د. حياة نظر: توظيف أحدث الوسائل والأساليب والبيئات التربوية لفئة الإعاقة البصرية


قنا الطفل في ضيافة معهد النور للمكفوفين.. د. حياة نظر: توظيف أحدث الوسائل والأساليب والبيئات التربوية لفئة الإعاقة البصرية

توفير الخدمات المساندة من إرشاد نفسي واجتماعي وصحي

برنامج إبصار يتيح لطلاب المعهد استخدام الحاسوب والدخول على الإنترنت

جواهر العبيدلي: إقبال كبير من ذوي الإعاقة البصرية على المكتبة



الدوحة – قنا


عندما تتاح لك فرصة زيارة "معهد النور للمكفوفين" سيتضح لك حجم الجهود التي تبذل من أجل توفير بيئة جاذبة لأصحاب الإعاقة البصرية، يجدون فيها سبل الرعاية المريحة في الجوانب التربوية والتعليمية والصحية، والعمل على إعدادهم وتأهيلهم للحياة، والعمل ودمجهم في المجتمع.

أطفال في عمر الورود من المكفوفين أو ضعاف البصر تجدهم في ردهات وقاعات المعهد يتابعون تعليمهم في مرحلة رياض الأطفال أو المرحلة الابتدائية أو يمارسون الأنشطة المختلفة، فيما يتم دمج أقرانهم في المراحل التالية في المدارس المستقلة، ضمن برنامج خاص يراعي خصوصياتهم واحتياجاتهم.. في محطة الاستقبال الأولى مع مديرة المعهد الدكتورة حياة خليل نظر حجي، تستطيع أن تستبين سرّ الاهتمام بهذا الصرح العلمي لشريحة من ذوي الإعاقة، وقد خصت المديرة موقع "قنا الطفل" بهذا الحوار بمناسبة اليوم العالمي للصحة الذي يصادف السابع من شهر إبريل من كل عام، وقالت: "إن رسالة المعهد تقوم على أن ذوي الإعاقة شأنهم شأن الآخرين، لدى كل منهم حاجات وقدرات، تختلف من شخص لآخر"، مؤكدة أن هذا "يحتّم على المعهد توفير تعليم مرن يقوم على توظيف أحدث الوسائل والأساليب والبيئات التربوية لفئة الإعاقة البصرية، إضافة إلى الخدمات المساندة، من: إرشاد نفسي واجتماعي وصحي".

وأثناء تجوال عدسة موقع "قنا الطفل" في الفصول قابلنا الطالب علي متعب المري وهو في الصف السادس بالمعهد، وسألناه عن أهم الخدمات التي يوفرها له المعهد منذ التحق به قبل سبع سنين، فقال: إنها متعددة منها: المواصلات المجانية من وإلى المعهد، وتوفير الكتب بطريقة "برايل"، وورق حل الواجبات الخاصة بها، وأجهزة الحاسوب، والعيادة البصرية.. أما زميله عبدالهادي ناصر الدوسري وهو من الطلبة المتفوقين بالمعهد، فقد قال: إن أهم شيء يريحه في المعهد هو توافر فرصة الدراسة له، والكمبيوتر الذي يسعد كثيرا بالقدرة على التعامل معه، من خلال برنامج خاص هو "إبصار".


برنامج إبصار


وانتقلنا إلى معمل الكمبيوتر، ليتسنى لنا من خلال مساعدة المعلمة فاطمة المري أن نتعرف على برنامج "إبصار" الذي مكّن المكفوفين من الإفادة من خدمات الحاسوب من خلال برامج "الأوفيس"، إضافة إلى الإنترنت، كما ذكرت لنا.

وعلى الرغم من إعاقه فاطمة البصرية فقد كانت تتعامل بثقة مع البرنامج وهي تشرح لـ "قنا الطفل" عمليا ما تدرّسه لطلابها، قائلة: "إن الضغط على لوحة المفاتيح يحوّل الحرف إلى صوت مسموع، وهو ما يمكّن المستخدم من الطباعة والإفادة من برامج "الأوفيس"، كما أن البرنامج يحوّل النصوص المكتوبة في مواقع الإنترنت إلى نصوص مسموعة، تجعل الكفيف يستفيد من محتوياتها بيسر وسهولة".


