دين ولغة وتقاليد
وتؤكد فتحية النظاري مديرة إدارة الإسعاف وسلامة المجتمع في الهلال الأحمر أن مشكلة الزواج من أجنبيات تحتاج إلى قوانين تقنن هذا النوع من الزواج خاصة بالنسبة للزواج من أجنبية من غير ديننا ولغتنا وتقاليدنا لان الهدف من تشجيع الزواج من أجنبيات هو المحافظة على العادات والتقاليد والهوية الوطنية و الانتماء.
وتقول ان الزواج من المواطنة يسهم في حل مشكلة العنوسة التي أصبحت تشكل ظاهرة في مجتمع الإمارات بسبب عزوف المواطن عن الزواج لأسباب مختلفة منها غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج مشيرة إلى أن على أعضاء المجلس الوطني الجدد التركيز على دعم وتطوير برامج صندوق الزواج ودعم مشاريع الشباب لتحسين أوضاعه الاقتصادية ليتمكن من الإيفاء بمسؤولياته تجاه تكوين أسرة وبعيدا عن القروض التي أصبحت تثقل كاهل العديد من الشباب المواطن.
وترى النظاري أن هنالك مشكلة متعلقة بأبناء المواطنين المتزوجين من أجنبيات وعلى الأخص غير العربية تتمثل في اللغة وعدم إتقان اللغة العربية لان الطفل يتأثر بوالدته بشكل أكبر وبالتالي يبتعد عن تقاليد وعادات وطنه ويلتصق بشكل أكبر بعادات الام و تقاليدها وهو أمر خطير في المجتمع.
وتدعو النظاري إلى ضرورة وضع ضوابط وأسس للزواج من أجنبيات وأن يكون هذا الأمر للضروريات وفق شروط محددة حماية للأسرة وتجنبا للتفكك الأسري الذي يعتبر أحد نتائج الزواج من أجنبيات.
زواج مصلحة
ومن جهتها لا تؤيد أحلام الشيباني الزواج من غير المواطنة ولا زواج المواطنة من الأجنبي وإن كانت هناك حالات خاصة استدعت أن يتزوج المواطن بأجنبية علما أن هذا النوع من الزواج في أغلب الحالات يعتمد على المصلحة بمعنى أن يكون الدافع من وراءه ماديا لا تكوين أسرة مستقرة والمواطن وفرت له دولتنا امتيازات كثيرة وبالتالي لا حاجة له لأن يسعى للزواج بأجنبية طمعا في أمور مادية، وتناشد أحلام أعضاء المجلس الاتحادي الوطني أن يضعوا الخطط والحلول الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة وذلك بدراسة الأسباب الفعلية التي تجعل الشباب يلجأون للزواج بفتيات من الخارج والعمل على إيجاد برامج توعية للشباب والفتيات على حد سواء ويمكن الاستشهاد بالكثير والعديد من الزيجات التي انتهت بالفشل.
وتعتقد أميرة علي أن توجه الفتاة للزواج من أجنبي وكذلك توجه الشاب للزواج من أجنبية ظاهرة انتشرت كثيرا ولها أسبابها العديدة التي تحتاج فعلا إلى البحث والدراسة ولن يتم ذلك إلا إذا وجدت جهة مسؤولة تطالب بدراسة الأسباب والظروف التي تدفع الشباب إلى الزواج من أجانب وترى أن من الضروري أن يتبنى أعضاء المجلس الاتحادي الوطني هذه الظاهرة لما لها من أهمية بالغة على المجتمع وإيجاد الحلول الكفيلة بالقضاء عليها أو الحد منها.
وتقول أمل عبد الله موسى ان ظاهرة زواج الشباب من الجنسين بأجانب باتت منتشرة كثيرا وقد سمعت عن كثير من الفتيات اللاتي تزوجن بأجانب وللأسف أن معظم هذه الزيجات كانت تنتهي بالفشل الأمر الذي يؤثر كثيرا على الأطفال وخصوصا من الناحية النفسية وذلك يخلق طفلا ناقما على والديه وعلى المجتمع لأنه لا يعرف إلى أي جهة ينتمي، بلد أمه أو بلد أبيه ومما يزيد المشكلة أن تكون جنسية الأم أو الأب غير عربية.
