النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    عضو متألق
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    565

    افتراضي كيف تتخلص من الغضب ؟ >>>>

    كيف تتخلص من الغضب ؟




    الغضب نفخة من نفخات الشيطان الرجيم ـ نعوذ بالله منه ـ ليسيطر به على صاحبه ، فيفقده اتزانه ، فيقول ويعمل ما يوبق دنياه وأخراه ، وكم من عاقل فقد عقله حال غضبه فأرداه الشيطان في داهية ، وألقاه في هاوية !

    وكم من رجل غضب في لحظة شيطانية ، فتكلم بما يوجب له النار ، وكان الغضب سبب تلك الخطايا والأوزار !

    وكم من رجل حليم ، غضب فظلم ، وسخط فحرم ، وتكلم فندم !

    وكم من زوج محبٍ لزوجته ، ملكت عليه لُبَّه ، وتمكنت من قلبه ، فوقعت فيما يسخطه ، فغضب منها غضبة أوقعته فيما كان يحذر ، فمدَّ يده عليها بغير حق ، وتكلم عليها بباطل ، وربما طلَّقها بغير جرم ، فندم يوم لا ينفعه الندم ، فخرجت من بيته وهو لها محب ، وفرَّق بينهما الغضب !

    وكم من والد غضب من ولده ، فضربه ضرباً مبرحاً ، حتى أعطبه وأرداه ، وأوقع به من العطب في بدنه ، ما جعل الوالد الحزين يندم على ذلك مدى عمره ، ولو تأمل بعقله لوجد أن السبب لا يستحق هذا الغضب !

    وكم من رجل عاقل تعرض له بالأذى أو الخطأ رجل آخر ، فنفخ الشيطان في قفاه ، فتقاتلا كالأعداء ، فقتله أو جرحه ، فكانت السجون من بعد بيته موطن سكنه وحزنه ، أو كان السيف الأبتر الذي دُقَّ به عنقه ثمرة من ثمرات الغضب !

    وكم ، وكم ، وكم ...

    ولعاقل أن يسأل :

    ما وسائل كبح جماح الغضب ؟ وكيف نتخلص منه ؟ ونبتعد عنه ؟ وأيُّنا لا يغضب !


    ـ أن تعلم أن الغضب إنما هو نفخة من نفخات الشيطان على الإنسان ، فلتحذر من عدوك ، فإنه يريدك أن تغضب ليتكلم على لسانك ، ويبطش بيدك ، ويركل بقدمك .

    فعن سليمان بن صرد ـ رضي الله عنه ـ قال : كنت جالساً مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورجلان يستبان ، فأحدهما احمرَّ وجهه ، وانتفخت أوداجه ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم :" إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان . ذهب عنه ما يجد " . فقالوا : إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " تعوذ بالله من الشيطان " فقال : وهل بي جنون ؟ .

    ( صحيح البخاري (6/337 ـ 3282 )

    هل رأيت ماذا قال ؟!

    جربها أنت مع من تراه يخاصم ويهاجم ، وقل له : استعذ بالله من الشيطان ، فهل تراه يقولها من أول وهلة ؟ جرِّب لتعرف الجواب .

    ـ أن تدرك الأجور العظيمة التي أعدها الله تعالى لمن كتم غيظه وكف غضبه .
    فعن معاذ بن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله عليه وسلم :" من كظمَ غيظاً وهو يستطيعُ أن ينفِذَه ، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ، حتى يُخيره في أي الحور شاء "

    صحيح سنن الترمذي 2/197 ـ 1645 )

    وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" ما من جُرعةٍ أعظم أجراً عند الله من جُرعة غيظٍ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله "

    ( صحيح سنن ابن ماجه 2/407 ـ 3377 )

    وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" ... ومن كفَّ غضبه ، ستر الله عورته ، ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ..."

    رواه الطبراني في الكبير ، انظر : السلسلة الصحيحة 2/608 ـ 906



    ـ أن تفارق المكان الذي غضبت فيه إلى حين ، فيخسأ الشيطان ، ويعود إليك الاتزان ، فإذا غضبت من زوجتك فلا تقعد معها في البيت بل اخرج من المنزل لبضع ساعات ، لتعود إليه وقد ذهب غضبك ، وأمعنت الفكر في المشكلة التي وقع عليها الخلاف ومن أجلها الشجار ، وكذلك الحال عندما يحدث بينك وبين غيرك شجار أو عراك أو خصومة ، اخرج ؛ لتنجُو .



    ـ أن تستعيذ بالله من شرِّه وتلبيسه وتوهيمه وغمزه ولمزه ، فإنه القادر ـ سبحانه ـ أن يحميك من شرِّ وضُرِّه .

    قال تعالى : [ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ]



    ـ أن تجلس إذا كنت قائما ، وتضطجع إذا كنت جالساً ، وهو خلاف ما يريده منه عدوك .

    وتأمل حالك عندما تغضب ! تنتفخ أوداجك ، ويحمرّ وجهك ، ويتشنَّج بدنك ، وتضطرب أطرافك ، وتزداد خفقات قلبك ، فتقوم من جلوسك ، وتقعد من رقودك ، وتستعد للعراك والنزال ، فعليك بعكس مراده ، ومخالفة مقصوده ، وهي وصية نبوية من خير البرية ـ صلى الله عليه وسلم .



    ـ أن تطفىء الغضب بالوضوء ، فالشيطان مخلوق من نار ، ولا يطفئها إلا الماء ، فعليك به تنجو من شروره ـ بإذن الله .



    ـ أن تصمت حال غضبك فلا تتكلم حتى لا تندم ، فغالب الكلام في وقت الغضب لا يسر ، ولذلك أرجو أن تقوم بهذه التجربة أو تطلبها من غيرك ، فإذا غضبت يوماً من الأيام أدر جهاز تسجيل الأصوات ليسجل كلامك ، لتسمع بعد ذلك ما يسؤك ولا يسرك !

    فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من كفَّ غضبه كفَّ الله عنهُ عذابهُ ، ومن خزن لسانهُ ستر الله عورته ، ومن اعتر إليه عذره "

    أخرجه أبو يعلى والدولابي ، انظر السلسلة الصحيحة 5/475 ـ 2360 )



    ـ أن تحذر من دواعيه الجالبة له والمتسببة فيه ، فإذا علمت من نفسك أن غالباً تغضب في بعض الأماكن فلا تذهب إليها ، وإذا كان في العادة لقاؤك ببعض من تعرف سيثير غضبك ، فلا تلقاه إلا في وقت ضرورة إلا ما وجب عليك من صلة رحم ، ولو كنت لا ترتاح للقيا مع بعضهم .



    ـ أن تسيطر على نفسك ، وتتحكم في قولك وفعلك ، وهل الشديد إلا من حكم نفسه قبل أن يحكم غيره ؟!

    فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ::" ليس الشديدُ بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "

    صحيح البخاري 7/130 ـ 6114 )



    ـ قراءة القرآن بصوت مسموع ، فإن الشيطان يفر من القرآن .
    قال تعالى :[ قل أعوذ برب الناس . ملك الناس . إله الناس . من شر الوسواس الخناس ] والخناس هو الشيطان يخنس أي يختبىء ويهرب عند ذكر الله ، فإذا غفل العبد عن الذكر حضر العدو فوسوس ، والشيطان لا يقرب بيت يقرأ فيه بالبقرة وآل عمران .



    ـ احرص على استقرار حالتك الطبية
    ، فإن لبعض الأمراض تأثير بالغ في الحالة النفسية للمصاب بها ، كمرض السكر والضغط ، فإن لها أعظم الأثر في كثرة الغضب والتهيج النفسي ، فحاول أن لا يرتفع منسوب السكر وكذلك الضغط في الدم ، لتسلم !



    ـ انظر بعين فاحصة لأسباب الغضب ، فلعل بعضها لا يستحق هذا منك ، فهل يحق لك أن تغضب من أجل الكرة مثلاً ؟! أعتقد أنك أكبر من هذا !

    وربما تجد أنك ربما تغضب غضباً يُغضب الله عليك !!

    فتدبر ! حتى لا تخسر .



    ـ سؤال أخير : هل تغضب لله تعالى ؟ وهل غضبك لله كغضبك لنفسك ؟ فإذا رأيت حدود الله تنتهك تمعر وجهك غيرة وغضباً ، وفارت دماء الحمية الإيمانية في أوردتك ، أم أن الأمر لا يعنيك ؟!

    --------------------------------------------------------------------------------

  2. #2
    مشرف سابق الصورة الرمزية وليد4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    UAE
    المشاركات
    1,550

    افتراضي

    موضوع جدا مفيد

    استفدت منه كثيرا

    شكرا لك أختي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •