أمهات في المنفى ....... بقلم / سيد مصطفى



لفت انتباهي هذا العنوان على غلاف رواية قيمة للكاتب المحترم يوسف جوهر ، وظننت أنها رواية تحكي بطولات لسيدات أمهات فضليات ناضلن من أجل تحرير الوطن ، أو من أجل تحرير المرأة ، وتوقعت أحداثا ساخنة ، وعقدا معقدة تشوقت لحلها ، ولكن الحقيقة أن القصة أخذت منحى آخر تماما غير الذي هويت وتمنيت .

تحكي الرواية حكاية أم توفي عنها زوجها ، وترك لها ولدا وثلاث بنات ، ومات الولد في نهاية السنة الأخيرة في كلية الطب ، وعاشت تكافح مكافحة معنوية كبيرة في تربية البنات أحسن تربية حتى أتمنن التعليم وتزوجن ، وتفرقن ، مع وعود مؤكدة وأيمان مغلظة بزيارتها يوميا من القاهرية التي تزوجت في القاهرة ، وأسبوعيا من الإسكندرانية التي تزوجت في الإسكندرية ، وسنويا من الأمريكية التي هاجرت مع زوجها إلى أمريكا ، وتركن الأم وحدية فريدة في شقة كبيرة جدا من ثماني حجرات وسط القاهرة مع ذكريات الزوج والابن المفقودين وآثار بناتها الفضليات

ومرت الأيام واقترحوا عليها بيع الشقة خوفا عليها من الوحدة فقط ، وبعد أن اقتسموا المبلغ الكبير ، تعاهدوا بحملها فوق رؤوسهم ، ولكن الذي حدث غير ذلك تماما ، ومن هنا فهمت العنوان

أمهات في المنفى

ظلت الأم تتنقل من بيت إلى بيت ، مع إهمال ونسيان وتأنيب وتعنيف وتكدير في معظم الأيام من بناتها أحيانا ومن أزواجهن في كثير من الأحيان .

واستقر بها المطاف في دار العجزة والمسنين

وإذا كانت هذه رواية من خيال الكاتب ، فإن ما حدث أمامي من أحد جيراني حقيقة لم تغب عن ذاكرتي أبدا

أم لها ولد وبنت فقط ، مات زوجها ، وكتبت وباعت وأسقطت وتنازلت عن كل أملاكها لولدها فقط وحرمت نفسها وبنتها ، فطردها ابنها، فجاءتني متوسلة كي أسترحم ابنها ليسكنها في بيتها ، فلم يعرني اهتماما وسألني عن اسعار الصرف ، أقول له أمك ، يقول أخبار الصحف !!!!!ـ



المغزى من هذه القصة

أقول لكل أب ولكل أم لا تفعلوا مثل هذا الأم المنفية ، وتجردوا أنفسكم من أموالكم وبيوتكم من أجل أبنائكم .



أحبوا أولادكم وضحوا من أجلهم ، ولكن ليس مثل هذه الأم !ـ

لا تسلموا أنفسكم لأولادكم ولا لأزواجكم ولا لأي أحد أبدا .

كن سيدا أيها الأب في بيتك ومالك حتى تودع حياتك دون منفى

كوني سيدة أيتها الأم في بيتك ومالك حتى تودعين حياتك دون منفى .



بقلم

سيد مصطفى

9-5-2011م