وتقول نورة الغيثي أنا ضد الزواج بأجانب لكلا الجنسين وأتمنى أن يسعى أعضاء المجلس الوطني الاتحادي إلى المطالبة بوضع قوانين وفرض خطط تنظم هذه الظاهرة والسعي إلى الحد منها قدر الإمكان لأن نتائجها جدا سلبية خصوصا على الطفل الذي يعيش في مجتمع ينبذ الأم الأجنبية والشواهد على ذلك كثيرة حتى داخل الأسرة الواحدة، وتضيف الغيثي مشاكل زواج الأجانب لكلا الجنسين كثيرة وعادة ما تنتهي بالفشل وخصوصا عندما تكون هناك اختلافات في العادات والتقاليد واللغة.
وتفضل شيخه سالمين أن يكون الزوج الخليجي أو الزوجة الخليجية إذا كان لابد من الزواج بأجنبية الأمر الذي قد يقلل من النتائج السلبية للزواج من أجنبية ولذلك تتمنى سالمين أن يكون هناك قوانين وتشريعات جديدة تنظم هذه الظاهرة بالشكل الذي يناسب الجميع ويضمن للأطفال مستقبلا امنا ومستقرا.
قوانين وتشريعات
وترفض الدكتورة عفراء النيادي الزواج من الأجانب لكلا الجنسين وتتمنى أن توضع قوانين وتشريعات تمنع هذه الظاهرة وأن لا يترك الخيار للشباب للزواج من أجانب، وخصوصا أن هناك الكثير من الفتيات اللاتي تزوجن من أجانب تعرضن لخسائر كبيرة أولها الأهل لأنها تعتقد أن هذا الزواج يقوم على المصلحة، فيما تؤكد أن للشباب أسبابهم للزواج بأجنبية ولذا يجب على أعضاء المجلس الاتحادي الوطني أن يضعوا أياديهم على هذه الأسباب وبالتالي العمل على إيجاد الحلول الكفيلة بعلاج المشكلة وتبعاتها.
وترى النيادي أن الأطفال يجب وأن يفكر بهم الآباء حتى قبل الزواج وذلك عملا بعاداتنا وتقاليدنا التي حرصت على الدوام أن يكون اختيار الشاب للفتاة نابعا من التقصي عن من هم إخوانها و أخوالها حتى يضمن أن يكون الولد مثل الخال في السلوكيات ومنها الشجاعة والكرم وغيره.
قضية شائكة
وقال عبيد المنصوري إن الزواج من أجنبيات من القضايا الاجتماعية الشائكة التي تحتاج إلى دراسة دقيقة تبحث في أسباب هذه الظاهرة، ولوضع الحلول المناسبة لها، مشيرا إلى ان ارتفاع تكاليف الزواج من المواطنات احد أهم الأسباب التي تدفع كثيرا من المواطنين من الزواج من أجنبيات، مما يحتم على المجلس الوطني المقبل ان يعمل على خفض تكاليف الزواج من مواطنات وذلك بتوعية أولياء الأمور والشباب والفتيات وتوجيههم نحو عدم المغالاة في التكاليف التي أصبحت تشمل حجز قاعة العرس، والشبكة والجهاز ووليمة الطعام وحفلة الخطوبة، وغيرها من المصاريف التي ترهق الشباب، في حين لا يجد من يريد الزواج من اجنبية كل هذه التعقيدات.
وأضاف المنصوري إن بعض المواطنين من ذوي الدخل المحدود والمكانة الاجتماعية المتواضعة لا يستطيعون الارتباط بالمواطنات، فيضطرون إلى اللجوء إلى الأجنبية التي لا تضع أمامهم أي شروط أو عوائق، مما يتوجب على المجلس الوطني المقبل ايجاد فرص عمل مجدية ماديا للمواطنين ليتمكنوا من الزواج من المواطنات.
وقال سليمان علي سليمان الزيودي إن أكثر مشكلة تواجه المواطنين عند الزواج من مواطنات هي إيجاد السكن المناسب، لان اغلب المواطنات اعتدن على الحياة بمستوى معين، لا يستطعن أن يحدن عنه، لهذا فان تأخر إيجاد السكن المناسب من العثرات الكثيرة التي تقع أمام المواطنين للزواج من مواطنات، والتي تجبرهم أحيانا على البحث عن الأجنبيات لانهن لا يشترطن أي مزايا او معايير للسكن، ويقبلن السكن حتى بالإيجار، مشددا على ضرورة أن يعمل المجلس الوطني المقبل على وضع حل جذري وسريع لمشكلة السكن لتشجيعه على الزواج من بنات الدولة.
اختلاط أجناس
وقالت: كلثم البلوشي ان على المجلس الوطني أن يمنع المواطنين من الزواج من الأجنبيات وذلك لتقلل من اختلاط الأجناس وللحفاظ على العادات والتقاليد وعليه أن يصدر قرارات صارمة لتمنع وتحد من هذه الظاهرة وذلك من خلال إصدار قانون يمنع الزواج من أجنبيات وسحب الجنسيات من كل مواطن يتزوج أجنبية، وكذلك أن يزيد من الدوافع التي تستقطب المواطن للزواج من المواطنة، حيث يزيد رواتب المواطنين بعد الزواج وإعطاءهم مساكن ومنحا تساعدهم على اتمام مراسم الزواج دون الحاجة الى الدين من البنوك، زيادة المبالغ المخصص للزوجة وكذلك الأبناء.
وقال: جاسم قايد ان على المجلس الوطني أن يهيئ للمواطن المساعدات التي تجعله يبتعد عن فكرة عن الزواج بالأجنبية وذلك من خلال توفير المساكن والمنح التي تساعده للاعداد الزواج ولا تجعل الزواج عبئا على مواطني الدولة وأن يجعل قرار فصل العسكريين من وظائفهم قرارا ساريا على الجميع دون استثناء، اعداد برامج توعية للشباب وذلك لتقليل نسبة الزواج من الأجنبيات. تقليل نسبة العمالة الوافدة التي تساعد على زواج المواطنين من الأجنبيات وعدم بقائهم لفترات طويلة في البلاد حيث يساعد ذلك على زيادة نسبة الزواج من غير المواطنات.
ثقافة الأبناء
عبدالله محمد يقول: أنا تزوجت في السبعينات من أجنبية قبل أن تبدأ هذه المشاكل التي تواجه مجتمعنا حاليا في مسألة الزواج، ولكن في الحقيقة المشاكل التي تواجهني بسبب هذا الزواج هي مشكلة الأبناء الذين يواجهون مشكلة في ثقافتهم الاجتماعية حتى انهم يدرسون في المدارس الخاصة لعدم قدرتهم على الاندماج مع أقرانهم في المدارس الحكومية، وأعتقد أن الأبناء هم قاعدة الوطن الأساسية في المستقبل القريب أعتقد أنه لا يجب الزواج من أجنبيات واتخاذ الإجراءات السريعة لحل هذه القضية.
أما عيسى عبيد فإنه متزوج من مواطنة ويرفض بشدة الزواج من أجنبيات لاي سبب من الأسباب لذلك فإنه يطالب المجلس بالحلول السريعة والمناسبة التي تساعد الشباب على الزواج من المواطنات، وتجنب العواقب التي تزيد من مشكلات المجتمع الإماراتي لذلك يجب تدشين المشاريع المناسبة لحل هذه الظاهرة بشكل جذري وقصري وفي ذلك مصلحة للمواطن والوطن.
وقال عمر آل بشر: الزواج من الأجنبيات مشكلة حيث إنني أطالب المجلس الوطني بوضع قوانين صارمة للحد من هذه الظاهرة التي سببت الكثير من المشكلات وأضاف أن الطفل هو الشخص الوحيد الذي سيتأثر من هذا الزواج فسوف يفقد حقوقه في الدولة كما انه يكتسب عادات وتقاليد ليست من بلدنا.
وذكر جاسم الخاجة مدير عام عجمان سيتي سنتر بان الزواج من الأجنبيات مشكلة كبيرة في الوقت الحالي ومنتشرة بشكل واسع ونحن نطالب المجلس الوطني بالقيام بتحديد المهور حيث أن تكاليف الزواج يجب أن تكون أقل فعلى الآباء تسهيل مهمة أبنائهم وان يقللوا من مطالبهم في ترتيبات الزواج.
وأضاف أن الشيخ زايد رحمه الله أمر بتقليل المهور فلماذا لا نقوم بما أمرنا به، كما أن شبابنا ذوي الدخل المحدود كيف سيتزوجون وكيف سيصرفون على أبنائهم إذا كان المهر كبيرا فلهذا يتزوجون من الخارج لقلة مهورهم.
خلل ثقافي
وقالت العنود عبدالله بان قضية زواج المواطن من المرأة الأجنبية تعد احد يالقضايا المهمة الواجب على أعضاء المجلس الوطني المقبل منحها مساحة كبيرة من الاهتمام والنقاش لإيجاد الحلول للمشاكل الناجمة عنها، ووضع الضوابط الجدية الكفيلة بالتقليل من هذه الظاهرة، والسماح بها فقط لبعض الحالات الخاصة.
وأشارت إلى أن تأثيرات زواج المواطن من الأجنبيات كثيرة تتمثل في زيادة نسبة العنوسة بين المواطنات وما قد يحمله ذلك من مشاكل اجتماعية متعددة، وكذلك الخلل الثقافي الناتج عن مثل هذه الزيجات التي تتم في كثير من الأحيان من نساء آسيويات تختلف بيئتهم الثقافية عن مثيلتها الإماراتية بشكل كبير، مؤكدة بان استمرار الزواج من أجنبيات قد يشكل خطرا حقيقيا على الهوية الخاصة بالمجتمع الإماراتي وذوبان الشخصية الإماراتية، لذلك يتوجب على المجلس الوطني الاهتمام بهذه القضية التي تتعدى كونها اجتماعية إلى أنها قضية وطنية بالدرجة الأولى.
يعقوب محمد بدوره اعتبر وضع الحلول لظاهرة أو مشكلة زواج المواطن من الأجنبية مسألة تستحق أن ترفع إلى مستوى مناقشة القضايا الوطنية الكبرى بالنظر لما يحمله استمرارها من آثار سلبية للغاية على المجتمع الإماراتي على المديين القريب والبعيد، مشيرا إلى أن الكثير من الأبناء الذين يمثلون ناتجا لهذا الزواج يواجهون مشكلة التكيف اللغوي والثقافي مع المجتمع الإماراتي جراء كبر سن الأب وتحول الأم الأجنبية التي لا تتقن اللغة العربية واللهجة الإماراتية إلى المرجع الوحيد للأبناء، هذا الأمر الذي قد يؤدي إلى عزلة الأبناء عن أقرانهم في المجتمع.
وأكد راشد غريب على أهمية العثور على حلول جذرية للمشكلات المصاحبة لتعدد الزوجات ووضع معايير وشروط من ضمنها معرفة إمكانية الرجل من الزواج من اثنتين أو أكثر على الصعيد المادي والنفسي.
وأوضح ان الشريعة الإسلامية سمحت بالتعدد في الزوجات مع توافر العدل وهذا ما تحتاج إلى دراسة، وخاصة أن تعدد الزوجات يصاحبه في اغلب الحالات التفكك الأسري ومشكلات مع الزوجة الأولى لعدم رضاها بوجود امرأة تشاركها الزوج، وهذه المشكلات تؤثر على الأبناء بصورة سلبية ومنها إصابتهم بأمراض نفسية مما يؤدي إلى ضعف واضح في العطاء الدراسي، بحيث يقل اهتمام الزوج والزوجة بأبنائهم في وجود المشكلات في ما بينهم.
وأضاف أن المتطلبات الحياتية تصعب تدريجيا مما يصعب على الرجل الحصول على الوقت الكافي لإعطاء الزوجة حقها وانشغاله بتوفير المادة والسكن والأمور الحياتية للعائلة، فيجب على الرجل تلبية متطلبات الزوجة الأولى قبل التفكير بالزواج من أخرى، ونرى في الآونة كثرة التفكك الأسري وحالات الطلاق في مجتمعنا وهذا لا يعني أن تعدد الزوجات سيحل هذه المشكلات. ويرى جمعة المطيوعي أن الرجل بإمكانه الزواج مرتين أو ثلاث أو أربع إذا توافرت فيه الشروط التي ذكرها الدين الإسلامي وهي القدرة المادية وتوافر العدل.
وطالب المطيوعي المجلس الوطني مناقشة المشكلات التي تواجه المواطنين ووضعها من أولوياتهم،ومنها مساعدة المواطنين على تعدد الزوجات عن طريق دعمهم بمساعدات من صندوق الزواج، وخاصة أن الدولة بحاجه إلى تعديل النسبة السكانية في ظل وجود عدد كبير من العوانس في الدولة وميول المرأة بعد فقد الأمل من التوجه إلى الزواج من أجانب.
وقال إياس محمد بن هندي: أن أهم نقطة هي وجود التوافق بين الزوجين وفي حال تعدد الزوجات تولد مشكلات تؤثر سلبا على الحياة الزوجية وعلى الأبناء ومستقبل العائلة، فإن الحب المتبادل بين الزوجين هو عمود البيت وهو الحجرة الأساسية في مستقبل الأبناء.