الإعاقة البصرية


ويولي معهد النور تلك الواحة الجميلة لذوي الإعاقة البصرية اهتماما خاصا بالجانب الصحي، فثمة قسم يشتمل على عيادة الضعف البصري، ووحدة للتمريض، حيث تقترح الأولى المُعينات البصرية وتقوم بتوفيرها للطلاب، وتقوم بتدريبهم عليها، ومتابعة استخدامهم لها، فضلاً عن المتابعة الدورية للحالات البصرية للطلبة، وتهيئة البيئة الصفية لتناسب الطلاب ضعاف البصر، فيما تقوم الثانية بالإشراف على الجانب الصحي في المعهد، كتقديم الإسعافات الأولية عند الحاجة، والإشراف على البيئة الصحية ونشر الوعي الصحي.

ولا يقتصر الأمر على هذا الجانب، بل يتعداه إلى الجوانب النفسية والعلاجية من خلال "وحدة العلاج النفسي" التي من مهامها إجراء الاختبارات المناسبة والمقننة لقياس قدرات الطلاب والوقوف على نقاط قوتهم وضعفهم، وتشخيص الحالات التي تعاني من اضطرابات سلوكية، ووضع خطط لتعديل السلوك المناسب لها، ويضاف إليها "وحدة العلاج الطبيعي" التي تعنى بتقييم الطلاب حركياً، ووضع الخطط العلاجية لهم، واقتراح الأجهزة والأدوات اللازمة لهم، وتوجيه وإرشاد أولياء الأمور بهدف إشراكهم في علاج حالات أبنائهم.

وفي السياق نفسه فإن المعهد من خلال "وحدة العلاج" يعمل على تأهيل وإعادة تأهيل الأفراد من ذوي الإعاقات البصرية، بما يتفق مع قدرات كل منهم وحواسه المتبقية، وذلك بتطبيق التدريبات التي من شأنها إحلال بعض الحواس لتقوم بوظائف الحواس المفقودة، وهو ما يمكّنهم من استعادة مكانتهم ووظيفتهم الاجتماعية على قدم المساواة مع المبصرين من أقرانهم..

ولا يتم استيفاء الحديث عن جانب الرعاية الصحية والنفسية بالمعهد بدون الإشارة إلى "وحدة النطق واللغة" التي تقيّم مختلف الاضطرابات اللغوية بشقيها الإدراكي والتعبيري لدى الطلبة، ووضع الخطة العلاجية الفردية والجماعية للحالات التي تستدعي هذا التدخل، و"وحدة الحركة والتوجه" التي تسعى إلى ضمان تحرك الطالب بصورة آمنة، في بيئته المحيطة به من خلال اقتراح الأدوات المناسبة وتدريبه على المهارت الملائمة.

ويلفت انتباهك وأنت تستكمل جولتك بالمعهد الفنان الشاب علي شفيع، أحد خريجي المعهد، وهو يعزف مقطوعة موسيقية على آلة البيانو بوحدة التربية الموسيقية، ويدرّب الأطفال من ذوي الإعاقة البصرية على العزف والأناشيد، حيث تقوم هذه الوحدة باكتشاف المواهب وتنميتها، وتقوم ببعض تطبيقات الدور العلاجي للموسيقى، وتدريب الطلاب على بعض الآلات الموسيقية حسب ميولهم. وقد قام كورال المعهد بالمساهمة في إحياء عدد من الحفلات داخل دولة قطر.

وتُحَدثُنا مسؤولة المكتبة "جواهر العبيدلي" عن الإقبال الكبير من قبل ذوي الإعاقة البصرية على المكتبة، بما يتوافر فيها من كتب عادية، ومواد سمعية وبصرية، وكتب بطريقة "برايل"، ودوريات بطريقة "برايل"، وقصص أطفال، وألعاب، موضحة أن هذا الإقبال يبدو ملحوظا من خلال حصص الفهم، وحصص مصادر التعلم (قراءة القصص، وممارسة الألعاب)، وخدمات الإعارة للطلاب التي تقدّمها المكتبة.


الصالة الرياضية


وكانت محطتنا الأخيرة في الصالة الرياضية، حيث حدثنا اختصاصي التأهيل الرياضي خالد عيد عن رياضات معينة يقوم أصحاب الإعاقات البصرية بتعلمها، مثل: رياضة الهدف، وعن الأدوات التي يستخدمونها، والتي تعتمد على المثيرات السمعية لكفيفي البصر، وعلى المثيرات السمعية والبصرية لضعاف البصر.

وتحدث عيد عن دور الصالة الوقائي من خلال تمرينات تحد من تشوهات الإعاقة، والدور الارتقائي لها للارتقاء بقدرات مرتاديها وإمكاناتهم البدنية، فضلا عن برامجها الترفيهية المختلفة.




http://www.al-sharq.com/articles/mor...ate=2012-04-09