أكد مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير خميس الخييلي، أن العقود الجديدة للمجلس تحرّم المعلم من اعطاء الدروس الخصوصية، وتقضي بفصل أي معلم تثبت مزاولته الدروس الخصوصية.
فيما كشفت مديرة قطاع المناهج، العربية، في المجلس، الدكتورة كريمة المزروعي، عن بدء المجلس تنفيذ برنامج المنهاج العربي المساند، بهدف دعم التعليم والتعلّم من الروضة حتى الصف الرابع، موضحه أن البرنامج يهدف إلى توظيف كل ما يخدم الطالب وينمي مهاراته في اللغة العربية، دون أن يشعر أنه مستهدف ومجبر.
تفصيلاً، انتقد الخييلي، في ختام منتدي بداية الذي نظمه المجلس على مدار يومين، اعطاء بعض المعلمين دروساً خصوصية للطلاب في منازلهم نظير أجر مالي، ووصفها بأنها تحط من نظرة الطالب للمعلم، مشيراً إلى أن المجلس لا يمانع في مساعدة المعلم للطلاب، بشرط ألا تهز هذه المساعدة صورته وهيبته.
وشدد على أن المجلس يعمل على تحسين كل الجوانب التي تحيط بالمعلم، من دورات تدريبية، ورواتب، وتقييم، وتشجيع، والبيئة المحيطة به، وكل الأمور المحفزة له، لاسترداد هيبته.
وقال: «اشعر بالحزن عندما أرى معلماً يتنقل من بيت إلى بيت ويمد يده للطالب لأخذ النقود، ما يضر بصورته وقيمته، لان ما يدفع الانسان للعمل هو احساسه بالقيمة والتقدير من المجتمع».
من جهة أخرى، أكدت المزروعي في ختام المنتدى أن «المنهاج المساند» يأتي في إطار تحقيق تفاعل الطالب الايجابي مع المادة، موضحة أنهم «قاموا بمراجعة عميقة لمعايير التعلم الخاصة في مادة اللغة العربية، وإدخال تعديلات عليها بما يتواءم مع نظرة المجلس التي تقوم على تغيير الفكر التقليدي باعتبار الكتاب المدرسي هو المصدر والمرجع الوحيد لتعليم الطالب».
وشددت على ان المجلس يؤكد أهمية وجود الكتاب المدرسي، كأحد مصادر التعلم وضرورة استخدام مصادر تعليم متنوعة، وأساليب حديثة، لجذب الطالب للمادة، وخلق التفاعل بينه وبين المعلم في الحصة، فلدى معلم اللغة العربية وسائل عدة عليه استثمارها لتعليم طلابه، ومنها الألعاب والمسرح والعرائس والقصص وغيرها، وكلها يمكن استخدامها بفاعلية لتحقيق نواتج التعلم المطلوبة.
وقالت المزروعي لـ«الإمارات اليوم»: «قمنا بإختيار افضل الكتب واكثرها امتاعاً، ليأخذها الطالب، بحيث يطلب منه، حتى المرحلة الرابعة، أن يستعير قصة يومياً، ليقوم بقراءتها»، لافتة إلى أن الطلبة المعاقين تم وضع برنامج يناسبهم ايضاً.
وأوضحت أن برنامج «المنهاج المساند» يستهدف أربع جهات هي المدارس، والطلاب وذووهم، ومعلمو الصف الأول، وجميع المعلمين، إذ يركز المنهاج على توفير الموارد الخاصة بتدريس وتعلم اللغة العربية في المدارس من خلال كتب اللغة العربية وكتب المطالعة الحرة والمطالعة الموجهة والمطالعة المصورة، وتقديم موارد التعلم النشط ومواد مساندة لتدريس التربية الإسلامية، إضافة إلى تقديم أدلة المعلم لإرشادهم في توظيف المطالعة المستقلة والمطالعة الموجهة، أما في ما يخص التلاميذ وأسرهم فيقدم المنهاج للطلبة برنامج «صحيفتي» لممارسة القراءة يومياً بحيث تنمي مهارات القراءة والكتابة لديهم، كما يتم تزويد أولياء الأمور بدليل خاص بهم يساعدهم على كيفية دعم أبنائهم وتعزيز التعلم في المنزل.
وأكدت أن ما يقدمه المنهاج لمعلمي الصف الأول من استخدام المجسمات الخاصة بأساليب التعلم، والموارد الخاصة بدعم ثنائي اللغة وأدوات تعلم الحروف الأبجدية العربية، ومجموعات كتب المعلومات والموسوعات العربية المصورة، إضافة إلى تقديم «حقيبة ألف باء الإمارات»، وهو إنتاج خاص للمجلس أعده معلمون في رياض الاطفال ولغة عربية وتربية إسلامية، لمساعدة الطلبة على تعلّم النطق الصحيح للأصوات ودعم الوعي الصوتي وتعزيز الثروة اللغوية من المفردات العربية، في ظل الاعتزاز بالثقافة المحلية للطلبة وانتمائهم للدولة. وأشارت إلى أن «المنهاج المساند» يقدم لبقية المعلمين أساسيات النموذج المدرسي الجديد التي تنقسم إلى دليل المعلم الذي يتضمن مقدمة تعريفية للنموذج المدرسي الجديد، مرفقة بتوجيهات حول التخطيط وأساليب التدريس والتقييم وآلية كتابة التقارير، ودليل المخرجات التعليمية الذي يتضمن المخرجات التعليمية للصفوف من الروضة وحتى الصف الرابع للعام الدراسي الجديد وطرق تعلم اللغة العربية.
وأضافت المزروعي أن الكتابة هي انعكاس للقراءة، وتحسين مهارات الطلاب في الكتابة باللغة العربية، يلزمنا بتطوير نظام التعليم، إذ كانت المناهج في النظام القديم تقوم بوضع قيود على الطالب، لعدم الخروج عن الكتاب المدرسي، الذي كان يحتوي على نصوص قليلة، والآن قام المجلس بفتح المجال لجميع المعلمين، للاستعانة بأي مصادر خارجية تساعد الطلاب على القراءة وتحسين لغتهم واسلوبهم الكتابي، إضافة الى وضع برامج علاجية يتلقاها الطالب لهذا الهدف.
ولفتت إلى أنه سيتم تدريب المعلمين على كيفية استغلال هذه الوسائل والتعليم بالطرق الحديثة، وقد تم التواصل مع معلمي اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية عن طريق الاستبيانات، للوقوف على الاحتياجات الحقيقية داخل كل المدارس.