداد من الآن لشهر رمضان بالصيام في شعبان، وقيام ببعض الركعات من الليل، مع الاهتمام بقراءة ومدارسة القرآن الكريم من شعبان.


بعض العراقيل في طريق الصائمين عموما والصائمات خصوصا:

ــ البعد عن العراقيل و المكبلات التي تعيق الصائمين عن الوصول للتقوى، و الفوز والمغفرة، ومنها شراء المزيد من الأطعمة والمشروبات الخاصة بشهر رمضان، مع أن الأصل التخفف من هذه الأطعمة في شهر الصيام، فإن كان لا بد فالقليل يكفي، والله لا يحب المسرفين.

- عدم الإكثار من دعوة الأقارب والأصدقاء للإفطار في رمضان، وتلبية دعواتهم بعد ذلك، هذا يعد من المكبلات أيضا؛ لأن هذا يفضل في غير رمضان لتفريغ النفس للعبادة قدر المستطاع، وإن كان لا بد فالاقتصاد في ذلك إلى الحد الأدنى.

- عدم الإسراف تضييع الوقت في رؤية التلفاز ومتابعة المسلسلات، والسهرات الليلية، والأفلام وغيرها.

ـ تعويد أنفسنا على حفظ اللسان من الآفات، و قول الزور، والبعد عن من الغيبة والنميمة، والكذب، مع التقليل من المكالمات الهاتفية، أو اختصارها؛ ونقضي هذا الوقت في الذكر والدعاء والاستغفار وقراءة القرآن وحضور المحاضرات النافعة، أو الاستماع إليها، فهي الطريق لرقة القلب.

ـ التحضير من شعبان للمأكولات: يمكن للمرأة الفطنة الاهتمام من شهر شعبان بتحضير بعض الأمور التي قد تعيقها عن قراءة القرآن في رمضان، مثل تحضير بعض المأكولات التي تستغرق وقتا طويلا من الآن، وتخزينها في الثلاجة أو البراد.

وأخيرا علينا أن نهتم كثيرا بالدعاء بأن يبلغنا الله تعالى شهر رمضان، وأن يعيننا على صيامه وقيامه والعتق من نيرانه.


مما راق لي ...