النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    uae
    المشاركات
    14

    Fasal1 ممكن تقرير عن ( مظاهر قدرة الله في الخلق و الابداع )

    ممكن تقرير عن ( مظاهر قدرة الله في الخلق و الابداع )

    و يكون مع مقدمة و خاتمة و اكثر من 3 صفحات ..
    و كامل ..
    و مشكورين
    التعديل الأخير تم بواسطة 5gagooh ; 09-10-2010 الساعة 08:06 PM

  2. #2
    عضو محظــور الصورة الرمزية طارق العفاسي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    789

    افتراضي

    مظاهر قدرة الله
    1 - أدلة قدرة الله :

    ( أ ) خلق السموات والأض وما فيهما من عجائب.
    ( ب ) تعاقب الليل والنهار بنظام دقيق لا يختل .
    ( ج ) اختلافهما طولاً وقصرًا بحساب يعجز عنه البشر.
    ( د ) اختلافهما فى الظلمة والنور لحكمة بالغة.
    ( هـ) السفن التى تجرى فى البحر تنقل الناس والبضائع وتقرب المسافات.
    ( و ) الأمطار التى تحيى الأرض وتنبت الزرع.
    ( ز ) الكائنات الحية التى تمشى على الأرض.
    ( ح ) الرياح بأحوالها المختلفة والتى تسوق السحب وتنزل المطر.

    2 - شكر الله على هذه النعم لأنه وحده المستحق للعبادة.

    إن إبداع هذا الكون وتناسقه قد أوجدته يدٌ حكيمة، أحكمت صُنعه بحيث يجري وفق نظام مبرمج ودقيق للغاية، فشكَّلت من ذلك الإحكام لوحات رائعة تحمل في طياتها أجمل صور الإبداع وألوانه، ممَّا يهدي المتأمِّل فيها إلى قدرة الله، فتتفجَّر ينابيع التسبيح والإقرار بتلك العظمة والقدرة من قلبه على لسانه.

    كلُّ ما في هذا الكون يجذب النفوس للإيمان، حتَّى إذا جاءها نداء الأنبياء، محرِّكـاً كوامن عقولها وقلوبها، استجابت لما يُحييها ويُسعِدها، قال تعالى: {ياأيُّها الَّذين آمنوا استَجيبُوا لله وللرَّسول إذا دعاكم لما يُحْيِيكُمْ..} (8 الأنفال آية 24).
    لا يمكن لمن يسعى إلى معرفة الله عزَّ وجل وتَبَيُّنِ صفاته العليَّة أن يبلغ غايته؛ ما لم يتفكَّر في مخلوقات الله ابتداءً بأقربها وانتهاءً بأبعدها، لينتقل من دائرة التفكير بها إلى كمال اليقين بأنها أدلَّة ناطقة بعظمة الخـالق، وروعـة صنعته، وبديع إتقانه.
    وفي القرآن الكريم إشارات جمَّة إلى تلك الدلالات، وحضٌّ على التفكُّر والتأمُّل فيما أبدع الخالق، من سماء وأرض وجبال وبحر.. وملائكة وجنٍّ وإنس.. وغيرهم من العوالم والمخلوقات.
    ويهدف القرآن الكريم في كثيرٍ من آياته إلى لفت أنظار الناس لمعرفة الإله الحق، وإنارة قلوبهم بأدلَّة التوحيد، وذلك بدعوتهم وحثِّهم على التفكير في ملكوت السموات والأرض ليخلُصَ الإنسان إلى الاعتراف بوحدانية الله وقدرته الباهرة، بعد أن تأمَّل في خلقه المنظور، وتدبَّر معاني كتابه المسطور؛ فعرف خالقه وأحبَّه، وحاذر أن يعصيه. وفي ذلك قال أحد الحكماء: [لو تفكَّر الناس في عظمة الله تعالى لما عَصَوْه]، وقال آخر: [من نظر إلى الدُّنيا بغير عين العبرة والموعظة انطمس من بصر قلبه بقدر تلك الغفلة].
    وللنظر في هذا الكون وظيفة أخرى هي تتبُّع الإبداع الإلهي ودقَّته، وتصوُّر قدرة الله الَّتي تحرِّك نواميسه وتحكم موازينه، لنلمس بذلك جمال الطبيعة، وسحرها وغموضها، إلى جانب عظمتها الَّتي تنبئ عن عظمة مُبدِعها، فيكون لنا فيها الراحة والسرور من جهة، واليقين والإيمان من جهة أخرى.
    فالدعوة إلى النظر في الكون دعوة للإنسان ليهتدي إلى مبدعه وخالقه، وليعرف حقائق الأشياء وخصائصها؛ كي يتسنَّى له الانتفاع بما أودع الله فيها من قُوى.
    وكان من نتاج الاستجابة لهذه الدعوة الَّتي دعا إليها القرآن، أن أخذت العقول حريَّتها في النظر والتأمُّل، ونهض كلُّ إمام من أئمَّة العلم يبحث ويدرس ويجتهد في سائر العلوم والفنون، دون أن يجد في ظل الإسلام ما يعوِّق نشاطه الفكري واستقلاله العقلي، وكانت حصيلة ذلك كلِّه، ظهور الحضارة العربية الإسلامية الرائعة، الَّتي كانت أساساً للنهضة الأوربية، وذلك بشهادة أحد المنصفين منهم عندما قال: [لو لم يظهر العرب على مسرح التاريخ لتأخَّرت نهضة أوربا الحديثة عدَّة قرون].
    فمن أوائل الدلائل على عظمة الله عملية الخَلْق، وقد تحدَّى الله من يدَّعون الألوهية وينسبونها لغيره؛ عن طريق مَثَلٍ ضربهُ لهم بواحدة من أحقر مخلوقاته شأناً، ألا وهي الذبابة، ليقيم عليهم الحُجَّة والبرهان؛ فيتوصلوا إلى الإقرار بعظمته والاعتراف بالعجز عن تقديره حقَّ قدره.
    يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الزمر: “خَلَقَ السمَاوَاتِ وَالأرضَ بِالْحَق يُكَورُ الليْلَ عَلَى النهَارِ وَيُكَورُ النهَارَ عَلَى الليْلِ وَسَخرَ الشمْسَ وَالْقَمَرَ كُل يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفارُ. خَلَقَكُم من نفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُم جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم منْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللهُ رَبكُمْ لَهُ الُملْكُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنى تُصرفُونَ”.

    في هذه الآيات الكريمة يقيم الحق سبحانه المزيد من الأدلة على وحدانيته وقدرته عن طريق التأمل في ملكوت السماوات والأرض وفي ظاهر الليل والنهار وفي تسخير الشمس والقمر، وفي خلق بني آدم من نفس واحدة.

    فقوله تعالى “خلق السماوات والأرض بالحق” تفصيل لبعض أفعاله الدالة على وحدانيته سبحانه وقدرته. أي: الله وحده هو الذي أوجد هذه السماوات وتلك الأرض، إيجادا ملتبسا بالحق والحكمة والمصلحة التي تعود عليكم أيها الناس بالخير والمنفعة ومن كان شأنه كذلك، استحال أن يكون له شريك أو ولد.

    نظام محكم

    ثم ساق سبحانه دليلا ثانيا على وحدانيته فقال: “يكور الليل على النهار، ويكور النهار على الليل”، والمقصود أن الليل والنهار كليهما يكر على الآخر فيذهبه ويحل محله، بطريقة متناسقة محكمة لا اختلال معها ولا اضطراب.
    ثم ذكر سبحانه دليلا ثالثا على وحدانيته وقدرته فقال: “وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى”.

    والتسخير: التذليل والانقياد والطاعة التامة، أي: وجعل سبحانه الشمس والقمر منقادين لأمره انقيادا تاما، وكلاهما يجري في مداره إلى الوقت المحدد في علم الله تعالى لنهاية دورانه، وانقطاع حركته.

    وهما في جريانهما يسيران بنظام محكم دقيق غاية الدقة، كما قال تعالى: “لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر. ولا الليل سابق النهار. وكل في فلك يسبحون” ثم ختم سبحانه الآية الكريمة بقوله: “ألا هو العزيز الغفار” أي: ألا إن الله تعالى وحده الخالق لكل تلك المخلوقات، وهو وحده المتصرف فيها، والمهيمن عليها وهو وحده “العزيز” الغالب على كل ما سواه، الكثير المغفرة لذنوب عباده التائبين إليه توبة نصوحا.

    نفس واحدة

    ثم ساق سبحانه أدلة أخرى على وحدانيته فقال “خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها”. أي خلقكم سبحانه من نفس واحدة هي نفس أبيكم آدم ثم خلق من هذه النفس الواحدة، زوجها وهى أمكم حواء.

    وقوله تعالى: “وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج” بيان لبعض آخر من أفعاله تعالى الدالة على وحدانيته وقدرته.

    أي: وأنزل من كل من الإبل والبقر والغنم والماعز زوجين: ذكرا وأنثى يتم بهما التناسل وبقاء النوع.

    وقوله تعالى: “يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث” بيان لكيفية خلق ما خلقه الله من الأناس والأنعام بتلك الطريقة العجيبة.
    أي انه تعالى يخلقكم أيها الناس بقدرته في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق، بأن يحولكم من نطفة إلى علقة إلى مضغة، إلى عظام مكسوة باللحم، ثم يحولكم بعد ذلك إلى خلق آخر، وهذه المراحل كلها تتم وأنتم في ظلمات بطون أمهاتكم وظلمات الأرحام التي بداخل البطون، وذلك كله من أقوى الأدلة على قدرة الله تعالى ورعايته لخلقه.

    وصدق الله إذ يقول: “ألم نخلقكم من ماء مهين. فجعلناه في قرار مكين. إلى قدر معلوم. فقدرنا فنعم القادرون”.

    وقوله تعالى: “ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنّى تصرفون”. معناه ذلكم العظيم الشأن الذي ذكرنا لكم بعض مظاهر قدرته، هو الله ربكم الذي له ملك كل شيء، والذي لا معبود بحق سواه، فكيف تُصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره، وكيف تزعمون أن له شريكا أو ولدا. مع توفر الأدلة على بطلان ذلك؟
    يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة النور: “أَلَمْ تَرَ أَن اللهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُم يُؤَلفُ بَيْنَهُ ثُم يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزلُ مِنَ السمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن من يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ. يُقَلبُ اللهُ الليْلَ وَالنهَارَ إِن فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الْأَبْصَارِ. وَاللهُ خَلَقَ كُل دَابةٍ مِن ماء فَمِنْهُم من يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم من يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم من يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللهُ مَا يَشَاءُ إِن اللهَ عَلَى كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ”.

    في هذه الآيات الكريمة يلفت الحق سبحانه أنظار عباده إلى مظاهر قدرته في هذا الكون.. قوله “يزجي” يدفع بأناة ورفق والمعنى: لقد علمت أيها العاقل ورأيت بعينيك، أن الله تعالى يسوق بقدرته السحاب، سوقا رفيقا إلى حيث يريد.

    “ثم يؤلف بينه” أي: يصل بعضه ببعض، ويجمع بعضه مع بعض، ثم بعد ذلك يجعله “ركاما” أي: متراكما بعضه فوق بعض.

    البرق والبرد

    وهذا الذي حكاه القرآن من سوق الله تعالى للسحب ثم تجميعها، ثم تحويلها إلى قطع ضخمة متراكمة متكاثفة كقطع الجبال، يراه الراكب للطائرات بوضوح.
    وقوله سبحانه: “فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ” بيان لما يترتب على هذا السوق الرفيق، من آثار. والودق: المطر.

    قال القرطبي: في “الودق” قولان: أحدهما: أنه البرق.. والثاني أنه المطر. أي أن الله تعالى يخرج من فتوق هذا السحاب المتراكم ومن فروجه، المطر تارة بشدة وعنف، وتارة بهدوء ورفق.

    وقوله تعالى: “وَيُنَزلُ مِنَ السمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن من يَشَاءُ” يعني انه سبحانه ينزل من جهة السماء قطعا من السحاب كأنها القطع من الجبال في عظمها وضخمتها، “فيها من برد” أي: تلك القطع من السحاب فيها الكثير من البرد، وهو شيء ينزل من السحاب ويسمى حب الغمام.
    وقوله تعالى: “فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن من يَشَاءُ” أي: فيصيب بالذي ينزله من هذا البرد من يشاء إصابته من عباده، ويصرفه عمن يشاء صرفه عنهم. ثم ختم سبحانه الآية الكريمة بقوله: “يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ” والسنا: شدة الضوء، أي: يكاد ضوء برق السحاب يخطف الأبصار من شدة إضاءته.
    تقليب الليل والنهار

    وبعد أن ساق سبحانه هذا الدليل العلوي على وحدانيته وقدرته. أتبعه بدليل زمني يحسه الناس ويشاهدونه في حياتهم فقال: “يُقَلبُ اللهُ الليْلَ وَالنهَارَ” أي: يعاقب بينهما فيأتي بهذا ويذهب بذاك، وينقص أحدهما ويزيد في الآخر فهو سبحانه صاحبهما والمتصرف فيهما “إن في ذلك” التقليب والإزجاء والتأليف وغير ذلك من مظاهر قدرته المبثوثة في الآفاق “لآيات” عظيمة “لأولي الأبصار”.

    ثم ساق سبحانه دليلا ثالثا من واقع خلق كل دابة وبديع صنعه فيما خلقه فقال: “وَاللهُ خَلَقَ كُل دَابةٍ مِن ماء”.

    والدابة: اسم لكل حيوان ذي روح، سواء أكان من العقلاء أم من غيرهم. وهذا اللفظ مأخوذ من الدبيب، بمعنى المشي الخفيف.

    وتطلق الدابة في العرف على ذوات الأربع، والمراد بها هنا ما هو أعم من ذلك. فقال بعض العلماء: “وهذه الحقيقة الضخمة التي يعرفها القرآن بهذه البساطة حقيقة أن كل دابة خلقت من ماء، قد تعني وحدة العنصر الأساسي في تركيب الأحياء جميعا وهو الماء، وقد تعني ما يحاول العلم الحديث أن يتبعه من أن الحياة خرجت من البحر ونشأت أصلا في الماء.

    وقوله تعالى: “فَمِنْهُم من يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ” تفصيل لهذه المخلوقات التي خلقت من الماء.

    والضمير في “منهم” يعود إلى “كل” باعتبار معناه، وفيه تغليب العاقل على غيره، أي: فمن هذه الدواب من يمشي على بطنه كالزواحف وما يشبهها، “وَمِنْهُم من يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ” كالإنس والطير، “وَمِنْهُم من يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ” كالأنعام والوحوش “إِن اللهَ عَلَى كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ” فلا يعجزه سبحانه خلق ما يريد خلقه.مْشِي عَلَى أَرْبَعٍ” كالأنعام والوحوش “إِن الله على كل شئ قدير ، فلا يعجزه سبحانه خلق ما يرد خلقه .

  3. #3
    عضو محظــور الصورة الرمزية طارق العفاسي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    789

    افتراضي

    فــــالك طيـــــب

    وان شـاء اللــــهـ اروم اساعدك ..

    بس انا بنزل لكـ المعلومات وانت رتبها وخذ الفقرات للي تعجبكـ ورتب التقرير ^_*


    اولا :: ها رابط اتروم تستفيد منهـ...

    القادر


    ابْتَدَعَ بقُدْرَتِهِ الخَلْقَ ابْتِداعاً، واخْتَرَعَهُمْ على مَشِيّتِهِ اخْتِراعاً، ثُمّ سَلَكَ بِهِمْ طَريقَ إرادَتِهِ، وبَعَثَهُم فِي سَبِيلِ مَحَبَّتِهِ، لا يَمْلِكونَ تَأخيراً عَمّا قَدّمَهُم إلَيْهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعونَ تَقدّماً إلى ما أخّرَهُم عَنْهُ، وجَعَلَ لِكُلِّ رُوحٍ مِنْهُم قُوتاً مَعْلُوماً(1) مَقْسوماً(2) مِنْ رِزْقِهِ، لا يَنْقُصُ مَنْ زَادَهُ ناقِصٌ، ولا يَزيدُ مَنْ نَقَصَ مِنْهُم زَائِدٌ.

    * * * *

    قدرة الله في الخلق والرزق

    لم يكن هناك أحدٌ غيره، وكان العدم ينفتح على قدرته ليكون الوجود، ولم يكن هناك نموذج للصورة أو مثال للخلق، لذلك كان الوجود في تفاصيله ابتداعاً في الخلق من موقع القدرة في ذاته، واختراعاً للصورة في ملامحها التفصيلية الرائعة من خلال مشيئته، فالخلق كله منه، المادة والصورة، فهو الذي أبدع الفكرة، واخترع الوجود، فكان الإنسان، هذا الخلق الذي أراده الله ليكون الموجود الحيّ العاقل الذي يحوّل العقل إلى علم، ويحرّك العلم في اتجاه الاكتشاف لأسرار الكون وقوانينه وحركيته، والإبداع في طريقة استلهامه في حركة الحياة التي تصنع منه شيئاً جديداً لا يبتعد عن سنن الله في الوجود.

    وقال للإنسان بعد ذلك، إنه خليفته في الأرض، وعرّف الملائكة سرّ هذا الاختيار وسرّ المعرفة الواسعة المتحرّكة في هذا المخلوق الجديد المتحرّك بإرادته، الذي قد يتحوَّل إلى موجود مشاغب، ولكن شغبه لا يُسقط التجربة كلها، بل يُغنيها من جانب معيّن.

    وحدّد له خط السير في الطريق الذي يؤدّي إلى تجسيد إرادة الله في الحياة، من خلال ما يريده للحياة من شرائع ونظم، في الجانب الذي يُصلح كل أوضاعها، ويفجّر كل طاقاتها، ويحرّك كل موجوداتها، وفي ما يريده للإنسان من الأهداف التي تطل بها الدنيا على الآخرة، منطلقاً في مسيرة التكامل التي تأخذ من الدنيا ماديّتها، ومن الآخرة روحيتها، فهي ـ من جهةٍ ـ تبني للإنسان حياته من خلال حاجاتها وتطلّعاتها، ومن جهةٍ أخرى تفتح له أبواب الخلود في النتائج الكبرى التي ترتبط بالطاعة لله في أوامره ونواهيه، فلا ينفصل الإنسان في تطلّعاته الأخروية عن دنياه، ولا يبتعد في حاجاته الطبيعية في دنياه عن آخرته.

    وهكذا حرّك كلَّ خطواته إلى الانطلاق في سبيل الحصول على محبته، لأنه يريد للإنسان أن يعيش الحب لربه، لا لحاجةٍ منه إلى ذلك، ولكن لحكمةٍ في وجوده، لينمو ويتوازن ويسمو إلى الدرجات العليا، عندما يعيش في العمق الأعمق من شخصيته هذا الإحساس الحميم بالله، وهذا التطلّع الواله نحوه، وهذا الشوق المحرق إليه، فيجعل كل حركةٍ من حركاته انفتاحاً على مواقع رضاه، وطريقاً للوصول إلى سرّ الحب في سرّ إنسانيته الباحثة أبداً عن الحب الطاهر النقي الصافي، في حبّه لله، وفي سرّ الألوهية تجاه الخلق، في حب الله له، وتلك هي سعادته في ينابيع الصفاء، وأنهار الطهر، وأجواء النقاء.

    وإذا كان للإنسان أن يحيا في حركية إرادته حراً مختاراً، فليس معنى ذلك أنه يملك الحرية المطلقة في تأخير ما يريد تقديمه، أو تقديم ما يريد تأخيره، لأنه مرتبط ـ في وجوده ـ بالنظام الكوني الذي يدري الله حركته، ويحرّك ظواهره، ويخطّط لسننه وقوانينه، فلا يملك أحد أن يغيّر في معنى التكوين شيئاً، ولكنه يملك حرية الحركية، وتنوّع الإرادة في داخل الكون، فوجوده مرتبط بالكون من حوله، فلا يملك تقديم شيءٍ أراد الله تأخيره، أو تأخير شيء أراد الله تقديمه، ولكنه بإنسانيته حر في تحريك طاقاته في المساحة الواسعة التي أراد الله أن يمارس فيها دوره، ويقوم فيها بمسؤوليته، وبذلك التقت حركة المسؤولية في حياته بحركة الحرية في ذاته، وهكذا اجتمعت له الجبرية في نظام وجوده، والحرية في خصوصية إنسانيته، وهو ـ في الحالتين ـ يعيش عبوديته لله، وخضوعه له، في انفعال وجوده بإرادة الله القاهرة وحركة اختياره في مواقع رضى الله، وبهذا كان الأفضل في الوجود، لأنه يمارس فيه دور المنفعل في ذاته والفاعل في حركته.

    * * * *


    والإنسان ـ بعد ذلك ـ جسدٌ حيّ، يختزن الروح في داخله، هذا الشيء الخفي في سرّه(3)، البارز في أثره، وللروح المتجسّدة حاجاتها في فاعلية الوجود واستمرارية البقاء، ولا يملك الإنسان في قدرته الخاصة أن يوفّر لنفسه تلك الحاجات، لأنها ليست من ذاتيات وجوده، بل هي حركة وجود آخر في النبات والحيوان والهواء والماء والأرض، وما يتحرّك فيها من تفاصيل الحاجات للمخلوقات كلها.

    وقد جعل الله لكل روحٍ من هذه الأرواح المتجسّدة في المادة نصيباً معيّناً من رزقه، في نظامٍ متوازن شامل، يضع لكل منها حاجاتها، ويقسم لكل واحدة منها رزقها، من خلال الأسباب التي أودعها في الكون مما يتّصل بإرادة الإنسان أو وجوده، فلا يملك ـ هو ولا غيره ـ أن يزيد شيئاً على قسمة الله، أو ينقص شيئاً من ذلك، لأن هذه القضية ـ في نطاقها الوجودي العام ـ من شؤون التكوين، لا من شؤون الإرادة الإنسانية، فليس للإرادة أن تتحرّك إلا في دائرتها، فلا مجال لها في الخروج منها بأية وسيلةٍ كانت.

    الهـوامـش:
    (1) قال تعالى: {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم} [الحجر:21].
    (2) قال تعالى: {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا} [الزخرف:32].
    (3) قال تعالى: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً} [الإسراء:85].


    .................................................. .........................


    ثُمَّ ضَرَب لهُ في الحَيَاةِ أجَلاً موْقُوتاً(4)، ونَصَبَ لهُ أمَداً محْدوداً، يتَخطّى(5) إليهِ بأيَّامِ عُمُرِهِ، ويَزْهَقُهُ بِأعْوامِ دَهْرِه، حتّى إذا بلَغَ أقْصى أثَرِه(6)ِ، واسْتَوْعَبَ حِسابَ عُمُرِه، قَبَضَهُ إلى ما نَدَبَهُ إلَيْهِ مِنْ مَوْفُورِ ثَوابِهِ، أو مَحْذُورِ عِقَابِه، لِيَجْزِيَ الّذينَ أسَاؤوا بِما عَمِلُوا، ويَجْزيَ الَّذِينَ أحْسَنُوا بِالحُسْنَى، عَدْلاً مِنْهُ تَقَدَّسَتْ أسْمَاؤهُ، وتَظَاهَرتْ آلاؤهُ {لا يُسألُ عمّا يفْعَل وهُمْ يُسْألُون}(7).

    * * * *

    عدل الله تعالى في ثوابه وعقابه

    لقد خلق الله الإنسان ـ في هذه الحياة ـ في أجلٍ موقوت، وعمر محدود: {كل نفسٍ ذائقةُ الموت} [آل عمران:185].

    {إنّك ميّت وإنّهم ميّتون} [الزّمر:30].

    {ولن يؤخّر الله نفساً إذا جاء أجلها} [المنافقون:11].

    فالحياة رحلة تبدأ من الولادة لتتحرّك في خطوات العمر في حركةٍ مفتوحةٍ على كل الأيام، ولتثقلها الأعوام التي تتراكم عليها في امتداد الدهر، وتمضي بالإنسان خطواته التي يأكل فيها في كل يوم قطعةً من عمره، حتى يستنفد المائدة التي وضعها الله بين يديه كلها في تعب مجهدٍ، وإرهاقٍ موجعٍ، لتنتهي بالموت الذي تنتهي به مدة العمل، الذي كان يمثل حركة المسؤولية في وجوده ودوره الذي أعدّه الله له، ليواجه ـ بعد الموت ـ نتائج المسؤولية في الثواب الذي جعله الله للمحسنين من عباده لما عملوه من خير، وفي العقاب الذي توعّد به المسيئين منهم لما عملوه من شر، وذلك في الموقف الحق، يوم يقوم الناس لربّ العالمين، ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، وذلك هو الذي يجعل للحياة هدفاً، ويخرج خلق الإنسان من العبثية، فهناك ساحة للعمل في الدنيا، وهناك ساحة للنتائج الحسنة أو السيئة في الآخرة، وذلك هو خط العدل الإلهي الذي يعطي كل إنسان من عباده حقه، بما جعله له من الحق في الطاعة، ويحمّل كل واحد منهم مسؤوليته بما له عليه من الحق، من خلال طبيعة معنى العبودية، ومما أراده الله منه من البُعد عن المعصية.

    إنّه الربُّ الذي ارتفعت أسماؤه إلى أعلى الدرجات من العظمة، فلا ينالها سوء، ولا يقترب منها نقص، فهي الطاهرة المنـزَّهة عن كل دنس...

    وهو الذي تتابعت نعمه وتكاثرت وظهرت في معناها المنفتح بالخير على كل الموجودات، وهو الرب الذي لا يبلغ العباد ـ مهما فكّروا وبحثوا ـ سرّ أفعاله، وحكمة قضائه وقدره، لأنهم لا يملكون وسيلة المعرفة في شؤون ذاته في أسرارها الخفية، وآفاقها المطلقة غير المحدودة، ولا يحق لهم أن يسألوه عن فعله لِمَ فعلَه، لأن السؤال يختزن في داخله حق السائل في معرفة خلفيات عمل المسؤول، أو في محاولة الوصول إلى سرّه، أو في قابلية الفعل للحكم عليه بالخطأ أو الصواب تبعاً لما ينكشف من طبيعته، مما قد يستتبع المدح أو الذم، وهو أمر لا مجال له في موقع الخالق ومقامه لدى المخلوق.

    فهو الله الذي يملك المخلوق كله، فلا حقّ له في معرفة تفاصيل ما يفعله به أو ببقية مخلوقاته، بحيث يُعدُّ الامتناع عن الإجابة قبيحاً، لأنه لا يملك حق الاعتراض على أي شيء من ذلك، بعد أن كان الإيمان بالله الواحد الحكيم القدير القاهر فوق عباده العادل، يوحي بالحكمة في كل أفعاله، وبالعدل في كل قضائه وقدره، لأن العبث مستحيل عليه بفعل كمال ذاته، ولأنّ الظلم مستحيل عليه بفعل الغنى عنه والقوة في ذاته، فما معنى السؤال، إلا إذا كان اعتراضاً وتمرّداً، وهذا ما لا يتفق مع الإيمان الثابت في الوجدان، ولا ينسجم مع المعرفة الواعية لله في عظمة مقامه في جلاله وكماله... وهو الرب الذي خلق عباده وحمّلهم مسؤولية أقوالهم وأفعالهم في خط حركة العبودية في وجودهم الخاضع بطبيعته لله، المنفتح في حركته في داخلهم على خضوعهم الاختياري له في طاعتهم له، وبُعدهم عن معصيته. ولذلك فإن من حقه عليهم أن يسألهم، كما قال سبحانه في كتابه العزيز: {وقفوهم إنهم مسؤولون} [الصافات:24].

    وقد جاء في الحديث عن الإمام جعفر الصادق(ع) في تفسير قوله تعالى: {لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون} [الأنبياء:23]، قال(ع): "لا يُسأل عما يفعل لأنه لا يفعل إلا ما كان حكمةً وصواباً، وهو المتكبّر الجبّار والواحد القهّار، فمن وجد نفسه حرجاً في شيء مما قضى كفر، ومَن أنكرَ شيئاً من أفعاله جحد، وهم يُسألون، قال: يعني بذلك خلقه إنه يسألهم"(8).

    الهـوامـش:
    (4) قال تعالى: {ولكلّ أمةٍ أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون} [الأعراف:34].
    (5) يتخطّى: من الخطوة وهي المشي.
    (6) الأثر: الأجل، ومنه الحديث: "من سرّه أن يبسط الله رزقه وينسأ في أثره فليصل رحمه". في شرح صحيفة سيّد الساجدين (عليه السلام)، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1411 هـ.ق، خان، علي (المدني)، رياض السالكين، ج:1، ص291.
    (7) [الأنبياء:23].
    (8) تفسير نور الثقلين، ج:3، ص:419، [وفيه عن أبي جعفر (عليه السلام)]، نقلاً عن رياض السالكين، ج:1، ص:302.

  4. #4
    عضو محظــور الصورة الرمزية طارق العفاسي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    789

    افتراضي

    كتاب الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله تعالى

    للداعية الشيخ محمد متولي الشعراوي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    المقدمة


    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

    الله سبحانه وتعالى وضع في كونه آيات تنطق بوجوده، وتشهد بعظمته، وتدل بأنه الاله الخالق، ولقد خاطب الله تعالى كل العقول في كل الأزمان وحثها على التفكير والتعمّق والتأمل في ملكوته سبحانه، فكل أيات الكون ناطقة بوحدانيته تعالى، وما العلم الا كاشف لقدرة الله في الكون.

    قال تعالى:{ ذلكم الله ربكم، لا اله الا هو، خالق كل شيء فاعبدوه، وهو على كل شيء وكيل} الأنعام 102.

    في جولة تشمل مظاهر الحياة والكون، في الأنفس والآفاق يستعرض الامام الداعية محمد متولي الشعراوي أدلة وجود الله تعالى المادية عن طريق العقل فقط في قراءة هادئة هادفة، تخاطب العقول والقلوب وتدعوها للتفكر ثم الايمان.

    والله نسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن يجزي مؤلفه خير الجزاء انه سميع مجيب.


    الفصل الأول

    لماذا الأدلة المادية والكونية



    الأدلة نوعان
    الله سبحانه وتعالى وضع في كونه آيات تنطق بوجوده، وتنطق بعظمته، وتنطق بأنه هو الخالق، الجماد يشهد أن لا اله الا الله، والنبات يشهد أن لا اله الا الله، والحيوان يشهد أن لا اله الا الله، والانسان يشهد أن ال اله الا الله، وكل هذا يشهد بأدلة ناطقة لا تحتاج حتى الى مجرد البحث والتفكير والتعمّق.



    ولقد خاطب الله سبحانه وتعالى كل العقول في كل الأزمان، فجعل هذه الأدلة التي تنطق بوجوده من أول الخلق، ثم كلما تقدم الانسان، وارتقت الحضارة، وكشف الله من علمه ما يشاء لمن يشاء، ازدادت القضية رسوخا وازدادت الآيات وضوحا، ذلك أن الله تعالى شاء عدله أن يخاطب كل العقول، فجاءت آيات الله في الكون الناطقة بألوهيته وحده ليفهمها العقل البسيط، والعقل المرتقي في الكون، ولا اعتقد أن أحدا يستطيع أن يجادل في هذه الأدلة ولا أن ينكر وجودها.



    ولقد أوجد الله سبحانه وتعالى في هذا الكون أدلة مادية، وأدلة عقلية، وأدلة نصل اليها بالحواس، كلها تنطق بوحدانية الله ووجوده.



    ولقد جعل الله الأداة الآولى للادراك وجوده هي العقل، تاعقل هو الذي يدرك وجود الله تعالى بالدليل العقلي الذي وضعه الخالق في الكون، ولكن مهمة العقل بالنسبة لهذا الوجود محدودة، ذلك أننا بالعقل ندرك أن هناك خالقا مبدعا قادرا، ولكننا بالعقل لا نستطيع أن ندرك ماذا يريد الخالق منا، وكيف نعبده، وكيف نشكره، وماذا أعد لنا من جزتء، يثيب به من أطاعه، ويعاقب به من عصاه؟؟ فهذا كله فوق قدرة العقل.



    ولذلك كان لا بد أن يرسل الله الرسل ليبلغونا عن الله، لماذا خلق الله هذا الكون؟ ولماذا خلقنا؟ وما هو منهج الحياة الذي رسمه لنا لتتبعه؟ وماذا أعد لنا من ثواب وعقاب؟ فتلك مهمة فوق قدرات عقولنا، وتلك مهمة لو استخدمنا فيها العقل لما وصلنا الى شيء.



    وجاء الرسل ومعهم المعجزات من الله بصدق رسالاتهم ومعهم المنهج، وقاموا بابلاغ الناس، ولكننا لن نتحدث هنا عن معجزات تالاسل، وعما جاؤوا به، ولن نتكلم عن أي شيء غيبي.



    سنتحدث عن الماديات وحدها، ونتكلم عن الأدلة المادي، بما فيها تلك الأدلة التي ترينا فتجعلنا نوقن أن الغيب موجود، وأن ما لا نراه يعيش حولنا، كل هذا بالعقل وليس بالايمان.



    فالله سبحانه وتعالى وضع الدليل الايماني في الكون كما وضع الدليل العقلي، ولكننا سنحتكم للعقل وحده، ليرى الناس جميعا أن الاحتكام للعقل يعطينا آلاف الأدلة.



    هذه الأدلة هي من آيات الله، وكلها تشهد أن لا اله الا الله.



    واذا أردنا أن نبدأ بالأدلة المادية فلا بدّ أن نبدأ بالخلق ، ذلك الدليل الذي نراه جميعا أمام أعيننا ليلا ونهارا، ونلمسه لأننا نعيشه، فالبداية هي أن هذا الكون بكل ما فيه قد وجد أولا قبل أن يخلق الانسان، وتلك قضية لا يستطيع أحد أن يجادل فيها، فلا أحد يستطيع أن يقول ان خلق السموات والأرضتم بعد خلق الانسان، بمعنى أن الانسان جاء ولم تكن هناك أرض يعيش عليها، ولا شمس تشرق، ولا ليل ولا نهار، ولا هواء يتنفسه، بل ان الانسان جاء وكل شيء قد أعد له، بل ان هناك أشياء أكبر من قدرة الانسان خلقت وسخرت للانسان تعطيه كل متطلبات الحياة دون مقابل، وأشياء أخرى خلقت وسخرت للانسان تعطيه ما يشاء ولكنها محتاجة الى جهد الانسان وعمله، وذلك حتى تتم عمارة الأرض.



    اذن فباستخدام العقل وحده لا أحد يستطيع أن يجادل في أن هذا الكون قد حلق وأعد للانسان قبل أن يخلق الانسان نفسه، فاذا جاء الحق سبحانه وتعالى وقال لنا: { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى الى السماء فسوّاهنّ سبع سموات، وهو بكل شيء عليم} البقرة 29.

    لا يستطيع أحد أن يجادل عقليا في هذه القضية، لأن الكون تم خلقه قبل خلق الانسان، فكيف يكون للانسان عمل قبل أن يوجد ويخلق؟ وتأتي الآية:{ واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة} البقرة 30.

    نقول: ان هذا يؤكد الحقيقة بأن الكون أعد للانسان قبل أن يخلق، وهذه قضية يؤكدها العقل، ولا يستطيع أن يجادل فيها.

    وبذلك نكون قد وصلنا الى النقطة الأولى، وهي ان الله سبحانه وتعالى بكمال صفاته وقدراته قد خلق هذا الكون وأوجده ونظمه غير مستعين بأحد من خلقه، ولا محتاج أحد من عباده، واننا جميعا أي البشر قد جئنا الى كون معد لنا اعدادا كاملا.



    ولكن قدرة هذا الكون لا تخضع لنا ولا لقدراتنا، بل هي أكير من هذه القدرات بكثير. فالشمس مثلا أقوى من قدرة البشر جميعا، وكذلك الأرض والبحار والجبال، اذن فلا بد أن تكون هذه الأشياء قد أخضعت لنا بقدرة من خلقها وليس بقدرتنا نحن، ذلك أنها مسخرة لنا لا تستطيع أن تعصي أمرا، فلا الشمس تستطيع أن تشرق وتغيب يوما حسب هواها لتعطي الدفء ووسائل استمرار الحياة لمن تريد، وتمنعه عمن تشاء، ولا الهواء يسنطيع أن يهب يوما ويتوقف يوما، ولا المطر يستطيع أن يمتنع عن الأرض فتنعدم الحياة ويهلك الناس، ولا الأرض تستطيع أن تمتنع عن انبات الزرع، لا شيء من هذا يمكن أن يحدث، ولا تستطيع البشرية كلها أن تدعي أن لها دخلا في مهمة هذا الكون، لأنه لا خلق هذه الأشياء ولا استمرارها في عطائها يخضع لارادة البشر.

    فاذا جئنا الى الانسان وجدناه هو الاخر لا بدّ أن يشهد بأن له خالقا وموجودا، فلا يوجد من يستطيع أن يدّعي أنه خلق انسانا، ولا من يستطيع أن يدّعي أنه خلق نفسه.



    دليل الخلق


    اذن فقضية الخلق محسومة لله تعالى لا يقبل فيها جدل عقلي، فاذا جاء بعض الناس وقالوا: ان هذا الكون خلق بالمصادفة، نقل: ان المصادفة لا تنشئ نظاما دقيقا كنظام الكون، لا يختل رغم مرور ملايين السنين.

    واذا جاء بعض العلماء ليدعي أنه كانت هناك ذرات ساكنة ثم تحركت وتكثفت واتحدت!!. نقول: من الذي أوجد هذه الذرات، ومن الذي حرّكها من السكون؟

    واذا قيل ان الحياة بدأت بخلية واحدة من الماء نتيجة تفاعلات كيمياوية، نقول: من الذي أوجد هذه التفاعلات لتصنع هذه الخلية؟

    ونحن لن ندخل مع هؤلاء في جدل عقيم، وانما نقول لهم: ان من اعجاز الخالق، أنه أنبأنا بمجيئهم قبل أن يأتوا، وأنبأنا أكثر من ذلك أن هؤلاء يضلون، أي ليسوا على حق، ولكنهم على ضلال، وفي ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى:{ ما أشهدتم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذين المضلين عضدا} الكهف 51.

    وهكذا نرى من يأتي ليضل الناس بنظريات كاذبة عن أصل خلق السموات والأرض، وأصل خلق الانسان، ومن يدعي أن أصل الانسان قرد، وهي نظرية يملؤها الغباء، فنحن لم نشهد قردا يتحول انسانا، واذا كان أصل الانسان قردا، فلماذا بقيت القرود على حالها حتى الآن ولم تتحول الى بشر؟! ومن الذي منعها أن يحدث لها هذا التحول ما دام قد حدث في الماضي؟! ولقد نسي هؤلاء أن الوجود لا بدّ أن يكون من ذكر وأنثى والا انقرض النوع، وهؤلاء يقولون لنا عندما ادعوا أن قردا تحوّل انسانا، من أين جاء القرد الذي تحول الى امرأة ليتم التكاثر!!

    وبدون الدخول في جدل لا يفيد، نقول لهولاء جميعا: لقد جئتم مثبتين لكلام الله، فلو أنه لم يأت من يضل بنظريات كاذبة في خلق لبسموات والأرض وفي خلق الانسان، لقلنا: ان الله تعالى قد أخبرنا في القرآن الكريم، أنه سيأتي من يضل في خلق السموات والأرض وفي خلق الانسان، ولكن لم يأت أحد يفعل ذلك، ولكن كونهم جاءوا وكونهم أضلوا يجعلنا نقول: سبحانه ربنا:، لقد أخبرنا عن المضلين وجاءوا فعلا بعد قرون كثيرة من نزول القرآن، فكأن هؤلاء الذين جاءوا ليحاربوا قضية الايمان، قد أثبتوها وأقاموا الدليل عليها.

    على أننا نقول لكل من جاء يتحدث عن خلق السموات والأرض وخلق الانسان مدعيا أن الله ليس هو الخالق، نقول له: أشهدت الخلق؟ فاذا قال لا، نسأله ففيم تجادل.



    على أن قضية الخلق محسومة لله سبحانه وتعالى لأنه هو وحده سبحانه الذي قال انه خلق، ولم يأت أحد ولن يجروء أحد على أن يدّعي أنه الخالق.

    واذا كان من يفعل شيئا يحرص على الاعلان عما فعل، فلا يوجد شيء صغير اخترعه البشر في الدنيا، الا وحرص صاحبه على الاعلان عن نفسه.



    فاذا كان الذي اخترع المصباح قد حرص أن يعرف العالم كله اسمه وتاريخه وقصة اختراعه، أيكون الذي أوجد الشمس غافلا عن أن يخبرنا أنه هو الذي خلقها، واذا كانت هناك قوة أخرى قد أوجدت أفلا تعلن عن نفسها؟.



    اذن فقضية الخلق محسومة لله سبحانه وتعالى، لأنه سبحانه وحده الذي قال انه خلق، حتى يأتي من يدّعي الخلق، ولن يأتي، فان الله سبحانه وتعالى هو وحده الخالق بلا جدال، وحتى الكفار لم يستطيعوا أن يجادلوا في هذه القضية، ولذلك يأتي القرآن في سورة العنكبوت فيقول:{ ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله، فأنّى يؤفكون} العنكبوت 61.

    ثم يقول الحق سبحانه وتعالى:{ ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله} العنكبوت 63.

    وهذه الآيات نزلت في الكافرين والمشركين، وهم رغم كفرهم واشراكهم لم يستطيعوا أن يجادلوا في خلق الكون والانسان.

    اذن فقضية الخلق محسومة لله، لأنه سبحانه وتعالى هو الذي خلق، وهو الذي أخبرنا بانه هو الذي خلق.



    ولكن القضية لا تقف عند الكون وحده، بل تمتد الى كل ما في الدنيا حتى تلك الأشياء التي يقدر عليها الانسان، فأصل الوجود بكل ما فيه من خلق الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى يقول:{ ذلكم الله ربكم، لا اله الا هو خالق كل شيء فاعبدوه، وهو على كل شيء وكيل} الأنعام 102.

    وما دام الحق سبحانه وتعالى قد قال أنه { خالق كل شيئ} فما من شيء في هذا الوجود الا هو خالقه.



    ولنأخذ هذه القضية في كل ما حولنا، في كل هذا الكون، لنأخذ مثلا الخشب، شجرة الخشب التي تعطينا كل الأخشاب التي نستعملها في بيوتنا وأثاثنا الى غير ذلك، هذه الشجرة من أين جاءت؟ تسأل تاجر الخشب من أين جاءت؟ يقول من السويد، وتسأل أهل السويد يقولون من الغابات، وتذهب الى الغابة فيقولون لك من شتلات نعدها، وتسال من أين جاءت هذه الشتلات؟ من جيل سابق من الأشجار، والجيل السابق من جيل سبقه،، وتظل تمضي حتى تصل الى الشجرة الأولى التي أخذ منها كل هذا، من الذي أوجد الشجرة الأولى؟ انه الله، فلا أحد يستطيع أن يدعي أنه خلق الشجرة الأولى أو أوجدها من العدم.

    فاذا انتقلنا الى باقي أنواع الزرع لنبحث عن التفاحة الأولى والبرتقالة الأولى، والتمرة الأولى، وحبة القمح الأولى، وشجرة القطن الأولى، نجد أنها وغيرها من كل ما تنتجه الأرض، كلها من خلق الله خلقا مباشرا، ثم بعد ذلك استمر وجودها بالأسباب التي خلقها الله في الكون.



    قد يقال: ان هناك تهجينا وتحسينا وخلطا بين الأنواع لتنتج نوعا أكثر جودة، نقول: ان هذا كله لا ينفي أن الثمرة الأولى مخلوقا مباشرا من الله، وقد يدعي بعض العلماء أنهم حسنوا أو استنبطوا نوعا جديدا، نقول لهم: كل هذا لا ينفي أن الوجود الأول من الله، وأنهم استخدموا ما خلق الله بالعلم المتاح من الله في كلما فعلوه، ولكن أحدا لا يستطيع أن يدّعي أنه أوجد أي شيء في الأرض من العدم، فكل هذه الاكتشافات العلمية هي من موجود، ولا يوجد اكتشاف علمي واحد من عدم. فكل هذه الاكتشافات العلمية من موجود، ولا يوجد اكتشاف علمي واحد من العدم.

    واذا انتقلنا من النبات الى الحيوان، نجد أن كل الحيوانات والطيور والحشرات بدأت بخلق من الله سبحانه وتعالى، وبخلق من ذكر وأنثى، وهذه هي بداية الخلق جميعا، ولا يستطيع أحد أن يدّعي أن خلق من عدم ذكر أو أنثى، وهذه هي بداية الخلق جميعا، ولا يستطيع أحد أن يدّعي أنه أنه خلق من عدم ذكر أو أنثى من أي نوع من النبات أو الحيوان، والله سبحانه وتعالى يلفتنا في القرآن فيقول:{ ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكّرون} الذاريات 49.



    التحدي الالهي في الخلق



    اننا نريدهم، ونحن نتحدى علماء الدنيا كلها، أن ياتي عالم فيقول لنا انه أوجد من العدم، أو أنه خلق ذكرا أو أنثى من أي شيء موجود في هذا الكون، وما أكثر الموجودات في كون الله، وهنا تأتي الحقيقة القرآنية تتحدى في قوله تعالى:{ يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له، ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له، وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه، ضعف الطالب والمطلوب} الحج 73.

    هذا هو التحدي الالهي الذي سيبقى قائما حتى يوم القيامة، فلن يستطيع علماء الدنيا ولو اجتمعوا أن يخلقوا ذبابة.



    ولقد وصل الانسان الى القمر، وقد يصل الى المريخ، وقد يتجاوز ذلك ولكنه سيظل عاجزا عن خلق ذباب مهما كشف الله له من العلم، فلن يعطيه القدرة على خلق ذبابة، وهذا من اعجاز الله، لأنه وحده الذي خلق كل شيء، والعلم كاشف لقدرات الله في الأرض، ولكنه ليس موجدا لشيء، ولذلك يقول القرآن الكريم:{ ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شيء فاعبدوه، وهو على كل شيء وكيل} الأنعام 102.

    وبهذا نكون قد أثبتنا بالدليل العقلي أن الله خالق كل شيء في الدنيا، فاذا كان الله قد خلق من هم دون الانسان من نبات وجماد وحيوان فكيف بالانسان بما له من ادراكات وعقل وفكر وتمييز، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى:{ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} الطور 35.



    واذا كان كل شيء في هذا الكون من خلق الله سبحانه وتعالى، فان قوانين اكون أيضا، تلك هي القوانين التي يسير عليها الكون هي من وضع الله سبحانه وتعالى، الا ما شاء الله أن يجعل للانسان فيه اختيار، فالقوانين التي يمضي عليها الكون هي من وضع الله، والأسباب التي تتم بها الأشياء هي من وضع الله، فالشمس والقمر والنجوم والأرض لا تتبع قوانين البشر، بل تتبع القانون اللهي، والذي خلقها وضع لها القانون الأمثل لتؤدي مهمتها في الكون.

    فالشمس لها حركة كونية، ولها تحرّك آخر في فلك خلقه الله لها، وكذلك القمر وكذلك الأرض، وكذلك الرياح، والنجوم، ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى:{ الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان} الرحمن 1_7.

    اذن فالشمس والقمر والنجوم تتحرك بحساب دقيق فلا تتأخر الشمس عن موعد شروقها ثانية ولا تتقدم ثانية منذ ملايين السنين، وكذلك القمر في دورته الشهرية، وكذلك النجوم في حركتها، يقول الله تعالى:{ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} يس 40.

    أي أن كل هذه الأجرام لها فلك أو مسار معين تمضي فيه باذن الله. ولا تستطيع البشرية كلها أن تؤخر شروق الشمس ثانية، أو أن تقدمها ثانية، أو أن توقف دوران الأرض أو تسرع بها أو تبطئ الى غير ذلك.

    اذن فثبات قوانين الكون دليل على دقة الخالق وابداعه وعظمته وقدرته، وهذا ما لا يستطيع أحد أن ينكره.



    دليل الثابت والمتحرك


    يأتي الفلاسفة ليقولوا: ان الثبات وحده لا يعطي القدرة الكاملة للحق سبحانه وتعالى، ذلك أن الاله بقدرته لا بدّ أن يستطيع أن يخرج عن ميكانيكيته، فذلك هو دوام القدرة أو طلاقة القدرة، أما بقاء الثابت على ثباته، فان ذلك يعطي الدليل على دقة القدرة وابداع الخالق، ولكنه لا يعطي الدليل على طلاقة القدرة؟!

    نقول: ان الله قد أعطى في كونه الدليل على طلاقة القدرة، ولكنه لم يعطه في القوانين الكونية، لأنه لو أعطاه في القوانين الكونية فأشرقت الشمس يوما، وغابت أياما، ودارت الأرض ساعات وتوقفت ساعات، وتغيّر مسار النجوم لفسد الكون!! اذن فمن كمل الخلق أن تكون القوانين الكونية بالنسبة للنظام الأساسي للكون ثابتة لا تتغير والا ضاع النظام، وضاع معه الكون كله، فلا يقول أحد: ان ثبات النظام الكوني يحمل معه الدليل على عدم طلاقة القدرة، بل هو يحمل الدليل على طلاقة القدرة التي تبقي هذا النظام ليصلح الكون.



    والله سبحانه وتعالى لا يريد كونا فاسدا في نظامه، ولكنه يريد كونا يتناسب مع عظمة الخالق وقدرته وابداعه، فيبقي بطلاقة القدرة الثبات في قوانين هذا الكون، ويظهر بطلاقة القدرة أنه قادر أن يغيّر، ويخرق النواميس بما لا يفسد الحياة في الكون، ولكن بما يلفت خلقه الى طلاقة قدرته.

    ولنتحدث قليلا عن طلاقة قدرة الله تعالى في كونه، أول مظاهر طلاقة القدرة هي المعجزات التي أيّد الله بها رسله وأنبياءه، ولكننا لن نتحدث عنها هنا، فنحن مع العقل وحده، لنؤكد بالدليل العقلي أن كل ما في الكون يؤكد أنه لا اله الا الله، وأنه هو الخالق والموجد، نأتي الى الأشياء التي تنطق بطلاقة القدرة وهي في كل شيء، واذا جاز لنا أن نبدأ بالانسان فاننا نبدأ بميلاد الانسان أولا، والانسان ككل شيء في هذا الكون يوجد من ذكر وأنثى، فاذا اجتمع الذكر والأنثى جاء الولد، هذا هو قانون الأسباب، وقد يلتقي الذكر والأنثى ولا يأتي الولد، مصداقا لقوله سبحانه وتعالى:{ لله ملك السموات والأرض، يخلق ما يشاء، يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوّجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما، انه عليم قدير} الشورى 42.

    اذن الله سبحانه وتعالى جعل في قوانين الأسباب ـنه متى تزوج الذكر والأنثى يأتي الولد، ولكنه أبقى لنفسه طلاقة القدرة فجعل هناك ذكرا وانثى يتزوجان أعواما ويلة لا يرزقان بالولد، فمع قوانين الأسباب كانت هناك طلاقة القدرة، ولم يجعلها الله سبحانه وتعالى عامة، بل جعلها في أمثلة قليلة لتلفتنا الى طلاقة قدرته، حتى لا نحسب اننا نعيش بالأسباب وحدها.



    طلاقة القدرة في الكون


    ولم تقف طلاقة قدرة الله في خلق الانسان عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل كل أوجه الخلق، فألصل في الايجاد هو من ذكر وأنثى، ولكن الله سبحانه وتعالى بطلاقة قدرته خلق انسانا بدون ذكر أو أنثى وهو " آدم" عليه السلام، وخلق من ذكر بدون أنثى وهي " حواء"، خلقها من ضلع آدم عليه السلام، وخلق انسانا من انثى بدون ذكر وهو " عيسى" عليه السلام، وهذه كلها حدثت مرة واحدة لاثبات طلاقة قدرته، وهي لا تتكرر، لأنها تلفتنا الى طلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى، وأنه ليس على قدرته قيود ولا حدود، فهو جل جلاله خالق الأسباب، وقدرته تبارك وتعالى فوق الأسباب، على أن هناك أشياء كثيرة عن طلاقة قدرة الله بالنسبة للانسان سنتحدث عنها تفصيلا في فصل قادم.



    نأتي الى طلاقة قدرة الله تعالى في ظواهر الكون، لو أخذنا المطر مثلا، الله سبحانه وتعالى بأسباب الكون جعل مناطق ممطرة في الكون، ومناطق لا ينزل فيها المطر، والعلماء كشف الله لهم من علمه ما جعلهم يضعون خريطة للأسباب تحدد المناطق الممطرة وغير الممطرة.



    يأتي الله سبحانه وتعالى في لفتة الى طلاقة قدرته، قتجد المناطق الممطرة لا تنزل فيها قطرة ماء وتصاب بالجدب، ويهلك الزرع والحيوان، وقد يموت الانسان عطشا، بالرغم من أن هذه المناطق كان المطر ينزل فيها وربما سار في أنهار ليروي غيرها من البلاد التي لا ينزل فيها المطر. فنجد مثلا منابع النيل التي هي مناطق غزيرة المطر، تأتي فيها سنوات جدب فلا يجد الناس الماء، ونجد بلادا كالولايات المتحدة وبلاد أوروبا يصيبها الجدب في سنوات، ولا يحدث هذا بشكل مستمر، بل في سنوات متباعدة، لو أن المطر ينزل بالأسباب وحدها ما وقع هذا الجدب في المناطق الغزيرة المطر، ولكن الله يريد أن يلفتنا الى طلاقة قدرته والى أن الماء الذي ينزل من السماء ليس خاضعا للأسباب وحدها، ولكن الي يحكمه هو طلاقة قدرة الله، حتى لا نعتقد أننا أخذنا الدنيا وملكناها بالأسباب، ولكي نعرف أن هناك طلاقة لقدرة الله سبحانه وتعالى هي التي تعطي وتمنع، وأنه جل جلاله فوق الأسباب وهو سبحانه المسبب يغيّر ويبدّل كما يشاء.



    فاذا جئنا الى الزرع، ذلك الذي فيه عمل للانسان، نجد مظاهر طلاقة القدرة، فالانسان يزرع الزرع والله يعطيه كل الأسباب، الماء موجود والكيماويات متوفرة، والأرض جيّدة، ثم بعد ذلك تأتي آفة لا يعرف أحد عنها شيئا، ولا يحسب حسابها فتقضي على هذا الزرع تماما، وفي ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى:{ وأحيط بثمره فأصبح يقلّب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول ياليتني لم أشرك بربي أحدا} الكهف 42.

    ونحن نعرف أن الآفات تصيب كل مكان في الأرض لا يعلو عليها علم مهما بلغ، وهكذا نعرف أن الأرض لا تعطينا الثمر بالأسباب وحدها، ولكن بقدرة الله سبحانه وتعالى التي هي فوق الأسباب، لكيلا نعبد الأسباب وننسى المسبب وهو الله تعالى.



    فاذا انتقلنا الى الحيوان نجد طلاقة القدرة واضحة، فهناك من الحيوان ما تزيد قوته على الانسان مرات ومرات، ولكن الله سبحانه وتعالى قد أخضعه وذلله للانسان، فتجد الصبي الصغير يقود الجمل أو الحصان ويضربه، والجمل مثلا يستطيع أن يقضي عليه بضربة قدم واحدة ولكنه لا بفعل شيئا ويمضي ذليلا مطيعا ولا يرد على الايذاء رغم قدرته على ذلك، ونجد الكلب مثلا يحرس صاحبه ويدافع عنه لأن الله ذلله له.

    فاذا جئنا الى الذئب أو الى الثعب من نفس فصيلة الكلب نجده يفترس الانسان ويقتله، ولو أن هذا التذليل للحيوان بقدرة الانسان لاستطاع كما ذلل الجمل والبقرة والكلب أن يذلل الذئب والثعلب وغيرهما من الحيوانات، ولكن الله يريد أن يلفتنا الى أن هذا التذليل بقدرته سبحانه وتعالى، ان الثعبان الصغير وهو حشرة ضئيلة الحجم يقتل الانسان، دون أن يستطيع أن يذلله، ليلفتنا الله سبحانه الى أن كل شيء بقدرته وجعل موازين القوة والضخامة تختل، حتى لا يقال ان هذا الحيوان قوي بحجمه أو بالقوة التي خلقت له، بل جعل أضعف الأشياء يمكن أن يكون قاتلا للبشر.



    ثم نأتي الى الجماد، الأرض من طبيعتها ثبات قشرتها حتى يستطيع الناس أن يعيشوا عليها، ويبنوا مساكنهم، ويمارسوا حياتهم، ولو أن قشرة الأرض لم تكن ثابتة لاستحالة الحياة عليها، ولاستحالت عمارتها، والله سبحانه وتعالى يريد منا عمارة الأرض، ولذلك جعل قشرتها ثابتة صلبة، ولكن في بعض الأحيان تتحول الى عدم ثبات، فتنفجر البراكين ملقية بالحمم، وتحدث الزلازل التي تدمر كل ما على المكان الذي تقع فيه.



    ويتقدم العلم ويكشف الله بعضا من علمه لبعض خلقه ما يشاء، ولكن يبقى الانسان عاجزا على أن يتنبأ بالزلازل، فيأتي الزلزال في أكثر بلاد الدنيا تقدما ليفاجئ أهلها دون أن يشعروا بقرب وقوعه، بل انه من طلاقة قدرة الله تعالى أنه أعطى بعض الحيوانات، التي ليس لها عقول تفكر، ولا علم ولا حضارة، أعطاها غريزة الاحساس بقرب وقوع الزلزال، ولذلك فهي تسارع بمغادرة المكان أو يحدث لها هياج، ان كانت محبوسة في لأقفاص أو حظائر مغلقة، وذلك ليلفتنا الله سبحانه وتعالى الى أن العلم يأتي منه سبحانه وتعالى ولا يحصل عليه الانسان بقدرته، فيعطي سبحانه من لا قدرة له على الفكر والكشف العلمي ما لا يعطيه لذلك الذي ميزه بالعقل والعلم.



    لماذا؟ لنعلم أن كل شيء من الله فلا نعبد قدراتنا، ولا نقول: انتهى عصر الدين والايمان وبدأ عصر العلم، بل نلتفت الى أن الله يعطي لمن هم دوننا في الخلق علما لا نصل نحن اليه، فنعرف أن كل شيء بقدرته وحده سبحانه وتعالى.

    ومظاهر طلاقة قدرة الله في الكون كثيرة، فهو وحده الذي ينصر الضعيف على القوي، وينتقم للمظلوم من الظالم، وكل ما في الكون خاضع لطلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى، على أن طلاقة القدرة في تغيير ما هو ثابت من قوانين الكون كلها ويحدث الدمار وتنتهي الحياة.

    وذلك مصداقا لقوله تعالى:{ اذا السماء انفطرت واذا الكواكب انتثرت واذا البحار فجّرت واذا القبور بعثرت علمت نفس ما قدمت واخرّت} الانفطار 1_5.



    وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم، تنبئنا بما سيحدث عندما تقوم القيامة.

    اذن الذين يقولون: ان عظمة الله سبحانه وتعالى في خلقه هي الثبات والدقة الت لا تتأثر بالزمن، والتي تبقى ملايين السنين دون أن تختل ولو ثانية واحدة، نقول لهم: هذه موجودة وانظروا الى القوانين الكونية ودقتها وكيف أنها لم تتأثر بالزمن.

    والين يقولون: ان عظمة الحق سبحانه وتعالى في طلاقة قدرته في كونه، وألا تكون الأسباب مقيدة لقدرة الخالق والمسبب، نقول لهم: انظروا في الكون وحولكم مظاهر طلاقة القدرة، وليست هذه المظاهر مختفية أو مستورة، بل هي ظاهرة أمامنا جميعا، وليست في أحداث بعيدة عن حياتنا، بل هي تحدث لنا كل يوم.

    واذا صاح انسان من قلبه: (ربنا كبير)، أو (ربنا موجود)، أو ( ربك يمهل ولا يهمل)، فمعنى ذلك أنه رأى طلاقة قدرة الله، تنصف مظلوما، أو تنتقم من ظالم، أو تنصر ضعيفا على قوي، أو تأخذ قويا وهو محاط بكل قوته الدنيوية.



    فالانسان لا يتذكر قدرة الله عندما يرى الكون أمامه يمضي بالأسباب، ذلك أن هذا شيء عادي لا يوجب التعجب، فانتصار القوي على الضعيف لا يثير في النفس اندهاشا، والأجر المعقول للعمل شيء عادي، والأحداث بالأسباب هو ما يعيشه الناس، ولكننا نتذكر قدرة الله تعالى اذا اختلت الأسباب أمامنا، وجاء المسبب ليعطينا ما لا يتفق مع الأسباب ولا مع قوانينها.

    في هذا الفصل استعرضنا بعض أسباب الوجود التي تثبت قضية الايمان بالدليل العقلي، ولكن الله سبحانه وتعالى يقول:

    { وفي أنفسكم أفلا تبصرون} الذاريات 21.

    على أن بعض الناس ينظر الى نفسه فلا يرى شيئا، فما معنى هذه الآية الكريمة؟

    يتبـــــــع .....

  5. #5
    عضو محظــور الصورة الرمزية طارق العفاسي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    789

    افتراضي

    من آيات قدرة الله في القواقع



    إعداد/ مروة عزمى مختار جنينة

    مدرس مساعد بقسم الحيوان كلية الزراعة جامعة المنصورة

    قال تعالى يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير) صدق الله العظيم

    وفى هذه الآية يوضح الله عز وجل إعجازه الكبير في خلقه وقدرته على خلق كل شيء في الكون من نبات وحيوان وجبال وانهار وسماوات وكواكب ونجوم وغيرها من مخلوقات الله عزل وجل.

    وهذه المقالة نوضح إعجاز الخالق في ثاني اكبر مجموعه من مجاميع الحيوانات اللافقارية وهى شعبة الرخويات (phylum: mollusca)والتي تأتى في المرتبة الثانية بعد شعبه مفصليات الأرجل. وشعبه الرخويات تضم حوالي 50 ألف نوع وتتميز حيواناتها بان أجسامها رخوة ولينه ورهيفة وتضم عده طوائف واهم هذه الطوائف وأكبرها هي طائفة البطنقدميات( Gastropoda)وهذه الحيوانات تتميز بوجود قدم عضلي زاحف على سطحها البطنى ومن هنا جاءت تسميتها بالبطنقدميات.

    وتنقسم طائفة البطنقدميات إلى نوعين من الكائنات الحيوانية هي :-

    أولا: القواقع: snails

    وعددها حوالي 1000نوع في العالم ومنها ما يعيش على الأرض ويسمى بالقواقع الأرضية وهذه تتغذى على النباتات وتسبب خسائر كبيرة في الحاصلات الزراعية. ومنها ما يعيش في الماء المالح وتسمى قواقع الماء المالح وهذه تعتبر مصدر لغذاء الأسماك والكائنات البحرية الأخرى ومنها ما يتغذى عليه الإنسان. ومنها ما يعيش في الماء العذب وتسمى قواقع الماء العذب ومعظم هذه القواقع تعتبر عوائل وسطيه لكثير من الديدان الكبدية التي تصيب الإنسان وحيوانات المزرعة وتسبب لها الأمراض مثل ديدان البلهارسيا.

    تركيب جسم القوقع:-

    شكل (1): يوضح تركيب جسم أحد القواقع الأرضية الموجودة على سطح ورقه النبات للتغذية عليها



    ويتركب جسم القوقع من 3مناطق لا توجد فواصل بينها وهى:-

    1- منطقه الرأس:

    وهى المنطقة الأمامية من جسم القوقع وتحمل الرأس نوعين من التراكيب الحسية المجوفة من الداخل والتي يمكن لجزئها العلوي الارتداد للداخل عن طريق مجموعه من العضلات ويمكنها أيضا التحرك في جميع الاتجاهات وتسمى هذه التراكيب( باللوامس tentacles)ومنها زوجين احديهما يسمى اللوامس السفلية lower tentaclesووظيفتها الشم وزوج أعلى منه يسمى اللوامس العلوية upper tentacles وهى أطول من الأخرى وتنتهي كل واحده منها بعين مركبه يبصر بها القوقع .

    كما يوجد أسفل هذه اللوامس فتحه الفم والتي تؤدى إلى التجويف الفموي buccal cavityويوجد به عضو يسمى:-

    آلة البشرةأو السفن radulaوهى عبارة عن شريط أو غشاء قاعدي قرني مثبت عليه عده صفوف من الأسنان الكيتينية ينحني طرفها العلوي إلى الخلف ويتحرك هذا الشريط إلى الأمام ويتكون هذا الشريط من نسيج طلائي غدي يقوم بتكوين الخلايا السنية بحيث كل خلية تختص بتكوين سن واحدة ونجد أن هناك ثلاثة أنواع من الأسنان في كل صف من صفوف آلة البشر هي:

    · السنة المركزية:

    وهى سنه واحده في منتصف كل صف ويختلف تركيبها ويتنوع في الشكل حسب كل نوع

    · الأسنان الجانبية:

    وهى مجموعة من الأسنان توجد على جانبي السنة المركزية وجميعها يأخذ شكل واحد داخل النوع الواحد من القواقع

    · الأسنان الحافية:

    وهى مجموعة من الأسنان توجد على جانبي الأسنان الجانبية وجميعها يأخذ شكل واحد داخل النوع الواحد من القواقع

    ونجد أن اله البشر أو السفن ترتكز على جزء غضروفي به ألياف عضلية طولية تعرف بعضلات آلة البشر والذي عن طريق انقباضها وانبساطها تتحرك صفوف الأسنان الموجودة عليها وتعمل على تفتيت الغذاء إلى أجزاء صغيرة داخل التجويف الفمى.

    بالإضافة لآلة البشر الموجودة في التجويف الفمى يوجد أيضا (فكjaw ) واحد داخل الفم يعمل على تفتيت الطعام إلى فتات صغيرة جدا بعد تفتيتها بواسطة آلة البشر ومنها تنتقل المواد الغذائية إلى باقي أجزاء الجهاز الهضمي. وهذا الفك يختلف شكله باختلاف أنواع القواقع.

    ( شكل2) : يوضح شكل الفك في نوعين من القواقع الارضية على قوة تكبير 100مرة.



    سبحان الله العظيم الذي احكم صنعه حيث قال تعالى: ( صنع الله الذي أتقن كل شيء) سورة النحل: 88

    2- منطقه القدم العضلي :

    وهو عبارة عن قدم مفلطح موجود على السطح البطنى للقوقع ولهذا سميت هذه الطائفة بالبطنقدميات أي الحيوانات التي منطقة قدمها على سطحها البطنى ومزود هذا القدم مجموعة من العضلات الطولية التي تحدث انقباضات متتالية تبتدئ من الخلف إلى الأمام ويتحرك بذلك الحيوان ويسير إلى الأمام ويوجد على منطقه القدم غدة مخاطية قدمية تقوم بإفراز إفراز مخاطي يسهل زحف القواقع الأرضية على الأرض وتسلقها للأشجار العالية زحفا بحثا عن الغذاء . أما الأنواع البحرية فتستخدم قدمها العضلي كمجداف لتعوم به بمساعدة حركه الانقباض والانبساط للعضلات القدمية.

    شكل (3) : يوضح مقدمه القدم العضلي الزاحف في احد القواقع الارضية والشكل المقابل له يوضح القدم العضلي لقوقع أرضى



    سبحان الله العلى الكبير الخالق المصور إن قوله الحق عندما قال تعالى:

    ( والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين ومنهم من يمشى على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ) النور: 45

    3- الكتلة الحشوية

    وهى المنطقة الظهرية الوسطية من جسم القوقع والتي تحتوى على جميع الأجهزة الداخلية من الجهاز الهضمي والتنفسي والاخراجى والدوري والعصبي والتناسلي.

    4- الصدفة: (the ****l)

    وتتصل الصدفة بجسم القوقع عن طريق منطقه الكتلة الحشوية ولو قمنا بنزع الصدفة من على جسم القوقع يموت في الحال. وتتكون الصدفة من كربونات الكالسيوم وهى عبارة عن ثلاث طبقات :- طبقه خارجية وأخرى وسطية وطبقة داخلية. وتعتبر الصدفة هي مصدر الحماية للقوقع حيث تحمى أجزاء جسمه الرخوة الرهيفة وتحمية من أشعة الشمس المباشرة والجو الحار.

    سبحان الله الخالق المصور (صنع الله الذي أتقن كل شيء) سورة النحل: 88.

    والصدفة تتكون من مجموعة من اللفات الحلزونية تسمى لفات الصدفة ****l whorlsوالتي يختلف عددها باختلاف الأنواع وتلتف هذه اللفات من الداخل على محور داخلي يسمى العويميد columellaوهو مزود بمجموعة كبيرة من العضلات التي تسهل خروج ودخول جسم القوقع داخل الصدفة ولكل صدفة قمة apexوهى أول منطقة بدأت تتكون عندها الصدفة وتنتهي الصدفة بفتحة تسمى فتحة الصدفة****l aperture والتي يختلف شكلها باختلاف الأنواع. وتتميز الأصداف بألوانها الجميلة المتعددة بالإضافة إلى العديد من البقع والنقط الملونة.

    شكل (4): يوضح أشكال مختلفة من أصداف القواقع والتي تتعدد ألوانها وأشكالها حيث الرمز (a) منظرا ظهريا بينما الرمز (b) منظرا بطنيا



    ثانيا : - البزاقات slugs:

    وهى حيوانات تتبع طائفة البطنقدميات أيضا ومنها ما يعيش على الأرض ومنها ما يعيش في المياه المالحة والأنواع الأرضية مثلها مثل القواقع الأرضية تقوم بالتغذية على النباتات أما المائية منها فتتغذى على الطحالب المائية والكائنات البحرية.

    والبزاقات لها نفس تركيب جسم القواقع فيما عدا شيء واحد وهو عدم وجود الصدفة الخارجية فهي تنعدم أو تكون مختزلة وصغيرة جدا. ولهذا فهي تحمى نفسها من أشعة الشمس والعوامل الخارجية عن طريق اختبائها أسفل أوراق النباتات المتساقطة أو بالقرب من سطح التربة أسفل جذوع الأشجار أو أسفل الأصص النباتية أو الأحواض النباتية.

    شكل (5): يوضح أشكال مختلفة من البزاقات



    المراجع:

    1- The Apple Snail (Ampullariidae) Website

    2 - اللافقاريات: (1975) للدكتور عبد العزيز محمود- الدكتور محمود عبد الرحمن البرعى- الدكتور سمير محمد حسن – الدكتور محمد نظيم شحاتة. مكتبة الانجلو المصرية. 625صفحة.

    إعداد/ مروة عزمى مختار جنينة

    مدرس مساعد بقسم الحيوان

    كلية الزراعة

    جامعة المنصورة

    جمهورية مصر العربية

  6. #6
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    uae
    المشاركات
    14

    افتراضي

    مشكور اخوي ما تقصر
    بس كنت ابا التقرير كامل ..

  7. #7
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    6

    افتراضي

    زين وين الخاتمة وشكرااا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •