صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12
  1. #1
    عضو متألق الصورة الرمزية الفارس الشمري
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الامارات
    المشاركات
    637

    Fasal2 بحث كامل عن الشوري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    المقدمة :
    الحمد لله رب المشارقوالمغارب.. خلق الإنسان من طينلازب.. ثم جعله نطفة بينالصلبوالترائب.. خلق منهُ زوجهُ وجعلمنهما الأبناء والأقارب تلطف بهفنوع له.. المطاعم والمشارب.. وحملهفي البر على الدواب.. وفى البحرعلى القوارب. نحمده (تبارك وتعالى) حمد الطامعفي المزيد والطالب. ونعوذ بنور وجهه الكريم منشر العواقب.. وندعوه دعاء المستغفر الوجِلالتائب..أن يحفظنا من كل شرِ حاضر أو غائب. ونشهد أن لا إله إلا الله القوى الغالب.. شهادة
    متيقن أن الوحدانيةلله أمر لازم وواجب.
    أما بعد :
    قال تعالى ((والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون )) (الشورى38)
    إن الآية الكريمة تجعل الشورى قاعدة بناء الأمة ومن الصفات الأساسية التي تميز المؤمنين وهي احد عناصر الشخصية الإيمانية لأنها تبوأت مكانها بين إقامة الصلاة والإنفاق بما يؤكد وجوبها وإنها تسري في الأمة كما يسري الدم في الجسد الواحد .
    ينقسم بحثي إلى فصلين :
    في الفصل الأول: سأتناول تعريف الشورى ، أدلة حجية الشورى في القران ، وأدلة حجية الشورى في السنة ، آيات عن الشورى في الرسالات السابقة .
    وفي الفصل الثاني : عرضت نظام الحكم في مكة قبل الإسلام ، الشورى في صدر الإسلام ، من هم أهل الشورى ، الشروط المتطلبة في أهل الشورى .








    تعريف الشورى :
    تعرفها اللغوي : (( الشورى اسم من المشاورة . وتشاور أي استخرج ما عنده من رأي ))
    ويقول أهل اللغة : (( والاستشارة مأخوذة من قول العرب : شرت الدابة وشورتها إذا علمت خبرها يجرى أو غيرها .
    تعريفها الاصطلاحي : تعريفات السلف للشورى تكاد تكون متوافقة وإن اختلفت تعبيراتهم فقد عرفها الأصفهاني بأنها : (( استخراج الرأي لمراجعة البعض للبعض )) وعرفها ابن العربي بأنها هي : الاجتماع على الرأي ليستشير كل واحد صاحبه ويستخرج ما عنده , وقد عرفها أحد المعاصرين بقوله : (( استطلاع الرأي من ذوي الخبرة للتوصل إلى أقرب الأمور للحق )) وقد تعرض هذا التعريف للنقد على أساس : (( أنه يصدق على نوعية خاصة في الشورى هي
    ( الشورى الفنية ) الخاصة باستشارة أهل الرأي والخبرة في المسائل الفنية , ولكن الشورى كنظام للحكم أعم من هذا التعريف )) فالرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده كانوا يستشيرون عامة الناس في الأمور المتعلقة بهم , كما كانوا يستشيرون عامة الناس في الأمور المتعلقة بهم , كما كانوا يستشيرون أهل الرأي والخبرة في بعض المسائل الخاصة . كما كانوا يستشيرون كبار القوم الذين يمثلون جماعاتهم في أمور أخرى ثم يعرفها بقوله : (( إنها استطلاع رأي الأمة أو من ينوب عنها في الأمور المتعلقة بها ))
    ويمكن أن نعرف الشورى بأنها : النظر في الأمور من أرباب الاختصاص والتخصص لاستجلاء المصلحة المفقودة شرعا ً وإقرارها . وهذا التعريف يعم وينسحب عل كل أمر تجري بشأنه مشاورة سواء على مستوى الأسرة , أو الدولة , أو المنظمات الداخلية , أو المنظمات الدولية التي النظام العام الإسلامي نبراساً لها . مثل المؤتمر الإسلامي , وجامعة الدول العربية , وجامعة الشعوب الإسلامية إلى غير ذلك وينسحب من باب أولي على سلطة التشريع والرقابة
    (*) .
    ---------------------------------------------------------------------------

