النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    مشرف مدرسة الصورة الرمزية مصطفى م م ك ك
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    uae + syria
    المشاركات
    382

    641304347 ظاهرة التسرب المدرسي

    ظاهرة التسرب المدرسي
    أسبابها ، آثارها ، الوقاية منها ، معالجتها
    ظاهرة التسرب المدرسي تعتبر ظاهرة َمَرضية شغلت بال المجتمعات المختلفة وعقدت من أجلها الندوات الكثيرة والدراسات الطويلة والأبحاث المختلفة ورصدت لها الكثير من التحقيقات الصحفية والإعلامية في الدول المتقدمة
    وهي ظاهرة قديمة وجديدة بآن واحد لا يستثنى منها أي مجتمع ولكن بنسب متفاوتة لها علاقة بطبيعة كل مجتمع وظروفه المختلفة وأنظمته التعليمية والتربوية ومقدار ما حققه من نتائج في معالجة هذه الظاهرة والحد من انتشارها وتفاقمها0
    وقد استقينا هذا البحث من إحدى الندوات التي عقدت في إحدى الدول العربية في أواخر الثمانينات ولكن بصورة موجزة وبما يتناسب والمجتمع المحلي هنا مع تجاوز خصوصيات المجتمع الآخرفي ذلك 0 وقد أدار الندوة موجه الرياضيات الأول وبحضور العشرات من المدرسين والإداريين وقد أشرف على بعض جوانب الندوة إختصاصيين في الميدان التربوي والإداري ومجلس أولياء الأمور في تلك المنطقة وقد استغرقت الندوة ثلاث أيام 0
    1 / أسباب التسرب المدرسي:
    وهي كثيرة جداً نذكر منها على سبيل السرد وليس الحصر ما هو أكثر شيوعاً وأكثر أهمية وأكثر تأثيراً
    1- 1 أسباب تتعلق بالطالب نفسه ومنها:
    * كثرة الرسوب وخاصة في الصف الواحد حيث يشعر الطالب بالفشل أمام أقرانه ويشعر بفرق السن معهم فهو أكبر من أن يجلس بينهم أو أن يعامل معاملتهم وخاصة حين يكون الطالب مراهق في بداية المرحلة الثانوية ونهاية المحلة الإعدادية أو المتوسطة حيث فرق النمو له دور كبير جداً في شعور الطالب بالنفور من المدرسة وبالتالي الهرب منها ثم التسرب والخروج نهائياً وفرق السن هذا مع فرق النمو كثيراً ما يولد عنده حالة نفسية سيئة تؤدي لرفض الواقع والهروب منه 0
    ** رغبة الطالب المراهق بالالتحاق بالأندية خاصة الرياضية منها حيث يكون تعلّقه بالألعاب الرياضية أشبه ما يكون بالهوس وفيها إثبات الذات واستعراض القوة الجسمانية والانتساب للأندية يعني التدريب ويعني المشاركة ويعني المتابعة والتشجيع 0 والهروب من المدرسة لمشاهدة مباراة ثم للمشاركة حتى يزيد الغياب عن الحد المسموح به فيفصل من المدرسة وهذا بالضبط ما يريد أن يصل إليه 0
    2- 1 أسباب تتعلق بالمدرسة ومنها:
    * المشاكل مع بعض المدرسين حيث الديكتاتورية الصفية أو سوء الشرح والتعليم أو التمييز بين الطلاب في المعاملة أو التشدد بالدرجات أو ثقل الواجبات والمطالبات أو كثرة الامتحانات ( نظام تعليمي قاسي ) أو إدارة مدرسية متشددة لا تتفهم حاجات وظروف الطالب أو إزعاجات من زملائه بالصف وتلقيبه بألقاب نابية
    كل ذلك وغيره يجعل الطالب يبحث عن ذاته خارج أسوار المدرسة ليتخلص مما هو يراه عبء مزعج يحمله على كاهله 0 ولا ننسى تأثير الطلاب ببعضهم فربما طالب واحد متسرب يشجع مجموعة من زملائه على التسرب وخاصة إذا كانت لهم ظروف متشابهة 0
    عدم قيام الأخصائي الاجتماعي بدوره في التواصل مع الأسرة عند هروب الطالب أو تكرار غيابه أو ظهور سلوكيات مفاجئة وغريبة على الطالب تمهد لتسربه من المدرسة أو متابعة نتائجه أو ملاحظة تصرفاته وخاصة المفاجئة منها والغريبة عنه0
    3 – 1 أسباب تتعلق بالأسرة في البيت :
    * الحاجة المادية للأسرة وضرورة تحول الطالب ( الابن ) من مستهلك إلى منتج للعائلة يوفر لها احتياجاتها المادية من خلال ترك المدرسة والتوجه إلى سوق العمل حتى يوفر ما تحتاجه الأسرة من المال والسلع المختلفة 0
    ** رغبة الأسرة أن يتعلم الابن مهنة أو حرفة وهو صغير السن ليتمكن من إتقانها تماماً // فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر// حتى حين يكبر يكون سيداً فيها وصاحب سمعة عالية ودخل مرتفع 0
    *** عدم معرفة كثير من أولياء الأمور مدارس أبناءهم وفي أي صف ومستواهم التحصيلي ومشاكلهم وغيابهم ورفاقهم مما يجعل الطالب خارج حدود مراقبة الأهل ومتابعتهم لذا يجد في ترك المدرسة مسألة بسيطة تمر دونما حساب أو عقاب ولا حتى مساءلة0
    **** أما بالنسبة للطالبات وخاصة في المرحلة الثانوية فإن ترك المدرسة يكون أحياناً برغبة الأهل في تزويجهم حين يتقدم لهم عريس مناسب قد يكون فرصة لا تعوض لو تم الرفض أو التأجيل لما بعد تجاوز مرحلة الدراسة0
    وهنالك الكثير من الأهل يعتبرون أن البنت يجب أن تبقى في البيت بعد تعلم القراءة والكتابة وأن خروجها منه عيب أو حرام وخاصة عند نضوجها وظهور مفاتنها وتجنباً لأي مشاكل تنتج عن ذلك وهذه الظاهرة كبيرة في المجتمعات المحافظة أو المغلقة وبعض الأهل يرغبون أن تتعلم ابنتهم الخياطة أو حياكة الصوف لتساعدهم في مصروف البيت وعلى الأقل في التوفير في ثمن الألبسة خاصة منها ألبسة الأفراح باهظة الثمن 0
    4- 1 أسباب تتعلق بالمجتمع والبيئة المحيطة ومنها:
    * سوق العمل : عندما يفتح المجتمع وخاصة الحكومي منه أبوابه لتشغيل الشباب وهم في سن الدراسة ومنها الشرطة والجيش وغير ذلك مما يدفع الطلاب للتسرب من المدرسة للحصول على المال الذي يحلم بإشباع حاجاته منه ومن ثم إثبات ذاته وإشباع حاجاته من خلال الانخراط في المجتمع والعمل كالرجال وتحمل المسؤوليات في ذلك
    ** رفاق السوء : وهو أخطر ما يخيف ويرعب في ظاهرة التسرب فيغادر المدرسة إلى عالم الجريمة المنظمة وعالم الانحراف والمخدرات وعصابات القتل والاغتصاب والتزوير والسرقة والتجسس لحساب الأعداء وأقل ما يقال عن رفاق السوء إنهم يمسكون بيد المراهق نحو تدمير الذات والمجتمع وتمزيق الأسرة وتحطيم القيم والمبادئ والدين 0
    *** قيمة العلم والشهادات الدراسية في المجتمع : في المجتمعات التي لا قيمة للدراسة فيها أو للشهادات الدراسية حيث يتوفر للطالب كل ما يحتاجه وعمله مضمون حتى ولو لم يحمل أي شهادة دراسية وهذا ما نلاحظه في الدول التي تتبع النظام الاشتراكي أو الدول الناشئة الصغيرة التي تحتاج لجميع أبنائها في النمو والتطور وهذا يجعل بعض الطلاب لا يقدّرون أهمية الدراسة فيسهل التسرب من المدرسة وعدم الاهتمام بالتعليم
    2/ آثار ومخاطر التسرب المدرسي
    1 / 2 على الطالب المتسرب :
    إن الخروج من المدرسة قبل إتمام التحصيل المطلوب يجعل الشاب ذو ثقافة أقل ومستوى علمي وثقافي محدود يجعله بعد فترة من الزمن نصف أمي لأن المعلومات الناقصة وغير كاملة من السهل نسيانها كما أنها لا تكفي لفهم تعقيدات الحياة وإدراك مشاكلها والقدرة على الاستجابة لمتغيراتها وظروفها وبعد فترة من الزمن يشعر الشاب بالندم ولكن بعد فوات الأوان فكلما كانت الشهادة أعلى يرتقي الإنسان مناصب أعلى ودرجات أرقى ويصبح راتبه أكثر بكثير وماذا لو تزوج ممن يكون مستواه أعلى ربما سيشعر بالخجل قليلاً لأن الآخر أفضل منه كثيراً0
    2 / 2 على المجتمع : سبق وحذرنا من رفاق السوء0 فلن نعيد ونكرر المخاطر
    وحتى لو كان التسرب اعتيادياً فإن المجتمع بحاجة إلى أبناء متعلمين وواعين لما يتطلبه بناء الوطن في عالم التقنيات العالية والتطور العلمي الهائل ومن لا يساير هذا التطور فإنه يعيد الوطن لعهود التخلف والتبعية فنحن في عصر الفضاء والانترنيت والاتصالات والذرة 0
    3 / 2 على اقتصاد الدولة :
    عندما تتكفل الدولة بتكاليف التعليم وتوفر المباني الكثيرة والتجهيزات المتطورة وتوفر الكتب والمقاعد والأثاث ووسائل النقل وتدفع الكثير على البرامج والأنشطة وتوفر المدرسين والإداريين وغير ذلك بغية حصولها على رجال هم استثمار عظيم لها لا تجني فوائده إلا بعد سنوات وربما أجيال فصناعة الإنسان العظيم عملية شاقة و متعبة ومكلفة وبطيئة والتسرب يعني الخسارة بكل ما هذه الكلمة من معنى 0
    والخوض في هذا كثير ولا يكفيه أبحاث طويلة يتفنن فيها رجال السياسة والاقتصاد
    وربما هذا يكون واحداً من أسباب البطالة في المجتمع وأخطارها عليه 0
    4 / 2 على الأسرة :
    من طبيعة الشاب في سن المراهقة النمو الجسمي مع الانفعالية والرؤية المحدودة للأمور فالمشكلات التي تواجهنا في نظره غالباً ما تحل بالعضلات أو الصوت المرتفع فإذا لم يشتغل هذا المتسرب فهو عبئ شديد على الأسرة والمنزل والحي حيث القال والقيل والأخذ والصد وخاصة إذا أشعره الآخرين بالفشل أو اتهموه بالكسل أو تدخلوا بشؤونه أو استخفوا برأيه أو تجاهلوه 0
    وحين تنهال عليه الأسئلة ( وهو الذي ترك المدرسة هروباً وتخلصاً من أسئلة الامتحانات ومشاكل الإجابة عنها )
    أين تذهب ومن تصاحب ومتى تعود ومع من كنت وهذا خذه وهذا اتركه افعل أو لا تفعل وهكذا............ مما يجعل هذا المراهق يبحث عن الراحة المفقودة خارج أسوار المدرسة والبيت 0
    وهناك سيجد من ينتظره ويستخدمه أداة شر وسوء وسيقول لنفسه بعد أن يضيع مستقبله الدراسي لقد باعوني ذات يوم وتخلوا عني فسأبيعهم اليوم كما باعوني وتاجروا بمستقبلي ولن أسامحهم أبداً وسأتخلى عن الجميع 0
    الوقاية والعلاج لظاهرة التسرب
    إن إزالة الأسباب لهذه الظاهرة هو أهم إجراء لمنعها أو التخفيف منها والوقاية منها 0
    وهنالك دور هام جداً لوسائل الإعلام في نشر الوعي بين الناس وخاصة كل من له علاقة بالمشكلة من طالب ومدرسة وأهل ولابد أن تتدخل الدولة من خلال بعض الأنظمة والقوانين التي تحدد سن العمل للناشئين والشباب ولا ننسى دور الكشاف في طرح الحلول المناسبة واكتشاف المشكلة قبل وقوعها من خلال المصارحة والمناقشة الجادة لهذه الظاهرة ومعالجتها معالجة فردية وجماعية ودور اتحادات الطلبة و المعنيين بشؤون الطلبة فالكل مسؤول للوصول إلى أفضل الحلول 0
    ولابد من منح الطلاب المتسربين فرصة للعودة للتعليم النظامي ولكن بما يتناسب
    وحالاتهم وظروفهم بعد معالجتها 0
    والعلاج يحتاج لإرادة صادقة و جادة ومؤثرة تنظر للمشكلة من مختلف جوانبها وتعالجها دونما تحيز أو انفعالية أو ارتجالية قد تؤزم المشكلة أكثر من احتوائها0
    ملاحظة : هذا مختصر شديد لما علق في ذهني من تلك الندوة المذكورة أول البحث0وقد كان لي شرف الحضور والمشاركة وصياغة المذكرة الختامية فيها
    ختاماً لابد من السؤال و التساؤل
    لو كنتَ مكانهم ماذا تفعل ؟
    لو كنت مسؤولاً عنهم كيف تتصرّف؟
    هل أنت المسئول وحدك عن مشكلتهم؟
    من أعطى لنا الحق أن نقرر مكانهم العودة للمدرسة وهي اللتي رفضت استقبالهم وهم من رفض العودة إليها؟
    أين الأهل وأين العلماء وأصحاب القرار لإنقاذهم قبل فوات الأوان؟
    أين رجال الدين وخطب المنابر والدروس والمواعظ؟
    أين الأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين لمعالجة هؤلاء الطلبة المتسربين؟
    إنها مشكلة الوطن كل الوطن بل مشكلة الأمة والانسانية جميعاً ولا نعفي أحداً من المسؤولية 0000!!!!!!

  2. #2
    عضو فعال الصورة الرمزية قاهر المشاعر
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    بلاد الخير والطيب
    المشاركات
    292

    افتراضي

    ليس بأيدينا إنما بأيديهم






    الله يوفق الجميع في حياته العلمية

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •