صفحة 8 من 20 الأولىالأولى ... 3567891011131519 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 71 إلى 80 من 194
  1. #71
    عضو متألق الصورة الرمزية خبيرة بحوث
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    دبي / الامارات العربية المتحدة
    المشاركات
    554

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة тσσтα مشاهدة المشاركة
    بغيت بوربوينت درس نمو السكان في الوطن العربي

    للاسف ما حصلتة ..

    بس خصلت عن توزيع السكان
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  2. #72
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    24

    افتراضي

    اختي مب ها الدرس

    لو سمحتي بغيته حق يوم االاحد ,,,

    نمو السكان في الوطن العربي- جغرافيا 12

  3. #73
    عضو متألق الصورة الرمزية خبيرة بحوث
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    دبي / الامارات العربية المتحدة
    المشاركات
    554

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة тσσтα مشاهدة المشاركة
    اختي مب ها الدرس

    لو سمحتي بغيته حق يوم االاحد ,,,

    نمو السكان في الوطن العربي- جغرافيا 12

    للاسف ما حصلت

    والله حاولت ودورت بس للاسف

  4. #74
    عضو جديد الصورة الرمزية روحـي جـروحـي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    فـــديـــتــهأآأ الامـــأآأآرات
    المشاركات
    4

    افتراضي

    ثــــــــــــأآأآأآنكـــيو بس انافي العداديه

  5. #75
    عضو نشيط الصورة الرمزية عشوقة الامارات
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    الغربية
    المشاركات
    137

    افتراضي

    حيااتي ممكن أبفي بحث عن الشيخ خليفه بن زايد

  6. #76
    عضو متألق الصورة الرمزية خبيرة بحوث
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    دبي / الامارات العربية المتحدة
    المشاركات
    554

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روحـي جـروحـي مشاهدة المشاركة
    ثــــــــــــأآأآأآنكـــيو بس انافي العداديه
    عادي حبيبتي وحتى لو كنتي في الاعدادية
    انا راح اساعدج

  7. #77
    عضو متألق الصورة الرمزية خبيرة بحوث
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    دبي / الامارات العربية المتحدة
    المشاركات
    554

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشوقة الامارات مشاهدة المشاركة
    حيااتي ممكن أبفي بحث عن الشيخ خليفه بن زايد

    خليفة بن زايد آل نهيان
    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
    اذهب إلى: تصفح, ابحث
    خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة
    القائد الأعلى للقوات المسلحة
    حاكم إمارة أبو ظبي


    علم رئيس الدولة

    صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
    فترة حكم الدولة 2004 م - إلى الآن
    فترة حكم الإمارة 2004 م - إلى الآن
    الاسم الكامل خليفة بن زايد بن سلطان
    بن زايد الأول بن خليفة
    بن شخبوط بن ذياب بن
    عيسى بن نهيان آل نهيان
    الفلاحي
    وُلد 1948 م
    وُلد في مدينة العين
    سبقه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
    ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
    الذرية سلطان بن خليفة آل نهيان
    محمد بن خليفة آل نهيان
    العائلة الحاكمة آل نهيان
    الأب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
    الأم الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة



    الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (1 يناير 1948 (1948-01-01) (العمر 61 سنة)) رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة أبوظبي. هو أكبر أنجال الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكان وليا لعهده فخلف والده بعد وفاته في حكم إمارة أبو ظبي وانتخبه المجلس الأعلى للاتحاد رئيسا للدولة.

    ولد الشيخ خليفة في مدينة العين بإمارة أبوظبي سنة 1948، والدته هي ابنة عم الشيخ زايد وهي الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان.

    بدأت تربية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عبر حفظ القرآن الكريم وكان ملازما دائما لوالده الشيخ زايد. وتلقى تعليمه الأساسي في مدينة العين في المدرسة النهيانية التي انشأها الشيخ زايد في العين و قد درس الشيخ خليفة المعلم محمد بن راشد التميمي .

    نشأ الشيخ خليفة في هذه المدينة التي تعد ثانية كبرى المدن في إمارة أبو ظبي وتشكل قاعدة لكثير من القبائل المحلية ما وفر له فرصة واسعة للاحتكاك الميداني بمشاكل المواطنين وجعله إثر ذلك مع الطفرة التنموية الناجمة عن اكتشاف النفط يقوم بمبادرات عديدة لتحسين مستوى عيشهم.

    محتويات [إخفاء]
    1 المناصب التي تقلدها قبل توليه الحكم
    2 رئاسة الدولة
    3 هواياته
    4 خليفة الانسان
    5 حياته الخاصة
    5.1 مراجع



    [عدل] المناصب التي تقلدها قبل توليه الحكم
    في 18 سبتمبر 1966 شغل منصب ممثل حاكم أبو ظبي في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها.
    في 1 فبراير 1969 عين وليا لعهد أبو ظبي كبرى الإمارات السبع في دولة الإمارات العربية المتحدة وكان عمره حينها 21 سنة.
    في 2 فبراير 1969 تولى رئاسة دائرة الدفاع في أبو ظبي مع نشأة قوة دفاع إمارة أبو ظبي التي أصبحت نواة لجيش الإمارات العربية المتحدة.
    في 1 يوليو 1971 شغل منصب رئيس مجلس وزراء إمارة أبو ظبي، كما تولى وزارة الدفاع والمالية.
    بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 1971 وتشكيل مجلس وزراء اتحادي أسند إليه منصب نائب رئيس مجلس الوزراء.
    في 20 فبراير1974 تولى رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي.
    في مايو 1976 عين نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في أعقاب قرار المجلس الأعلى للاتحاد بدمج القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وعلم واحد.
    ترأس الشيخ خليفة المجلس الأعلى للبترول الذي يملك صلاحيات واسعة في مجال النفط والطاقة بالإمارات.
    تولى لفترات رئاسة مجلس إدارة صندوق النقد العربي ورئاسة مجلس إدارة جهاز أبوظبي للاستثمار، كما شغل منصب ممثل دولة الإمارات في الهيئة العربية للتصنيع الحربي. وكان وراء إنشاء دائرة الخدمات الاجتماعية والمباني التجارية التي تتولى مساعدة مواطني أبو ظبي في هذا المجال.
    وهو متزوج ولديه عدد من الابناء بينهم الشيخ سلطان رئيس ديوان ولى العهد سابقا والشيخ محمد رئيس الدائره الماليه بابوظبي


    [عدل] رئاسة الدولة
    انتخبه المجلس الأعلى للاتحاد برئاسة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم في دولة الإمارات العربية المتحدة في 3 نوفمبر 2004 رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة خلفاً لوالده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكان قد اصبح حاكما لإماراه أبوظبي في 2 نوفمبر 2004 مباشرة بعد الاعلان عن وفاة والده .


    [عدل] هواياته
    من الهوايات التي يمارسها الشيخ خليفة خلال أوقات فراغه القليلة متابعة سباقات الهجن ، وقد انعكست على شخصيته التي تمتاز بالهدوء والبعيدة عن التوتر، بالرغم من المهام الحكومية والرسمية الكثيرة .

    والشيخ خليفة قارئ للتاريخ والشعر ، ويجمع مجلسه الكثير من المفكرين والأدباء والشعراء .

    وفي مجال الرياضة هناك نصيب كبير لها من اهتمام الشيخ خليفة الذي يحرص على متابعة النشاط الرياضي باستمرار وله إسهامات مادية كبيرة في دعم الفرق والأندية الرياضية ، فضلاً عن منتخبات الإمارات في الألعاب الرياضية المختلفة.

    أما عن الزيارات الخاصة للشيخ خليفة فهي زيارات مبرمجة وسنوية حيث يقضي أجازاته في الخارج ليمارس خلالها رياضة الصيد بالصقور، وهي ميول اكتسبها عن والده الذي يعد واحداً من الخبراء الدوليين في هذا المجال.


    [عدل] خليفة الانسان
    مع إن المسؤولية وقيودها قد تحجب الطابع الشخصي لعلاقات الشيخ خليفة بمحيطه إلا أن له صداقات محلية وخارجية ممتدة ، وهو يحرص على التواصل مع هذه الصداقات ، سواء من خلال الاستقبال الدائم لأصدقائه في مجلسه أو زيارتهم في بيوتهم ومشاركتهم في كافة المناسبات الخاصة والعامة.

    وللشيخ خليفة إسهامات مهمة في دعم أنشطة الدعوة الإسلامية فهو يسهم مادياً ومعنوياً في إنشاء ودعم المراكز الإسلامية ، ويقدم مساعدات فعالة لكل من يعمل في حقل الدعوة إلى الله . وهناك عدد من المدارس باسمة في العديد من الدول الإسلامية وله تبرعات لمساجد ومراكز إسلامية في أوروبا أيضاً .

    كما إن هذا الجهد لم يؤثر في مستوى اهتمامه بالقضايا الأخرى في حياة الإماراتيين ، وأهمها بناء واقع اجتماعي جديد يتحلى بمستوى جيد من الخدمات والمرافق . ومن أبرز ما يذكر في هذا المجال المشروع الذي ارتبط باسمه وهو مشروع خليفة للإسكان ، أو ما يعرف على نطاق شعبي باسم " لجنة الشيخ خليفة ".

    ولتشكيل هذه اللجنة قصة جديرة بأن تروى ، ففي عام 79 تعرضت دولة الإمارات لهزة مصرفية ، من جرا ء القروض العقارية ذات الفوائد البنكية الباهظة التي كانت البنوك تتقاضاها على القروض التي تقدمها للمواطنين لبناء مساكن لهم ، أو لبناء مشروعات إسكان استثمارية .

    وشكلت لهذا الغرض لجنة برئاسة الشيخ خليفة قامت بشراء المديونيات وخفضت الفوائد التي كانت تصل إلى 20 في المائة إلى ما يقل عن 2 في المئة ، وهي نسبة تغطي المصاريف الإدارية للقروض لا أكثر.

    ومع نجاح هذه الخطوة تحولت لجنة الشيخ خليفة إلى جهة تمويل تقدم قروضاً للمواطنين لبناء مساكن أو مشروعات سكنية بفوائد رمزية ، وتقوم اللجنة باسترداد ما نسبته 70% من عوائد تأجير تلك المساكن فيما يعطى المواطن ما نسبته 30 في المائة كدخل له طوال فترة تسديد القرض الذي يتم استرداده بفترة تتراوح بين 10 و 15 سنة .

    وساهم هذا الترتيب لا في التخفيف عن المواطنين وتوفير مصادر دخل لهم ، بل في قيام نهضة عمرانية واسعة ، جعلت أبوظبي وغيرها من مدن الدولة مدناً حديثة ذات أبراج عالية تضاهي تلك الموجودة في كثير من مدن العالم العريقة.

    وقد ساهم هذا المشروع في تعزيز شعبية الشيخ خليفة في أوساط الإماراتيين الذين انتقلوا بفضل هذا المشروع إلى مستوى اجتماعي واقتصادي غير مسبوق، مما تأكد معه إن هاجس بناء الإنسان وتوفير حياة كريمة له كان هو القاسم المشترك بين دور الشيخ خليفة في بناء القوات المسلحة ودوره في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

    ومن أبرز قنوات الاتصال الخارجي التي أشرف عليها الشيخ خليفة صندوق أبوظبي للتنمية، الذي تأسس قبل أكثر من 25 سنة ، ويتولى تقديم قروض ميسرة للدول العربية والدول النامية الأخرى.

    ومنذ إنشاء هذا الصندوق وحتى الآن قدم مليارات الدولارات كقروض أو منح، أو قام بإدارة مساعدات إماراتية لكثير من الدول .

    وساهم دور الشيخ خليفة على رأس هذه المؤسسة الاقتصادية والتنموية في تعزيز علاقات الدولة الخارجية بكثير من الدول النامية.


    [عدل] حياته الخاصة
    متزوح من الشيخة شمسة بنت سهيل بن حمد المزروعي. ولم يتزوج غيرها. وقد أنجبا عددا من الأبناء والبنات هم:

    الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نـهيان - عضو المجلس التنفيذي متزوج من الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان
    محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان - رئيس دائرة المالية في إمارة أبوظبي متزوج من شيخة بنت سرور بن محمد آل نهيان
    شيخة بنت خليفة بن زايد آل نهيان، زوجة الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان رئيس جهاز أمن وحماية المنشآت
    عوشة بنت خليفة بن زايد آل نهيان، زوجة الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان - رئيس دائرة التشريفات
    سلامة بنت خليفة بن زايد آل نهيان، زوجة الشيخ الدكتور منصور بن طحنون آل نهيان
    شما بنت خليفة بن زايد آل نهيان، زوجة سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان
    لطيفة بنت خليفة بن زايد آل نهيان، غير متزوجة



    حكام آل نهيان
    ذياب بن عيسى بن نهيان آل نهيان - شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان - محمد بن شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان - طحنون بن شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان - خليفة بن شخبوط بن ذياب آل نهيان - سلطان بن شخبوط آل نهيان - عيسى بن خالد آل نهيان - ذياب بن عيسى آل نهيان- سعيد بن طحنون آل نهيان - زايد بن خليفة آل نهيان - طحنون بن زايد بن خليفة آل نهيان - حمدان بن زايد بن خليفة آل نهيان - سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان - صقر بن زايد آل نهيان - شخبوط بن سلطان آل نهيان - زايد بن سلطان آل نهيان - خليفة بن زايد آل نهيان

  8. #78
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    اماراتي وافتخر ,,,
    المشاركات
    15

    افتراضي

    السلآآم عليكم ورحمة اللهــ وبركآآته ,,,

    شحآآلج ختيه ( خبيررة بحؤؤث ) ؟؟

    صراحة مشكؤؤرة عاجهد اللي تسويه للاعضآآء وبميزآآن حسنآآتج يآآرب ,,,,

    عندي طلب ولو تقدرين تسويه

    آبآآج تلخصين لي قصة بثلاث اوراق ,,,

    مع ارفاق القصة ....

  9. #79
    عضو متألق الصورة الرمزية خبيرة بحوث
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    دبي / الامارات العربية المتحدة
    المشاركات
    554

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة FZo0o مشاهدة المشاركة
    السلآآم عليكم ورحمة اللهــ وبركآآته ,,,

    شحآآلج ختيه ( خبيررة بحؤؤث ) ؟؟

    صراحة مشكؤؤرة عاجهد اللي تسويه للاعضآآء وبميزآآن حسنآآتج يآآرب ,,,,

    عندي طلب ولو تقدرين تسويه

    آبآآج تلخصين لي قصة بثلاث اوراق ,,,

    مع ارفاق القصة ....
    تمام بخير ,,امين يا رب

    من عيوني ,,,تفضل هذي القصة




    الحمد لله رب العالمين.
    صلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    ورد في سورة الكهف أربع قصص لم ترد في غيرها.

    فالقصة الثانية: قصة الرجلين اللذين أحدهما له هذان البستانان، والثاني الذي نصح أخاه أو صاحبه، وأخلص له

    النصيحة، يقول الله تعالى: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وكأن الثاني ليس له مثله، وإنما هو

    يظهر أنه فقير، ولكنه فقير صابر، فقير محتسب على ما أصابه، وأن صاحب الجنتين ممن طغى وبغى، وصدق عليه

    قول الله تعالى: إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ الجنة اسم للبستان الذي فيه أنواع

    الزهور، وأنواع الخيرات، وأنواع النباتات، والذي تكثر فيه الثمار، وتجري فيه الأنهار، وتُرَى فيه الأزهار، ويكثر فيه.

    يعني: الثمر الذي من دخله فإنه يجتن فيه يعني: يختفي فيه بحيث لا يراه من كان خارجه. أي: تجنه هذه الأشجار وتظله

    وتستره. هذا سبب تسميتها جنة، ومنه سمى الله تعالى جنة الخلد بهذا الاسم، وما ذاك إلا لما فيها من الأنواع التي

    تزهر، وتفرح من دخل فيها، وما فيها من النعيم، وما فيها من اللذة.

    فالبساتين في الدنيا يتنعم بها، والذي يدخلها ويرى خضرة الأشجار والأوراق، ويرى أيضا أزهار الأشجار وثمارها،

    ويرى الأنهار التي تجري من بينها مياه متدفقة وأنهار جارية، وكذلك أزهار في تلك الأشجار وثمار يانعة؛ يتخير منها

    ما يأكله وما يشتهيه، هذه تسمى الجنة.

    ذكر الله تعالى أن لأحدهما جنتين، يعني: بستانين فيهما من أنواع الأشجار، ولهذا ذكر الله تعالى ما في أحدهما أو ما

    فيهما جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ هذا من جملة ما فيهما. أكثر ما يتنعم به النخيل؛ وما ذاك إلا لحسن ثمرها، ولأنه

    لا يسقط ورقها، ولأن فيها منافع كثيرة؛ ينتفع مثلا بتمرها كغذاء، وينتفع به كدواء وقوت، وينتفع أيضا بخوصها،

    وينتفع بسعفها، وينتفع بكرمها وما فيها، وينتفع بها منافع كثيرة.

    وكذلك الأعناب التي هي أيضا من أفضل الأشجار، وما ذاك إلا لحسن ثمرها ولفضله، ولحلاوة ما فيها حلاوة ذات طعم؛

    فالأعناب التي هي جمع عنبة؛ يتخذ من ثمرها هذا الشراب، وكذلك هذا الغذاء الذي هو الزبيب، وهذا الفاكهة الذي هو

    العنب، وكذلك أيضا أوراقها ينتفع بها.

    يقول الله تعالى: وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا أي: فجر الله خلالهما أنهارا أي: في خلال هذه الأشجار وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ

    وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا أي: جعل الله تعالى وأنبت بينهما زرعا، والزرع اسم لكل ما يزرع وينبت، وليس خاصا بالقمح، ليس

    خاصا بالبر الذي هو زرع. بل يعم كل ما يغرس؛ ولهذا سمى الله تعالى نبات الأرض زرعا في قوله تعالى: فَنُخْرِجُ بِهِ

    زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ فسمى جميع النباتات زرعا. والغالب أن الزرع كل ما فيه ثمرة مقصودة، وكل ما فيه

    لذة، وكل ما فيه بهجة للناظرين.

    فهكذا أخبر الله تعالى بهاتين الجنتين؛ جنتين من نخيل وأعناب: وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا أي: أنهارا جارية، وجعل

    خلالهما هذه الأنهار. وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ أي: من أثمار هذه الأشجار. أي: ثمار مقصودة؛ فالنخل فيه ثمر، والعنب فيه ثمر،

    والبر ونحوه فيه ثمر، وكذلك بقية الأشجار له ثمر.
    فقال لصاحبه أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا هكذا افتخر على صاحبه الفقير؛ افتخر بما أعطاه الله،

    بقوله أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا أي: أملك ما أملكه من هذه البساتين، وأملك ثمارها، وأملك أنهارها، وأملك أيضا نتاجها

    وغلتها؛ فأنا أكثر منك مالا، وهكذا أيضا افتخر بأنه أعز نفرا. يعني: أسرة وقبيلة. يعني: أن قبيلته وفخذه الذي

    ينتمي إليه أهل عزة وأهل قوة وأهل منعة، عندهم من الذخائر وعندهم من القوة ما ينتصرون به على غيرهم. يفتخر

    بقومه، ويفتخر بماله.
    وهذا الافتخار يحبط الأعمال؛ وذلك لأنه لم يسند الأمر إلى الله، ولم يعترف بفضل ربه، ولم يشكر الله تعالى على ما

    أعطاه وخوله، ولم يقل: هذا من فضل ربي، كما حكى الله تعالى عن سليمان لما تمت عليه النعمة اعترف بأنها من الله،

    فقال هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ .

    فهكذا يكون العارفون بالله؛ يعترفون بأن ما أعطاهم الله فإنه ليس دليلا على كرامتهم، وإنما هو للابتلاء والامتحان؛

    هل يشكرون أم يكفرون، هل يعترفون بفضل الله عليهم، ويستعينون بما أعطاهم الله من زهرة الدنيا وزينتها،

    يستعينون به على شكر الله، وعلى ذكره، وعلى حسن عبادته، وعلى أداء حقوقه التي أعطاهم، والتي خولهم؛ أم

    يصرفونها فيما يسخط ربهم، يصرفونها فيما هو كفر وضلال؛ يبعدهم عن الله تعالى. فالذين إذا أعطاهم الله، ووسع

    عليهم من الدنيا، ومن زينتها، وزهرتها اعترفوا بأن الفضل فضل الله، وأن النعمة منه، وأن ما أعطاهم ليس دليلا على

    كرامتهم، وإنما هو لابتلائهم واختبارهم؛ فهؤلاء هم السعداء.
    وأما الذين إذا أعطاهم الله من زهرة الدنيا وزينتها، افتخروا على غيرهم، واستعانوا بما أعطاهم ربهم على المعاصي،

    وعلى المخالفات، وكفروا نعمة الله، وأشروا وبطروا، وتحكموا فيما أعطاهم ربهم، واستعانوا به على معاصيه؛ هؤلاء

    من الذين كفروا نعمة الله، قال الله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ بدلوا نعمة الله. أي: بدلوا شكرها.
    بدل ما يعترفون بفضل الله عليهم، وبدل ما يشكرون الله على ما أعطاهم، افتخروا بأن هذا دليل كرامتهم، وبأنه دليل

    شرفهم، وبأنهم أهل الثروة وأهل القوة وأهل العزة وأهل المنعة؛ فنسوا أن هذا ابتلاء وامتحان. ورد في حديث: إن

    الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من أحب .
    صحيح أن الكثير من الناس يعطيهم الله تعالى الدنيا، ومع ذلك يصرفونها في معاصي الله، ويستعينون بها على

    مساخطه؛ أشرا وبطرا، وتكبرا وإعجابا بأنفسهم، وكفرا لنعمة ربهم، وقد حكى الله تعالى عن مشركي العرب أنهم لما

    دعوا إلى الإسلام، ورأوا أن المؤمنين فقراء وأذلة، افتخروا وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ .

    هكذا افتخروا بكثرة أموالهم وبكثرة أولادهم، وبعزتهم وقوتهم، وبنشاطهم في أمور دنياهم، وظنوا أن هذا يقربهم،

    وأنه ينفعهم؛ فرد الله عليهم وقال: وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ .
    فأخبر بأن أموالكم لا تنفعكم، ولا تفيدكم عند الله، ولا تقربكم إلى السعادة، ولا تقربكم إلى رضا الله تعالى، ولا تنفع

    الأموال والأولاد إلا من استعان بها على طاعة ربه؛ استعان بها على ما يقربه إلى الله؛ وإلا فمتاع الدنيا ليس يفيد مالكه.

    متاع غرور لا يدوم سروره، وأضغاث حلم خادع بهبائه.
    يعني: أن الله تعالى مثل هذه الدنيا ومتاعها: بالهباء المنثور، في قوله تعالى: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ

    الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ثم ضرب لها مثلا بقوله: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ

    ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ .
    فهكذا مثل الحياة الدنيا بأنها متاع الغرور، وأخبر بأنها زينة ومتاع عاجل، أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ

    بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وهذا ما قص الله علينا في هذه القصة أن هذا الرجل افتخر بما أعطاه الله.

    وقد حكى الله تعالى عن قارون الذي هو أحد أفراد بني إسرائيل وأقارب موسى عليه السلام، أنه أعطاه الله تعالى

    أموالا طائلة، قال تعالى: وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ يعني: مفاتيح خزائنه يعجز عن

    حملها جماعة من الناس. المفاتيح التي تفتح بها تلك الخزائن يعجز عن حملها عصبة من الرجال الأقوياء.

    ومع ذلك افتخر لما نصحه قومه، وقالوا له: لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ أي: لا تفرح فرح أشر وفرح بطر، بل اعترف

    بفضل الله، ولا تفرح إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وقالوا له: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ أي: ما أعطاك الله قدمه

    لآخرتك، حتى ينفعك عند الله تعالى؛ اصرفه فيما يعينك على رضا الله تعالى: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ

    نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا أي: تمتع من الدنيا بما أباح الله تعالى لك.

    فماذا كان جوابه؟ جوابا دليلا على الجهل، بقوله: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أي: ما أعطيت هذا المال إلا لأجل حظي،

    فاعتقد أنه ذو حظ، وأنه ذو تجربة وعلم وفكرة، وغبطه أيضا الذين يريدون الحياة الدنيا، وقالوا: يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا

    أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ اعتقدوا أن ما أعطيه من هذه الزينة وهذه الأموال دليل على كرامته؛ ولكن الله تعالى

    عاقبه لما افتخر بما أعطاه الله. يقول تعالى: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فهكذا في هذه القصة، افتخر هذا الرجل

    وقال: أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا هذا ما حكاه الله عنه.

    قال الله تعالى: وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ أي: دخل إحدى الجنتين، أو دخل كلتا الجنتين اللتين آتَتْ أُكُلَهَ

    ا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا كل واحدة من الجنتين آتت أكلها. يعني: ثمرها، وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا أي: لم تُخْفِ شيئا من ثمارها،

    بل أينعت ثمارها، فدخلها وهي ذات ثمار، وذات أشجار وأنهار وأزهار؛ فعند ذلك: افتخر،

    وقال: مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ظنه هذا ظن خاطئ؛ وذلك لأنه نسي قدرة ربه؛ الذي أعطاه، والذي مكنه، نسي أن

    الذي أعطاه قادر على أن يسلبه ما أتاه، نسي أن هذا ابتلاء وامتحان، نسي أن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب،

    ولا يعطي الدين إلا من أحب ؛ فكان آثار هذا النسيان أن افتخر بما آتاه الله، وقال: مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا يعني:

    أن تفنى وتضمحل.
    ثم جاء بطامة أخرى بقوله: وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً إنكار للدار الآخر؛ إنكار لقيام الساعة؛ إنكار للبعث بعد الموت،

    وكأنه يدعي أنه يخلد في جنته وفي بستانه، وأنها تبقى له دائما مزهرة لا تتغير، وأنه لو بعث لحصل على خير منها
    .
    فلذلك قال: وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً إنكار قيام الساعة كفر ؛ من كَذَّبَ بها فقد كفر؛ وذلك لأن الله تعالى أخبر بقيام

    الساعة، وخبر الله خبر يقيني، فأقسم عليها في ثلاثة مواضع في قوله تعالى: وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ

    لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ أقسم بأن ما أخبرهم به فإنه حق، أمره بأن يحلف بربه.
    وكذلك قال تعالى في موضع آخر: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ أقسم، أو أمره بأن

    يحلف بربه أنها سوف تأتيه هذه الساعة. يعني: قيام الساعة، الذي نفاها هذا الرجل بقوله: وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً
    .
    كذلك قال الله تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ

    ففي هذه المواضع أقسم الله بأن الساعة قائمة، وهذا الرجل يقول: وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً أنكر قيامها، والمراد بقيام

    الساعة أن يبعث من في القبور، أن يبعث الله الأموات، ويعيد إليهم الحياة، ويحقق لهم ما وعدهم من الثواب على

    الحسنات، ومن العقاب على السيئات؛ فالذين ينكرون قيام الساعة يكذبون خبر الله تعالى. ومن كذب بالبعث كفر

    ويقول: وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً .
    ثم قال: وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا كأنه يقول: لو قُدِّرَ أنني بعثت، ورجعت إلى ربي؛ ليعطيني خيرا

    منها، وكأنه يدعي أن من أعطي في الدنيا فإنه يعطى في الآخرة. ولا شك أن هذا من الخطأ الواضح؛ فليس كل من

    أعطاه في الدنيا يكون دليلا على كرامته بل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الآخرة إلا من أحب. وقد أخبر

    النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الدنيا تافهة وما عليها؛ فيقول -صلى الله عليه وسلم- لو كانت الدنيا تعدل عند الله

    جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء .

    لكنهـا واللـه أحقـر عنـده

    من ذا الجنـاح القاصـر الطـيران

    أي: هذه الدنيا من أولها إلى آخرها حقيرة مهينة عند الله، أحقر عند الله من جناح بعوضة. لا تعدل ولا تساوي جناح

    بعوضة. ما فائدة الجناح، وما ثمنه، وهل له قيمة؟ لو كانت الدنيا تعدل -تساوي- جناح بعوضة ما أعطى منها الكفار؛

    وذلك لأن الكفار كفروا بنعمة الله، وجحدوا ربوبيته وألوهيته؛ فكان جزاؤهم أن يحرموا من لذة الدنيا، ولكن الدنيا

    حقيرة فقيرة، ورد ما يدل على أنها حقيرة عند الله. قال الله تعالى: وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ

    بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا

    مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ .
    أخبر بأنه لولا أن الناس يكونون كلهم كفار، يخرجون من الملة؛ لمتعنا أهل الدنيا بمتاعها، وجعل لبيوتهم سقفا. أي:

    سقفها التي هي الصبات التي فوقها من فضة لجعلنا لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ أي: سقف البيت هو أعلاه؛ أن تكون كلها

    من فضة ومعارج. أي: درجا من فضة أيضا: عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا أي: من فضة، وَسُرُرًا السرر: جمع

    سرير، وهو الذي ينام عليه، أو يجلس عليه. عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفًا أي: ذهبا لولا أن الناس يكونون أمة على طريقة

    واحدة؛ لجعل الله للكفار هذه الأشياء، ثم قال تعالى: وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا أي هذا كله متاع الدنيا: متاع غرور.
    يعني: كما قال تعالى: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ هكذا أخبر بأنه لا حَظَّ لهم في الآخرة، إنما الحظ في الآخرة

    للمتقين وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ .
    فهكذا هذا الرجل الذي يقول: وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا أي: ليعطيني خيرا

    من هذه الجنة؛ فإنه يدعي أن هذا حظه، أنه ذو حظ عظيم؛ لما أعطي هذه الجنة، لما أعطي هذا المتاع وهذه الزينة

    وهذه الزهرة ظن أن ذلك دليل كرامته؛ فقال: وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ يعني: عند ربي خيرا من هذه الجنة منقلبا
    وبعدما حكى الله تعالى هذا القول عنه، حكى قول صاحبه؛ الذي هو مؤمن موحد، والذي هو موقن بأن ما

    عنده فهو من الله، وبأن ما أصابه فهو من الله. يقول الله تعالى: قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ

    تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا كفره بالله هو قوله: وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً هذا كفر؛ وذلك لأنه إنكار خبر الله.

    كذلك أيضا جزمه بأنه ذو حظ عظيم. أي: أنه ذو حظ وأنه ما أعطي ذلك إلا لكرامته، هذا أيضا دليل على كفره.

    كذلك أيضا افتخاره بقوله لصاحبه: أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا نسي أن المال والنفر لا يغني عن الإنسان في الآخرة.

    نسي أن الله تعالى إذا بعثه يتبرأ منه أقاربه؛ كما قال تعالى: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ

    امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ أي: كل منهم مشتغل بنفسه، نسي ذلك كله؛ فكان هذا كفرا، وكذلك أيضا لا بد أنه يدعو

    غير الله، وأنه يشرك بربه، كما سيأتي في هذه القصة.
    اعترافه بأنه مشرك. أي: قد أشرك بالله تعالى، فصاحبه يقول له: أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ يذكره بمبدأ خلقه؛ فإن في

    هذا موعظة وذكرى، موعظة عظيمة أن الإنسان يتذكر مبدأ أمره. يقول: ألست كنت في بطن أمك نطفة؟ ألست كنت

    نطفة خرجت من صلب أبيك، واستقرت في رحم أمك؟ هذه النطفة نطفة مذرة.
    ألا تتذكر: أن ربك هو الذي صور هذه النطفة في الرحم إلى أن خرجت إلى أن خرج إنسانا سويا، خلقك من نطفة أي:

    مبدأ أول أمرك، أو خلق أباك من تراب، فيذكره بأن آباه الذي هو آدم أبو البشر خلقه الله تعالى من تراب، ثم خلق بنيه

    كلهم من هذه النطفة؛ التي هي نطفة مذرة، يعني: جزء أو شيء يسير من هذا المني الذي يخلق منه الإنسان، كما قال

    تعالى: أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا أي: أخرجك طفلا ورباك، وحنن عليك
    أبويك، ويسر لك الرزق.
    يتذكر الإنسان أول أمره أنه في بطن أمه ليس له إلا رزق واحد، وهو أنه يتغذى بالدم الذي هو دم الحيض، يتغذى به

    وهو جنين في بطن أمه؛ عناية الله تعالى بالجنين في رحم أمه. فإذا خرج إلى الدنيا جعل الله له بابين من الرزق، وهما

    الثديان اللذان يطلق الله تعالى منها له رزقا يتغذى به.
    فإذا فطم وترك الرضاعة جعل الله تعالى له أربعة من الأغذية: طعامان، وشرابان، أما الطعامان: فاللحوم طعام، والبقية

    من الأطعمة؛ الحبوب، والثمار، ونحوها. يعني: طعام من اللحوم، التي هي بهيمة الأنعام، وطعام مما تنبت الأرض، مما

    جعل الله تعالى فيه رزقا. وشرابان؛ الشراب الأول ما يؤخذ من الألبان؛ التي يسر الله تعالى وسخرها، والشراب الثاني؛

    ما يسره من بقية الأشربة من المياه، والنباتات، وما أشبهها.

    عناية الله تعالى بك أنه خلقك من تراب، ثم من نطفة، ثم سواك رجلا، وأنعم عليك، وأعطاك ما أعطاك. أتنسى فضل

    الله تعالى عليك ولا تعترف بما أعطاك؟!.


    تابع التلخيص تحت

  10. #80
    عضو متألق الصورة الرمزية خبيرة بحوث
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    دبي / الامارات العربية المتحدة
    المشاركات
    554

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا&quot صدق الله العظيم


    * منح الله أحد الرجال مالاً وفيراً وأرضاً شاسعة تَجود بالخيرات , وكان لهذا الرجل ولدان

    تختلف طباعُهما ,وتتباين آراؤهما , فالأول كريم يحب الفقراء والمساكين , ويساعدهم كلما استطاع إلى ذلك سبيلاً , والثاني متعال

    لا يساعد فقيرا أو محتاجاً , ويسخر من إقبال أخيه على المساكين والفقراء .

    شبَ الولدان , وبلغا مبلغ الرجال وهما إلى جانب أبيهما يُساعدانه في إدارة الأعمال وجني الأرباح التي كانت

    تُغلها الأرض وغيرها من أملاك أبيهما , وتمر الأيام , وتتوالى السنين , فتزداد ثروة الأب , وتصبح الأرض بساتين

    تَجود بكل أنواع الثمار والخيرات , ويتقدم العمر بالأب , ثم يمرض ويموت مخلفاً لهذين الأخوين كل ما جناه في

    حياته الطويلة , فيتقاسمان الميراث , ويستقل كل واحد عن الآخر , وينفرد بتدبير أمره .



    ولم يكن بُدٌ من أن يترك اختلافهما في الطباع والآراء آثاراً واضحة قوية في تصرفات كل منهما , فقد كان الأول

    يشعر بما يشعر به الفقير والمعدوم , أما الثاني فكان في كل يوم تُشرق عليه الشمس يَشتدُّ حرصاً على المال ,

    وطمعاً في زيادته .



    أَخذ الأول نصيبه من مال أبيه , فراح يبحث عن الفقراء والمساكين ليعطيهم مما أعطاه الله وأن الله أعطاه هذا

    المال ليمتحنه فيه ويختبره , وعلى هذا النحو الذي ليس فيه تكلف أو تظاهرٌ مضى هذا الأخ في سيرته يُعينُ

    المحتاج , ويعطي المحروم ويفك الأسير حتى لم يبق له من أمواله إلا ما يسدُّ حاجاته وحاجات أهل بيته .



    أما أخوه فقد كان مُسرفاً في حب المال , والسعي وراء تكديسه , يسمع أنَّات المحرومين وأصوات الجائعين

    والمحتاجين فيتجاهلهما , ولا يَحفلُ بها , فتكدست الأموال , وهو بها فرح , وازداد بطراً وتكبراً على الناس .

    وكي يأخذه البطر والغرور بما هو فيه , انهالت عليه الأموال , فكدسها في خزائنه , ورزق أولاداً كثيرين زادوه

    غروراً وتكبراً , وماكان هذا النعيم الذي غرق فيه ليغير شيئاً من طباعه , كانت معظم أموال هذا الأخ وثروته ,

    تتدفق عليه من بساتين عظيمين , ومن بساتين الكروم , وقد جاد البستانان وما فيهما من زروعٍ بكل أنواع الثمر

    والفواكه__{{ واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخيل وجعلنا بينهما زرعاً *

    كلتا الجنتين آتت أُكلها ولم تظلم منه شيئاً وفجرنا خلالهما نهراً }}__

    :

    وأراد هذا الأخ المتكبر أن يسخر من أخيه , فأخذه من يده , وأدخله إلى بستانه الذي ينصفه النهر , ونفسه تُنكر أن

    تبيد جنته لطول أمله وتمادي غفلته , فيقينه بالله مزعزع غير راسخ , وقال لأخيه إن هذه الجنة لن تهلك ولن تفنى

    ولن تتلف __{{ ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها

    منقلباً }}__



    سمع أخوه المؤمن هذا الكلام , فوعظه : وقال له الله خلقك من نطفة وعدلك وكملك إنساناً ذكراً بالغاً مبلغ

    الرجال__{{ قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً }}__ فإذا كنت

    كافراً بالله فإنني مؤمن موحد__{{ لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً }}__ولأنك كفرت بنعمة الله , ولم

    تشكرها , التي اعتقدت أنها لا تبيد ولا تفنى , قادر على أن يذهب ماء جنتك , ويجعله غائراً في الأرض فيفنى

    بستناك__{{ ولو لا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترنِ أنا أقل منك مالاً وولداً , فعسى ربي أن

    يؤتيني خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء فتصبح صعيداً زلقاً , أو يصبح ماؤها غوراً فلن نستطيع له

    طلباً }}__أسرف هذا الأخ في البخل وازدراء نعمة الله , وأسرف في إيثار نفسه وأولاده على كل شيء
    ,
    وهذه الجنة التي كانت مَضرِبَ المثل في عظمتها وازدهارها , هذه الجنة التي حرم الفقراء والمحتاجون من

    خيراتها ومالها , قد خوت من على عروشها محطمة مهشمة , وأصاب الهلاك كل ثمرها فلم يسلم منها شيء , وراح

    صاحبها يضرب إحدى كفيه على الأخرى ندماً وتحسراً على الأموال التي أنفقها عليها , وتذكر نصح أخيه__

    {{وأحيط بثمره فأصبح يُقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي

    أحداً , ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وماكان منتصراً , هنالك الولاية لله الحق هو خيرٌ ثواباً وخير عقباً }}__

    الأخوة والأخوات الأكارم : المؤمنون لا يجمعون المال إلا لينفقوه على أصحاب الحقوق ,
    وغيرهم يجمعون المال ليكدسوه ؟؟؟
    فهم لا يعرفون أن أموالهم حقاً معلوماً للسائل والمحروم , فحال الكافرين والمؤمنون كحال هذين الرجلين .

صفحة 8 من 20 الأولىالأولى ... 3567891011131519 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •