انطلاق فعاليات ملتقى المنال (المسرح والإعاقة.. رسالة ومسؤولية)

الشيخة جميلة القاسمي رئيسة تحرير المنال

للمسرح دور كبير في خدمة قضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة

رسالة المسرح هادفة وقيمة وعميقة تؤثر في الوجدان وتزيد من حالة الوعي المجتمعي


تحت رعاية معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع انطلقت صباح اليوم الثلاثاء 25 مايو الجاري فعاليات ملتقى المنال (المسرح والإعاقة..رسالة ومسؤولية) والذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية يومي الثلاثاء والأربعاء 25 ـ26 مايو الجاري في معهد الشارقة للفنون المسرحية بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح ومجموعة مسارح الشارقة والجامعة الأمريكية بالشارقة وشركة فاست.

حضر الحفل كل من: سعادة الشيخ أحمد بن محمد بن خالد القاسمي مدير إدارة الشؤون التنفيذية في الأمانة العامة للأوقاف والمستشار علي حسن الرضوان رئيس جمعية أولياء أمور المعاقين، والأستاذ صلاح خميس الحوسني رئيس قسم الأنشطة الطلابية بمنطقة الشارقة التعليمية وسعادة الأستاذ أحمد ناصر الفردان أمين عام مجلس الشارقة الرياضي نائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية والأستاذ أحمد المظلوم المدير التنفيذي لنادي الثقة للمعاقين.

استهل الحفل بالسلام الوطني وآيات عطرة من القرآن الكريم، ثم ألقت المنسق العام للملتقى الأستاذة منى عبد الكريم كلمة رحيت في مستهلها بجميع الحاضرين هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا والتي جعلنا فيها احتفالنا بصدور أول عدد من مجلة المنال في مايو / أيار 1987 فرصة طيبة للقائكم وإضافة جديدة نأمل أن تترك أثرها الايجابي في حياة الأشخاص المعاقين على امتداد وطننا العربي الكبير.

وأوضحت الأستاذة منى عبد الكريم أنه لمن دواعي الشرف أن نشيد برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ودعمه لكل المبادرات والأفكار التي تخدم المجتمع ورفعته وعلوه بكل فئاته وفي كل المجالات الحياتية والفكرية والثقافية، لا فرق ولا تمييز في الرعاية والاهتمام والدعم بين أشخاص معاقين وغير معاقين ولا حواجز أو قيود تحول بينهم وبين ممارسة حقوقهم التي كفلها لهم القانون بما فيها حقهم في ارتياد المرافق العامة والمسارح ودور العرض وغيرها من أماكن التثقيف والترويح.
ونوهت منسق عام الملتقى بكلمة صاحب السمو حاكم الشارقة في يوم المسرح العالمي في مارس / آذار 2007 التي عبر فيها عن ايمانه الراسخ بدور المسرح القائم على الحوار وتفهم الآخر وأكد فيها ثقته بقدرة المسرح على تعميق التواصل وعلاقات المودة ليس بين أبناء المجتمع الواحد وفئاته مهما اختلفت وتفاوتت قدرات أصحابها بل بين كافة الأمم والشعوب على تنوع ثقافاتها وتعدد لغاتها.

وتوجهت الأستاذة منى بجزيل الشكر والتقدير إلى الضيوف الكرام من الدول العربية والخليجية الشقيقة ومن دولة الإمارات العزيزة الذين لبوا الدعوة وحرصوا على إغناء هذه المناسبة الطيبة بحضورهم ومشاركتهم الفاعلة، كما شكرت كل رعاة الملتقى وداعميه وخاصة الهيئة العربية للمسرح، مجموعة مسارح الشارقة، الجامعة الأمريكية بالشارقة، شركة فاست للمقاولات.. وكل من كان له دور واسهام في الإعداد لهذا الملتقى وتوفير مقومات نجاحه.

ولفتت منسق عام الملتقى إلى أنه وقبل سنوات عديدة كتب الشاعر السوري ممدوح عدوان مسرحية بعنوان (اللمبة) ـ أي المصباح ـ قام بتمثيلها أشخاص معاقون ونجحت وقتها نجاحاً كبيراً في اجتذاب الجمهور حيث تركز المسرحية على أهمية العمل بالنسبة للإنسان سواء أكان معاقاً أم غير معاق وأهمية منحه فرصة لإثبات قدراته وإمكانياته ومواهبه حيث يؤكد الشاعر والمسرحي الكبير ممدوح عدوان: الذين لا نعطيهم فرصة العمل يظلون مطفئين، والآخرون يكونون مضيئين بمقدار ما ينهمكون في عملهم ويبدعون فيه.

وتوجهت الأستاذة منى من خلال هذه العبرة إلى كل المعنيين بالكتابة الإبداعية والمسرح والعاملين في المجال إلى زيادة جرعة الثقة بالأشخاص المعاقين وقدراتهم وامكاناتهم ذلك أن هذه القناعة كفيلة بإطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم، قائلة للمؤلفين والمبدعين جميعاً:

لا تبخلوا علينا بهذه الثقة فهي مفتاح إبداعنا وتميزنا كما كانت مفتاح إبداع الشاعر ممدوح عدوان.. وكذلك مفتاح إبداع الشاعرة الأستاذة صالحة غابش التي أبدعت وأجادت في كتابة نص أوبريت تناغم هذا العمل الذي تضافرت فيه جهود المبدعين تلحيناً وإخراجاً وتدريباً وثقة وقناعة بقدرات أبنائنا وطلبتنا في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الذين جسدوا فيه بإبداع وصدق واقع العمل مع مختلف الإعاقات،.. واستطاعوا من خلاله تلخيص العلاقة الايجابية بين المجتمع بكل مكوناته والمدينة بما تمثله من تلبية لحاجات وقضايا إنسانية،.. وكذلك الدورالمجتمعي الذي لا يمكن لأي مؤسسة أن تنجح من دونه في تحقيق أهدافها ـ كما تقول سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة تحرير المنال.

بعد ذلك تابع الجميع أوبريت تناغم، وهو من بطولة وأداء طلاب مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وقد أشرفت عليه سعادة الشيخة جميلة القاسمي وقامت بتنسيقه ومتابعته آمنة إبراهيم الأميري وهو من تأليف صالحة غابش وألحان ليلى أبو ذكري وتوزيع الموسيقى لباسل عباس ومساعد المخرج محمد بكر والاخراج لمحمود أبو العباس.

وفي نهاية عرض مسرحية تناغم أكد سعادة الشيخ أحمد بن محمد بن خالد القاسمي مدير إدارة الشؤون التنفيذية في الأمانة العامة للأوقاف أن ما شاهده الجميع هو إبداع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فقد استطاع الأشخاص من ذوي الإعاقة أن ينجزوا المهمة على أحسن وجه وقدموا فناً رفيع المستوى لم يكن الكثيرون يتوقعون أن يشاهدوه.

وأشاد سعادة الشيخ أحمد بن محمد بن خالد القاسمي بقدرة الأشخاص من ذوي الإعاقة على تقديم هذا المستوى من الفن الراقي داعياً جميع أبناء المجتمع إلى مساندة هذه الشريحة والإيمان بقدراتها وإمكانياتها والاستثمار فيها في المستقبل القريب فقد كانت الصورة الرائعة التي قدموها خير دليل على ما يستطيعون إنجازه.

ولفت سعادة الشيخ أحمد بن محمد بن خالد القاسمي إلى أهمية المسرح في عملية دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة نظراً لما يكتسبه العاملون فيه من قوة وثقة في الشخصية تساعد على الانخراط المجتمعي فيأتي التقبل المنشود والذي نحرص على أن يكون قائماً على أسس علمية سليمة ومتينة.

من جانبه أشار الفنان السوري معن عبد الحق والذي حقق جماهيرية عربية واسعة من خلال تجسيده لشخصية (صطيف) الكفيف في مسلسل (باب الحارة) إلى أهمية مسرحية (تناغم) التي قام بتأديتها طلبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وهم من الأشخاص ذوي الإعاقة الأمر الذي يؤكد صوابية التوجه الذي تنتهجه هذه المؤسسة في اهتمامه المشهود بذوي الإعاقة.

ولفت الفنان معن إلى الطاقات الهائلة التي يتمتع بها الأشخاص من ذوي الإعاقة والتي ظهرت بشكل جلي من خلال العرض المسرحي (تناغم) مشدداً على أهمية متابعة هذه المواهب والاستفادة منها في المزيد من الأعمال الفنية.

وأوضح عبد الحق أن الدراما العربية بشكل عام مقصرة في تناولها لمواضيع الأشخاص من ذوي الإعاقة رغم الومضات التي لا يمكن إنكارها عبر التاريخ الدرامي العربي، مشدداً على أهمية تصدي المسلسلات العربية لمواضيع الإعاقة ومعالجتها بشكل علمي دون الانجراف وراء العواطف.

جلسة العمل الأولى

وبعد استراحة قصيرة بدأت جلسات العمل بجلسة (مسرح الأشخاص ذوي الإعاقة حق أم ترفيه.. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة) حيث ترأس الجلسة الفنان الإماراتي محمد العامري وكان مقرر الجلسة المخرج يحيى الحاج وشارك في الجلسة الأستاذ محمد النابلسي منسق العمليات الفنية في مجموعة مسارح الشارقة والمخرجة روان بركات من المملكة الأردنية الهاشمية.

وفي مستهل الجلسة أعرب الفنان العامري عن سعادته بالمشاركة في فعاليات ملتقى المنالثم أعطيت الكلمة للمخرج يحيى الحاج الذي رحب بسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة تحرير مجلة المنال معرباً عن سعادته بحضورها فعاليات الجلسة.

كما أشاد المخرج يحيى بمسيرة العطاء المتواصلة للمدينة والتي تزرع الابتسامة على وجوه الأشخاص من ذوي الإعاقة لافتاً إلى اهتمامها بالمسرح بوصفه مجالاً مهماً من مجالات إظهار الطجاقات الإبداعية وخاصة بالنسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة.
ثم قدم الأستاذ محمد النابلسي ورقة عمله بعنوان (مسرح الأشخاص ذوي الإعاقة..حق أم ترفيه/ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة) أكد في مستهلها على اعتبار المسرح أداة ثقافية فنية راقية تفتح الآفاق الجديدة للتعبير عن مكنونات الذات، كما لفت إلى أهمية الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة حيث تهافتت الدول للتوقيع عليها والالتزام بالمواد الواردية فيها.

وركز الأستاذ النابلسي في ورقة عمله على خصائص حقوق الإنسان من شمولية وتكاملية وعالمية غير قابلة للمساس أو التنازل متطرقاً إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في عام 1948 والاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة والصادرة في العام 2006 حيث تعتبر هاتين الوثيقتين من أهم الوثائق التي نستطيع القياس بهما على ما تبقى من الوثائق والاتفاقيات الدولية الأخرى.

وتناول النابلسي في ورقة عمله علاقة مسرح الأشخاص ذوي الإعاقة بالاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال حرية التعبير والحصول على المعلومات وعدم التمييز وضرورة إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع.

وختم الأستاذ النابلسي ورقة عمله بمجموعة من التوصيات منها: رفع مستوى التسهيلات والبنية التحيتية في دور العرض المسرحية و تحديد مجموعة من البرامج الثقافيةوالمسرحية ضمن استراتيجية وزارة الثقافة والشباب والمؤسسات المسرحية وتوفير معلمين ومعلمات مسرح في مؤسسات تدريب وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة وإقامة مهرجان لمسرح الأشخاص ذوي الإعاقة مرة واحدة على الأقل في العام ورفع عدد أعضاء الفرق المسرحية من الأشخاص ذوي الإعاقة.

كما قدمت المخرجة روان بركات ورقة عمل بعنوان (تجربة مسرحية بصرية لمخرجة كفيفة) قدمت لها باستغراب البعض لكونها من الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وتدرس المسرح وقدرتها على إخراج المشاهد البصرية، كما تطرقت إلى إدراكها للألوان والصور من خلال معاني الكلمات وأشكالها وأوصافها وأحياناً ملمسها ورائحتها.

ثم تحدثت المخرجة روان عن مراحل ارتقائها الدراسية وكيفية تلقيها للعلم والصعوبات التي واجهتها لدى تقديمها لعرض مسرحي عندما كان عمرها 13 عاماً إذ لم يتم تناول العرض بالنقد المسرحي الجاد وإنما تم الحديث عن إنسانة كفيفة تقدم عرضاً مسرحياً افترضوا سلفاً أن الشخصية التي تمثلها هي شخصية لامرأة كفيفة على الرغم من عدم وجود إي إشارة تدل على ذلك في العمل.

وبعد حديثها عن مرحلة الجامعة ودراستها في تلك المرحلة ختمت المخرجة روان ورقة عملها بالتأكيد على أنها تحاول تعميم تجربتها لفتح آفاق جديدة للأطفال ذوي الإعاقة البصرية خاصة وذوي الإعاقة عموماً للمشاركة في جملة الأنشطة الفنية والثقافية والمجتمعية ومحاولة تعميم فكرة دور عرض مسرحية صديقة للأشخاص المعاقين والتعامل معها كفنانة مسرحية أو مخرجة مسرحية دون الإشارة إلى إعاقتها وفتح أقسام للدراما وإدخالها في مراكز تدريب وتأهيل الأشخاص من ذوي الإعاقة.

مداخلة سعادة الشيخة جميلة القاسمي

وفي مداخلة لها في الجلسة الأولى رحبت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي بجميع الحاضرين وتوجهت بالشكر لهم وللقائمين على ملتقى المنال وللرعاة والداعمين، كما شكرت الهيئة العربية للمسرح وشكرت الأساتذة الذين قدموا أوراق عملهم القيمة وخاصة ما قدمته المخرجة روان بركات حيث عبرت سعادة الشيخة جميلة القاسمي عن فخرها واعتزازها بهذه المخرجة المبدعة.

وأشارت رئيسة تحرير المنال إلى أن أي مهنة تحتاج إلى صبر واجتهاد وإصرار وعزيمة سواء كان الشخص معاقاً أم غير معاق وهنا لا بد من إتاحة الفرصة أمام الأشخاص من ذوي الإعاقة كي يثبتوا قدراتهم وإمكانياتهم في ميدان العمل، لافتة إلى أهمية المسرح في عملية الدمج المجتمعي التي نحرص على أن تكون عملية ناجحة بإذن الله.

كما لفتت سعادة الشيخة جميلة القاسمي إلى الدور الكبير الذي يلعبه المسرح في خدمة قضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة لأنه ذو رسالة هادفة وقيمة وعميقة تؤثر في الوجدان وتزيد من حالة الوعي الجماهيري والمدينة ستحرص باستمرار على خدمة الأشخاص المعاقين والارتقاء بمستواهم بعونه تعالى.

جدير بالذكر أنه وفي الساعة السابعة من مساء اليوم ستعرض مسرحية (المانيكان المحتال) ، أما يوم غد الأربعاء 26 مايو فستشهد الفترة الصباحية جلستي عمل بالإضافة إلى جلسة عرض التوصيات وخلال الفترة المسائية سيتم عرض مسرحيتي (ما ذنبي أنا؟) و (إبداع).


مع تحيات قسم الإعلام في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية