1/1


تتسابق المراكز التجارية ومنافذ البيع الكبرى، قبل نحو أسبوعين من بداية العام الدراسي الجديد، في تقديم العروض الترويجية والتخفيضات على المستلزمات الدراسية كافة لاجتذاب أكبر عدد من المستهلكين، حيث راوحت نسبة التخفيضات بين 20% إلى 30% على معظم هذه المستلزمات .

رغم العروض الترويجية والدعاية الكبيرة المصاحبة لطرح منتجات العودة للمدارس، فإن منصات بيع تلك المنتجات شهدت إقبالاً ضعيفاً من جمهور المستهلكين، بسبب انشغال المستهلكين بشهر رمضان، وما يتبعه من احتياجات ومشتريات تستنزف قسما كبيراً من الرواتب، وكذلك بسبب تفضيل العديد من الأسر تأجيل شراء هذه المستلزمات الدراسية إلى بداية الشهر المقبل، بالتزامن مع الحصول على الرواتب .

ويعد موسم العودة للمدارس فرصة للعديد من المحلات والأسواق التجارية لتحقيق الأرباح التجارية، خاصة مع توافد الأسر عليها، لشراء مستلزمات أبنائها الخاصة بالمدارس، ما دفع العديد من المحلات إلى طرح العروض الترويجية والتخفيضات الكبيرة على هذه المنتجات، حيث تشهد هذه التجارة ركوداً نسبياً في باقي شهور السنة .

وأكد فيصل العرشي، نائب مدير عام جمعية أبوظبي التعاونية، أن الجمعية وفرت هذه مستلزمات من خلال العروض الترويجية الخاصة بموسم العودة إلى المدارس، وطرح تخفيضات سعرية على هذه المنتجات تتراوح بين 20% إلى 30% بما يخدم مصلحة المستهلك بتوفير المنتجات له بأقل سعر ممكن .

وأضاف أن الجمعية كذلك توفر الحقيبة المدرسية للطلبة بأسعار تتناسب مع الجميع، حيث تتراوح بين 32 و84 درهماً، وهو ما يعني انخفاض أسعارها مقارنة بالعام الماضي بنسبة تصل إلى 20%، والذي تراوحت فيه سعر الحقيبة بين 40 و120 درهماً .

ويرى العديد من المستهلكين أن التخفيضات على أسعار المستلزمات الدراسية حقيقية إلى حد ما في بعض منافذ البيع، مقارنة بالعام الماضي، فيما تباينت آراء المستهلكين في المراكز التجارية بين من يرى عدم وجود تخفيض حقيقي في الأسعار، وبين من لا يجد أي تغيير فيها .

تقول أم فهد (مواطنة) “نستطيع أن نلمس هذا العام تخفيضات حقيقية على أسعار المستلزمات الدراسية المختلفة، بدءاً من الدفاتر وحتى الأقلام والأدوات الأخرى، بعكس الأعوام السابقة التي كانت التخفيضات فيها مجرد دعاية لجذب الناس للدخول للتسوق دون وجود تخفيض حقيقي .

وأضافت: رغم أن حجم التخفيض ليس كبيراً، فإنه يعد أمراً جيداً وبداية صحيحة لتعديل أسعار هذه المنتجات، بعدما وصلت العديد من الأسر في مرحلة ما من الأعوام الماضية إلى قناعة أن أسعار هذه المنتجات ستستمر في موجات الارتفاع خلال الأعوام المقبلة، ومن الجيد أن نرى وجود انخفاض في الأسعار .

كما أوضحت أن أسعار هذه المنتجات شهدت خلال السنوات الماضية ارتفاعات كثيرة وكبيرة، تضاعف معها سعر هذه المنتجات، مما يجعل أي تخفيض في أسعارها غير محسوس بالقدر الكافي بالنسبة للمستهلكين، حيث إن معظم الأسر تخصص ميزانية لشراء مستلزمات المدارس كل عام وتنفذ بالكامل .

ويقول رابح حسين (موظف): قد تكون هناك تخفيضات بسيطة بالفعل على أسعار مستلزمات المدارس في العديد من منافذ البيع، وخاصة الكبرى منها مقارنة بالعام الماضي، إلا أن تزامن موسم العودة للمدارس مع موسمي رمضان والإجازات والعيد، يجعل أسعار هذه المنتجات مرتفعة في جميع الأحوال على المستهلكين .

وأضاف: لدي طفلان في المدارس، أخصص لكل منهما كل عام نحو 500 درهم لشراء المستلزمات الرمضانية رغم أني لا أشتري أغلى الأنواع، بل أبحث دائماً عن المنتجات المتوسطة السعر، في الوقت الذي تغري فيه منافذ البيع الأطفال لشراء منتجات عليها رسوم كرتونية من الشخصيات المحببة إليهم، وذلك عن طريق الدعاية واللوحات الإعلانية المنتشرة، وهو ما يصنع مرحلة أخرى من المعاناة بالنسبة إلى الأهل في محاولة لإقناع أبنائهم بشكل حضاري بشراء منتج آخر أقل ثمناً .

وتقول هدى خليفة (ربة منزل) “شراء مستلزمات المدارس للأبناء أمر لا غنى عنه، والتجار والمحلات تعلم ذلك جيداً وهذا يعد موسم ربح بالنسبة لها، ولذلك ليسوا مضطرين إلى تخفيض الأسعار، ونحن مضطرون للشراء، سواء كانت هناك تخفيضات أم لا” .

وأضافت: أنا لا أرى وجود تخفيضات حقيقية على أسعار السلع والمنتجات الخاصة بالمدارس، فلو دققنا النظر في هذه الأسعار والمنتجات، فسنجد أنه بالفعل يوجد تخفيض، ولكن في نوعية المنتجات وهو ما خفض سعرها، ولكن الأنواع الأخرى التي كان سعرها مرتفعاً والتي يقبل عليها الأطفال بشكل كبير لم تشهد انخفاضاً يذكر، وإنما شهدت نوعاً من الترويج الدعائي فقط عبر الملصقات الإعلانية .

وأوضحت أن المستلزمات الدراسية من السلع الاستهلاكية الأساسية، خاصة مع موسم بداية العام الدراسي، ولا تستطيع أي أسرة الامتناع عن شرائها منقوصة، وبالتالي يجب أن يتم تشديد الرقابة عليها من قبل الجهات المعنية، ومعرفة أسباب التفاوت الكبير في أسعارها بين منافذ البيع المختلفة .