وسط أحداث شرقنا الأوسطي الملتهبة صباح مساء ، والتي تتوالى تباعا ، ولا يستطيع أن يتنبأ بها أحد مهما أوتي من التأويل ، وكان الله في عون الإعلام الحر الصادق في القول والنقل ، وفي خضم ذلك حدث في أقصى الشرق حدث يشيب له الولدان ، بل شاب من هوله الولدان والحيوان وتحرك منه الجماد !
في شرقنا ثورة بشر وما أرقاها !
وفي شرقهم ثورة طبيعة وما أقساها !
في شرقنا فقدنا المئات
وفي شرقهم فقدوا الآلاف
في شرقنا الخسارة المادية من السهل تعويضها
في شرقهم الخسارة البشرية من الصعب تعويضها

في مصائب شرقنا دائما هم معنا يقفون
وفي مصائب شرقهم دائما نحن جالسون
أَعذر شرقنا بسبب ما يحدث فيه

ولكن لابد أن ينظر شرقنا إلى شرقهم
لأن ما حدث في شرقهم عظيم
أن تفقد بيتك نعم
أن تفقد سيارتك نعم
أن تفقد نفسك نعم
ولكن أن تفقد وطنك وأرضك ويعلوها الماء من كل جانب
وتنتقل ملكيتها إلى المحيط دون رجعة صعب

ماحدث في اليابان كبير ولمّا يتوقف بعد
ما حدث في اليابان مصيبة ولمّا تنته بعد
ما حدث في اليابان من زلازل لمّا تهدأ بعد

في اليابان

تتحرك البيوت وتصعدها المياه وتختفي جزر بكاملها أمر لم نستوعبه بعد
وخطر المفاعلات النووية لم نكتشفه بعد
والدمار الحقيقي في البشر والشجر لم نحصره بعد

اليابان التي فضلها علينا الكثير والكثير ، صحيح أننا ندفع ثمن ما نحصل عليه من اليابان ، ولكني أشعر برقي وطيبة وأصالة وعراقة وتواضع الشعب الياباني فقط من صناعاتهم التي تملأ بيوتنا ومصانعنا

نملك الدعاء لليابان أولا
ونملك المساعدات المادية ثانيا

ونملك لأنفسنا شكر الله على حمايته لنا من ثورة الطبيعة القاسية

اللهم رحماك من كل شر ، وما أكثر الشرور حولنا !
اللهم عفوك من كل ذنب ، وما أكثر ذنوبنا !
اللهم لا تعاقبنا بما يفعله السفاء منا ، وما أكثر سفاءنا !
اللهم لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا
اللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به
واعف عنا
واغفر لنا
وارحمنا
أنت مولانا
فانصرنا على القوم الكافرين


بألم
سيد مصطفى
19-3-2011م