    (*) د. زكريا عبد المنعم إبراهيم الخطيب , نظام الشورى في الإسلام ونظم الديمقراطية المعاصرة . مطبعة السعادة , 1405- 1985 م ,ص16-18 .
    حجية الشورى :
    إن ما نقصده بحجية الشورى ، هو مدى ثبوت النص عليها في الشريعة الإسلامية ولذلك فيجب عند بحثنا عن أدلة الحجية ، أن نرجع إلى المصادر الأصلية للتشريع الإسلامي وهي مصدران : القرآن الكريم والسنة الشريفة وسوف نتكلم عن أدلة حجية الشورى في هذين المصدرين مخصصين لكل منهما مبحثاً مستقلاً .
    حجية الشورى في القرآن الكريم :
    يعتبر القرآن الكريم حجة يجب العمل بما ورد فيه من أحكام وتتفق آراء المسلمين على انه قانون واجب الإتباع والدليل على ذلك أنه نزل من عند الله تعالى وانه قد نقل إليهم من عند ربهم بطريق قطعي لاشك في صحته . فإذا نحن بحثنا عن أدلة حجية الشورى في القران ، أي عن الآيات
    التي نصت على الشورى فإننا نجد مثل ذلك النص في موضعين وآيتين شهيرتين وان كان القرآن قد أشار إلى الشورى في بعض آيات أخرى .
    أولاً : النص على الشورى في القرآن :
    ورد النص على الشورى في آيتين بسورتين من القرآن الكريم :
    الأولى : سورة آل عمران والثانية : سورة الشورى .
    1. في سورة آل عمران :
    نجد النص على الشورى في هذه السورة في قوله تعالى :
    ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله أن الله يحب المتوكلين) ففي هذه الآية نجد النص على الشورى قد جاء بصيغة الأمر الذي يتمثل في قوله تعالى ( وشاورهم في الأمر ) فقد أمر الله تعالى رسوله عليه السلام أن يشاور قومه في الأمر وفي المشاورة فائدتان :
    الأولى : تأليف قلوبهم وإشاعة المودة بينهم نتيجة للمشاورة .
    الثانية : تعويد المسلمين على هذا النهج في معالجة الأمور لآن الرسول عليه السلام الأسوة الحسنة لهم , فإذا كان يلجأ إلى المشاورة فهم أولى أن يأخذوا بها .


    2. في سورة الشورى :
    نجد في هذه السورة دليلاً ثانياً على حجية الشورى والسورة نفسها حملت اسم (( سورة الشورى )) حيث ورد ذكر الشورى في هذه الآية منها وهي قوله تعالى : ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) وفي هذه الآية يبين الله تعالى أن الشورى هي إحدى الدعائم الهامة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي وما حملت السورة هذا الاسم إلا لبيان العناية بالشورى والتنبيه إلى عظيم أهميتها .
    ثانياً: آيات عن الشورى في الرسالات السابقة :
    رأينا ما يثبت حجية الشورى في القران الكريم في آيتين نصتا على الشورى في سورتي آل عمران والشورى وسنرى ذكر الشورى قد ورد في سورتين أخريتين بالنسبة للشرائع السابقة على الإسلام فيما ذكره الله تعالى في سورة طه وفي سورة النمل ونورد فيما يلي بيان ذلك :1. في سورة طه :
    نجد إشارة إلى الشورى في سورة طه في قوله تعالى عما يذكره موسى عليه السلام : ( واجعل لي وزيراً من أهلي ، هرون أخي ، أشدد به أزري ، وأشركه في أمري ) وقد استشهد بهذا النص القرآني كدليل على أهمية المشاورة أقضى القضاة أبو الحسن البغدادي ذكر أن الله تعالى إذ حكي عن نبيه موسى عليه السلام هذا القول بهذه الآيات ، فأننا نفهم منه أنه إذا جاز ذلك في النبوة كان في الإمامة أجوز . وقد ورد في كتاب النسائي عن القاسم بن محمد : سمعت عمتي تقول :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ولى منكم عملاً فأراد الله به خيراً جعل له وزيراً صالحاً أن نسى ذكره وإن ذكر أعانه )) ومن هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام أيضاً : (( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصمه الله )) وقد سأل موسى ربه عز وجل أن يجعل له وزيرا يشاركه في الأمر وفي النبوة أيضاً .
    2. في سورة النمل :
    أورد القرآن الكريم في سورة النمل إشارة إلى صورة من صور الشورى في قصة ملكة سبأ في قوله تعالى : ( قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة امرأً حتى تشهدون ).
    وقد ذهب العلماء في تفسير هذا الآية إلى أن الملكة (( بلقيس )) ملكة سبأ طلبت من قومها أن يشيروا عليها في الأمر الذي نزل بما عندهم من الرأي فما كان لها أن تمضي حكماً حتى يحضروا ويكونوا شاهدين وذكر أن أهل الشورى عندها كانت عدتهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً .
    حجية الشورى في السنة :
    إذا كان القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي بلا خلاف ، فإن الحديث الشريف أو السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن وهي التي جاءت مفسرة ومتممة له.
    فللسنة حجة على جميع المسلمين وأصل من أصول تشريعهم ودليل من الأدلة الشرعية التي يجب الأخذ بها والعمل بمقتضاها وهي بمعناها المعروف مآثر عن الرسول عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو تقرير وتشتمل على نوعين من الأحكام : الأول : الأحكام البيانية المبينة لما ورد في القرآن والثاني الأحكام المؤسسة التي وردت فيما لم ينزل به نص قرآني ، وبالنسبة لمبدأ الشورى فإن السنة الشريفة ليست مقررة أو مؤسسة له ابتداء بل جاءت مثبتة ومؤكدة لما ورد عنه بالقرآن الكريم .
    1. غزوة بدر :
    كان عدد الذين خرجوا مع الرسول عليه السلام في بدر 313 رجلاً ، منهم 207 من الأنصار و106 من المهاجرين وقد استشار الرسول عليه السلام أصحابه في ثلاثة مواقف بغزوة بدر : الأول قبل أن تبدأ المعركة والثاني أثناءها والثالث بعد انتهائها – فلم يصدر إليهم الأمر بالحرب دون مشاورتهم ولو فعل لوجد منهم الطاعة والإذعان التامين ولكنه استشارهم قبل الإقدام على القتال وقد استشار المهاجرين فقام أبو بكر الصديق فقال فأحسن ثم قام عمر فقال فأحسن ولم يفته استشارة الأنصار أيضاً ، لأنهم كانوا قد تعاهدوا معه على الدفاع عنه وحمايته في المدينة فحسب ولذلك حرص على ألا يورطهم في حرب قد لا يريدونها ولذلك فعندما طلب الرأي قال سعد بن معاذ سيد الأوس بل سيد الأنصار ( وكان فيهم كالصديق في المهاجرين ) : كأنك تريدنا والله يا رسول الله ثم أعلن تأييد الأنصار ومبايعتهم على القتال . وعند المعركة وعلى أرضها برزت
    صورة أخرى للشورى إذ تقدم المنذر بن الحباب يعرض مشورته على الرسول عليه السلام فيما يتعلق باختيار المكان المناسب للنزول فيه وقد أقره الرسول على مشورته وعمل المسلمون برأيه . وبعد انتصار المسلمين في بدر وحصولهم على الأنفال
    والأسرى من الكفار احتاجوا إلى المشورة مرة ثالثة : وقد استشار الرسول عليه السلام أبا بكر وعمر فأشار أبو بكر بقبول الفداء من الأسرى ووافق ذلك رأى الرسول عليه السلام أيضاً وخالفهما فيه عمر "، أما علي بن أبي طالب فلم يعلن رأيه في هذا الأمر مع أنه أحد الثلاثة المستشارين ولعله آثر التريث حين رأى هذا الخلاف . وقد نزل بعد ذلك الوحي بعدم أخذ الفداء .

    2. في غزوة أحد :
    حين علم الرسول عليه السلام بقدوم قريش للقتال استشار أصحابه فيما يفعل فأشار قوم منهم بلقاء قريش خارج المدينة وكان هذا رأي الشباب ومن لم يشهد بدراً وهم أكثر أهل المدينة وعلى رأس هذا الفريق حمزة بن عبد المطلب ( عم النبي عليه السلام ) وسعد بن عبادة والنعمان بن مالك .
    أما الرسول عليه السلام فكان رأيه البقاء في المدينة وذلك لحصانتها الطبيعية ومناعتها وسهولة الإحاطة بالأعداء المهاجمين في أزقتها والانتفاع بمساعدة النساء والصبيان وقد رأى البقاء بالمدينة كذلك أكابر المهاجرين والأنصار وأرسل الرسول عليه السلام إلى عبدالله بن أبي بن سلول يستشيره ولم يكن استشاره من قبل ذلك ، فكان رأيه أيضاً هم بالبقاء بالمدينة وانتظار قدوم قريش إليهم . وقد حدث أن قبل الرسول عليه السلام الرأي الأول رأي الكثرة من الشباب والمتحمسين للاستشهاد في المعركة وفي سبيل الله وقرر الخروج من المدينة .
    3. صلح الحديبية :
    كذلك شاور الرسول عليه السلام يوم الحديبية في أن يميل على ذرارى (*) المشركين ويقتلهم فقال له أبو بكر الصديق : أنا لم نجيء لقتال أحد وإنما جئنا معتمرين فوافقه الرسول عليه السلام على رأيه وهذا وعدل عما كان يراه .
    ----------------------------------------------------------------
    (*) جمع ذرية وهي النسل وأصلها ذريئة فخخفت الهمزة .
    2. السنــة القولية :
    روى عن الرسول الله عدة أحاديث يأمر بالشورى ويحث المسلمين على الأخذ بها ومن تلك الأحاديث ما يأتي :
    1. روى الترمذي عن أبي هريرة أن الرسول عليه السلام قال : (( إذا كان أمراؤكم
    شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأمركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها )).
    2. وقال عليه السلام : (( ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم )).
    3. وقال عليه الصلاة والسلام : (( ما ندم من استشار ولا خاب من استخار )).
    كذلك جاءت السنة الشريفة من حيث الحجية – مؤكدة ومقررة لما ورد عن الشورى في القرآن الكريم ، وينبغي أن ننبه هنا إلى أمر هام هو أن السنة الشريفة ليست في اصطلاح الفقهاء من الأدلة الشرعية ، بل هي حكم من الأحكام الشرعية تقابل الغرض والواجب فهي صفة شرعية للفعل كالفريضة والوجوب ، والنصوص التي وردت عن الشورى سواء في القرآن الكريم أو في السنة الشريفة هي نصوص قطعية الدلالة لا تحتمل تأويلاً لأنها نصوص دلت على معنى يتعين فهمه منها ولا مجال لفهم معنى أخر منها . وإذا انعقد الإجماع على أن القرآن الكريم حجة واجبة العمل بما ورد فيه من أحكام وأنه قانون واجب الأتباع فإن السنة هي أيضاً حجة على جميع المسلين وأصل من أصول تشريعهم وهي المصدر الثاني المتفق عليه بعد القرآن الكريم
    (*) .

    (*) د . يعقوب محمد المليجي ، مبدأ الشورى في الإسلام ، مؤسسة الثقافة الجامعية ، الإسكندرية ، ص 83-93 .















    نظام الحكم في مكة قبل الإسلام :
    في مكة قلب الجزيرة العربية ، وملتقى القوافل التجار ، إلى جانب كونها البلد الذي تحج إليه قبائل العرب .
    في هذا البلد ، مع أخذ بعين الاعتبار الواقع السياسي والاجتماعي ، كان يسود نوع من أنواع النظام السياسي القبلي أطلق عليه البعض صفة (( الحكم الجمهوري )) . كان ذلك بقيادة قريش، حيث
    برزت حكومتها من خلال بني سهم عشيرة عمرو بن العاص ، التي كانت تمارس مهمة القضاء ليس بين سكان مكة فحسب بل حتى بين المتخاصمين من القبائل الأخرى .
    وانسجاماً مع الواقع الحضاري يومها ، فإن الأعمال الاجتماعية المهمة كانت تقسم بين الأسرة الكبيرة ، حيث الصدارة لأصحاب الرأي والخبرة والحكمة ، فالحاجة آنية هي التي تفرض وجود هذا المركز أو ذاك مما تستلزمه ضروريات المجتمع يومها ، وتقسيم المراكز والمناصب كان يتزايد اضطراداً مع تطور الحياة الاجتماعية والسياسية .
    أما في يثرب ( المدينة ) فقد كانت (( السقيفة )) المكان المميز لباقي أنديتهم ، هي المقر العام حيث يجتمع كبار القبائل ويتشاورون فيما بينهم في الأمور الهامة أيضا ، وفي إحداها (( سقيفة بني ساعدة )) تم انتخاب أول خليفة بعد الرسول ، وفي هؤلاء أيضاً ، أي سكان المدينة ، نزلت الآية التي تمتدح وتبرز أسمى ممارسة سياسية كانوا يمارسونها وهي الشورى : ( .. والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون )
    الشورى في صدر الإسلام :
    قد لا يكون من العبث أن يترك القرآن هكذا ، أحكامه عامة وكلية ، لا تتدخل في الجزئيات والتفصيلات إلا فيما ندر من آيات الأحكام ، لعل في ذلك حكمة ليتعلم أولو الأمر من بعد كيف تستنبط الأحكام المعللة بالمصالح ، وانه حيثما تكون المصلحة فثم شرع الله ، وان الأحكام تركت عامة غير مقيدة لتتمكن في كل زمان ومكان من استيعاب المشاكل الطارئة والحلول المناسبة لها .فالمطلوب حسب رأي ابن القيم الجوزية أن تكون آية أحكام أو قرارات سياسية موافقة لأهداف ومبادئ الشرع لا مطابقة لما نص به الشرع فقط (( ... ونقل ابن القيم الجوزية عن ابن عقيل مخاطباً لمن قال : (( لا سياسة إلا ما وافق الشرع)) : إن أردت لا سياسة إلا ما نطق به الشرع فغلط وتغليط للصحابة رضي الله عنهم )) .
    نلخص من هذا إلى أن جل الأحكام القرآنية هي عامة ومنها (( الشورى )) التي هي موضوع ببحثنا ، فلم تحدد أشكالها ، ولم تصب في قالب ضيق ، إنما تركت للبيئة الملائمة لكل زمان ومكان ، لتحقق ذلك الطابع الشورى في حياة الأمة لا ليكون ذلك في قمة الدولة فحسب أنا هي ، أي الشورى ، صبغة شاملة لكل جوانب الحياة العامة والخاصة
    (*) .
    ---------------------------------------------------------------------
    (*)علي محمد لأغا ، الشورى والديمقراطية ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1403ه- 1983م ، ص16- 18 .

    من هم أهل الشورى ؟
    تكلم علماء السلف عن أهل الشورى في سياق حديثهم عن الخلافة الإمامة باعتبارهم الهيئة المنوط بها اختيار الخليفة أو الإمام بعد توافر الشروط المعتبرة فيه . أو عزله إذا دخل بإحداها ولم يتكلموا عنهم بصفتهم هيئة تشريعية وقد عبروا عن هذه الهيئة بهذه الصفة المحددة بتعبيرات مختلفة : أهل الحل والعقد كما سماهم الماوردى محدد إياهم بشروطهم لا بفئاتهم . أهل الاجتهاد ، أهل الإجماع أو علماء الأمة القادرين على الاجتهاد والاستنباط وبعض علماء السلف قد حاول تعيين الفئات التي تتكون منها هيئة الاختيار ( أهل الشورى ) ففقهاء الحنفية يعتبرونهم الأشراف والأعيان . والإمام القرطبي نقل عن ابن عطية أنهم أهل العلم والدين ونقل عن ابن خويز منداد أنهم العلماء ووجوه الناس ووجوه الكتاب والوزراء . والإمام النووي يعتبرهم العلماء والرؤساء ووجوه الناس .
    الشروط المتطلبة في أهل الشورى :
    مما لاشك فيه أن أي مؤسسة من مؤسسات الدولة تستلزم نظمها أن تتوافر في أعضائها شروطاً معينة سواء من ناحية الكيف بضرورة اكتسابهم لأوصاف معينة أو من ناحية الكم بتحديدهم بعدد معين أو نسب محددة .
    وفقهاء الشريعة الإسلامية لم يهملوا جانب الكيف بل لا نكون مبالغين إذا قلنا أنهم أول من طالب بوجوب توافر شروط معينة في الحاكم الأعلى للدولة أو الوزراء أهل الشورى وأصحاب القضاة والولاء إلى غير ذلك . وهم في ذلك قد أفاضوا القول أحاطوا بكل الصفات الموضوعية التي لا يتأتي معها قصور أو نقص ، ولكنهم في جانب الكم جاءت أقوالهم مبهمة في سياق الكلام عن انعقاد الإمامة والعدد الذي تنعقد به مما لا يمكن معه الاستنتاج السليم في التحديد المطلوب لأهل الشورى.

    شروط أهل الشورى من حيث الكيف :
    قد يكون الماوردى هو أول من أوجب توافر شروط معينة في أهل الشورى في سياق حديثه عن اختيار الخليفة أو الإمام ، وهذه الشروط التي استلزمها تعتبر إجمالا جامعاً لتفصيل أورده من جاء بعده وذلك حيث يقول : (( أما أهل الاختيار فالشروط المعتبرة فيهم ثلاثة ، العدالة الجامعة لشروطهم ، العم الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة على الشروط المعتبرة فيها ، الرأي والحكمة المؤديان إلى اختيار من هو للإمامة أصلح)) .
    ولكن الشروط التي قال بها علماء المسلمين من المرونة بحيث تسري في كل زمان ومكان إذ أنها تمثل أساسا في العدالة التي هي الأخلاق الدينية الفاضلة والعلم بمتطلبات المهمة المنوطة بالعضو والرأي المفضي إلى اتخاذ القرار السليم . وبذلك نستطيع القول بان التسامح الإسلامي وسوابقه العملية التي ساعدت على انتشار ومكنت لحكمه في فتوحاته الواسعة يجيز أن يكون من بين أهل الشورى من هم على غير ديننا من إخواننا من أهل الكتاب ماداموا مستوفين للشروط الأخرى وذلك لأسباب أهمها :
    1. أنهم يمثلون نسبة من المواطنين لهم مالنا وعليهم ما علينا .
    2. أنهم أهل خبرة وتخصص في كثير من نشاطات الحياة المختلفة كغيرهم من إخوانهم المسلمين .
    3. أن نسبتهم غالباً ما تكون ضئيلة فلا يخشى منها في اتخاذ قرار .

    شروط أهل الشورى من حيث الكم :
    تكلم علماء السلف عن أهل الشورى عند بحثهم للعدد المطلوب لصحة عقد الإمامة من أهل الحل والعقد ، أو أهل الاختيار ويبدوا أن الماوردى قد أجمل الأقوال السابقة عليه والمعاصرة له بقوله: (( اختلف العلماء في عدد من تنعقد به الإمامة منهم على مذاهب شتى فقالت طائفة لا تنعقد إلا بجمهور أهل الحل والعقد من كل بلد ليكون الرضا به عاما ً والتسليم لإمامته إجماعاً )) ثم يعقب على ذلك بقوله : وهذا رأى مدفوع ببيعة أبى بكر الصديق رضي الله عنه على الخلافة باختيار من حضرها ولم ينتظر قدوم غائب عنها . وقالت طائفة اقل تنعقد به الإمامة خمسة يجتمعون على عقدها أو يعقدها أحدهم برضا الأربعة استدلالا بأمرين ، أحدهما : أن بيعة أبى بكر رضي الله عنه انعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ثم تابعهم الناس فيها وهم عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح ، وأسيد بن حضير ، وبشير بن سعد ، وسالم مولى ابن حذيفة . والثاني : أن عمر رضي الله عنه جعل الشورى في ستة ليعقدها أحدهم برضا خمسة . وهذا قول أكثر الفقهاء والمتكلمين من أهل البصرة . ونستطيع أن نحصر آراء العلماء في الاتجاهات التالية :
    اتجاه يرى أن اختيار الإمام لابد أن يكون بإجماع الأمة عن بكرة أبيها وهو بهذا يشبه الديمقراطية المباشرة . واتجاه يرى أن الإمامة لا تنعقد إلا باتفاق أهل الحل والعقد من كل بلد وهذا يشبه
    الديمقراطية النيابية . والاتجاه الثالث هو الذي يحاول تحديد أهل الاختيار بعدد محدد قياساً
    على بعض العقود والأحكام . وقد انفرد الإمام مالك باعتبار أهل الحل والعقد هم أهل الحرمين
    مكة والمدينة . وحدهم القلانسي بعلماء الأمة الذين يحضرون موضع الإمام . وكل هذه الاتجاهات تنصب أساساً على أهل الحل والعقد باعتبارهم هيئة اختيار الإمام أو الخليفة.وتنوع هذه الاتجاهات
    إنما يدل دلالة قاطعة على ثراء الفقه الإسلامي وشموله واتساعه بحيث تستطيع كل بيئة ويستطيع كل عصر أن يأخذا منه ما يناسب كل منهما خاصة فيما يتعلق بتنصيب الحاكم الأعلى للدولة
    (*) .
    -------------------------------------------------
    (*)د. زكريا عبد المنعم إبراهيم الخطيب ، ص 53 – 66 .

    الخاتمة :
    تناولت في بحثي هذا عن الشورى وتوصلت إلى عدة نتائج من خلال اختياري لهذا الموضوع :

    1. في المشاورة فوائد عديدة منها : تأليف قلوبهم وإشاعة المودة بينهم نتيجة للمشاورة ، و تعويد المسلمين على هذا النهج في معالجة الأمور لآن الرسول عليه السلام الأسوة الحسنة لهم , فإذا كان يلجأ إلى المشاورة فهم أولى أن يأخذوا بها .
    2. ذكرت في القران سوره اسمها الشورى وفي هذه السورة يبين الله تعالى أن الشورى هي إحدى الدعائم الهامة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي وما حملت السورة هذا الاسم إلا لبيان العناية بالشورى والتنبيه إلى عظيم أهميتها .
    3. يرى فقهاء الإسلام المعاصرين أن أهل الشورى هم الهيئة التي تنوب عن الأمة في مباشرة سلطات السيادة من اختيار وتشريع ورقابة ويعرفونهم بتعريفات تتفق في المدلول وتختلف في التفصيل .
    4. يرى الشيخ محمود شلتوت أن من صفات أهل الشورى : (( أن يكونوا من أهل العلم والبصر بأمور الدين والدنيا ومن ذوي الرأي والخبرة في نواحي
    الحياة المختلفة )).

    المصادر والمراجع :
    1. د. زكريا عبد المنعم إبراهيم الخطيب , نظام الشورى في الإسلام ونظم الديمقراطية المعاصرة . مطبعة السعادة , 1405- 1985 م ,ص16-18 .

    2. د . يعقوب محمد المليجي ، مبدأ الشورى في الإسلام ، مؤسسة الثقافة الجامعية ، الإسكندرية ، ص 83-93 .

    3. علي محمد لأغا ، الشورى والديمقراطية ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1403ه- 1983م ، ص16- 18 .


    4.الموسوعة الحرة ويكيبيديا .

  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    2

    افتراضي

    ربي يعطيك الف عـأفييه أخؤؤي ..

    تسسلم و الله و ما تقصصر ..

  3. #3
    عضو جديد الصورة الرمزية بنت الصوري
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    الدولة
    الامارات العربية المتحدة دبي
    المشاركات
    7

    افتراضي

    شكراً على هذه البحوث الممتازة

  4. #4
    عضو نشيط الصورة الرمزية دكان سبجوه
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الدولة
    دكاني دكان سبجوه
    المشاركات
    234

    افتراضي

    تسلم اخوي

  5. #5
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    15

    افتراضي

    الله يعطيك العافية
    يسسسسلموووووو

  6. #6
    مشرف ملتقى الطلبة الصورة الرمزية المجتهد1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    » دآر زاْيــد ؛ دٱري ۉمربٱيَ ™ : ღ تــاأإيـهـ في بلآلآد الـ ع ــجاآآيب
    المشاركات
    791

    افتراضي

    ممشكور يا اختي

    جعله الله في ميزان حسناتك

    تسلم ايدك وايد استفدت

    مشرف ملتقى الطلبة

    اخوكم

    المجتهد1




    نصيحة:

    عش مع الناس كعابر سبيل ، يترك وراءه أثراً جميلاً .


    و عش مع الناس كمحتاج يتواضع لهم ..

    وكمستغنٍ يحسن إليهم ..

    و كمسؤول يدافع عنهم ..

    و كطبيب يشفق عليهم ..

    و لا تعش معهم كذئب يأكل من لحومهم ..

    و كثعلب يمكر بعقولهم ..

    و كلصٍّ ينتظر غفلتهم ..

    فإنَّ حياتك من حياتهم ..

    و بقاءك ببقائهم ..

    و دوام ذكرك بعد موتك من ثنائهم ..

    فلا تجمع عليك ميتتين ..

    و لاتؤلِّب عليك عالمين ..

    و لاتقدم نفسك لحكمتين ..

    و لا تعرِّض نفسك لحسابين ..

    و لحساب الآخرة أشد و أنكى..

    علمتني الحياة .. أن استمع لكل راي واحترمه وليس بالضروره ان اقتنع به

    * علمتني الحياة .. أن أبكي فالبكاء راحه للنفوس شرط أن امسح دمعتي قبل ان يراها الاخرون

    *علمتني الحياة .. أن لا اسرف بحزني وفرحي لان الحياة لا تتم على وتيره واحده

    * علمتني الحياة .. أن لا اتدخل فيما لا يعنيني حتى ولو بالاشارة

    * علمتني الحياة .. أن الصداقة عطاء ثم عطاء ثم عطاء ولكن من الطرفين

    * علمتني الحياة .. أنه عندما يغيب المنطق يرتفع الصراخ

    * علمتني الحياة .. أن اتحمل المسؤليه مهمه عظمة طالما تصديت لها بكل إرادتي الحرة
    أتحمل كافة نتائجها

    * علمتني الحياة .. أن أحزن كثيرا عندما أقول وداعا لأي صديق فقد يكون وداعا لا لقاء بعده

    * علمتني الحياة .. أن لا تكون نهاية علاقتي مع صديق او زميل هي بداية كرهي له فقد تنتهي المحبة ولكن يبقى التقدير والاحترام

    * علمتني الحياة .. أن أكون النجمة التي تقضي عمرها من أجل بث النور للجميع دون ان تنتظر من أحد رفع راسه ليقول شكرا
    ************************************************** ***
    * إذا لم تحاول أن تفعل شيئا أبعد مما أتقنته فأنك لن تتقدم أبدا

    * إذا قمت ببناء فريق فابحث دائما عن أناس يحبون الفوز

    * إذا لم تجد من يحب الفوز فابحث عن أناس يكرهون الهزيمة

    * إذا لم تثق بنفسك فاعلم أنه لن يثق بك أحد

    * إذا حصلت على شي بدون أي جهد فاعلم أن ليس له قيمه

    * إذا لم تفشل فلن تعمل بجد ولن تنال النجاح

    * إذا تعودت على الخوف فلن تكون حرا أبدا

    * إذا كانت حياتك بدون هدف فستكون كالسفينة بدون دفه كلاهما
    سينتهي به الأمر إلى الصخور

    * إذا كنت تجد المتعة في عملك فسيجد الآخرون المتعة في العمل تحت أمرتك

    * إذا عملت بجرأة فسيكون النجاح حليفك

    * إذا لم تمر بمحطات التعب والفشل واليأس فلن تصل إلى حديقة النجاح

    * إذا أردت النجاح فلا تلم الظروف وأبحث عن الظروف التي تريدها

    * إذا لم تجد هذه الظروف فابحث عنها


    تحياتي لكم

  7. #7
    عضو جديد الصورة الرمزية ليبي وافتخر
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    لــيــــبــــيــــــآ
    المشاركات
    10

    افتراضي

    منروه يا
    زايدة معاك
    لاعد مناك
    جزاك الله الف خير

  8. #8
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    سلطنة عمان
    المشاركات
    3

    افتراضي

    ثـــــــــــــــــــــا نكيــــــــــــو

  9. #9
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    3

    افتراضي

    شكرا لك اخي البحث جميل جدا ومفيد

  10. #10
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    4

    افتراضي

    يعطيك العافية إنشاء الله الله بخليك ما قصرت

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •