الشفلح للطب الجيني على طريق العالمية

• المركز يسعى لتحقيق نتائج بحثية رائدة خلال 3 سنوات

• تعاون علمي مع جامعة قطر وحمد الطبية ووايل كورنيل

• أعرق الدوريات العلمية تنشر أحدث الأبحاث الجينية للمركز




الدوحة – الراية

حصول مركز الشفلح للطب الجيني على منح تمويل لخمسة أبحاث علمية دعما من برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي، والممنوحة من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي لعام 2010 يعكس أهمية الدور العلمي والبحثي الذي يقوم به المركز، حيث تم اختيار مقترحات 5 أبحاث علمية من مجموعة أربعة عشر بحثاً تقدم بها إلى الصندوق القطري، أي بنسبة 36 % وهي أعلى نسبة بين المؤسسات المتقدمة للصندوق من حيث القبول، وقد تم تخصيص "16" مليون ريال لدعم هذه الأبحاث الخمسة وذلك على مدار "3" سنوات.

وقد بلغ عدد المراكز البحثية المشاركة في قطر "14" مركزا بالتعاون مع "373" مؤسسة من أكثر من "49" دولة قدمت "536" مقترحا بحثيا فاز منها "126" مقترحا بحثيا.

واكد الدكتور حاتم الشنطي - مدير مركز الشفلح للطب الجيني - أن دعم وتمويل المشاريع البحثية يعد إنجازا ضخما ويقع على المركز مهمة كبيرة في الوصول إلى نتيجة خلال السنوات الثلاث أي خلال مدة دعم البحوث.

وأشار إلى أنّ البحوث لا تتعلق جميعها مباشرة بأمراض تصيب أطفال الشفلح، وأن بعضها يتطرق إلى مواضيع تهم العالم العربي بشكل عام مما يجعل دراستها محل ضرورة واهتمام، لافتا الى أن اثنين من هذه البحوث ستكون بشراكة مع الجامعة الأمريكية في بيروت والباقية سيتم تنفيذها بالتعاون مؤسسات الدولة ومنها جامعة قطر ومؤسسة حمد الطبية وجامعة وايل كورنيل ولكن الباحث الرئيسي سيكون من مركز الشفلح، لافتاً إلى أنه قد تم تخصيص حوالي "16" مليون ريال لدعم هذه البحوث الخمسة على مدار "3" سنوات، ومشيراً إلى أن هذا الدعم هو البداية وأن البحوث الجينية تأخذ الكثير من الوقت وثلاث سنوات لا تكفي.

وأشار د. الشنطي إلى الأبحاث الفائزة بمنحة الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، موضحا أن البحث الأول ركز على العوامل الجينية للأمراض الوراثية المتنحية في العائلات المرتبطة بزواج الأقارب للباحث الدكتور جميل العلمي، وتكمن أهمية هذا البحث أن نسبة حالات التزاوج بين الأقارب وصلت إلى أكثر من 50 % في بعض مجتمعاتنا العربية،
وهي تعتبر من أعلى النسب في العالم مما أدى إلى زيادة واضحة في الأمراض الوراثية وخاصة تلك التي تنتقل كصفة متنحية كالأمراض الاستقلالية والإعاقات الذهنية والعيوب الخلقية بأنواعها..

وشرح د. الشنطي أن هذه الدراسة ستعنى بالتعرف على هذه الأمراض بين العائلات القطرية والعربية واكتشاف الموروثات غير السوية "المشوهة" المسببة لكل مرض على حدة بعد تحديد موقعها الصبغي الجيني.

وأضاف: أما الدراسة الثانية التي قمت بتقديمها فهي تتعلق بعلاقة الموروثة الجينية بظواهر مرض حمى البحر الأبيض المتوسط الذي يعد من الأمراض الوراثية المنتشرة بشكل كبير في العالم العربي، وهذه الدراسة ستعنى بالبحث عن الجينات الأخرى التي قد تكون لها علاقة بالمرض وعن علاقة الطفرات المختلفة وحدة المرض وظواهره، في حين أنّ الدراسة الثالثة التي قمت بتقديمها أيضا ركزت على تحليل جين وبروتين "ليبن" ودراسة تأثيره في مرض الصدفية والذي يعتبر مرضا مزمنا غير معد يصيب الجلد والمفاصل والأظافر ويظهر في الرجال والنساء وفي كل الأعمار ويعتقد أن للوراثة سببا في حدوثه مثل مورثة جين "ليبن".. موضحا أن البحث الرابع يتحدث عن زواج الأقارب ودوره في الاستعداد الوراثي للخدج للباحث الدكتور خالد يونس ويركز على الذين يعانون من مشاكل صحية كثيرة قد تؤدي إلى الإعاقة، وستعنى هذه الدراسة بالبحث عن الجينات الأخرى التي قد تكون لها علاقة بولادات الخدج، إضافة إلى البحث الخامس "المحددات الوراثية لمرض السكري من الصنف الثاني" للباحث الدكتور بير زلوعة وهو يعنى بمرضى السكري الذي يصيب الكبار وهو مشكلة ضخمة باتت تنتشر في كل الوطن العربي بسبب التغيير في نمط الحياة مما يجعل الاستعداد الوراثي في منتهى الأهمية.

في إنجاز عالمي غير مسبوق استطاع مركز الشفلح للطب الجيني اكتشاف الجين المسؤول عن مرض إزاحة عدسة العين عن موضعها الطبيعي، حيث يسبب هذا المرض النادر ضعف الإبصار والتقليل من القدرة البصرية نتيجة انقطاع آليات ربط وتعليق عدسات العين، ليصبح المركز بذلك الإنجاز موقعاً ومعلماً بارزاً في مجال علم الوراثة والتميز والتفوق فيما يتعلق بالأمراض الجينية التي تحدث في مرحلة الطفولة.

ويمثل اكتشاف الجين المسؤول عن مرض إزاحة عدسة العين عن موضعها الطبيعي يعد إنجازا عالميا لمركز الشفلح للطب الجيني، وبهذا الاكتشاف أصبح مركز الشفلح للطب الجيني موقعاً ومعلماً بارزاً للاختبارات الجينية ولهذا المرض، كما أنه فتح الأبواب أمام بحوث مستقبلية حول مرض إزاحة العين والأمراض الجينية الأخرى.

وبالرغم من ندرة مرض إزاحة عدسة العين عن موضعها الطبيعي إلا أن هذا المرض مهم وهذا الاكتشاف يفتح الباب واسعا في مجالي الطب والعلاج لفهم المرض بدقة، لافتاً إلى أن فريق البحث بمركز الشفلح قد قام على مدى عام كامل بإجراء أبحاثه عن المرض وتم عرض النتائج في مؤتمرين دوليين كبيرين، كما تم نشر الاكتشاف في صحيفة "أمريكان جورنال اوف هيومن جنيتكس" المتخصصة في الأمراض الجينية، وسجل أيضا كاكتشاف طبي للمركز، موضحاً أن المركز بعد هذا الاكتشاف سيكون مركزاً شاملاً في مجال علم الوراثة والتميز والتفوق فيما يتعلق بالأمراض الجينية التي تحدث في مرحلة الطفولة.
وأكد الدكتور حاتم الشنطي أن هذا الاكتشاف الطبي يعد أول إنجاز يحققه فرع الأبحاث التابع لمركز الشفلح، وأضاف أن الدراسات والأبحاث التي أجريت على المرض استغرقت عاما كاملا ولكن سبق ذلك أعمال تحضيرية كثيرة أدت في النهاية إلى اكتشاف الجين المسبب لمرض إزاحة عدسة العين، مبيناً أن هذا المرض نادر الحدوث ولا توجد إحصائيات دقيقة عن مدى انتشاره سواء في قطر أو في دول العالم إلا أن اكتشاف الجين المسبب للمرض يعد أمراً مهما بالنظر إلى خطورة المرض.

واشار الى أنه قد تم اكتشاف الجين المسؤول عن مرض إزاحة عدسة العين من خلال إجراء بحث على أسرة واحدة بقطر، وأن العمل جارٍ على إجراء بحوث لأسر أخرى، موضحاً أن هذا المرض وراثي تزيد نسب الإصابة به نتيجة زواج الأقارب، ومشدداً على ضرورة التشخيص المبكر لمرض إزاحة عدسة العين.

وأشار د. الشنطي إلى أن الجين الذي تم اكتشافه لا يمكن أن يطلق عليه تسمية محلية منسوبة إلى جهة معينة وفق اتفاق دولي بعدم احتكار الاكتشافات الجينة، مؤكداً أن الاكتشاف يعد إنجازا عالميا لمركز الشفلح للطب الجيني والعالم بأسره.


http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19