النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    40

    Taqrer2 الرسول صلى الله عليه وسلم زووجا

    المقدمة

    الحمد لله العلي العظيم، البر الرحيم، جعل الإحسان إلى الزوجة من الدين فقال: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} " وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ}, والصلاة والسلام على النبي الحنون العطوف القائل في حجة الوداع: (أوصيكم الله في النساء)، وعلى آله وأصحابه وأزواجه.
    أما بعد:
    مثَّل النبي - صلى الله عليه وسلم- في حياته المليئة بالالتزامات أفضل زوج في التاريخ، فلم تمنعه كثرة أعماله ومشاغله من إعطاء أزواجه حقوقهن الواجبة عليه، مع أنه كان قائداً للدولة، ومبلغاً للرسالة وقائداً للجيش، ومعلماً للناس إلا أن هذه الأعمال كلها لم تحلْ بينه وبين أزواجه كما هو حال كثير من المسلمين اليوم يضيع حقوق زوجه بحجة الأعمال الكثيرة والالتزامات العديدة، ويا ليت أن الأمر يتوقف عند هذا بل إن بعض الأزواج يعتدي على زوجه بالشتم والسب والضرب، وهؤلاء الأزواج قد خالفوا سنة نبيهم في هديه مع أزواجه.

    فالرسول- صلى الله عليه وسلم- لم يضرب بيده الشريفة الطاهرة أحداً كما قالت عائشة -رضي الله عنها- : (مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ وَلَا خَادِمًا)[1] وإنما كان -عليه الصلاة والسلام- زوجاً حنوناً رحيماً يعطف على أزواجه ويرحمهن ويبتسم لهن ويعاملهن معاملة حسنة, معاملة نبوية كريمة، فقد كان - صلى الله عليه وسلم- متزوجا تسعا من النساء إلا أنه لا يمنعه كثرتهن أن يعطي كل واحدة منهن حقها.

    فالنوم عندهن كان بالسوية، ينام عند هذه ليلة وعند الأخرى ليلة وعند الثالثة والرابعة وهكذا بقية نسائه - عليه الصلاة والسلام-، فهو لا يُغّلِبَ إحداهن على الأخريات، وإنما بالسوية إلا من تنازلت عن حقها كما تنازلت زينب بليلتها لعائشة -رضي الله عنه- عنهن أجمعين،وكان عليه الصلاة والسلام يصحب زوجاته في السفر، كما صحّ في الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرًا أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)[2] ، فيحسن إليها ويبتسم لها بل ويمازحها ويضاحكها، ويسابقها كما فعل مع عائشة -رضي الله عنها-.
    ثم إنه -عليه الصلاة والسلام- راعى أموراً في حق الزوجية قد تكون صغيرة في أعين الناس ألا وهي التجمل لأزواجه والتزين لهن فقد قالت عائشة -رضي الله عنها-: كان - صلى الله عليه وسلم- لا يدخل بيته إلا والسواك على فمه، فهو لا يريد أن تشم منه أزواجه رائحة أكله - صلى الله عليه وسلم- ما أطيبه حياً وميتاً، لم يكن عليه الصلاة والسلام- بحاجة لذلك فهو طيب الريح، بأبي هو وأمي ولكنه قدوة للناس، يهتم بكل صغيرة وكبيرة في الحياة الزوجية لأن هذه الأمور لها أثرها الكبير في الحياة الزوجين سلباً وإيجاباً.

    والمزاح مع أزواجه لم يكن غائباً عنه -عليه الصلاة والسلام- بل كان حاضراً في كثير من أوقاته مع أهله فعائشة -رضي الله عنها- تقول: كنت أغتسل أنا والرسول - صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد حتى إنه ليقول دعي لي وأقول دع لي" فكان هذا مزاحاً لطيفاً يدل على حسن العشرة النبوية منه - صلى الله عليه وسلم-مع أزواجه. و عن عائشة قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يعطيني العظم فأتعرّقه - أي: آكل ما بقي فيه من اللحم وأمصه - ، ثم يأخذه فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي)[3]. فأي حب وأي مودة منه - صلى الله عليه وسلم- لأزواجه؟!

    وهو في بيته كان -عليه الصلاة والسلام لا يأنف من أن يقوم ببعض عمل البيت ويساعد أهله، سئلت عائشة - رضي الله عنها- : "ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - أي: في خدمتهم - ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة"[4]. . وفي رواية عند أحمد: كان بشرًا من البشر، يَفْلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه. وفي رواية أخرى: كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم. وهي في صحيح الجامع (4813).

    ثم إنه -عليه الصلاة والسلام- كان يتحمل ما يصدر من نسائه ويعذرهن فيما يصدر منهن فقد دخل إحدى الليالي بيت إحدى نسائه ولم تكن ليلتها وإنما دخل ليبول فلما خرج وذهب إلى الأخرى التي هي ليلتها أغلقت عليه الباب ولم تفتح له فكان يقول لها إنما دخلت من أجل البول وهي مصرة على الإغلاق فلما فتحت لم يغضب عليها ولم يضربها مع أنها فعلت فعلاً كبيراً لكنه -عليه الصلاة والسلام- عذرها وعفى عنها.

    و ها هو يحن على أزواجه ويعطف علهن فعن أنس قال: (خرجنا إلى المدينة قادمين من خيبر، فرأيت النبي يُحَوِّي لها -أي: لصفية - وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب)[5].

    منمظاهر رحمة الله عز وجل بالبشر, و من أعظم النعم التي من الله بها علىعباده إرسال الرسل إليهم ليكونوا منارات يهتدي بها الضالون , ويسترشد بهاالحائرون الذين اختلطت عليهم السبل فلا يدرون أي سبيل يسلكون أو أي طريقيتخذون!.
    وأفضلوأجل ما قدمه الرسل للناس بعد هدايتهم إلى الله هو أنهم كانوا نماذجللقدوة يتأسى بهم السالكون إلى الله ويتلمس خطاهم المؤمنون الصادقون في كلشأن من شؤون الدنيا والآخرة. يقول الله عز وجل في شأن نبينا صلى الله عليهوسلم { لَقَدْكَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الأحزاب21 . يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية "هذه الآية الكريمة أصلكبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله.
    ومنفضل الله على المسلمين أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وأفعالهحفظها رجال مخلصون وبلغوها كما حفظوها ونقوها مما قد يشوبها, فلم يعد خافياعلينا هديه في المأكل والمشرب، في الملبس والزينة، في النوم واليقظة، فيالحضر والسفر، في الضحك والبكاء، في الجد واللهو، في العبادة والمعاملة، فيالدين والدنيا، في السلم والحرب، في التعامل مع الأقارب والأباعد، معالأنصار والخصوم، حتى النواحي التي يسميها الناس "خاصة" في معاشرة الزوجات،كلها مروية محفوظة في هذه السيرة الكاملة.
    وفيهذه السطور نلقي الضوء على هديه صلى الله عليه وسلم مع زوجاته ونرى كيفكان صلى الله عليه وسلم يعاملهن ويرعاهن ويقوم بسائر واجباته الزوجية.

    عدله صلى الله عليه وسلم:
    كانصلى الله عليه وسلم يتحرى العدل بين زوجاته في كل شيء مهما دق أو صغر, فكان يعدل بينهن في السكن والنفقة والمبيت والزيارات ، فكان إذا زار واحدةمنهن زار جميعهن بعد ذلك. ورغم حبه الشديد للسيدة عائشة رضي الله عنها، إلاأنه لم يميزها في شيء عنهن أبداً، وكان يستغفر الله من عدم قدرته علىالعدل في المحبة القلبية بين زوجاته إذ أن هذا أمر بيد اللهفكان يقول ] اللهم إن هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما لا أملك[،وعندما مرض مرضه الأخير لم تطب نفسه بالمقام عند السيدة عائشة حتى أذنّ له في ذلك.
    وحتى في أسفاره وغزواته صلى الله عليه وسلم ، كان يقرع بين نسائه ، فمن خرج سهمها صحبته في سفرته أو غزوته.
    استشارته لزوجاته
    كانصلى الله عليه وسلم يستشير نساءه في كثير من الأمور ويقدر آراءهن ، وقدكانت المرأة في الجاهلية تعامل معاملة المتاع ، تباع وتشترى ولا يؤخذ رأيهافي أمر من الأمور حتى وإن كان هذا الأمر يخصها وحدها، ولكن الإسلام جعلالمرأة كفوا للرجل غير أن الرجل له عليها حق القوامة} وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ{البقرة 228 . ولقد كانت مشورة أم سلمة رضي الله عنها في يوم الحديبية بركةعلى المسلمين وإنقاذا لهم من هلاك محقق حيث أشارت عليه بأن يخرج إليهم دونأن يكلم أحدا منهم فينحر هديه ويحلق رأسه، فلما فعل ذلك قام الصحابة سراعاوامتثلوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن تباطؤوا وذلك لما أصابهم منالغم والحزن يوم الحديبية حيث كانوا يرون أن شروط الصلح مجحفة لهم.
    سعة صدره وحلمه عليهن:
    كانأزواجه صلى الله عليه وسلم يراجعنه فيقبل منهن ذلك ويحلم عليهن, وما ضربواحدة منهن قط ، وما كان هذا الأمر معهودا قبل الإسلام, فقد كانت المرأةأقل من أن تراجع الرجل أو تناقشه.
    قالعمر رضي الله عنه" تغضبت على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني،فقالت : ما تنكر أن أراجعك فو الله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلمليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل. قال: فانطلقت فدخلت على حفصةفقلت: أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم. قلت: وتهجرهإحداكن اليوم إلى الليل؟. قالت: نعم. قلت: " قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر".
    تأديبه لأهل بيته
    كانرسول الله صلى الله عليه وسلم يسوس نساءه سياسة الخبير بأغوار النفوسومواطن الضعف فيها، فلم يكن صلى الله عليه وسلم يتهاون في تأديبهن إذاأخطأت إحداهن أو خرجت عن الخط السوي.
    تقولعائشة رضي الله عنها: ما رأيت صانعة طعام مثل صفية صنعت لرسول الله طعاماوهو في بيتي، فارتعدت من شدة الغيرة فكسرت الإناء ثم ندمت فقلت: يا رسولالله ما كفارة ما صنعت؟ قال: إناء مثل إناء، وطعام مثل طعام.
    وكان صلى الله عليه وسلم يترك لهم حرية الكلام ويسمع منهن ولكنه لا يمرر خطًأ مهما كان صغيرا ومهما كان الدافع وراءه.
    قالت له عائشة مرةوقدغارت من شدة وفائه للسيدة خديجة رضي الله عنها " ما تذكر من عجوز حمراءالشدقين قد أبدلك الله خيرا منها". فغضب صلى الله عليه وسلم ورد عليهاقائلا: "والله ما أبدلني الله خيرا منها. آمنت بي حين كذبني الناس، وواستنيبمالها حين حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد وحرمته من غيرها"
    إن غيرة السيدة عائشة على النبي صلى الله عليه وسلم وحب النبي لها لم يشفعا لها عند النبي صلى الله عليه وسلم.
    خدمته لأهل بيته
    لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يستنكف عن الخدمة داخل البيت، وتقديم المعونة لزوجاته إذا لزم الأمر، وكان يقول: ]خدمتك زوجتك صدقة[.كان صلى الله عليه وسلم يرقع الثوب ويخصف النعل وغير ذلك مما يحتاج إليه أهل بيته.
    تجمله لأهل بيته
    كانصلى الله عليه وسلم يدرك حاجة المرأة للجمال في الرجل ، كما يحتاج الرجلالجمال في المرأة، فكان صلى الله عليه وسلم أجمل الناس وأكثرهم أناقة علىقلة ذات يده، وكان يأمر أصحابه بأن يتزينوا لنسائهم ويحرصوا على النظافةوكان يقول: ] اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا وتنظفوا فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم[.
    ترويحه عن أزواجه وملاعبته لهن
    لميكن صلى الله عليه وسلم ينسى الترويح عن أزواجه بالرغم من المسؤولياتوالأعباء المحمل بها، وذلك لما للترويح من أثار وفوائد فهو يدخل السرور علىالنفس ويجدد النشاط ويعيد الحيوية للبدن.
    الخاتمة
    هذا هو محمد- صلى الله عليه وسلم- زوجاً، وهذه هي بعض معاملاته وأخلاقه مع أزواجه فقد كان أفضل الأزواج على الإطلاق. فهل للأزواج اليوم أن يحسنوا معاملة ومعاشرة أزواجهم كما كان نبيهم- صلى الله عليه وسلم-، هل للأزواج أن يغيروا من أسلوب القهر والظلم على الزوجات. آمل أن تكون حيات النبي - صلى الله عليه وسلم- قدوة لنا نجعلها نصب أعيينا في التعامل مع أزواجنا.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه.





    ------------------------------------

  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    40

    افتراضي

    وين الردودxx؟

  3. #3
    عضو جديد الصورة الرمزية مدرسة جرن يافور
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    الامارات - ابوظبي
    المشاركات
    27

    افتراضي

    تسلم والله استفدت منها ...... ربي يحفظك

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •