كشفت معاهد التكنولوجيا التطبيقية عن خطة علمية لمواصلة تطوير مناهجها الدراسية، وطرق وأساليب التدريس الخاصة بها، تشمل تنفيذ برنامج للتعليم الإلكتروني يطلق عليه «واحد لـ واحد» ويعمل على توفير بيئة تعلّمية تعليمية تكنولوجية متميزة للطالب، وتوفير مصادر تعليمية رقمية جذّابة، ومواد دراسية مساعدة مُعَدَّة إلكترونيًا في مجالاتها المتنوعة من الكتابية، والصوتية، والمصورة، بما يمكّن الطلاب من دراسة كافة المعارف والعلوم المطروحة في المعاهد ومراجعتها باستمرار، في أي وقت ومن أي مكان في العالم.
كما تركز الخطة الجديدة على تعزيز طرق وأساليب التدريس من خلال نظم المحاكاة، وتحويل المختبرات العلمية إلى مختبرات ومعامل افتراضية.
وأوضح الدكتور عبداللطيف الشامسي مدير عام معاهد التكنولوجيا التطبيقية لـ «الاتحاد»، أن هذا البرنامج يجسد حرص المعاهد على اختيار هذه الوسائل الحديثة لتواكب التطور التكنولوجي المتسارع في العالم، حيث يقضي طلاب العالم ساعات طويلة أمام شاشات الحواسيب لأغراض علمية وترفيهية، مشيرا إلى أن إدارة المعاهد حرصت من خلال هذا البرنامج على توجيه الطلاب نحو الاستخدام الأمثل لهذه الأدوات، وحصرها في الأغراض العلمية والبحثية، وذلك من خلال تحفيزهم على التعلّم الذاتي المستمر، لتهيئة الفرصة للطالب ليصبح شريكًا فعّالاً في العملية التعلّمية التعليمية، حتى يكون مستعدًا لشغل وظائف القرن الحادي والعشرين، والتي تتطلب مهارات تكنولوجية عالية.
وأكد الشامسي أهمية هذا البرنامج الذي يعتمد على استخدام كافة وسائل التكنولوجيا الرقمية المتمثلة بالحواسيب المحمولة، والآي فون، والآي باد، والملفات الرقمية الكتابية والصوتية والمصورة، وأفلام الفيديو ثنائية وثلاثية الأبعاد، والبريد الإلكتروني، وأدوات الإنترنت بما فيها مواقع التواصل، وذلك في إطار استراتيجيات وطرق تعليم نموذجية تشكل في مجموعها بيئة تعليمية جذابة وفعالة، تختصر الكثير من الوقت والجهد في توضيح المفاهيم العلمية حتى تلك الأصعب شرحاً وفهماً.
ولفت إلى أن المعاهد تستخدم مجموعة أخرى من البرامج المتطورة منها برامج المحاكاة والمختبرات الافتراضية، التي تعد وسيلة فعالة لشرح وتوضيح مختلف الظواهر العلمية في الطبيعة، حيث يقوم الطالب من خلالها بتمثيل كافة العناصر المؤثرة في أي ظاهرة علمية، وفهم القوانين العلمية التي تحكم تلك الظاهرة.
كما توفر هذه البرامج بيئة آمنة وغير مكلفة للقيام بتجارب علمية في أي وقت وأي مكان كما لو أنها تتم في مختبر واقعي دون القلق من وقوع أي حوادث، الأمر الذي يمكن المعلمين والطلاب على حد سواء من استكشاف وتحقيق مفاهيم علمية لظواهر طبيعية كما تحدث في الواقع.
المعامل الافتراضية
من جانبه أكد الدكتور رائع سعيد مدير الشؤون الأكاديمية بالمعاهد، أن استخدام هذه التقنيات يعزز عملية التدريس والتعلم ويشجع الطلاب على الابتكار والذهاب إلى أبعد من الفصول الدراسية التقليدية، كما أن برامج المحاكاة والمعامل الافتراضية تستخدم الوسائط المتعددة والتفاعلية التي تم ربطها مع منهاج مادة العلوم بشقيها الفيزياء والكيمياء، كما أنها غنية بالتطبيقات المثبتة مسبقا مثل الأنشطة والنماذج والتجارب التي تتماشى مع المعايير الدولية لمادة العلوم.
وقال إنه يمكن من خلال هذه البرامج محاكاة الحالات العلمية والظواهر الطبيعية التي يصعب تقليدها في الحياة الحقيقية، وتنفيذ التجارب التي يصعب إجراؤها في المختبرات التقليدية بسبب ارتفاع التكلفة أو خطورة التجربة أو عدم توفر المواد اللازمة، حيث يتم ذلك كله في بيئة خالية من المخاطر، لأن البرامج توفر للمستخدمين جميع إرشادات السلامة التي يتعين الالتزام بها.
وأكد أن المعاهد تستخدم في العملية التعليمية أفلام الفيديو ثنائية وثلاثية الأبعاد التي أثبتت فاعليتها في كيفية التعامل مع الطالب الذي يقضي معظم وقته مع ألعاب الفيديو، والرسائل النصية، وتصفح الإنترنت واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، من خلال استخدام مستوى مواز من التقنيات أثناء العملية التعليمية لا يتأتى عبر الوسائل التقليدية للتدريس، وإنما من خلال استخدام التقنيات الحديثة التي تجذب اهتمام الطلاب.
المادة العلمية
بدوره قال شادي أيوب مطور مناهج تقنية المعلومات في المعاهد، إن معاهد التكنولوجيا التطبيقية استثمرت التقنيات الحديثة، ومنها أفلام الفيديو ذات الأبعاد الثنائية والثلاثية بكثافة في التعلم الإلكتروني، والتي نجحت بالفعل في استقطاب اهتمام وانتباه الطلاب، وتلبية تحديات تدريس العلوم والرياضيات في المدارس، حيث تعمل هذه الأفلام على استعراض المفاهيم الأساسية بصورة دقيقة ومشوقة في عقل الطالب، ما يساهم في ترسيخ المادة العلمية في ذاكرته ليحملها معه على المدى الطويل، مؤكدا أن أفلام الفيديو وخاصة ثلاثية الأبعاد تساعد الطالب على استيعاب أكثر المفاهيم العلمية المجردة تعقيداً.
استخدام أنشطة الرسم الهندسي لتنفيذ البرنامج
قال فادي أيوب إن المجلس العالمي لمعلمي الرياضيات، أكد أن استخدام التكنولوجيا بشكل فعال كأداة تعليمية يحسن مستوى الطلاب في مادة الرياضيات، حيث أثبتت الأبحاث أن الطلاب الذين لم يكن لديهم أجهزة كمبيوتر في المنزل حصلوا على درجات أقل في مادة الهندسة.
وأضاف أن معاهد التكنولوجيا التطبيقية تستخدم برنامج أنشطة الرسم الهندسي كأداة من أجل تنفيذ برنامج «واحد لـ واحد»، وفي نفس الوقت الاستفادة من أجهزة الكمبيوتر المحمولة بين أيدي الطلاب بطريقة جذابة، علما أن برنامج أنشطة الرسم الهندسي يطور الفهم التصوري لدى الطلاب.
وأوضح أن من الأسهل أن يستكشف الطلاب أن مجموع الزوايا في المثلث هو 180 بدلاً من حفظها على أنها نظرية، لأن ذلك يجعل المعلومة أكثر رسوخاً في أذهانهم، ما يساهم في نمو الوعي الفكري لديهم ويمكنهم من الإبداع والابتكار، ومن ثم الوصول بهم إلى مستويات عليا لتخريج كوادر مهنية مؤهلة قادرة على تلبية متطلبات النمو الاقتصادي والصناعي الذي تعيشه الإمارات حاليا وفي المستقبل.

جريدة الاتحاد