تعبر ظاهرة الوقوف على الأطلال عن تعلق العربي بوطنه و حبه لأرضه وهي احدى اهم الأشياء التي يستخدمها الشاعر في بداية قصائده سواء أكان الغرض من القصيدة المدح أو الرثاء أو غيره وقد نشأت فكرة الوقوف على الاطلال في العصر الجاهلي
فكثيرا ما بدأ الشاعر الجاهلي قصيدته بالوقوف على الأطلال ، فقد جعل الشعراء منها لحنا
يفتتحون به قصائدهم
ومن الصور الشائعة في المقدمة أن يبدأ الشاعر بذكر الديار ويحدد مكانها بذكر ما جاورها من مواضع ، ثمّ ينعتها بعد أن سقطت عليها الأمطار ، ونما عليها العشب
فاتخذتها الحيوانات مرتعا تقيم فيه وتتوالد أو يتذكر موقف لرحيل فيصف الظعائن وهي أحد اسباب ظاهرة الوقوف على الاطلال
وقد انتشر الوقوف على الأطلال بشكل ملحوظ ولاثيما عند الشعراء زهير بن أبي سلمى عندما قال
أمن أم اوفى دمنة لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلم
وهنا يقف الشاعر على أطلال محبوبته ويصف و يستغرب من صمت الديار لأن الأحبة تركوها من شدة العطش و الضنك
وينتقل كثير من الشعراء بعد الوقوف بأطلال المحبوبة إلى وصف مشهد الرحيل ، وهودج الحبيبة
وقد كانت القصيدة الجاهلية لا تخلو من وصف الشاعر للبيئة الصحراوية فقد كان العرب يتنقلون في الصحراء لعدم استقرارهم في موطن واحد فكانوا يتنقلون بحثا عن الماء والكلا وكان هذا التنقل بمثابة فراق للكثيرين خاصة اذا كان الحبيبان من قبيلتين مختلفتين ولذلك كان الشاعر يعبر عن مشاعره وحالته النفسية من خلال ذكره للبيئة الصحراويةإن الشعراء الجاهليين أفردوا مقدّمات أكثر قصائدهم لأحاديث الغزل و ما يتصل به : وأنّ المقدّمات الطللية هي أكثر المقدّمات انتشارا وهي مقدمة يقف الشاعر فيها بأطلال محبوبته و قد نحتوا للمرأة في أشعارهم تمثالا دقيقا و هو تمثال يفيض حيوية ويمتلئ بصفات خلقية وروحية هي الصفات التي أحبّها الجاهلي في المرأة بشكل عام
.[/color].
.
.