نحن الفقراء إليك يا رب






الحمد لله ثم الحمد لله ،الحمد لله مالك الملك ديَّان السموات والأرض ، وصلى الله على نبينا محمد المبعوث بالهدى ودين الحق، وعلى آله وصحبه مشاعل الهدى وأعلام الخلق.


أيها المؤمنون : اتقوا الله ربكم ورب العالمين ، واعلموا أن الدنيا إلى زوال ، وأن العمر إلى انقضاء ، وما هي إلا أيام حتى يقال مات فلان بن فلان ، فماذا أعددت ليوم الرحيل ؟ وبم تزودت لدار المقيل؟


إن من كلام الله تعالى قوله : ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً؟)
( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً )
( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً ).


أستنهضكم اليوم لأمر جليل، وأدعوكم إلى اعتراف خطير ، وأحثكم على إقرار صريح ، وأطلب منكم أن تتبينوا من أنتم؟، وأن لا تُلبِّسوا على أنفسكم ، وأن لا تنخدعوا بالمال والعلم والقوة والسلطان.


أدعوكم إلى الفقر، أدعوكم إلى الافتقار .


وليس الفقر الذي أدعوكم إليه هو التخلي عن المال والمتاع ، وإنما هو افتقار القلب إلى الله تعالى .


ورُبَّ غني هو فقير إلى الله في غناه أكثر من فقير متكبر جبار.
قد تكونُ من أغنى الأغنياء والعلماء والسلاطين والأقوياء وأصحاب الجاه وأنتَ في منزِلةِ الفقر، وقد تكونُ من أفقر الفُقراء وأنتَ في منزِلةِ الكِبر.


أدعوكم أن تعترفوا بالفقر إلى الله عز وجل .
الفقر الذي أدعوكم إليه مرتبةٌ عاليةٌ جداً من مراتِب الإيمان تُقابِلُ مرتبةَ العبوديّة.


الفقر الذي أدعوكم إليه هو أن تشعر أنك إذا أوتيت ما أوتيت من قوة أو مال أو جاه أو علم أو قدرة أنك لا شيء ، وأنك لست إلا فضلاً من أفضال الله .
وأنك بالله كنت وبالله تكون.
مثال ذلك سيدنا يوسف عليه السلام وقد ضرب أعلى أمثلة العفة في التاريخ ، لم يُعجب بعمله ، لم يختل بفعله،
لم يزدهِ بموقفه بل سلَّم إلى الله وعزا الفضل إلى الله
( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ).
فنسب كل ما كان من عفته إلى الله عز وجل وفضله.
هل تستطيع أن لا ترى مالك ؟ ألا ترى شهادتك ؟ ألا ترى مكانتك ؟ ألا ترى قوتك ؟ ألا ترى سلطانك ؟ ألا ترى إنجازاتك؟ ذاك هو الفقر إلى الله تعالى .


أعظم فتح في تاريخ المسلمين فتح مكة ، المهاجر الطريد يعود إلى وطنه على رأس عشرة آلاف مقاتل ، ويستسلم له الجميع ،
أتدرون كيف دخل ؟ دخل وهو حانٍ رأسه ، تكاد جبهته تمس راحلته ، تواضعاً لله وافتقاراً إليه.


هل تستطيع أن تدخل بيتك ، وأن تركب سيارتك ، وأن تحدث عن نفسك وأعمالك ، والمال الذي تملكه، والقوة التي بيدك ، وأنت تطأطئ الرأس افتقاراً إلى الله عز وجل.


المفتقر إلى الله عزّ وجل لا يرى لذاته عِلماً ولا حالاً ولا عملاً ولا عزيمةً ولا شأناً، يرى أنهُ أحدُ أفضالِ اللهِ عزّ وجل، وجودُهُ من فضلِ الله، ذكاؤهُ من فضلِ الله،
غناهُ من فضلِ الله، قوته من فضل الله ، حكمته من فضل الله، طلاقة لسانه من فضل الله، نجاحه من فضل الله ،هذا معنى الافتقار إلى الله عزّ وجل.


هذه المنزِلة لا تتناقضُ معَ أن تكونَ غنيّاً، ولا أن تكونَ مالِكاً، لأنَّ هذا الغِنى لا يعني ذلك المعنى، قد تكونُ في أعلى درجاتِ الغِنى وأنتَ في أعلى درجاتِ الفقرِ إلى اللهِ عزّ وجل.


كلما افتقرت في غناك أغناك من فقرك.
ما دام الإنسان يشعر أنهُ على جانبٍ من العِلم فليسَ مُفتقِراً إلى الله عزّ وجل، ما دامَ يشعُرُ أنهُ على جانبٍ من القوّة فليسَ مُفتقراً إلى الله عزَ وجل
،ما دام يشعر أنه على جانب من المكانة والرفعة والسلطان فليسَ مُفتقِراً إلى الله عزّ وجل.


كم تكون عظيماً إذا كنت غنياً أو قوياً أو سلطاناً ولم يداخلك كبرٌ ولا استعلاء. والأعظم من ذلك أن تكون غنياً ومتواضعاً ومفتقراً إلى الله عز وجل.
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ15) سورة فاطر.


لعل من طبيعة الناس أنهم إذا أوتوا مالاً طغوا وبغوا
(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27))الشورى.
لعل من طبيعة الإنسان أن يستعلي وأن يستكبر لاسيما إذا أوتي مالاً أو قوة أو علماً أو جاهاً أو سلطاناً
( كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7) ) العلق .
أما إذا أوتي إيماناً صحيحاً وبصراً ثاقباً فكلما أوتي من أفضال الله نادى بلسان خاشع ذليل ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير).


هل الأقوياء والأغنياء والأثرياء والأذكياء وأصحاب الملك والنفوذ والسلطان والقوة بحاجة إلى الله عز وجل؟
هل الشباب بحاجة إلى الله ؟
هل الفتيات الحسناوات بحاجة إلى الله ؟
من الذي أوجد كل هؤلاء ؟ من خالقُهم ؟ من الذي قدر كينونتهم ؟ الله ( هل من خالق غير الله ؟ ) فاطر.


(هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)) الإنسان.
هاهو الإنسان يختال على ربه ، وعلى الناس ويحسب أنه رقم كبير ، وأنه ذو شأن خطير .
من أين رِزْقُك ؟ من أين قوتُك؟ من أين سمعُك؟ من أين بصرُك؟ من أين جمالكِ ؟


قال تعالى قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24))الملك.


وقال تعالى : (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31)) يونس.


أخرج الإمام عن أبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة- رضي الله عنهما- : قالا : قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- :
( يؤتَى بالعبد يوم القيامة ، فيقول له : ألم أجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا ؟وسخَّرتُ لك الأنعام والحرْث ؟ وتركتك ترْأسُ وتربَعُ ؟ فكنتَ تظنُّ أنَّك مُلاقِيَّ يومَكَ هذا ؟ فيقول : لا ، فيقول له : اليومَ أنساكَ كما نسيتي). أخرجه الترمذي ،
وقال : معنى قوله : « اليوم أنساك كما نسيتني ». اليوم أتركك في العذاب.


إحدى الشخصيات العسكرية الهامة جداً في بلد عربي مسلم ، كانت تهتز الأرض لمشيته مصاب الآن بالعمى ، كان يتجبر على من حوله ، كم ظلم؟! ، وكم طغى؟! وكم بغى ؟! يبكي الآن ندماً : ويقول يا ليتني لم أظلم أحداً ، ولم أبغ على أحد.


يقول : تباً لمنصبٍ آخرتُه الذل والهوان .تباً لعمل آخرته خزي من الله وهوان.
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ(15) ) سورة فاطر.


يا أصحاب المراكز والسلطان والجاه اذكروا ساعةً يزول فيها سلطانكم وتجدون أنفسكم في ابتلاء من الله وعذاب.


كيفَ تغدو حياتُنا لو أصيب المرء بانحباس البول ؟!
كيفَ تغدو حياتُنا لو أنَّ كُليةً تعطلّت أو أنَّ الكُليتين معاً توقفتا عن العمل؟!
كيفَ تغدو حياتُنا لو توقفَت بعض أجهزة جسمك عن العمل؟!


وما زلت مختالاً فخوراً!
أتوجه إلى كل ذي سلطان وجاه ومكانة،
أتوجه إلى كل قوي وغني وكبير،
أتوجه إلى كل ظالم وباغ وطاغية،
أتوجه إلى كل حسناء تفتن الشباب والرجال بجمالها وزينتها ،
أتوجه إلى كل شاب يتصيد الفتيات ويحاول إفسادهن والتعرض لهن،
أتوجه إلى كل من لم يرض بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً،
أتوجه إلى كل من يسعى للصد عن دين الله ،
أتوجه لمن يكيد للإسلام والمسلمين،
أتوجه لمن يعمل على تجفيف منابع الدعوة وإغلاق مدارس القرآن .
أتوجه لكل هؤلاء قائلاً : ماذا ستفعلون لو أن بعض الخلايا نمت نمواً عشوائياً في جسمكم؟ من الذي سيوقفها ؟ من الذي سيمدك بالصحة؟ من الذي يستطيع شفاءكم ؟ هل يستطيع من تعمل لإرضائهم أن ينفعوك؟ أو يشفوك؟
يا ظالم ، يا طاغية ، يا باغ ، يا من تحادد الله ورسوله ، يا من تكيد للإسلام والمسلمين ، ما الذي يمنع ورماً خبيثاً أن ينفجر في أحشائك ، أو ينتشر في أعماقك؟
تتبجح و تقول : أنا، أنا ، أنا ، من أنت أتملك لنفسك نفعاً أو ضراً .
لو سلط الله عليك مرضاً مُهلكاً ماذا ستفعل؟
هناك مرض يسمى" التصلب التلويحي" وهو مرض تتجرد فيه الألياف العصبية من غمدها المحيط بها ، فتضمر أعضاء المريض ، ويعجز عن القيام بأعماله الوظيفة ، لا يستطيع أن يمسك قلماً ولا ملعقة ، ولا أن يسير خطوة ، ولا أن يقضي حاجة.
من لم يقبل على الله مختاراً سيق إليه إجباراً .


أين المفر؟ وإلى ربك المستقر ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ(15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16)وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)) سورة فاطر.


يحكى عن بعض العارفين أنه قال : ( دخلت على الله من أبواب الطاعات كلها فما دخلت من باب إلا رأيت عليه الزحام فلم أتمكن من الدخول حتى جئت باب الذل والافتقار فإذا هو أقرب باب إليه وأوسعه ولا مزاحم فيه ولا معوق فما هو إلا أن وضعت قدمي في عتبته فإذا هو سبحانه قد أخذ بيدي وأدخلني عليه) مدارج السالكين
ادخلوا على الله من الفقر والانكسار يعزكم الله ويجبر كسركم.
أخرج الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وهو على المنبر (والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون )
قال يقول الله: أنا الجبار ،أنا المتكبر ،أنا الملك، أنا المتعال. يمجد نفسه قال : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرددها حتى رجف بها المنبر حتى ظننا أنه سيخر به.
ماذا سيحدث لو استمر انقطاع الأمطار ، ستقل الزروع والثمار ، وسيزداد تقنين المياه، وسيعيش الناس في ضنك وشدة ، فلنتب إلى الله ، ولنتوجه إليه بفقرنا علّه يكشف ما نزل بنا. (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)) الملك.


الفقر الذي أدعوكم إليه ليس فقر الجيوب إنما هو فقر الحاجة إلى الله عز وجل.
قال ابن سعدي - رحمه الله- في معرض تفسيره لقوله تعالى
( يــا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد).
: الموفق من الناس هو الذي لا يزال يشاهد فقره في كل حال من أمور دينه ودنياه .. ويتضرع لمولاه ، ويسأله أن لا يكله إلى نفسه طرفة عين ، وأن يعينه على جميع أموره ويستصحب هذا المعنى في كل وقت . فهذا أحرى بالإعانة التامة من ربه وإلهه، الذي هو أرحم به من الوالدة بولدها.


وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الحسن بن محمد أنه قال:" قحط الناس في بعض السنين آخر مدة الناصر، فأمر القاضي منذر بن سعيد بالبروز إلى الاستسقاء بالناس، فصام أيام وتأهب، واجتمع الخلق في مصلى الربض،
وصعد الناصر في أعلى قصره ليشاهد الجمع، فأبطأ منذر، ثم خرج راجلا متخشعا، وقام ليخطب، فلما رأى الحال بكى ونشج وافتتح خطبته بأن قال: سلام عليكم، ثم سكت شبه الحسير، ولم يكن عادته،
فنظر الناس بعضُهم إلى بعض لا يدرون ما عراه، ثم اندفع، فقال: (سلام عليكم، كتب ربكم على نفسه الرحمة) الآية [ الأنعام: 54 ] استغفروا ربكم وتوبوا إليه، وتقربوا بالأعمال الصالحة لديه، فضج الناس بالبكاء، وجأروا بالدعاء والتضرع، وخطب فأبلغ، فلم ينفضَّ القوم حتى نزل غيث عظيم.


واستسقى مرة، فقال يهتف بالخلق: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) ) فاطر. فهيج الخلق على البكاء.


قال: وسمعت من يذكر أن رسول الناصر جاءه للاستسقاء، فقال للرسول: ها أنا سائر، فليت شعري ما الذي يصنعه الخليفة في يومنا هذا ؟ فقال: ما رأيته قط أخشع منه في يومه هذا، إنه منفرد بنفسه، لابسٌ أخشن الثياب، مفترشٌ التراب، قد علا نحيبه واعترافه بذنوبه، يقول: رب هذه ناصيتي بيدك.أتراك تعذب الرعية وأنت أحكم الحاكمين وأعدلهم، أن يفوتك مني شئ.


فتهلل منذر بن سعيد، وقال: يا غلام احمل الممطرة معك، إذا خشع جبار الأرض رحم جبار السماء.