عبر طلبة يدرسون في الصف الـ12 «القسم الأدبي»، في مدارس حكومية وخاصة ومراكز تعليم كبار ومراكز نسائية، ومنازل تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم في الشارقة، عن قلقهم من إصرار وزارة التربية والتعليم على أدائهم أكثر من امتحان في يوم واحد في جدول امتحانات الفصل الدراسي الثاني المقرر بدايته 17 مارس الجاري، معتبرين أن ذلك «يكبدهم معاناة ويشكل حملاً ثقيلاً عليهم» وفق تعبيرهم، لافتين إلى أنهم «حصلوا على درجات أقل من المتوقعة في الفصل الدراسي الأول للسبب نفسه»، فيما أكد مديرو مدارس الانتهاء من تدريس منهاج الفصل الدراسي الثاني، لافتين إلى الانتهاء من الاستعدادات الخاصة بأداء الطلاب الامتحان.
في المقابل، قالت نائب مدير منطقة الشارقة التعليمية للشؤون التربوية والأنشطة الطلابية منى عبدالله شهيل، إن «جميع إدارات المناطق التعليمية خاطبت وزارة التربية والتعليم للتعبير عن مخاوف الطلاب بعد تقدم العديد منهم وآبائهم بشكاوى عقب امتحانات الفصل الدراسي الأول تفيد بعدم حصولهم على الدرجات التي تعبر عن مستواهم العلمي بسبب أدائهم امتحان مادتين في يوم واحد»، لافتةً إلى أن الميدان التربوي الذي يضم معلمين وإداريين ومختصين في التربية أوصى في اجتماعاته المنعقدة تمهيداً للاستعداد لاستقبال الطلاب للامتحانات بفصل الامتحانات عن بعضها، لإتاحة الوقت للطبة من أجل الاستعداد لكل مادة على حدة.

ارتباك
ذكرت نائب مدير منطقة الشارقة التعليمية للشؤون التربوية والأنشطة الطلابية منى عبدالله شهيل، أن «حالة من الارتباك تسود طلبة الأدبي منذ أن وصلت الجداول الامتحانية من قبل وزارة التربية والإعلان عن جدول الامتحانات للقسم الأدبي»، لافتةً إلى أن المنطقة أوصت الوزارة بتعديل نظام امتحان مادتين في يوم واحد مراعاةً لمصلحة الطلبة.
وتابعت أن «الطلاب غير معتادين على امتحان أكثر من مادة في يوم واحد، ويشكل الجدول لهم عبئاً ثقيلاً»، مضيفة أن القائمين على العملية التعليمية في الشارقة أعربوا عن رأيهم في رسالة تم توجيهها إلى الوزارة بهذا الشأن.
وتفصيلاً، قال طالب في القسم الأدبي في مدرسة الخليج العربي للتعليم الثانوي في الشارقة، يدعى مؤمن علي، إن «وزارة التربية والتعليم مصرّة على أن نؤدي امتحان مادتين في يوم واحد، ما يحملنا فوق طاقتنا»، وفق وصفه، لافتاً إلى أن «الجدول الذي وضعته الوزارة يحول بيننا وبين التميز في الحصول على درجات مرتفعة، كما حدث في الفصل الدراسي الأول»، مطالباً الوزارة بإعادة النظر في الجدول حتى «يتيح لنا الوقت أن نستذكر دروسنا».
أوأيده زميله نادر عصر، قائلاً «حصلت على درجات أقل بكثير من المتوقعة في الفصل الدراسي الأول، خصوصاً في المواد التي امتحنتها في يوم واحد بسبب ضيق الوقت في مراجعة ما درسته خلال أيام الدراسة»، لافتاً إلى أن «والدي تقدم بشكوى إلى منطقة الشارقة التعليمية عقب حصولي على درجات قليلة في بعض مواد الفصل الدراسي الأول، لتعديل الجداول الامتحانية في الفصل الدراسي الثاني ولكن من دون جدوى».
وذكرت الطالبتان هبة عبدالفتاح، وزينب نجيب، أن «امتحان مادتين في يوم واحد يعيقنا عن التفوق والتميز في الدرجات، وتالياً يحرمنا الحصول على الدرجات التي تؤهلنا لدخول الكليات التي نرغب في الالتحاق بها، إذ حٌرمنا وزميلات لنا من الحصول على درجات مرتفعة في الفصل الدراسي الأول».
في السياق نفسه، أكد مديرو مدارس حكومية وخاصة في الشارقة، (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) أن «الجدول الامتحاني للفصل الدراسي الثاني أثار سخط واستياء طلاب القسم الأدبي، لتضمنه أداء أكثر من امتحان في يوم واحد»، معتبرين تلك الخطوة عبئاً ثقيلاً عليهم، وكان يتعين طرحها للنقاش وأخذ آراء الطلاب أنفسهم قبل اعتمادها، إذ من الصعب على الطالب أن يذاكر مادتين في يوم واحد، ويؤدي الامتحان فيهما بالكفاءة نفسها.
ولفتوا إلى أن الطلبة انتابتهم حالة من الخوف، بعد الإعلان عن إدراج الوزارة مادتين خلال يوم واحد، مشيرين إلى أن قلقهم نابع من كون القرار جاء خلال سنة مصيرية بالنسبة لهم، واعتيادهم خلال السنوات السابقة على أداء امتحان كل مادة في يوم منفصل، مؤكدين أنه «لا ضرر على الوزارة لو أضافت يومين آخرين لجدول الامتحان، بغرض الحفاظ على مصلحة الطلبة وضمان استعدادهم الجيد لكل مادة».
إلى ذلك، طالبت نائب مدير منطقة الشارقة التعليمية للشؤون التربوية والأنشطة الطلابية منى عبدالله شهيل، بضرورة النظر في جداول الامتحانات بما يحقق مصلحة الطالب أولاً، خصوصاً أن طلاب المرحلة الحالية يمرون بتجربة الفصول الثلاثة للمرة الأولى، وهم بحاجة إلى قرارات مرنة تمكنهم من استيعاب تلك المرحلة من دون التعرض لمشكلات قد تؤثر فيهم مستقبلاً.